موقع د. محمود صبيح

جيروزاليم بوست: مصر أصبحت كابوس الإخوان المسلمين
الثلاثاء, 02 أبريل 2013 12:17

http://mail.aldostor.org/عالمى/صحف-أجنبية-وعربية/172376-جيروزاليم-بوست-مصر-أصبحت-كابوس-الإخوان-المسلمين
رام الله - ا ش ا:
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، إن الحلم الذي راود جماعة الإخوان المسلمين، وطال انتظار تحقيقه قد تحول إلى كابوس .

فبعدما نجت هذه الجماعة من 80 عامًا من الاضطهاد ونجحت في الوصول إلى السلطة ديمقراطيًا، وجدت نفسها فجأة محط لكراهية شعبية شديدة وواسعة النطاق.
وأضافت الصحيفة - في تحليل أوردته في موقعها على الإنترنت اليوم الثلاثاء- أن المصريين لم يشهدوا قط مثل هذه الأوضاع الاقتصادية الرهيبة... ورغم ذلك فإن الرئيس المصري محمد مرسي ليس على وشك الاستسلام وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية جديدة، مؤكدةً أن الإخوان لن يألوا جهدًا لإبقاء السلطة في قبضتهم .
ومع هذا العمق الذي بلغته الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بات شبح الحرب الأهلية يمثل تهديدًا حقيقيًا مع الأسف.
وأشارت الصحيفة، إلى أن غالبية المحللين يعتقدون أن الجيش لن يترك الأمور تصل إلى هذا الحد وسيتدخل، غير أن طريق العودة إلى الإصلاح والحكم المدني الذي يقبله الجميع سيكون طويلاً وشاقًا.
وتطرقت الصحيفة إلى الوضع في مدينة بورسعيد، حيث اختفت الشرطة من الشوارع ، وتم استدعاء الجيش للحفاظ على القانون والنظام. وفي الواقع حرر مواطنون هنا وهناك توكيلات لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ليفوضونه فى إدارة شئون البلاد بدلا من مرسي. وهم يعرفون إن هذا الأمر لن يتحقق غير أنهم يحاولون اتخاذ أي خطوة.
إلا أن المظاهرات المطالبة بالتخلص من مرسي وجماعة الإخوان المسلمين تنظم يوميًا في القاهرة والمحافظات في جميع أنحاء البلاد. وتقابل بمجموعات الإخوان المسلحة. وقد قتل العشرات وأصيب الآلاف في الاشتباكات اللاحقة رغم أن الطرفين يسعيان إلى عدم تصعيد العنف.
وفي استعراض ملحوظ ودائم للوحدة، تقاطع الأحزاب المدنية تحت مظلة جبهة الإنقاذ الوطني النظام لحين تلبية مطالبها المتمثلة في إلغاء الدستور الإسلامي وتشكيل حكومة توافقية لحين إجراء انتخابات جديدة.
وأوضحت الصحيفة، أن الإخوان المسلمين الذين حققوا نصرًا كاسحاً في أول انتخابات برلمانية حرة، وتم انتخاب مرشحهم رئيسًا للجمهورية قد خيبوا آمال الشعب بشكل مرير بعدما وضع ثقته فيهم.
فلم يتم عمل أي شيء لتحسين أوضاعهم. فلدى توليه منصبه تعهد مرسي -وقد فشل- بالتركيز على خمس قضايا ساخنة في خلال المائة يوم الأولى ألا وهي: حالة الانفلات الأمني المتنامية والتكدس المروري الضخم في العاصمة ونقص الوقود ووقود الطهي ونقص الخبز المدعوم وأكوام النفايات المتزايدة في الشوارع.
ومضت الصحيفة تقول، إن محاولة الرئيس المتعسفة لتولي كل السلطات التشريعية ومنح نفسه حصانة كاملة قد أثارت مطالبات قوية بأنه يتعين عليه أن يتراجع. كما أقال النائب العام وعين نائبا عاما جديدا -لتطيح محكمة النقض في القاهرة بقراره الأسبوع الماضي ويلقي بالنظام القضائي في حالة من التخبط.
ونوهت الصحيفة، بأنه يبدو أن مثل هذه الخطوات التي تفتقر إلى الحكمة والشعبية تم اتخاذها دون مشاورات مسبقة مع مستشاريه وأن مكتب الإرشاد هو الجهة التي دعت في الحقيقة مرسي للقيام بذلك. أو بمعنى أخر فإن الرئيس يقوم بدور وكيل للجماعة.
وألمحت الصحيفة، إلى أن حالة الاستياء أصبحت جلية في كل مكان. فقد مني مرشحو الإخوان بالهزيمة في انتخابات اتحادات الطلبة في جميع جامعات البلاد أمام الطلبة المستقلين. وكذا في انتخابات نقابة الصحفيين المهمة والتي تمخضت عن فوز ضياء رشوان رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والمعارض اللدود للاخوان. وهو ما يعني أن الحركة تفقد كل من الشباب والنخب.
ورغم ذلك يمضي النظام في طريقه وكأنه غير مدرك لحقيقة أن الوقت تغير وأن الناس لم تعد تخشى نزول الشوارع للنضال من أجل مستقبل بلادها.
وعلى العكس، يعمل مرسي بجد لتعيين أكبر عدد ممكن من رجاله في كل مكان في المناصب القومية والإقليمية والمحلية لمراقبة كل شيء بدءًا من النظام العام إلى توزيع الطعام بحيث يكون تحت أوامره المباشرة. فهو يؤكد بوضوح على أنه باق.ومضت الصحيفة تقول إنه في تطور جديد ومرعب، يتحول مرسي الآن صوب الجيش. فلأول مرة منذ حكم عبد الناصر لم تعد الأكاديمية العسكرية ترفض المرشحين الإسلاميين.
وفيما يتعلق بالتشريع، تم حل مجلس الشعب بقرار محكمة بسبب انتشار التزوير الانتخابي ولذا منح مرسي سلطات تشريعية مؤقتة لمجلس الشورى. وكان من المفترض أن تستخدم هذه السلطات في التشريعات العاجلة فقط، غير أن مرسي قام -مستغلا الأغلبية الإسلامية الصلبة -80 بالمائة من الإخوان والسلفيين- بالدفع باتجاه استصدار قوانين تنظم الانتخابات القادمة، وتقيد حق الإضراب والتظاهر فضلا عن قانون خاص يشرع وجود الإخوان -وهي الحركة التي حظرها عبد الناصر. وكان هذا الأمر مطلوبًا لأن المجلس الاستشاري للمحكمة الإدارية العليا قد أعلن أن الحركة غير قانونية وأوصى بحلها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تتظاهر المنظمات النسائية ضد العنف المتكرر ضد النساء والفتاوى التي تشجع على مثل هذا العنف، نشرت جماعة الإخوان على موقعها الإليكتروني الرسمي إدانة لقرار الأمم المتحدة الأخير حول حقوق النساء "لأنه يعد انتهاكا للشريعة".
ومن الغريب أنه في الوقت الذي يرتفع فيه معدل العنف في الشوارع، لا يعلق الرئيس بأي شيء.
وكأن الإخوان تبنوا شعار "كلما قل الكلام أصبح التصحيح سريعا" وقرروا الابتعاد عن الأضواء على أمل أن تموت الاحتجاجات موته طبيعية مع شعور المتظاهرين بالإرهاق وفقدانهم الأمل.
غير أنه لا تبدو أية إشارة على أن ذلك سيحدث قريبًا. ففي أعقاب الجولة الأخيرة من العنف حول المقر الرئيسي للإخوان بالقاهرة، حذر مرسي من أنه في حال عدم توقف "أعمال البلطجة" سيتم اتخاذ إجراءات صارمة. ولكن تعليقه أدى إلى سكب المزيد من البنزين على النار مما نتج عنه اندلاع اشتباكات وسقوط جرحى .
وفي الوقت ذاته، ينزف الاحتياطي النقدي وربما لن يكون هناك قريبا أموال كافية لاستيراد البنزين وإمدادات الغذاء الرئيسية.
ولم يتم تنفيذ أي من الإصلاحات الاقتصادية المتأخرة كثيرا. وبدون هذه الإصلاحات يعلق صندوق النقد الدولي القرض المقدر ب8ر4 مليار دولار الذي تحتاجه مصر بشدة. ولحين -ومالم يتم- تسوية هذا الوضع لن تقرض الدول الغربية مصر أي أموال.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول، إن المستثمرين فروا والسائحين خائفون. ولن تكون ثورة الجياع بعيدة الأمد ... غير أن الإخوان يغضون الطرف عما يحدث وهم غير مستعدين للتخلي عن الجائزة الذهبية التي حصلوا عليها بعد حوالي قرن ... ولذا ستستمر المواجهة بين النظام والمعارضة بينما تهدد "الرمال المتحركة" بابتلاعهم جميعا.

البحرية المصرية تلقي القبض على سفينة أسلحة إيرانية بالبحر الأحمر قبل تسليمها لجماعة الإخوان المسلمين