اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm مشاركات: 2200 مكان: مصر
|
"البوابة" تحقق في أخطر تقرير مشبوه عن تنحي الملك "سلمان"
شيعى معارض كتب تقرير تولى «بن سلمان» الحكم ونشره فى «معهد شئون الخليج» الممول من إيران يعيش فى واشنطن ويدعو لانفصال المنطقة الشرقية فى «كيان شيعى مستقل» يحرّض على الرياض دوليًا وفبرك أخبارًا عن قتل خادم الحرمين نجله «عبدالله» http://www.albawabhnews.com/1724904 كان قرار المملكة العربية السعودية تنفيذ حكم الإعدام بحق الداعية الشيعى المعارض نمر النمر إيذانًا ببدء «مواجهة مؤجلة» بين الرياض وطهران. التف حبل المشنقة حول رقبة آية الله خامنئى قبل أن تصعد روح «النمر» إلى بارئها فى واشنطن وطهران تُمدد خريطة السعودية على المنضدة ليبدأ البحث فى كيفية تفكيكها فى البدء كان الحديث عن صراع «سنى ـ شيعى» ينتهى باشتعال الأوضاع داخل المملكة لم يفلح السيناريو فبدأت مؤخرًا عمليات «الضرب تحت الحزام» بإشعال الفتن داخل الأسرة الحاكمة. الحديث عن تقرير نشره «معهد شئون الخليج فى واشنطن»، المعروف بتمويله من إيران واحتفاظه بعلاقات وثيقة مع «نظام الملالى»، عن تنحى الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن العرش لصالح ابنه ولى ولى العهد وزير الدفاع، محمد بن سلمان، خلال أسابيع. أقف هنا بالقرب من الخطوط الخلفية للتقرير، لا أناقش ما تحدثت به «المصادر المطلعة» عن نقل الحكم، بل أشتبك مع كاتب التقرير، على «آل أحمد» ، أو على الأحمد. قصة الرجل تستحق أن تروى، ففى فصولها تفكيك لصحة التقرير، هو ليس منزهًا، بل مجرد أداة فى يد من يموله، ومحرض لا تثق له فى كلمة، ولا تأخذ عنه معلومة.
التقرير الأزمة
كان ذلك فى ١٣ يناير الجارى، حينما ترجمت صحف ومواقع إخبارية مصرية وعربية تقريرًا صادرًا عن «معهد شئون الخليج فى واشنطن»، تحت عنوان: «حصريًا: الملك يتنازل عن العرش لنجله». المعلومات منسوبة لـ«مصادر مطلعة» لم يسمها التقرير، و«الطلقة الرئيسية» أن الملك السعودى، سلمان بن عبد العزيز، قرر التنازل عن الحكم لنجله «محمد». فى التفاصيل أن «الملك السعودى زار إخوته الكبار خلال الفترة الماضية، لإقناعهم بقبول تنازله عن العرش لصالح ابنه محمد، حيث أبلغهم سلمان أن انتقال الحكم من الأب إلى الابن هو أضمن لبقاء حكم الأسرة». يربط التقرير بين هذه الزيارات، وصور نشرتها وسائل إعلام سعودية خلال الأسابيع الماضية للملك وهو يزور إخوته، «بندر» و«مشعل» و«طلال» و«عبد الرحمن» فى قصورهم، ليقول: «إن الملك سلمان، البالغ من العمر ٨٠ عامًا، قام بعدة زيارات لإخوته فى الأسرة الحاكمة، من أجل الحصول على تأييدهم لهذه الخطوة، التى على إثرها ستتم بالإطاحة بولى العهد ووزير الداخلية، محمد بن نايف». محمد بن نايف كان له نصيب، حيث ذكر التقرير أنه تعرض لتهميش من قبل الملك وابنه بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة. ينقل التقرير عن المصادر التى لم يحددها قولها: «إن الملك السعودى أبلغ عاهل الأردن عبد الله بن الحسين بخطوته التى يزمع تنفيذها خلال أسابيع»، موضحة أن «سلمان أشار خلال عرضه للفكرة على إخوته إلى النظام الملكى الأردنى الذى غير قواعد انتقال السلطة بين الإخوة وجعلها تنتقل للأبناء». هنا يجب أن أشير إلى أن محمد بن نايف له بنتان، على عكس محمد بن سلمان، الذى أنجب ولدين وبنتين. شيء أقرب إلى ذلك حدث فى قطر، حينما تخلى الأمير حمد بن خليفة عن العرش لنجله «تميم» وهو على قيد الحياة: «هذا السيناريو يشبه ما حدث فى الجارة القطرية، حيث نصب الأمير القطرى الأب حمد بن خليفة، ابنه تميم بن حمد، فى عام ٢٠١٣، أميرا للبلاد، والسيناريو الأردنى حيث نقل الملك الراحل الحسين بن طلال الحكم لنجله عبدالله لا شقيقه». ومن المعروف أن السعودية هى البلد الوحيد الذى ينتقل فيه الحكم من ابن إلى آخر من أبناء الملك سعود المؤسس، لا من الملك إلى الابن مثل دول العالم التى تحكمها نظم ملكية. إلى هنا ينتهى تقرير «معهد شئون الخليج فى واشنطن».
قصة كاتب التقرير
كان ملفتًا بالنسبة لى أن أحدًا لم يلتفت لكاتب التقرير على آل أحمد. كان يمكن أن يمر التقرير دون أن أتوقف أمامه قبل أن تقع عيناى على اسم هذا الرجل. هو ناشط حقوقى ومعارض سياسى يقيم فى واشنطن، حيث أسس ما سمى بـ«المعهد السعودى» الذى تحول اسمه فيما بعد إلى «معهد شئون الخليج فى واشنطن»، وهو مركز أبحاث يركز على تقديم التحليلات ونشر المعلومات عن القضايا السياسية فى منطقة الخليج، وبخاصة المملكة العربية السعودية. على آل أحمد شيعى المذهب، ينتمى لأسرة شيعية تقطن شرق المملكة، دخل السجن عدة مرات قبل أن يغادر بلاده ويستقر بالعاصمة الأمريكية واشنطن كأول معارض سعودى فيها. عرفت اسمه لأول مرة حينما كنت أشاهد برنامجًا إخباريًا على قناة «الحوار» وكان هو ضيف الحلقة الرئيسى. التوصيف كان معارضًا سعوديًا يقيم فى الخارج، أما الحديث فكان عما تشهده المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية من مناوشات بين القوى الأمنية وعناصر من الطائفة الشيعية. وقتها تحدث الرجل عن عدم ممانعته انفصال المنطقة الشرقية ومعها البحرين فى «كيان شيعى مستقل». قال له المذيع: «هذه خيانة للوطنية إذا كنت تدعى الوطنية وخدمة الوطن»، فرد: «إن الانفصال موجود منذ سنوات والدول العربية كلها منفصلة عن الدولة العثمانية، فلا يضير أن تستقل المنطقة الشرقية كدولة يغلب على مكوناتها الكيان الشيعى». سأله المذيع عن إيران وما تسببه من قلق لدى دول الخليج، فأجاب: «إيران دولة مجاورة ومسالمة ويجب الحوار معها». قال له: «إذن أنت تؤيد احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث؟»، ففرد: «هذا الأمر يحل بالحوار». ألقى المذيع كلمته الأخيرة: «إذا أنت فارسى ولست عربيًا بناء على مواقفك من إيران». عرف اسم «آل أحمد» بشكل موسع على الساحة العربية، حينما حرض اللجنة الأوليمبية الدولية على منع السعودية من المشاركة فى دورة الألعاب ببكين «٢٠٠٨» وأوليمبياد لندن «٢٠١٢». وقتها كانت أزمة قد اشتعلت حول الحظر الذى تفرضه المملكة على مشاركة النساء فى المسابقات الرياضية. تصدر على آل أحمد الأزمة حيث نشر مقالًا بجريدة «إنترناشونال هيرالد تريبيون» تحدث فيه عن أن «الدول التى تحرم النساء من ممارسة الرياضة لا مكان لها فى الأوليمبياد». لا أناقش هنا وجاهة الطرح، فلا أنا مع حظر مشاركة النساء فى المسابقات الرياضية، ولست فى معرض الدفاع عن قرار السعودية، بل أقف مندهشًا أمام رجل يحرض ضد بلاده من الخارج. و«الأحمد» هو مستشار رئيسى لوسائل إعلام دولية بشأن قضايا حقوق الإنسان فى السعودية، وضيف منتظم على شبكة «سى بى إس نيوز»، و«CNN»، و«فوكس نيوز»، و«الجزيرة».
هل نزيد؟
لدى المعهد الذى يرأسه «آل أحمد» سجل واسع من «الفبركات» عن السعودية. قبل ٤ أشهر كان الملك سلمان فى زيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وقتها بدأ المعهد فى نشر سلسلة من التقارير المشبوهة عن خادم الحرمين. تبدت الحرب فى أقصى صورها، حينما نشر المعهد تقريرًا زعم فيه أن للملك ولدًا يدعى «عبدالله» كان نتيجة علاقة بين العاهل السعودى وجارية سوداء فى ثمانينيات القرن الماضى. لم يكتف المعهد بذلك، بل ادعى أن «سلمان» وقف شخصيًا وراء عملية قتل ابنه «عبدالله». استند الحديث عن «عملية القتل المفترضة» إلى رواية لأمير سعودي مزعوم من أبناء إحدى أخوات الملك سلمان. التوقيع كان لعلى آل أحمد أيضًا الذى ذكر أن والدة الابن المزعوم كشفت لابنها حينما بلغ الثلاثين أن سلمان بن عبدالعزيز ـ كان أميرًا للرياض آنذاك ـ هو والده. وفق الرواية فإن الابن ذهب إلى والده، فاحتجزه الأخير فى فندق النخيل الذى يقع فى حى الناصرية غرب الرياض تحت حراسة مشددة، حيث نُفذت جريمة القتل تحت إشراف «سلمان».
دراسة معهد واشنطن
يتماس مع تقرير «آل أحمد» دراسة نشرها معهد واشنطن بتاريخ ٨ يناير الجارى، تحت عنوان: «الملك السعودى المقبل»، لسايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة فى المعهد. القراءة المتأنية لدراسة «معهد واشنطن» تكشف أن «آل أحمد» لم يفعل شيئًا سوى إعادة إنتاج المعلومات الموجودة فى الدراسة وصياغتها مرة أخرى على لسان مصادر. تقول دراسة «معهد واشنطن» فى بدايتها: «تكثر التكهنات بأن الحاكم القادم للمملكة العربية السعودية الذى سيخلف الملك سلمان، لن يكون ابن أخيه ولى العهد الأمير محمد بن نايف، بل نجله البالغ من العمر ٣٠ عامًا، ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن الصعب التنبؤ كيف ستحدث عملية الخلافة هذه، ولكن ولى العهد الأمير محمد بن نايف، الذى كان سابقًا من المفضلين لدى الولايات المتحدة، يتعرض للتهميش «استخدم الأحمد كلمة التهميش أيضًا حينما تحدث عن بن نايف فى تقريره» المتزايد سواء فى المملكة العربية السعودية أو فى العالم على نطاق أوسع». نقطة الخلاف الرئيسية أن تقرير «الأحمد» اعتمد سيناريو نقل الحكم من الأب إلى الابن والملك حيًا، بينما دراسة «معهد واشنطن» طرحت احتمالين عند الحديث عن نقل السلطة لـ«بن سلمان»، الأول: تنحى الملك، والثانى انتقالها للابن بعد وفاة أبيه. أما عن سيناريو رد فعل الأسرة فيقول «معهد واشنطن» إن: «محمد بن سلمان يفتقر ـ على ما يبدو ـ لقاعدة دعم واضحة ضمن الأسرة الملكية، وحتى ضمن إخوته وأشقائه، باستثناء الدعم الذى يقدمه له والداه، وقد تمت ترقية أحد أشقائه، وهو الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى منصب نائب وزير النفط، إلا أنه يكبر الأمير محمد بن سلمان بخمسة وعشرين عامًا، وبعد أن أمضى الأمير عبد العزيز بن سلمان وقتًا مطولًا جدًا فى بيروقراطية النفط، فهو يعتبر على الأرجح أن العمل لصالح شقيقه الأصغر بكثير أمر محبِط». ويطرح المعهد سيناريو نقل الحكم إلى الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان، حيث يذهب إلى أن «الأسرة الحاكمة تريد النظام التقليدى الذى يسلم فيه أخ الحكم لأخيه، بدلًا من اتباع نظام الخلافة من الأب إلى ابنه، كإجراء روتيني».
عودة إلى آل حمد
قبل أن أشرع فى كتابة هذه الكلمات، تواصلت مع المعارض السعودى على آل أحمد عبر حسابه على موقع «تويتر». سألته عن مصادر معلوماته، ودلالة نشر التقرير بالتزامن مع تصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران، وشكل العلاقة التى تجمعه بطهران. راوغ الرجل فى الإجابة، فلم يتحدث عن مصادر معلوماته، وفى الإجابة عن علاقته بطهران اكتفى بقوله: «أنا لا أقبل المزايدات من أحد». قلت له: ولكن معهدك معروف بنشره تقارير ثبت أكثر من مرة عدم صحتها فرد: «لا تعليق».
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|
|