السّيناريوهات المحتملة القادمة و بداية النهاية لتأسيس الشرق الأوسط الجديد
-------------------------------------------------------------------------------------
يمكن القول أنّ كلّ ما جرى تنفيذه في المنطقة العربيّة من سيناريوهات حتى الآن كان يصبّ في مصلحة القوى الإستعمارية المحتلة في “حلف النّيتو/الأطلسي” ومصلحة إسرائيل، وأمّا عن السيناريوهات المحتملة القادمة فربما تكون ممهّدةً لتقسيمات جديدة في المنطقة العربيّة قد تضاعف عدد الدّول التي أفرزتها اتّفاقية (سايكس- بيكو) عام 1916م.

لقد أخرجت مصر من اللّعبة الدّوليّة القادمة بعد نجاح ثورتها الشّعبيّة التي تفتقر إلى التّنظيم والقيادة، والمراد لها ان تبقى كذلك. وقد تُخرج سوريا إذا نجحت ثورتها الشّعبيّة، وربّما تولد على الأراضي المصريّة والسوريّة دول صغيرة وهزيلة على الحدود المباشرة مع اسرائيل، فنظرية (الأمن الإسرائيلي) القائمة على الرّدع النّووي، لا يمكن تحقيقها بعد تخلّيها عن مفاعلاتها النّووية، إلّا بهذا التّقسيم.
إذا نجحت الثّورة السُّوريَّة الحاليّة، فستسقط حسابات “حزب الله” في “لبنان وإيران” معآ، وربّما تستفز “إيران” فتنزلق قدمها في “البحرين” كما انزلقت القدم العراقيّة في “الكويت” من قبل، وبخاصّة بعد ظهور تهديدات “مقتدى الصّدر” قبل فترة قريبة بأنّه سيحرق “الأخضر واليابس” في “السّعوديّة” إذا هدّدت المصالح الشّيعيّة في البحرين، أو فوق أراضيها في منطقة “الظّهران”.
إيران تعتقد أن “الشّيعة” في جميع أقطار المشرق العربي والعالم جزءآ من رعاياها، وأنَّها مكلَّفة بالدِّفاع عنهم، وهذا الاعتقاد يسهِّل المهمَّة الدّوليَّة في جَرِّ قدميها إلى “البحرين” بخاصَّة، والخليج بعامَّة وإذا علمنا بأنَّ قيادة القوّات “الأطلسيَّة” في البحرين فإنها لن تسمح للقوّات الإيرانية باحتلالها، ومع هذا فإنّ القوات المريكية لن تخوض معركة برّيّة مع القوّات الإيرانيّة الطّامعة بفرض نفوذها على الخليج العربي، فقد تعلّمت كثيرآ من الدُّروس العسكريّة في أفغانستان والعراق، وستكون العمليّات التّكتيكيّة الميدانيّة منوطَةً بقوات عربيّة، ولكنّها ليست مصريَّة ولا سوريَّة ولا عراقيَّة على أيَّة حال، لأنّهم قد شغلوا بأنفسهم، وقد طُبّقتْ هذه التكتيكات (استخدام القوّات غير الأمريكيّة لتجنب الخسائر البشرية الأمريكيّة) في ليبيا! ولم يكن هناك حاجة للجنود الأمريكان في تونس ولا مصر ولا سوريا (حتى اللحظة على الأقل) فتكفل العنصر الثائر من الشعب بالقيام بتحقيق الهدف من الفوضى الخلاّقة (والبعض يذهب بعيداً في ادراج عناصر خارجية مدربة تدريبا عاليا بين الجماهير الغاضبة كالقناصة الذين يظهرون فيقتلون ويختفون دون انّ يعرفهم احد فيتم خلط الأوراق ويخلقون الفوضى وباستخدام الألة الإعلاميّة يتم تثبيت الإتهام للأنظمة).
وعلى أية حال فإنّ بداية النهاية للتقسيم الجديد للمنطقة قد بَدَتْ ملامحه تظهر في شكله النهائي، وما الإتهام الأمريكي لإيران بمحاولة اغتيال الدبلوماسيّ السعوديّ على الأراضي الأمريكيّة الاّ دليل على البدء بكتابة الصفحة الأخيرة الإيرانيّه بعد كتابة الكلمة الأخيرة في الصفحة التونسيّة والمصرية و الليبيّة والإطمئنان على الصفحات الأخيرة في كتاب التغيير اليمني والسوري…
كلّ هذه الأحداث الجسام في المنطقة ادت إلى تغيير “تكتيك” اللعبة السياسية. ومن هنا انبعثت فكرة انضمام الأردن لقائمة دول مجلس التّعاون الخليجي ضمن سيناريو الحرب الخليجيّة الرّابعة، والسُّؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحال هل يمتلك الأردن قوةً عسكريَّة تكتيكيَّة قادرة على صدّ هجوم إيراني محتمل على أرض الخليج؟
والجواب على ذلك يعتمد على افتراضين أساسيّين هما :
أولآ: غياب التَّهديد الاسرائيلي والسُّوري للأردن طيلة مدة الحرب .
ثانيآ: توفير الدَّعم الّلوجستي الكامل والمسند بالصَّواريخ والطّائِرات من حاملة الطائرات الأمريكيَّة في الخليج.
إنَّ مساهمة الأردن في المحافظة على أمن الخليج تصبح في مصطلح “الحرب الوقائية” جزءاً لا يتجزَّأ من المحافظة على الأمن الأردني لأن الخطر الداهم قد يزعزع الاستقرار، ويهدد أمن المنطقة كلها، فالأردن يشكِّل عمق الخليج العربي في مواجهة أيّ تهديد إيراني محتمل، وإذا تفاقم الخطر فإنَّ الإحتياط الإستراتيجي لدى الأردن يمكِّنه من استدعاء فرق احتياطيَّة، تحتاج فترة لا تزيد عن شهر واحد فقط لإنعاش معلوماتهم.
http://mso1960.maktoobblog.com/category ... %B8%D8%B1/-----------------------------------------
وقى الله مصر شر الحادثات