اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm مشاركات: 11135
|
الانسه زرافه سفيرة النوايا الحسنة زرافة محمد على باشا .......... في متحف التاريخ الطبيعي في منطقة "لاروشيل" في فرنسا، زرافة محنطة هي زرافة الملك شارل العاشر، قصتها مثيرة لزائرى المتحف الذين يتمتعون الى جانب رؤيتها بقراءة قصتها المثيرة ...... وتبدأ حكاية الزرافه من حيث كانت الاجواء بين فرنسا ومصر مشحونة بالغيوم في ذلك الحين , وكان لفرنسا في مصر قنصل عام يتميز بطرافته وفضوليته وخفة روحه، يُدعى "برناردينو دروفيتي". الذى نمى الة علمه ان احد أعيان السودان واسمه "موكر بيه" ارسل الى محمد علي باشا زرافتين صغيرتين فحاول التخفيف من حدة الخلافات, فالتمس ان تهدى الزرافة الرائعة الى الملك شارل العاشر بهدف ترطيب الاجواء. ولم تكن فرنسا رأت زرافة حتى ذلك التاريخ. ...... وافق محمد على طلب القنصل الفرنسى لانه أدرك الفائدة التي ستجنيها مصر من وراء هذا الطلب ، ففى عام 1826 جهز برناردينو لارسال زرافته الى فرنسا. فجهز للسفر بعناية فائقة وكانت نقطة البداية من الاسكندرية التى إنقلبت رأسا علي عقب لوصول موكب يخص الباشا محمد علي يضم حيوان أسطوري مع حاشية مكونة من ثلاث أبقار حلائب وراعييها حسن وعطير واستقر الموكب في ساحة قصر الباشا برأس التين لمدة ثلاثة أشهر ريثما يتم الإنتهاء من إجراءات سفر الزرافة الى فرنسا حُضّر للسفر ومراحله بعناية فائفة ودقة محكمة. تضمنت القافلة الزرافة والبقرات والظبية والسودانيين وأضيفت عنزتان وحلاّب للبقر ومترجم وعربة تحمل الحبوب والأغذية المتنوعة وما تطلبه الرحلة. كما تم تفصيل معطف واق من المطر من المشمع المطرز بشريط أسود علي كل الأطراف, وأحذية طويلة خوفا من تآكل حوافرها خلال الرحلة التي تبلغ خمسمائة وخمسين ميلا.. وقد استدعيت تعزيزات أمنية لحراسة القافلة.. وتوفير إسطبلات بأسقف يصل ارتفاعها إلي ثلاثة عشر قدما في القري التي يحتمل أن تتوقف فيها الزرافة .... كانت الزرافة التي حصلت علي الجنسية الفرنسية إبنة شهرين. قصيرة القامة وتم ترويضها علي تناول اللبن, حيث كانت تحتاج الى خمسة وعشرين لتراً من الحليب في اليوم وأحيط عنق الزرافة بجميع أنواع التعاويذ التي تمنع عنها الاصابة بالعين وتحميها من التعرض لأي مرض او خطر. .... سافرت الزرافة علي متن سفينة شراعية من سردينيا بقيادة القبطان الإيطالي ستيفانو منارا الذي قام بعمل فتحة في سطح السفينة تسمح للزرافة بالوقوف أسفلها لمد رقبتها وقام بتبطين الفتحة بالقش لحمايتها من أي إصابة عند إضطراب البحر , وبدأت السفينة رحلتها29 سبتمبر1826 مع الكثير من عبارات الوداع والمراسم العسكرية. وصلت الهدية الثمينة ميناء مرسيليا بفرنسا يوم31 أكتوبر عام1826, حيث كان الحاكم في انتظارها والذي وصفها بأنها المصرية الجميلة, الأنثي بمعني الكلمة, والكنز الثمين, وقد خلبت لب الجميع بسحر عينيها الواسعتين وخجلها وطباعها بالغة الرقة , دون وقوع اي حادث يذكر للزرافة، ووفقاً للاجراءات المتبعة، وضعت حمولة السفينة البشرية والحيوانية في المحجر الصحي الواقع في طرف المرفأ لمدة أربعين يوماً. .... كان هذا الوقت كافيا لحاكم مقاطعة "بوش دون رون" التي توجد فيها مدينة مارسيليا للقيام بالاجراءات اللازمة لاستقبال "هدية الملك", فشيد لها بيتا على قياس الزرافة مجهز بتدفئة خاصة وبوسائل اتصال مع الاجنحة التي تحتل طابقي مقر الحكم, وتم نقل الزرافة من المحجر الصحي الى مسكنها في صرح الولاية ليلة الرابع عشر من شهر نوفمبر 1826 خوفاً من الهياج الذي يمكن ان تسببه بين الناس في حال نقلها نهاراً. ..... وتقرر ان تمضي الزرافة الشتاء في بيتها هذا، لأن نقلها الى باريس لا يمكن ان يتم الا في فصل جميل، ولم يتردد الوالي في ارسال المعلومات عن حالة الزرافة كل يوم الى وزير الداخلية شارحاً له جميع الاجراءات المتخذة لتأمين وسائل الحماية والراحة لها. وأطلعه على المصاريف الجديدة التي يجب ان تضاف الى ميزانية الولاية، لأنها لم تكن متوقعة. فقد تكلفت رحلة الزرافة ومرافقوها فرنك فرنسي أي ما يقرب من750 دولارا أمريكيا ــ مبلغ ضخم بمقاييس هذا الزمان ــ دفعتها الحكومة الفرنسية عن طيب خاطر من أجل عيون الزرافة وهو ما رصدته الجريدة الفرنسيةillustration بنشرها صورة للزرافة مرسومة باليد وهي علي متن السفينة الشراعية. .... قامت زوجة حاكم "بوش دو رون فى مارسيليا بتنظيم حفلات استقبال للطبقة البورجوازية في المنطقة من اجل التعريف بالزرافة. وتوافد الاكاديميون في مارسيليا الى قصر الولاية ليلاً ونهاراً، وأقاموا حول الزرافة كي يدونوا كل شاردة وواردة من حركاتها وسلوكها. وقد دهشوا من صمتها لفترة طويلة، حتى اكتشفوا ان عنق الزرافة لا يملك حبالاً صوتية نظراً لطوله. .... كان يجب على الحاكم ي ان يحافظ على صحتها ونشاطها. ولهذا قرر تأمين نزهة يومية لها كانت متعة مجانية لسكان مارسيليا. ففي كل يوم، كان الخيالة من سلك الدرك يتقدمون الزرافة وسيوفهم تلمع على جوانبهم. وكانت هذه تقطع شوارع المدينة بتمهل وزهو وسط تحديق وإعجاب الناس المتجمهرين لرؤيتها. ... وعندما حل الربيع وتحسن الطقس بدأت رحلتها إلي باريس, للقاء الملك شارل العاشر سيراً على الاقدام، لأنها اعتادت المشي وتم تكليف العالم الشهير "جوفروا سانت هيلير" المعروف بنظريته "توازن الاعضاء"، ليقوم بذلك، خصوصاً انه من افراد البعثات القديمة الى مصر، وربما كان الشخص الفرنسي الوحيد الذي اقترب من زرافة ............... في العشرين من مايو 1827، تحرّك الموكب من مارسيليا يتقدمه جوفروا سانت هيلير.و كان يبدو سعيداً من استقبال الناس الحار له ولموكبه، وطبعاً للزرافة بالدرجة الاولى، واحتفاء السلطات المحلية بها. ............. وحدث ان دخل مسمار في قدم الزرافه فوجد قائد الرحلة انه من المفضل ان ترتاح لبعض الوقت. فأمّن لها فراشاً في ساحة بيلكور، في قلب مدينة ليون. وراحت هذه تتلذذ لمدة خمسة ايام بالاسترخاء على الزيزفون المفروش تحتها وحولها وتذوق الحلوى من أيدي بعض المتفرجين. ..... تابعت القافلة السير. ومرّت بجموع غفيرة كانت تزداد عدداً في كل مدينة وقرية تمر بها. وقد جاء في كتاب غابرييل داردو بعنوان "زرافة للملك" الذي صدر سنة 1985 "ان اكثر من ثلاثين صاحب فندق صغير ومكتب بريد ومخزن اختاروا الزرافة شعاراً لهم في ذلك الحين. ولا يزال هذا الشعار موجوداً حتى اليوم في اماكن متعدده من فرنسا .... .وصلت القافلة الزرافية الى باريس في الثلاثين من يونيو فأدخل العالم جوفروا سان هيلير الزرافة الى حديقة النباتات وعاد الى بيته ليستريح، فوصله خبر يقول ان الملك الذي كان يقضي فصل الصيف في منطقة سان كلو من ضواحي باريس يرغب في رؤية الزرافة فوراً. وعلى التحديد في اليوم التالي لوصولها. ... سار موكب الزرافة في باريس من جديد وسط أبهة عارمة. جنود حامية مدينة باريس قاموا بالاحاطة به، جنرالات زينوا صدورهم بالريش واعتلوا صهوات الخيول وتقدموا الموكب، اساتذة المتحف وأعيان الجامعة وموظفون في الكليات الجامعية حملوا عصيهم ذات الرؤوس الفضية وشعارات وظائفهم الثقيلة واختلطوا في الموكب. وسار العالم جوفروا سان هيلير الى جانب حيوانه مسافة الخمسة عشر كيلومتراً الاخيرة وهو يكاد يسقط على الأرض من شدة آلام الروماتيزم. . ووصل الملك ومر امام الفرق العسكرية التي أدت له تحية السلاح. كان يرتدي ثياباً تليق بالمناسبة ويضع زناراً أزرق يلفت النظر. وكان ابنه دوق انغوليم، وريث العرش، يتبعه وكذلك الدوقة الصغيرة دو بيري التي كانت تمسك بيديها طفلين من العائلة المالكة لم يرفعا نظرهما لحظة واحدة عن الحيوان العجيب. ...أخذ الملك يقدم تيجان الورود الى الزرافة وهو يصغي الى شرح العالم جوفروا الذي توجه، فور انتهائه، الى المستشفى. اما الزرافة فعادت الى حديقة النباتات مارة في شوارع باريس التي غصت بالناس وكان من الصعب على الجنود حفظ النظام الا بالقوة. ... ساهمت الزرافه فى حركة رواح اقتصادى في باريس حيث تم صنع اعداد لا تحصى من الاشياء والقطع الفنية المصنوعه من السيراميك عنها. كما تم تصنيع اطباقاً وصحوناً منقوشة بالزرافة. وطبع ونُقش رسم الزرافة على الاوراق والمكاوي والمحابر والمراوح وأدوات التدخين والمطبوعات من كل نوع. .... كما أطلق خلالها إسم الزرافة علي الشوارع والميادين. وتحولت إلي مادة للأغاني والاستعراضات, واعتاد الأطفال شراء كعك الزرافة, أما البنات فقد صففن شعورهن علي شكل تسريحة الزرافة.. كما أعلنت صحيفة النساء والموضة عن عقد الزرافة.. وارتدي الرجال قبعات وأربطة عنق زرافية الشكل, واحتوت مجلة اليوم علي إرشادات لطريقة ربط كرافتة الزرافة!! وانتشر ذلك في كل فرنسا تقريباً. وصارت النساء يسرّحن شعورهن على طريقة الزرافة. وأطلق على آلة موسيقية اخترعت في ما بعد اسم "البيانو - الزرافة". ...... أقامت الزرافة في حديقة النباتات في اناء زجاجي مخصص عادة لنباتات البلاد الحارة، وفي الأول اكتوبر 1827، أفردت لها شقة مؤلفة من حجرة واسعة مغطاة بالحصر ومدفأة بواسطة موقد، ومن ملحق للبقرات وبقية الحيوانات المرافقة لها. كانت تحتاج الى حرارة لا تنقص عن خمس عشرة درجة مئوية، وهي الحرارة المطلوبة لسلامة صحة الزرافة. الى جانب غرفتها كانت هناك غرفة اخرى للمصري المكلف بالعناية بها. وكان يجب على هذا ان ينام قرب رأسها. ... ما بين يوليو يناير 1827 زار الانسه زرافه ست مئة ألف شخص باريسي الزرافة في مقرها في حديقة النباتات. وحققت الزيارات أرباحاً ذهبية لأن الفرنك الفرنسي كان من الذهب. وبقيت نجمة حديقة النباتات، وراحت تقوم بنزهة فيها حين كان الوقت يسمح بذلك . شاخت الزرافة بهدوء بعد ان عاصرت الملك شارل العاشر والعالم جوفروا هيلير، وماتت في بداية سنة 1845 عن واحد وعشرين عاماً. .......... حنطت الزرافة واحتلت مكاناً مرموقاً في قسم الطبيعيات من متحف الحديقة الى ان نجح محافظ المتحف الطبيعي في لاروشيل في الاستئثار بها لمتحفه. هكذا ولدت الزرافة عند منابع النيل واجتازت قسماً من افريقيا والبحر المتوسط وفرنسا حتى تزيل الهموم عن الباريسيين لمدة ثمانية عشر عاماً قبل ان ترحل الى شاطئ المحيط الاطلسي. ... والان هل عرفت عزيزى القارىء قصة الانسه زرافه سفيرة النوايا الحسنه ؟؟؟ عجبت لك يا زمن أميمه حسين

_________________ أيا ساقيا على غرة أتى يُحدثني وبالري يملؤني ، فهلا ترفقت بى ، فمازلت في دهشة الوصف ابحث عن وصف لما ذُقته ....
|
|