اشترك في: الجمعة يناير 25, 2013 10:11 pm مشاركات: 1308
|
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى فيلم صدر من فترة وهو مشهور جدا اسمه آلهة مصر..طبعا عمل ضجة كبيرة لان اخراج الفيلم والتصوير عظيم كما هى عادتهم فى اخراج الافلام..
اليوم حابب اعلق على الفيلم لان توجد نقطة هامة جدا..
اولا الفيلم دا يتحدث عن الاساطير المصرية القديمة..ومنها مثالا الصراع بين الاله ست اله الشر والاله حورس بتاع الخير ولا اله الا الله
يوجد شئ فقط اود التحدث عنه قبل التحدث عن هذا الفيلم بالخصوص..ان الافلام الغربية ليست مجرد افلام كما يعتقد البعض..بل ما تراه فى هذه الافلام وراءه عقول تعرف جيدا امور باطنية عظيمة ..
والمعرفة فى ذاتها واقصد الكشف ليس دليل على صلاح القلب فالكاهن يعرف والساحر يعرف خصوصا ان كانت هذه المعرفة تتعلق بالاكوان..
فالاكوان والنفاذ من خلالها واستشراف خباياها لا يحتاج نور بل يمكن الوصول لهذا الامر بنور النار..
ونور النار هو نور الشيطان الذى له عينين فى الظلام حاكمة على هذا العالم..لها نور ولكنه محرق ويصلك الى درجة الاحتراق ان اقتربت منه..اما النور المطلق فهو برد وسلام..وهذا فارق عظيم جدا ..
فما نشاهده فى هذه الافلام يكون مخلوط احيانا بشكل متعمد ..قلب المفاهيم مع وضع امور صحيحة..ومن خلال العرض الساحر والتصوير يمكن تمرير هذه العقائد بدون ان نشعر بها..
فيلم آلهة مصر يتحدث عن امور فعلا مدونة ومعروفة فى تاريخ مصر القديمة وانتم تعرفون انه مذكور اسماء مثل حورس وست وغيره..
هنا سوف انقل لكم مقال يوضح بدقة ما معنى هذه الرموز التى ذكرها اجدادنا المصريين القدماء...وبالطبع هذا المجال تحدث فيه كثير جدا من العلماء ومنهم الدكتور صاحب كتاب المصريون القدماء اول الموحدين.. د.نديم السيار..
ولكن هذا المقال يصف بدقة بدقة شديدة...المعنى الذى كان يريد المصرى القديم ان يقوله للتاريخ عن هذه القوى الكونية الاولى..او النترو...
وسوف ترون نظرتهم للإله الواحد واضحة جليلة..مع شئ اخر يغيب عن كثير من المسلمين اليوم ..عرفه المصرى القديم..
ولا اقول ان كلامهم صحيح او خاطئ..لا احكم عليهم فقط انقل ما قالوه كما قالوه حرفياً..وان كنت شخصيا فهمت من هذه الامور اشياء وضحت لى شئ مبهر وجميل..فهى الحقيقة الواحدة التى لها دخان فى كل العصور..
اترككم مع المقال..
-النترو ( الكائنات الالهية )
الارباب ..ارباب البروج ...ارباب العصور ...الملأ الاعلي ..انصاف الالهة ...الهابطون من السماء
رع و آمين و بتاح و تحوت و خنوم و نوت و غيرهم كان قدماء المصريين يطلقون عليهم أسم “نترو” . المفرد منها “نتر” و الجمع
“نترو” .
جاء فى متون هرمس :-
( الاله هو الوحدة و كل شئ جزء من الكائن الواحد الأعلى)
مثل الواحد الذى يبقى واحدا سواء ضرب فى نفسه أو انقسم عليها , فالاله يبقى وحدة واحدة لا تتكاثر و لا تنقسم و هو خالق لذاته و خفى عنا دوما و لكنه أيضا العالم الذى يحيط بنا و ليس له اسم معين لأن كل الأسماء تصفه الاله هو العقل الأعلى )
فما هى حكاية آلهة مصر القديمة التى يتحدث عنها علماء الآثار ؟
عندما تصدى علماء الآثار لكتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة احتاروا فى فهم هذا المصطلح المصرى و فى ترجمته فترجموه “آلهة” و هو ما يتناقض مع فهم قدماء المصريين للاله و الكون كما نرى فى متون هرمس..
النترو هم كائنات الهية (أو قوى كونية) انبثقت عن الخالق الواحد عند
بدأ الخلق لتقوم بعملية نشأة الكون و تطوره , و يمكن أن نقارنهم بقوانين الطبيعة فى علم الفيزياء أو بالملائكة فى المفهوم الدينى .
فاذا نظرنا الى “رع” على سبيل المثال وجدنا أساطير نشأة الكون فى مصر القديمة تصف رع بأنه أول ما ظهر (تجلى) عند بداية خلق العالم المرئى/الظاهر .
رع هو النور الذى خرج من بحر نون … بحر الظلام و الفوضى .
ثم بدأت نشأة الكون بعد ظهور النور . و لما كان رع هو أول ما ظهر من بحر نون فقد احتل عند قدماء المصريين أهمية كبرى فكان هو كبير القوى الكونية أى أولها فى الظهور الى الوجود .
و كان رمز رع عند قدماء المصريين هو دائرة تتوسطها نقطة . و النقطة فى وسط الدائرة تمثل الكون قبل الخلق (التجلى) حيث كان كامنا فى بحر نون و هو بحر من الطاقة فى حالة فوضى لم تتشكل بعد و فى حالة كثافة شديدة .
أما الدائرة فهى رمز لانتشار الكون و اتساعه بعد ظهور الأقطاب التى تتفاعل دائما و تؤدى الى استمرار تساع الكون .
أما “آمين/آمون” فمعناه الخفى / الكامن / الباطن …. و هو العقل الكونى الذى يحرك الموجودات و يظل هو خفيا دوما و لا يعرف الا من خلال معرفة أياديه التى يعمل من خلالها و هى كل النترو (القوى الكونية) ..
و كانت الوحدانية (وحدة الكون و الاله) هى أساس فهم منظومة الخلق فى مصر القديمة , حيث قال فيثاغورس الذى عاش فى مصر 22 سنه و تعلم على أيدى كهنتها أن الأصل فى الوجود هو الواحد , و رقم واحد هو الرقم الحقيقى فى الوجود . و قال أيضا ان فى معرفة العدد و كيفية نشؤه من الواحد الذى قبل الاثنين معرفة وحدانية الاله .
و انبثاق الكائنات الالهية من الخالق الواحد لا يعنى التعددية , فبرغم ظهور الخلق لا نستطيع أن ندعى أن الموجوات أصبحت 2 أو 3 أو 4 فما زال الوجود واحد لأن كل المخلوقات ان هى الا تجليات للواحد .
و النترو تعمل جميعا باراده كونية واحدة , و لا يوجد لكل منهم ارادة منفصلة كما فى عالم البشر .
الانسان على الأرض يملك ارادة منفصلة و يعمل بشكل منفصل عن الارادة الكونية , و لكن فى نفس الوقت يمكنه أيضا أن يسقط ارادته الشخصية ( ال Ego) و يضع نفسه فى خدمة الارادة الكونية و من يفعل ذلك هم العارفين (الذين اكتسبوا معرفة روحاينة) .
اما فى عالم الروح فلا توجد شخصانية (انفصالية) مثل عالم الماده . الارادة الكونية واحدة , و الاختلاف فقط فى وظيفة و طريقة عمل النترو (الكائنات الالهية.. )
الخالق واحد مهما تعددت قوانين الخلق , و النترو برغم أنهم متعددين فهم فى النهاية ليسوا الا واحد , و قد مزج المصرى القديم أحيانا أكثر من نتر فى كيان واحد مثل “آمين – رع” و “رع – حور – آختى” و “خبرى – رع” . فالنترو اذن ليست منفصلة عن بعضها بل هى تمتزج أحيانا و تتعاون لتسيير منظومة الخلق..
المصدر: http://www.civicegypt.org/?p=32761
_________________ أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله
|
|