موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حديث (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) عند ابن عربى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 23, 2011 3:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين

قال الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى فى الفتوحات المكية :

السؤال الثالث عشر ومائة : ما صفات المُلْك القدس

الجواب

قالت الملائكة {ونقدس لك} تعنى ذواتها أى من أجلك لنكون من أهل ملك القدس . فالمتطهرون من البشر من أهل الله من ملك القدس ، وأهل
البيت من ملك القدس ، والأرواح العلى كلها من غير تخصيص من ملك القدس .. فتختلف صفات مَلك القدس باختلاف ما تقبله ذواتهم من التقديس .
ولما نعت الله اسم الملِك بالاسم القدوس والمَلِك يطلب المُلْك .. فيضاف المُلْك إلى القدس كما يضاف إلى الآلاء وغيرها .

وذوات مُلْك القدس على نوعين فى التقديس :

فمنهم ذوات مقدسة لذاتها .. وهى كل ذات كونية لم تلتفت قط إلى غير الاسم الإلهى الذى عنه تكونت ، فلم يطرأ عليها حجاب يحجبها عن إلهها
فتتصف لذلك الحجاب بأنها غير مقدسة .. أى لا تضاف إلى القدس فتخرج عن ملك القدس .. وهم الذين {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} أى ينزهون
ذواتهم عن التقديس العرضى بالشهود الدائم .


وهذا مقام ما ناله أحد من البشر إلا من استصحب حقيقته من حين خلفت .. شهود الاسم الإلهى الذى عنه تكونت وبقى عليها هذا الشهود حين
أوجد الله لها مركبها الطبيعى الذى هو الجسم ، ثم استمر لها ذلك إلى حين الانتقال إلى البرزخ من غير موت معنوى وإن مات حسا .

وهذا والله أعلم ناله محمد صلى اله عليه وسلم .. فإنه قال ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ) يريد أن العلم بنبوته حصل له وآدم بين الماء
والطين .. واستصحبه ذلك إلى أن وجد جسمه فى بلد لم يكن فيه موحد لله .. ولم يزل على توحيد الله لم يشرك كما أشرك أهله وقومه .


ثم إنه لما استقامت آلاته الحسية وتمكن من العمل بها بحسب ما وجدت له واستحكم بنيان قَصْرِ عقله وخزانة فكره واعتدلت مظاهر قواه الباطنة
لم يصرفها إلا فى عبادة خالقه .. فكان يخلو بغار حراء للتحنث فيه إلى أن أرسله الله إلى الناس كافة .

فكان يذكر الله على كل أحيانه كما ذكرت عنه عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها وقد قال صلى اله عليه وسلم عن نفسه وهو الصادق ( إنه تنام عينه ولا ينام قلبه ) .

فأخبر عن قلبه أنه لا ينام عند نوم عينه عن حسه ... فكذلك موته .. إنما مات حسا كما نام حسا .. فإن الله يقول له {إنك ميت} .. وكما أنه لم ينم قلبه .. لم يمت قلبه

فاستصحبته الحياة من حين خلقه الله .. وحياته إنما هى مشاهدة خالقه دائما لا تنقطع .


انتهى كلام الشيخ الأكبر .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 22 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط