موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 03, 2013 11:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
واعلم ... أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .. وما فى العالَم إلا مؤمن .. لأن ما فى العالم إلا من هو ساجد لله - إلا بعض الثقلين من الجن والإنس - فإن فى الإنسان الواحد منهم كثير ممن يسبح الله ويسجد لله .. وفيه من لا يسجد لله وهو الذى حق عليه العذاب

انظر فى قوله {يأيها الذين آمنوا آمنوا} فسماهم مؤمنين وأمرهم بالإيمان ..

فالأول عموم الإيمان .. فإن الله قال فى حق قوم {والذين آمنوا بالباطل} .. والثانى خصوص الإيمان وهو المأمور به ..

والأول إقرار منهم من غير أن يقترن به تكليف بل ذلك عن علم .. وأيسره فى بنى آدم حين أشهدهم على أنفسهم كما قال {وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فخاطبهم بالمؤمنين حين أيَّهَ بهم ...

ثم أمرهم بالإيمان فى هذه الحالة الأخرى .. وما تعرض للتوحيد المطلق رحمة بهم ... فإنه القائل {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} الشرك الخفى

وقد ذكرناه .. فلذلك قال لهم {آمنوا بالله} ولم يقل بتوحيد الله ... فمن آمن بوجود الله فقد آمن ... ومن آمن بتوحيده فما أشرك

فالإيمان إثبات .. والتوحيد نفى شريك .. ومن أسماء الله المؤمن .. وهو يشد من المؤمن المخلوق

قال صلى الله عليه وسلم ( يرحم الله أخى لوطا .. لقد كان يأوى إلى ركن شديد ) .. وهو الاسم المؤمن ... فالمؤمن يشد من المؤمن ... فافهم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 30, 2013 11:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

كن عمرى الفعل .. فإن عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول : من خدعنا فى الله انخدعنا له

فاحذر يا أخى ... إذا رأيت أحدا يخدعك فى الله وأنت تعلم بخداعه إياك ... فمن كرم الأخلاق أن تنخدع له ... ولا توجده أنك عرفت بخداعه ... وتَبَالهْ له حتى يغلب على ظنه أنه قد أثَّر فيك بخداعه ... ولا يدر أنك تعلم بذلك

لأنك إذا قمت فى هذه الصفة فقد وفيت الأمر حقه ... فإنك ما عاملت إلا الصفة التى ظهر لك بها

والإنسان إنما يعامل الناس لصفاتهم لا لأعيانهم ... ألا تراه لو كان صادقا غير مخادع لوجب عليك أن تعامله بما ظهر لك منه وهو ما يسعد إلا بصدقه .. كما أنه يشقى بخداعه ونفاقه فإن المخادِع منافق .. فلا تفضحه فى خداعه .. وتجاهل له .. وانصبغ له باللون الذى أراده منك أن تنصبغ له به ... وادع له وارحمه ... عسى الله أن ينفعه بك ويجيب فيه صالح دعائك

فإنك إذا فعلت هذا كنت مؤمنا حقا ... فإن المؤمن غر كريم .. لأن خلق الإيمان تعطى المعاملة بالظاهر
والمنافق خب لئيم .. أى لئيم على نفسه حيث لم يسلك بها طريق نجاتها وسعادتها

كن رداء وقميصا لأخيك المؤمن ... وحطَّه من ورائه واحفظه فى نفسه وعرضه وأهله وولده ... فإنك أخوه بنص الكتاب العزيز ... واجعله مرآة ترى فيها نفسك

فكما تزيل عنك كل أذى تكشفه لك المرآة فى وجهك .. كذلك فلتزل عن أخيك المؤمن كل أذى يتأذى به فى نفسه .. فإن نفس الشىء وجهه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 12:32 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7601
تسجيل متابعة
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 1:06 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

واحفظ حق الجار والجوار .. وقدِّم الأقرب دارا إليك فالأقرب ... وتفقد جيرانك مما أنعم الله به عليك ... فإنك مسئول عنهم .. وادفع عنهم ما يتضررون به كان الجيران ما كانوا

وما سميت جارا له وجارا لك إلا لميلك إليه بالإحسان وميله إليك .. ودفع الضرر مشتق من جار إذا مال

فإن الجور الميل ... فمن جعله من الجور الذى هو الميل إلى الباطل والظلم فى العرف فهو كمن يسمى اللديغ سليما فى النقيض وفى هذا ... فغلبت حق الجوار كان الجار ما كان

كأنه يقول : وإن كان الجار من أهل الجور أى الميل إلى الباطل بشرك أو كفر ... فلا يمنعنك ذلك منه عن مراعاة حقه .. فكيف بالمؤمن .. فحق الجار إنما هو على الجار

وأعجب ما رويته فى ذلك عن بعض شيوخنا .. فذكر من مناقب بعض الأعراب : أن جرادا نزل بفناء بيته فخرجت الأعراب إليه بالعدد ليقتلوه ويأكلوه .. فقال لهم صاحب البيت : ما تبتغون ؟ فقالوا له : نبتغى جارك .. فقال : بعد أن سميتموه جارى فوالله لا أترك لكم سبيلا إليه .. وجرد سيفه يذب عنه مراعاة لحق الجوار

فهذا كما سئل مالك بن أنس عن أكل خنزير البحر فقال : هو حرام ... فقيل له : إنه سمك من حيوان البحر الذى أحل الله أكله لنا ... فقال لهم مالك : أنتم سميتموه خنزيرا ... ما قلتم : ما تقول فى سمك البحر

فاهجر ما نهاك الله عنه .. وقد نهاك عن أذى الجار فاهجر أذاه و{ ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم • وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم }

وفيما روينا من الأخبار فى سبب نزول هذه الآية : أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين من فصحاء العرب .. وقد سمع أن الله قد أنزل عليه قرآنا عجز عن معارضته فصحاء العرب .. فقال له : يا رسول الله ، هل فيما أنزل عليك ربك مثل ما قلته ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما قلت ؟
فقال الأعرابى .. قلت :
وحَىِ ذوى الأضغان تَسْبى عقولهم ... تحيتَك القربى فقد ترفع النَّغلْ

وإن هجروا بالقول فاعف تكرما ... وإن ستروا عنك الملامة لم تُبلْ

فإن الذى يؤذيك منه استماعه ... وإن الذى قد قيل خلفك لم يُقَلْ

فأنزل الله تعالى { ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم • وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم }
فقال الأعرابى : هذا والله هو السحر الحلال .. والله ما تخيلت ولا كان فى علمى أنه يُزاد أو يؤتى بأحسن مما قلته ... أشهد أنك رسول الله .. والله ما خرج هذا إلا من ذى إِلٍّ .

فمثل هؤلاء عرفوا إعجاز القرآن ... أتُرى يا وليى يكون هذا الأعرابى فيما وصف به نفسه بأكرم من الله فى هذا الخلُق فى تحمل الأذى وإظهار الشر والمخالفات عن العقوبة والعفو مع المقدرة وتهوين ما يقبح على النفس والتغافل عمن أراد التستر عنك بما يشينه لو ظهر به .. بل والله أكرم منه وأكثر تجاوزا وعفوا وحلما وأصدق قيلا .. فإن هذا القول من العربى وإن كان حسنا فما يدرى عند وقوع الفعل ما يكون منه .. والحق صادق القول بالدليل العقلى

فما يأمر بمكرمة إلا وهى صفته التى يعامِل بها عباده .. ولا ينهى عن صفة مذمومة لئيمة إلا وهو أنزه عنها ... لا إله إلا هو العزيز الحكيم الغفور الرحيم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 1:11 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

تعليقا .. وتخريجا للرواية التى أوردها سيدى محيى الدين ابن العربى .. والتى فيها قول الشيخ الأكبر :

وفيما روينا من الأخبار فى سبب نزول هذه الآية : أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين من فصحاء العرب .. وقد سمع أن الله قد أنزل عليه قرآنا عجز عن معارضته فصحاء العرب .. فقال له : يا رسول الله ، هل فيما أنزل عليك ربك مثل ما قلته ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما قلت ؟ فقال الأعرابى .. قلت :

وحَىِ ذوى الأضغان تَسْبى عقولهم ... تحيتَك القربى فقد ترفع النَّغلْ

وإن هجروا بالقول فاعف تكرما ... وإن ستروا عنك الملامة لم تُبلْ

فإن الذى يؤذيك منه استماعه ... وإن الذى قد قيل خلفك لم يُقَلْ

فأنزل الله تعالى { ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم • وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم }
فقال الأعرابى : هذا والله هو السحر الحلال .. والله ما تخيلت ولا كان فى علمى أنه يُزاد أو يؤتى بأحسن مما قلته ... أشهد أنك رسول الله .. والله ما خرج هذا إلا من ذى إِلٍّ . انتهى

يقول الفقير مريد الحق :

هذا الحديث أخرجه ابن النجار ... عن أحمد بن بكر الاسدي : ثنا أبي أنه أتى رسول الله صلى اله عليه وسلم ، فلما رأى فصاحته قال له : ( ويحك يا أسدي هل قرأت القرآن مع ما أرى من فصاحتك ؟ ) قال : لا ولكني قلت شعرا ، فاسمعه مني ، قال : ( فقل )
قال : وحي ذوي الاضغان تسب قلوبهم ..... تحيتك الأدنى فقد يرفع النغل
فإن عالنوا باشر فاعلن بمثله .... وان دحسوا عنك الحديث فلا تسل
وان الذي يؤذيك منه سماعه ...... كأن الذي قالوه بعدك لم يقل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا )
ثم اقرأه (قل هو الله أحد الله الصمد) فزاد فيها : قائم على الرصد . لا يفوته أحد
فقال النبي صلى اللله عليه وسلم ( دعها فانها شافية كافية ) .

وقال القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا أيضا :
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي ، ثنا عون بن علي ، ثنا الاعشى ، ثنا أوس بن ضمعج عن أنس قال : استاذن العلاء بن يزيد الحضرمي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت له فأذن ، فلما دخل عليه سفر له النبي صلى الله عليه وسلم البيت ، ثم أجلسه وتحدثا طويلا ، ثم قال له : ( تحسن من القرآن شيئا ؟ ) قال : نعم ، ثم قرأ عليه (عبس) حتى ختمها فانتهى إلى آخرها وزاد فيها من عنده : وهو الذي أخرج من الحبلى . نسمة تسعى من بين شراسيف وحشا ... فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا علاء انته ، فقد انتهت السورة )

ثم قال : ( يا علاء هل تروي من الشعر شيئا ؟ ) قال نعم ثم أنشده :
وحي ذوي الاضغان تسب قلوبهم ........ تحيتك الادنى فقد يرفع النغل
وان دحسوا للشر فاعف تكرما ........... وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل
فان الذي يؤذيك منه سماعه ............ وإن الذي قالوا وراءك لم يقل

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحسنت يا علاء ، أنت بهذا أحذق منك بغيره .. إن من الشعر لحكما ، وإن من البيان لسحرا ) ، فسارت من كلامه مثلا صلى الله عليه وسلم.

وعزاها السيوطى فى الدر المنثور إلى الديلمى .

وذكر نحوه الحافظ فى الإصابة في تمييز الصحابة (5 / 466) وقال : ذكره أبو موسى واخرج من طريقه حديثا كأنه موضوع .. ثم ذكر الحديث .

ويقول الفقير مريد الحق :

ومعلوم عند أهل الصنعة الحديثية .. أن الأحاديث الموجودة فى كتاب ابن النجار " ذيل تاريخ بغداد " وفردوس الديلمى ... مظنة الواهيات والموضوعات .

والألفاظ التى جاءت فى الحديث لا يطمئن القلب إلى أنها من كلام سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم .

وأيضا .. فكيف يزيد الصحابى شعرا .. يكمل به سورة من سور القرآن الكريم ... هذا أمر لا يعقل ..

لذلك .. فإن العبد الفقير يرى أن هذا الحديث موضوع .. والحمد لله أن الحافظ ابن حجر أشار إلى أنه موضوع .

والله أعلى وأعلم .... ومن كان عنده فضل علم فى هذا الصدد ... فليعلم العبد الفقير .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 3:42 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7601
سيدي محيي الدين له طرقه في رواية الحديث حسب اصطلاحات المحدثين
وله أيضا طرقه الخاصة في معرفة صحة الحديث من عدمه عن طريق الكشف
والحديث المذكور ليس فيه ما ينافي الشرع الحنيف
ولم يكن الرجل قد أسلم بعد حتى نقول إنه صحابي فكيف يزيد في القرآن بل كما روى سيدي محيي الدين (أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين من فصحاء العرب)
ثم أسلم لما سمع القرآن من حضرته صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 29, 2013 1:36 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
الفاضل / فراج يعقوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا ... شكرا لك على المتابعة ... ثم .. المشاركة

ثانيا ... أخى الفاضل .. الشيخ الأكبر رضى الله عنه لم يشر إلى أن الرواية المذكورة صحيحة ... بل أطلقها ... وأشار إلى مخرجها فقط بقوله (وفيما روينا من الأخبار فى سبب نزول هذه الآية ) ثم ساقها

وهذا منه حكمة وفقه وولاية ... لأنه أحال .. ولم يحكم على الرواية .. صحة أو ضعفا .

وقال أهل الصناعة الحديثية : من أحال عليك ... فقد أسند .
يعنى بالبلدى .... روحوا دوروا انتم على الرواية وإسنادها ورجالها .. واعرفوا درجتها .

لذلك ... فبحث العبد الفقير الحقير مريد الحق .. الغرض منه الحرص على طهارة المنسوب إلى سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ليس مجرد الطعن فى الأسانيد ... حاشا لله .. وأستعفره من ذلك إن كان منى وأنا لا أدرى .

وعندنا عدة شواهد .. تجعل القلب غير مطمئن للرواية .. من ذلك :

- عدم إشارة الشيخ الأكبر إلى صحتها ... ولو كشفا .

- كلام الحافظ ابن حجر .. وتلميحه إلى وضعه .. بقوله : كأنه موضوع .

- وجود ابن دريد اللغوى الشهير فى إسناد المعافى بن زكريا .. وتلك ترجمة ابن دريد :

قال الحافظ فى لسان الميزان (2/372) :
قال الدارقطني : تكلموا فيه . وقال أبو منصور الأزهري اللغوي : دخلت على ابن دريد فرأيته سكران . انتهى
وقال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (15/97) :
قال ابن شاهين : كنا ندخل عليه فنستحيي مما نرى من العيدان والشراب، وقد شاخ .
وقال أبو منصور الازهري : دخلت فرأيته سكران فلم أعد إليه . انتهى .

يقول الفقير :

فابن دريد ... ساقط العدالة .. فضلا عن عدم شهرته بالرواية .. وذلك يطعن فى الضبط .
فماذا بقى .. لتصحيح رواية المعافى .

وأما طريق الديلمى .. فقد تقدم الكلام فيه .

وأما قولك : أن الرواى لم يكن صحابيا .. فقد أصبت .. وتلك منى سبق قلم .. فالعفو .

والله أعلى وأعلم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 29, 2013 1:41 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
[b][size=150]عود .. إلى وصايا سيدى محى الدين ابن العربى

قال الشيخ الأكبر رضى الله عنه :

انصر أخاك ظالما أو مظلوما .. فنصرة الظالم من حيث ما هو مظلوم ، فإن الشيطان ظلمه بما وسوس إليه به فى صدره من ظلم غيره .. فتنصره بأن تعينه على دفع ما ألقى الشيطان عنده من تزيينه ظلم الغير حتى سمِّى بظالم ... فما نصرته إلا لكونه مظلوما لمن وسوس فى صدره وحال بينه وبين الهدى الذى هو له مِلك .. فابتاعه منه الشيطان بالضلالة فاشترى الضلالة بالهدى فسمى ظالما

فإذا أبنت له أنت بنصحك وأفتيته أن هذا البيع مفسوخ لا يجوز شرعا فلا ينعقد .. وأن صفقته خاسرة وتجارته بائرة فقد نصرته مع كونه ظالما .. فرجع عن ظلمه وتاب .. وذلك هو فسخ البيع

يقول الله فى مثل هؤلاء {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}

فإياك أن تخذل من استنصر بك .. وقد قال مع غناه عنك {إن تنصروا الله ينصركم} فطلب منكم أن تنصروه .. وما هو إلا هذا .. ولا تظلمه فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

ومن كان سعيه فى ظلمة لا يدرى متى يقع فى مهواة ، أو ما يؤذيه فى طريقه من هوام يكون فى أذاه هلاكه

وأوصيك ... لا تحقر أحدا من خلق الله .. فإن الله ما احتقره حين خلقه

لا تحقرن عباد الله إن لهم ... قدرا ولو جمعت لك المقامات

فلا يكون الله يظهر العناية بإيجاد من أوجده من عدم .. وتحقره أنت .. فإن فى ذلك تسفيه من أوجده واحتقاره ... نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين .. فإن هذا من أكبر الكبائر .. فالكل نعم الله يتغذى بها عباد الله كانوا ما كانوا

قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن إحداكن ما تهديه لجارتها ولو فرسن شاة ) فإن الاحتقار جهل محض

ولا تكن لعانا ولا سبَّابا ولا سخابا ... فإن لعن المؤمن مثل قتله سواء

لقى عيسى عليه السلام خنزيرا فقال له : انج بسلام .. فقيل له فى ذلك ، فقال عليه السلام : ما أريد أن أعود لسانى إلا قول الخير .. كن حديثا حسنا

وفى ذلك قلت

إنما الناس حديثٌ كلهم ... فلتكن خير حديث يُسْمع

وإذا شاكتك منهم شوكة ... فلتكن أقوى مجن يدفعُ

وإذا ما كنت فيهم هكذا ... أنت والله إمام ينفع

إنما الشمعة تؤذى نفسَها ... وهى للناظر نور يسطع

إنما اللوم الذى نعرفه ... نعمة فى يد شخص يَمنع
[/size][/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 29, 2013 7:48 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7601
مريد الحق كتب:
الفاضل / فراج يعقوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا ... شكرا لك على المتابعة ... ثم .. المشاركة

ثانيا ... أخى الفاضل .. الشيخ الأكبر رضى الله عنه لم يشر إلى أن الرواية المذكورة صحيحة ... بل أطلقها ... وأشار إلى مخرجها فقط بقوله (وفيما روينا من الأخبار فى سبب نزول هذه الآية ) ثم ساقها

وهذا منه حكمة وفقه وولاية ... لأنه أحال .. ولم يحكم على الرواية .. صحة أو ضعفا .

وقال أهل الصناعة الحديثية : من أحال عليك ... فقد أسند .
يعنى بالبلدى .... روحوا دوروا انتم على الرواية وإسنادها ورجالها .. واعرفوا درجتها .

.

الله أكبر
ليس هذا من عادة الشيخ الأكبر .وما دام قد رواها فهو لايقول :دورا انتم براحتكم .........
أبدا أبدا
ثم إن الشيخ يقول ( وفيما روينا ) وهل يروي الشيخ إلا عمن يثق فيهم !!!
ثم :ما هو الأمر المخالف للشريعة في هذه الرواية ؟لاشيء على الإطلاق
عموما :
ما دمت تنقل عن سيدي محيي الدين فاطمئن حبيبي فلعمري :هو سلطان العارفين بلا ريب
ولايمكن أن يغشك
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 29, 2013 9:08 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7601
تابع :
وابن دريد كان يسكر إلا أنهم اعترفوا بقوة حفظه ولذا روى عنه القاضي أبو الفرج المعافي ..فمن هو المعافي ؟
هذه ترجمته في سير النبلاء للذهبي :
( المعافى ابن زكريا بن يحيى بن حميد , العلامة , الفقيه الحافظ القاضي المتفنن , عالم عصره أبو الفرج النهرواني الجريري , نسبة إلى رأي ابن جرير الطبري , ويقال له : ابن طرارا .

سمع أبا القاسم البغوي , وأبا محمد بن صاعد , وأبا بكر بن أبي داود , وأبا سعيد العدوي , وأبا حامد الحضرمي , والقاضي المحاملي , وخلقا كثيرا .

وتلا على ابن شنبوذ , وأبي مزاحم الخاقاني .

قرأ عليه : القاضي أبو تغلب الملحمي , وأحمد بن مسرور الخباز , ومحمد بن عمر النهاوندي , وطائفة .

وحدث عنه : أبو القاسم عبيد الله الأزهري , والقاضي أبو الطيب الطبري , وأحمد بن علي التوزي , وأحمد بن عمر بن روح , وأبو علي محمد بن الحسين الجازري , وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي , وخلق سواهم .

قال الخطيب : كان من أعلم الناس في وقته بالفقه , والنحو , واللغة , وأصناف الأدب , ولي القضاء بباب الطاق , وكان على مذهب ابن جرير , وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه , أنه كان يقول : إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها .

قال الخطيب : وحدثني القاضي أبو حامد الدلوي , قال : كان أبو محمد البافي , يقول : لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا .

قال الخطيب : سألت البرقاني عن المعافى , فقال : كان أعلم الناس , وكان ثقة , لم أسمع منه .

وحكى أبو حيان التوحيدي , قال : رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة في يوم شات , وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم مع غزارة علمه .

قال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي : قرأت بخط المعافى بن زكريا , قال : حججت وكنت بمنى , فسمعت مناديا ينادي : يا أبا الفرج المعافى , قلت : من يريدني ؟ وهممت أن أجيبه ثم نادى : يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني , فقلت : ها أنا ذا , ما تريد ؟ فقال : لعلك من نهروان العراق , قلت : نعم , قال : نحن نريد نهروان الغرب , قال : فعجبت من هذا الاتفاق , وعلمت أن بالمغرب مكانا يسمى النهروان .

مات المعافى بالنهروان في ذي الحجة سنة تسعين وثلاث مائة وله خمسة وثمانون سنة .

وله تفسير كبير في ست مجلدات جم الفوائد , وله كتاب " الجليس والأنيس " في مجلدين .

وكان من بحور العلم .

أخبرنا عمر بن عبد المنعم , أخبرنا أبو اليمن الكندي , أخبرنا محمد بن عبد الباقي , أخبرنا محمد بن أحمد النرسي , أخبرنا المعافى , حدثنا البغوي , حدثنا وهب , حدثنا خالد , عن الشيباني , عن عون بن عبد الله , عن أخيه عبيد الله , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد مؤمن شيئا إلا استجاب له .)
وهذه ترجمته في البداية والنهاية لابن كثير :
( المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داود أبو الفرج النهرواني القاضي - لأنه ناب في الحكم - المعروف بابن طرار الجريري، لأنه اشتغل على ابن جرير الطبري، وسلك وراءه في مذهبه، فنسب إليه.
سمع الحديث من البغوي وابن صاعد وخلق، وروى عنه جماعة، وكان ثقة مأموناً عالماً فاضلاً كثير الآداب والتمكن في أصناف العلوم، وله المصنفات الكثيرة منها كتابه المسمى (بالجليس والأنيس)، فيه فوائد كثيرة جمة، وكان الشيخ أبو محمد الباقلاني أحد أئمة الشافعية يقول: إذا حضر المعافى حضرت العلوم كلها، ولو أوصى رجل بثلث ماله لأعلم الناس لوجب أن يصرف إليه.
وقال غيره: اجتمع جماعة من الفضلاء في دار بعض الرؤوساء وفيهم المعافى، فقالوا: هل نتذاكر في فن من العلوم؟
فقال المعافى لصاحب المنزل - وكان عنده كتب كثيرة في خزانة عظيمة -: مر غلامك أن يأتي بكتاب من هذه الكتب، أي كتاب كان نتذاكر فيه.
فتعجب الحاضرون من تمكنه وتبحره في سائر العلوم، وقال الخطيب البغدادي: أنشدنا الشيخ أبو الطيب الطبري، أنشدنا المعافى بن زكريا لنفسه:
ألا قل لمن كان لي حاسداً * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله سبحانه * لأنك لا ترضى لي ما وهب
فجازاك عني بأن زادني * وسد عليك وجوه الطلب
توفي في ذي الحجة من هذه السنة عن خمس وثمانين سنة، رحمه الله.)
هذا المعافي يشهد له الذهبي وابن كثير فكيف لانقبل روايته !!
ثم إن الشيخ الأكبر بنى على الرواية كلاما وقرره فكيف لايكون مصححا لها !!
هذا والله ورسوله أعلم
وصلى اله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 18, 2013 1:11 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

إياك والخيلاء وارفع ثوبك فوق كعبك أو إلى نصف ساقك .
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إزرة المؤمن إلى نصف ساقه ) أو كما قال .

ولعلى بن أبى طالب فى ذلك
تقصيرك الثوب حقا ....... أنقى وأبقى وأتْقَى

فأما قوله " أنقى " فلارتفاعه عن القاذورات التى تكون فى الطرق والنجاسات ..
وأما قوله " أبقى " فإن الثوب إذا طال حكَّ فى الأرض بالمشى فيسارع إليه التقطيع فيقل عُمر الثوب .. فإنه يخلَق بالعجلة إذا طال بما يصيب الأرض منه ..
وأما قوله " أتقى " فإنه مشروع أعنى تقصير الثوب إلى نصف الساق .

والمتَّقى من جعل الشرع له وقاية وجُنَّة يتقى به ما يؤذيه من شياطين الإنس والجن .. وإن الله لا ينظر لمن يجر ثوبه خيلاء .

وإياك أن تسأل الناس تكثرا وعندك ما يغنيك فى حال سؤالك .. فإن المسألة خدوش أو خموش فى وجهك يوم القيامة .
فإذا اضطررت ولم تقدر على شغل .. فسل قوتك لا تتعداه .. إذا لم يرزقك الله .. يقينا وثقة به
وكفارة ذلك السؤال عدم تكثرك واقتصارك فى المسألة على بلغة وقتك .. فإن مسألة المؤمن حرق النار

ومعنى ذلك أن المؤمن يجد عند سؤاله مخلوقا مثله فى دفع ضرورته مثل حرق النار فى قلبه من الحياء فى ذلك .. حيث لم ينزل مسألته ودفع ضرورته بربه الذى بيده ملكوت كل شىء وهو الذى يسخر له هذا المسئول منه حتى يعطيه ... ومن وجد ذلك تعززا وتكبرا حيث التجأ إلى مخلوق مثله فذلك من شرف همته من حيث لا يشعر ... وشرف الهمة أحسن من دناءة الهمة
فإن العبد يتعزز على عبد مثله .. كما أن فخره وشرفه فى فقره إلى سيده وسؤاله فى دفع ضروراته وملِماته وقضاء مهماته .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 6:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

إذا رأيت أنصاريا أو أنصارية - وإن كان عدوا لك - فلتحبه الحب الشديد .. واحذر أن تبغضه فتخرج من الإيمان ... فإن النبى صلى الله عليه وسلم لقى امرأة من الأنصار فى طريقه فقال لها ( إنكم لمن أحب خلق الله إلىَّ )

وثبت عـن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قـال ( آية الإيمان حب الأنصار .. وآية النفاق بغض الأنصار )

واعلم .. أن كل من نصر دين الله فى أى زمـان كان .. فهـو من الأنصار .. وهـو داخل فى حكم هذا الحديث .

واعلم .. أن الأنصار لدين الله رجلين :

الواحد .. نصر دين الله ابتداء من نفسه من غير أن يعرف وجوب ذلك عليه

ورجل عرف نصرة الدين عليه بقوله {ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله} فأمرهم بنصرة الله فأدى واجبا فى نصرته .. فله أجر النصرة .. وأجر أداء الواجب بما نواه من امتثال أمر الله فى ذلك وتعين عليه .. ولو كفاه غيره مئونة ذلك فلا يتأخر عن أمر الله .

ونصرة الله .. قد تكون بما يعطى من العلم المظهر للحق الدافع للباطل .. فهو جهاد معنوى محسوس .
فكونه معنويا .. لأن الباطن يقبله ، فإن العلم متعلقه النفس
وأما كونه محسوسا .. فما يتعلق بذلك من العبارة عنه باللسان أو الكتابة فيحصل للسامع أو الناظر بطريق السمع من المتكلم أو بطريق النظر من الكتابة

وجهاد العدو نصرة محسوسة ما هى معنوية .. فإنه ما نال العدو من المقاتل له شيئا فى الباطن يرده عن اعتقاده كما ناله من العالِم إذا علَّمه وأصغى إليه ووفقه الله للقبول وفتح عين فهمه لما يورده عليه العالمُ فى تعليمه ... وهى أعظم نصرة وهو أعظم أنصارى لله

يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدى الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس )
وقد طلعت الشمس على كل عالم عامل بخير .. فأنت خير منه إذا نصرت بتعليم العلم دين الله فى نفس هذا المخاطب .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 05, 2013 6:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

وعليك بصدق الحديث .. وأداء الأمانة .. وصدق الوعد .. فاجتنب الكذب ، والخيانة وخلف الوعد .

وإذا خاصمت أحدا فلا تفجر عليه .. فإن علامة المنافق وآيته ( إذا حدَّث كذب .. وإذا وعد أخلف .. وإذا ائتمن خان .. وإذا خاصم فجر )

وأعظم الخيانة أن تحدث أخاك بحديث يرى أنك صادق فيه وأنت على غير ذلك .. وإن الإنسان إذا كذب الكذبة تباعد منه الملَك ثلاثين ميلا من نتن ما جاء به .. وكذلك الشيطان إذا أمر ابن آدم بالمعصية فعصى تبرأ منه الشيطان خوفا من الله تعالى

فاعمل على ذوق هذه الروائح المعنوية واستنشاقها .. فإن له حجبا على أنفك تمنعك من إدراك نتن ذلك .. فلا يكن الشيطان - مع كفره - أدرك للأمور وأخوف من الله منك

واعتبر فى تبرئه من ذلك .. فإنها خميرة من الله فى قلبه إلى زمان ما يظهر حكمها فيه مع كونه مجبولا على الإغواء كما هو مجبول على التبرؤ والخوف من الله

أخبر الله عنه أنه يقول للإنسان : اكفر .. فإذا كفر ، يقول الشيطان : إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين
فما أُخِذ الشيطان قط بعمله لشرف علمه .. وإنما يؤخذ لصدق الحق فيما قاله فيما شرعه فيمن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها

فالشيطان يوم القيامة يحمل أثقال غيره .. فإنه فى كل إغواء يتوب عقيبه ، ثم يشرع فى إغواء آخر .. فيؤخذ بعمل غيره لأنه من وسوسته

والإنسان الذى لا يتوب إذا سن سنة سيئة يحمل ثقلها وأثقال من عمل بها .. فيكون الشيطان أسعد حالا منه بكثير .
وإياك أن تخلِف وعدك ... ولتخلف إيعادك .. ولكن سم إخلاف إيعادك تجاوزا حتى لا تتسمى بأنك مخلف ما أوعدت به من الشر ..

وهذه شبهة المعتزلة .. وغاب عنها قوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وما تواطئوا عليه - أعنى الأعراب - إذا أوعدت أو وعدت بالشر التجاوز عنه وجعلت ذلك من مكارم الأخلاق .. فعاملهم الحق بما تواطئوا عليه .. فزلت هنا المعتزلة زلة عظيمة .

أوقعها فى ذلك استحالة الكذب على الله تعالى فى خبره .. وما علمت أن مثل هذا لا يسمى كذبا فى العرف الذى نزل به الشرع .. فحجبهم دليل عقلى عن علم وضع حكمى

وهذا من قصور بعض العقول ووقوفها فى كل موطن مع أدلتها ولا ينبغى لها ذلك

ولتنظر إلى المقاصد الشرعية فى الخطاب .. ومن خاطب .. وبأى لسان خاطب .. وبأى عرف أوقع المعاملة فى تلك الأمة المخصوصة

يقول بعض الأعراب فى كرم خُلُقِه :

وإنى إذا أوعدته أو وعدته ..... لمخلف إيعادى ومنجز موعدى

لكن لا ينبغى أن يقال مخلف .. بل ينبغى أن يقال إنه عفو متجاوز عن عبده .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 20, 2013 12:34 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

عليك بالبذاذة فإنها من الإيمان ... وهى عدم التَّرَفُه فى الدنيا ..وقد ورد قوله (اخشوشنوا) وهى من صفات الحاج ، وصفة أهل يوم القيامة .. فإنهم شعث .. غبر .. حفاة ، فإن ذلك كله أنفى للكبر وأبعد من العجب والزهو والخيلاء والصلف .. وهى أمور ذمها الشرع وكرهها .. وهى مذمومة فى العرف عند الناس وعند الله

ولذلك جعل النبى صلى الله عليه وسلم البذاذة من الإيمان .. وألحقها بشعبه ... فإن النبى صلى الله عليه وسلم يقول ( الإيمان بضع وسبعون شعبة .. أعلاها لا إله إلا الله .. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )

ولا شك أن الزهو والعجب والكبر أذى فى طريق سعادة المؤمن ... ولا يماط هذا الأذى إلا بالبذاذة .. فلهذا جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 20, 2013 12:38 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
يقول الفقير مريد الحق :

ممكن واحد من الناس يقول : يعنى التقشف .. ولبس الملابس البسيطة .. من الإيمان ..
علشان حديث ابن ثعلبة (البذاذة من الإيمان) طيب .. فهناك أحاديث أخرى بتتكلم على إظهار النعمة ... وهى :

- عن أبي رجاء العطاردي قال : خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز – يعنى عباية فيها صوف ومزوق بحرير .. وليس حرير خالص - لم أره عليه قبل ولا بعد ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه )

- وعن أبي الأحوص ، عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشعث أغبر ، فقال ( أما لك من المال ؟ ) فقلت : كل المال قد آتاني الله عز وجل ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن ترى عليه ) . أخرجهما الطحاوى فى مشكل الآثار (7/56- 58) .

قال العلامة الطحاوى :
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه : أن هذين الحديثين ملتئمان غير مختلفين .
فأما حديث ابن ثعلبة .. فعلى البذاذة التي لا تبلغ بصاحبها نهاية البذاذة التي يعود بها إلى ما يبين به ذو النعمة من غير ذي النعمة .

وحديثا عبد الله بن مسعود وعمران بن حصين على النعمة التي ترى على صاحبها ليس مما فيه الخيلاء ، ولا السرف ، ولا اللباس المذموم من لابسه ، ويكون اللباس المحمود هو ما فوق البذاذة التي لا بذاذة أقل منها

وما في الحديثين الآخرين على اللباس الذي لا يدخل به صاحبه في أعلى اللباس ، فيكون فاعل ذلك يدخل في معنى قول الله عز وجل ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) .

ومثل ذلك ما قد كان أهل العلم عليه ، وما يأمرون به الناس من اللباس .

قال سفيان الثوري : البس من الثياب ما لا يشهرك عند الفقهاء ، ولا يزري به السفهاء .

وقال المناوى فى فيض القدير (3/283) :
(البذاذة من الإيمان) أي من أخلاق أهل الإيمان ... إن قصد به تواضعا .. وزهدا .. وكفا للنفس عن الفخر والتكبر ... لا إن قصد إظهار الفقر وصيانة المال .. وإلا فليس من الإيمان من عرض النعمة للكفران وأعرض عن شكر المنعم المنان .. فالحسن والقبح في أشباه هذا بحسب قصد القائم بها ( إنما الأعمال بالنيات ) .

يقول الفقير مريد الحق :

إذن ... فالمسألة .. لها وجهان :

الأول ... أنها ربما تكون تربية نبوية خاصة بكل صحابى على حدة .. زى ما قال حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن طلب الوصية " لا تغضب " ثلاث مرات

والثانى ... أن المسألة مش مرتبطة ببساطة اللبس أو فخامته .. ولكن .. بنية الإنسان .. حتى لو لبس خيش .. وكان قصده الشهرة .. فهو حرام .. المهم البعد عن السؤف والكبر .. والشهرة .

روى ابن ماجه .. عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كُلُوا .. وَاشْرَبُوا .. وَتَصَدَّقُوا .. وَالْبَسُوا .. مَا لَمْ يُخَالِطْهُ .. إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ )

وروى ابن أبي شيبة .. عن ابن عباس قال : البس ما شئت وكل ما شئت ما أخطأتك خلتان : سرف أو مخيلة.
أسأل الله تعالى أن يلبسنا لباس التقوى .. ويكسونا بحلة الكرامة .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 65 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط