موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مؤامرة استخبارية عالمية لإخفاء ما حدث في حرب 1973م.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 17, 2012 5:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

صورة


مؤامرة استخبارية عالمية لإخفاء ما حدث في حرب 1973م.

الإمبراطوريات تخشى من عودة المسلمين.


أنت مسلم إذن فأنت للأبد عدو... لا حليف ولا صديق منك يدنو، عقيدتك وتاريخك وبطولات أجدادك »وصمة عار« في جبينك، لا أمن ولا حياة لك طالما »لا اله إلا الله« في قلبك، ومادمت ممسكا بالقرآن ستذل وتقهر وتضطهد وتدك الأقدام الخشنة عنقك، وعبثا تحاول إرجاع أيام عزك ومجدك، فشئت أم أبيت لن تعود أبدا...

كل القوى العالمية تبحث فقط عن مصالحها، وتنتهج سياسات تكفل لها البقاء، وأهم تلك السياسات تكسير عظام الأمة الإسلامية، فهذه الأمة في نظرهم جميعا الخطر الداهم الذي يتهدد الإمبراطوريات ويرعب العروش... لكنها في الوقت ذاته مزرعة خصبة تخرج كنوزا من باطنها، و»حظيرة« تدر أبقارها أرباحا خيالية، وكذلك سوقا رائجة تبتلع »أنعامها« فضالات ونفايات العالم، ومورد ثري لـ»العبيد« الذين تحتاج الحضارة الغربية لعضلاتهم وعقولهم، وإلا لكان قرار إبادتنا قد وقع منذ عقود، ويعتبر ملف حرب أكتوبر أكبر دليل على ذلك، فرغم الانتصار الساحق الذي حققه العرب في تلك المعركة، إلا أن الكثير من العرب أنفسهم يشككون في هذا النصر، ولم يكن هذا من فراغ... فلا العربي ضعيف ولا انهزامي، ولا الإسلام دين للمخنثين والجبناء، حقا هناك بين ظهرانينا الخونة والعملاء، لكن لا يعقل أن يغلب عدد الشواذ وأشباه الرجال على عدد المؤمنين العقلاء الأوفياء، ولأول مرة في تاريخ الأمة يطمس نصر وتدنس تضحيات وتزهق أرواح وبطولات على يد جيل وربما أجيال أخرى قادمة ابتلعت الطعم طواعية.

القتال من أجل العقيدة

عقود طويلة أنفق فيها أبناء الأمم الأخرى وقتا ومالا وجهدا من أجل طمس ماضينا، عسكريين ومثقفين وسياسيين سخروا حياتهم لتقطيع جذورنا، إنهم »محقون« و»أبطال أوفياء« في نظر شعوبهم، لأنهم يحفظون أممهم من عودة أبطال وسيوف دكت حصون إبليس وفرضت قانون الخير على الأرض، فباتت بطولات وانتصارات عمر وعلي والحسين وخالد وبيبرس وقطز مجرد أحلام وذكريات تجترها الذاكرة في الدهر مرة، حتى عندما نجنح لذاك الماضي تكبلنا مرارة اليأس والانهزامية وفي أحسن الأحوال التحسر، إنهم »محقون« لأنهم يقاتلون دفاعا عن عقيدتهم الشيطانية، وحماية لمنهاج الحياة الذي فرضوه على البشرية، فكيف يسمحون لنصر بيّن جاء بعد قرون من الهزائم والضعف أن تظهر ملامحه لأمة في أمس الحاجة لدفعة تيقظها وتعيد لها الثقة في نفسها، لو كانوا ارتكبوا تلك الحماقة، لكانوا حقا »أغبياء«، لكنهم لم يخيبوا ظنّ شعوبهم فيهم.

الحقيقة محاصرة في خزائن المخابرات

لم استفيض في هذه المقدمة إلا بعد أن اعتصرني الألم وصعقتني الصدمة، فما أن أمسكت بالوثائق والأدلة حتى أيقنت عظم وبشاعة المخططات التي تحاك ضدنا، ورغم أنها كلها مجرد أدلة متعلقة بقضية واحدة، إلا أنها تفيق العقل على واقع مر وردّة فعل أمر.

ففي سياق تنقيبي عن حرب أكتوبر اصطدمت بموضوع الصور الحقيقة للحرب، وسر إصرار الدول العظمى على حجب هذا الأرشيف عن العرب، واتفاق أقوياء العالم كلهم على هذا الأمر، فأمريكا عدو الأمس و»صديق« اليوم، وروسيا »الحليف الدائم«، وفرنسا داعية »الحق والخير«، وحتى الصين... أملنا المنشود،، تناسوا خلافاتهم، ونبذوا عداواتهم، واجتمعوا لأول مرة على طاولة واحدة من أجل »طمس انتصار أكتوبر«، تحريفه... تزييفه... إخفاء كل ما يكشف عنه... أما الهدف فهو حماية الامبراطريات العالمية من عودة المسلمين للخارطة العالمية.

الوصول لهكذا معلومات أمر في غاية الصعوبة، لكن وككل مرة يتأكد لي أن الاعتماد على الله وصدق النية مفتاح سحري يفتح خزائن الأسرار ويقهر حواجز الكتمان، وألهمني ربّي العودة لأرشيف اللقاءات السرية والعلنية العالمية وقت الحرب وبعدها، ومن بين عشرات الآلاف من السطور جاءت الحقيقة واضحة كوضوح الشمس، حتى أنني تساءلت بحيرة: أين خبراؤنا ومحللونا وعقول أبناء الأمة الذين يقفون دوما عاجزين عن تفسير أسباب حجب الدول الكبرى لصور الحرب عبر الأقمار الاصطناعية، وحفظها في خزائن بأرقام سرية وتحت حراسة مشددة، ولا يصل إلى جزء منها إلا بإذن مسبق من أجهزة المخابرات، ولفئة محدودة من كبار القادة العسكريين الذين يهندسون الخطط الحربية ويدرسون في كبرى المعاهد العسكرية العالمية، وذلك بالطبع دون السماح لهم بإخراجها أو تصويرها، والتعهد بعدم إفشاء أسرارها لوسائل الإعلام وما شابه وإلا تعرض لعقوبة الخيانة العظمى.

المؤامرة الأمريكية السوفييتية

مؤامرة إخفاء الصور الحقيقية لحرب أكتوبر بدأت ملامحها في الظهور أثناء الأيام الأولى للحرب، حينما قدم السوفييت للرئيس المصري السادات صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية السوفييتية، تكشف بوضوح دخول الولايات المتحدة بكامل قوتها الحرب، وتكشف أيضا أن الأمريكيين تكبّدوا خسائر فادحة في المعدات وربما في الأرواح، وكان لهذا الإجراء انعكاسات هامة ليس فقط داخل الولايات المتحدة وإنما على جميع الدول التي تمتلك تكنولوجيات التصوير الفضائي آنذاك، فاندلعت معركة جديدة وحدت العالم ضد العرب، وفي هذا السياق يقول »فيكتور غوراليوف« ـ الذي كان موظفا في سفارة الاتحاد السوفيتي في سوريا وقت الحرب ـ يقول في مذكراته: اشتعل الغضب في البيت الأبيض بمجرد أن سمع الأمريكيون بموضوع تلك الصور، ولم نفهم في البداية مبرر انزعاجهم من علم المصريين بتدمير معظم القطع العسكرية الأمريكية المتطورة على يد القوات المصرية، فالمصريون توصلوا لهذه الحقيقة وكانوا بصدد إعلانها للعالم مدعومة بالأدلة التي قدمها لهم السوفييت، كما أن أمريكا كانت تدعم إسرائيل جهرا، وحقيقة الجسر الجوي كانت معروفة على مستوى العالم، وكذلك تطورات المعركة أثبتت للمصريين أنفسهم أنهم قادرين على الصمود في وجه أمريكا لأمد طويل، أما الأمريكيون فكانوا متأكدين أنهم على شفا كارثة جديدة لا تقل عن فاجعة فيتنام، ورغم ذلك قاتلوا بضراوة في سيناء، وداخل الاتحاد السوفيتي وصل القادة لقناعة مفادها أن الولايات المتحدة تخوض معركتها هي، وقبول فكرة تدعيمها لحليفتها إسرائيل مجرد فكرة ساذجة، فقد كان واضحا أن واشنطن لن تقبل أبداً بأي انتصار للعرب، وبالرغم من ذلك لم تتطور مشاعر السوفييت لتضاهي المشاعر والرؤى الأمريكية، ولم يكن لديهم استعداد لفعل أي شيء أكثر من تشغيل مصانع الأسلحة والحصول على المزيد من الأموال العربية، وأظهرت الوقائع من بعد أن أمريكا نظرت لمثل هكذا انتصار على أنه هزيمة مباشرة لها حتى وإن لم تخض الحرب، وكان لذلك انعكاسه على الساسة السوفييت الذين دفعوا في اتجاه هذا النصر، لكنهم اقتنعوا بعد ذلك أنه هزيمة للعالم بما فيه الاتحاد السوفييتي نفسه.

ويضيف غوراليوف: في ساعة متأخرة من مساء 15 أكتوبر 1973 حل إلى موسكو في زيارة سرية وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر حاملا رسالة سرية من الرئيس الأمريكي نيكسون للرئيس بريجنيف، وبعد اجتماع دام لأكثر من ساعتين، خرج نيكسون سعيدا بالرغم من الصعوبات التي تواجهها بلاده في سيناء، وبعد ذلك أصدر بريجنيف قرارا هاما يفيد بعدم تزويد العرب بأية صور فضائية للحرب، وقد تسبب هذا القرار في غضب الكثيرين داخل الكرملين، معتبرين إياه ضد المصالح السوفييتية العليا، وحتى الآن لم يبرر القادة الروس سبب هذا القرار، وفي عام 1991 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تسربت وثائق كثيرة بما فيها وثيقة الاجتماع السري بين بريجنيف وكسينجر، والرسالة التي حملها له من نيكسون.

إغلاق الطريق المؤدي لتل أبيب

ويفند غوراليوف فحوى هذا اللقاء بالقول: كسينجر أخبر بريجنيف أن نيكسون ليس مستاءً من هزيمة الولايات المتحدة في سيناء ولا تهمه اهتزاز صورة أمريكا أمام العالم، بقدر خشيته على العالم من العرب إذا ما تأكد لهم ذلك، ويقول غوراليوف: تسجيلات الفيديو لهذا اللقاء تظهر اهتمام بريجنيف لما يقوله كسينجر، وميله بشدة تجاه المترجمة ليسمع بتركيز عبارات محدثه، الذي واصل قائلا:

إن مصلحة الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والعالم المتقدم، بل والعالم أجمع تتقاطع حينما يتعلق الأمر بميلاد إمبراطورية جديدة في الشرق الأوسط يقودها المسلمون... أنتم في غنًى سيادة الرئيس عن تذكيركم بالتاريخ، ولستم في حاجة لتوضيح مدى خطورة ذلك على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، فرد بريجنيف ـ يقول غوراليوف ـ: أتطالبوننا بوقف إمدادات السلاح لمصر وسوريا؟، فأجابه كسينجر بسرعة: إطلاقا... لم يكن هذا أبدا مطلب الرئيس نيكسون، ولكن فقط لا تمدوهم ولا تمدوا أية جهة أخرى بالصور أو المعلومات التي توضح ما يحدث في المعركة، الولايات المتحدة تواصل الحرب، والأصدقاء السوفييت يواصلون سياساتهم، فالعرب لن يحققوا انتصارا حاسما، وبقاء إسرائيل يخلق توازن قوى يحقق مصالحنا جميعا، نريد أن تنتهي الحرب بصيغة لا غالب ولا مغلوب، فلا أنتم تريدون انتصارا حاسما لإسرائيل وهذا لن يحدث، ولا نحن نريده للعرب وهذا أيضا لن يحدث، فيرد بريجنيف ضاحكا: ولكن لِمَ الإصرار على موضوع الصور ودباباتكم تحمل علمكم ووقودكم وذخيرتكم مدمرة في سيناء أمام أعين الجميع؟، يرد كسينجر بابتسامة دبلوماسية: سيدي الرئيس... العرب يتحركون بهمجية وشراسة كلما اتقدت عواطفهم... هذا يعقد الأمور أكثر ولا يحلها، مجرد شعورهم بأنهم يحققون نصرا علينا سيزيد ذلك من مطالبهم في الحرب، وربما يفكرون في التوجه صوب تل أبيب... إنهم لن يصلوا إليها... لكنهم سيعتقدون أن الطريق إليها في المستقبل سيظل مفتوحا...

ويختتم غوراليوف قائلا: وبالفعل أغلق السوفييت الطريق إلى تل أبيب في وجه العرب.

وثيقة أخرى يقول فيها »فيتسلاف موتوزوف«، مستشار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس رابطة الصداقة السوفيتية ـ العربية سابقا ـ: دار جدل كبير في الاتحاد السوفييتي عقب زيارة كسينجر لموسكو، إلا أن التحليل الدقيق للنوايا الأمريكية من وراء تلك الزيارة، جاء ليثبت صدق مبررات الرئيس الأمريكي، فتفهم بريجنيف تلك النوايا، واتبع سياسة ذكية لا تفقده ثقة العرب، حيث حمل رئيس الوزراء السوفييتي معه بعض الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، وأقول هنا البعض، حيث تم انتقاء الصور التي ليست ذات أهمية وقدمها للسادات في الزيارة التي جاءت في اليوم الرابع عشر للحرب، فلم يستفد منها المصريون عسكريا، ولم تقدم لهم إجابة حقيقية عن حجم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة وإسرائيل في الحرب.

التحالف العالمي ضد المسلمين

وبقراءة متعمقة في مذكرات »راي كلاي« ـ رئيس قسم المخابرات في وزارة الخارجية الأمريكية أثناء حرب أكتوبر، تفتضح معلومات أخرى تكشف عن ميلاد تحالف قوى عالمي لإخفاء وثائق وصور حرب أكتوبر، وتحدد موعد ميلاد تلك المؤامرة، يقول كلاي: بعد وقف إطلاق النار بساعات قليلة قدم إلى واشنطن في زيارة سرية »يوحنان مروز«، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، رفقة »موردخاى جازيت« مدير مكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير، وتم اقتيادهما مباشرة للبيت الأبيض للقاء الرئيس نيكسون، وكنت أحد حاضري الاجتماع الذي كان ضيقا جدا، وتضاربت مشاعر الضيفين بين الفرح لنجاح واشنطن في إقناع السادات بوقف الحرب، وبين عميق القلق لما هو آتٍ، أما الرئيس نيكسون فقد كان غاضبا ومتوترا بسبب تباطؤ عملية سحب القطع الأمريكية المدمرة في سيناء، وكان نيكسون ـ يقول كلاي ـ متخوفا بشدة من احتمالية شنّ المصريين لهجوم جديد مصحوب بتقدم لقواتهم في الأراضي التي تحوي مقابر السلاح الأمريكي، فرد جازيت على نيكسون: ليس المهم خرق المصريين لقرار وقف إطلاق النار، ولا وصولهم لسلاحنا المدمر... الأهم أننا نريد التحرك سريعا لوضع خطة عمل للتعامل إعلاميا مع نتيجة الحرب، وقاطعه »مروز« قائلا: معلوماتنا تقول إن السادات قانع بما حققه، لكن ما يقلقنا أن فرنسا وبريطانيا والصين لديهم مئات الأفلام والصور الحية عن الحرب، فالأمر الآن خارج عن نطاق التفاهم الأمريكي ـ السوفييتي، ويضيف »كلاي«: ركز نيكسون في تلك الفترة على موضوع صور حرب أكتوبر أكثر من تركيزه على توابع الحرب في الشرق الأوسط، وبدأت الخارجية الأمريكية برنامج عمل مكثف كلل في النهاية بالنجاح.

أسهب كلاي في الحديث عن هذه الخطة، لكنني أقفز منه إلى الأدميرال »توماس مورير« عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في ذلك الوقت، لاقتبس فقرات من كلامه في أحد لقاءاته مع مجموعة عمل واشنطن الخاصة بغرفة دراسة المواقف بالبيت الأبيض، والتي تكشف عن المؤامرة بوضوح، »مورير« عرض على المجموعة في الأول من نوفمبر عام 1973 نتيجة الاجتماعات العالمية بشأن أرشيف صور حرب أكتوبر، فجاء في تقريره: في الاجتماع السري الذي جمع وزير الخارجية هنري كسينجر، ونظيره السوفييتي بي جروميكو، والسفير الإسرائيلي بواشنطن سميحا دينتز، والسفير الصينى بواشنطن هوانغ شين، اتفق الجميع على تجميع وثائق وصور حرب أكتوبر في خزائن قوية تحت إشراف أجهزة الاستخبارات في كل دولة، وتلقينا ضمانات من بريطانيا وفرنسا باتباع نفس الإجراء، وأن تستثنى تلك الوثائق من قوانين فك الحظر المتبع في بلداننا، وعدم التقيد بمدة زمنية معينة.

يأس عربي وإصرار عالمي على التعتيم

وفي الوثيقة البريطانية رقم 119 ـ 74، بتاريخ 25 جانفي 1974 يأتي تعليق على هذا الإجراء، على لسان دبليو ليدويدغ ـ سفير بريطانيا في تل أبيب في تلك الفترة ـ قال فيه: نجحت الدبلوماسية الأمريكية في إقناع قادة العالم بخطورة وثائق وصور حرب أكتوبر، وتحالفت أجهزة المخابرات من أجل الحفاظ على أمن العالم.

أما السير بي. دي آدمز، سفير بريطانيا بالقاهرة في السبعينيات، فقد قال في وثيقة سرية لوزير خارجيته: السوفييت رفضوا المطالب المصرية المتعلقة بإمدادهم بأرشيف حرب أكتوبر، وبات المصريون مقتنعين بأن الاتحاد السوفييتي في استطاعته تقديم أي شيء لمصر إلا أرشيف الحرب. برقية مشابهة أرسل بها روبرتس سفير بريطانيا بدمشق لوزير خارجيته قال فيها: »السوريون يشعرون بإحباط شديد بعد رفض كل من فرنسا والاتحاد السوفييتي تزويدهم بصور حرب أكتوبر، ولا أعتقد أن مواقف العالم ستتغير تجاه الأمر... فالعرب أنفسهم فقدوا الأمل«

المصدر :

http://www.echoroukonline.com/ara/index ... news=27188


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤامرة استخبارية عالمية لإخفاء ما حدث في حرب 1973م.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 20, 2012 3:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

صورة



القوات الجزائرية تسقط طائرة شحن أمريكية

الجسر الجوي وأولى الحروب الأمريكية على العرب

لم يكن فقط جسرا ولا دعما... بل تورط مباشر في حرب خسرت فيها كل شيء... ولولا القرارات المتخبطة لانهارت أقوى دولة في العالم ولزال السرطان الصهيوني للأبد... هذا ما حدث في أول حرب أمريكية مباشرة على العرب.

على مدار 35 سنة لم نسمع إلا عما يسمى »الجسر الجوي الأمريكي«، ولم يكشف للعالم سوى أحاديث عن دعم أمريكي للكيان الصهيوني أثناء حرب أكتوبر 1973، لكن هذا الجسر لم يكن سوى حلقة من مسلسل حرب كبيرة شنتها الولايات المتحدة على العرب بدءاً من اليوم الأول للقتال.

الجيش الأمريكي يضرب بقوة في الجولان وسيناء

أبدأ بفقرات من كتاب »حرب أكتوبر 1973« لمحمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة العربية في أكتوبر 1973، وأحد أكبر 50 قائدا عسكريا في العالم ذكرتهم أشهر الموسوعات العسكرية العالمية، الذي يقول: في اليوم الرابع للقتال 09 أكتوبر كانت القوات المصرية قد حققت إنجازا عسكريا، وتحطمت كل هجمات »إسرائيل« المضادة. وكان لابد من استمرار الهجوم لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو الوصول إلى خط المضايق؛ ذلك لأن ترك العدو بدون ضغط مستمر عليه معناه انتقال المبادرة له، خاصة وأن حجم قواته أخذ في التضاعف بشكل مقلق، وقد تناقشت مع الفريق أول أحمد إسماعيل ووجدت منه الحذر الشديد من سرعة التقدم شرقا، فكان يرى الانتظار لتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، وتلقين الولايات المتحدة درسا قاسيا، لكن تأخير الهجوم إلى يوم 14 أكتوبر حرم مصر من تحقيق نصر ساحق على »إسرائيل« وأمريكا معا، حيث ضاعفت أسراب المقاتلات الأمريكية هجومها ضد قواتنا، فبلغت خسائرنا في هذا اليوم وتوقف هجوم قواتنا 250 دبابة، أي أكثر مما فقده العدو بقليل.

ويضيف الجمسي: بات واضحا لنا في غرفة القيادة أننا نقاتل ليس فقط التكنولوجيا الأمريكية والدعم العسكري اللامحدود، وإنما نقاتل أمريكا ذاتها، وكان ذلك سببا مباشرا في فشلنا في تطوير الهجوم واختراق المضايق المؤدية إلى فلسطين المحتلة.

هكذا إذن كان الوضع العسكري في اليوم الرابع للحرب، عجز العرب عن استكمال الزحف في سيناء بفضل التدخل المباشر لواشنطن، فهل استسلموا أم كانت هناك جولات أخرى؟

قبل الإجابة ألتفت إلى الوضع على الجبهة الشمالية للعدو، حيث كان الجيش السوري يواصل قصف المواقع الصهيونية بهجوم وقصف مكثف، ففي 9 أكتوبر أسقطت الدفاعات السورية أعدادا كبيرة من طائرات العدو، مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الصهيوني، وهنا يقول المحلل الصهيوني »جدعون روز«:

»خسرت إسرائيل معظم قوات الجبهة الشمالية، وبات الطريق أمام السوريين مفتوحا، ولم يكن هناك ما يمنع وصولهم إلى تل أبيب، وقبل أن تطلب إسرائيل المساعدة من الولايات المتحدة لتعديل الوضع على الجبهة السورية أيضا، كانت المقاتلات الأمريكية قد انطلقت من تركيا وحاملات الطائرات في المتوسط، لتنفذ 35 طلعة جوية على مدار يوم كامل، نجحت في وقف التقدم السوري وألحقت بالعدو خسائر كبيرة«.

ويواصل روز قائلا: »الأصدقاء الأمريكيون رفضوا التسليم للمعلومات التي أكدت أن الضربات الجوية شلت السوريين، وأخذت طائرات الشحن الأمريكية طوال ليل يوم التاسع من أكتوبر تنفيذ عملية إنزال مكثف، وفي صباح اليوم العاشر كانت قرابة الـ400 دبابة أمريكية منتشرة في الجولان، وبذلك عاد الأمل على الجبهة الشمالية.

مما شجع القادة الإسرائيليين على الامتثال للرأي الأمريكي والقيام بهجوم معاكس ناجح في الجولان في يوم 11 أكتوبر، فنجحنا في إيقاف الجيش السوري من التقدم نحو الحدود الدولية«.

85 في المئة من الجيش الصهيوني تحطم في ثلاثة أيام.

معلومة أخرى في غاية الأهمية جاءت على لسان المؤرخ الصهيوني »إيفي شلايم«، الذي كشف عن أرقام خطيرة وسرية تؤكد أن القوات العربية قضت على الجيش الصهيوني في الأيام الثلاثة الأولى للمعركة، ويقدم شلايم رصدا دقيقا لعدد القطع العسكرية الصهيونية قبيل هذه الأيام ونظيرتها العربية، وما تبقى لدى الطرفين في يوم 9أكتوبر، فيقول:

إجمالي القطع الرئيسية في القوات البرية الإسرائيلية قبيل حرب يوم كيبور بيوم واحد بلغ حوالي 2350 دبابة قتال متوسطة، 1593 مدفع ميدان وهاون، 906 قطعة مضادة للدبابات.

وكانت هذه القوات تتشكل من 5 قيادات مجموعة عمليات، 10 لواءات مدرعة، 6 كتائب دبابات مستقلة، 19 لواء مشاة آلي، 2 لواء مشاة، 3 لواء مظلي، 22 كتيبة ناحال، 45 كتيبة مدفعية ميدان ومتوسطة وهاون، 12 كتيبة مدفعية مضادة للدبابات، 3 كتيبة صواريخ مضادة للدبابات.

ومن إجمالي هذا العدد لم يتبق مع بزوخ فجر اليوم الرابع للحرب سوى 242 دبابة، 470 مدفع، و12 مضاد للدبابات.

أما القوات الجوية والدفاع الجوي فقد بلغ قوامها 777 طائرة متنوعة، منها 457 طائرة مقاتلة، مقاتلة قاذفة، 13 موقعا لصواريخ أرض / جو طراز هوك، من 15 ـ 20 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات متنوعة الأعيرة، هذا بخلاف كتائب وحدات القوات البرية بواقع كتيبة لكل لواء ولكل قيادة فرقة أي ما يعادل 36 كتيبة، ولم يتبق من هذه القوة سوى 180 طائرة، وموقعي صواريخ أرض/ جو، وثلاث كتائب دعم جوي.

أما القوات البحرية، فبلغ قوامها 77 قطعة متنوعة، منها 3 سفن إبرار بحري، 3 غواصة، 14 زورق صواريخ سطح / سطح، 9 زورق طوربيد، ولم ينجُ منها سوى 17 قطعة، ويضيف شلايم:

هذه الأرقام المرعبة تؤكد أن »إسرائيل« مُنيت بهزيمة ساحقة، فلم يسبق لجيش أن فقد هذه الخسائر لا في المدة ولا المعارك بوجه عام.

وقفة »مخلصة« أنقذت »إسرائيل« من السقوط.

ولم يكتف شلايم برصد الخسائر الصهيونية، وتعرض بإسهاب لحجم القوات العربية في سيناء والجولان بعد 72 ساعة من القتال، فيقول: في المقابل لم يخسر العرب أكثر من 7 في المئة من مجمل قواتهم، فقد شملت القوات الجوية العربية قبيل الحرب، 260 ميغ 21، 200 ميغ 17، 120 سوخوي 7، 50 سوخوي 20، 16 سوخوي 17، 28 تيوبولوف 16، 10 أليوشن 28، 140 هليكوبتر (مي 4 ومي 6 ومي 8)، هذا بخلاف طائرات التدريب من النوع اللام 29 والتي بلغ عددها 90 طائرة، إضافة للدعم العربي وبالأخص الجزائري والذي شمل: 54 ميراج 5، 25 هوكر هنتر، 25 ميج 21، 25 ميج 17، 25 سوخوي 7.

ويضيف شلايم: لم تسقط »إسرائيل« من هذه القوة الجوية سوى أربع طائرات على الجبهة الجنوبية، و12 على الجبهة الشمالية.

أما قوات الدفاع الجوي لدى الأعداء ـ يقول شلايم ـ فقد اشتملت على 4 فرقة دفاع جوي (22 قيادة لواء صواريخ، 135 كتيبة نيران، 17 فوج مدفعية مضادة للطائرات، 28 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، 5 كتائب صواريخ محمولة على الكتف طراز سام 7، و7 أفواج رادار، 20 كتيبة رادار، وحدات مراقبة بالنظر)، لم يدمر منها سوى ما يعادل 11 في المئة من قوامها. أما القوات البرية والتي تجاوز قوامها الربع مليون مقاتل على الجبهتين، فلم يقتل منها سوى 794 بين جنود وضباط، ولم تدمر سوى 400 دبابة من جملة 2500 دبابة.

شلايم وبعد سرده لتلك الأرقام، وبعد توجيهه اللوم اللاذع للقيادات الصهيونية آنذاك، وللمسؤولين الذين أخفوا تلك المعلومات الخطيرة عن الشعب الإسرائيلي، خلص بالقول:

جيش الدفاع الإسرائيلي انهار تماما في ثلاثة أيام وكان سقوط إسرائيل وشيكا، لكن الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة أنقذوا إسرائيل من الكارثة التي وإن وقعت لما بقينا أحياء اليوم نبحث وننقب عن أخطائنا.

هزيمة طائرات غلاكسي الأمريكية.

من خلال تلك المعلومات بدأ يتضح لي حقيقة الدور الأمريكي في تلك الحرب، لكن أعود لأتساءل: ألم تتوقع القيادات العربية حدوث هذا الأمر، خاصة وأن واشنطن لا يمكن أن تقبل بفكرة زوال الكيان الصهيوني من الوجود؟

المحلل الروسي »فاديم كيربيتشينكو« يجيب قائلا:

كان السادات والأسد على قناعة بأن أمريكا ستسعى لإحداث مفاجآت في المعركة، فوضعا خططا للتعامل مع أي تدخل أمريكي يخل بتوازن القوى أثناء الحرب، وكان العرب مدركين أيضا أنهم يقاتلون أمريكا بشكل مباشر، لكن وبعد ثلاثة أيام من الحرب تكبّدت أمريكا خسائر كبيرة، فعمدت إلى استخدام أسلحة فتاكة جديدة تفوق أي تصور أو توقع من جانب العرب.

كيربيتشينكو يقول أيضا: الطائرات الأمريكية من طراز سي 5 غلاكسي كانت تنزل الدبابات الأمريكية لساحة المعركة مباشرة في سيناء عبر مطار العريش، وكان ذلك بعد 7 ساعات فقط من اندلاع الحرب، لكن المقاتلات المصرية دمرت المطار وممرات الإقلاع والهبوط، الأمر الذي أجبر واشنطن على إنزال قواتها في مطارات »إسرائيل«، وكانت تلك الضربة موجعة لأمريكا التي كانت تريد عدم إضاعة الوقت واختصار المسافات لصد القوات المصرية المهاجمة، ومن أجل توفير الغطاء الزمني لوصول تلك الدبابات لساحة المعركة، كثف الطيران الأمريكي هجماته على الجبهتين المصرية والسورية معا، لكنها في المقابل ونظرا لاندفاعها الجنوني خسرت عددا كبيرا من طائراتها، وكانت المعارك تسير حيث لا تشتهي.

قنابل الليزر وصواريخ شرايك تدخل المعارك لأول مرة.

ويضيف كيربيتشينكو: تكبّدت أمريكا خسائر كبيرة في معداتها واقتصادها أيضا، فقد كانت تعوض »إسرائيل« فورا عن كل طائرة سكاي هوك أو فانتوم تسقط على أي من الجبهتين، وكانت مجبرة على استخدام أعداد مهولة من صورايخ »شرايك« المتطورة وذات القدرة التدميرية العالية والباهظة التكاليف في ذات الوقت، لكن المحير ـ يقول كيربيتشينكو ـ أن هذا الضغط العسكري الشديد لم يؤثر على تقدم العرب وإحرازهم انتصارات مغايرة لكل القوانين العسكرية، وهذا ما دفع واشنطن إلى إخراج كل ما في جعبتها، ولأول مرة دخل الجيل الأول من القنابل الموجهة بالليزر ساحة المعركة، ولأول مرة خرجت للعالم أسرار باكورة الصناعات الحربية الأمريكية، وظهرت أسماء أسلحة على غرار »المافريك« والـ»تاو«، وكان ذلك في اليوم الرابع للقتال، حينما تقدمت القوات المصرية للاستيلاء على المحاور الرئيسية في سيناء، وكان لتلك القنابل الحديثة دور كبير في تدمير اللواء المدرع الذي انطلق في عملية تطوير الهجوم، ولكن هذا لا يعفي المصريين من الخطإ، حيث أن هذه القوات خرجت من نطاق الدفاعات الجوية المصرية، الأمر الذي سهل المهمة على القاذفات الأمريكية، ولو أن خطة الهجوم تلك نفذت تحت مظلة دفاعية جيدة لقال التاريخ كلمة أخرى، فالاستيلاء عليها يفتح الطريق تماما إلى العمق الإسرائيلي، لكن في المقابل كان التحرك المصري مستندا إلى تيقن القيادات في القاهرة من إبادة معظم القوات الجوية والبرية الإسرائيلية، ولم يدر في حسابهم أن عشرات المقاتلات الأمريكية تنتظر هذه الهفوة، ويضيف كيربيتشينكو:

المصريون دمروا معظم الطائرات وقواعد الصواريخ الهجومية الإسرائيلية، وتصدت الدفاعات المصرية والعربية على طول خط القناة لمحاولات الاختراق الجوية الإسرائيلية، فاضطرت »إسرائيل« لإصدار قرارها الشهير الذي منع ما تبقى من مقاتلاتها من الاقتراب من ساحة القتال بعمق 20 كيلومترا، حتى المقاتلات الأمريكية حيّدت هي الأخرى في هذه المنطقة، فتحركت القوات المصرية بنجاح تحت هذا الدرع القوي وبمجرد الانسلات منه انقضت أمريكا على العرب، ورغم إحرازها بعض التفوق حتى اليوم الرابع عشر من الحرب إلا أن اقتصادها كان على وشك الانهيار، فقد كانت الولايات المتحدة ترسل الدبابات إلى »إسرائيل« من المخزون الاستراتيجي المباشر، بل إنها رفعت نسبة التصنيع في العام التالي للحرب في مصانع الدبابات لتعويض خسائرها في حرب أكتوبر، وكذلك رفعت إنتاجها من الصواريخ المضادة للدبابات في نفس السنة من 12852 صاروخ إلى 35487 صاروخ، وانطلى الأمر على المقاتلات وكافة القطع الحربية، وواجهت أمريكا أزمة اقتصادية عاصفة، كان من الممكن لو استمرت الحرب أن تهدد بانهيار القوة العظمى.

النصر للعرب... فلماذا أوقف السادات الحرب؟

اعترافات كيربيتشينكو جعلتني أتساءل بمرارة: لماذا وافق العرب إذن على وقف إطلاق النار، رغم أن النتائج على أرض المعركة تسير لصالحهم؟، الرئيس المصري السابق السادات يبرر ذلك في كتابه »البحث عن الذات« قائلا: أتضح لي في اليوم الأول من الحرب أن القمر الصناعي الأمريكي كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بساعة، وأخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد... وأقر هنا للتاريخ أن روسيا التي تدعي وقوفها مع الحق العربي لم تبلغنا بشيء بواسطة أقمارها الصناعية التي تتابع المعركة، ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات... لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكي لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التي تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة... والعريش تقع خلف الجبهة، وبدأت ألاحظ تطورا خطيرا في معارك الدبابات التي اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين في إدارتها، كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات، لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ أنقذوا إسرائيل ـ في اليوم الرابع، وهي تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصري الذي يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكي تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار...

وتذكرت في تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية، أما التطور الثالث والخطير، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا، وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكي جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لايزال تحت الاختبار في أمريكا، فأرسلته لنجدة إسرائيل، لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الاختبار، وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى، وأنا أعرف إمكاناتي وأعرف حدودي، لن أحارب أمريكا، ولذلك بعد عودتي من غرفة القيادة... كتبت للرئيس الأسد شريكي في القرار برقية أخطره فيها أني قررت الموافقة على وقف إطلاق النار...

وسجلت في هذه البرقية موقفي، وهو أني لا أخاف من مواجهة إسرائيل، ولكني أرفض مواجهة أمريكا... وإني لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى... وإنني مستعد أن أحاسب أمام شعبي في مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار، وفي هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لي عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدي بأسلحتها الحديثة التي لم يستخدم أغلبها من قبل، وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله... فقد كان اعتقاد الجميع في العالم أن الاتحاد السوفيتي يقف إلى جانبنا، وأنه قد أرسل الجسر الجوي لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك في الواقع... فأمريكا وإسرائيل في مواجهتي، والاتحاد السوفيتي في يده الخنجر ويقع وراء ظهري ليطعنني في أية لحظة عندما أفقد 85٪ أو 90٪ من سلاحي كما حدث في سنة 1967.

بهذه الكلمات يقدم السادات إجاباته على السؤال الذي طرحته، لكن هل ما قاله صحيحا؟.

القوات الجزائرية تحاصر قوات شارون.

أعداء السادات ردوا عليه بالقول: حقا استخدمت أمريكا صواريخ مافريك التلفزيونية ولكنها لم تنجح في تدمير حائط الصواريخ المصرية، ولكن السادات أراد تقديم حجة للجيش والشعب اللذين كانا لا يقبلان عن أي خيار سوى إبادة إسرائيل، لكن آراء أخرى تقول إن الولايات المتحدة نجحت بالفعل في إحداث نافذة إلكترونية في حائط الصواريخ المصري، ومن خلال أجهزة تشويش حديثة سيطرت على عمل هذه الدفاعات، ففتحت الباب أمام شارون لعبور قناة السويس، وفي هذا السياق يقول »ديفيد واتكين«:

للطيران الأمريكي والاسرائيلي باختراق حائط الصواريخ المصري ومن ثم مهاجمة العمق المصري والقواعد الجوية، فتم تحييد الطيران المصري أو إشغاله في أشد ساعات احتياج المصريين إليه، وساعدت هذه النافذة أيضا في تسهيل هجوم شارون على ميناء الادبية والزيتية حيث مواقع القوات الجزائرية، ولولا صمود هذه القوات في وجه الهجوم البري الإسرائيلي لانقلبت أحداث المعركة لصالح الأمريكيين والإسرائيليين، فقد كانت الخطة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة تقضي بالاستيلاء على هذين الميناءين لاستخدامهما في نقل العتاد الأمريكي الثقيل »دبابات ومدفعيه« لساحة المعركة التي أراد الأمريكيون من خلالها إيصال رسالة للعرب مفادها، أن »الطريق إلى القاهرة هو الآخر مفتوحا، فلا داعي من التفكير في الزحف نحو تل أبيب«.

ويضيف واتكين: لقد استوعب السادات الرسالة جيدا، لكن كان عليه أن ينظر بدقة لصمود قواته وقوات حلفائه في وجه قوات شارون، فهذا الأخير تمكن لبعض الوقت من قطع خطوط الاتصال بين الجيش الثالث والقيادة العامة، لكنه في الوقت ذاته كان وحيدا معزولا بدون وقود ولا ذخيرة، وكان المنطق العسكري يؤكد أن هذه القوة الإسرائيلية لا مصير لها سوى الإبادة أو الأسر، بعد أن تصدت القوات الجزائرية لطائرات الدعم الأمريكية وأسقطت واحدة منها في خليج السويس، فقطعت عنه الإمدادات الإسرائيلية والأمريكية معا، وحاصرت القوات الجزائرية مدعومة بكتيبة من قوات الصاعقة المصرية وصائدي الدبابات القوات الإسرائيلية بين الأدبية ومنطقة الكيلو 101، فبكى شارون وجنوده بكاءً مريرا.

المصدر :

http://www.echoroukonline.com/ara/?news=27249


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط