موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
سبحان من يغير ولا يتغير https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=7612 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | سهم النور [ السبت يناير 07, 2012 12:13 am ] |
عنوان المشاركة: | سبحان من يغير ولا يتغير |
يقف الرئيس المصري حسني مبارك ، بثبات وشجاعة وعقلانية . وأثبت مبارك أنه زعيم قومي عاقل ورجل دولة مسئول . وكبر بمصر وعقلاء العرب ، وكبرت معه مصر وعقلاء العرب . وكان واضحاً أن الرجل يعرف "مكانه" و "زمانه" وقوانين عصره وعالمه بكل الشفافية والوضوح . وبين شخصية صدام التراجيدية النشاز ، وشخصية مبارك رجل الدولة العاقل ، يتأرجح حاضر ومستقبل الأمة العربية بأثرها . أحدهما يستثير أحط غرائز الغوغائية العربية ، والآخر يستنفر أسمى مباديء الأمة العربية . لذلك لابد أن يقف كل العرب مع مبارك ، ومع مصر ، ومع قوات السلام العربية في الخليج. ولابد من دعم ما يمثله هذا الرجل من نزعات البقاء والعقلانية والمستقبل . أخي القاريء : هل تتوقع من هو قائل تلك الجمل الرنانة الطنانة في حق الرئيس مبارك ؟ إنه سعد الدين إبراهيم نعم أخي في الله هو نفس الشخص الذي تسمعه الآن يتحدث عن الرئيس مبارك ، ولكن هذا سعد الدين إبراهيم 2011 وذلك سعد الدين إبراهيم 1990 . فسبحان الذي يغير ولا يتغير إليكم أحبتي في الله هذه المقالة من جريدة الأهرام المصرية : 25 محرم / 1411هـ - 16 /8 /1990م رأي د / سعد البدين إبراهيم مبارك وصدام والمستقبل العربي لاشك أن الأزمة التي أحدثها الرئيس العراقي صدام حسن باجتياحه الكويت الشقيق ، ممكن أن تتحول إلى كارثة مدمرة بالنسبة له ، وللعراق ، والخليج . وبقية الوطن العربي . وشأن هذا الرجل هو شأن الشخصية التراجيدية في الأساطير الإغريقية ، يرى الكارثة قادمة أمام عينيه مثل كتاب مفتوح ، ولكنه ، بوعي أو بغير وعي ، يقذف بنفسه إلى قلب الكارثة ، كما لو كان يستجيب لقدر محتوم . وقد قيل الكثير حول فقدان الرجل لرشده السياسي ، واختلطت عليه "الأزمنة" و"الأمكنة" وقوانين الحركة في النظام العالمي. ويتصرف صدام حسين الآن ، كما لو كان يؤمن بأنه استثناء فذ لقوانين التاريخ والاجتماع . بينما كل الشواهد تشير إلى أنه نشاذ صارخ لهذه القوانين . وفي مواجهة هذه الشخصية التراجيدية الناشذة ، يقف الرئيس المصري حسني مبارك ، بثبات وشجاعة وعقلانية . يحاول أن يمنع تحول الأزمة إلى كارثة . ويؤمن أن "الإنقاذ" ممكن وإن الكارثة ليست حتمية . وقد عبر عن ذلك كله في خطابه إلى الأمة يوم الأربعاء 8 /8 /1990 ، ثم أمام مؤتمر القمة يوم الجمعة 10 /8 /1990 . وأثبت مبارك أنه زعيم قومي عاقل ورجل دولة مسئول . وكبر بمصر وعقلاء العرب ، وكبرت معه مصر وعقلاء العرب . وكان واضحاً أن الرجل يعرف "مكانه" و "زمانه" وقوانين عصره وعالمه بكل الشفافية والوضوح . وبين شخصية صدام التراجيدية النشاز ، شخصية مبارك رجل الدولة العاقل ، يتأرجح حاضر ومستقبل الأمة العربية بأثرها . أحدهما يستثير أحط غرائز الغوغائية العربية ، والآخر يستنفر أسمى مباديء الأمة العربية . والمقابلة أو المقارنة هنا ليست بين شخصي أو رئيسين . وإنما هي بين ظاهرتين ، وبين نزعتين ، وبين اتجاهين . ظاهرة "البقاء" في مقابل ظاهرة "الفناء" ، ونزعة "عقلانية" في مواجهة نزعة "خرافية" ، اتجاه نحو "المستقبل" ، واتجاه "نحو الماضي" .وسواء يدرك الرجلان ذلك بوعي أو لا يدركانه ، إلا إنهما في لحظة الدرامة القومية هذه ، يجسمان كل جدليات التاريخ والاجتماع العربي. ولأننا مع "البقاء" و"العقلانية" و"المستقبل" ، فلا يمكن ولا ينبغي أن نترك رجلاً واحداً في قطر عربي واحد يقرر مصير مائتي مليون عربي ، خاصة إذا كان هذا الرجل شخصية تراجيدية ناشذة ، تجسم نزعات "الفناء"و"الخرافة"و"الماضي" . لذلك لابد أن يقف كل العرب مع مبارك ، ومع مصر ، ومع قوات السلام العربية في الخليج. ولابد من دعم ما يمثله هذا الرجل من نزعات البقاء والعقلانية والمستقبل - بالمال والسلاح والرجال . ففي أمتنا من لديهم فيض من الرجال ، وفيها من لديهم فيض من المال والسلاح . ولابد من المزاوجة بين الرجال والمال والسلاح بلا وهن أو تردد . فإذا فعلنا ذلك بحسم وجدية ، فلابد للأزمة أن تنتهي دون أن تتحول إلى كارثة عربية . لقد كلفت الأزمة التي خلقها صدام حسين لنفسه وللعراق والخليج والوطن العربي في أسبوعين فقط ما يوازي عشرة مليارات دولار ، ذهبت هباءً منثوراً . غير كل الآلام الإنسانية والبشرية لشعب الكويت والعرب والعالم ، هي آلام لا تقدر بمال . ولعل في هذه الحقيقة وحدها أحد مؤشرات ماكان ينبغي علينا أن نفعله في الماضي . وبالقطع فهي مؤشر لما ينبغي أن نفعله في المستقبل مباشرةً بعد احتواء الأزمة . ونقصد بذلك بناء نظام عربي جديد أكثر تكافلاً بين عرب اليسر وعرب العسر ، منعاً لانفجار أحقاد مكبوتة ، نظام عربي أكثر ديمقراطية ، منعاً لظهور المستبدين المغامرين من أمثال صدام ، نظام عربي أكثر قوة من داخله وعماده مصر ، منعاً لالتهام أقطارنا الصغيرة بواسطة أشقاء جشعين أو أجانب طامعين . ومهما كانت كلفة هذا النظام العربي الجديد - الأكثر تكافلاً وديمقراطية وأمناً - فإنها بالقطع ستكون أقل من تكاليف إهدار المال والبشر والأمن والكرامة لكل الأمة - كما رأينا في الإسبوعين الماضيين . المصدر : سلسة : حتى لا ننسى - ملفات بغداد - [1] كارثة الكويت - جدة - المملكة العربية السعودية . |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |