رحلة مافَوق السموات : مستوى صريف الأقلام ـ البحر المسجور ـ الرفرف ـــــــــــــــــــــــــ ( مستوى صريف الأقلام ـ البحر المسجور ـ الرفرف رحلة ما فوق السموات : عاين النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الملكوت الأعلى, وما في قلبه إلا الله, وما في فكره ولا عقله إلا الله, وما عنده غير الله, وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول بلسان الحال : عظيم ... عظيم .... عظيم ملك ربي ... كل ما أراه عظيم, لكن ... الله. كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في هذه الليلة كله سمع, وكله بصر وعيون, كله نور على نور, انتهت رحلة السماوات السبع ومعاينة ما فيها, وكان من أواخر أحداثها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم دخل الجنة وسار فيها, وشاهد ثمارها وأشجارها وقصورها وأنهارها وكيف تسير على وجه الأرض وليست في مجرى أو أخدود, ورأى العيون المتفجرة في الجنة, والعين التي تسمى سلسبيلاً, وأخرى تسمى زنجبيلاً, وعيناً تسمى تسنيماً وهي التي يشرب منها المقربون, ورأى نهر الكوثر وطينته, الكل يريد إدخال الفرح والسرور, على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , الكون كله يريد فرحة لمن وصفوا حاله بقولهم: «كان صلى الله عليه وآله وسلّم متواصل الأحزان, دائم الفكرة, ليست له راحة, لا يتكلم فى غير حاجة، طويل السكت». ومع ذلك يدخل السرور على كل من قابله فكان صلى الله عليه وآله وسلّم «دائم البشر». آه من الغربة, آه من الفقد. لسان حال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً, ولبكيتم كثيراً, ما أعظمك يا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , ما أعظمك. الملك المرافق له آتاه بطينة الكوثر, فإذا هي مسك أذفر, مسك خالص, يريد الملك أن يفرحه بأي طريقة, بأي تصرف, كأنه يقول له: انظر, أترى! رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الكوثر الذي أعطاه الله له فماذا بعد, لا بد هنا من التوقف, فإما أن تنتهى الرحلة, أو يكون هناك ما هو أعظم من الكوثر, فبَدأت مراحل تغير الرحلة. تغير الرحلة من: هذا لك من فضل الله تجود به على من تشاء ممن آمن بك, إلى: هذا لذاتك. وقريباً ستتغير من هذا لذاتك إلى .... هذا في ذاتك. ونقصد الذات : الكل, لا على ما قاله بعض أهل الله أن الذات المحمدية يقصد بها البشرية, وكل ما ذكرناه هنا بالذات المحمدية نقصد به كل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: نوره وحقيقته وعقله وروحه ونفسه وجسده الشريف, وكل شيء. بدأت الرحلة إلى السدرة, أو قل رحلة الرفع إلى السدرة, حيث معراج آخر.) ـــــــــــــــــــــ من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (( اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق والناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم ))
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|