نص المشاركة:
"أنا بجد كل يوم بيزيد اغترابي عن المجتمع دا.. وبيزيد إحساسي بالقرف.. حاسس إني بهدر عمري في محاولة إقناع الناس ببديهية إننا كلنا متساويين وإن حرياتنا الشخصية لازم تكون مصانة من أي تدخل أو ضغط في الفضاء العام..
أنا شخص مثلا ما بشربش وما بعملش حاجات كتير لأسباب بعضها ديني وبعضها شخصي.. وبسأل هتفرق إيه لو عرفت إن الاتنين اللي في الشقة اللي قصادي بيشربوا ولا لأ.. بيصلوا ولا لأ. متجوزين ولا لأ.. الست محجبة ولا لأ.. بتلبس قصير ولا لأ.. مثليين حتى ولا لأ.. كل دي حاجات ما تهمنيش.. وبأعتبر مجرد التفكير فيها انحطاط مني.. اللي يهمني في علاقتي بيهم بيحطوا زبالة على السلم.. بيحطوا أكل للقطط.. بيعلوا صوت المزيكا (أو القرآن بالمناسبة).. بيعلوا صوتهم في الخناق..
بيني وبين الأشخاص مساحات مشتركة لازم نراعيها.. ومراعاتها مالهاش علاقة بعقيدة أو ملة أو أفكار أو انتماء حد فينا.. مراعاتها ليها علاقة بس بعدم المساس بحرية الآخر.. يعني أنا قاعد على كرسي في مترو.. مافيش حاجة تخليني أغضب إلا لو حد قعد على رجلي.. حاول اقتسام الكرسي معايا.. الكرسي دا مساحتي الشخصية في اللحظة دي ومش من حق حد يقتحمها.. لكن اللي قاعدين قصادي بيبوسوا بعض.. بيقروا كتاب.. بيسمعوا مزيكا في هيدفون.. بيتكلموا عن ربنا.. بيتكلموا إن ربنا مش موجود.. بيكلموا كائنات فضائية.. أنا مالي
أنا مالي.. إنت مالك.. إنتوا مالكم.. إحنا مالنا.. هو ماله.. هي مالها"
