تنظيم كهرباء القلب بالريموت والروبوت

كهرباء القلب هى المنظومة التى تتحكم فى إيقاع القلب وانتظام ضرباته، حيث ينقبض بمعدل من 60 إلى 100 مرة فى الدقيقة، وحتى يتحقق هذا المعدل المنتظم لا بد أن تصدر إشارة كهربية من مجموعة من الخلايا تقع فى أعلى الأذين الأيمن يمكن تشبيه دورها بدور المايسترو الذى يحكم إيقاع القلب، ثم يحدث التتابع فى تنشيط القلب الكهربى بنسق ثابت لانتقال الموجات الكهربية من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر ثم إلى البطين الأيمن والأيسر.
وقد حدثت طفرة كبيرة فى البرمجيات المستخدمة فى تشخيص اختلال كهرباء القلب، سواء بالطرق غير الاختراقية أو الطرق النافذة، عن طريق قسطرة كهروفسيوليجيا القلب.
فجهاز الهولتر الذى يقوم برسم القلب المستمر ولمدة 24 ساعة فى الأنظمة التقليدية ثم زيادة قدرته على التسجيل، فأصبح بالإمكان تسجيل نبض القلب واستدعاء أدنى خلل فى كهرباء القلب، وأمكن التواصل إلكترونياً عن طريق المحمول والأقمار الصناعية بنقل رسم القلب فى لحظة حدوث أى خلل فيرسل إلى البريد الإلكترونى إلى الطبيب المعالج أو إلى المستقبلات المركزية التابعة للشركات عابرة القارات لأجهزة منظمات القلب الكهربية عبر العالم، فأصبح المريض فى عصر القرية الإلكترونية الكونية الصغيرة مريضاً «عولمياً» يمكن تسجيل بياناته وتداولها بين المتخصصين، وقد ساعدت هذه الطفرة فى الاتصالات إلى الاكتشاف المبكر لاختلال كهرباء القلب خاصة للمرضى الأكثر عرضة للسكتة القلبية المفاجئة، ويمكن الآن تسجيل مؤشرات أخرى مثل التباين فى «QT» فترة الجهد الكهربى للبطين والتباين فى معدلات القلب والتباين فى موجات «T» التذبذب فى معدل القلب بعد الضربات البطينية الزائدة وكلها تسهم فى الوقاية من أزمات القلب الحادة والسكتة القلبية المفاجئة.
وتم تطوير خاصية تسجيل الضغط الوتدى الرئوى الذى يمثل الارتفاع الطفيف فى قيمته الإنذار المبكر لاختلال وظيفة البطين الأيسر الانقباضية، ومن ثم توقع الهبوط القلبى الحاد فى المستقبل القريب الذى يتم تسجيله وبثه إلكترونياً، بينما المريض فى غرفة نومه، إلى البريد الإلكترونى للطبيب المعالج ليقوم بالعلاج الدوائى بسرعة.
كما تم أيضاً تطوير الجيل الثالث من منظمات القلب الكهربية التى انتقلت بوظيفة منظم القلب الكهربى من مجرد جهاز يتعامل مع نبض القلب المتباطئ أو كهرباء القلب المتناقصة على حاسوب عالى التقنية يتناغم مع كهرباء القلب فى حجرات القلب المختلفة، ويسترجع التناسق للمنظومة الكهربية الذى يعترى كهرباء القلب فى حالات تمدد وهن عضلة القلب وهبوط القلب الاحتقانى فيساعد على تحسن انقباض عضلة القلب ويزيد قدرته على ضخ الدم فى الدورة الدموية وتراجع أعراض هبوط القلب.
وتم استحداث وسائل علاج كهرباء القلب عن بعد باستخدام «الريموت كونترول» والقساطر الممغنطة التى تقوم بدور «الروبوت» القلب، ويمكن التحكم بها بواسطة طبيب القلب الموجود فى غرفة التحكم دون ملامسة المريض، وذلك من خلال منظوم Stereotaxis «ستريوتاكيس».
وتشمل نظام تصوير القلب الكهربى بدون أشعة إكس التقليدية قد يكون لها آثار جانبية على الطبيب والمريض على حد سواء، وبتطوير هذا النظام أمكن تكوين صورة تشريحية مجسمة ثلاثية الأبعاد متعددة الألوان وفقاً للنظام الكهربى فى قلب المريض، وبتفاصيل غاية فى الدقة تمكن من تحديد البؤرة الكهربية الشاذة أو الضفيرة الكهربية الزائدة، وبإدماج صورة الكارتو مع صورة القلب بالرنين المغناطيسى أو أشعة الكومبيوتر المقطعية، بالإضافة إلى تخطيط القلب السطحى أو من داخل قلب المريض ويتوفر لدى طبيب القلب شاشة «LCD» كبيرة تحتوى كل هذه الصور فى نفس التوقيت، ومع القدرة على التحكم عن بعد، يكون طبيب القلب فى غرفة التحكم أشبه بقائد الطائرة فى كابينة القيادة يختار منها ما يشاء، حتى يتسنى له التحكم فى القسطرة الممغنطة أو الروبوت القلبى عن بعد، ويستطيع وهو جالس على مقعده تحريك «عصا القيادة» بيمينه وفنجان القهوة بيساره كأنه يحرك عصا جهاز «Play Station» مما يجعل من عملية كهرباء القلب متعة فائقة خالية من الآثار الجانبية لأشعة إكس، كما أصبح من الممكن عن طريق الأقمار الصناعية إجراء عمليات قلب «عبر القارات» وقد تصدرت الأنباء عام 2006 بأمريكا إجراء أول عملية لكهرباء القلب بالريموت كونترول «عبر الأطلنطى» حيث قام د. بابون وهو جالس فى قاعة المؤتمرات ببوسطن إجراء عملية استئصال الجهود الكهربية الزائدة حول الأوردة الرئوية الأربعة لمريض راقد فى غرفة قسطرة القلب فى ميلانو بإيطاليا وعلى بعد 4000 ميل، وقد استغرقت العملية قرابة ساعة فقط وبمنتهى النجاح.
http://www.elwatannews.com/news/details/114855
سبحان الله الذى علم الانسان مالم يعلم