موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: شرح حديث مَن كنتُ مولاهُ فعَلِيٌّ مولاهُ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 23, 2004 1:45 am 
غير متصل

اشترك في: السبت يوليو 10, 2004 1:37 am
مشاركات: 136
قال الحافظ المتمكن الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله :

الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين وحبيب رب العالمين وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل والصالحين وسلام الله عليهم أجمعين أما بعد :

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَن كنتُ مولاهُ فعَلِيٌّ مولاهُ اللهُمّ والِ مَنْ وَالاهُ وعادِ مَن عاداهُ )) ، معنى هذا الحديثِ أن الذي يُوالي عليًا رضيَ الله عنهُ أي يَـتْبَعُهُ ويَنْـصُرُه الله يُـوالِـيْهِ أي يَـنْـصُرُه ويُـكْرِمُه ، أما من عادى عليًا الله يُـعاديه أي يُـهينُه ويَخْذُلَـهَ ويُـعَذِّبُـهُ في الآخرَةِ .
سيِّدُنا عليٌّ رضي الله عنه بايَـعَهُ أهلُ المدينة فوجَبَ على كلِّ إنسانٍ أن يُـوافِقَ على خِلافَـتِه ولو كان لا يَعرفُ المدينةَ، فمن قال بعد ذلك لعليٍّ أنت لستَ إمامي يكونُ وقعَ في ذنبٍ كبيرٍ ، إذا قال لـه لا أعترِفُ بِخِلافَـتِكَ يكونُ فاسقًا كبيرًا ، معاويةُ قال له أنتَ لستَ إمامَنا ، فَـتَـنَ أهلَ الشّـامِ ، كانَ هوَ غاضِبًا أيامَ عمرَ وعثمانَ فَفـتَـنَ أهلَ الشّـامِ فصدّقوهُ في قولِـه إن عليًا كان له يَـدٌ في قَـتْلِ عثمانَ ، أوْهَمَهُم ذلكَ ، لذلكَ ترك الذينَ كانوا في جيشِ عثمانَ يَخْـتَـلِطونَ بجيشهِ لِيُمَوِّهُ عليهِم ، معاويةُ لِيبقى رئيسًا حاكمًا مستقلاً قال لعليٍّ أنا لا أعترفُ بك لأنّـكَ لا تـأخُذُ حقَّ عثمانَ ، معاويةُ ليس لهُ حـقٌ في أنْ يقولَ ذلكَ لأنَّ عليًا رضي الله عنه ليسَ هوَ الذي لهُ أن يأخذَ القِصاصَ من قَـتَـلَةِ عثمانَ فيقتُلَهم إنما أبناؤهُ لعثمانَ همُ الذينَ لهمُ الحقُ وأبناؤهُ ما تَكلَّموا ، معاويةُ احتجَّ بهذا حتى يُصدِّقَ أهلُ الشَّامِ كلامَه فصدَّقوهُ فقاتلوا عليًا.

الذي يخرجُ عنِ الخليفةِ مثلُ جماعَةِ معاويةَ يكونُ كأنه خلَعَ مِنْ رَقَـبَتِهِ رِبْـقَـةَ الإسلام أي حَبْلَ الإسلامِ ، معناهُ أشْبَهَ الكافرَ ، الرسول عليه الصلاة والسلامُ قالَ : (( لا تُـنازِعوا وُلاةَ الأمرِ إلا أنْ تَروا مِنْهُم كُفْرًا )) ، مُعاويةُ خالفَ هذا الحديثَ ، ماذا رأى معاويةُ من عليٍّ رضي الله عنه ، ما رأى معصيةً ، لكنَّه أحبَّ الرِّئاسَـةَ ، حُبُّ الرِّئاسَـةِ جَرَّهُ إلى قِتالِ سيِّـدِنا عليٍّ ، أهلُ الشامِ أطاعوهُ من دونِ فَهْمٍ ، قَتلوا من جيشِ عليٍّ عشرينَ ألفَ نَفْسٍٍ فيهم كِبارُ الصحابةِ ، أما معاويةُ ما كان معهُ من الصحابةِ إلا خمسةَ أشخاصٍ ممن أسلموا منْ قريبٍ ، لم يكنْ معهُ أحدٌ من كبارِ الصحابةِ ، الرَّسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ قال : (( مَن سَبَّ عليًا فقد سَبَّني ومَن ءاذى عليًا فقد ءاذاني )) معناهُ كأنه سَبَّني ، كأنه ءاذاني ، إلى هذا الحدِّ الرَّسولُ عليه الصلاةُ والسّلامُ عَـظَّـمَ أمرَ عليٍّ ، ثم معاويةُ قاتَلَه ُ، ذنبُ معاويةَ لا يُحْصيهِ إلا اللهُ .

ثم بعدَ أنْ قَـتَلَ سيِّـدُنا عليٍّ أناسًا منَ الخوارجِ اغتالُـوه لـمّـا خرجَ لصلاةِ الصُّبْحِ ليُصلِيَ بالناسِ إمامًا ، واحدٌ منَ الخوارجِ ضرَبَـهُ بالسَّيفِ على رأسِـهِ ، الرَّسولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ كان أخبَر أنَّ عليًا يموتُ بِـضَرْبَـةٍ في رأسِـهِ ، فحصَلَ كما أخبرَ رسولُ اللهِ ، معاويةُ وجَدَ بُـغْـيَـتَـه ، حَكَمَ بعدَ أنْ قـُتِل سيِّـدُنا عليٍّ عِشرينَ سَنَةً بَـرَّ الشَّامِ .

ابنُ سيِّـدِنا عليٍّ الحسنُ رضي الله عنه لما قُـتِلَ أبـوه جاءَ بِـجيش كبيـرٍ ثمَّ فكَّرَ فـقالَ إنْ حاربتُ معاويَـةَ يذهبُ خَـلْـقٌ كثيرٌ مِن المسلمينَ فتنازَل لـه ، فـصارَ معاويةَ خليفةً ، أخذَ حظَّـهُ من الدُّنـيا ، كان هَـمُّهُ الدُّنـيا الرِّئـاسَـةَ والمالَ ، والله أعلمُ بما يَلْقاهُ في الآخِرَةِ .

الخروجُ على الخليفَةِ ولو كان فاسِقًا لا يجوزُ لأنه يُـؤدي إلى الـفِـتَنِ ، لأنَّ الناسَ الذينَ في نُـفوسِهم أن يَـظْلِموا الناسَ يَـجِدونَ هذا مَـدخَلاً ، فيَـقْتُلُ هذا هذا ويَـقْتُلُ هذا هذا ، تَـصيرُ فِـتَـنٌ كثيرةٌ ، لهذا الحسنُ رضي الله عنه تنازَل لـه لِحَقْنِ دماءِ المسلمينَ ، جيشُ الحسنِ كان عدَدُهُ أكثَرَ ، لو قاتَلَ معاويةَ لَحَطَّمَهُ وحَطَّمَ مَنْ مَـعَهُ ، لكنَّه قال لا بُدَّ من سَفْكِ دماءِ الكثيرِ من المسلمينَ فتنازَل له .

ثم إنَّ معاويةَ قبلَ أن يموتَ مِن شِدَّةِ حُبِّهِ للدُّنيا صارَ يدورُ على الناسِ ويقولُ لَهُم استَخْلِفوا ابني ، وابنُه كانَ فاسِقًا يَشْرَبُ الخَمْرَ ، تركَ الصحابةَ الكبارَ وأبناءَهم الذين هُم من أهلِ الفَضْلِ وسَعى لابْنِهِ الفاسِقِ للخلافَـةِ ، أقلُّ شىءٍ يُـقالُ في معاويَـةَ إنه ظالِـمٌ شديدُ الظُلْمِ هو وابنُه ، ابنُه صارَ خليفةً بعد موتِ معاويةَ ، أهلُ الشَّامِ كانوا في ذلكَ الزَّمَنِ مُـغَـفَّـلِين فقاتَـلوا معَ معاويةَ أميرَ المؤمنيَن عليًا رضي الله عنه ، أما أهلُ مِصْرَ والعراقَ والحجازَ وبعضُ بلادِ العَجَمِ كانوا مع سيدنا عليٍّ، معاويةُ كان مركَزُه في دمَشْقَ ، كان يأكلُ سبْعَ وَجَباتٍ في اليومِ ، حُبُّ الدُّنيا والرِّئاسَةِ قَـتَـلَـهُ، لأنَّ المالَ يَـتْـبَـعُ الرِّئاسَةَ ، إذا الإنسانُ صارَ رئيسًا يَسْتطيعُ أن يجمعَ مِن َالمالِ ما يُريـدُ بطريقِ الظُلْمِ .

_________________
توسّلت بالهادي البشير محمد إلى اللّه في أمر تعسّر حلّه ، إذا ضاق صدري و الكروب تزايدت فليس لها إلا الذي عمّ فضله ، هو السيد المختار من ءال هاشم عليه صلاة اللّه ثم سلامه.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 80 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط