كثيرا ما نجلس مع آخرين نتكلم أو صامتين يفكر كل منا في أمر ما ثم تحدث الظاهرة. إننا ننطق سويا دون شعور كل منا بما يفكر فيه الآخر. هذه الحالة تتكرر كثيراً .. ولكن لا نعرف لها مصدرا أو معنى. والسؤال .. ما هو السر الذي يجعل شخصين يجتمعان في فكرة؟ واحيانا نشعر بيأس وفجأة تتحول مشاعرنا الى النقيض تفائل وامل دون ان نعرف السبب وكانها طاقة طافت علينا من الاخر قد امدنا بها بمجرد توارد الافكار فى الحالة التى نعيشها .
فكرة توارد الخواطر
وما سرها؟ وما مصدرها؟ وكيف ندركها أو نشعر بها؟ وهل هذه ظاهرة عفوية أم عشوائية لا يمكن تكرارها أم أنها موهبة وقدرة ذاتية لبعض الأفراد?
هل هناك منكم من حدثت معهم هذه الظاهرة او عايشوها؟ هى ظاهرة قليل ما تحدث وربما تحدث لنا مع انسان واحد خلال حياتنا ما التفسير لها؟ توارد الفكر هو شىء غامض تتحكم فيه الارواح والوجدان... .والارواح هنا هى ارواحنا والوجدان ماملكناه. تشير هذه الظاهرة الى انتقال الافكار والصور العقلية من شخص لأخـــــــر من دون الاستعانه بأية حاسة من الحواس الخمس ,, وتتضمن هذه الظاهرة نوعاً من الاتصال غير المدرك بين اطراف الظاهرة ,, وهذه الظاهرة حظيت بأكبـــــر نسبة من حجم البحث التجريبى الذى قام به علماء البارسيكولوجى ظاهرة التخاطر..هي أقدم القدرات الإنسانية الخارقة التي عرفها الإنسان والتي يعزى إليها طريقة الاتصال بين بني البشر في العصور القديمة الغابرة كما يرى المهتمون بهذا العلم.
ونتيجة للتطورات العلمية الحديثة والابتكارات البشرية ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على الاتصال العقلي والروحي بالكيفية التي كان عليها عن ذي قبل وأصبح التخاطر ظاهرة نراها بصورة عارضة لبعض البشر ونعدها من الخوارق. انها ظاهره شغلت العلماء واهتموا بحلها وفك لغزها سنين طويله ولازالوا..
التخاطر وتوارد الافكار حقيقة ولكن تفسير هذه الظواهر هو الشئ الذى اختلف فيه العلماء والباحثين ,, ومن العجيب أن تلك الظاهرة تذهب بالعلماء دائماً إلى طرفي نقيض ، فإما أن يؤيدها البعض في حماس ، أو يرفضها البعض في إصرار ولعل من اعظم مؤيديها العالم البريطاني ( جوزيف سينل ) الذي قضى القسم الأعظم من حياته في محاولة إثبات وجود هذه الظاهرة وهو يقول عنها : - (( إنها تشبه عملية الاتصالات اللا سلكية المعروفة ، فالعقل البشري يموج بالإشارات الكهربية التي تنتقل دوماً بين المخ والأعصاب ، وتربطه بأعضاء الجسم ، وتبلغ هذه الإشارات حداً مناسباً يمكنها ن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك ( أي الأعصاب ) فتسافر من عقل إلى عقل )) ما قيل في توارد الخواطر بين الشعراء سئل أبو الطيب المتنبي عن اتفاقات الخواطر، فقال: الشعر ميدان والشعراء فرسان فربما اتفق توارد الخواطر، كما قد يقع الحافر على الحافر. وسأل الأصمعي رحمه الله عمرو بن العلاء: أرأيت الشاعرين يتفقان في المعنى ويتواردان في اللفظ لم يلق أحدهما صاحبه، ولا سمع شعره؟ فقال له: تلك عقول رجال توافقت على ألسنتها. ومن مشهور ذلك ما وقع في القصيدتين البائيتين لامرئ القيس وعلقمة، وكذلك اتفاقه مع طرفة في قوله: وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلد بينما قال امرؤ القيس البيت نفسه ولكن بدل وتجلد... وتجمل.
انها ملكة الاستماع الى النبضات الحسيه التي تأتي مخبرة لهم ومحدثة لهم بكثير من الوقائع. انها طريقة التخاطب و السماع دون الحاجة للكلام
إنها أصوات العقل الباطن أو العاطفة التي تربط بين هذين الشخصين
فاحيانا تجد من يشابهك الافكار او الكلمات و الرأي كأنه ظلالك!! . إن توارد الأفكار وتقاربها شيء جميل جداً جداً ويساعد على استقرارالنفسى وهذه نعمة من الله لبعض خلقة ،
المصدر: baher baher اسم السلسلة: احاسيس
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|