موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 41 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 08, 2016 12:17 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
molhma كتب:
النيل الخالد كتب:

عجبت لمن يقول ذكرت حبي -- وهل أنسى فأذكر ما نسيت
شربت الحب كأساً بعد كــــأس-- فما نفد الشراب ولا رويـت » .


جميل تسلم إيديك أختى الكريمة النيل الخالد أكرمكى الله و تسجيل متابعة


الله جزاكم الله خيرا من ذاق عرف ومن عرف أغترف .....ومن أغترف زاد ظمأه
أكرمكم الله اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب من وصل بحبه إلى حبك

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 08, 2016 10:55 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
جزاكم الله خيرا مروركم الطيب اخوتي الأفاضل ملهمة ، سكينة ، محمد محمود وكل عام وأنتم بخير ...
أبو بكر الشبلى
247 - 334 للهجرة
دلف بن جحدر، وقيل: ابن جعفر، الشبلى، نسبة إلى قرية من قرى اسروشنة، بلدة عظيمة وراء سمرقند، من بلا د ما وراء النهر.
كنيته أبو بكر، الخراساني الأصل، والبغدادي المولد والمنشأ. جليل القدر، مالكي المذهب عظيم الشأن.
صحب الجنيد وطبقته. ومجاهداته، في أول أمره، متواترة؛ يقال: أنه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم.
وكان يبالغ في تعظيم الشرع المكرم، وإذا دخل رمضان جد فيه الطاعات، ويقول: " هذا شهر عظمه ربى، فأنا أولى بتعظيمه " .
مات في ذي الحجة، سنة أربع وثلاثين وثلثمائة، عن سبع وثمانين سنة.
ومن كلامه: وقد سئل عن حديث )خير كسب المرء عمل يمينه(: " إذا كان الليل فخذ ماء، وتهيا للصلاة، وصلي ما شئت، ومد يدك، وسل الله، فذلك كسب يمينك " .
وسئل عن قوله تعالى: )لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا(، قال: " لو اطلعت على الكل لوليت منهم فرارا ألينا " .
قال، في معنى قوله تعالى: )قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم(، قال: " أبصار الرءوس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل " .
ولما حج عن التجريد، ورأى مكة، وقع مغشيا عليه، فلما افاق أنشد:
هذه دراهم وأنت محب ... ما بقاء الدموع في الآماق
وقديما هدت أفنية الدار ... وفيها مصارع العشاق
وقال القوال بين يديه ليلة شيئا، فصاح، فقيل له: " ما لك، من بين الجماعة، تتواجد، فقال:
لي سكرتان، وللندمان واحدة ... شئ خصصت به، من بينهم، وحدي
ووقع ذلك مرة أخرى، فأنشأ:
لو يسمعون، كما سمعت، حديثها ... خروا لعزة ركعا وسجودا
وكان الشبلى يوما حاضرا، فوقف عليه شخص ودعا، والشبلى ينظر إليه، فأنشأ:
أم الخيام فأنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائها
وحضر مرة فاجتمع الناس إليه، فسكت فسكتوا، ثم أنشأ
كفى حزنا بالواله الصب أن يرى ... منازل من يهوى معطلة صفرا
وكان يقول: " ليت شعري ما اسما عندهم يا علام الغيوب؟. وما أنت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب؟. وبم يختم عملي يا مقلب القلوب؟ " .
وسئل عن حديث: )إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية(: من هم أهل البلاء؟. قال: " أهل الغفلة عن الله " .
وقال له رجل: " ادع الله لي " ، فانشأ:
مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى الليل الغداة شفيع؟
وقيل له: " أراك جسيما بدينا، والمحبة تضنى؟ " ، فأنشأ:
احب قلبي، وما درى بدني ... ولو درى ما أقام في السمن
وكان كثيرا ما ينشد:
ولي فيك ... ياحسرتي حسرت تقظي حياتي وما تنقضي.

(1/34)

ويروي انه قال: " كنت يوما جالسا، فجرى بخاطري أني بخيل، فقلت: أنا بخيل؟! فقاومني خاطري، وقال: بلا!، انك بخيل!. فقلت: مهما فتح على اليوم، لأدفعنه إلى أول فقير يلقاني!. قال: بينا أنا أتفكر، إذ دخل على صاحب لمؤنس الخادم، ومعه خمسون دينارا، فقال: اجعل هذه في مصالحك " ، فأخذتها وخرجت. وإذا بفقير مكفوف، بين يدي مزين، يحلق رأسه، فتقدمت إليه، وناولته الصرة، فقال لي: أعطها للمزين " . فقلت: " أنها دنانير! " ، فقال: " أو ليس قد قلنا انك بخيل؟! " ، فناولتها للمزين: " من عاداتنا أن الفقير إذا جلس بين أيدينا لا نأخذ منه أجرا " . قال: فرميتها في دجلة فقلت: " ما أعزك أحد إلا أذله الله! " .
وقال: كنت في قافلة بالشام، فخرج الأعراب فأخذوها، وأميرهم جالس يعرضون عليه، فخرج جراب في لوز وسكر، فأكلوا منه إلا الأمير، فأنه لم يأكل؛ فقلت له: " لما تأكل؟! " ، قال: " أنا صائم! " . قلت " تقطع الطرق، وتأخذ الأموال، وتقتل النفس، وأنت صائم؟! " ، قال: " يا شيخ! اجعل للصلح موضعا " . فلما كان بعد حين، رأيته يطوف، وهو محرم، كالشن البالي، فقلت: " أنت ذاك الرجل؟! " . فقال: " ذلك الصوم بلغ بي إلى هذا " .
ورؤى الشبلي في جامع المدينة قد كثر الناس عليه في الرواق الوسطاني، وهو يقول: " رحم الله عبدا، ورحم والديه دعا لرجل كانت له بضاعة، وقد فقدها؛ وهو يسأل الله ردها! " والناس صموت. فخرق الحلقة غلام حدث، وقال: " من هو صاحب البضاعة؟ " ، الشبلي: " أنا! " قال: " فأيش كانت بضاعتك؟ " ، قال: " الصبر، وقد فقدته! " فبكى الناس بكائا عظيما " .
وللشبلي:
مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى ... دمعان في الأجفاني يستبقان
ما أنصفتني الحادثات! ... رمينني بمودعيني، وليس لي قلبان
وقيل ضاق صدره يوما ببغداد، فانحدر إلى البصرة، فلما ضاق صدره خرج لوقته، فلما قرب من دار الخليفة، إذا جار تغني بين يدي الخليفة:
أيا قادما من سفرة الهجر، مرحبا ... أنا ذاك، لا أنساك، ما هب الصبا
قدمت على قلبي، كما قد تركته ... كئيبا حزينا بالصبابة متعبا
فصاح صيحة، ووقعت الدجلة مغشيا عليه، فقال الخليفة: )ألحقوه واحملوه! " فحمل أليه، فقال له: " أمجنون أنت؟! " . قال: " يا أمير المؤمنين! كان من أمري كيت وكيت، فتحيرت في أمري " فبكى الخليفة لما رأى من حرقته.
وآخر يوما العصر، ونظر الشمس وقد نزلت للغروب، فقال: " الصلاة ياسادتي! " وقام فصلى، وانشأ يقول مداعبا وهو يضحك: " ما احسن من قال:
نسيت اليوم من عشقي صلاتي ... فلا ادري عشائي من غدائي
فذكرك ... سيدي أكلي وشربي ووجهك أن رأيت شفاء دائي
ورؤى يوما في عيد خارجا من المسجد، وهو يقول:
إذا ما كنت لي عيدا ... فما اصنع بالعيد؟
جرى حبك في قلبي ... كجري الماء في العود
وقال: " ما أحوج الناس إلى سكرة، تفنيهم عن ملاحظة أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم " وأنشأ يقول:
وتحسبني حيا وأني لميت ... وبعض من الهجر أن يبكي على بعض
وأنشد:
وأني وإياها لفي الحب صادق ... نموت بما نهوى جميعا، وما نبدي
وأنشد أيضا:
ومن أين لي أين؟ وأني كما ترى ... أعيش بلا قلب وأسعى بلا قصد
وروى انه كان يقول في أخر أيامه:
وكم من موضعا لو مت فيه ... لكنت نكالا في العشيرة!
وقال خير النساج: " كنا في المسجد، فجاء الشبلي - في سكره - فنظر ألينا، فلم يكلمنا وهجم على الجنيد في بيته، وهو جالس مع زوجته، وهي مكشوفة الرأس، فهمت أن تغطي رأسها، فقال لها الجنيد: " لا عليك!، ليس هو هناك! " فصفق على رأس الجنيد وأنشد يقول:
عودوني الوصال، والوصل عذب ... ورموني بالصد، والصد صعب
زعموا ... حين أيقنوا أن جرمي فرط حبي لهم، وما ذاك ذنب
لا! وحسن الخضوع عند التلاقي! ... ما عجزا من يحب إلا يحب!
قال: ثم ولى الشبلي خارجا، فضرب الجنيد على الأرض برجليه، قال: " هو ذاك يا أبا بكر، هو ذاك! " ، وخر مغشيا عليه.

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 09, 2016 11:48 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843

أبو الخير الأقطع
223 - 343 للهجرة
حماد بن عبد الله، الاقطع التيناتي أبو الخير. أحد مشايخ الصوفية2(، صحب كثيرا من جلة مشايخ الصوفية.
أصله من المغرب، وسكن التينات، قرية على أميال من المصيصة. وكان من العباد المشهورين، والزهاد المذكورين.
صحب أبا علد الله بن الجلاء، وسكن جبل لبنان، من نواحى دمشق.وكان ينسج الخوص بيديه، لا يدرى كيف ينسجه. وحكاية قطع يده طويلة مشهورة. وكانت السباع تأوى اليه، وتأنس به. ولم تزل ثغور الشام محفوظة أيام حياته، إلى ان مضى لسبيله.
مات سنة نيف وأربعين وثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.
ومن كلامه: " القلوب ظروف: فقلب مملوء ايمانا، فعلامته الشفقة على جميع المسلمين، والاهتمام بهم، ومعاونتهم على ما يعود صلاحه اليهم؛ وقلب مملوء نفاقا، فعلامته الحقد والغل، والغش والحسد " .

(1/31)

وقال: " من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مراء، ومن أحب أن يطلع الناس على حاله فهو مدع كذاب " .
وقال: " دخلت مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا، فتقدمت إلى القبر، فسلمت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى خليفته؛ وقلت: أنا ضيفك الليلة، يا رسول الله!. وتنحيت ونمت خلف المنبر. فرأيت رسول الله في المنام، والصديق عن يمينه، والفاروق عن شماله، وعلى بين يديه. فحركنى على، وقال لى: قم! قد جاء رسول الله!. فقمت اليه، وقبلت بين عينيه؛ فدفع إلى رغيفا، فأكلت نصفه، فأنتبهت فاذا في يدى نصفه " .
وقيل له: " أي شئ أعجب ما رأيت؟ " . قال: " رأيت عبدا أسود، في جامع طرسوس، أدخل رأسه في مرقعته، وخطر في قلبه الحرم، فأخرج رأسه وهو في الحرم " .
وقال أبو الحسين القرافي: " زرت أبا الخير، فلما ودعته خرج معي من باب المسجد، وقال: " أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوما، ولكن احمل معم هاتين التفاحتين! " . فأخذتهما فوضعتهما في جيبي وسرت فلم بفتح لى بشيء ثلاثة أيام، فأخرجت واحدة منها فأكلتها؛ ثم أردت أن اخرج الثانية فإذا هما في جيبي، فكنت آكل منهما ويعودان، إلى ان وصلت باب الموصل فقلت في نفسي: أنهما يفسدان على توكلي إذا صارتا معلوما لي. فأخرجتهما من جيبى ثمرة؛ فاذا فقير ملفوف بعباءة يقول: أشتهى تفاحة!. فناولتهما اليه. فلما عبرت وقع لي أن الشيخ بعثهما أليه وكنت في رفقة في الطريق فانصرفت، فلما كان الغد رجعت أليه فلم أجده " .
وقال أبو الحسن القرافي: " كنت ماضيا لأبى الخير أزوره، فلقيت أنسانا بغداديا، فقال لي: " إلى أين؟ " ، قلت: " أزور الشيخ! " ، قال: " أنا ندخل أليه، فيقدم لنا الخبز واللبن، وأنا صفراوى! " . فدخلنا عليه، وقدم لى خبزا ولبنا، ولرفيقى رمانا حلوا وحامضا، وقال: " كل هذا! " .
ثم قال لي: " من أين صحبت هذا، فانه يدعى؟! " . وما كنت سمعت منه شيئا، فلما أن كان بعد عشر سنين رأيته بتنيس - وهو تاجر - وإذا به معتزلي محض " .
وروى عن ابرهيم الرقى قال: " قصدته مسلما، فصلى المغرب، ولم يقرأ الفاتحة مستويا، فقلت في نفسي: " ضاعت سفرتي! " . فلما سلمت خرجت للطهارة، فقصدني السبع، فعدت أليه، وقلت: " أن الأسد قصدني! " فخرج وصاح على الأسد، وقال: " ألم أقل لك: لا تتعرض لأضيافي؟!: فتنحي وتطهرت. فلما رجعت قال: " اشتغلتم بتقويم الظواهر فخفتم الأسد، واشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد! " .
وروى أنه كان أسود، وفي لسانه عجمة الحبش، وقصده بعض البغداديين - من أهل السان - ليمتحنه، ومعه تلامذة له، وأعلمهم أنه لا يحسن شيئا، فدخل عليه، وحوله أصحابه، فسلم عليه وقال: " أيها الشيخ! مسألة؟! " . فقال: " ليس هذا موضع مسألتك، ولكن أجلس حتى يخلو الموضع " . فلما خلا أخذ بيد البغدادي، وأدخله إلى مسجد يأوي أليه للخلوة، في وسط الأجمة، فأجلسه في المسجد، وقام هو يركع، فإذا هو بصياح الأسد من كل جانب، فارتعد البغدادي واصفر لونه، فسلم أبو الخير وقال: " هات مسألتك! " فغشى عليه، فحمله أبو الخير على ظهره، ورده إلى أصحابه، وقال: " خذوا شيخكم! " ، فلما أفاق هرب من عنده خفية " .
ومن إنشاداته:
أنحل الحب قلبه والحنين ... ومحاه الهوى فما يستبين
ما تراه الظنون إلا ظنونا ... وهو أخفي من أن تراه العيون
ولأبي الخير ولد اسمه عيسى، كان صالحا أيضا. طلب من والده الخبز، وكان صبيا فقال: أيما أحب إليك: أعطيك الخبز، وتكون عند السبع؟ أو تكون عندي بلا خبز؟ " قال، فقلت في نفسي: " هو والد، ولا تطيب نفسه أن يتركني مع السبع! " فقلت: " أعطني الخبز، واحبسني حيث شئت! " فأعطاني الخبز، فلما أكلت، قال لي: " قم! " ، قلت: " ترى يحملني إلى السبع؟! " فقمت معه، فدخل الغابة، وأنا خلفه؛ وإذا بسبعين، فلما أبصرا به قاما، فقال لى: " اجلس! " ، فجلست، ومضى هو، وريض السبعان، فكنت أرجف من الخوف، ثم سكنت وقلت: " لو أراد بى أمرا لكانا قد فعلا " ثم خطر لي أنه ولهما بحفظي، فبقيت إلى قريب المغرب هناك، فلما جاء قرب العشاء جاء والدى، فلما بصرا به قاما؛ فأخذ بيدي وأخرجني، وخرج كل واحد منهما إلى جانب " .

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 10, 2016 10:31 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
خير النساج
202 - 222 للهجرة

(1/32)

خير بن عبد الله النساج، أبو الحسن. من " سر من رأى " ، ونزل بغداد، وصحب أبا حمزة البغدادى، ولقى سريا السقطي. وكان من أقران النوري. وعمر طويلا، وصحب الجنيد، وابن عطاء. وتاب في مجلسه ابرهيم الخواص والشبلي، وكان أستاذ الجماعة.
مات سنة اثنتين وعشرين مثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.
من كلامه: الخوف سوط الله، يقوم به أنفسا قد تعلمت سوء الأدب؛ فمتى أساءت الجوارح الأدب فهو من غفلة القلب وظلمة السر " .
قال جعفر الخلدي: سألت خيرا النساج: " أكان النسج حرفتك؟ " قال: " لا! " قلت: " فمن اين سميت به؟! " قال: " عاهدت الله ألا آكل الرطب أبدا، فغلبتني نفسي يوما، فأخذت نصف رطل، فلما أكلت واحدة، إذا رجل نظر إلى وقال: " يا خير! يا آبق! هربت منى؟! " . وكان له غلام اسمه خير، قد هرب منه، فوقع على شبهه. فاجتمع الناس فقالوا: " والله! هذا غلامك خير! " . فبقيت متحيرا، وعلمت بما أخذت، وعرفت جنايتي. فحملني إلى حانوته، الذي كان ينسج فيه غلمانه، فقالوا: " يا عبد السوء! تهرب من مولاك!. ادخل واعمل عملك الذي كنت تعمل " . وأمرني بنسج الكرباس. فدليت رجلي على أن أعمل، فكأني كنت أعمل من سنين. فبقيت معه أربعة أشهر أنسج له، فقمت ليلة فتوضأت وقمت إلى صلاة الغداة، فسجدت وقلت في سجودي: " إلهي! لا أعود إلى ما فعلت! " . فأصبحت فإذا الشبه قد ذهب عنى، وعدت إلى صورتي التي كنت عليها، فأطلقت، فثبت على هذا الاسم " .
وكان يقول: " لا أغير اسما سماني به رجل مسلم " .
وقال عيسى بن محمد؛ سمعت أبا الحسن خيرا النساج يقول: " تقدم إلى شاب من البغاددة، وقد انطبقت يده، فقلت له: " مالك؟! " فقال: " جلست اليك، فحللت عقدة من طرف إزارك، فأخذت منه درهما، فجفت يدي " . فقلت: " كيف فعلت به؟ " ، قال خير: - وكنت قد بعت به لأهلى غزلا - فمسحت يده بيدي، فردها الله عليه، وناولته الدرهم، قلت: " اشتر به شيئا ولا تعد " .
وقال أبو الحسين المالكي: " كنت أصحب خيرا النساج عدة سنين، فقال لي، قبل موته بثمانية أيام: " أنا أموت يوم الخميس، وقت المغرب، وأدفن يوم الجمعة، قبل الصلاة، وستنسى هذا، فلا تنسى! " ، قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من أخبرني بموته، فخرجت لأحضر الجنازة قبل الصلاة كما قال " .
وحكى غيره أنه غشى عليه عند المغرب، ثم أفاق ونظر إلى ناحية من باب البيت، فقال: " قف! عافاك الله! فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتنى، فدعنى أمضى لما أمرت به " . ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه، وتشهد ومات " .
رضى الله عنه، ورحمة الله عليه.

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 10, 2016 3:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 11, 2016 11:00 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
فراج يعقوب كتب:
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم


أكرمك الله شيخنا الفاضل فراج يعقوب ، وكل عام وأنتم بألف خير ....

ذو النون المصري
157 - 245 للهجرة
ذو النون بن ابرهيم المصري الاخميني، ابو الفيض احد ارجال الحقيقة. قيل: اسمه ثوبان، وقيل: الفيض، وقيل: ذو النون لقبه، واشتهر بذلك. وقد ذكره في حرف الذال ابن عساكر وغيره.
وكان احد العلماء الورعين في وقته، نحيفا، تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية، وكان ابوه نوبيا، فيما قيل.
سئل عن سبب توبته، فقال: - خرجت من صمر إلى بعض القرى، فنمت في الطريق، في بعض الصحاري. ففتحت عيني، فإذا انا بقنبرة عمياء، سقطت من وكرها على الارض، فأنشقت الارض، فأنخرجت منها سكر جتان: واحدة ذهب والاخرى فضة، في احداهما سمسم، وفي الاخرى ماء، فجعلت تأكل من هذا، وتشرب من هذا، فقلت: حسبي، قد تبت. ولزمت الباب إلى ان قبلت " .
مات يوم الاثنين، سنة خمس، وقيل: ست واربعين ومائتين، ودفن بالقرافة الصخرى. وعلى قبره مشهد مبني، عليه جلالة، ومعه قبور جماعة من الاولياء.
ومن كلامه: سقم الجسد في الاوجاع، وسقم القلوب في الذنوب. فكما لا يجد الجسد لذة في الطعام عند سقمه، كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع ذنبه " .
وقال: " من لم يعرف حق النعم سلبها من حيث لا يعلم " .
وقال: " الانس بالله من صفاء القلب مع الله " .
وقال: " الصدق سيف الله في ارضه، ما وضع على شيء الا قطعه " .
وسئل عن التوبه، فقال: " توبة العوام من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة " .
وقال: " ثلاثة موجودة، وثلاثة مفقودة: العلم موجود، والعمل به مفقود؛ والعمل موجود، والاخلاص فيه مفقود؛ والحب موجود، والصدق فيه مفقود " .
وقال: قال الله: " من كان لي مطيعا كنت له وليا، فليثق بي، وليحكم علي، فوعزتي لو سألني زوال الدنيا لازلتها عنه " .
وقال: " لم ار شيئا ابعث لطلب الاخلاص من الوحدة.
لانه اذا خلا لم ير غير الله، فاذا لم ير غيره لم يحركه الا حكم الله. ومن احب الخلوة فقد تعلق بعمود الاخلاص، واستمسك بركن كبير من اركان الصدق " .
وقيل له: " هل للعبد إلى اصلاح نفسه من سبيل؟: فقال:
قد بقينا مذ بذ بين حيارى ... نطلب الصدق ما اليه سبي
فدواعي الهوى تخف علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل
وقال: " ما اكلت طعام امرئ بخيل ولا منان الا وجدت ثقله على فؤادي اربعين صباحا " .
وحكى ان رجلا صالحا صحبه مدة، وخدمه سنين، ثم قال له: " انت تعلم صلاحي وامانتي، احبك ان تعلمني اسم الله الاعظم، فأنه بلغني انك تعرفه. فسكت عنه مدة، وأوهمه انه سيعلمه، ثم أخذ يوما طبقا، وجعلى فيه فأرة حية، وغطاه وشده في مئزر، وقال له: " اتعرف صاحبنا الذي بالجيزة، بالمكان الفلاني؟ " . قال: " نعم " ، قال: " فاوصل اليه هذه الامانة " . فأخذه ومضى، فوجده خفيفا، فرفع الغطاء، فهربت الفآرة، فأزداد غيظا، فقال: " يسخر بي؟؟. يحملني فأرة هدية؟؟ " . قال: فلما رآني علم ما في نفسي، فقال: " يا مسكين أئتمنتك على فآرة فلم تؤديها، فكيف آتمنك على اسم الله الاعظم؟؟ز اذهب فلست تصلح له " .
وسئل: لما صير الموقف بالحل دون الحرم؟ " . فقال: " لان الكعبة بيت الله، والحرم حجابه، والمشعر الحرام بابه. فلم ان وصل الوافدون اوقفهم بالحجاب الثاني، وهو مزدلفة، فلم نظر إلى تضرعهم امرهم بتقريب قربانهم؛ فلما قربوه وقضوا تفثهم، وتطهروا من ذنوبهم، التي كانت لهم حجابا من دونه، امرهم بالزيارة على الطهارة.
وانما كره صيام التشريق، لان القوم زوار الله، وهم في ضيافته، ولا ينبغي لضيف ان يصوم عند من اضافه الا باذنه " .
وقال اسحاق بن ابرهيم السرخسي، سمعت ذا النون - وفي يده الغل، وفي رجليه القيد - وهو يساق إلى " المطبق " ، والناس يبكون حوله، وهو يقول: " هذا من مواهب الله ومن عطاياه، وكل عذب حسن طيب " . ثم انشأ يقول:
لك من قلبي المكان المصون ... كل لوم علي فيك يهون

(1/37)

لك عزم بأن اكون قتيلا ... فالصبر عنك ما لا يكون
ولما مرض مرضه الذي مات فيه، قيل له: " مات تشتهي؟؟ " قال: " ان اعرفه قبل موتي بلحظة.؟ " .
وقيل له عند النزع " اوصنا " ، فقال: " لا تشغلوني فأني متعجب من سر لطفه " .
قال فتح بن شخرف: " دخلت عليه عند موته، فقلت له: كيف تجدك؟ فقال:
اموت وما ماتت اليك صبابتي ... ولا قضيت من صدق حبك اوطاري
مناي المنى، كل المنى، انت لي منى ... وانت الغني، كل الغني، عند أفقاري
وانت مدى سؤلي، وغاية رغبتي ... وموضع امالي ومكنون إضماري
تحمل قلبي فيك ما لا ابثه ... وان طال سقمي فيك او طال اضراري
وبين ضلوعي منك مالك قد بدا ... ولن يبد باديه لاهل ولا جاري
وبي منك في الاحشاء داء مخامر ... وقد هد من الركن وانبت اسراري
الست دليل الركب اذ هم تحيروا ... ومنقذ من اشفى على جرف هار؟
انرت الهدى للمهتدين ولم يكن ... من النور في ايديهم عشر معشار
وعلمتهم علما فباتوأ بنوره ... وبان لهم منهم معلموا اسرار
مهامه للغيب حتى كأنها ... لما غاب عنه منه حاضرة الدار
وابصارهم محجوبة وقلوبهم ... تراك اوهام حديدات ابصار
ومن اصحابه احمد الخراز، واحمد الجلاء، سلفا.
و منهم اخوه زرقان بن محمد، ولعها اخوة مؤاخاة لا نسب، كما قال السلمي.
من اقرانه، وجلة رفقائه، صاحب سياحة. كان بجبل لبنان، من ساحل دمشق.
حكى عنه بن يوسف بن الحسين الرازي، قال: " بينا انا في جبل لبنان ادور، اذ بصرت بزرقان اخي ذو النون، جالسا على عين ماء عند العصر، وعليه زرمانقة شعر، فسلمت عليه، وجلست من ورائه، فألتفت الي، وقال: " ما حاجتك؟ " . قلت: " بيتين من شعر، سمعتها من اخيل ذو النون، اعرضهمنا عليك، فقال: " قل " ، فقلت: " سمعت ذا النون يقول:
قد بقينا مذبذبين حيارى ... حسبنا ربنا ونعم الوكيل
فدواعي الهوى تخف علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل
فقال زرقان: لكني اقول:
قد بقينا مدلهين حيارى ... حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حيث ما الفور كان ذلك منا واليه في كل امر نميل فعرضت اقوالهم على طاهر المقدسي، فقال: " رحم الله ذا النون؟ رجع إلى نفسه فقال ما قال، ورجع زرقان إلى ربه فقال ما قال " .
ومن اقرانه سعيد بن يزيد النباجي، ابو عبد الله. احد الصلاحاء، حكى عن الفضيل بن عياض، وعنه ابن ابي الحواري تلميذه. وله كلام حسن في المعرفة وغيرها. ومن كلامه: " اصل العبادة في ثلاثة اشياء: لا يرد من احكامه شيئا، ولا يدخر عنه شيئا، ولا يمسك تسأل غيره حاجة " .
وقال: " ما التنعم إلا في الإخلاص، ولا قرة العين الا في التقوى، ولا الراحة الا في التسليم " .
وقال: " من خطرت الدنيا بباله لغير القيام بأمر الله حجب عن الله " .
وقال: " إن احببتم ان تكونوا ابدالا فأحبوا ما شاء الله، ومن احب ما شاء الله لم تنزل به مقادير الله وأحكامه شيئا إلا احبه " .
وصلى بأهص طرسوس الغداة، فوقع النقير وصاحوا، فلم يخفف الصلاة، فلما فرغوا قالوا: " أنت جاسوس! " قال: " وكيف ذاك؟! " فقالوا: " صاح النقير ولم تخفف " . فقال: " إنما سميت صلاة لانها اتصال بالله تعإلى، وما حسبت أن أحدا يكون في الصلاة، فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله به " .
وروى عنه انه قال: " أصابني ضيقة وشدة، فبت وأنا اتفكر في المصير إلى بعض إخواني، فسمعت قائلا يقول في النوم لي: " أيجمل بالحر المريد، إذ وجد عند الله ما يري، أن يميل بقلبه إلى العبيد؟! " . فأنتبهت وأنا من أغنى الناس " .
ومن أصحابه عمر بن سنان المنبجي ابو بكر، من قدماء مشايخ الشام، وصحب ابرهيم الخواص ايضا.
ومن كلامه: " من لم يتأدب بأستاذ فهو بطال " .
وقال: " لما أقبل ذو النون منبج استقبله الناس فخرجت فيهم وأنا صبي، فوقفت على القنطرة، فلما رأيته اقبل، وحوله قوم من الصوفية، وعليهم المرقعات. ازدريته. فنظر إلى شزرا، وقال: " ياغلام! إن القلوب إذا بعدت عن الله مقتت القائمين بأمر الله " . فأرعدت مكاني، فنظر إلى ورحمني، وقال: " لن تراع ياغلام! رزقك الله علم الرواية، وألهمك علم الدراية والرعاية "
ومن اصحابه ايضا وليد السقاء، ابو إسحاق.

(1/38)

دخل عليه ابو عبد الله الرازي، وقال: " كان في نفسي أن أسأله عن الفقر، فقال: " لا يستحق أحد اسم الفقر حتى يستيقن انه لا يرد القيامة احد افقر إلى الله منه " .
وروى عنه انهقال: " قدم إلى بعض اصحابنا لبن، قال: فقلت: " ذا يضرني! " . فلما كان يوم من الايام دعوت الله عين " ، فمسعت هاتفا يهتف بي ويقول: " ولا يوم اللبن؟! " .
مات سنة عشرين وثلثمائة.

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 12, 2016 12:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
رويم بن احمد البغدادي
؟ - 303 للهجرة
رويم بن أحمد البغدادي، القاضي ابو محمد. من جلة المشايخ، مقرئ، فقيه، كبير الشأن.
مات ببغداد سنة ثلاث وثلثمائة.
ومن كلامه: " الفقر له حرمه، وحرمته ستر " ، وإخفاؤه، والغيرة عليه، والظن به. فمن كشفه وأظهره وبدله فليس هو من أهله ولا كرامة " .
وقال: " الصبر ترك الشكوى، والرضا استلذاذ البلوى، والتوكل إسقاط رؤية الوسائط " .
وسئل عن المحبة، فقال: " الموافقة في جميع الأحوال " . وأنشد:
ولو قيل مت! مت سمعا وطاعة ... وقلت لداعي الموت: أهلا ومرحبا
وسئل عن مواجيد الصوفية عند السماع، فقال: " يشهدون المعاني التي تعزب عن غيرهم، فتشير: إلى! إلى!، فيتنعمون بذلك الفرح، ثم يقع الحجاب، فيعود ذلك الفرح بكاء؛ فمنهم من يخرق ثيابه، ومنهم من يصيح، ومنهم من يبكي، كل إنسان على قدره " .
وقال: " إذا وهبك الله مقالا وفعالا؛ فأخذ منك المقال، وابقى عليك الفعال فلا تبال، فإنها نعمة. وإذا أخذ منك الفعال، وترك عليك المقال فتح، فإنها مصيبة. وإن اخذ منك الفعال والمقال فأعلم انها نقمة " .
وقال: " أجتزت ببغداد وقت الهاجرة، في بعض السكك، وانا عطشان. فأستقيت من دار، ففتحت صبية الباب ومعها كوز، فلما راتني قالت: " صوفي يشرب بالنهار؟! " فما افطرت بعد ذلك " .
وقال ابو عبد الله بن خفيف: " لما دخلت بغداد قصدت رويما، وكان قد تولى القضاء، فلما دخلت عليه رحب بي وادناني، وقال لي: " من اين انت؟ " قلت: " من فارس " فقال: " من صحبت " قلت: " جعفر الحذاء " . فقال: " ما يقول الصوفية في! " قلت: " لا شيء " قال: " بل يقولون: إنه رجع إلى الدنيا " . فينما هو يحدثني إذ جاء طفل، فقعد في حجره، فقال: " لو كنت ارى فيهم - يعني الصوفية - من يكفيني مئونة هذا الطفل لما تعلقت بهذا الامر، ولا بشيء من اسباب الدنيا. ولكن شغل قلبي بهذا اوقعني فيما انا فيه " .
" قف على البساط، وإياك والانبساط، واصبر على ضرب السياط، حتى تجوز الصراط " . وأنشد في المعنى للشافعي:
صبرا جميل! ما أسرع الفرجا ... من صدق الله في الامور نجا
من خشي الله لم ينله أذى ... ومن رجا الله كان حيث رجا
ومن اصحابه ابو محمد عبد الله بن محمد الرازي الشعراني، وصحب ايضا الجنيد وغيره. وهو من جلة اصحاب ابي عثمان. حدث وكتب. ومات سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة.
ومن كلامه: دلائل المعرفة العلم. والعمل بالعلم. والخوف على العمل " .

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 12, 2016 3:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 2991
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
اللهم انفعنا بالصالحين والدارويش وأهل الله وارزقنا محبتهم وهب لنا قطرة من شرابهم والتحلي با اخلاقهم وآدابهم والفوز بخدمتهم مايبلغنا سعادة الدارين
اللهم آمين


النيل الخالد كتب:

أبو الخير الأقطع
223 - 343 للهجرة
حماد بن عبد الله، الاقطع التيناتي أبو الخير. أحد مشايخ الصوفيةولم تزل ثغور الشام محفوظة أيام حياته، إلى ان مضى لسبيله.
مات سنة نيف وأربعين وثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.
ومن كلامه: " القلوب ظروف: فقلب مملوء ايمانا، فعلامته الشفقة على جميع المسلمين، والاهتمام بهم، ومعاونتهم على ما يعود صلاحه اليهم؛ وقلب مملوء نفاقا، فعلامته الحقد والغل، والغش والحسد " .


وقال: " دخلت مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنا بفاقة، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا، فتقدمت إلى القبر، فسلمت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى خليفته؛ وقلت: أنا ضيفك الليلة، يا رسول الله!. وتنحيت ونمت خلف المنبر. فرأيت رسول الله في المنام، والصديق عن يمينه، والفاروق عن شماله، وعلى بين يديه. فحركنى على، وقال لى: قم! قد جاء رسول الله!. فقمت اليه، وقبلت بين عينيه؛ فدفع إلى رغيفا، فأكلت نصفه، فأنتبهت فاذا في يدى نصفه " .



ما أحوجنا في هذا الزمان الى رجال أهل الله رضي الله عنهم وارضاهم

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 13, 2016 11:59 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843

أكرمك الله اخي الفاضل عاشق أهل البيت ،
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ...

شهاب الدين السهروردى
539 - 632 للهجرة

(1/43)

عمر بن محمد بن عمويه السهروردى - بضم السين - نسبة إلى سهرورد، بليدة عند زنجان، من عراق العجم، أبو عبد الله. أحد السادات، الجامع بين الحقيقة والشريعة، والورع والرياضة والتسليك.
ولد بسهرورد، وقدم بغداد في صباه. وصحب عنه الشيخ أبا النجيب، وغيره من المشايخ، وعليه تخرج. وحصل من العلم ما لا بد منه، ثم انقطع وخلا، واشتغل بإدامة الصيام والقيام، والتلاوة والذكر.
ثم وعظ عند كبر سنه، في مدرسة عمه، على شاطئ دجلة. وكان يتكلم على الناس بكلام مفيد، من غير تزويق، ويحضر مجلسه خلق. وحصل له قبول تام، وقصد من الأفاق، واشتهر اسمه، وتاب على يده خلق كثير، وصار له أتباع كالنجوم.
وانشد يوما:
لا تسقني وحدي! فما عودتني ... أنى أشح بها على جلاسي
أنت الكريم! ولا يليق تكرما ... أن يعتر الندماء دور الكاس
فتواجد الناس لذلك، وقطعت شعور كثيرة، ومات جمع.
وكان كثير الحج، وربما جاور في بعضها؛ وله تواليف حسنة، منها " عوارف المعارف " . وأملى في الرد على الفلاسفة. وله غرائب في خلواته.
وكان يستفتى في الأحوال. كتب أليه بعضهم: " يا سيدي!. إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عمات داخلني العجب، فأيهما أولى؟ " . فكتب: " اعمل واستغفر الله من العجب " .
ومن شعره:
تصرمت وحشة الليالي ... وأقبلت دولة الوصال
وصار بالوصل لى حسودا ... من كان في هجركم دنا لي
وحقكم!. بعد إذ حصلتم ... بكل ما فات لا أبالي
على ما للورى حرام ... وحبكم في الحشا حلالي
أحييتموني، وكنت ميتا ... وما بعتمونى بعد غالي
تقاصرت دونكم قلوب ... فيا له موردا حلالي!
تشربت أعظمى هواكم ... فما لغير الهوى ومالي؟!
فما على عادم أجاجا ... وعنده أعين الزلال؟!
وكان مليح الخلق والخلق، متواضعا جامعا للمكارم. ما للمال عند قدر، لو حصل منه ألوف فرقها. ومات ولم يخلف كفنا، ولا شيئا من أسباب الدنيا.
ومن شعره:
ربيع الحمى ... مذ حللتم معشب نضر ومن أهابه يزهو بها النظر
لا كان وادي الغضا لا تنزلون به ... ولا الحمى سح في أرجائه مطر
ولا الرياح، وإن رقت نسائمها ... إن لم تفد نشركم لا ضمها سحر
ولا خلت مهجتى تشكو رسيس جوى ... حر قلبي برياحبكم عطر
ولا رقأت عبرتي حتى تكون لمن ... ذاق الهوى وضنى،في عبرتي عبر
أضر في آخر عمره، وأقعد، وما أخل بأوراده، وحضور الجامع في المحفة، والحج كذلك، إلى أن دخل في عشر المئة، وعجز وضعف، فانقطع في منزله إلى أن مات، سنة اثنتين وستمائة، ببغداد. وصلى عليه بجامع القصر، وحمل إلى الوردية، فدفن في تربة هناك.
ومن أعظم أصحابه رشيد الدين الفرغاني. قال الشيخ عنه: " كل أصحابنا في قبضتنا، وهو في قبضته " .

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 14, 2016 1:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
سهل بن عبد الله التستري
سهل بن عبد الله التستري، أبو محمد. صاحب كرامات، لقي ذا النون وكان له اجتهاد ورياضات، وهو ورع.
سكن البصرة زمأنا، وعبادان مدة. وكان سبب سلوكه خاله محمد بن سوار. وروى انه قال: " قال لي خالي يوما: يا سهل! إلا تذكر الله الذي خلقك؟! " . قلت: " فكيف أذكره؟ قال: - عند تقلبك في فراشك - ، ثلاث مرات، من غير ان تحرك به لسانك: " الله معي!، الله ناظر الي!، الله شاهدي! " فقلت ذلك، ثم أعلمته فقال: قلها - كل ليلة - إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: " احفظ ما علمتك، ودم عليه، إلى إن تدخل القبر. فإنه ينفعل في الدنيا وإلاخرة " . فلم أزل على ذلك سنسن، فوجدت له حلاوة في سري.
ثم قال لى خالي يوما: " يا سهل! من كان الله معه، وهو ناظر اليه، وشاهده، يعصيه؟!. إياك والمعصية " . فكان ذلك اول أمره.
وروى أن عمره كان إذ ذاك ثلاث سنين ما فوقها.
مات سنة ثلاث وثمانين، وقيل: - ثلاث وسبعين - ومائتين. وأظنه توفي بتستر.
ومن كلامه: " آية الفقير ثلاثة أشياء: حفظ سره، وأداء فرضه، وصيانة فقره " .

(1/39)

وسئل عن السماع، فقال. " علم استأثر الله تعالى به، ولا يعلم حقيقته إلا هو " .
وقال له رجل " أريد إن أصحبك " فقال سهل: " فإن مات أحدنا فمن يصحب الثاني؟ " . قال: " يرجع إلى الله تعالى " ، قال: " فلتفعل إلان ما نفعله غدا " .
ودخل عليه بعض أصحابه يوما، فرآه مهموما، فقال له الشيخ: " أراك مشغول القلب! " ، قال: " كنت بإلامس بالجامع، فوقف على شاب فقال: " أيها الشيخ!، أيعلم العبد ان الله تعالى قد قبله؟ " فقلت: " لا يعلم " . قال: " بلى!، يعلم " فقلت: " لا يعلم " فقال لي ثانيا: " بلى! يعلم " ثم قال: " إذا رأيت
الله قد عصمني من كل معصية ووفقني لكل طاعة علمت إن الله قد قبلني " .
وروى انه اسلم على يد خلق، وكان له جار مجوسي، فلما احتضر سهل استدعاه، وقال له: " ادخل ذلك البيت وانظر ما فيه " فدخل، فإذا جفنه موضوعة تحت حش لدار المجوسي، قد أنفتح إلى دار سها، فخرج فقال: " يا شيخ! ما هذا؟! " قال " اعلم انه - منذ سنة - انفتح كنيف دارك إلى داري، وأنا كل يوم أضع تحته آنية كما رأيت، فتمتلئ نهارا، فإذا كان الليل اخذتها، فرميت ما فيها وأعدتها، ولولا أني مفارق، ولست اطمع أن تتسع أخلاق غيري لك، ما أعلمتك " . فبكى المجوسي، وقال: " والله! ما كان حسن الخلق، ورعاية الحال، في دين إلا زانه. ويلي!، أنت تعاملني هذه المعاملة، وتموت وأنا على ضلالي القديم!، اشهد إلا اله إلا الله، واشهد ان محمدا رسول الله؛ وداري هذه وقف على الفقراء! " .
وقال أحمد بن محمد بن احمد البصري: خدم أبي سهل بن عبد الله سنينا، فقال لي: " ما رايته يتغير عند سماع شيء كان يسمعه، من القرآن والذكر وغيرهما. قال: فلما كان في أخر عمره قرئ بين يديه: )فاليوم لا يؤخذ منكم فدية( فرايته قد تغير وارتعد، حتى كاد يسقط، فلما أفاق سألته إن ذلك، فقال: " يا حبيبي! ضعفنا! " .
ومن أصحابه: أبو عبد الله محمد بن احمد بن سالم البصري، وهو راوية كلامه. له جد واجتهاد وله بالبصرة أصحاب ينتمون أليه، وإلى ولده أبي الحسن على بن سهل.
ومن كلامه: " من صبر على مخالفة نفسه أوصله الله إلى مقام انسه "

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 15, 2016 11:42 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
يحيى بن معاذ الرازي
؟ - 258 للهجرة
يحيى بن معاذ الرازي الواعظ أبو زكريا، أحد الأوتاد. وكان أوحد وقته في فنه.

(1/54)

مات سنة ثمان وخمسين ومائتين. وقبره بنيسابور يستسقى به، ويتبرك بزيارته. وكانوا ثلاثة اخوة: يحيى، وسماعيل، وابرهيم، وكلهم زهاد.
ومن كلامه: " لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه، ويوم حشره ميزانه " وقال: " كيف يكون زاهدا من لا ورع له؟!.تورع عما ليس لك، ثم ازهد فيما لك " .
وقال: " من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء " .
وقال: " ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال: ان لم تنفعه فلا تضره، وان لم تسره فلا تغمه، وان لم تمدحه فلا تذمه " .
وقال: " الزهد ثلاثة أشياء: الخلوة، والقلة، والجوع " .
وقال: " أولياؤه أسراء نعمه، وأصفياؤه رهائن كرمه، وأحباؤه عبيد مننه.فهم أسراء نعم لا يطلقون، ورهائن كرم لا يفكون، وعبيد منن لا يطلقون " .
وقال: " الصبر على الخلوة من علامة الأخلاص " .
وقال: " بئس الصديق صديقا يحتاج أن يقال له: " اذكرني في دعائك!، وبئس الصديق صديقا يحتاج أن يعتذر إليه، وبئس الصديق صديقا يحتاج ان يعيش معه بالمداراة " .
وقال: " من سعادة المرء أن يكون خصمه فهما، وخصمي لا فهم له " . قيل له: " ومن خصمك؟ " قال: " نفسي!لا فهم لها،تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم، والخلود فيها، بشهوة ساعة من دار الدنيا " .
وقال: " على قدر حبك لله يحبك الخلق؛وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق؛ وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق " .
وقال: " من كان غناه في كسبه لم يزل فقيرا " ؛ ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيا " ، ومن قصد بحوائجه المخلوقين لم يزل محروما " " .
وقال: " جميع الدنيا - من أولها إلى أخرها - لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم عمرك فيها مع قليل نصيبك منها؟! " .
وقال: " إذا احب القلب الخلوة أوصله حب الخلوة إلى الأنس بالله، ومن انس بالله استوحش من غيره " .
وأنشد:
سلم على الخلق، وارحل نحو مولاكا ... واهجر على الصدق والاخلاص دنياكا
عساك في الحشر تعطى ما تؤمله ... ويكرم الله ذو الالاء مثواكا!
وقال: " العارف يخرج من الدنيا ولا يقضي وطره في شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه " .
وقال، في قوله تعالى:)فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى(: " الهي! هذا رفقك بمن يقول: أنا إله، فكيف بمن يقول: أنت إلهه!؟ " .
وكان يقول، في جملة دعائه: " الهي!، حبك اعطش كبدي!،وأوحشني من أهلي وولدي! " وروى انه قدم شيراز، فجعل يتكلم في علم الأسرار؛ فاتته أمراءه من نسائها، فقالت: " كم تريد أن تأخذ من هذه البلدة؟ " قال: " ثلاثين ألفا،اصرفها في دين على بخراسان " ، فقالت: " لك ذلك، على انك تأخذها وتخرج من ساعتك! " ،فرضى به، وحملت اليه، وخرج من الغد. فعوتبت تلك المرأة فيما فعلت، فقالت: " لأنه كان يظهر أسرار أوليائه للسوقة والعامة، ففوت عليه ذلك " .
وقال له رجل: " انك لتحب الدنيا " ، فقال: " أين السائل عن الأخرة؟ " قال )ها أنا! " ، قال )اخبرني أيها السائل عنها، أبالطاعة تنال أم بالمعصية؟ " . قال: لا، بل بالطاعة " قال: " فاخبرني عن الطاعة، أبالحياة تنال، أم بالممات؟ " قال: " لا، بل بالحياة " قال: " فاخبرني عن الحياة، أبالقوت تنال، أم بغيره؟ " قال: " لا، بل بالقوت " قال: " فاخبرني عن القوت، أمن الدنيا هو، أم من الأخرة؟ " قال: " لا، بل من الدنيا " ، قال: " فكيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت، اكتسب به حياة، أدرك بها طاعة، أنال بها الأخرة؟! " . فقال الرجل: " اشهد ان ذلك معنى قول النبي،صلى الله عليه وسلم:)أن من البيان لسحرا(.
خرج يحيى إلى بلخ، وأقام بها مدة، ورجع إلى نيسأبور ومات بها كما سلف.
ومن شعره:
أموت بدائي لا أصيب دوائيا ... ولا فرجا مما أرى من بلائيا
إذا كان داء العبد حب مليكه ... فمن، دونه، يرجو طبيبا مداويا؟!
ومنه:
دعني أدارى الحب من كل جانب ... فليس لها مني سبيل ومهرب
وحملتني مالا تطيق جوارحي ... فسرك في الأحشاء منى مغيب
ومن كلامه أيضا: " صبر المحبين اشد من صبر الزاهدين، واعجبا!. كيف يصبرون؟! " .
وأنشد:
الصبر يجمل في المواطن كلها ... إلا عليك فانه لا يجمل
ومنه: " حقيقة المحبة مالا تنقص بالجفاء، ولاتزيد بالبر " .
وأنشد:
لم اسلم للأسقام تتلفها ... إلا لعلمي بان الوصل يحييها
نفس المحب على الالام صابرة ... لعل سقمها يوما يداويها

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 16, 2016 12:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
فضيل بن عياض
؟ - 187 للهجرة
فضيل بن عياض، أبو على، أحد الأقطاب، ولد بخراسان، بكورة أبيورد، وقدم إلى الكوفة وهو كبير، فسمع بها الحديث. ثم تعبد وانتقل إلى مكة، وجاور بها، إلى أن مات، سنة سبع وثمانين ومائة.
وأفرد ابن الجوزى ترجمته بالتأليف.
وكان شاطرا، يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس. وسبب توبته أنه كان يعشق جارية، فبينما هو ذات يوم يرتقى الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو: )ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق( فقال: " بلى!. والله يارب! قد آن " . فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: " نرتحل " . وقال بعضهم: " حتى نصبح، فان فضيلا على الطريق " . فآمنهم، وبات معهم.
من كلامه: " إذا أحب الله عبدا أكثر همه - أي: بأمر أخرته - وإذا أبغض الله عبدا أوسع عليه دنياه " .
وقال: " خمس من علامات الشقاء: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل " .
وقال: " من أظهر لأخيه الود والصفا بلسانه، وأضمر العداوة والبغضاء، لعنه الله وأصمه، وأعمى بصيرة قلبه " .
وقال، في قوله تعالى: )إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين(، قال: " الذين يحافظون على الخمس " .
وقال: " ما أدرك - عندنا - من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بسخاء النفس وسلامة الصدر، والنصح للأمة " .

(1/44)

وقال: " من عرف الناس استراح " . أي في أنهم لا يضرون ولا ينفعون.
وقال لرجل: " لأعلمنك كلمة خير من الدنيا وما فيها: والله!، إن علة الله منك إخراج الأدميين من قلبك، حتى لا يكون في قلبك مكان لغيره. لم تسأله شيئا إلا أعطاك! " .
وقال: " إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار، فأعلم أنك محروم بذنوبك " .
وقال: " اصلح ما أكون أفقر ما أكون. وإني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي " .
وقال: " يأتي على الناس زمان إن تركتهم لم يتركوك، وهو زمان لك يبق فيه أحد يستراح إلا القليل " .
وروى أن الرشيد قال له يوما: " ما أزهدك! " . فقال: " أنت أزهد منى! " . قال: " وكيف ذاك؟! " . قال: " لأني أزهد في الدنيا، وأنت تزهد في الآخرة؛ والدنيا فانية، والآخرة باقية " .
ومن إنشاداته:
أنا لنفرح بالأيام ننفقها ... وكل يوم مضى نقص من الأجل
فأعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ... فإنما الربح والخسران في العمل
وقال: " أنا - منذ عشرين سنة - أطلب رفيقا وإذا غضب لم يكذب على " .
وقال: " إن فيكم خصلتين هما من الجهل: الضحك بغير عجب. والتصبح من غير سهر " . أي النوم أول النهار، لأنه وقت ذكر، ثم وقت طلب للكسب.
وقال: " أتى على وقت، لم أطعم فيه ثلاثة أيام، وإذا مجنون أقبل، وهو ينظر إلى ويقول:
محل بيان الصبر منك عزيز ... فيا ليت شعري!. هل لصبرك من أجر
فقلت: " لولا الرجاء لم أصبر " . فقال لى: " وأين مسكن الرجاء منك؟ " . فقلت: " موضع مستقر هموم العارفين " . فقال: " والله أحسنت!. إنما هو قلب الهموم عمرانه، والأحزان أوطانه؛ عرفته فاستأنست به، وأحببته فارتحلت إليه " . فسمعت من كلامه، ما قطعني عن جوابه. ثم وعظني وولى، وهو يقول:
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ... ولك تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي، فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر
وكانت قراءة الفضيل حزينة، شهيرة به، مترسلة، كأنه يخاطب أنسانا. وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة والنار تردد فيها وسأل.
وكان يلقى له حصير بالليل في مسجده، فيصلى من أول الليل حتى تغلبه عيناه، فيلقى نفسه على الحصير، فينام قليلا ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم، وكذلك حتى يصبح.
وقال أبو على الرازي: " صحبت الفضيل ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكا ولا مبتسما، إلا يوم مات ابنه على؛ فقلت له في ذلك، فقال: " إن الله أحب أمرا فأحببت ذلك الأمر " .
وكان ولده على شابا من كبار الصلحاء، وهو من جملة من قتلته النخبة. وهم جماعة أفردهم الثعلبي في جزء.
قال ابن عيينة: " ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه " .
قال الفضيل: " بكى أبني على، فقلت: " ما يبكيك؟! " . فقال: " يا أبت!. أخاف إلا تجمعنا القيامة " .
وكان يصلى حتى يزحف إلى فراشه، ويقول: " يا أبت! سبقني العابدون " .
وكان مرض مرضه فنقه منها؛ وقدم رجل من أهل البصرة حسن القراءة، فأتى إليه قبل أن يأتي إلى أبيه. فبلغ والده أنه قدم، وأنه ذهب إلى ابنه، فأرسل إليه: إلا تقرأ عليه؛ فقرأ عليه قبل أن يجئ الرسول: )ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا(. فخر على، وشهق شهقة خرجت روحه معها.

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 17, 2016 11:10 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
أبو تراب النخشبي
؟ - 245 للهجرة
أبو تراب عسكر بن حصين النخشبى، نسبة إلى نخشب، بلدة بما وراء النهر.
من جلة مشايخ خراسان وأكابرهم. وصحب الأصم وغيره.
وأستاذه على الرازي المذبوح، من قدماء المشايخ. سمى المذبوح لأنه غزا في البحر، فأخذه العدو، فأرادوا ذبحه، فدعا بدعاء، ثم رمى نفسه في البحر، فجعل يمشى على الماء حتى خرج.
وقيل: ارادوا ذبحه، فكانوا كلما وضعوا الشفرة على حلقه انقلبت، فضجروا وتركوه.
وسئل عن التوكل فقال: )الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يحييكم ثم يميتكم(.
ومن كلامه أبى تراب: " الفقير قوته ما وجد، ولباسه ما ستر، ومسكنه حيث نزل " .
و قال: " الصوفي لا يكدره شئ، ويصفو به كل شئ " .
و قال: " إذا صدق العبد في العمل وجد حلاوته قبل أن يعمله، فإذا أخلص فيه وجد حلاوته وقت مباشرته " .
وقال: " إذا تواترت على أحدكم النعم فليبك على نفسه، فقد سلك به غير طريق الصالحين " .
وقال: " إذا ألف القلب الأعراض عن الله صحبته الوقيعة في أعراض أولياء الله " .
وقال لأصحابه: " من لبس منكم مرقعة فقد سأل، ومن قعد في خانقاه أو مسجد فقد سأل، ومن قرأ القرآن من مصحف كيما يسمع الناس فقد سأل " .
ونظر يوما إلى صوفي من تلامذته، مد يده إلى قشر بطيخ، وكان قد طوى ثلاثة أيام، فقال: " تفعل ذلك؟!. أنت لا يصلح لك التصوف، فالزم السوق! " .
قال يوسف بن الحسين: " صحبت أبا تراب خمس سنين، وحججت معه على غير طريق الجادة. ورأيت منه في السفر عجائب، يقصر لساني عن وصف جميع ما شاهدته، غير أننا كنا مارين، فنظر إلى يوما وانا جائع، وقد تورمت قدماى؛ وأنا امشى بجهد، فقال لى: " كالك؟ لعلك جعت؟ " قلت: " نعم " قال: " ولعلك أسأت الظن؟ " قلت: " بلى! " قال: " ارجع أليه! " قلت: " وأين هو؟ " قال: " حيث خلفته! " قلت: " هو معي! " قال: " فان كنت صادقا فما هذا الهم الذي أراه عليك؟! " قال: فرأيت الورم قد سكن، والجوع قد ذهب، ونشطت حتى كدت أتقدمه. فقال أبو تراب: " اللهم إن عبدك قد اقر لك، فأطعمه! " ونحن بين جبال ليس فيها مخلوق، ثم انتهينا إلى رابية، وإذا كوز ورغيف موضوع، فقال لى أبو تراب: " دونك! دونك! " فجلست فأكلت، وقلت: " أليس تأكل منه، أنت؟ " فقال: " لا! بل من اشتهاه! " .
وروى أنه قال: " وقفت بعرفات خمسا وعشرين وقفة. فلما كان من قابل رأيت الناس بعرفات، ما رأيت أكثر منهم عددا، ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء، فاعجبنى ذلك، فقلت: " اللهم، من لم تقبل حجته من هذا الخلق فأجعل ثواب حجتي له! " . وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بى: " تتسخى على، وأنا أسخى الأسخياء؟!. وعزتي وجلالي! ما وقف أحد هذا الموقف إلا غفرت له " فانتبهت فرحا بهبة الرؤيا، فرأيت يحيى بن معاذ الرازى، فقصصت عليه الرؤيا، فقال: " إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما. فلما كان يوم إحدى وأربعين جاءوا إلى يحيى وقالوا: إن أبا تراب مات، فغسله ودفنه.
وقيل: مات بالبادية. نهشته السباع، في سنة خمس وأربعين ومائتين.
ومن أصحابه حمدون بن أحمد القصار، أبو صالح النيسابورى. ملت سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومن كلامه: " من رأيت فيه خصلة من الخير فلا تفارقه فانه يصيبك من بركاته " .
وقال: " إذا رأيت سكران يتمايل فلا تنع عليه، فتبتلى بمثل ذلك " .
وسئل: " متى يجوز للرجل أن يتكلم؟ " فقال: " إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله في علمه، أو خاف هلاك إنسان في بدعة يرجو أن ينجيه الله منها " .
وقال عبد الله بن منازل، قلت لأبى صالح: " أوصني! " فقال: " أن استطعت إلا تغضب لشيء من الدنيا فافعل " .
ومات صديق له وهو عند رأسه، فلما مات أطفأ حمدون السراج فقيل: " في مثل هذا الوقت يزاد في السراج! " فقال: إلى هذا الوقت كان الدهن له، فصار لورثته " .
ومن أصحابه أيضا شاه بن شجاع الكرماني أبو الفوارس.من أولاد الملوك، وكان كبير الشأن، حاد الفراسة، قل أن يخطئ. مات قبل الثلثمائة. وكرمان عدة بلاد. ومن كلامه: " علامة التقوى الورع، وعلامة الورع الوقوف عند الشبهات " .
وكان يقول لأصحابه: " اجتنبوا الكذب والخيانة والغيبة، ثم افعلوا ما بدا لكم " .
وقال: " من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات؛ وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهرة باتباع السنة، وعود نفسه أكل الحلال، لم تخطئ له فراسة " .
وروى أنه كان بينه وبين يحيى بن معاذ صداقة. فجمعهما بلد واحد، فكان شاه لا يحضر مجلسه، فقيل له في ذلك، فقال: " الصواب هذا! " فما زالوا به حتى حضر مجلسه، وقعد ناحية وهم لا يشعرون. فلما أخذ يحيى بالكلام ارتج عليه وسكت، ثم قال: " هنا من هو أحق بالكلام منى! " ، فقال لهم شاه: " قلت لكم: الصواب ألا أحضر مجلسه! " .
وروى انه كان قد تعود السهر، فغلبه النوم مرة واحدة، فرأى الحق تعالى في المنام، فكان يتكلف النوم بعد ذلك، فقيل له في ذلك، فأنشد:
رأيت سرور قلبي في منامي ... فأحببت التنعس والمناما
ومن أصحابه أيضا محمد بن على الترمذي أبو عبد الله، من كبار الشيوخ. وله تصانيف في علوم القوم. وصحب أيضا ابن الجلاء وغيره.
سئل عن صفة الخلق، فقال: " ضعف ظاهر ودعوى عريضة " .
وقال: " ما صنعت حرفا عن تدبير، ولا لينسب إلى شئ منه ولكن إذا اشتد على وقتي أنسلي به " .
ومن أصحابه أيضا محمد بن حسان البسرى أبو عبيد. من قدماء المشايخ، صاحب كرامات.
قال ابن الجلاء: " لقيت ستمائة شيخ، ما رأيت مثل أربعة: ذي النون، وأبى تراب، وأبى عبيد البسرى، وأبى " .
مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
ومن كلامه: " النعم طرد، فمن أحب النعم فقد رضى بالطرد والبلاء قربة، فمن ساءه البلاء فقد أحب ترك القربة " ؛ أي التقرب إلى الله تعالى.
ويروى عنه أنه قال: " سألت الله عز وجل ثلاث حوائج، فقضى لي اثنتين، ومنعني الثالثة: سألته أن يذهب عنى شهوة الطعام، فما ابالي أكلت أم لا. وسألته أن يذهب عنى شهوة النوم، فما أبالي نمت أم لا. وسألته أن يذهب عنى شهوة النساء فما قبل " .
قيل: فما معنى ذلك؟. قال: " أن الله تعالى قد قضى في مبدأ خلقه أن يكون شئ قدره وقضاه، فلا راد لقضائه " .
وروى أنه كان في أول ليلة من رمضان يدخل بيتا، ويقول لامرأته: " طيني الباب، وألق إلى من الكوة رغيفا " فإذا كان يوم العيد فتحته، ودخلت امرأته البيت، فإذا فيه ثلاثين رغيفا في زاوية البيت، فلا أكل ولا شرب ولا نام، ولا فاتته ركعة من الصلاة.
وجاء ولده أليه فقال: " إني أخرجت جرة فيها سمن، فوقعت فانكسرت، فذهب رأس مالي! " ، فقال: " يا بنى! اجعل رأس مالك رأس مال أبيك، فوالله ما لأبيك رأس مال في الدنيا والآخرة إلا الله تعالى! " .
وقال أبو عبيد البسرى، قال لي الخضر: " يا أبا عبيد!، أنا أجئ إلى العارفين في اليقظة، وأجئ إلى المريدين في المنام أودهم " . فرأيت مناما، وكان فيما بيني وبينه يحضر، وكان قبل ذلك يجيئني في اليقظة، فقلت له: " اعبر لي " فقال: " أنا أزور من يدخر شيئا لغد مناما " فلما استيقظت جعلت أنظر وأفكر، فلم أر شيئا أعرفه، فجاءت المرأة، فرأت على اثر الندم، فأخبرتها، فقالت: نعم! قد كان جاءنا أمس نصف درهم فرفعته، وقلت: " يكون لنا غدا " .

(1/60)

ويروى عن نجيب بن أبى عبيد البسرى قال: " كان والدي في المحرس الغربي بعكا، في ليلة النصف من شعبان، وأنا في الرواق السادس، انظر إلى البحر؛ فبينا أنا أنظر إذا شخص يمشى على الماء، ثم بعد الماء مشى على الهواء، وجاء إلى والدى، فدخل من طاقته التي هو فيها ينظر إلى البحر، فجلس معه مليا يتحادثان، ثم قام والدى فودعه، ورجع الرجل من حيث جاء.يمشى في الهواء، فقمت إلى والدي، قلت له: " يا أبت!، من هذا الذي كان عندك، يمشى على الماء، ثم الهواء؟ " ، فقال: " يا بنى! رأيته؟ " ، قلت: " نعم " ، قال: " الحمد لله رب العالمين، الذى سوى بك وبنظرك له، يا بنى!، هذا الخضر. نحن اليوم في الدنيا سبعة، ستة يجيئون إلى أبيك، وأبوك لا يروح إلى واحد منهم " .

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 17, 2016 12:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 17, 2013 2:03 pm
مشاركات: 2761

متابع وتسجيل اعجاب
بارك الله بكم


_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله واحشرنا بزمرتهم انك سميع مجيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الدراويش وأحوالهم وحكاويهم......
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 18, 2016 4:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
ابو الحسن الطيب كتب:

متابع وتسجيل اعجاب
بارك الله بكم



أكرمك الله أخي الفاضل وكل عام وانتم بخير وأسرتكم الكريمة ...

أبو بكر الوراق
؟ - 240 للهجرة
محمد بن عمر، أبو بكر الوراق، الترمذي ثم البلخي.صحب ابن خضرويه وغيره، وصنف في الرياضيات والمعاملات.
وذكر " ابن خميس " في كتابه أبا بكر محمد بن حماد بن إسماعيل بن خالد الترمذي، من مشايخ خراسان، وقال: " لقي احمد بن خضرويه ومن دونه " . فلعله هذا.
ومن كلآمه: " من أرضى الجوارح بالشهوات غرس في قلبه شجر الندامات " .
وقال: " الصوفي من صفا قلبه من كل دنس، ويلم صدره لكل أحد، وسخت نفسه بالبذل والإيثار " .
وقال: " لو قيل للطمع: من أبوك؟ لقال: الشك في المقدور؛ ولو قيل: ما حرفتك؟، لقال:اكتساب الذل؛ ولو قيل: ما غايتك؟، لقال: الحرمان " .
وكان يمنع أصحابه من الأسفار والسياحات، ويقول: " مفتاح كل بركة الصبر في موضع أرادتك، إلى أن تصح لك الإرادة، فإذا صحة فقد ظهر عليك أوائل البركة " .
وقال: " لا تصحب من يمدحك بخلاف ما أنت عليه، أو بغير مافيك، فانه إذا غضب عليك ذمك بما ليس في " .
وقال له رجل: " علمني شيئا يقربني إلى الله، ويقربني من الناس " ، فقال: " الأول مسألته، والثاني ترك مسألتهم " .
وروى أن رجلا جاءه زائرا،فلما أراد أن يرجع، قال له: " أوصني! " فقال: " وجدت خير الدنيا والآخرة في القلة والخلوة، ووجدت شرها في الكثرة والاختلاط " .

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 41 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط