اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4147 مكان: الديار المحروسة
|
وفاة الشيخ السيد محمد درويش الخطيب الشافعي بحلب بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
انتقل الى رحمة الله تعالى ومغفرته شيخنا وشيخ شيوخنا العلامة الفقيه السيد محمد درويش الخطيب الشافعي بمنزله بحلب سورية اليوم عن عمر ناهز 110 سنوات.
رحمه الله تعالى وأعلى في الجنة مثواه..
تم الصلاة عليه في الجامع الكبير بحلب بعد صلاة الظهر، وكان العزاء في جامع زين العابدين بحلب الجديدة.
محتصر عن سيرة هذا العالم الجليل
الشيخ محمد بن درويش بن الشيخ محمد الخطيب الملقب ب (كوزال ) ابن الشيخ مصطفى بن محمد عرب بن أحمد
يتصل نسبه بعشيرة النعيم المشهور نسبها إلى آل البيت .
فقيه ، فرضي ، واعظ من المعمرين.
صوفي المشرب أخذ الطريقة النقشبندية عن شيخه الشيخ محمد أبي النصر بن خلف الحمصي
ولد في قرية الجينة ( تبعد عن حلب 35 كم تقريباً ) في أسرة متدينة تفخر بإرثها التاريخي في خدمة الدين ونشر العلم .
أمضى طفولته وشبابه في القرية وسط المزارع والحقول يعمل بالزراعة ورعي الماشية مما أكسبه حساً مرهفاً وذاكرة قوية وقدرة على التفكير والاستنتاج .
ولما قامت الحرب العالمية الأولى قصد قريتهم الشيخ أحمد الشهيد وأقام فيها يعلم أبناءها القرآن الكريم فأسرع الشيخ إليه وتعلم تلاوة القرآن على يديه في أقل من خمسة أشهر ، ولما انتهت الحرب العالمية الأولى عاد الشيخ أحمد إلى مدينة حلب ، وظل الشيخ في القر ية بعد أن أوقد فيه شيخه جذوة حب العلم والمعرفة ، فراح يتعلم الكتابة والحساب بنفسه دون معلم فأتقنهما ، وعمل كاتباً ومحاسباً لدى بعض المزارعين لكن حبه للعلم وتطلعه لمتابعة تحصيله دفعه إلى القدوم إلى حلب والعمل على الانتساب إلى المدرسة الخسروية واستطاع الشيخ تحقيق أمنيته ودخل المدرسة الخسروية وهو لايملك سوى الرغبة الأكيدة في طلب العلم حيث تلقى في المدرسة علوم التلاوة والتجويد والتفسير والحديث والفقه الشافعي والتربية والأخلاق والتوحيد والمنطق والفرائض وعلوم اللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وآدابها بالإضافة إلى بعض العلوم الكونية كالحساب والجغرافية وغيرها .
من شيوخه في المدرسة الخسروية :
الشيخ محمد نجيب خياطة والشيخ راغب الطباخ والشيخ محمد سعيد الإدلبي والشيخ عمر المارتيني والشيخ فيض الله الأيوبي والشيخ عيسى البيانوني والشيخ عبد الله حماد والشيخ إبراهيم السلقيني (الجد) والشيخ أحمد الشماع والشيخ محمد الناشد وغيرهم من علماء حلب ، وإن كان لشيخه الشيخ أحمد الشهيد الأثر الأكبر في بنائه العلمي حيث لازمه في المدرسة الإسماعيلية وقرأ عليه علم النحو والفقه مدة طويلة
وخلال دراسته في المدرسة الخسروية انقطع انقطاعاً تاماً لطلب العلم ومطالعة كتب الفقه وتابع دراسته في المدرسة حتى تخرج فيها سنة 1339 هــ
تخرج مع الشيخ في دفعته كل من : يوسف الشواف وجميل الحبال ومحمد طيفور السبسبي ومحمد الحماده وصبحي طنبجات وعبد الرحمن الخياطة ومحمود العزيزي وأسعد الرفاعي ومحمد الآلجاتي وعبد الوهاب السباعي ومحمد القاري وسعيد دحدوح وهاشم السيد عيسى وسامي زين الدين ويوسف كرزة
بعد تخرده في الخسروية عاد إلى قريته يؤم الناس فيها ويدعوهم إلى الله ويرشدهم إلى أمور دينهم ودنياهم ، وغدا مرجعاً لأهل المنطقة كلها في فتاواهم وحل مشكرتهم الاجتماعية ، ثم راح ينتقل في الأرياف معلماً وواعظاً وإماماً وخطيباً في منطقة ( تفتناز وعين العرب ومعرة النعمان ) فاستفاد منه خلق كثير التزموا بمبادئ الشرع الحنيف وساروا على نهجه القويم ، ولم يأل جهداً في نشرة الدعوة بين غير المسلمين في تلك المناطق إذ غدا محبوباً لديهم فالتقوا حوله يستمعون إلى وعظه وإرشاده وحديثه عن قناعة ورغبة صادقة .
وبعد تجوال في هذه القرى استمر أكثر من عشرين سنة عاد إلى حلب وتقدم لامتحان مديرية الأوقاف لاختيار الأئمة والخطباء وحصل على الدرجة الأولى فيه فعين إماماً وخطيباً ، وتنقل بهذه الوظيفة في عدد من مساجد حلب ، ثم عين مدرس محافظة في دائرة الإفتاء فكان له درس في الفقه والوعظ والإرشاد في الجامع الأموي الكبير ، ودرس مثله في سجن حلب ، وقد استطاع أن يؤثر على كثير من السجناء ، ويأخذ بأيديهم إلى طريق الهدى والرشاد فتاب على يديه الكثير منهم كما أسلم على يديه في السجن رجلان أو ثلاثة ولم يتركهم الشيخ بعد خروجهم من السجن بل تابع خدمته لهم حيث سعى في إيجاد عمل شريف لكثير منهم .
تميز الشيخ بعلمي الفقه الشافعي والفرائض وكثيراً ماكان مفتي حلب الشيخ محمد عثمان بلال رحمه الله ومن قبله المفتي الشيخ محمد الحكيم رحمه الله يحيلان إليه المسائل الفقهية والإرثية فيجدان لديه الجواب المحكم السديد والرأي الصائب الرشيد.
قام الشيخ برحلات متعددة إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة للوعظ والإرشاد فيها .
من صفاته :
كان غزير العلم واسع المعرفة حاد الذكاء قوي الذاكرة صائب الرأي ، حليم ، وقور ، هادئ ، محب لطلابه ، محبوب لديهم .عفيف النفس واليد ، عالي الهمة ، يأكل من جهده وعمله ، ويقدم العون لطلابه وإخوانه ، يهوى الصيد وركوب الخيل
جميل الوجه أبيض اللون مشرب بحمرة بهي الطلعة عليه سيما العلماء ووقارهم يزين بعمامة بيضاء فوق طربوش أحمر .
ترك الشيخ عدداً من المجاميع في موضوعات مختلفة ضاعت مع الزمن وله من الكتب المطبوعة كتابان هما :
مشاهدات اليوم الآخر طبع عام 1981م ومعجزة القرآن الكريم تتحدى البشر إلى الأبد
وفاته : توفي الفقيه الشافعي الكبير الشيخ محمد درويش الخطيب في حلب بعدما أمضى عمره في العلم والذكر والاستقامة
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعوض الأمة عنه خيرا
مصدر الترجمة : كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر أخذت الترجمة من الشيخ مباشرة
منقول
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|