موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 74 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 08, 2016 10:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691

وللاسكندريه صوله فى نهايه الزمان كما جاء فى التذكرة للقرطبي

بارك الله فيكى


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 08, 2016 10:49 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
حامد الديب كتب:

وللاسكندريه صوله فى نهايه الزمان كما جاء فى التذكرة للقرطبي

بارك الله فيكى



تعليق قيم جداً
بارك الله في حضرتك

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 10, 2016 12:55 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

روي أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: صَلَّيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى الْبَابِ الثَّالِثِ مِنْ أَبْوَابِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمَعِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَقَالَتِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ: صَلِّ عَلَى ظَهْرِي خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، وَرَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَجِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَطَهِّرْنِي مِنَ الشِّرْكِ، وَأَجَابَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دَعْوَتِي، وَقَالَ: لَأُحَوِّلَنَّ عَلَى ظَهْرِكِ خَيْرَ خَلْقِي، وَلَأُسْكِنَكِ خَيْرَ عِبَادِي، وَلَأَجْعَلَكِ خَيْرَ بِلَادِي .

(أحاديث في فضل الإسكندرية وعسقلان - ابن الصلاح)




- الحلقة الخامسة -

عجائب الاسكندرية 2

*******


أحاديث أراها هامة جداً تعجبت لها عن الاسكندرية

أثناء بحثي لاستكمال الحلقات والكتابة عن عجائب الاسكندرية، وجدت أحاديث أراها غاية في الأهمية لحضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وللعديد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وللتابعين تؤكد على فضل كبير جداً للمقيم في مدينة الاسكندرية وخصوصاً المرابط بها وتبشر سكانها بالخير الكثير في حالة الرباط مما أدهشني لأني أول مرة أطلع على هذه الأحاديث، ولأن كلها تشير إلى وقوع الاسكندرية وأهلها تحت ضغط كبير أو حرب في وقت ما من الزمان مما يتطلب الرباط والله أعلم، وانتقيت بعضها وأحببت مشاركتها معكم ويرجى الرجوع لكتاب (أحاديث في فضل الإسكندرية وعسقلان) لابن الصلاح المتوفي 643هـ، لمزيد من التفاصيل وهو الكتاب الذي نقلت منه الأحاديث التالية:




- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ وَقَدْ كَانَ لَقِيَهُ بِالشَّامِ، فَقَالَ: مِنَ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ الْمُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامِ مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ، كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ سَبْعِينَ سَنَةً مَا بَيْنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ .

- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ لَقِيَهُ بِالشَّامِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ يَا سَعِيدُ؟ قَالَ: مِنَ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُرَابِطُ بِهَا مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ سَبْعِينَ سَنَةً فِيمَا بَيْنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ.

- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الْإسْكَنْدَرِيَّةَ وَعَسْقَلَانَ عَرُوسَانِ، وَالْإسْكَنْدَرِيَّةُ أَعْظَمُهُمَا عَرُوسًا، وَإِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُزَفُّ بِأَهْلِهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَمَنْ رَابَطَ بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ أرْبَعِينَ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَأَمِنَ مِنَ الْعَذَابِ، وَخِيَارُ أَهْلِهَا أَفْضَلُ مِنْ خِيَارِ غَيْرِهَا، وَشِرَارُ أَهْلِهَا خَيْرٌ مِنْ شِرَارِ غَيْرِهَا، وَهِيَ مَدِينَةُ ذِي الْقَرْنَيْنِ، يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفِ شَهِيدٍ وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ مِنَ النُّورِ عَلَى الصِّرَاطِ، وَيَشْفَعُ لِسَبْعِينَ أَلْفًا، طُوبَى لِمَنْ رَابَطَ فِيهَا، وَهِيَ مَدِينَةُ ذِي الْقَرْنَيْنِ، مَكْتُوبَةٌ فِي تَوْرَاةِ مُوسَى، وَزَبُورِ دَاوُدَ، وَالْإنْجِيلِ، وَالْفُرْقَانِ، مَوْصُوفَةٌ فِي الْكُتُبِ يَعْرِفُهَا أَهْلُ الْعِلْمِ، تُسَمَّى الْخَضْرَاءَ، وَاسْمُهَا فِي الزَّبُورِ الْبَيْضَاءُ، وَاسْمُهَا فِي التَّوْرَاةِ الْمُذَهَّبَةُ، وَفِي تَفْسِيرِ أَهْلِ الْإنْجِيلِ وَفِي الْفُرْقَانِ

- عَنْ سُلَيْمَانَ الْأعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلَى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، أَتَى إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِيثٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَدِينَتَانِ مِنْ مَدَائِنِ الْقِدَمِ، وَإِنَّهُمَا سَيُفْتَحَانِ عَلَى أُمَّتِي، إِحْدَاهُمَا مِنْ مَدَائِنِ الرُّومِ يُقَالُ لَهَا: الْإسْكَنْدَرِيَّةُ، وَالْأُخْرَى مِنْ مَدَائِنِ الدَّيْلَمِ، يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ، فَمَنْ رَابَطَ إِلَى إِحْدَاهُمَا لَيْلَةً وَاحِدَةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَخَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ .
فَاسْتَوَى عُمَرُ جَالِسًا وَكَانَ مُضَّجِعًا، وَقَالَ: اللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُوكَ عَنْ جَدِّكَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَدَّثْتُكَ، فَبَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَبْرِي بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ أَوْ بِقَزْوِينَ، فَوَاللَّهِ لَوْلَا شُغْلُ مَا أَنَا فِيهِ لَاتَّخَذْتُ بِهَا دَارًا وَمَنْزِلًا.


- عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَحَبُّ الْجِهَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ، قِيلَ لَهُ: مِنَ الْبَحْرِ؟ قَالَ: وَمِنَ الْبَرِّ.

- وَقَالَ الْحَسَنُ: لَوْ رَزَقَنِي اللَّهُ تَعَالَى الرِّبَاطَ بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، أَوِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، أَوْ سِتَّةَ أَيَّامٍ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً بَعْدَ حَجَّةِ الْإسْلَامِ، وَلَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا

- وَكَانَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَعَطَاءٌ، يَقُولَانِ: لَئِنْ رَزَقَنَا اللَّهُ الرِّبَاطَ بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ وَالْمَبِيتَ بِهَا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ عِتْقِ رَقَبَةِ نَسَمَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ: وَكَانَ عَطَاءٌ، يَقُولُ: إِنَّ لِي مِنَ الشَّوْقِ إِلَى الْإسْكَنْدَرِيَّةِ شَوْقًا لَا أَسْتَطِيعُ صِفَتَهُ.


- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: لَقَدْ جَاوَرْتُ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ سِتِّينَ سَنَةً فَلَوْ رَزَقَنِي اللَّهُ الْخُرُوجَ إِلَى الْإسْكَنْدَرِيَّةِ مُرَابِطًا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ مُجَاوَرَةِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ سِتِّينَ سَنَةً.
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ: لَقَدْ حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّةً، فَلَوْ قَضَى اللَّهُ تَعَالَى لِي بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَأُقِيمَ بِهَا شَهْرًا، وَأُصَلِّيَ عِنْدَ سَاحِلِهَا، وَأَدْعُوَ اللَّهَ تَعَالَى لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّينَ حَجَّةً الَّتِي حَجَجْتُ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ الْوَاجِبَةِ، فَمَنْ قَدَرَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَيْهَا فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ فِيهَا بَابَيْنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: بَابُ مُحَمَّدٍ، وَالْآخَرُ: بَابُ الرَّحْمَةِ، مَنْ صَلَّى فِي أَحَدِ الْبَابَيْنِ كَانَ غَدَا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.



- عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: مَا مِنْ عِبَادَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ عِبَادَةِ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ، وَلَا رِبَاطٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِبَاطِهَا عَلَى سَيْفِ الْبَحْرِ، طُوبَى لِمَنْ رَابَطَ بِهَا، وَاسْتُشْهِدَ فِيهَا، وَصَلَّى فِيهَا الْتِمَاسًا لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لَهُمْ ثُمَّ طُوبَى لَهُمْ.


- حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إسْمَاعِيلَ، أَنَّ زُهْرَةَ بْنَ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنَا: أَنَّهُ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: أَيْنَ تَسْكُنُ يَا زُهْرَةُ؟ قَالَ: أَسْكُنُ بِمِصْرَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّ مِصْرَ؟ فَقَالَ زُهْرَةُ: بِفُسْطَاطِهَا، فَقَالَ: أَيْنَ عَنْ طَيْبَةَ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَيْبَةُ الْمَدِينَةُ، فَقَالَ: لَيْسَ أُرِيدُ الْمَدِينَةَ إِنَّمَا أُرِيدُ الْإسْكَنْدَرِيَّةَ، لَوْلَا شُغْلُ مَا أَنَا فِيهِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَنْزِلِي فِيهَا حَتَّى يَكُونَ قَبْرِي بَيْنَ تِلْكَ الْمَيْنَتَيْنِ.


- عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِهَا إِذْ نَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَتَبَسَّمَ، فَقَالَتْ لَهُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: «رَأَيْتُ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ لَمْ تَحْمِلْهُنَّ النِّسَاءُ فِي أَرْحَامِهِنَّ، يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ مُحْتَسَبِينَ شُهَدَاءَ .


- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِأَهْلِ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ أَرَضِينَ، أَهْلِ قَيْسَارِيَّةَ، وَأَهْلِ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ، وَأَهْلِ عَسْقَلَانَ، كَمَا يُبَاهِي اللَّهُ بِيَوْمِ الْجَمْعِ الْأَكْبَرِ بِأَهْلِ عَرَفَةَ الْمَلَائِكَةَ.


- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَطْرُوحٌ، حَدَّثَنَا هَانِئٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ مَعَنَا فِيمَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ: مَا جِئْتُكَ لِأَكُونَ مَعَكَ وَلَا عَلَيْكَ وَلَكِنْ أُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنِي بِأَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، قَالَ: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ: فِي أَيِّ الْجِهَاتِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَقَزْوِينَ بَابَيْنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَمَنْ رَابَطَ إِلَى إِحْدَاهُمَا لَيْلَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ .
فَخَرَجَ الرَّبِيعُ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى انْتَهَى عَلَى أَحَدِهِمَا فَرَابَطَ بِهَا خَمْسًا ثُمَّ قَفَلَ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُ: الرِّبَاطُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً، فَقَالَ الرَّبِيعُ: لِيَجْتَهِدَنَّ الْعَابِدُونَ عَلَى أَنْ يُدْرِكُوا مَا أَدْرَكْنَا.



- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: «لِأَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَلَى فِرَاشٍ وَطِيءٍ، وَطَعَامٍ طَيِّبٍ، لَا تَدْخُلُ فِي رِجْلِي شَوْكَةٌ، وَلَا أَلْقَى عَدُوًّا حَتَّى أَنْصَرِفَ مِنَ الْغَدَاةِ سَالِمًا، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَةً صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، فِي كُلِّ عَشْرٍ مِنْهَا لَيْلَةُ قَدْرٍ بِمَقَادِيرِهَا .


- عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيُّ الْمَوَاضِعِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ تُرَابِطَ فِيهِ؟ قَالَ: بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «أَحَبُّ الرِّبَاطِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِأَنَّهَا تُشْرِفُ عَلَى الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الْمَدِينَةِ نُورُهَا يَتَلَأْلَأُ، مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَذَلِكَ لِفَضْلِ الشُّهَدَاءِ.


- عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ شُرَاحَبِيلَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَرِبَاطُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ عَامٍ، صِيَامِ نَهَارِهَا، وَقِيَامِ لَيْلِهَا فِي غَيْرِهَا مِنَ الْأَرَضِينَ الْقَائِمُ الَّذِي لَا يَفْتُرُ .


- عنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «سَيُفْتَحُ لَكُمُ الشَّامُ، وَمِصْرُ، وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةُ، وَلَيُرَابَطَنَّ فِيهَا، فَلَيُبَلِّغَنَّ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ ضَمِنَ لِأَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ الْمُقَامَ الْأَمِينَ حِينَ تَكُونُ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ .


- وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْضًا: اللَّهُ تَعَالَى صَالِحِي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، يَنْزِلُهَا بَنُوا الْأَصْفَرِ وَهُمُ الرُّومُ، فَتَنْفِرُ أُمَّتِي تَسْقُطُ مِنْهَا كُلُّ خَشَبَةٍ وَلَبِنَةٍ، وَيُنْزِلُ اللَّهُ فِي قُلُوبِ الْخَيْلِ الصَّبْرَ وَالْقُوَّةَ، وَيَأْذَنُ لِلسَّيْفِ فَيَقْطَعُ، وَلِلسَّهْمِ فَيُصِيبُ رَامِيهِ، وَيُوحِي اللَّهُ تَعَالَى لِلنَّهَارِ فَيَطُولُ، وَإِلَى اللَّيْلِ فَيَقْصُرُ، حَتَّى يَفْنَى ثُلُثُ الْفَرِيقَيْنِ، وَيَبْقَى الثُّلُثُ أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ الْحَقُّ، تِلْكَ الشَّهَادَةُ الْعُظْمَى، فَيَشْفَعُ الرَّجُلُ لِسَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَمِنْ جِيرَانِهِ، حَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُنْزِلَهُمُ الْجَنَّةَ.
وَفِي رِوَايَةٍ: الْفِرْدَوْسَ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ .



- عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سُئِلَ مُقَاتِلٌ: أَيُّ الرِّبَاطِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: «أَحَبُّ الرِّبَاطِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ، إِنَّهَا تُشْرِفُ عَلَى الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ مَدِينَةٍ مِنْ مَدَائِنِ الْجَنَّةِ، تَتَلَأْلَأُ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، تَتَطَاوَلُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لِكَرَامَتِهَا عَلَى اللَّهِ وَفَضْلِهَا عَلَى اللَّهِ هِيَ وَأَهْلِهَا الْمُرَابِطِينَ، بِهَا الْتِمَاسُ مَا عِنْدَ اللَّهِ .


- عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَالضُّحَى بِعَسْقَلَانَ، أَوْ بِقَيْسَارِيَّةِ فِلَسْطِينَ، أَوْ فِي الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، كُلَّ يَوْمٍ عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا بَاعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ جَهَنَّمَ، وَإِنْ عَرَضَ لَهُ إِبْلِيسُ يُرِيدُ أَنْ يُضِلَّهُ بَعَثَ اللَّهُ مَلَائِكَةً، يَقُولُونَ لَهُ: اغْرُبْ يَا مَلْعُونُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ حَمَاهُ، وَكَفَاهُ، وَرَزَقَهُ، وَتَقَبَّلَ مِنْهُ، وَيَنْقَلِبُ مَغْفُورًا لَهُ .


- حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: صَلَّيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى الْبَابِ الثَّالِثِ مِنْ أَبْوَابِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمَعِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَقَالَتِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ: صَلِّ عَلَى ظَهْرِي خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، وَرَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَجِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَطَهِّرْنِي مِنَ الشِّرْكِ، وَأَجَابَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دَعْوَتِي، وَقَالَ: لَأُحَوِّلَنَّ عَلَى ظَهْرِكِ خَيْرَ خَلْقِي، وَلَأُسْكِنَكِ خَيْرَ عِبَادِي، وَلَأَجْعَلَكِ خَيْرَ بِلَادِي .


- عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ شُهَدَاءَ يُسْتَشْهَدُونَ بِبَطْحَائِهَا هُمْ خِيَارُ مَنْ مَضَى، وَهُمُ الَّذِينَ يُبَاهِي اللَّهُ بِهِمْ شُهَدَاءَ بَدْرٍ، فَيَا لَهَا مِنْ وَقْعَةٍ وَقْعَةُ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ.



- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَطْرُوحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَانِئٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ: أَنَّ كَعْبًا، قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي لَا أَمُوتُ حَتَّى أَشْهَدَ يَوْمَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقَالُوا: كَيْفَ؟ فُتِحَتِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ.
قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ يَوْمَهَا إِذَا دَخَلَتْهَا مِائَةُ سَفِينَةٍ حَتَّى تَتِمَّ سَبْعَ مِائَةٍ، وَمِنْ وَرَائِهَا مِثْلُهَا فَذَلِكَ يَوْمُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ لَيُقْتَتَلَنَّ بِهَا حَتَّى يَبْلُغَ الدَّمُ أَرْسَاغَ الْخَيْلِ


_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 10, 2016 4:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
جميلة أكرمكى الله الغالية خلف الظلال و موضوع الاسكندرية و أحاديث سيدنا النبى صل الله على حضرته و على آله الكرام موضوع قيم جدا أكرمكى الله و متابعة أسعدكى الله

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 10, 2016 5:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
molhma كتب:
جميلة أكرمكى الله الغالية خلف الظلال و موضوع الاسكندرية و أحاديث سيدنا النبى صل الله على حضرته و على آله الكرام موضوع قيم جدا أكرمكى الله و متابعة أسعدكى الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 10, 2016 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
المهاجرة كتب:
molhma كتب:
جميلة أكرمكى الله الغالية خلف الظلال و موضوع الاسكندرية و أحاديث سيدنا النبى صل الله على حضرته و على آله الكرام موضوع قيم جدا أكرمكى الله و متابعة أسعدكى الله


أسعدني متابعة حضرتك السيدة ملهمة والسيدة المهاجرة للموضوع ويارب يكون قيم ومفيد للجميع
جزاكن الله كل خير وبركة

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 11, 2016 12:08 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

مصر بلدة معافاة من الفتن لا يريدهم أحد بسوء إلا صرعه الله، ولا يريد أحد هلكهم إلا أهلكه الله.

(شفي بن عبيد الأصبحي)



-الحلقة السادسة-

ذكر بعض الحوادث الغريبة التي حصلت في مصر (1)

***************






في سنة أربع وثلاثين من الهجرة، قال سيف بن عمر: إن رجلا يقال له: عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأظهر الإسلام، وصار إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من الناس كلامًا اخترعه من عند نفسه، مضمونه أنه كان يقول للرجل: أليس قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا ؟ فيقول الرجل: بلى، فيقول له: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضل منه، فما يمنع أن يعود إلى هذه الدنيا وهو أشرف من عيسى! ثم يقول: وقد كان أوصى إلى علي بن أبي طالب؛ فمحمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. ثم يقول: فهو أحق بالأمر من عثمان، وعثمان معتد في ولايته ما ليس له. فأنكروا عليه، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر وكان ذلك مبدأ تألبهم على عثمان (؟)

وفي سنة خمس وأربعين ومائة، انتثرت الكواكب من أول الليل إلى الصباح، فخاف الناس. ذكره صاحب المرآة..

وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين ظهر في السماء شيء مستطيل دقيق الطرفين، عريض الوسط، من ناحية المغرب إلى العشاء الآخرة، ثم ظهر خمس ليل وليس بضوء كوكب، ولا كوكب له ذنب، ثم نقص. قاله في المرآة.

وفي سنة ثمانين ومائة كان بمصر زلزلة شديدة سقطت منها رأس منارة الإسكندرية.

وفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، زلزلت الأرض ورجمت السويداء "قرية بناحية مصر" من السماء، ووزن حجر من الحجارة فكان عشرة أرطال.

وفي سنة أربع وأربعين ومائتين، اتفق عيد الأضحى وعيد الفطر لليهود، وشعانين النصارى في يوم واحد. قال ابن كثير: وهذا عجيب غريب . وقال في المرآة: لم يتفق في الإسلام مثل ذلك.


وفي سنة ثمان وستين ومائتين، قال ابن جرير: اتفق أن رمضان كان يوم الأحد وكان الأحد الثاني الشعانين، والأحد الثالث الفصح، والأحد الرابع السرور، والأحد الخامس انسلاخ الشهر.

وفي سنة تسع وستين في المحرم، كسفت الشمس وخسف القمر، واجتماعهما في سهر نادر. قاله في المرآة.

وفي سنة ثمان وسبعين ومائتين، قال ابن الجوزي: لليلتين بقيتا من المحرم طلع نجم ذو جمة، ثم صارت الجمة ذؤابة.

قال: وفي هذه السنة وردت الأخبار أن نيل مصر غار، فلم يبق منه شيء، وهذا شيء لم يعهد مثله، ولا بلغنا في الأخبار السابقة، فغلت الأسعار بسبب ذلك.


وفي أيام أحمد بن طولون تساقطت النجوم، فراعه ذلك فسأل العلماء والمنجمين عن ذلك، فما أجابوا بشيء، فدخل عليه الجمل الشاعر وهم في الحديث، فأنشد في الحال:
قالوا تساقطت النجو ... م لحادث فظ عسير
فأجبت عند مقالهم ... بجواب محتنك خبير
هذي النجوم الساقطا ... ت نجوم أعداء الأمير
فتفاءل ابن طولون بذلك، ووصله.


وفي سنة أربع وثمانين ومائتين ظهر بمصر ظلمة شديدة، وحمرة في الأفق حتى جعل الرجل ينظر إلى وجه صاحبه فيراه أحمر اللون جدًّا، وكذلك الجدران، فمكثوا كذلك من العصر إلى الليل، فخرجوا إلى الصحراء يدعون الله ويتضرعون إليه حتى كشف عنهم. حكاه ابن كثير .

وفي سنة تسع وتسعين ومائتين، ظهر ثلاثة كواكب مذنبة، أحدها في رمضان، واثنان في ذي القعدة تبقى أياما، ثم تضمحل حكاه ابن الجوزي . وفيها استخرج من كنز مصر خمسمائة ألف دينار من غير موانع، ووجد في هذا الكنز ضلع إنسان طوله أربعة عشر شبرا وعرضه شبر، فبعث به إلى الخليفة المقتدر ، وأهدى معه من مصر تيسًا له ضرع يحلب لبنا، حكى ذلك الصولي صاحب المرآة وابن كثير

وفي سنة سبع كانت الحروب والأراجيف الصعبة بمصر، ثم لطف الله وأوقع المرض بالمغاربة، ومات جماعة من أمرائهم، واشتدت علة القائم ، وفيها انقض كوكب عظيم، وتقطع ثلاث قطع، وسمع بعد انقضاضه صوت رعد شديد هائل من غير غيمٍ.

وفي سنة عشر وثلثمائة في جمادى الأولى ظهر كوكب له ذنب طوله ذراعان، وذلك في برج السنبلة

وفي سنة ثلاث عشرة وثلثمائة في آخر المحرم انقض كوكب من ناحية الجنوب إلى الشمال قبل مغيب الشمس، فأضاءت الدنيا منه، وسمع له صوت كصوت الرعد الشديد.

وفي سنة ثلاث وثلثمائة في المحرم ظهر كوكب بذنب رأسه إلى المغرب وذنبه إلى المشرق، وكان عظيما جدًّا وذنبه منتشر، وبقي ثلاثة عشر يوما إلى أن اضمحلّ.

وفي سنة أربع وأربعين زلزلت مصر زلزلة صعبة هدمت البيوت، ودامت ثلاث ساعات، وفزع الناس إلى الله بالدعاء.

وفي سنة تسع وأربعين رجع حجيج مصر من مكة، فنزلوا واديا، فجاءهم سيل فأخذهم كلهم، فألقاهم في البحر عن آخرهم.


وفي سنة خمس وخمسين قطعت بنو سليم الطريق على الحجيج من أهل مصر، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها، وعليها من الأموال والأمتعة ما لا يقوم كثرة، وبقي الحاج في البوادي، فهلك أكثرهم.
وفي أيام كافور الإخشيدي كثرت الزلازل بمصر، فأقامت ستة أشهر، فأنشد محمد بن القاسم بن عاصم قصيدة منها: ما زلزلت مصر من سوء يراد بها ... لكنها رقصت من عدله فرحا


وفي سنة تسع وخمسين انقض كوكب في ذي الحجة، فأضاء الدنيا حتى بقي له شعاع كالشمس، ثم سمع له صوت كالرعد.

وفي سنة ستين وثلثمائة سار رجل من مصر إلى بغداد، وله قرنان، فقطعهما وكواهما وكانا يضربان عليه. حكاه صاحب المرآة.


وفي سنة أربع وثمانين انفرد بالحج أهل مصر، ولم يحج ركب العراق ولا الشام لخوف طريقهم، وكذا في سنة خمس وثمانين والتي بعدها.


وفي سنة تسعين أمر الحاكم بمصر بقتل الكلاب فقتلت كلها.
لا حول ولا قوة الا بالله

وفي سنة اثنتين وتسعين ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة انقض كوكب أضاء كضوء القمر ليلة التمام، ومضى الضياء، وبقي جرمه يتموج نحو ذراعين في ذراع برأي العين، وتشقق بعد ساعة. وفي هذه السنة انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أحد من بغداد وبلاد المشرق لعبث الأعراب بالفساد، وكذا في سنة ثلاث وتسعين.

وفي سنة ثلاث وتسعين أمر الحاكم بقطع جميع الكروم التي بديار مصر والصعيد، والإسكندرية ودمياط، فلم يبق بها كرم، احترازًا من مصر الخمر. وفي هذه السنة أمر الحاكم الناس بالسجود إذا ذكر اسمه في الخطبة!!!!!!. لا حول ولا قوة الا بالله




وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 12, 2016 12:11 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

-الحلقة السادسة-

ذكر بعض الحوادث الغريبة التي حصلت في مصر (2)

***************





في سنة سبع وتسعين انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أهل العراق لفساد الطريق بالأعراب، وكسا الحاكم الكعبة القباطي البيض.

وفي سنة ثمان وتسعين هدم الحاكم الكنائس التي ببلاد مصر، ونادى: من لم يسلم وإلا فليخرج من مملكتي، أو يلتزم بما أمر، ثم أمر بتعليق صلبان كبار على صدور النصارى، وزن الصليب أربعة أرطال بالمصري، وبتعليق خشبة على تمثال رأس عجل وزنها ستة أرطال في عنق اليهود. وفي هذه السنة كان سيل عظيم حتى غرق الخندق، ذكره ابن المتوج.

وفي سنة أربعمائة بنى الحاكم دار للعلم وفرشها، ونقل إليها الكتب العظيمة مما يتعلق بالسنة، وأجلس فيها الفقهاء والمحدثين، وأطلق قراءة فضائل الصحابة، وأطلق صلاة الضحى والتراويح، وبطل الأذان بحي على خير العمل، فكثر الدعاء له، ثم بعد ثلاث سنين هدم الدار، وقتل خلقا ممن كان بها من الفقهاء والمحدثين وأهل الخير والديانة، ومنع صلاة الضحى والتراويح.!!!

وفي سنة اثنتين وأربعمائة كتب محضر ببغداد في نسب خلفاء مصر الذين يزعمون أنهم فاطميون وليسوا كذلك، وكتب فيه جماعة من العلماء والقضاة والفقهاء، والأشراف والأماثل والمعدلين والصالحين، شهدوا جميعا أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار المتلقب بالحاكم -حكم الله عليه بالبوار والدمار، والخزي والنكال والاستئصال- ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد -لا أسعده الله- فإنه لما صار إلى المغرب تسمى بعبيد الله، وتلقب بالمهدي، ومن تقدم من سلفه من الأرجاس الأنجاس -عليه وعليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين- أدعياء خوارج، ولا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، ولا يتعلقون منه بسبب، وأنه منزه عن باطلهم، وان الذي ادعوه من الانتساب إليه باطل وزور، وأنهم لا يعلمون أن أحدا من أهل بيوت الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء، وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعًا في الحرمين، وفي أول أمرهم بالمغرب منتشرا انتشارا يمنع من أن يدلس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم إلى تصديقهم، وأن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار وفساق فجار وملحدون زنادقة، معطلون وللإسلام جاحدون، ولمذهب الثنوية (1) والمجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمر، وسفكوا الدماء، وسبوا الأبناء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية. وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.


وفي سنة ثلاث وأربعمائة، قال ابن المتوج: رسم الحاكم بألا تقبل الأرض بين يديه، ولا يخاطب مولانا ولا بالصلاة عليه، وكتب بذلك سجل في رجب. قال: وفيها حبس النساء ومنعهن من الخروج في الطرقات، وأحرق الزبيب وقطع الكرم، وغرق العسل. قال ابن الجوزي: وفي رمضان انقض كوكب من المشرق إلى المغرب غلب ضوءه على ضوء القمر، وتقطع قطعًا، وبقي ساعة طويلة.

وفي سنة خمس وأربعمائة زاد الحاكم في منع النساء من الخروج من المنازل، ومن دخول الحمامات ومن التطلع من الطاقات، والأسطلحة ومنع الخفافين من عمل الخفاف لهن، وقتل خلقا من النساء على مخالفته في ذلك، وهدم بعض الحمامات عليهن، وغرق خلقا.

وفي سنة سبع وأربعمائة ورد الخبر بتشعيث الركن اليماني من المسجد الحرام، وسقوط جدار بين قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبسقوط القبة الكبيرة على صخرة بيت المقدس. قال ابن كثير: فكان ذلك من أغرب الاتفاقات وأعجبها >


وفي سنة سبع أيضا انفرد المصريون بالحج، ولم يحج أحد من بلاد العراق لفساد الطرقات بالأعراب؛ وكذا في سنة ثمان.

وفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة، قال ابن المتوج: عز القوت، ثم هان بعد أراجيف عظيمة. وفي أيام الحاكم، قال ابن فضل الله في المسالك: زلزلت مصر حتى رجفت أرجاؤها، وضجت الأمة لا تعرف كيف جارها.

وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. قال ابن كثير: جرت كائنة غريبة ومصيبة عظيمة؛ وهي أن رجلا من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء، فلما كان يوم الجمعة، وهو يوم النفر الأول، طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود، جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى يعبد هذا الحجر؟! ولا محمد ولا علي يمنعني عما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت، فاتقاه أكثر الحاضرين، وتأخروا عنه، وذلك أنه كان رجلًا طويلا جسيما، أحمر أشقر، وعلى باب المسجد جماعة من الفرسان وقوف ليمنعوه ممن أراده بسوء، فتقدم غليه رجل من أهل اليمن، معه خنجر، وفاجأه بها، وتكاثر عليه الناس فقتلوه، وقطعوه قطعًا، وتتبعوا أصحابه، فقتل منهم جماعة ونهب أهل مكة ركب المصريين، وجرت فتنة عظيمة جدًّا، وسكن الحال، وأما الحجر.

الشريف فإنه سقط منه ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة، محببًا، مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق، فعجنوها بالمسك واللك (1) وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت.

وفي سنة سبع عشرة منع الظاهر صاحب مصر من ذبح البقر السليمة من العيوب التي تصلح للحرث، وكتب عن لسانه كتاب قرئ على الناس، فيه: "إن الله بسابغ نعمته، وبالغ حكمته، خلق ضروب الأنعام، وعلم بها منافع الأنام، فوجب أن تحمى البقر المخصوصة بعمارة الأرض المذللة لمصالح الخلق، فإن ذبحها غاية الفساد، وإضرار بالعباد والبلاد".

وفي سنة عشرين حج أهل مصر دون غيرهم.

وفيها في رجب انقضت كواكب كثيرة شديدة الصوت، قوية الضوء.

وفي سنة إحدى وعشرين تعطل الحج من العراق أيضا، وقطع على حجاج مصر الطريق، وأخذت الروم أكثره.

وفي سنة ثلاث وعشرين تعطل الحج من العراق أيضا. وفيها قال ابن المتوج: استحضر خليفة مصر الظاهر بن الحاكم كل من في القصر من الجواري، وقال لهم: تجتمعون لأصنع لكم يومًا حسنا لم ير مثله بمصر، وأمر كل من كان له جارية فليحضرها، ولا تجيء جارية إلا وهي مزينة بالحلي والحلل، ففعلوا ذلك حتى لم تترك جارية إلا أحضرت، فجعلهن في مجلس، ودعا بالبنائين، فبنى أبواب المجلس عليهن، حتى ماتوا عن آخرهن، وكان يوم جمعهن يوم الجمعة لست من شوال، وعدتهن ألفان وستمائة وستون جارية، فلما مضى لهن ستة أشهر أضرم النار عليهن، فأحرقهن بثيابهن وحليهن، فلا رحمه الله ولا رحم الذي خلفه!.

وفي سنة خمس وعشرين كثرت الزلازل بمصر. وفيها انقض كوكب عظيم، وسمع له صوت مثل الرعد وضوء مثل المشاعل. ويقال: إن السماء انفرجت عند انقضاضه. حكاه في المرآة. ولم يحج أحد سوى أهل مصر، وكذا في سنة ست وعشرين وسنة ثمان وعشرين.

وفي سنة ثلاثين وأربعمائة تعطل الحج من الأقاليم بأسرها، فلم يحج أحد، لا من مصر ولا من الشام، ولا من العراق ولا من خراسان.

وفي سنة إحدى وثلاثين والتي تليها تفرد بالحج أهل مصر، وكذا في سنة ست وثلاثين وسبع وثلاثين وتسع وثلاثين وثلاث وستين بعدها.

وفي سنة إحدى وأربعين في ذي الحجة ارتفعت سحابة سوداء ليلًا، فزادت على ظلمة الليل، وظهر في جوانب السماء كالنار المضيئة، فانزعج الناس لذلك، وأخذوا في الدعاء والتضرع، فانكشفت بعد ساعة.

وفي سنة خمس وأربعين وثلاث تليها انفرد أهل مصر بالحج.

وفي سنة ثمان وأربعين. قال في المرآة: عم الوباء والقحط مصر والشام وبغداد والدنيا، وانقطع ماء النيل. واتفقت غريبة، قال ابن الجوزي: ورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا بعض الدور، فوجدوا عند الصباح موتى؛ أحدهم على باب النقب، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على الثياب المكورة. وفيها، في العشر الثاني من جمادى الآخرة ظهر وقت السحر نجم له ذؤابة بيضاء، طولها في رأي العين نحو ذراع، ولبث على هذه الحال إلى نصف رجب ثم اضمحل.

وفي سنة إحدى وخمسين وسنتين بعدها، انفرد أهل مصر بالحج.

وفي شوال من هذه السنة لاح في السماء في الليل ضوء عظيم كالبرق يلمع في موضعين؛ أحدهما أبيض، والآخر أحمر إلى ثلث الليل، وكبر الناس وهللوا. حكاه في المرآة.

وفي سنة ثلاث وخمسين في جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه، كسفت الشمس كسوفا عظيما، جميع القرص، فمكثت أربع ساعات حتى بدت النجوم، وأوت الطيور إلى أوكارها لشدة الظلمة.

وفي سنة خمس وخمسين وقع بمصر وباء شديد، كان يخرج منها في كل يوم ألف جنازة.

وفي سنة ست وخمسين وقعت فتنة عظيمة بين عبيد مصر والترك، واقتتلوا. وغلب العبيد على الجزيرة التي في وسط النيل بين مصر والجيزة، واتصل الحرب بين الفريقين.

وفي سنة ثمان وخمسين، في العشر الأول من جمادى الأولى ظهر كوكب كبير، له ذؤابة عرضها نحو ثلاثة أذرع وطولها أذرع كثيرة، وبقي إلى أواخر الشهر، ثم ظهر كوكب آخر عند غروب الشمس، قد استدار نوره عليه كالقمر، فارتاع الناس وانزعجوا، فلما اعتم الليل، رمى ذؤابة نحو الجنوب، وأقام إلى أيام في رجب، وذهب.

وفي سنة ستين وأربعمائة كان ابتداء الغلاء العظيم بمصر، الذي لم يسمع بمثله في الدهور؛ من عهد يوسف الصديق عليه الصلاة السلام، واشتد القحط
والوباء سبع سنين متوالية بحيث أكلوا الجيف والميتات، وأفنيت الدواب، وبيع الكلب بخمسة دنانير والهر بثلاثة دنانير، ولم يبق لخليفة مصر سوى ثلاثة أفراس بعد العد الكثير، ونزل الوزير يوما عن بغلته، فغفل الغلام عنها لضعفه من الجوع، فأخذها ثلاثة نفر فذبحوها وأكلوها، فأخذوا فصلبوا وأصبحوا وقد أكلهم الناس، ولم يبق إلا عظامهم. وظهر على رجل يقتل الصبيان والنساء ويبيع لحومهم، ويدفن رءوسهم وأطرافهم فقتل. وبيعت البيضة بدينار، وبلغ الأردب القمح مائة دينار ثم عدم أصلًا، حتى حكى صاحب المرآة أن امرأة خرجت من القاهرة، ومعها مد جوهر، فقالت: من يأخذه بمد قمح؟ فلم يلتفت إليها أحد

وفي سنة اثنتين وستين، زلزلت مصر حتى نفرت إحدى زوايا جامع عمرو. وفيها ضرب صاحب مصر اسم ابنه ولي العهد على الدينار، وسمي الآمري، ومنع التعامل بغيره.

وفي سنة خمس وستين اشتد الغلاء، والوباء بمصر حتى إن أهل البيت كانوا يموتون في ليلة، وحتى إن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار، باعت عروضها قيمته ألف دينار، واشترت بها جملة قمح، وحمله الحمال على ظهره فنهبه الناس، فنهبت المرأة مع الناس فصح لها رغيف واحد، وكان السودان يقفون في الأزقة، يصطادون النساء بالكلاليب، فيأكلون لحومهن، واجتازت امرأة بزقاق القناديل، فعلقها السودان بالكلاليب، وقطعوا من عجزها قطعة، وقعدوا يأكلونها وغفلوا عنها، فخرجت من الدار، واستغاثت، فجاء الوالي وكبس الدار، فأخرج منها ألوفًا من القتلى.


_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 13, 2016 1:00 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

إن عيسى عليه السلام تصفّح هذا الجبل وأمه الى جانبه، فالتفت اليها وقال: يا أماه هذه مقبرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم. (أسد بن موسى)



-الحلقة الثامنة-

جبل المقطم- الجبل الصالح

************




قيل أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سار في سفح المقطّم ومعه المقوقس...
فقال له عمرو: ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات كجبال الشام؟ فلو شققنا في أسفله نهرا من النيل وغرسناه نخلا؛
فقال المقوقس: وجدنا في الكتب أنه كان أكثر البلاد أشجارا ونبتا وفاكهة، وكان ينزله المقطّم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام، فلما كانت الليلة التي كلم الله تعالى فيها موسى عليه السلام، أوحى الله تعالى إلى الجبال: إني مكلّم نبيّا من أنبيائي على جبل منك، فسمت الجبال كلّها وتشامخت إلا جبل بيت المقدس فإنه هبط وتصاغر، فأوحى الله تعالى إليه: لم فعلت ذلك؟
وهو به أخبر، فقال: إعظاما وإجلالا لك يا رب! فأمر الله تعالى الجبال أن يحيّوه كل جبل مما عليه من النبت، فجاد له المقطّم بكل ما عليه من النبت حتّى بقي كما ترى، فأوحى الله تعالى إليه إني معوضك على فعلك بشجر الجنة أو غرس الجنة .

فكتب بذلك عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فكتب إليه: إني لا أعلم شجر الجنة أو غراسها لغير المسلمين، فاجعله لهم مقبرة، ففعل، فغضب المقوقس من ذلك، وقال لعمرو: ما على هذا صالحتني! فقطع له عمر قطيعاً نحو بركة الحبش يدفن فيه النصارى.

قال ابن الأثير في «عجائب المخلوقات» : وفيه كنوز عظيمة، وهياكل كثيرة، وعجائب غريبة. ولملوك مصر فيه من الجواهر والذهب والفضة والأواني، والآلات النفيسة، والتماثيل العجيبة، وتراب الصنعة ما يخرج عن حدّ الإحصاء.

قال في «الروض المعطار» : وإذا دبّرت تربته حصل منها ذهب صالح.

وروى عبد الله بن لهيعة عن عياش بن عباس أن كعب الأحبار سأل رجلا يريد السفر إلى مصر، فقال له: أهد لي تربة من سفح مقطمها، فأتاه منه بجراب، فلما حضرت كعباً الوفاة أمر به ففرش في لحده تحت جنبه.

والإجماع على أنه ليس في الدنيا مقبرة أعجب منها ولا أبهى ولا أعظم ولا أنظف من أبنيتها وقبابها وحجرها، ولا أعجب تربة منها، كأنها الكافور والزعفران مقدسة في جميع الكتب، وحين تشرف عليها تراها كأنها مدينة بيضاء، والمقطم عال عليها كأنه حائط من ورائها.

وقبر فيها من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعلومين عمرو بن العاص وعبد الله بن حذافة السهمي وعبد الله بن الحارث الزبيدي وأبو بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني ومسلمة بن مخلد الأنصاري.

وذكر بعض أهل العلم أن المقطّم من الطور وأنه داخل فيما وقع عليه القدس، (وكذلك ذكره كعب الأحبار).
وقال كعب: كلّم الله عزّ وجلّ موسى بالطور فالمقطّم من القدس، وروي في التوراة أن موسى عليه السلام كان يناجي ربّه بالوادي الذي فيه المقطّم عند مقطع الحجارة.




_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 13, 2016 11:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

صورةصورةماشاء الله لا قوة إلا بالله من أروع المواضيع و الله فعلا ممتعة تسلم إيديكى و متابعة أكرمكى الله الغالية خلف الظلال

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 14, 2016 12:00 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
molhma كتب:

صورةصورةماشاء الله لا قوة إلا بالله من أروع المواضيع و الله فعلا ممتعة تسلم إيديكى و متابعة أكرمكى الله الغالية خلف الظلال



شكرا لحضرتك فرحني تعليق حضرتك ورفع من معنوياتي ربنا يبارك في حضرتك ويريح قلبك اللهم آمين

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 15, 2016 11:33 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

" إن مجراه من جبال الثلج، وهي بجبل قاف، وأنه يخرق البحر الأخضر، ويمر على معادن الذهب والياقوت والزمرد والمرجان، فيسير ما شاء الله إلى أن يأتي إلى بحيرة الزنج، ولولا دخوله في البحر المالح، وما يختلط به منه لم يستطع شربه لشدة حلاوته"


(حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة)



صورة




- الحلقة التاسعة-
************

نهر النيل وحكاياته
أساطير وحقائق (1)



ماذا فعل فرعون عندما غار النيل؟

أخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:
غار النيل على عهد فرعون، فأتاه أهل مملكته، فقالوا: أيها الملك أجر لنا النيل،
قال: إني لم أرض عنكم، فذهبوا ثم أتوه،
فقالوا: أيها الملك، أجر لنا النيل،
قال: إني لم أرض عنكم، فذهبوا ثم أتوه،
فقالوا: أيها الملك ماتت البهائم، وهلكت الأبكار، لئن لم تجر لنا النيل لنتخذن إلهًا غيرك،

صورة


قال: اخرجوا إلى الصعيد، فخرجوا فتنحى عنهم حيث لا يرونه، ولا يسمعون كلامه، فألصق خده بالأرض، وأشار بالسبابة لله،
ثم قال: اللهم إني خرجت إليك مخرج العبد الذليل إلى سيده، وإني أعلم أنه لا يقدر على إجرائه أحد غيرك فأجره. قال: فجرى النيل جريًا لم يجر قبله مثله،
فأتاهم فقال: إني قد أجريت لكم النيل، فخروا له سجدا،
وعرض له جبريل، فقال: أيها الملك أعدني على عبدي،
قال: وما قصته؟
قال: عبد لي ملكته على عبيدي، وخولته مفاتيحي، فعاداني، فأحب من عاديت، وعادى من أحببت،
قال: بئس العبد عبدك! لو كان لي عليه سبيل لغرقته في بحر القلزم!
فقال: يا أيها الملك، اكتب لي كتابًا، فدعا بكتاب ودواة: ما جزاء العبد الذي خالف سيده فأحب من عادى وعادى من أحب إلا أن يغرق في بحر القلزم.
قال: يا أيها الملك اختمه لي، فختمه ثم دفعه إليه، فلما كان يوم البحر، أتاه جبريل بالكتاب، فقال: خذ هذا ما حكمت به على نفسك.


حكاية الباحث عن منتهى النيل...

وهل كان نبي؟


أخبرني أبو الطيب الأنصاري إجازة، عن الحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، عن أبي الفتح محمد بن محمد الميدومي، أخبرتنا أمة الحق شامية بنت الحافظ صدر الدين الحسن بن محمد بن محمد سماعا، أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد سماعًا، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وغيره سماعا، قالوا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن القنور سماعا، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحيم المخلص سماعًا، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن عيسى السكري، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، وأبو بكر محمد بن صالح بن عبد الرحمن الحافظ الأنماطي، قالا: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح بن محمد، كاتب الليث، قال: حدثني الليث بن سعد، قال:

"بلغني أنه كان رجل من بني العيص يقال له: حائد بن أبي شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، خرج هاربًا من ملك من ملوكهم؛ حتى دخل أرض مصر، فأقام بها سنين، فلما رأى أعاجيب نيلها وما يأتي به، جعل الله تعالى عليه ألَّا يفارق ساحلها حتى يبلغ منتهاه؛ من حيث يخرج أو يموت قبل ذلك، فسار عليه -قال بعضهم: سار ثلاثين سنة في الناس وثلاثين في غير الناس. وقال بعضهم: خمسة عشر كذا، وخمسة عشر كذا- حتى انتهى إلى بحر أخضر، فنظر إلى النيل ينشق مقبلًا، فصعد على البحر، فإذا رجل قائم يصلي تحت شجرة من تفاح، فلما رآه استأنس به، وسلم عليه، فسأله الرجل صاحب الشجرة، فقال له: من أنت؟ قال: أنا حامد بن أبي شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، فمن أنت؟ قال: أنا عمران بن فلان بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، قال: فما الذي جاء بك إلى هنا يا عمران؟ قال: جاء بي الذي جاء بك، حتى انتهيت إلى هذا الموضع؛ فأوحى الله إلي أن أقف في هذا الموضع، حتى يأتيني أمره،قال له حامد: أخبرني يا عمران، ما انتهى إليك من أمر هذا النيل؟ وهل بلغك في الكتب أن أحدًا من بني آدم يبلغه؟ قال له عمران: نعم، بلغني أن رجلا من بني العيص يبلغه، ولا أظنه غيرك يا حامد، قال له حائد: يا عمران، أخبرني كيف الطريق إليه؟ قال له عمران: لست أخبرك بشيء إلا أن تجعل لي ما أسألك! قال: وما ذاك يا عمران؟ قال: إذا رجعت إلي وأنا حي أقمت عندي حتى يوحي الله تعالى إلي بأمره، أو يتوفاني فتدفنني؛ فإن وجدتني ميتًا دفنتني وذهبت، قال: ذلك لك علي، قال له: سر كما أنت على هذا البحر؛ فإنك تأتي دابة ترى آخرها ولا ترى أولها، فلا يهولنك أمرها، اركبها؛ فإنها دابة معادية للشمس، إذا طلعت أهوت إليها لتلتقمها حتى يحول بينها وبينها حجبتها، وإذا غربت أهوت إليها لتلتقمها؛ فتذهب بك إلى جانب البحر، فسر عليها راجعًا حتى تنتهي إلى النيل، فسر عليه، فإنك ستبلغ أرضًا من حديد، جبالها وأشجارها وسهولها من نحاس، فإن أنت جزتها وقعت في أرض من فضة؛ جبالها وأشجارها وسهولها من فضة، فإن أنت جزتها وقعت في أرض من ذهب جبالها وأشجارها وسهولها من ذهب، فيها ينتهي إليك علم النيل.

فسار حتى انتهى إلى أرض الذهب، فسار فيها حتى انتهى إلى سور من ذهب شرفة من ذهب، وقبة من ذهب، لها أربعة أبواب؛ فنظر إلى ما ينحدر من فوق ذلك السور حتى يستقر في القبة ثم ينصرف في الأبواب الأربعة؛ فأما ثلاثة فتغيض في الأرض، وأما واحد فيسير على وجه الأرض؛ وهو النيل. فشرب منه واستراح، وأهوى إلى السور ليصعد، فأتاه ملك فقال له: يا حامد قف مكانك، فقد انتهى إليك علم هذا النيل؛ وهذه الجنة؛ وإنما ينزل من الجنة، فقال : أريد أن أنظر إلى الجنة، فقال: إنك لن تستطيع دخولها اليوم يا حامد، قال: فأي شيء هذا الذي أرى؟ قال: هذا الفلك الذي تدور فيه الشمس والقمر، وهو شبه الرحا، قال: إني أريد ان اركبه فأدور فيه- فقال بعض العلماء: إنه قد ركبته؛ حتى دار الدنيا وقال بعضهم: لم يركبه- فقال له يا حامد: إنه سيأتيك من الجنة رزق، فلا تؤثر عليه شيئًا من الدنيا، فإنه لا ينبغي لشيء من الجنة أن يؤثر عليه شيء من الدنيا عن لم تؤثر عليه شيئًا من الدنيا بقي ما بقيت.

قال: فبينا هو كذلك واقف، إذ نزل عليه عنقود من عنب فيه ثلاثة أصناف لون كالزبرجد الأخضر، ولون كالياقوت الأحمر، ولون كاللؤلؤ الأبيض، ثم قال له: يا حامد، أما إن هذا من حصرم الجنة، وليس من طيب عنبها، فارجع يا حامد، فقد انتهى إليك علم النيل، فقال: هذه الثلاثة التي تغيض في الأرض، ما هي؟ قال: أحدهما الفرات، والآخر دجلة، والآخر جيحان، فارجع.

فرجع حتى انتهى إلى الدابة التي ركبها، فركبها، فلما أهوت الشمس لتغرب قذفت به من جانب البحر، فأقبل حتى انتهى إلى عمران، فوجده ميتًا فدفنه، وأقام على قبره ثلاثا، فأقبل شيخ متشبه بالناس أغر من السجود، ثم أقبل إلى حامد، فسلم عليه، ثم قال له: يا حامد، ما انتهى إليك من علم هذا النيل؟ فأخبره، فلما أخبره، قال له: هكذا نجده في الكتب، ثم أطرى ذلك التفاح في عينيه، وقال: ألا تأكل منه؟ قال: معي رزقي، قد أعطيته من الجنة ونهيت أن أوثر شيئًا من الدنيا، قال: صدقت يا حامد، هل ينبغي لشيء من الجنة أن يؤثر بشيء من الدنيا، وهل رأيت في الدنيا مثل هذا التفاح؟ إنما أنبتت له في الأرض ليس من الدنيا، وإنما هذه الشجرة من الجنة، أخرجها الله لعمران يأكل منها، وما تركها إلا لك، ولو قد وليت عنها رفعت، فلم يزل يطريها في عينيه، حتى أخذ منها تفاحة، فعضها، فلما عضها عض يده، ثم قال: أتعرفه؟ هو الذي أخرج أباك من الجنة؛ أما إنك لو سلمت بهذا الذي كان معك لأكل منه أهل الدنيا قبل أن ينفد، وهو مجهودك إن تبلغه فكان مجهوده أن بلغه.

وأقبل حامد حتى دخل أرض مصر، فأخبرهم بهذا؛ فمات حامد بأرض مصر.

وذكر بعض الإخباريين أن حامدًا هذا لم يتنبأ، وأنه أوتي الحكمة، وأنه سأل الله أن يريه منتهى النيل، فأعطي قوة على ذلك، فوصل إلى جبل القمر، وقصد أن يطلع إلى أعلاه، فلم يقدر؛ فسأل الله فيسره عليه، فصعد فرأى خلفه البحر الزفتي، وهو بحر أسود منتن الريح مظلم، فرأى النيل يجري في وسطه؛ كأنه السبيكة الفضة.

يتبع بمشيئة الله

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 16, 2016 12:20 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

(نيل مصر سيد الأنهار، سخر الله كل نهر بين المشرق والمغرب، فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر مده بماء تلك الأنهار، وفجر الله له الأرض عيونا، فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله تعالى، أوحى الله إلى كل ماء فرجع إلى عنصره.) - عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.



صورة



-الحلقة العاشرة-
*********
نهر النيل وحكاياته

أساطير وحقائق (2)




حكاية:

ذكر بعضهم ان ملكا من ملوك مصر الأول، جهز أناسا للوقوف على أول النيل، فانتهوا إلى جبال من نحاس، فلما طلعت عليها الشمس انعكست عليها، فأحرقتهم.
وقيل: إنهم انتهوا إلى جبال براقة لماعة كالبلور، فلما انعكست عليهم أشعة الشمس الواقعة عليهم أحرقتهم.


"قصة عروس النيل" المعروفة مع سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه

لما فتح عمرو بن العاص مصر، أتى أهلها إليه حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له: أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، فقال لهم: وما ذاك؟ قالوا: إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر، عَمَدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل. فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلا ولا كثيرا، حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر: قد أصبت، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، وقد بعثت إليك بطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي. فلما قدم الكتاب على عمرو، فتح البطاقة فإذا فيها:
من عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك، فلا تجر، وإن كان الواحد القهار يجريك، فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك.
فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيا أهل مصر للجلاء والخروج منها؛ لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا، وقد زالت تلك السنة السوء عن أهل مصر.


تعليق لطيف:


وقيل أن موسى عليه السلام دعا على آل فرعون، فحبس الله عنهم النيل حتى أرادوا الجلاء حتى طلبوا إلى موسى أن يدعو الله رجاء أن يؤمنوا، فدعا الله، فأصبحوا وقد أجراه الله في تلك الليلة ستة عشر ذراعا. فاستجاب الله بتطوله لعمر بن الخطاب كما استجاب لنبيه موسى عليه السلام.


ومادمنا ذكرنا عروس النيل فيجب ذكر أسطورة "أم الشعور"


"أم الشعور" هي الجنية المرتبطة بعروس النيل القديمة التي كانت تلقى في نهر النيل في مراسم الاحتفال بوفاء النيل وأن الذهن المصري الجمعي يكاد يجمع على أن الذي يموت مقتول أو غريق أو محروق يسكن مكان مصرعه جن على شاكلته فيكون المكان الطبيعي لظهور الجنية أم الشعور هو نهر النيل وفروعه حيث كانت تلقى عروس النيل الجميلة وذلك كقربان لأم الشعور الطويلة حتى لا يحدث الفيضان .
توصف أم الشعور بالمنظر القبيح والشعر الطويل المنكوش والأصابع ذات الأظافر الطويلة ويقال إنها تسكن الترع العميقة التي تجري بها مياه النيل العذبة ويذكر أن لفظ ترعة مأخوذ من الكلمة الفرعونية تر-عا بمعنى فرع نهري جانبي، ويعتقد الريفيون أن أم الشعور تأخذ من كل قرية تطل على ترعة عريسا وعروسا في كل عام
تقول الأسطورة أن جنية تحمل اسم أم الشعور تسكن ماء النيل وتخرج ليلا لتسحب من يسير وحده على الشاطئ وتغرقه في الماء بالضغط على رقبته حتى الموت وبعد استخراج جثة الغريق يظهر في عنقه أثر خنق أم الشعور له، ويرى البعض أن عمل أم الشعور ليلا فقط والبعض يرى أنها تمارس مهامها في الظهيرة أيضا فيحذر الصيدون أبنائهم من الاستحمام في النيل في وقت القيلولة وذلك لأن أم الشعور لا تنام وقت القيلولة.
وفي البعض الاخر يقولوا انها تمص الدماء ولا تترك الضحية الابعد منادة اهلة له ولكن لانعلم ماذا تفعل بهم.
وهناك من يقول ان ام الشعور هو اسم زوجة ابليس.


انواع عجيبة من السمك عاشت في نهر النيل ذكرتها كتب التاريخ العربية:

- السمك الرعاد إذا وقع في شبكة الصياد، لا يزال ترتعد يداه، ورجلاه حتى يلقيها أو يموت، وهي نحو الذراع.
- وفيه سمكة على صورة الفرس. والمكان الذي يكون فيه لا يقربه التمساح.
- وفيه شيخ البحر سمكة على صورة آدمي، وله لحية طويلة، ويكون بناحية دمياط وهو مشؤوم، فإذا رئي في مكان دل على القحط والموت والفتن. (ويقال: إن دمياط ما تنكب حتى يظهر عندها.)


مشورة سيدنا علي بن طالب لسيدنا عمر بن الخطاب في مسألة مقياس النيل



لما فتحت مصر عرف عمر بن الخطاب ما يلقى أهلها من الغلاء عن وقوف النيل عن مده (4) في مقياس لهم فضلا عن تقاصره، وإن فرط الاستشعار يدعوهم إلى الاحتكار، ويدعو الاحتكار إلى تصاعد الأسعار بغيرقحط، فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص، يسأله عن شرح الحال،، فأجابه فقال عمرو: إني وجدت ما تروى به مصر حتى لا يقحط أهلها أربعة عشر ذراعا، والحد الذي يروى منه سائرها حتى يفضل عن حاجتهم ويبقى عندهم قوت سنة أخرى ستة عشر ذراعا، والنهايتين المخوفتين في الزيادة والنقصان -وهو الظمأ والاستبحار- اثنتا عشر ذراعا في النقصان وثماني عشرة ذراعا في الزيادة؛ هذا والبلد في ذلك محفور الأنهار، معقود الجسور، عندما تسلموه من القبط وخمير العمارة فيه.

فاستشار عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب في ذلك، فأمره أن يكتب إليه أن يبني مقياسا، وأن ينقص ذراعين على اثنتي عشرة ذراعا، وأن يقر ما بعدها على الأصل، وأن ينقص من ذراع بعد الستة عشر ذراعا إصبعين.

ففعل ذلك وبناه بحلوان، فاجتمع له ما أراد من حال الإرجاف، وزال ما منه كان يخاف، بأن يجعل الاثنتي عشرة ذراعا أربع عشرة ذراعا؛ لأن كل ذراع أربعة وعشرون إصبعا، فجعلها ثمانية وعشرين من أولها إلى الأثنتي عشرة ذراعا، تكون مبلغ الزيادة على الاثنتي عشرة ثمانية وأربعين إصبعا؛ وهي الذراعان، وجعل الأربع عشرة ست عشرة والستة عشرة ثماني عشرة والثماني عشرة عشرين ذراعا، وهي المستقرة الآن.




_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 16, 2016 12:30 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
بارك الله فيكى - لاتزكر مصر الا ونشير دوما الى نيلها حماه الله من غدر الغادرين
جزاكى الله خيرا

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مصر وأمورها العجيبة وأحوالها الغريبة- انتظرونا في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 16, 2016 12:35 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
حامد الديب كتب:
بارك الله فيكى - لاتزكر مصر الا ونشير دوما الى نيلها حماه الله من غدر الغادرين
جزاكى الله خيرا


جزاكم الله خيرا كثيرا دكتور حامد وبارك الله في حضرتك

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 74 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط