اليوم الخامس:-
غزوة بدر الثانية ويقال لها يوم الفرقان لأن الله تعالى فرق فيه بين الحق والباطل,وهي أعظم المشاهد فضلا لمن شهدها وأحداثها تتلخص فيما يلي:-
سببها :_أن النبى صلى الله عليه وسلم سمع أن أبا سفيان بن حرب مقبل من الشام فى عير لقريش, فندب المسلمين للخروج وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها, فخفف بعضهم وثقل بعضهم لأنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا.
ولما علم أبا سفيان بذلك استأجر ضمضم بن عمرو الغفارى ليعلم أهل مكة مستصرخاً لهم إلى نصر عيرهم فجدع بعيره,ونهض على مكة وهتف بها واستنفر وهو يقول :يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة بأموالكم مع أبا سفيان قد عرض لها محمد, فخرج أكثر أهل مكة فى ذلك النفير,وتجهزوا للقاء المسلمين.
ولما أجمعوا المسير تبدى لهم عدو الله إبليس فى صورة سراقة بن مالك بن جعشم الكنانى, فقال أنا جارُ لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم,وكان بينهم وبين كنانة دماء.
وكانت إبل المسلمين يؤمئذ سبعين بعيراً يعتقبونها,وكان إذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا اركب يا رسول الله حتى نمشى عنك,فيقول:ما أنتما بأقوى منى على المشى وما أنا بأغنى عن الأجر منكما.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاه الخبر بمسير قريش استشار الناس,فقام المقداد الأسود فقال:_يا رسول الله امضى لما أمرك الله فنحن معك والله ما نقول لك كما قال قوم موسى لموسى (فاذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)سورة المائدة آية 24 , ولكن اذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون عن يمينك وشمالك وبين يديك ومن خلفك,فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له خيراً ودعا له.
وروى مسلم فى صحيحه عن أنس رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاور حين بلغه اقبال أبى سفيان ,وقال فتكلم سيدنا أبو بكر رضى الله عنه فأعرض عنه ثم تكلم سيدنا عمر رضى الله عنه فأعرض عنه,فقام سيدنا سعد بن عباده رضى الله عنه فقال إيانا تريد يا رسول الله؟والذى نفسى بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها,ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا,قال فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدراً,ووردت عليهم رواية قريش.
ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره أرسل إلى قريش إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجا الله فأرجعوا فأتاهم الخبر وهم بالجحفة,فقال أبو جهل بن هشام, والله لا نرجع حتى نرد بدراً - وكان بدر موسماً من مواسم العرب- فنقيم عليه ثلاثاً فننحر الجزر,ونطعم الطعام,ونسقى الخمر ,وتعزى علينا القيان,وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا ابداً بعدها.
ومضت قريش حتى نزلت بالعدوة القصوى من الوادى ,وبعث الله السماء بالمطر فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم,وكان على المسلمين طلاً طهرهم الله به وربط على قلوبهم ,وشربوا ,وتغشٌاهم النعاس فناموا آمنين حتى ترتاح أبدانهم,وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم الماء فسبقهم إليه حتى نزل أدنى ماء من بدر,فقال الخباب بن المنذر رضى الله عنه:يا رسول الله أرأيت هذا المنزل؟!أمنزلاً أنزلكه الله,وليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه0أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟فقال:بل هو الرأى والحرب والمكيدة,قال:يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتى أدنى ماء من القوم فننزله ثم ما و وراءه ثم نبنى حوضاً ثم نملأه ماء فنشرب ولا يشربون,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-لقد أثرت بالرأى.
وكان ذلك فى يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.
وخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومى,وكان رجلا شرساً سئ الخلق, فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه,أو لأموتن دونه,فلما خرج ذهب اليه سيدنا حمزة بن عبد المطلب,فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه,وهو دون الحوض ثم حبا إلى الحوض حتى يبر بقسمه فتبعه حمزة حتى قتله فى الحوض.
ثم خرج عتبه بن ربيعه ومعه أخوه شيبة ابن ربيعة وابنه الوليد بن عتبه فدعا عتبه إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار فقالوا ما لنا بكم حاجة ثم قالوا يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيده بن الحارث,وقم يا حمزة,وقم يا على فقاموا اليهم فلم يمهل حمزة شيبة أن قتله ولم يمهل الإمام على الوليد أن قتله,واختلف عبيده ,وعتبه بينهما ضربتين فأثبت كلاهما صاحبه,وكر حمزة وعلي على عتبه واحتملا صاحبهما,ولما جاؤا به رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرشه قدمه الشريفة.
وقال عبيدة بن الحارث رضي الله عنه : يا رسول الله لو أن أبا طالب حي لعلم أني أحق بقوله:
كذبتم وبيت الله نبزى محمداً: ولما نطاعن حوله ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله : ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أشهد أنك شهيد.
وروى مسلم فى صحيحه فى باب غزوة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض,قال يقول عمير بن الحمُام الأنصارى رضى الله عنه:-يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟قال نعم,قال:-قال بخ بخ!فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ,قال:-لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها,وقال فإنك من أهلها,فأخرج ثمرات من قرنه فجعل يأكل منهن,ثم قال:لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتى هذه إنها لحياة طويلة,قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل.
وأمد الله المسلمين بالملائكة يوم بدر فعن ابن عباس رضى الله عنه قال:-حدثنى رضى الله عنه قال:- لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف,وأصحابه ثلاثمائه وتسعة عشر رجلاً,فاستقبل نبى الله القبلة,ثم مدَ يديه فجعل يهتف بربه اللهم انجزلى ما وعدتنى,الهم آت ما وعدتنى,اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض,فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه,فأتاه أبو بكر رضى الله عنه فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه,ثم التزمه من ورائه,وقال يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك,فأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين)
قال أبو زميل :فحدثنى ابن عباس قال بينما رجلُ من المسلمين يومئذ يشتد عن أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربه بالسوط فوقه,وصوت الفارس يقول:-أقدم مهزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقياً فنظر إليه فإذا هو حطم أنفه وشق وجهه,كضربة السوط,فجاء الأنصارى فحدَث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة,فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.
والعجيب أنه فى الوقت الذى كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن ينصر دينه كان أبو جهل الجهول يدعو على نفسه وإخوانه , فعن ابن عباس قال لما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض قال أبو جهل :-اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا يعرف فأحن الغداة ,اللهم من كان أحب اليك وأرضى عندك فأنصره اليوم فكان هو المستفتح على نفسه,فأنزل الله تعالى(إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)سورة الأنفال آيه 19
وأما إبليس فلما رأى سيدنا جبريل عليه السلام والملائكة ولى مدبراً فقال له رجل يا سراقه ألست تزعم أنك جارُ لنا فقال إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب, فتشبث به الحارث بن هشام فضربه إبليس فى صدره وانطلق لا يلوى على شئ حتى سقط فى البحر ,ورفع يديه وقال يا رب موعدك الذى وعدتنى, اللهم إنى أسألك نظرتك إياى وخاف أن يخلص إليه القتل.
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء كفاً فرمى به المشركين,وقال شاهت الوجوه اللهم أرعب قلوبهم وزلزل أقدامهم, فأنهزم أعداء الله لا يلوون على شئ,وألقوا دروعهم والمسلمون يقتلون ويأسرون وما بقى منهم أحد إلا ملأت وجهه وعينيه ما يدرى أين يوجه والملائكة يقتلونهم, وفى ذلك يقول الله عز وجل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)سورة الأنفال آية 17 ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالدعاء بل نزل بنفسه وباشر القتال بجسده الشريفة جمعاً بين المقاتلين.
فعن علي رضي الله عنه قال: (( لما كان يوم بدر وحضر البأس أمنَّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتقينا به وكان أشد الناس بأساً يومئذ وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه))
وقاتل عكاشة بن محصن رضى الله عنه يوم بدر بسيفه حتى انقطع فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلاً من حطب وقال قاتل بهذا يا عكاشة, فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هزه فعاد سيفاً في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين.
ونصر الله المسلمين وهزم المشركين حين زالت الشمس من يوم الجمعة السابع عشر من رمضان.
عن أبى هريرة رضى الله عنه (أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة قبل يوم بدر سيهزم الجمع ويولون الدبر)وقال عمر بن الخطاب قلت يا رسول الله أى جمع يهزم؟فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آثارهم,وصلتا بالسيف وهو يقول سيهزم الجمع ,ويولون الدبر فعرفت تأويلها)رواه ابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه.
ثم إن نبى الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا فى طوىَ من أطواء بدر خبيث مُخبث.
وروى مسلم فى صحيحه عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثاً,ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام,يا أمية بن خلف,يا عتبه بن ربيعه,يا شيبه بن ربيعه,أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟فإنى قد وجدت ما وعدنى ربى حقاً, فسمع سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قول النبى صلى الله عليه وسلم فقال:- يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟قال :-والذى نفسى بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم,ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ,ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا فى قليب بدر.
تسمية من استشهد ببدر من المسلمين.
فائدة: هذه التسمية معرفة الحق لأهل الحق، وفضيلة السبق لأهل السبق، وحسن العهد وتجديد الذكر، والمسارعة إلى الدعاء لهم بالرضوان والغفران على اليقين.
عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وعمير بن أبي وقاص وكانت سنه فيما ذكروا يوم قتل ستة عشر أو سبعة عشر عاما، وعمير بن الحمام من بني سلمة من الأنصار، وسعد بن خيثمة بن بني عمرو بن عوف من الأوس، وذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي حليف بني زهرة وهو غير ذي اليدين ذاك سلمي اسمه خرباق وهو صاحب حديث السهو. ووهم فيه الزهري على جلالة قدره، لأنه بنى على أنه لقب واحد، واعتمد أبو العباس المبرد4 ذلك من كلام ابن شهاب فغلط، ويحقق ذلك أن ذا اليدين روى حديثه أبو هريرة وكان إسلام أبي هريرة بعد قتل ذي الشمالين بسنين عدة. ومبشر بن عبد المنذر الأنصاري من بني عمرو بن عوف، وعاقل بن البكير الليثي حليف بني عدي بن كعب، ومهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصفوان بن بيضاء الفهري، ويزيد بن الحارث الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، ورافع بن المعلى الأنصاري، وحارثة بن سراقة الأنصاري من بني النجار، وعوف ومعوذ ابنا عفراء. الجميع أربعة عشر رجلا: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار: ستة من الأوس واثنان من الخزرج.
تسمية من قتل ببدر من كفار قريش
وهم سبعون رجلا، منهم: حنظلة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب قتله زيد بن حارثة، وعبيدة بن سعيد بن العاص قتله الزبير، وأخوه العاص بن سعيد بن العاص قتله علي، وعتبة بن ربيعة قتله علي، وشيبة بن ربيعة قتله حمزة، والوليد بن عتبة بن ربيعة قتله عبيدة بن الحارث وقيل قتله علي وقيل اشترك علي وحمزة في قتل عتبة والوليد وشيبة. وعقبة بن أبي معيط قتله عاصم بن ثابت صبرا، وقيل: بل قتله علي صبرا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك، والحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف قتله علي، وطعيمة بن عدي بن نوفل قتله حمزة، وقيل: بل قتل صبرا، والأول أصح. وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، وابنه الحارث بن زمعة، وأخوه عقيل بن الأسود، وأبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد، ونوفل بن خويلد بن أسد، قتله علي، وقيل قتله الزبير. والنضر بن الحارث قتل صبرا بالصفراء، وعمير بن عثمان عم طلحة بن عبيد الله بن عثمان، وأبو جهل بن هشام اشترك في قتله معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود وجده وبه رمق فحز رأسه، وأخوه العاص بن هشام قتله عمر بن الخطاب وهو خاله. ومسعود بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة أخو خالد بن الوليد، وقيس بن الفاكه بن المغيرة، والسائب بن أبي السائب المخزومي وقد قيل لم يقتل السائب يومئذ بل أسلم بعد ذلك ومنبه ونبيه ابنا الحجاج بن عامر السهمي، والعاصي والحارث ابنا منبه بن الحجاج، وأمية بن خلف الجمحي، وابنه علي بن أمية. وسائر السبعين قد ذكرهم ابن إسحاق وغيره.
تسمية من أسر ببدر من كفار قريش .
وأسر مالك بن عبيد الله أخو طلحة فمات أسيرا، وأسر حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة. وأسر من بني مخزوم وحلفائهم يوم بدر أربعة وعشرون رجلا، ومن بني عبد شمس وحلفائهم اثنا عشر رجلا، منهم عمرو بن أبي سفيان بن صخر بن حرب، والحارث ابن أبي وجز بن أبي عمرو بن أمية، وأبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها.
وأسر من بني هاشم يومئذ العباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب. ومن بني المطلب بن عبد مناف السائب بن عبيد بن عبد يزيد والنعمان بن عمرو.
وأسر من سائر قريش عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وأبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير، والسائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد، والحارث بن عامر بن عثمان بن أسد، وخالد بن هاشم بن المغيرة المخزومي، وصيفي بن أبي رفاعة المخزومي، وأخوه أبو المنذر بن أبي رفاعة، والمطلب بن حنطب المخزومي.
وأسر خالد بن الأعلم الخزاعي، وقيل إنه عقيلي حليف لهم، وهو القائل: ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما وهو أول من فر يوم بدر فأدرك وأسر، وعثمان بن عبد شمس بن جابر المازني حليف لهم، وهو ابن عم عتبة بن غزوان، وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة، وأبو قيس بن الوليد أخو خالد بن الوليد، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وأبو عطاء عبد الله بن أبي السائب بن عابد المخزومي، وأبو وداعة بن صبيرة السهمي وهو أول أسير فدي منهم. وعبد الله بن أبي بن خلف الجمحي، وأخوه عمرو بن أبي، وأبو عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أهيب بن الجمحي، وسهيل بن عمرو العامري وعبد بن زمعة بن قيس العامري، وعبد الله بن حميد بن زهير الأسدي. فهؤلاء مشاهير من قتل ومشاهير من أسر. ولا يختلفون في أن القتلى يومئذ سبعون والأسرى سبعون في الجملة، وقد يختلفون في تفصيل ذلك.
عدد من شهد بدراً من المهاجرين : ستة وثمانون صحابياً.
عدد من شهد بدراً من الأوس: واحد وستون صحابياً.
عدد من شهد بدراً من الخزرج: مائة وسبعون صحابياً
وممن لم يشهد بدراً ولكن ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وآله سلم بسهامهم وأجورهم، فهم كمن شهدها إن شاء الله ساداتنا عثمان وطلحة وسعيد بن زيد رضي الله عنهم وأرضاهم.
وإلى هنا أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكون قد إنتهينا من الكلام عن هذه الغزوة العظيمة والتي تعتبر أعظم المشاهد فضلا لمن شهدها, وغداً بمشيئة الله موعدنا مع غزوة جديدة من غزوات سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
|