اشترك في: الجمعة مارس 05, 2004 9:14 am مشاركات: 95 مكان: MADINA
|
كتاب داعي الفلاح في أذكار المساء والصباح
تأليف أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 119 هـ
تحقيق كمال يوسف الحوت
مُقَدّمة
الحمد لله العزيز القهار، خالق الليل والنهار، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الداعي إلى الفلاح، والهادي إلى الرشد والنجاح، وعلى ءاله الأطهار وصحابته الأخيار شموس الهدى والصلاح، كلّما طلعت شمس وجاء صباح، وهبّ نسيم ونبت زهر وفاح.
قال الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز: (ادعوني أستجب لكم) [سورة غافر] وقال: (هو الحيُّ لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) [سورة غافر]، وأخرج أبو داود والبيهقي وغيرهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة"، وقد ورد في فضل الدعاء أحاديث كثيرة وهو من جملة القُرَب إلى الله عزّ وجلّ، فالعبد الفطن هو الذي يلجأ إلى مولاه تعالى ويدعوه في الضراء والسراء وفي الليل والنهار وفي الصحة والسقم. وقد ألّف جمع من المحدثين وغيرهم في فضل الدعاء وما ورد في ذلك كتبًا كثيرة كالحافظ البيهقي والطبراني والنسائي وغيرهم خلق كثير رضوان الله عليهم أجمعين.
والكتاب الذي بين أيدينا للحافظ السيوطي من جملة ما أُلف في هذا الموضوع، وهو مع صغره نافع مفيد وقد أحببت إخراجه خدمة للتراث وطلبًا للأجر والثواب، وأسأله سبحانه أن ينفعني به إنه على كل شىء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على النبي الأمين وأصحابه الطاهرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيدنا محمد وءاله أجمعين.
الحمد لله فالق الإصباح، خالق المساء والصباح، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الداعي إلى الفلاح، والهادي إلى سبيل النجاح والصلاح، وعلى ءاله وأصحابه ما بدا كوكب ولاح.
هذا جزء ألّفته في أذكار المساء والصباح على وجه الاستيعاب سميته "داعي الفلاح في أذكار المساء والصباح".
[1] - أخرج الطبراني في الكبير عن عبد الله بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَن استفتحَ أولَ نهارِهِ بخيرٍ وختمَهُ بخيرٍ قالَ الله تعالى لملائكتِه: لا تكتبوا ما بينَ ذلكَ منَ الذنوبِ"([2]).
[2] - وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري والنسائي عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيدُ الاستغفارِ أن تقولَ : اللهمّ أنتَ ربي لا إلهَ إلا أنتَ خلقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بكَ من شر ما صنعتُ، أبوءُ لكَ بذنبي وأبوءُ بنعمتِكَ عليّ فاغفر لي فإنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ". قال: "ومَن قالها من النهارِ موقنًا بها فماتَ مِن يومِهِ قبلَ أن يُمسي فهوَ من أهلِ الجنةِ". قال: "ومَن قالها من الليلِ وهو موقنٌ بها فماتَ قبلَ أن يُصبح فهو من أهلِ الجنةِ"([3]).
[3] - وأخرج الترمذي وحسّنه، والطبراني في الكبير عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلُّكُم على سيدِ الاستغفارِ: اللهمّ أنتَ ربي لا إلهَ الا أنتَ خلقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بكَ من شر ما صنعتُ، أبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليّ واعترفُ بذنوبي فاغفر لي فإنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ، لا يقولها أحدٌ حين يُصبحُ فيأتيهِ قدَرُهُ من يومِهِ ذلك قبلَ أن يُمسيَ إلا وجبت لهُ الجنةُ"([4]).
[4] - وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، والطبراني في الدعاء، والحاكم في المستدرك وصححه، والبيهقي في الدعوات، والخرائطي عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مَن قال حين يُصبحُ أو حين يُمسي: اللهمّ أنتَ ربي لا إله إلا أنتَ خلقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بكَ مِن شر ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتِكَ عليّ وأبوءُ بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ، فماتَ مِن يومِهِ أو من ليلتِهِ دخلَ الجنةَ"([5]).
[5] - وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط بسند ضعيف عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قالَ حين يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ: اللهمّ لكَ الحمدُ لا إلهَ إلا أنتَ، أنتَ ربي وأنا عبدُكَ، ءامنتُ بكَ مخلصًا لك ديني، إني أصبحتُ على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أتوبُ إليكَ من شر عملي وأستغفرُكَ لذنوبي التي لا يغفرُهَا إلا أنتَ، فإن ماتَ في ذلك اليومِ دخلَ الجنةَ"([6]).
[6] - وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس مثله.
[7] - وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قالَ حينَ يصبحُ وحينَ يُمسي: اللهمّ إني أشهَدُ بأنكَ أنتَ الله لا إلهَ إلا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ، وأن محمدًا عبدُكَ ورسولُكَ، أبوءُ بنعمتِكَ عليّ وأبوءُ بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفرُ الذنوبَ غيرُكَ، فإن قالها حين يصبحُ فماتَ من يومِهِ ذلكَ قبل أن يُمسيَ ماتَ شهيدًا، وإن قالها حين يُمسي فماتَ من ليلتِهِ ماتَ شهيدًا".
[8] - وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الدعاء، والبيهقي والمستغفري كلا في الدعوات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: "اللهمّ بكَ أصبحنَا وبكَ نحيَا وبكَ نموتُ وإليكَ النّشورُ"، وإذا أمسى قال: "اللهمّ بكَ أمسينَا وبكَ نحيَا وبكَ نموتُ وإليكَ المصيرُ"([7]).
[9] - ولفظ الترمذي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه يقول:
"إذا أصبَحَ أحدُكُم فليقل: اللهمّ بكَ أصبحنَا وبكَ أمسينَا وبكَ نحيَا وبكَ نموتُ وإليكَ المصيرُ، وإذا أمسى فليقل: اللهمّ بكَ أمسينَا وبكَ أصبحنَا وبكَ نحيَا وبكَ نموتُ وإليكَ النشورُ"، وقال: حديث حسن([8]).
[10] - وأخرج المستغفري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا أصبح قال:
"اللهمّ بكَ أصبحنا وبكَ أمسينا وبكَ حياتُنا وإليكَ النشورُ، وأعوذُ بكلماتِ الله التّامةِ من شرّ السّامةِ والهامةِ، وأعوذُ بكلماتِ الله مِن عذابِهِ وشرّ عبادِهِ" وإذا أمسى قال مثل ذلك غير أنه يقول: "وإليكَ المصيرُ".
[11] - وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، والبيهقي والمستغفري كلاهما في الدعوات عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: "أمسينا وأمسى الملكُ لله ، والحمدُ لله ، ولا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كل شىءٍ قديرٌ، ربِ أسألُكَ خيرَ هذهِ الليلةِ وخيرَ ما بعدَهَا، وأعوذُ بكَ من شرّ هذهِ الليلةِ وشرّ ما بعدَهَا، ربِ أعوذُ بكَ من الكَسَلِ ومن شرّ الكِبْرِ، ربِ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ وعذابٍ في القبرِ"، وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: "أصبحنا وأصبحَ الملكُ لله "([9]).
[12] - ولفظ أبي داود: "أسألُكَ خيرَ ما في هذه الليلةِ، وأعوذُ بكَ من شرّ ما في هذه الليلةِ"([10]).
[13] - وأخرج الطبراني عن البراء بن عازب نحوه([11]).
[14] - وأخرج ابن أبي شيبة والخرائطي في مكارم الأخلاق عن سلمان قال:
"إذا قالَ الرجلُ إذا أصبحَ: اللهمّ أنتَ ربي لا شريكَ لكَ، أصبحنَا وأصبحَ الملكُ لله، والحمدُ لله لا شريكَ لهُ، ويقول إذا أمسى مثلَ ذلك كفّرت ما أحدثَ بينهما وما أصابَ"([12]).
[15] - وأخرج ابن عدي وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مَن قالَ حين يُصبحُ: أعوذُ بكلماتِ الله التّامّاتِ من شرّ ما خلقَ ثلاثَ مراتٍ لم تضرُّهُ عقربُ حتى يُمسي، ومن قالها حين يُمسي لم تضرُّه حتى يُصبحَ"([13]).
[16] - وأخرج مسلم والأربعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال:
"أما إنكَ لو قلتَ حين أمسيتَ: أعوذُ بكلماتِ الله التّامّاتِ من شرّ ما خلقَ لم تضرُّكَ"([14]).
[17] - وأخرج أحمد والترمذي وحسّنه والنسائي وابن السني وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قالَ إذا أمسى ثلاثَ مراتٍ: أعوذُ بكلماتِ الله التّامّةِ كلّها مِن شرّ ما خَلَقَ لم تضُرّهُ حيّةٌ تلكَ الليلةَ". قال: فكان أهلنا قد تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد ألمًا([15]).
[18] - وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَن قالَ حينَ يصبحُ وحينَ يُمسي: أعوذُ بكلماتِ الله التّامةِ مِن شرّ ما خَلَقَ لم يضُرّهُ شىءٌ"([16]).
[19] - وأخرج الطيالسي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي وقال: حسن صحيح، والنسائي وابن ماجه، والحاكم في المستدرك، وصححه البيهقي والمستغفري في الدعوات عن أبان بن عثمان، عن أبيه عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كل يومٍ ومساءِ كل ليلةٍ: بسمِ الله الذي لا يضرُّ مَعَ اسمِهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السّميعُ العليمُ ثلاثَ مراتٍ لم يضرُّهُ شىءٌ"([17]).
وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان: ما تنظر، أما أن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله على قدره.
[20] - وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن حبان والبزار في مسنده، والمعمري في اليوم والليلة، والمستغفري في الدعوات، والخرائطي عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قالَ بسمِ الله الذي لا يضرُّ مَعَ اسمِهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السّميعُ العليمُ لم تُصِبْهُ فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومن قالهَا حينَ يُصبحُ ثلاث مراتٍ لم تُصِبْهُ فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي"([18]).
[21] - وأخرج الترمذي وحسّنه، والطبراني في الدعاء، والخرائطي في مكارم الأخلاق، والمستغفري في الدعوات، عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قالَ حين يُصبحُ وحين يُمسي ثلاث مراتٍ: رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ نبيًّا، لكان حقًّا على اللهِ أن يُرضِيَهُ"([19]).
[22] - وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم والطبراني في الدعاء، والبيهقي والمستغفري في الدعوات من طريق أبي سلام، عن رجل بحمص خدم النبي صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال إذا أصبحَ وإذا أمسى ثلاثَ مراتٍ: رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ رسولا كانَ حقًّا على اللهِ أن يُرضِيَهُ يومَ القيامَةِ". الرجل المذكور هو ثوبان([20]).
[23] - وأخرجه ابن سعد وابن أبي شيبة عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم([21]).
[24] - وأخرج الطبراني بسند حسن عن المنيذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن قالَ إذا أصبحَ: رضيتُ باللهِ ربّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ نبيّا فأنا الزعيمُ لآخذُهُ بيدِه حتى أدخِلَهُ الجنةَ"([22]).
[25] - وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَن قالَ حينَ يُمسي: رضيتُ باللهِ ربّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ رسولا فقد أصابَ حقيقةَ الإيمانِ"([23]).
[26] - وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن السني والطبراني في الدعاء، والبيهقي والمستغفري كلاهما في الدعوات، والخرائطي في مكارم الأخلاق، والفريابي في الذكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قالَ حين يُصبحُ وحين يُمسي: اللهمّ إني أصبحتُ أُشهِدُكَ وأُشهِدُ حملةَ عرشِكَ وملائكتكَ وجميعَ خلقِكَ أنكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُكَ ورسولُكَ، أعتقَ اللهُ رُبعَهُ من النارِ، ومن قالهَا مرتين أعتقَ اللهُ نصفَهُ من النارِ، ومن قالها ثلاثا أعتقَ اللهُ ثلاثةَ أرباعِهِ من النارِ، ومن قالها أربعًا أعتَقَهُ اللهُ ذلكَ اليومِ من النارِ". وفي لفظ: "غفَرَ اللهُ له ما أصابَ في ذلكَ اليومِ أو تلكَ الليلةَ مِن ذنبٍ"([24]).
[27] - وأخرج البزار والطبراني والحاكم عن سلمان نحوه، وفيه بعد "وملائكتكَ": "والسَّمواتِ ومَن فيهنّ والأرضين ومَن فيهنّ"، وبعد "لا إلهَ إلا أنتَ": "وأكفر مَن أبى ذلكَ من الأولينَ والآخرينَ"([25]).
[28] - وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم والبيهقي والعمري والمستغفري عن ابن عمر رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح حتى فارق الدنيا: "اللهمّ إني أسألُكَ العفوَ والعافيةَ في الدّنيا والآخرةِ، اللهمّ إني أسألكَ العافيةَ في ديني ودنيايَ وأملي وءامالي، اللهمّ استُر عوراتي وءامِن روعَاتي، اللهمّ احفظني مِن بين يديَّ ومِن خلفي وعن يميني وعن شِمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمَتِكَ أن أُغتَال مِن تحتي"([26]).
قال وكيع: يعني الخسف.
[29] - وأخرج البخاري في الأدب المفرد والمستغفري عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه([27]).
[30] - وأخرج أبو داود والنسائي وابن أبي الدنيا في الشكر وابن حبان والفريابي في الذكر والمعمري والطبراني في الدعاء والمستغفري والبيهقي عن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مَن قالَ حين يُصبحُ: اللهمّ ما أصبحَ بي مِن نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِكَ فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ فلكَ الحمدُ ولكَ الشكرُ، فقد أدّى شُكرَ ليلتِهِ"([28]).
[31] - وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبو داود والنسائي وابن حبان، والبيهقي في الدعوات عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة: "اللهمَّ عافني في بدني، اللهمَّ عافني في سَمعي، اللهمَّ عافني في بَصري، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الكُفرِ والفقرِ، اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ، لا إلهَ إلا أنتَ"، تقولُها ثلاثًا حين تصبحُ وثلاثًا حين تُمسي، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنّته"([29]).
[32] - وأخرج أبو داود والنسائي وابن السني وأبو نعيم في اليوم والليلة عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول:
"قولي حينَ تُصبحي وحينَ تُمسي: سبحانَ الله وبحمدِهِ، لا قوةَ إلا بالله، ما شاءَ الله كانَ وما لم يشأ لم يكن، أعلَمُ أنّ الله على كل شىءٍ قديرٌ، وأنّ الله قد أحاطَ بكل شىءٍ علمًا، فإنه من قالهَا حين يصبحُ حُفِظَ حتى يُمسي، ومن قالهَا حين يُمسي حُفِظَ حتى يُصبحَ"([30]).
[33] - وأخرج ابن السني عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَن قالَ إذا أصبحَ وإذا أمسى: ربيَ الله لا إلهَ إلا هوَ عليهِ توكلتُ وهوَ ربّ العرشِ العظيم، لا إلهَ إلا الله العليُّ العظيمُ، ما شاءَ الله كانَ وما لم يشأ لم يَكن، أعلمُ أنّ الله على كل شىءٍ قديرٌ وأنّ الله قد أحاطَ بكل شىءٍ علمًا، ثم ماتَ دخلَ الجنةَ"([31]).
[34] - وأخرج ابن السني والطبراني في الدعاء والخرائطي والمستغفري عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: احترق بيتك، فقال: ما احترق، ثم جاء ءاخر فقال: يا أبا الدرداء انبعثت النار فلما انتهت إلى بيتك طفيت، قال: قد علمت أن الله لم يكن ليفعل ذلك، قالوا: لم؟ قال:ذاك لكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول النهار لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها ءاخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح: "اللهمَّ أنتَ ربي لا إلهَ إلا أنتَ عليكَ توكلتُ وأنتَ ربُّ العرشِ - العظيم: رواية أخرى بدل الكريم - الكريم، ما شاءَ الله كانَ وما لم يشأ لم يكن، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العليّ العظيمِ، أعلمُ أنّ الله على كل شىءٍ قديرٌ وأنّ الله قد أحاطَ بكل شىءٍ علمًا، اللهمّ إني أعوذُ بكَ من شرّ نفسي ومن شرّ كل شىءٍ، ومن شرّ كل دابَّةٍ أنتَ ءاخذُ بناصيَتِهَا إنَّ ربي على صراطٍ مُستَقيم"([32]).
[35] - وأخرج الحارث في مسنده، وابن السني عن الحسن البصري قال: كنا جلوسًا عند رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأتي فقيل له: أدرك دارك فقد احترقت، فقال: لا والله ما احترقت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن قالَ حين يُصبحُ: إنّ ربيَ الله لا إلهَ إلا هوَ عليه توكلتُ وهوَ ربُّ العرشِ العظيم، ما شاءَ الله كانَ وما لم يشأ لم يكن، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العليّ العظيمِ، أشهدُ أنّ الله على كل شىءٍ قديرٌ وأنّ الله قد أحاطَ بكل شىءٍ علمًا، أعوذُ بالله الذي يُمسكُ السماءَ أن تقعَ على الأرضِ إلا بإذنِهِ، مِن شرّ كل دابّةٍ ربي ءاخذٌ بناصيَتِهَا إنَّ ربي على صراطٍ مُستَقيم، لم يرَ في يومِهِ في نفسِهِ ولا أهلِهِ ولا مالِهِ شىءٌ ما يكرَهُهُ" وقد قلتها اليوم، فقام وقاموا معه فانتهوا إلى الدار وقد احترق ما حولها ولم يصبها شىء([33]).
[36] - وأخرج أبو داود وأبو بكر بن أبي عاصم في الدعاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم إذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال له: "يا أبا أُمامَةَ ما لي أراكَ جالسًا في المسجدِ في غيرِ وقتِ الصلاةِ"؟ قال: يا رسول الله هموم ألزمتني وديون، قال: "أفلا أُعلمُكَ حديثًا إذا أنت قلتَهُ أذهبَ الله همّكَ وقضَى عنك دينَكَ" قال: بلى يا رسول الله، قال:
"قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ: اللهمّ إني أعوذُ بكَ من الهمّ والحزنِ، وأعوذُ بكَ من العجزِ والكَسَلِ، وأعوذُ بكَ من الجُبنِ والبُخلِ، وأعوذُ بكَ من غلبَةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ"، قال: فقلت ذلك فأذهب الله عني همي وقضى ديني([34]).
[37] - وأخرج أحمد والنسائي وابن السني، والطبراني في الدعاء والكبير، والبيهقي والمستغفري عن عبد الرحمن بن أبْزَى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى:
"أصبحنَا على فِطرةِ الإسلامِ، وأمسينَا على فطرةِ الإسلامِ وعلى كلمةِ الإخلاصِ وعلى دينِ نبينَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى مِلّةِ أبينا إبراهيمَ حنيفًا مسلمًا وما أنا من المُشركينَ"([35]).
[38] - وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبيّ بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا أصبحنا: "أصبحنَا على فِطرةِ الإسلامِ وكلمةِ الإخلاصِ وسُنةِ نبينَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى مِلّةِ أبينَا إبراهيمَ حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركينَ".
وإذا أمسينا قال مثل ذلك([36]).
[39] - وأخرج عبد بن حميد في مسنده وابن السني والطبراني في الدعاء وفي المعجم الكبير والمستغفري عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال:
"أصبحنَا وأصبحَ الملكُ لله ، والكبرياءُ والعظمةُ والخلقُ والأمرُ والليلُ والنهارُ وما سكنَ فيهما لله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، اللهم اجعل أولَ هذا النهارِ صلاحًا، وأوسَطَهُ نجاحًا، وءاخرَهُ فلاحًا، أسألكَ خيرَ الدنيا وخيرَ الآخرةِ يا أرحمَ الرّاحمينَ"([37]).
|
|