msobieh كتب:
جاؤوا برأسك ياابن بنت محمد
متزمـلاًُ بدمـائه تزميـلا
وكأنما بك يا ابن بنـت محمد
قتلوا جهاراً عامدين رسولا
قتلوك عطشـاناً ولمّا يرقبـوا
في قتلك التـأويل والتنزيلا
ويكبرون بـأن قتـلت وإنمـا
قتلوا بك التكبيـر والتهليلا
لعل قائلا يقول لنا ما فائدة الكلام على رأس مولانا الحسين فى ابتداء الكلمات الأسبوعية التى
سوف تعرض كل يوم خميس إن شاء الله ؟
نقول : نحن بفضل الله من أهل السنة والجماعة نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأهل
بيته ونرى أنه لن ترتفع رايات الإسلام بعزة إلا فى وجود الإمام المهدى ( خلافة على منهاج
النبوة مثل خلافة الصديق والفاروق وذي النورين ومدينة العلم والحسن السبط)
والإمام المهدى اختار الله له اسمه واسم أبيه يواطئ اسم النبى صلى الله عليه وسلم
( محمد ) واسم أبيه ( عبد الله ) ولعل كثيرا من الناس لم يتدبر ما السر الغريب والأمر العجيب
فى أن تتأخر الخلافة التى على منهاج النبوة حتى يخرج الإمام المهدى
وما السر فى أن خليفة الله المهدى اسمه محمد بن عبد الله من أهل البيت من ولد البضعة
النبوية الشريفة السيدة الكاملة السيدة فاطمة .
ونحن نؤمن بمهدى السنة على ما ورد فى كتب أهل السنة ، ونبرأ إلى الله مما ورد فى كتب
المتشددين والغلاة ممن يزعمون أن الإمام المهدى سوف ينتقم من قبور بعض الصحابة والعياذ
بالله .. فهذه كلها أباطيل
مرة أخرى نقول أنه سوف ييأس الناس من الاتجاهات المختلفة والأفكار المتشددة ، وسوف
يبحثون فى كل اتجاه حتى تفلس جميع هذه الاتجاهات ، وعندها ووقتها يرجع الناس مرة أخرى
إلى باب النبى صلى الله عليه وسلم ، ويرجع الناس مرة أخرى إلى أهل البيت .
مع الرجوع مرة أخرى إلى معدن الدين الأصيل بلا غلو ولا سفسطة ولا حتى أوهام المحبين
وقتها تنصلح أحوال أهل السنة بتركهم الأفكار التى بثها فيهم ابن تيمية وأتباعه وأذنابه .. واعتقد
والله أعلم أن ما يقال من إفلاس طوائف من أهل السنة وملل الناس منهم سيحدث للشيعة أيضا
بحيث أن الكل سيبحث عن الدين الصافى
أما من أبى وتمرد فقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن الخوارج يخرج فى آخرهم الدجال
فالإخوة والأخوات من المتنطعين والمتنطعات سيخرج فى آخرهم الدجال ... إن شاء الله كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا ويقينا
المهم ظلم الناس لأهل البيت مصاحب للسنين
فقد سمعنا من يقول أن السيدة فاطمة لها قوادح ( ابن تيمية وأتباعه ) وفيها شبه من المنافقين
، وأن السيدة خديجة إيمانها ناقص وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ارتاب فى السيدة عائشة
وأن الإمام على مات ولم يعلم كثيراَ من السنن وأن ولايته ارتكبت فيها من الفساد الكثير وأن
الشجرة التى عليها دم الحسين يجوز حرقها
وأن لا فضل لنسب ولا قرابة النبى صلى الله عليه وسلم
بل أن يزيد بن معاوية ( الذى قيل فيه إلعن يزيد ولا تزيد ) هو صاحب الحق ، وأن مولانا الحسين
هو الخارج عليه
وبالمرة فإن هنداً لم تأكل كبد أسد الله حمزة
مع القهر وحكم بنى أمية ثم مجازر العباسيين وغربة أهل البيت كانت لهم واحة
هذه الواحة هى كنانة الله فى الأرض مصر المحروسة بفضل الله ثم بما وضعه الله فيها من أهل
بيت النبى صلى الله عليه وسلم وأوليائه
وضع أهل مصر الأمور فى نصابها
فهم أشد الناس حبا لأهل البيت
وهم أشد الناس احتراما وتقديرا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة الشيخين
فكان من قدْر وقَدَر أهل مصر اهتمامهم بآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم
حتى من أحب أهل البيت من بلاد المسلمين قدم إلى مصر فانظر إلى المغاربة والمشارقة
وكبار الأولياء الذين جاءوا واستقروا فى مصر المحروسة
ما شأن كل ما ذكرته برأس مولانا الحسين !!!
الشأن واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
وهو ما سنوضحه الآن بعون الملك الديان
نقول :
اعلم جعلنا الله وإياك من خاصة المقربين من الحضرة النبوية الشريفة أن أشد الناس إنكارا لوجود
الرأس الشريفة فى مصر هو ابن تيمية
كتب ابن تيمية عشرات الصفحات فى نفى وجود الرأس الشريفة فى مصر فمن ذلك أقواله فى
مجموع الفتاوى ( 4 / 508 ـ 510 ، 17 / 500 ، 27 / 451 ـ 456 ـ 457 ـ 460 ـ 485 ـ 486 ـ 489 )
وفتاويه الكبرى ( 4/ 450 ـ 451 ) والاقتضاء ( 1 / 317 ) والرد على البكرى ( 2 / 591 ) وفى سبيل
ذلك أنكر مشهد عسقلان فى مجموع فتاويه ( 27 / 456 ـ 466 ـ 468 ـ 469 ) ثم زادت المسألة
معه فأنكر حضور الرأس الشريفة عند يزيد وادعى أن الرأس الشريفة التى بالقاهرة هى رأس
نصرانى أو كافر ، وقد قرأت فى طبعات قديمة أنه قال " لعلها رأس حمار " وأعتقد أن أتباع ابن
تيمية حذفوها فأرجو من يجدها يبعث لى بصورتها
فما السر وراء كل هذه الصفحات فى نفيه لوجود الرأس الشريفة فى مصر ، وما الذى يضيره فى
ذلك وهو الذى أفتى بجواز حرق الشجرة التى عليها دم الحسين ؟!!!
المهم محاور كلام ابن تيمية فى الآتى :
أ ـ الدفاع عن يزيد وأن الرأس الشريفة لم تحضر فى وجود يزيد ولم تخرج خارج الكوفة باتجاه
الشام أو مصر .
ب ـ الاستدلال بقول من قال أن الرأس إما فى المدينة أو فى كربلاء ، وليس هناك احتمال ثالث (
وهو الاحتمال الأول بمعنى أن الرأس الشريفة عرضت على يزيد وأنه وضعها فى الخزانة ) .
ج ـ أنه لم يقل أحد من المشهورين بالعلم والصلاح أن الرأس فى مصر ، واستدلاله بمن نفى
وجود الرأس فى مصر .
هذه هى أهم ثلاث نقاط أو محاور
بالنسبة للنقطتين الأولى والثانية ( أ ، ب ) :
قال ابن تيمية فى اقتضاء الصراط المستقيم ( 1 / 317 ) " فإنه حمل رأسه إلى قدام عبيد الله بن
زياد بالكوفة حتى روى له عن النبى صلى الله عليه وسلم ما يغيظه ، وبعض الناس يذكر أن
الرواية كانت أمام يزيد بن معاوية بالشام ، ولا يثبت ذلك فإن الصحابة المسميين فى الحديث إنما
كانوا فى العراق " .
وأكد على نفس المعنى فى مجموع فتاويه ( 27 / 469 ـ 470 ـ 480 ـ 481 ) ، وفى الفتاوى
الكبرى ( 4 / 451 )
نقول له :
1ـ فليفرح بك بنو أمية إن شاء الله تحشر مع يزيد
2ـ نرد عليك بكلام أصحابك وتلامذتك ممن ماتوا بعدك فقد قال ابن كثير فى البداية والنهاية ( 8 /
204 ) " وأما رأس الحسين رضى الله عنه فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث
به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك وعندى أن الأول أشهر فالله أعلم " ولم
يقل لنا ابن كثير ماذا يقصد بكلمة " ومن الناس "
وقال الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 3 / 319 ) " أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي
عن أبيه قال أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال
لها ريا حاضنة يزيد يقال بلغت مئة سنة قالت دخل رجل على يزيد فقال أبشر فقد أمكنك الله من
الحسين وجيء برأسه قال فوضع في طست فأمر الغلام فكشف فحين رآه خمر وجهه كأنه شم
منه فقلت لها أقرع ثناياه بقضيب قالت إي والله ثم قال حمزة وقد حدثني بعض أهلنا أنه رأى
رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح
حتى ولي سليمان فبعث فجيء به وقد بقي عظما أبيض فجعله في سفط وطيبة وكفنه ودفنه
في مقابر المسلمين فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه فالله أعلم ما
صنع به وذكر باقي الحكاية وهي قوية الإسناد ". ا. هـ.
والقصة موجودة فى تاريخ دمشق لابن عساكر وقد قوى سندها الذهبى كما سبق ، وذكرها أيضا
ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 2 / 307 )
وهذا يكذب ابن تيمية فى ثلاث نقاط :
الأولى : أن الرأس الشريفة كانت عند يزيد
الثانية : أن الاحتمالات أصبحت ثلاثة وليست اثنتان ( المدينة ، كربلاء ، خزائن يزيد )
الثالثة : " فلما دخلت المسودة ( يعنى العباسيين ) سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه فالله
أعلم ما صنع به " هذه القولة تدل دلالة كاملة على عدم تعيين وجود الرأس الشريفة فى المدينة
أو كربلاء .
ومما يؤيد وجود الرأس فى الشام ما أورده الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد ( 9 / 195 )
بقوله " وعن الليث يعني ابن سعد قال أبى الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا
بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف وانطلق يعلى بن حسين وفاطمة بنت حسين
وسكينة بنت حسين إلى عبيدالله بن زياد وعلي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية
فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها وعلي بن حسين في غل
فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال نفلق هاما من رجال أحبة إلينا وهم كانوا
أعق وأظلما فقال علي بن حسين ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب
من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر وتلا علي بن
الحسين آية من كتاب الله عز وجل فقال يزيد بل بما كسبت أبديكم ويعفو عن كثير فقال علي أما
والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل فقال صدقت
فخلوهم من الغل فقال ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعد لأحب أن
يقربنا قال صدقت فقربوهم فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول
في مجلسه ليستر رأسه ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة رواه الطبراني
ورجاله ثقات ".
وأورد أيضا الهيثمى مجمع الزوائد ( 9 / 193 ) تأكيدا لذلك بقوله " وعن الضحاك بن عثمان قال خرج
الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيدالله بن
زياد وهو واليه على العراق أنه قد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة وقد ابتلي به زمانك من
بين الأزمان وبلدك من بين البلاد وابتليت به من بين العمال وعندها قوما أو فاذا عبدا كما تعتبد
العبيد فقتله عبيدالله بن زياد وبعث برأسه إليه فلما وضع بين يديه تمثل بقول الحصين بن البغوي
المري نفلق هاما من رجال أحبة إلينا وهم كانوا أعق وأظلما رواه الطبراني ورجاله ثقات
إلا أن الضحاك لم يدرك القصة ". أ. هـ .
قلت : يعنى القصة صحيحة عند السلف والحمد لله مما يكذب ابن تيمية سواء الروايتان السابقتان
أو قصة ريا حاضنة يزيد وهى مطلعة بلا شك على أسرار يزيد
ويؤيد عدم وجود الرأس الشريفة بالمدينة أو كربلاء ما يأتى :
المسافة ما بين الشام أو العراق إلى المدينة كبيرة ، فلو بعث يزيد بالرأس إلى المدينة لهاج
الناس لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فما كان يزيد ليفعل ذلك . نفس الشىء يقال
لو دفنت الرأس الشريفة بكربلاء حيث موطن الشيعة
قال الشيخ عبد الحفيظ فرغلى ود. حمزة النشرتى ، ود. عبد الحميد مصطفى فى كتابهم
سيرة آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ( 2/ 191 ) " ويرى البعض أن القول بوجود الرأس فى
المدينة المنورة هناك ما ينقضه ومن ذلك ما ذكره المسعودى أنه كان يوجد حتى القرن الرابع
الهجرى شاهد مكتوب عليه العبارة الآتية : الحمد لله مميت الأمم ومحيى الأمم هذا قبر فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة ، والحسن بن على بن أبى طالب ،
وعلى بن الحسين بن على ، ومحمد بن على ، وجعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين . فلو
أن الرأس الشريف كان مدفونا فى البقيع لما أغفل ذكر اسم الحسين وهذا النص منقول من
كتاب الإشراف والتنبيه للمسعودى " . أ. هـ. وفى هامشه مرجع لكتاب آل بيت النبى صلى الله
عليه وسلم فى مصر للأستاذ أحمد أبو كف صفحة (36)
مما سبق يتضح وجود الرأس الشريفة فى خزائن يزيد بن معاوية وذلك للروايات الصحيحة السابقة
والمنطق السليم .
الرد على النقطة الثالثة نقول :
قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ( 27 / 451 ) " المشهد المنسوب إلى الحسين بن على
رضى الله عنهما الذى بالقاهرة كذب مختلق بلا نزاع بين العلماء المعروفين عند أهل العلم الذين
يرجع إليهم المسلمون فى مثل ذلك لعلمهم وصدقهم ولا يعرف عن عالم مسمى معروف بعلم
وصدق أنه قال إن هذا المشهد صحيح " .
نقول له : كذبت .. كذبك من ولد قبلك ومات قبلك وهو الحافظ المنذرى ( 581 ـ 656 هـ ) والذى
له فتوى فى ذلك ( وسنشير إلي تجاهل ابن تيمية للمنذري وسببه فيما بعد إن شاء الله )
قال الحافظ المنذرى صاحب كتاب " الترغيب والترهيب " فى كتابه " التكملة لوفيات النقلة ( طبع
مؤسسة الرسالة ) فى الجزء الثالث صفحة 578 عند ترجمة الفقيه أبو إبراهيم المراغى قال "
وفى الحادى عشر من جمادى الأولى توفى الفقيه الأجل أبو إبراهيم إسحاق بن يعقوب بن
عثمان المراغى الشافعى المنعوت بالجمال بالقاهرة ودفن فى سطح المقطم " ... ثم قال "
وولى التدريس فى الجامع المعروف بالشافعية بثغر الإسكندرية مدة وأعاد بالمشهد الحسينى
على ساكنه أفضل الصلاة والسلام وبالمدرسة الفاضلية ، وصنف تعليقا فى الخلاف وكان
فاضلا " . انتهى كلام الحافظ المنذرى بحروفه
فهل الحافظ المنذرى ليس ممن يرجع المسلمون إليه .. راقب كلمة ابن تيمية " كذب مختلق بلا
نزاع بين العلماء المعروفين عند أهل العلم الذين يرجع إليهم المسلمون فى مثل ذلك لعلمهم
وصدقهم ولا يعرف عن عالم مسمى معروف بعلم وصدق أنه قال إن هذا المشهد صحيح"
وفى هذا الكتاب ( كتاب الحافظ المنذرى ) العديد من المواطن التى يذكر فيها الحافظ المنذرى
كثيرا ممن درس بالمشهد الحسينى . وسنذكر بعد قليل بعض أسماء من أثبت وجود الرأس
الشريفة بالقاهرة مما يكذب ابن تيمية فى قوله فى اقتضاء الصراط ( 1 / 317 ) " ومن ذلك
مشهد بقاهرة مصر يقال إن فيه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما وهو باطل باتفاق أهل
العلم " وفى مجموع الفتاوى ( 4 / 508 ) " وأما حمله مصر فباطل باتفاق الناس وقد اتفق
العلماء كلهم على أن هذا المشهد الذى بقاهرة مصر الذى يقال له مشهد الحسين باطل ليس
فيه رأس الحسين ولا شئ منه "
وقد بينا فى كتابنا " أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله وأهل بيته " كذب ابن تيمية وتحريفه
لحديث واحد ( 11 مرة ) وبتره لكلام الفاروق ، وبينا كذبه على سيدنا عمر الفاروق ونقلنا عدة
كذبات له ونقلنا نقول بعض العلماء فى إثبات عدم الاعتماد على نقل ابن تيمية .
ونحب أن نوضح نقطة مهمة تبين تدليس ابن تيمية فى إشارته بعدم ذكر أهل التاريخ القدامى
لوصول الرأس إلى مصر أو عسقلان
نقول : لم يدع أحد أن الرأس الشريفة أخذت من دمشق أو الكوفة إلى مصر مباشرة
بل النقطة فى أن ظاهر الأدلة تدل على أن الرأس الشريفة كانت فى خزائن يزيد ثم فك الله
أسرها كما وضحنا سابقا ، وهذا يدل على إمكانية وصولها إلى عسقلان ثم مصر
ثم نقول لابن تيمية وأتباعه سرق القرامطة الباطنية الحجر الأسود أربعين سنة ووضعوه فى
البحرين ثم استطاعت الدولة الفاطمية أن تؤثر عليهم وتفتدى الحجر الأسود بالمال الجزيل
فهل خرج أى مبتدع وقال أن الحجر الأسود الموجود الآن فى ركنه بالكعبة ربما لا يكون هو ما
سرقه القرامطة .. بل أن ظهور الحجر الأسود بعد حرمان الكعبة والحجاج (40) سنة فيه من
الإشارة ما لا يخفى
وكما ظهر الحجر الأسود مرة أخرى فقد خرج الرأس الحسينى الشريف من أسر أعداء الله ورسوله
ونذكر الآن بعض أسماء من يثبت وجود الرأس الشريفة فى مصر ( بدون ترتيب زمني )
1ـ الحافظ المنذرى كما ذكرنا من قبل
2ـ الناصر صلاح الدين الأيوبى قاهر الصليبيين بإذن الله حيث أقام مدرسة بالمشهد الحسينى
ونقل غير واحد أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب حين استولى على قصر الفاطيين
أمسك خادما من خدام القصر وعذبه بأن حلق رأسه وأكفأ عليها طاسا وجعل فيه خنافس
فأقام ثلاثة أيام لم يتأثر بذلك فدعاه السلطان وسأله عن شأنه وهل معه طلسم وقاه ذلك فقال
لا أعلم شيئا غير أنى حملت رأس الحسين على رأسى حين أتى إلى المشهد فخلى سبيله
وأحسن إليه
3ـ الملك الصالح نجم الدين أيوب حيث أعيد بناء أجزاء منه في سنة 640 هـ
4ـ الملك الظاهر بيبرس قاهر التتار بإذن الله حيث زاد فيه في سنة 662 هـ
5ـ الملك الناصر محمد بن قلاوون حيث بنى إيواناً وبيوتاً للفقهاء العلوية سنة في سنة 684 هـ .
6- السلطان سليم العثماني حيث أمر بتوسيع المسجد في سنة 1004 هـ فاستمر حتى عام 1006 هـ . وأيضا السلطان عبد العزيز العثمانى
7- ولما زار الإمام السائح الهروي الرحالة ثغر عسقلان سنة 570 هـ ( 1174 م ) . قال فى
كتابه "الإشارات إلى أماكن الزيارات " ( توفى سنة 611 )
: وبعسقلان مشهد الحسين عليه السلام كان رأسه به . فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون
الى مدينة القاهرة ، وذلك سنة 548 هـ ( 1153 م ) »
8- المقريزي في خططه ج 2 ص 285
9- ياقوت الحموى (676 هـ ) فى معجم البلدان ( 5 / 142 )
10- ابن بطوطة فى رحلته ( 1 / 55 ـ 78 ) ( وهو معاصر لابن تيمية )
11- ابن جبير ( 614 هـ ) فى رحلته ( 1 / 48 )
12- ابن تغرى باردى (874 هـ ) فى النجوم الزاهرة ( 10 / 176 )
13- القلقشندى فى صبح الأعشى في صناعة الإنشا ( 3 / 412 )
14- الحافظ المناوى فى فيض القدير ( 1 / 205 )
15- قال الحافظ العجلونى (1162هـ ) فى كشف الخفاء ( 2 / 546 ) " وكذلك المكان المشهور
بالمشهد الحسيني من القاهرة فليس الحسين مدفونا فيه بالاتفاق وانما فيه رأسه كما ذكر
بعض المصريين قال الحافظ ابن حجر ونفاه بعضهم ومنهم ابن تيمية وبالغ فى انكار ذلك وأطال كما
نقله عنه السخاوي "
قلت : وقول ابن حجر " ونفاه بعضهم ومنهم ابن تيمية وبالغ فى انكار ذلك " يدل على الأقل تجويز
ابن حجر لإمكانية وجود الرأس الشريفة فى مصر لقوله " وبالغ فى إنكار ذلك "
وقول الحافظ السخاوي موجود فى المقاصد المحسنة ص 418
ومن الأسماء التى ذكرها الشيخ الشبلنجى فى نور الابصار ( صفحة : 133 ـ 135 ) والشيخ
الشبراوى فى كتاب الإتحاف فى حب الأشراف ( صفحة : 75 ـ 91 طبع المطبعة الأدبية بمصر ) :
الحافظ المنذرى ، القاضى الفاضل ، القاضى محيى الدين عبد الظاهر ، الإمام السيوطى ،
الحافظ نجم الدين الغيطى ، وشيخ الإسلام شمس الدين اللقانى المالكى شيخ المالكية
بمصر .. ونقل الشيخ الشبراوى فتيا الحافظ المنذرى بقوله " فقال هذا مكان شريف بركته ظاهرة
والاعتقاد فيه خير والسلام "
وسنذكر أسماء بعض ممن تكلم فى إمكانية وصول الرأس الشريفة إلى القاهرة مثل سبط ابن
الجوزى والحافظ ابن طولون الحنفى فى حلقات قادمة أو تعقيبات
وهناك العديد من النقاط لم تستوف وستتم مناقشتها من خلال التعقيبات والردود من القراء
الكرام ، ولكن قبل انتهاء الكلام نقول ما السر فى نفى ابن تيمية لوجود رأس مولانا الحسين فى
مصر ..
نقول أولا : أن ابن تيمية اتهم بمعاداة أهل البيت ، وارجع إلى كتاب " أخطاء ابن تيمية فى حق
رسول الله وأهل بيته " تجد جملة وفيرة فى إثبات ذلك
فابن تيمية الذى لم يقل ولا مرة واحدة كلمة ( صديقة ) أو ( الصديقة ) على السيدة عائشة ولا
السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة ، بينما قالها فى السيدة مريم ( 34 ) مرة ، سواء من كلامه أو
مستشهدا بالقرآن الكريم . وأيضاً لم يذكر ابن تيمية ولا مرة واحدة ( الطاهرة ) على السـيدة
عائشة ولا الســيدة خديجة ولا السيدة فاطمة ، بينما قال على السيدة مريم ( الطاهرة ) ( سبــع
مرات ) مع أن الله عز وجل كما برأ السيدة مريم عليها السلام فى القرآن الكريم برأ أيضاً السـيدة
عائشة رضى الله عنها فى القرآن الكريم ، ومن العجيب أن ابن تيمية وابن القيم ذكرا لفظ كلمة
عائشـة (2112 مرة ) لم يقل ابن تيمية - فى كل كتبه - ولا مرة واحدة السيدة عائشة ولا
السيدة خديجة ولا السيدة فاطمة ، بينما قال ( السيدة مريم ) ثلاث مرات . وسأله سائل – كما
فى مجموع الفتاوى ( 27 / 427 ) - عن السيدة نفيسة - هكذا بلفظ ( السيدة نفيسة )- فقال
فى الإجابة : ( من قــال ميتاً من الموتى نفيسة أو غيرها ) إلى أخر كلامه وحذف كلمة السيدة .
المهم أن ابن تيمية كان يسكن فى مصر فى منطقة سيدنا الحسين على ما ذكره ابن كثير فى
البداية والنهاية ( 14 / 53 ) ، وابن عبد الهادى فى العقود الدرية ( 1 / 299 ) .. وكان يرى اهتمام
واحتفاء المصريين وعلمائهم بأهل البيت .
وكان ابن تيمية يكره مصر والمصريين ويطعن فيهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة فقد قال فى
مجموع الفتاوى ( 27 / 486 ) " وحدثنى من حدثنى من الثقات أن من هؤلاء من كان يوصى
أصحابه بأن لا يظهروا ذلك عنه خوفا من شر العامة بهذه البلاد لما فيهم من الظلم والفساد إذ
كانوا فى الأصل دعاة للقرامطة الباطنيين الذين استولوا عليها مائتى سنة فزرعوا فيهم من
أخلاق الزنادقة المنافقين وأهل الجهل المبدعين وأهل الكذب الظالمين مالم يمكن أن ينقلع إلا
بعد حين فإنه قد فتحها بإزالة ملك العبيديين أهل الإيمان "
قلت : يعنى ابن تيمية يثبت نقطتين
الأولى أن عامة المصريين أو العامة " كانوا فى الأصل دعاة للقرامطة الباطنيين الذين استولوا
عليها مائتى سنة فزرعوا فيهم من أخلاق الزنادقة المنافقين وأهل الجهل المبدعين وأهل
الكذب الظالمين مالم يمكن أن ينقلع إلا بعد حين فإنه قد فتحها بإزالة ملك العبيديين أهل الإيمان "
الثانية : أن علماء مصر مساكين ويخافون من الناس ولا يخافون من الله عز وجل .. فأين إذا الحافظ
المنذرى والإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلام الذى قال فى حقه الظاهر بيبرس تعليقا
على وفاته ما معناه " ما استقر لى الحكم إلا الآن " والعز بن عبد السلام رحمه الله هو الذى باع
أمراء المماليك فى القصة المشهورة التى لا يجادل فيها إلا المتشددون والمتنطعون ممن يقولون
هذه أكاذيب صوفية ، ويسمونه " العنز " بدلا من " العز" فاللهم انتقم منهم .
يعنى شعب مصر مبتدع باطنى قرمطى
وعلماء مصر جبناء ضعفاء مقهورين
كل ذلك بسبب حكم علماء مصر على ابن تيمية بالابتداع والزندقة فسجنوه حتى استتابوه وكتب
بخط يده أنه تاب ، ولكن ابن تيمية ذو نفسية عجيبة فقد قال تلميذه ابن عبد الهادى فى العقود
الدرية ( 1 / 284 ) " وقال له إنسان يا سيدي قد أكثر الناس عليك فقال إن هم إلا كالذباب ورفع
كفه إلى فيه ونفخ فيه قال وقام وقمنا معه حتى خرجنا فأتي بحصان فركبه ويختل بذؤابته فلم أر
أحدا أقوى قلبا ولا أشد بأسا منه " .
فانظر إلى كبر ابن تيمية وسوء أدبه ونظرته إلى الآخرين بأنهم كالذباب
وكان ابن تيمية إذا وجد أحدا تجله العامة حاول أن يذكر عنه ما ينقصه فقد حكى عنه تلميذه
الذهبى فى سير أعلام النبلاء ( 16 / 478 ) " سمعت يحيى بن عمار سمعت زاهر بن احمد
وكان للمسلمين إماما يقول نظرت في صير باب فرأيت أباالحسن الاشعري يبول في البالوعة
فدخلت فحانت الصلاة فقام يصلي وما كان تمسح ولا توضأ فذكرت الوضوء فقال لست بمحدث
قلت لعله نسي "
يعنى أبو الحسن الأشعرى إمام المتأخرين ابتداء من القرن الرابع الهجرىعند ابن تيمية يتبول ولا
يستنجى ويصلى بالناس وهو نجس ؟؟؟!!!
فابن تيمية المتهم بتنقيص أهل البيت والذى يبغض مصر والمصريين بسبب حبهم لأهل البيت
وبسبب حبسهم له بسبب شذوذه عن الأمة لم يرض أبدا بوجود الرأس الشريفة فى مصر
ومن أواخر ما نقول
منذ دخلت الرأس الشريفة مصر ( 548 هـ ) ، وقد أكرم الله كنانة الله فى أرضه بالنصر التام على
الصليبيين ثم التتار ثم الفرنجة ( بحملاتهم ) حتى كسر اليهود فى العاشر من رمضان سنة 1973 م
ولله الحمد والمنة .
وكل أصحاب هذه الانتصارات هم الذين بنوا أو وسعوا أو شاركوا فى المشهد الحسينى خلال
السنين
فتدبروا يا أولى الأبصار .
فمهما قال ابن تيمية وأتباعه وأذنابه ( أحدهم قال لا يفلح من المصريين أحد أو قلما يفلح ...
قلت والله أعلم بسبب قهر الصليبيين والتتار واليهود . فمن قال الجملة السابقة يكن من أى ملة
ومن أى دين وهو من طالب بإخراج قبر النبى صلى الله عليه وسلم من مسجده ، وهد القبة
الخضراء ) .
فسيظل حب مولانا الحسين وأهل البيت بعد حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو زاد
الموحدين .
مرة أخرى لن تقوم قائمة للمسلمين ( وإن كانوا على جزئية من الخير ) وخلافة على منهاج النبوة
( مثل خلافة الصديق والفاروق وذي النورين ومدينة العلم والحسن السبط ) إلا على يد المهدى
الذى هو من عترة النبى صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة كما قال أبوها صلى الله عليه
وسلم .
وحتى يظهر الإمام المهدى فلنتبرأ من قتلة أهل البيت وممن تاجر بدمائهم ، فلن ينصر الله أمة
ضيعت أهل نبيها ، وأضاعت أحد الثقلين .
وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا
د. محمود صبيح