موقع د. محمود صبيح

ابن أميره كتب:

وحظه المنيل .. أننى أقرأ له من زمان .. واحتفظ بما أقرأ .. واحتفظ له بالكثير ..

أكرمك الله أخى الفاضل ...

ما المانع اذن من تخريج ما فى جعبتك عنه ونشره فى المنتدى

سوف يكون شيئا جميلا وفى الجووون

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

(1)

موانع كثيرة (خلى نفسك طويل وما تقولش هى كلمة قلتها انت ما صدقت حتتفاجأ فى الآخر بحاجات كثيرة)
1 - الأولويات .. مضغوط فى أشياء كثيرة وانا محدود الجهد والطاقة .. ومحتاج ان يكون اليوم اسبوع سوف احكى لك مثلا عن شئ مهم جدا وهو من أهم أولوياتى .. وما صار اليه ..
انا عملت مدونة باسم "مدخل ثقافى عقلى للتراث الروحى للدكتور صلاح الدين القوصى" .. وكنت عايز اعرض تراث سيادته كما شعرت به بخلفيتى الثقافية .. وكانت هذه المدونة موجهة تحديدا للشريحة التى يغلب عليها الثقافة العقلية والفكرية .. حجزت المدونة ودفعت حساب الموقع من سنتين .. وحددت الاهداف وجهزت خطة العمل .. ونويت فى رأس السنة الهجرية أن أبدأ ..

وقررت كما أفعل دائما فى مثل هذه الأمور أن أنوى الزيارة لآل البيت بنية البركة و تسهيل الأمر رجعت رأيت رؤيا أقلقتنى ثم فى اليوم التالى حدث شئ له علاقة بالرؤيا (تأكيدا لها )يخص موضوع كاتبه فى المدونة .. باختصار شعرت أن المدونة بتاعتى مش حتكون على حريتى .. يعنى مش معقولة اننى فى منتداكم المبارك مثلا آخد راحتى وأقول اللى عايزه مهما بدا شططه .. بينما مدونتى لأ .. يعنى عايز اكتب حاجة .. شفت فى المنام انها غلط .. لكنى مقتنع باللى عايز اكتبه .. أعمل ايه فى المشكل دا ؟ بصراحة توقفت خالص
.. فى أيام مولد ستنا السيدة نفيسة رأيت رؤية لمولانا الشيخ صلاح القوصى تعبيرها اننى تأخرت جدا جدا على سيادته فى النشر فى المدونة .. أيهما أولى مدونة الشيخ صلاح القوصى ولا ابراهيم عيسى .

_________________

يانور الأنوارِ أَغثنى
أدْرِكنى يا نور "محمد"
مِن أَرْضى..مِنْ طينةِ جِسْمى
وارفعنى لجوارِ" محمد"
***
خذنى إليك ..ونـقنى
مِن كل عيـبٍ زَكِّـنى
و بـنظرة منك اكـفنى
و إلى رحابك ضُمنى
من شعر عبد الله صلاح الدين القوصى

آمين آمين آمين آمين آمين

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ

ياريت
وربنا يوفقك
وتبقى ضربط معلم

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ

يانور سيدنا النبى كتب:

[/b]

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ

درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ( قاعدة فقهية )
وبناء عليها تكون الأولوية للعمل الذى يؤدى الى درء المفاسد على العمل الذى يؤدى الى جلب المصالح
وإذا تعددت الاعمال الصالحة لدرء المفاسد وتعذر الجمع بينها ، تكون الأولوية للعمل الاهم فالمهم فالأقل أهمية.. وهكذا
وعليه :
وإذا كان هناك تعارض بين التصدى المباشر بالتفنيد للفكر المنحرف المفضى الى تضليل الناس وفتنتهم وبين بيان التراث الروحي لأحد سادتنا الأولياء الصالحين تكون الأولوية للأول على الاخير ، اللهم الا اذا كان هذا التراث يتضمن تفنيدا مباشرا للفكر الضال الفاسد ..
واعتقد ان التعارض غير قائم اذا نظرنا للأمر بروح الفريق .. فهذا يقف على هذا الثغر وذاك على الثغر الاخر ، فنكون قد جمعنا بين الحسنيين
والله اعلم

الفاضل ابوبكر٢

ممكن توضيح

أنا بصراحة مش فاهم أعزرنى

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ

يا اخى بل اعزرنى حضرتك لأنى عجزت عن التوضيح من اول مرة
ما كتبته كان تعليقا على ما كتبه الفاضل ابن أميرة فيما يلي :



حاولت ان اجاوب بخصوص أيهما أولى ' عمل مدونة لتراث لسيدى القوصى ام تفنيد كلام ابراهيم عيسى .
وأشكر اهتمامك بالتعليق اخى الفاضل بأنور سيدنا النبي صَلِّ الله عليه وآله وسلم

معلش تعبت حضرتك أخى الفاضل ابوبكر٢

عذراً

مشكور على مجهود وإهتمام حضرتك

الحمد لله أنا فهمت



ربنا يخلى حضرتك

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ

العفو.. لا تعب ولا حاجة' خالص الشكر والتقدير لحضرتك وجميع الأخوة .. دمتم بخير .

الفاضل / ابن أميره

ممكن تكتب ما فى جعبتك عن ابراهيم عيسى على مدونتك لمولانا القوصى رحمه الله

وتبقى ضربت عصفورين بحجر

كما ان وضع نفسك بين مجالين للأختيار "ابراهيم عيسى أم مولانا القوصى" هو انتقاص من قدره وقامته رحمه الله

لايوضعوا فى مقارنه ابدا , واعتقد والله أعلم لو انك سألته رحمه الله نفس السؤال (( فى زمن الفتنه التى تضرب عقول الناس هذه))

و((فى زمن تطاول الرويبضه على ثوابت الدين والتهجم عليها بهذه الصوره )) و (( فى يدك أ، تمسك مشعل تنيرر به العقول وتخيف به

خفافيش الظلام والناس تدعيلك ))

ترى ماذا كانت ستكون اجابته ؟؟؟؟؟

اللهم قنا شر الفتن التى كأفواه القرب ماظهر منها وما بطن

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

أصبحوا عصفورين وحدّايه !!!!!

إسلام بحيري لـ«إبراهيم عيسى»: «كم أنت عظيم أيها الاستاذ ؟؟؟؟؟

وجه الباحث في الشئون الإسلامية، إسلام بحيري، رسالة شكر للإعلامي إبراهيم عيسى بعد دعوته لتناول الغداء في منزل عيسى أمس الجمعة.

وكتب على صفحته عبر موقع «فيس بوك»: « ما زال في مصر شرفاء كالمصباح في لحظة الظلمة والظلم، دعوة علی غداء في بيت إبراهيم عيسی العامر وساعات من الحديث في حديقته تعرف يقينًا أن مصر ما زال فيها عظماء بهذا القدر دون مبالغة كم أنت عظيم يا إبراهيم عيسی، يا أستاذ وأخ وسند».

يذكر أن إسلام بحيري أثار جدلا في الفترة الأخيرة بعد تشكيكه في التراث الإسلامي ووصفه الأئمة الأربعة بالخوارج، وتعرض لوقف برنامجه «مع إسلام» على قناة «القاهرة والناس»، الأمر الذي جعل إبراهيم عيسى يفتح النار على مؤسسة الأزهر بعد وقف البرنامج.

وهناك أنباء عن توجه بحيري للكتابة في جريدة المقال المملوكة للإعلامي إبراهيم عيسى.



http://www.vetogate.com/1599280

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

الفاضل ابو بكر
1 - الامور الروحية (والرؤية جزء منها ) قد تختلف احيانا عن القواعد الفقهية .. مع صحة الجميع بشروطه .. فطبقا لقواعد الفقه هذا يسمى فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين وان لم يقم به احد اثم الجميع .. وهناك من اهل الفضل من يقومون به .. اما رؤيتى لمولانا الشيخ صلاح فى المنام فهى تجعل الامر واجب على التعيين حتى لو ليس له علاقة بتفنيد ضلال هؤلاء .

2 - نعم دفع المضار مقدم على جلب المصالح .. لكن اضرار ابراهيم عيسى لا تؤثر فى شريحة رواد المنتدى الكرام لأنهم يعرفون أصول دينهم من مصادرها الاصيلة علماء الدين واهل الله .. هم فقط يشعرون بالغيظ تجاهه .. وكرهه لتجرئه على ثوابت الأمة بجهل فادح فاضح أى ان مثله لا يؤثر فيهم ولا ضرر منه عليهم الا الأذى النفسى ..
أضرار ابراهيم عيسى الحقيقية تؤثر فى شريحة محددة فى الغالب لا ترتاد مثل هذا المنتدى المبارك .. هذه الشريحة هى التى تتخذ من الثقافة العامة مصدرا للمعرفة .. وشاءت اقدارها ان تحتك ببعض علماء الدين متواضعى الثقافة وناقشوهم فى أشياء هم كانوا اكثر وعيا بها من علماء الدين التقليديين .. فما كان منهم الا ان اهدروا كل علماء الدين قياسا على النماذج التى شاهدوها .... وقد قابلت البعض من هؤلاء وكنت استمع لهم جيدا .. واتسامح فى سخريتهم منى فى الدفاع عن السنة النبوية كمصدر للتشريع او قيمة صحيح البخارى او ائمة المذاهب الاربعة .. وكان دوما يهمنى فى الاستماع اليهم معرفة نقطة التحول كيف كانت ومتى بدأت ..

والحل الوحيد الذى اراه لحل هذه الاشكاليات هو تدريس النظم المعرفية فى ثقافتنا الاسلامية .. التعريف بها .. الادلة عليها .. مزاياه .. عيوبها .. واجب المسلم تجاهها وكيفية الأخذ عنها .. هذه النظم المعرفية هى التى أثمرت فى النهاية المدرسة السلفية (بمعناها الحقيقى وبمعناها الكذوب).. والمدرسة الصوفية (بمعناها الحقيقى وبمعناها الكذوب).. .. والمدرسة العقلية (بمعناها الحقيقى وبمعناها الكذوب).. غير ذلك لا أمل ..

3 - اما عن تراث الشيخ صلاح القوصى فالحق ان مثلى لا يحق له الكلام عنه حسبه فقط ان يأخذ منه ما يناسبه .. فهذا تراث روحى لا يفهم الا بالفتح والمدد وأنا فرد بضاعته واهتمامه بالثقافة لكن ثلاث وقائع حدثت بصورة متتالية فى أقل من شهر من المحبين لسيادته والمقربين له فى حياته .. هذه الوقائع هى اخطاء جوهرية لا تصح ان تنسب الى محبيه هو بالذات ابدا ..

وكان افدحها ان تناول احد المقربين الميكرفون فى مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السرادق الموجود بمولانا الحسين رضى الله عنه .. وأخذ يشرح ما توهم انه شرح لأبيات مولانا الشيخ صلاح .. فلخبط فى الكلام لخبطة شديدة .. فأخونا الفاضل لا يعرف لغة المجاز فى الشعر ولا يعرف ان من وظائف الشعر ان يوصلك لحالة شعورية معينة بالاستعارات والكنايات ولا أحد يتعامل مع هذه الكتابة على انها الحقيقة .. هى مس للمعنى لكنها ليست المعنى .. هى اقتراب من الحقيقة كأنها هى .. لكنها ليست هى ..

لكن اخونا الفاضل لا يعرف ذلك .. فتعامل مع معانى ابيات على انها حقيقة مقررة .. بالرغم ان هذا المعنى يخالف كل تراث الشيخ صلاح النثرى والشعرى والمسموع ..
يومها خرجت وأنا فى حال من الضيق شديد .. ونويت عمل المدونة .. وبرغم ان لسيادته منتدى رسمى يديره محبوه بأمر منه فى حياته .. لكنى خشيت ان ينشر شئ ويحذف شئ وانا اضيق جدا بالحذف ..
كذلك الشريحة المستهدفة فى مدونتى هى المثقفة ثقافة عامة ويغلب عليها النزعة العقلية .. وهذا الشريحة هى ايضا التى يوجه لها ابراهيم عيسى واسلام بحيرى خطابهما .. هذه الشريحة المظلومة فى امتنا تلفظها المدرستين الأشهر الصوفية والنصية السلفية .. ومن نكدالدنيا عليهم ان من يشكل وعيهم الآن ابراهيم عيسى واسلام البحيرى ..
فكما ترى اخى الفاضل ابو بكر فالامور متداخلة بنسب ..

_________________

يانور الأنوارِ أَغثنى
أدْرِكنى يا نور "محمد"
مِن أَرْضى..مِنْ طينةِ جِسْمى
وارفعنى لجوارِ" محمد"
***
خذنى إليك ..ونـقنى
مِن كل عيـبٍ زَكِّـنى
و بـنظرة منك اكـفنى
و إلى رحابك ضُمنى
من شعر عبد الله صلاح الدين القوصى

اخى الفاضل الدكور حامد
1- موضوع الأولويات ليس المقصود به المكان .. بل شئ اخر .. فالمنتدى من أهم أ هدافه هدفين .
أ- مقاومة الظلام واهله بدءا من كتاب اخطاء ابن تيمية انتهاء باسلام بحيرى وابراهيم عيسى .
ب - نشر النور المحمدى وآله .. و المتجلى فى كل احباب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل الطرق والمشارب ..
بينما مدونتى هى فقط خاصة بتراث الشيخ صلاح القوصى من زاوية ثقافية فقط .. ولن انشر فيها غير ذلك .

وبديهى اننى لو رغبت فى نشر شئ يخص ابراهيم عيسى ان يكون مكانه الوحيد هو منتداكم المبارك .. حيث ان مقاومة الظلام جزء من مهام المنتدى المبارك .. ولا شك ان الضربات المتتالية المركزة من مكان واحد من جميع الاخوان اكثر فاعلية من المجهود المشتت من اماكن متعددة ..
2 - الاولويات اقصد المعايشة أيهما اولى فى الفائض من وقتى معايشة تراث الشيخ صلاح القوصى (حوالى 30 الف بيت شعر ) واحاديثه الخاصة (مئات الساعات) ام البحث فى مقالات لابراهيم عيسى تثبت تناقضه قمت بتشوينها هى واشياء كثيرة لها علاقة بمرحلة ثقافية سابقة فى عمرى .

وحتى يفهم الاحباب ما يفعله ابراهم عيسى يجب ان يفهموا مراحل ابراهيم عيسى فى الشأن العام والثقافة المصرية حتى نفهم الدور التخريبى للدين الذى يقوم به الآن .

1 - المرحلة الاولى (مرحلة روز اليوسف )
2 المرحلة الثانية (مرحلة تاسيس صحيفة الدستور )
3 - المرحلة الثالثة (مرحلة اغلاق الدستور والاوامر الصادرة بمنع تمكينه من رئاسة تحرير اى صحيفة والسماح له فقط بالكتابة فى الثقافة والفن دون السياسة )
4 - مرحلة الفضائيات بداية من احمد بهجت وبرنامجيه على القهوة و الله اعلم .
5 - مرحلة تحالفه مع ايمن نور كرئيس تحرير لصحيفة حزبه الغد واجهاض الحكومة ذلك .
6- مرحلة اعادة صدور صحيفة الدستور الاصدار الثانى وتحالفه مع الاخوان المسلمين .
7 - مرحلة ثورة 25 يناير وتملكه لقناة فضائية .
8 - مرحلة صحيفة التحرير مع ابراهيم المعلم وخسائرها الفادحة وخروجه منها .
9 - اخيرا التخريب الاكبر فى صحيفة المقال وهى المرحلة التى بها نهايته الصحفية باذن الله .

بالنسبة للمرحلة الأولى

1 - ابراهيم عيسى كما حكى منذ طفولته يعشق القراءة والسياسة وكانت يشطب على اسم ابراهيم نافع بال ليضع مكانها ابراهيم عيسى اى انه يشتاق يحب الشهرة والمجد .
2 - عندما كان طالبا بالاعلام التحق للعمل بصحيفة روزا اليوسف ثم استقر فيها .. وكانت من بين وسائله للشهرة وهو شاب غرير الهجوم على الشيخ الغزالى والشعراوى فى بعض اشياء يمكن ان تؤخذ عليهما بالفعل احيانا او بالتجاوز فى حقهما احيانا اخرى ..
3 - فى الثقافة المصرية لدي المثقفين مصطلح التابو المحرم وهو الكلام بحرية فى
1- السياسة 2 - خصوصيات العلاقة بين الرجل والمرأة 3 - الدين
حيث الكلام فى هذه المناطق الثلاثة يسبب مشاكل كثيرة .. وهناك كثير من المثقفين من يتعمدون الخوض فى احدهما او الثلاثة بما يستفز المجتمع اما طلبا للشهرة أو ايمانا بقضية .
4 - كان يصل جنون الشهرة ببعضهم ان يقوم بكتابة كتاب ويوصى اصدقاؤه بتقديم بلاغ ضد الكتاب للأزهر الشريف حتى يقوم بمصادرته فيدوى اسم الكاتب والكتاب فى الافاق من مؤسسات حرية الفكر والثقافة الداخلية والخارجية والتنديد بعصور الظلام وبالازهر ودعم حرية الفكر .. فيتحول الكاتب والكتاب الى نجم بعد ان كان نكرة .. وتكرر هذا الامر كثيرا فى الوسط الصحفى والثقافى ..
5 - كان ابراهيم عيسى ممن يبحث عن شهرة وايضا من المؤمنن بقضايا وعلى هذا استمرت مرحلته فى روز اليوسف .. وقد اقتصرت على الاغلب فى الشأن الدينى .
6 - صحيفة روزا اليوسف صحيفة حكومية تسمح لها الدولة بمساحات شغب معينة لحسابات معينة .. لكن لها خطوط حمراء لا تتجاوزها .. وكان هو من يتحرك فى المسموح به .
7 - الصحافة بالمعيار الاقتصادى لها تكاليف تشغيل طباعة ومرتبات عاملين بها وخلافه .. ولها ايرادات ثمن التوزيع والاعلانات .. ونظرا لارتفاع نسبة الامية فى مصر وضعف الوعى الثقافى وانعدام عادة القراءة عند المصريين الا لشريحة ضئيلة جدا وكذلك لانخفاض الدخل عند أغلب المصريين ..
فإن اى صحيفة تعتمد على التوزيع فقط فانها تفشل فى تغطية مصاريفها .. لانه اما ان يرتفع سعرها بما لا يتوافق مع دخل المصريين او أحد يدفع الفرق .. وهو يوجد احيانا (الدولة او احزاب سياسية او رجال اعمال أو سفارات اجنبية ) ولكن بشروط .
8 - الصحف الرسمية كانت تخسر لكن يغطى خسائرها الارباح المحققة من الاعلانات وهى اجبارية على الوزارات الاعلان فى الصحف الرسمية .. وكانت بعض الصحف تعتمد على طباعة المنهج المدرس لملايين الطلاب بالتربية والتعليم .. وبعض الصحف تدفع الدولة الفرق وتسدد عنها ديونها لانها معبرة عن سياستها وتدافع عن نظام الحكم والمسؤلين بالدولة وتهاجم المعارضة .
9 - هذا المناخ فى الغالب لا يرضى به الصحفيين .. لكن الفارق بينهم ان البعض بياكل عيشه .. والبعض يسعى الى الجاتوه .. والبعض يعيش بقيم لا يتنازل عنها .. والبعض يتحايل .. وكان ابراهيم عيسى من الشريحة المتمردة المتحايلة فى تمرير ما ترغب خلسة من الرقابة الخفية على الصحف القومية .
10 - كان أغلب مجهود ابراهيم عيسى فى هذه الفترة مشرف فهو موجه ضد الارهاب الذى كانت تمارسه الجماعات الاسلامية يومها وتنظيماتها المتعددة .. وكان عنيفا شرسا فى هجومه عليهم وبيان ضلالهم .. بينما غيره يجرى الى المواضيع الآمنة .. وكان فى هذه الفترة على قائمة الأشخاص المطلوب اغتيالها فى اغلب تلك التنظيمات .

11- كانت المحطة التالية لابراهيم عيسى هى تأسيس صحيفة الدستور .. وهى تصنف انها صحيفة خاصة اى يقوم بتمويلها رجل اعمال ويحررها صحفى عضو فى نقابة الصحفيين .. مع مجموعة صحفيين خليط ما بين أعضاء بالنقابة الى هواة او محبين للصحافة يعملون بالقطعة .. والمفروض ان تغطى الصحيفة تكاليفها وتحقق ارباح .. سواء من التوزيع او التوزيع والاعلانات .

ونجحت هذه الصحيفة نجاحا مبهرا فى ان تجعل القارئ لها والتوزيع هو سندها الوحيد بالرغم من التضييق الاعلانى عليها من الحكومة .. واستطاعت ان تضم كوكبة من كبار المثقفين مع الشباب الصغير المتحمس .. وانتهت هذه التجربة باغلاقها ظلما وعدوانا من الدولة المصرية .. تحت زعم الصحافة الصفراء والصحافة القبرصية .. وهى قصة طويلة وتوضح بجلاء لماذا يختار المثقفون خيارات يستنكرها غيرهم ممن لم يخبر ما عانوه وواجهوه .

المرحلة الثالثة
صدور اوامر من امن الدولة بعدم رئاسته لتحرير اى صحيفة ولا يسمح له بالكتابة الا فى الفن والأدب وممنوع عليه الكتابة السياسية ..
فى هذه المرحلة قال بلال فضل نقلا عنه .. استاذى ابراهيم عيسى قال: فى هذا البلد اما ان تكون رجل اعمال أو تكون رجل اعمال (هذه العبارة تحديدا توضح خيارات كثيرة لابراهيم عيسى فيما بعد ).

واذا ما ذهبنا بسرعة الى المرحلة السادسة وهى مرحلة الاصدار الثانى للدستور تنفيذا لحكم قضائى ومحاولة من الحكومة لفك الارتباط بينه وبين د أيمن نور وحزبه الغد ..
وهى المرحلة التى شهدت تحالف ابراهيم عيسى مع الاخوان وانقلاب على تاريخه الثقافى وكانت صفقة التحالف تقضى بتخصيص صفحتين من صحيفة الدستور للاخوان المسلمين.. نشر اخبارهم وتلميعهم داخليا وخارجيا ..
مقابل شراء الاخوان المسلين لاعداد من صحيفة الدستور قيل 30 الف نسخة يوميا من شباب الاخوان المسلمين بأوامر من مكتب الارشاد ..

وهذه الطريقة معروفة عن الاخوان من ايام الشيخ حسن البنا فقد عرض ذلك على الكاتب محمد حسنين هيكل .. لكنه رفض الصفقة .. لكن ابراهيم عيسى قبل بذلك .

وهذه المرحلة تحديدا تحتاج القراءة جيدا .. مثلا فى هذه المرحلة كان الشيخ الطيب رئيسا لجامعة الازهر .. وحدثت مشكلة ما يسمى بمليشيات الاخون فى الأزهر .. وبينما كان الشيخ احمد الطيب يدين كان ابراهيم عيسى يبرر ويعطى المعاذير ..
وغير ذلك الكثير من المقالات التى كتبت فى الاخوان المسلمين سواء بقلمه او بقلم غيره مهمتها تبييض وجوههم داخليا وخارجيا ..
والآن يتكلم ببجاحة متحديا

وتابع: "لو في حد عنده أدلة على نجاح الأزهر في تغيير الفكر الديني ومقاومة الإرهاب والوقوف ضد الاخوان والسلفيين يقولنا".


اننى كنت من المحبين لابراهيم عيسى من قديم وظللت معجب به فترة طويلة واحتفظت له بكثير من الود وتجاوزت عن كثير من اخطاءه بمبرر حسن النية والمعذرة بالجهل ..
لكن منذ ان تحالف مع الاخوان تغيير الأمر عندى تماما و شعرت انه باع تاريخه .. وبدأ رصيده عندى يقل ..

فاذا ما انتقلنا الى مرحلة 25 يناير وتملكه لفضائية قبل 25 يناير شعارها زهرة اللوتس !!! سرعان ما تحولت الى قناة التحرير .. وكلام عن تشكيك فى مصدر تمويل هذه القناة وترخيصها المجهول .. وارتباكات واستقالات من زملاء له بالقناة محترمين بينما بقى هو ثم باع نصيبه وقصص طويله سوف تكشف حقائقها الايام .. اصابنى قلق اكبر منه .

فاذا ما انتقلنا الى سياسته التحريرية فى القناة فقد كانت هجوم شرس ووقح على المجلس العسكرى بالباطل لتحقيق اهداف لا تعبر عن ثقافة البلد ولا مطالب شعبها و ضد مصلحة البلد مستخدما فى ذلك شتى انواع الحيل .. فضعف رصيده من المحبة عندى .
فى هذه المرحلة قمت بتسجيل اشياء كثيرة له لأننى كنت واثقا انه سوف يغير رايه في هذه المواضيع .. فهو لا ينطلق من رؤية فكرية متماسكة بل يكون له هدف يستخدم كل امكانياته الثقافية لتحقيق هذا الهدف حتى لو كان متعارضا مع قول قديم قاله ..

وبلغ من سطوته الاعلامية ان المجلس العسكرى عندما اراد ان يرسل رسالة للشعب وخشية ان يفسدها طلب من برنامج العاشرة مساء ان يحضر ابراهيم عيسى فى الحوار مع الاعلامية منى الشاذلى فى برنامج العاشرة مساء حتى يرد عضو المجلس العسكرى على اى اعتراض له فى التو واللحظة .. بدلا من ان يفسد توضيح القوات المسلحة بعد ان تنتهى منه بمغالطات كثيرة .. وحاول فعلا ان يشكك فى بعض اقوال عضو المجلس العسكرى .. لكن عضو المجلس العسكرى كان مثقفا ثقافة عالية ورد عليه بوضوح تام وافسد عليه ما ينوى .

وبعد استفتاء 19 مارس انقلب على الاخوان المسلمين .. ثم بعد حكم مرسى حملات شرسة على الدكتور محمد مرسى وخيرت الشاطر وبقية الجماعة استفادت منها الدولة مع مجهود باسم يوسف فى ازاحة الاخوان المسلمين من الحكم ..
وهكذا فى كل مرحلة يركز كل ثقافته فى تحديد هدفه .. غير مستوعب انه يخسر أشياء اخرى .. فكسب كثيرا كثيرا .. وخسر أكثر وأكثر ..

والآن
بالنسبة للمرحلة الأخيرة وهجومه على ثوابت الأمة وشيخ الأزهر .. فالسبب الاساسى فيه هو الاوامر العليا الصادرة بضبط ايقاع الاعلام وعدم التجاوز وهو ما جعل كثير من الاعلاميين المحترمين يتركون الساحة ويبتعدون مؤقتا .. ونظرا لأن ابراهيم عيسى كان من عاداته الهجوم على أكبر راس فى البلد وهو الرئيس مبارك .. ولما صار ذلك غير متاح الآن بالتضييق الاعلامى
بالاضافة للعلاقة الشخصية الودودة التى تربطه بالرئيس السيسى ومتابعة الرئيس السيسى المباشرة له دون تقارير اجهزة .. وكذلك تسريبات له من اجهزة امنية اعتراضا على بعض مسالك شيخ الأزهر .. لم يجد رأسا كبيرا الا شيخ الأزهر ولم يجد موضوعا يلغ فيه الا تجديد الخطاب الدينى ..

ويهدف من ذلك الى شيئين الاول ان يرد على خصومه الذين يرون فيه انه صار مستأنثا ..
والهدف الثانى وهو الأهم والرئيسى وهو اثارة الزوابع بما يضمن توزيع صحيفته الجديدة "المقال" (والتى تصدر براس ماله هو وليس رجل اعمال) .. حيث ان الشريحة المتمردة التى كانت تقرأ لابراهيم عيسى وتتابع صحفه وتدعمه كفرت به وكرهته وصار هو البغيض والمخادع لها لاسباب يطول شرحها ..
فلم يجد من يدعم صحيفته الا المتدينون بمتابعته ولو باستفزازه لهم وبالكره له .. فهم الآن الأمل الوحيد لبقائه على الساحة الصحفية فى التوزيع .. لصحافة اثارة لا يجيد سواها ..

وابراهيم عيسى يقرأ كثيرا جدا جدا .. لكنها قراءة غير مستوعبة تراثنا الاسلامى فهو يقرأ ليبحث عن التناقض لا للفهم وتراثنا الاسلامى حتى الآن لم يكتب بصيغة تجعل القارئ يستفيد منه بفرده بدون شيخ .. ولا يزال يصدق فيه مقولة من لا شيخ له فشيخه الشيطان ..
فطريقة ابراهيم عيسى فى القراءة انه لديه مجموعة قيم معينة يعتبرها قيم معيارية .. يقرأ فى التراث فاذا وجد شيئا يخالف قيمه المعيارية ..

يقرأ اكثر ليجد فى هذا التراث القديم او الحديث ما يسمح بهدم هذه القيم .. فاذا ما وجد الرأى تبناه .. وهو في ذلك كما يقولون حاطب ليل لا يفرق بين قوى او ضعيف مراجع معتمدة او غير معتمدة .. مناهج التعامل مع هذا التراث وهذه المراجع ..

وهكذا
لا يكف عن الثرثرة بجهل وهو يظن انه علم .. والخلط والتخليط وهو يتوهم انه تجديد .. ويتعمد فى ذلك وسائل الاثارة حيث هذه مدرسة فى الصحافة عاش على اكنافها وسبب شهرته ومجده .. وسوف تكون بفضل الله سبب زوال كل مجده ..لأن أخطاؤه الحالية والقادمة عبث بتراث امة والمصدر الثانى للتشريع فى هذه الامة .. بجهل فادح فاضح .. وحسبنا الله ونعم الوكيل

_________________

يانور الأنوارِ أَغثنى
أدْرِكنى يا نور "محمد"
مِن أَرْضى..مِنْ طينةِ جِسْمى
وارفعنى لجوارِ" محمد"
***
خذنى إليك ..ونـقنى
مِن كل عيـبٍ زَكِّـنى
و بـنظرة منك اكـفنى
و إلى رحابك ضُمنى
من شعر عبد الله صلاح الدين القوصى

اقرأ بتأمل مقال بلال فضل أهم والمع تلاميذ ابراهيم عيسى
فى استاذه ابراهيم عيسى
حتى تعرف مشكلة الكاتب الذى يلفظه قرائه
فيبحث عن قارئ جديد ولو غشيم لكن يشترى جريدته
***
نحن فى زمن اليويو!

صحيح أن الحكاية «اتهرست» مائة مرة فى مائة فترة تاريخية، لكنها لا زالت قادرة على إثارة الأسى والغثيان فى كل مرة:

يبدأ المثقف حياته من الهامش، فيعارض السلطة ويهاجم الشعب الذى ينافقها أو يهادن ظلمها، ويتهمه بالخنوع والمذلة مستخدما أحكاما تعميمية قالها بحق الشعب من قبل مثقفون نافدو الصبر، وحين تتحدث السلطة عن كون معارضيها قلة لا تعبر عن عموم الشعب، يكتب قصائد مديح للقلة المعارضة مستشهدا بكل الآيات والأحاديث والأشعار والوقائع التاريخية التى تمجد صمود القلة المناصرة للمبادئ فى وجه الكثرة المناصرة للباطل باسم الواقعية والمصلحة العامة، مستشهدا ببطولات سيدنا الحسين وباكيا على دمه وممجدا انحيازه للحق حتى وإن وقف الجميع ضده.

يوما بعد يوم يزداد إعجاب الناس بصمود المثقف فى وجه طوفان المنافقين والظلمة والمبرراتية، يزداد الإقبال على صحفه وكتبه وبرامجه وأعماله الفنية، فيكتسب إلى جوار نجاحه المادى نفوذا أدبيا ومعنويا يصعب مهمة قمعه على السلطة، يتأثر المثقف بالتفاف الناس من حوله، فتخفت نبرة هجاء الشعب التى كان يدمنها، لتعلو نبرة التبشير بثورة الشعب على الظلم.

تثور قطاعات من الشعب بعد أن ينفد صبرها على بؤسها المزرى، فيجد المثقف نفسه وسط قرائه فى الميدان، فيشعر أن الدنيا أعطته كل ما كان يحلم به، لكن ضعفه البشرى يجعله يتصور أن الأجيال الشابة التى احتفت به فى الميدان ستعامله بوصفه قائدا مسموع الكلمة، تأخذه الجلالة فينسى كل ما قرأه عن طبيعة الثورة وتقلباتها، وينسى أيضا كيف كان قبل الثورة يفتخر بتحطيم أى قداسة لأى شخص مهما كان عطاؤه ونضاله،

كأنه كان يظن أن ما فعله فى رموز الأجيال السابقة لن يصيبه أبدا، لكنه يجد نفسه وقد تحول إلى هدف لانتقاد الشباب الذين طالما احتفى بهم وكال لهم المديح وقام بتخصيص مساحات فى صحفه ومجلاته وبرامجه لعرض ما يكتبونه من تعليقات لاذعة وجارحة على مواقع التواصل الاجتماعى، معتبرا أن ذلك جزء من طبيعتهم الثائرة يجب الاحتفاء به وتفهمه.

يرفض الشباب الثائر ما بات يقوله المثقف عن الواقعية السياسية وأهمية تغيير طريقة اللعب، لأنهم تعلموا منه فى السابق تسخيف كل من يقول ذلك والتشكيك فى نواياه، ومع تصاعد رفضهم لمواقفه، يتهمونه أنه كان مفتونا بدم الحسين، ليس حبا فى الحسين، ولكن لأنه لم تتح له فرصة التعامل مع يزيد، وعندما جاءت الفرصة وجد أن صحبة يزيد أضمن وأأمن من البكاء على دم الحسين وتمجيد صموده.

يصاب المثقف بالإحباط والمرارة لأن جيل الشباب نسى دوره فى مواجهة القمع والفساد، كان يمكن أن يتجاهل آراءهم ويعبر عما يؤمن به ويراه حقا، لكن لأنه انشغل كثيرا بمحاولة إصلاح العالم وأهمل إصلاح ذاته، وتركها تتضخم بفعل النجاح الساحق الذى كفلته له موهبته، فإنه لا يأخذ فرصة لالتقاط أنفاسه وتأمل مواقفه، بل يجعل ذاته الجريحة تقود خطواته، فيندفع فى مهاجمة من كان يتغزل بتضحياتهم، ولأن معركته معهم صارت شخصية، فهو لا يجد أدنى حرج فى أن يؤلمهم كما آلموه، فيبدأ فى وصفهم بالمخنثين والمراهقين والسفهاء والتُفّه والخونة، دون أن يتذكر أن تلك الأوصاف كانت تطلق عليه عندما كان فى موقع الرفض الذى يقف فيه أولئك الشباب الآن،

وعندما يشعر أحيانا أنه قد غالى فى شتائمه، وأن أحدا لن يصدقه عندما يتحدث عن تربحهم من الثورة، لأنهم لم يأخذوا منها سوى فقد رفاقهم وأعينهم وسلامهم النفسى، ولم يحصلوا مثله بفضل الثورة على صحيفة أو قناة تليفزيون أو برامج، لذلك يتحدث عنهم بشكل أقل عدائية، لكنه يحرص دائما على تذكير الناس بأنهم قلة ضئيلة لا تشكل أى تأثير مقابل صوت الجماهير الحاشدة الزاحفة لتأييد السلطة الحالية.

يتناسى المثقف كل مقالاته وبرامجه التى كان يمجد فيها الأقلية التى تكافح من أجل مبادئها وإن وقفت ضدها الملايين، يتناسى أن الملايين رأت أن مبارك يستحق فرصة ثانية بعد خطابه العاطفى، ومع ذلك انتصرت إرادة الأقلية التى لم ينطل عليها خداعه، يتناسى أن الملايين من المواطنين الشرفاء وأنصار تيارات الشعارات الإسلامية رأوا أن المجلس العسكرى على الحق وأنه يواجه مؤامرة كونية، ومع ذلك فقد انتصرت إرادة الأقلية التى رفعت فى مواجهة الجميع الصفحة الأولى لصحيفة التحرير التى نشر فيها الأستاذ ابراهيم عيسى صورة ست البنات التى يدوسها الجنود ببياداتهم ونشر إلى جوارها كلمة (كاذبون) ليعلن للجميع أن رفض أخطاء أى قيادة عسكرية والمطالبة بمحاسبتها لتحقيق العدل لا يمكن أبدا أن يكون تآمرا على الجيش المصرى بل حرصا على تطهيره وحمايته،

يتناسى المثقف أن تيارات الشعارات الإسلامية لم تستفد بمتاجرتها بأصوات الملايين الممنوحة لها ووصف معارضيها بأنهم قلة مندسة مأجورة، وأخيرا يجهل المثقف أنه بات مثارا للسخرية لأنه يضيع أغلب وقت برامجه وأغلب مساحات مقالاته فى الحديث عن انعدام تأثير الأقلية الثائرة، مع أنهم لو كانوا عديمى الأهمية لما انشغل بهم أبدا، ولشغل نفسه وجماهيره الحاشدة بما هو أجدى.

قراءة المثقف للتاريخ علمته أن مثقفين أهم منه بكثير اتخذوا مواقف أكثر انحطاطا من مواقفه الحالية، لكنهم أفلتوا بفعلتهم لأنهم ضبطوا موجتهم دائما على هوى فئة «المواطنين الشرفاء» التى كانت سابقا تشترى الصحف والآن باتت تجلب الإعلانات اللازمة لرفع سعرك كمقدم برامج، ولذلك يدرك أهمية أن تظل موجودا ومتصدرا للصفوف دائما، وأن يكون صوتك عاليا بدرجة محسوبة، وأن تكون جارحا فى سخريتك لكى لا يظهر توترك الداخلى، فيشعر الناس أنك متماسك قوى الحجة، لأن هذا وحده ما سيؤخر تغييرهم لزرار الريموت، ويطيل بقاءك فى صدارة المشهد لأطول فترة ممكنة.

لكن، يوما ما سيكتشف المثقف أن تبريره لخطايا السلطة لن يؤمنه هو وسلطته إلى الأبد، لأن ما يؤمن أى سلطة فى الدنيا ليس إلا قدرتها على تغيير الواقع بشكل ذكى وفعال يضعف موقف معارضيها دون حاجة إلى مبرراتية ولا مؤيدين، حتى لو كانوا مناضلين سابقين، لأن سكة الاستعانة بأصحاب سوابق النضال «اتهرست فى كذا سلطة» ولم تنفع أصحابها أبدا.

إبراهيم عيسى يرد على بلال فضل بـ "دم الحسين"

على الرغم من أن مقال "نحن في زمن اليويو" للكاتب بلال فضل، الذي أثار ضجة واسعة، بعد أن غمز فيه من قناة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الذي اكتسب شهرته من هجومه على السلطة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أن الأخير لم يعبأ على ما يبدو مما ناله من سخرية، واكتفى بالرد بنشر مقدمة كتابه "دم الحسين".

وربط متابعون بين نشر عيسى مقدمة كتابه الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1993 وبين ما كتبه فضل في مقدمة مقاله الذي رصد فيه تحوله من مدافع في السابق عن "الأقلية الثائرة" إلى ساخر منها في الوقت الراهن، بعد أن "تناسى كل مقالاته وبرامجه التي كان يمجد فيها الأقلية التي تكافح من أجل مبادئها وإن وقفت ضدها الملايين".

فقد استهل فضل مقاله بقوله: "يبدأ المثقف حياته من الهامش، فيعارض السلطة ويهاجم الشعب الذي ينافقها أو يهادن ظلمها، ويتهمه بالخنوع والمذلة مستخدما أحكاما تعميمية قالها بحق الشعب من قبل مثقفون نافدو الصبر، وحين تتحدث السلطة عن كون معارضيها قلة لا تعبر عن عموم الشعب، يكتب قصائد مديح للقلة المعارضة مستشهدا بكل الآيات والأحاديث والأشعار والوقائع التاريخية التي تمجد صمود القلة المناصرة للمبادئ في وجه الكثرة المناصرة للباطل باسم الواقعية والمصلحة العامة، مستشهدا ببطولات سيدنا الحسين وباكيا على دمه وممجدا انحيازه للحق حتى وإن وقف الجميع ضده".

وبعد أيام من نشر المقال الذي تم تداوله على نطاق واسع، حتى إن فضل دان بالشكر لمن قاموا بسبه على نقده لـ "المثقف"،
قائلاً: "باشكر اللي شتموني بسبب مقال نحن في زمن اليويو لأنهم تسببوا في نشره بصورة مذهلة وأعفوني من حرج ذكر اسم اللي كتبت عنه"،
جاء الرد من عيسى بنشره لمقدمة كتابه "دم الحسين" وكأنه يرد ـ دون أن يفصح ـ على تعريض فضل به في مقاله المشار إليه.
وكتب عيسى قائلاً:

«أ»

كم مرة بكيتُ وأنا أكتب هذا الكتاب! فجأة، حضر التاريخ كله فى حجرة مكتبى. وجدت السيوف اللامعة، والدمَ المراق، ودفقات الجثث، وصراخ الثكالى، والأحصنة اللاهثة، والحرّ القائظ، وألسنة النار، وألوان الخيانة، وعتمة الغدر، ودهاليز السياسة، وستائر القصور، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة... وجدتُ كل هذا على المقعد المقابل، وحول حوافِّ المكتب، وفوق المكتب، وتحت أوراقى، وخلف ظهرى. واندفع الدمُ ساخنًا وسخيًّا على أقلامى وأوراقى وكتبى، حتى ظننت أنها النهاية. ثم إننى رأيت الحسين!

«ب»

لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
ولا يستوى -كذلك- الذين يتعلَّمون مع الذين لا يتعلَّمون. والتاريخ مُعلِّم عظيم. ليس -إذن- من قبيل المصادفة أن يكون المفسِّر العلَّامة ابن كثير، صاحب أهمّ التفاسير الشارحة للقرآن الكريم، هو نفسه صاحب المجلد الضخم «البداية والنهاية»، أهمّ مراجع التاريخ الإسلامى كافَّة.

وليست مصادفة -كذلك- أن يكون «تاريخ الرُّسل والملوك» للإمام الطبرى واقفًا على قدم المساواة مع عطاء الطبرى الفكرى والدينى والتفسيرى.

وإنهما -وغيرهما- عَرَفا معنى التاريخ، وإنه الساحة المفتوحة لاختبار واختيار الدين والدنيا. التاريخ -قصصًا وحكاياتٍ وسِيَرًا- مدرسةٌ حقيقيةٌ لكل تلاميذ الحقيقة.

والغريب أن أحدًا من الذين يتشدقون ويُفتون ويرمون الناس بالفتاوَى لم يعطِ نصف وقته أو رُبعَه، لقراءة التاريخ وفهمه، وليعلم يقينًا أن السياسة غيرُ الدين، وأن الدين ليس مطيّة السياسة، وأن أناسًا رفعوا المصاحف والسيوف -والبنادق- بعضهم أمام بعض، مع أنهم لا يختلفون كثيرًا -ولا أبدًا- فى شروح الآيات وفقه السُّنة، وإنما استخدم كل طرف الآيات والأحاديث لهثًا وراء الحُكم والنفوذ والمال.. وقَطع الرِّقاب.

الدين كانت معركته سهلة. أما الدنيا فهى معركة دامية. وأهمُّ ما يُفصِح عنه التاريخ أن الدين قد تم استعماله واستخدامه -ولا يزال- لصالح الدنيا. كما أن القيم الشريفة والخِصال الرفيعة تُدهَس دومًا تحت حوافر الخيل وجنازير الدبابات.

«ج»

هل وقته الآن الكلام عن الحسين؟ نعم، فى كل وقت نحن فى حاجة إلى هذا الزمن، ومع كثرة ما كُتب -وما قُرئ- عن الحسين، سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (جعلَنا الله من شبابها.. يا رب) فإن كثيرًا من العيون والأقلام أغفل الحديث عما بعد مقتل الحسين.

ماذا جرى تحت اسم دمائه الطاهرة؟ حقًّا، يمكن أن ننخدع بالشعارات واللافتات، بدءًا بـ«يا منصورُ أَمِت» وانتهاء بـ«الإسلام هو الحل» لمجرد نُبل وعظمة وأهمية الشعار! إن الشعار يظل -مَهْمَا كان- شعارًا.
أما الذى يُطبِّقه.. أما كيف يُطبِّقه.. فهذه هى القضية!

«د»

ستجد فى هذا الكتاب شيئًا مما أريد أن أقوله، لكن لن تجد كل شىء تمنيت أن أقوله، وعليك أنت أن تقرأ وتخرج بما تريد.
لكن ما أضمنه لك، أمران: الأول: أنك ستُحِبُّ سيدنا الحسين أكثر.
والثانى: أنك سترى هَوْلًا لا تُطيقه، ودماءً لم تَعهدْها، وأحداثًا أغرب من أن تتخيلها. وكل هذا حقيقى، وسنده الأساسى ابن كثير والطبرى.

«هـ»

عندما أعدت قراءة كتابى هذا، قررت أن أحذف منه كثيرًا وأضيف إليه أكثر. لكننى كلما كنت أحاول، أعود فأرى الدم المراق، والأحصنة اللاهثة، والسيوف اللامعة، وألسنة النار، وألوان الخيانة، ودفقات الجثث، وصراخ الثكالى، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة. فلم أحذف، ولم أَضِف. نص مقدمة كتابى «دم الحسين» التى صدرت طبعته الأولى عام 1993.

_________________

يانور الأنوارِ أَغثنى
أدْرِكنى يا نور "محمد"
مِن أَرْضى..مِنْ طينةِ جِسْمى
وارفعنى لجوارِ" محمد"
***
خذنى إليك ..ونـقنى
مِن كل عيـبٍ زَكِّـنى
و بـنظرة منك اكـفنى
و إلى رحابك ضُمنى
من شعر عبد الله صلاح الدين القوصى