موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تصرف الأموات في شؤون الأحياء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 01, 2004 4:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 23, 2004 9:42 pm
مشاركات: 366
مكان: هلسنكي ـ فنلندا
تصرف الأموات في شؤون الأحياء

واعلم أخي أن مسألة تصرف الموات في شؤون الأحياء هي مدار الخلاف الأساسي بل هي محور الخلاف وأصله فهل يمكن للأموات أن يتصرفوا في شؤون الأحياء هذا سؤال يحتاج إلى إجابة فما هو الجواب :

جواب المنكرين سيكون لا ومن اعتقد هذا فهو مشرك كافر.

أما جوابنا فنعم يمكن لبعض الأموات أن يتصرفوا في شؤون الأحياء بإذن الله تعالى وإليك بعض الأدلة على هذا الكلام:

1- ورد في صحيح مسلم والبخاري في حديث الإسراء والمعراج الذي يرويه أنس بن مالك والحديث طويل ولكن كان من الحديث(فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل ارجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه)

والسؤال هل رأيت إلى سيدنا موسى عليه السلام وهو ميت ليس على قيد الحياة كيف ظل يراجع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه جل وعلا حتى خففت الصلاة من خمسين صلاة إلى خمس صلوات . فبالله عليكم كيف يتدخل نبيٌ ميت بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وربه جل في علاه نبيٌ من الأنبياء يتدخل في شأن نبيٍ أعلى وأسمى وأفضل منه فكيف حدث هذا بزعمهم أن الأموات ليس لهم أي شأن مع الأحياء . وأرجع وأقول إن كان سيدنا موسى عليه السلام تدخل في شأن الأمة المحمدية أليس من البديهي أن يُملِّكَ الله حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تصرفاً في أمته وهو أولى بهم من أنفسهم بإذن الله تبارك وتعالى

وهنا سيعترض المنكر بقوله إن هذه مسألة خاصة بنبي وهو موسى عليه السلام وجوابنا عليهم هو نحن أيضاً نتكلم عن سيد الأنبياء وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والجواب الآخر عليهم من الذي خصص هذه المسألة وجعلها خاصة بموسى فنحن نطالبهم بالدليل على كونها خاصة من من الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين أو الأئمة المجتهدين الأربعة وغيرهم من العلماء الثقاة قال إنها خاصة نريد منهم الدليل على تخصيصها وليس هناك من دليل فكلامهم مردود عليم

2- (عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت فيها شرا استغفرت لكم)رواه البزار الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح والهندي في كنز العمال والمناوي في فيض القدير والسيوطي في الجامع..وابن حجر الهيتمي

والدلالة من هذا الحديث إن كان رسول الله قد مات وانقطع نفعه فلماذا تعرض عليه أعمالنا ولماذا يستغفر لنا وهل استغفاره إلا تصرف في أحوالنا فإن كان لا ينفع كما يزعمون ويتوهمون فلماذا أعطاه الله هذا ولماذا يطلعه على أحوال الأمة من بعده ولماذا يمكنه من الاستغفار للمذنبين فهذا تصرف واضح ليس عليه من غبار

3- واسمع أخي الكريم إلى كلام الإمام ابن القيم الذي يعتبر من أئمة السلفية الثقات المعتمدين في كتابه الروح الجزء الأول ص102-103

ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرنا من شأن الروح يختلف بحسب حال الأرواح من القوة والضعف والكبر والصغر فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن هو دونها وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوت أعظم تفاوت بحسب تفارق الأرواح في كيفياتها وقواها وإبطائها وإسراعها والمعاونة لها فللروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكيه كبيرة ذات همة عالية فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر وقد تواترت الرؤيا في أصناف بنى آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك وكم قد رئي النبي ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقلتهم ...

وكل عاقل يقرأ كلام ابن القيم يستنتج منه أن للأرواح تصرف بعد موت الأبدان

أخي المسلم : اعتقد أن في هذا القدر كفاية لمن أراد أن يعرف الحقيقة وهذا الأمر تكلم به كثير من العلماء والأولياء والأئمة رضوان الله عليهم ولا أظنهم كلهم على ضلالة لكن من يكفرهم هو الذي يتيه في ضلالة نسأل الله لنا وله الهداية

ونحن كما قلنا الأولى أن نستغيث بالله تبارك وتعالى لكن إن استغاث احد بغيره على سبيل المجاز فإن أرواح الأنبياء والصالحين قادرة بإذن الله أن تجيب وأن تغيث من استغاث بها فكيف بروح سيد الأرواح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي شرفه الله على سائر خلقه وعدا هذا كله فإن هذا الأمر معلوم ومعروف

ومجرب عند الكثيرين وتواترت الأخبار والقصص والحكايات عن إغاثة الرسول والصالحين للناس في تفريج الهموم والكربات في المنام واليقضة وعندما تتواتر الرؤيا في أمر ما فإنه صحيح بإذن الله

واسمع إلى ابن القيم في هذا الشأن فقد ذكر في كتابه الروح الجزء الأول ص9

حدثني أبو بكر التيمى حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني حميد الطويل عن مطرف بن عبد الله الحرشى قال خرجنا إلى الربيع في زمانه فقلنا ندخل يوم الجمعة لشهودها وطريقنا على المقبرة قال فدخلنا فرأيت جنازة في المقبرة فقلت لو اغتنمت شهود هذه الجنازة فشهدتها قال فاعتزلت ناحية قريبا من قبر فركعت ركعتين خففتهما لم أرض اتقانهما ونعست فرأيت صاحب القبر يكلمنى وقال ركعت ركعتين لم ترض اتقانهما قلت قد كان ذلك قال تعملون ولا تعلمون ولا نستطيع أن نعمل لأن أكون ركعت مثل ركعتيك أحب إلى من الدنيا بحذافيرها فقلت من ها هنا فقال كلهم مسلم وكلهم قد أصاب خيرا فقلت من ها هنا أفضل فأشار إلى قبر فقلت في نفسى اللهم ربنا اخرجه إلى فأكلمه قال فخرج من قبره فتى شاب فقلت أنت أفضل من ها هنا قال قد قالوا ذلك قلت فبأى شيء نلت ذلك فوالله ما أرى لك ذلك السن فأقول نلت ذلك بطول الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله والعمل قال قد ابتليت بالمصائب فرزقت الصبر عليها فبذلك فضلتهم وهذه المرائى وإن لم تصح بمجردها لاثبات مثل ذلك فهى على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبي أرى رؤيا رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على استحسانه واستقباحه وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح على أنا لم نثبت هذا بمجرد الرؤيا بل بما ذكرناه من الحجج وغيرها..........

_________________
صورة

إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط