|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم..
هذه رؤية عالية وإفهام عالى اهداه لى الله عز وجل من الدكتورة علا التى أدين لها بالفضل ..
الان نحن سوف نغوص فى بواطن كلمات الله..فكما قال العارفون ان للقرآن الكريم ظاهر وباطن ومطلع وحد..وان لكل باطن بواطن..وكل على حسب وعائه وما فتح الله عليه به..
أترككم الان مع كلمات الدكتورة علا عن..البحر..الماء..الطوفان..
نحن البشر العقلاء، الموهمين بإنسانية لم نصل حتى لفهم معناها الحقيقي، وبالذات في الوقت الحالي وفي هذه المرحلة من الوجود "البدائي"، من أكثر المخلوقات المُغترة بأنفسها على النطاق الوجودي، وعلى الفاضي...
نحن نعتقد وبكامل الإقتناع أن كلا منا مخلوق منفصل تماما عن الآخر وعن كل ماحوله، وكل فرد مقتنع بأن ماينتج عنه من أفكار ومن ثم ماينتج عن تطبيق الأفكار ماديا، جاء منه هو وحده وأنه شيء لم يأتي به أحد من قبله: هي فكرتي! هو علم مني أنا! أنا من جاء بتلك الأفكار أو المشاريع أو الآراء أو الخطط أو التصميم.. مني وحدي، أنا فكرت "بعقلي" واستنتجت، أنا إكتشفت!...
لكن لو كان فعلا ((كل فرد)) منفصل تماما عن الآخر، وأن كل منا يقوم بإستنتاجات فكرية نابعة من كينونته "المحدودة"، سيصبح الجميع مخترعا والمخلوق يصبح ذا مقدرة على ((الخلق)) من لا شيء... الشخص اليقظ يتسائل: من اين تأتي الأفكار والإيحائات أو الإلهامات، أنا متصل "بكل-شيء"، إذا من الأكيد أن الأفكار تأتيني من مصدر ما، ماهو هذا المصدر؟ ... سُمي ذلك المصدر بالقرآن " بالبحر"...
كيف يكون البحر على مد النظر؟ ألا يبدوا أنه لانهاية له، ماء على مد الأنظار، عظيم بحجمه... تخيل معي الأفكار"المُدركة" التي تم تكوينها من ((الذُريات والسلالات الكونية)) من خلال تجاربهم منذ بدء الخلق حتى نهاية ""كل دورة/كل قرن""، هذه الأفكار ذات الإمكانيات اللانهائية بكمها الذي لا يمكن أن يتخيله فرد تشبع بها حيز طاقي ((حر))، هذا الحيز ليس مكانا ولا ينتمي لزمان وليس له حدود أي ليس مكبوتا بل متسع بشحناته يحيط ويتخلل كل شيء، هو اقرب لأن يسمى لغويا "بالعدم"...
العدم فيزيائيا ليس من السهل شرحه، عندما تأخذ مساحة ما، فارغة تماما ليس بها فضاء ولا زمان ولا جسيمات أو ذرات أو حقول أو أي قوانين طبيعية وتقول هذا ((لا شيء))، هل هو فعلا ((لاشيء))؟ لوكان لاشيئا، ماذا عن القوانين الفيزيائية؟ وماذا عن الكيانات الرياضية؟ ماذا عن "الوعي وطاقة الأفكار"؟ أي شيء لا مكاني ولا زماني... هل ذلك أيضا ((لا شيء))؟
ذلك الحيز بكل مايحويه هو البحر.. الحيز اللامكاني واللازماني، هو ((العقل)) الكوني الذي يتضاخم مع توالد أفكارنا ((اي العمليات التفاعلية بين طاقاتنا وطاقات كل شيء))، العقل الكوني مُسير من القانون الخالق بكل مافيه ((الله)) ويحوي جميع الإمكانيات الواقعية بجميع نسب إمكانية حدوثها.. العقل الكوني ((البحر)) ليس الكون، بل نتاج ما نتج من الكون على مر دورات الخلق ((خلق الكون وتدميره وإعادة خلقه - القرون))
الله ليس العقل الكوني ولا يمكن أن تحدده بتلك تسمية، العقل الكوني وما نتج عنه ملك لله - ... يحتاج شوية تركيز لكن المفهوم سهل الإستيعاب
الجميع متصل بذلك الحيز بوعي أو بدون، فكل ما ينبع منا يصب في البحر وكل مايصب فينا يأتي من البحر... منه ماسميناه بالإيجابي ومنه السلبي، لكن لا وجود لذلك كلها أنواع طاقية ينتج عنها كم لا نهائي من التوقعات الكونية... هل لك أن تتخيل سهولة الضياع في هكذا بحر؟
اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) - الجاثية
لتجري ((الفلك)) فيه ---- بأمره.... الفلك؟
اللــه هو المُسير للكون بأكمله، قابضٌ برٍفعَة على كل شيء ((بقوة كلماته))، بطاقته كلية العلم التي لا مثيل لها يتخلل كل شيء مدركا به وليس كل شيء قادر على إدراكه.
أن نفهم اللــه حقيقة - بحدودية إمكانية الإلمام بها ونحن بهذا البُعد - يُمَكّننَا من أن نؤسس الوعي والقلب على ثبات الإيمان به ((((ومنه))))، وبالإيمان ندعم ((أرجلنا)) لنمشي بأمان فوق ((البحار)) المختلطة...التي إختلطت بها الأفكار والمباديء الإيجابية والسلبية التي نتجت عن ((الذريات)) عبر العصور منذ الخلق وإنتشرت... في ملكوت اللـــه.
الفرد منا، يحاول أن يُبحر في بحار الحياة بدون أن يكون متكيفيا ومتغذيا من قوة ((الروح))، وذلك يؤدي بالفرد للضياع في ((ظُلمات البحر))، حتى هؤلاء الذين يعتقدون ((أنهم يعلمون))، ما أن تقترب ((العواصف)) وتبدأ ((الصواعق)) يملأهم الشك والخوف ويهرعون ((للبر))، فبدلا من الواقع والحق، يرون أوهاما وضلالا و... أشباحا...
_________________
أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
