موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

شرح حديث لا تسبوا أصحابي
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=691
صفحة 1 من 1

الكاتب:  موج الرحيل [ الجمعة أكتوبر 22, 2004 4:11 am ]
عنوان المشاركة:  شرح حديث لا تسبوا أصحابي

قال الحافظ المتمكن الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله :

الحمد لله رب العالمين له النعمةُ وله الفضلُ وله الثناءُ الحسن وصلوات الله البر الرحيم وملائكته المقربين على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وبعد:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (( لا تسبوا أصحابي فمن أحبَّهم فبِحُبِّي أحبَّهُم ومن أبغَضَهُم فبِبُغْضي أبغَضَهُم )) . هذا الحديثُ معناهُ لا تسُبُّوهُم جُملَةً ، سَبُّ جميعِ الصحابةِ هو الذي نهى عنه الرَّسُولُ، ليسَ معناهُ لا تسُبُّوا أيَّ فردٍ ممن صَحِبَني لأن منهم مَن سَبَّه الرَّسولُ ، رجلٌ كان يَخْدِمُ الرَّسولَ في الجهادِ، كانَ خادِمَهُ عبدَه المملوكَ ، في غزوةٍ من الغزواةِ سرَقَ شَمْلَةً أي نوعًا من الثيابِ التي أُسِرَتْ منَ الكُفَّارِ غنيمةً ، ثمَّ هذا الرَّجلُ جاءَهُ سَهْمٌ ليسَ مقصودًا بـه فماتَ فقال الرَّسولُ صلى الله عليه وسلَّمَ : (( هو في النارِ )) ، فنظروا في حالِه فوجدوهُ سَرَقَ شَـمْلَةً من الغنيمةِ قبلَ القِسْمَةِ ، ليسَ كلُّ مَن صَحِِبَ الرَّسولُ ولـيًّا تقيًّا ، فيهم أولياءُ هم أفضلُ أولياءُ البشرِ لا يأتي مِثْلُهُم إلى يومِ القيامةِ كأبي بكرٍ وعمَرَ وعثمانَ وعليِّ ، مِن حيثُ الإجمالُ يُقالُ أصحابُ رسولِ اللهِ أفضلُ البشرِ بعدَ الأنبياءِ.

السَّبُّ الذي نهى الرَّسولُ عنه هو سَبُّ الصحابةِ جُملَةً أو سبُّ فردٍ منهم بغيرِ سببٍ شرعيٍّ، أما مِثلُ معاويةَ فيجبُ بيانُ أنه كانَ ظالِمًا حتى لا يظنَّ بعضُ النّاسِ من شِدةِ الجهلِ أن ما فعلَه معاويةَ من الظُّلْمِ حقٌ ، لأجلِ ذلكَ نحنُ نذكرُ أنّ معاويةَ كان ظالِماً ، قتلَ سِتَّةً من الصّحابةِ من غيرِ سببٍ شرعيٍّ لِـمُجَرَّدِ أن الوالي الذي وَلاَّهُ الكوفَةَ كتبَ فيهم : (( إن كُنتَ تُريدُ استتبابَ الأمرِ لك في العراقِ فإني أُوَجِّهُ لكَ هؤلاءِ )) ، وجَّهَ إليهِ حُجْرَ بن عَدِيٍّ ، هذا الوالي كان يخطُبُ على الـمِنْبَرِ يوم الجمعة ، الرّسولُ عليه الصلاة والسلام ما كان يُـحِبُّ إطالَةَ الخُطْبَةِ قال : (( أطيلوا الصَّلاةَ واقصُروا الـخُطبَةَ )) ، فأخذا هذا الصحابيُّ حصى من حصى المسجدِ ، المساجِدُ كانتْ تُفرَشُ بالحصى، وقال للوالي : (( الصلاةُ )) ، ما سمِعَ كلامَهُ وتمادى ، ثم حَصَبَهُ بحصاةٍ وقال (( الصلاةُ )) ، لهذا فقط كتبَ إلى معاويَةَ أن يُوَجِهَهُم من الكوفَة إلى دِمشقَ فحبَسَهم معاويَةُ ثم قتلَهُم ، وكان حُجْرُ بنُ عدِيٍّ من جماعةِ سيِّدِنا عليٍ ّ، معاويةُ كان فيه حِقدٌ على كلِّ مَن يُوالي عليًا ، ثمّ حُجْرُ بنُ عديٍّ لما كان في الحبسِ أصابَه احتلامٌ فطلبَ الماءَ للغُسلِ فقال له السَّجانُ لا أُعطيكَ أنا مسؤولٌ عنْ ماءِ شُرْبِكُم فدعا اللهَ حُجْرُ بنُ عديٍّ فأنزلَ اللهُ مطرًا لم يتجاوزِ المكانَ الذي كان فيه فاغتسلَ . معاويةُ قتلَ خِيارَ التَّـابعينَ وخيارًا من الصحابةِ وما كان في جيشِه تقيٌ.

سَبُّ الصّحابَةِ جُملَةً كُفرٌ ، فمن قال الصّحابةُ أيُّ فَضْلٍ لـهم مُستَخِفًا بهم كفرَ ، وكذلك إذا قال الصحابةُ لا يُـؤتَمَنونَ في نقلِ الشّريعةِ ، لأننا ما عَرَفْنا الشَّريعةَ إلا بِواسِطَتِهم ، نحنُ ما أدركنا الرَّسولَ من أينَ كُنَّا نعرِفُ الشَّريعةَ لولاهُم ؟! فالذي يُـخَوِّنُ الصحابةَ جُملَةً كافرٌ، القرءانُ مِن طريقِهم وصلَ إلينا ، وأمورُ الدِّينِ كُلُّها من طريقِهم وصَلَت إلينا فالذي يُـخَوِّنُهم كافرٌ ، أمّا سَبُّ أفرادٍ مِنهُم لسَببٍ صحيحٍ ليسَ حراماً مِثلُ ذِكْرِ معاويَةَ فيما فَعَلَه مِنَ الظُّلْمِ في المالِ والنُّفوسِ ، قتلَ عِشرينَ ألفَ نفسٍ من الصّحابةِ والتّابعينَ ، أما الذينَ كانوا مِن أتباعِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ وكانوا في جيشِه، بِحَقٍّ قاتَلوا مُعاويَةَ . مُعاويَةُ لأَجلِ المُلْكِ والرِّئاسةِ قاتلَ سيِّدُنا عليًّا، حُبُّ الرِّئاسَةِ يُوقِعُ في الهلاكِ وحبُّ المالِ أيضًا يُوقِعُ في الهلاكِ بعضُ النّاسِ لأجلِ الوُصولِ للرِّئاسَة يَكْفُرونَ وبعضُهُم لأجلِ المالِ يَكفرونَ .

عُلَماءُ الحديثِ لِـمَ ذَكَروا في كُتُبِهم ما حصَلَ مِنْ مُعاويَةَ من الـمَساوىءِ والظُلْمِ ؟ أليسَ لِيَعرِفَ النَّاسُ حالَهُ وسيرَتَه ؟ ثمّ كتبُ الحديثِ التي من أيامِ السَّلَفِ إلى الخلَفِ التي فيها ذِكْرُ ما فعلَ معاويَةُ من الظُّلْمِ مَـوجودَةٌ وفيها أن الرَّسولَ دعا على معاويَةَ فقالَ : (( لا أشبَعَ اللهُ بَطنَهُ )) ، مرَّةً الرَّسولُ عليه السَّلامُ أرسلَ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ ليدعُوَ معاويَةَ فوجَدَه يأكلُ فرَجَعَ إلى الرَّسولِ فقال : (( إنه يأكلُ )) ، ثم أرسَلَهُ ثانيَةً ليَدْعُوَهُ فوجَدَهُ يأكلُ فرجعَ فقال : (( يا رسولَ اللهِ إنه يأكلُ )) ، فقال الرسولُ صلى الله عليه وسلَّم : (( لا أشبَعَ اللهُ بطْنَه )) . فكانَ معاويةُ يأكلُ في اليومِ سَبعَ وَجَباتٍ ، فنحنُ نذكرُ مَساوِءَهُ للتحذيرِ ، ليحذرَ الناسُ منْ مِثلِ فِعلِهِ ونكونُ اتَّبعنا في ذلك عُلماءَ الحديثِ .

الكاتب:  صلاح الدين المقدسي [ الجمعة أكتوبر 22, 2004 10:09 am ]
عنوان المشاركة: 

بارك الله بك وبشيخك وجعله دائما سيفا على أعناق الوهابية والروافض والجهلاء

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/