[font=Times New Roman]...
حجر بن عدي (رض) ،
اسمه ونسبه: هو : حجر بن عدي ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكبر بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي الكوفي. حجر : بضم اوله وسكون الجيم ، والكندي نسبة الى كندة تـنتسب الى : ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان .
اسلامه يدعي بعض المؤرخين ان حجرا لم يكن صحابيا، ويثبتون كلامهم على ان كان صغير السن، الا ان التاريخ و يثبت عكس ذلك حيث انه عاصر الجاهلية، وذكر البعض ان حجر مارس بعض مظاهر الجاهلية، وهذا ما يدعونا نعتقد ان حجرا لم يكن طفلا صغيرا ايام جاهليته، يذكر الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج: 3 ص532) قوله : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا إبراهيم الحربي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حجر بن عدي الكندي يكنى: أبا عبد الرحمن. كان قد وفد إلى النبي (ص) وشهد القادسية، وشهد الجمل، وصفين مع علي (ع) .. وقال المرزباني: قد روي أن حجر بن عدي وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أخيه هانئ بن عدي، وكان هذا الرجل من عباد الناس وزهادهم، وكان باراً بأمه، وكان كثير الصلاة والصيام.
المستدرك على الصحيحين،(للحاكم النيسابوري) ج3 5983/1581- سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت ابن قتيبة يقول: سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول: قد أدرك حجر بن عدي الجاهلية، وأكل الدم فيها، ثم صحب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وسمع منه. وشهد مع علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- الجمل، وصفين، وقتل في موالاة علي.
سيرته وفد إلى النبي (ص) مع أخيه هانئ بن عدي وشهد حجر القادسية وهو الذي افتتح مرج عذرى وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء، وكان من المقربين الى الامام علي(ع) و شهد معه الجمل و ضفين،
وقال المرزباني: ((قد روي أن حجر بن عدي وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخيه هانئ بن عدي، وكان هذا الرجل من عباد الناس وزهادهم، وكان باراً بأمه، وكان كثير الصلاة والصيام. )) قال أبو معشر: (( ما أحدث قط إلا توضأ، ولا توضأ إلا صلى ركعتين. )) و كان حجر مع صغر سنه بين الصحابة مميزا، فقد روى الحديث عن الامام علي (ع) و قيل روى عن عمار (رض) و وشراحيل ايضا، و حارب في القادسية و هو الذي افتتح برج عذراء ، ( وعذراء قرية من قرى دمشق ومسجده بها معروف) وكان في واقعة الجمل و كان اميرا في صفين، وكان يسمى بحجر الخير، مفرقا بينه و بين (حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة)، وكان على الميسرة يوم النهروان. حدثنا خلف حدثنا عبد الله حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن المبارك قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أنه كان إذا سئل عن الركعتين عند القتل قال صلاهما خبيب و حجر وهما فاضلان.
وكان من الموالين للامام علي بن ابي طالب(ع) وقد كان من اشد المستنكرين على المغيرة وزياد بن ابي سفيان من سبهم لعلي ، ذكر ابن الاثير في (الكامل في التاريخ ج2 ص49 ) ما نصه (( فأقام المغيرة عاملًا على الكوفة وهو أحسن شيء سيرة غير أنه لا يدع شتم عليا والوقوع فيه والدعاء لعثمان والاستغفار له فإذا سمع ذلك حجر بن عدي قال: بل إياكم ذم الله ولعن! ثم قام وقال: أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل ومن تزكون أولى بالذم . ))، وكان ذلك امر و وصية من معاوية لولاته حيث ذكر ابن الاثير في (الكامل في التاريخ ج2 ص49) قوله : (أن معاوية استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين فلما أمره عليها دعاه وقال له: أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادًا على بصرك ولست تاركًا أيصاءك بخصلة: لا تترك شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم والإطراء بشيعة عثمان والإدناء لهم. )، قال الإمام أحمد: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثني الأعمش، عن أبي إسحاق. قال: قال سلمان لحجر: يا ابن أم حجر لو تقطعت أعضاؤك ما بلغت الإيمان، وكان إذ كان المغيرة بن شعبة على الكوفة إذا ذكر علياً في خطبته يتنقصه بعد مدح عثمان وشيعته فيغضب حجر هذا ويظهر الإنكار عليه.
فلما قدم زياد بن أبي سفيان واليا على الكوفة دعا بحجر بن عدي فقال تعلم أني أعرفك وقد كنت أنا وإياك على ما قد علمت يعني من حب علي بن أبي طالب (ع)، وكان حجر (رض) إذا جاء إلى المسجد مشوا معه شيعة علي (ع) فأرسل إليه عمرو بن حريث وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة وزياد بالبصرة فقال اليه : أبا عبد الرحمن ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت فقال للرسول تنكرون ما أنتم فيه إليك وراءك أوسع لك فكتب عمرو بن حريث بذلك إلى زياد وكتب إليه إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل فأغذ زياد السير حتى قدم الكوفة .
فأرسل إلى عدي بن حاتم وجرير بن عبد الله البجلي وخالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة وإلى عدة من أشراف أهل الكوفة فأرسلهم إلى حجر بن عدي ليعذر إليه وينهاه عن هذه الجماعة وأن يكف لسانه عما يتكلم به فأتوه فلم يجبهم إلى شيء ولم يكلم أحدا منهم وجعل يقول يا غلام اعلف البكر قال وبكر في ناحية الدار فقال له عدي بن حاتم أمجنون أنت أكلمك بما أكلمك به وأنت تقول يا غلام اعلف البكر فقال عدي لأصحابه ما كنت أظن هذا البائس بلغ فيه الضعف كل ما أرى فنهض القوم عنه وأتوا زيادا فأخبروه ..
فلما كان أول خطبة خطبها زياد بالكوفة، فقام حجر كما كان يقوم في أيام المغيرة، وتكلم بنحو مما قال المغيرة، فلم يعرض له زياد، ثم ركب زياد إلى البصرة، وأراد أن يأخذ حجراً معه إلى البصرة لئلا يحدث حدثاً. فقال: إني مريض. فقال: والله إنك لمريض الدين والقلب والعقل، والله لئن أحدثت شيئاً لأسعين في قتلك. ثم سار زياد إلى البصرة فبلغه أن حجراً وأصحابه أنكروا على نائبه بالكوفة - وهو عمرو بن حريث - وحصبوه وهو على المنبر يوم الجمعة. فركب زياد إلى الكوفة فنزل في القصر ثم خرج إلى المنبر وعليه قباء سندس، ومطرف خز أحمر، قد فرق شعره. وحجر جالس وحوله أصحابه أكثر ما كانوا يومئذ، وكان من لبس من أصحابه يومئذ نحو من ثلاثة آلاف، وجلسوا حوله في المسجد في الحديد والسلاح، فخطب زياد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: فإن غب البغي والغي وخيم، وإن هؤلاء أمنوني فاجترأوا عليّ، وأيم الله لئن لم تستقيموا لأداوينكم بدوائكم. ثم قال: ما أنا بشيء إن لم أمنع ساحة الكوفة من حجرٍ وأصحابه وأدعه نكالاً لمن بعده، ويل أمك يا حجر ، ثم تمثل بالابيات من الشعر وقال: أبلغ نصحية أن راعي إبلها ** سقط العشاء به على سرحان، وجعل زياد يقول في خطبته: إن من حق أمير المؤمنين - يعني كذا وكذا - فأخذ حجر كفاً حصباء فحصبه وقال: كذبت! عليك لعنة الله. ويقال: إن زياداً لما خطب طول الخطبة وأخر الصلاة ، فقال له حجر: الصلاة ، فمضى في خطبته ، فلما خشي فوت الصلاة عمد إلى كف حصباء ونادى الصلاة، وثار الناس معه. فلما رأى ذلك زياد نزل فصلى بالناس. وقال يعقوب بن سفيان: قال أبو نعيم: ((ذكر زياد بن سمية علي ابن أبي طالب على المنبر فقبض حُجر على الحصباء ثمَّ أرسلها وحصب من حوله زياداً ))
وهذه الحادثة كانت من الحوادث الاساسية في مقتل حجر، فقد اعد زياد العدة، و اخذ في اتباع حجر واراد قتله ، و التف حول حجر بعض من اصحابه، فبعث زياد الى حجر (رض) الشرطة - وهو شداد بن الهيثم -ومعه أعوانه فقال له: إن الأمير يطلبك. فامتنع من الحضور إلى زياد، وقام اصحاب حجر، فرجع إلى زياد فأعلمه، فاستنهض زياد جماعات من القبائل فركبوا مع الوالي إلى حجر وأصحابه فكان بينهم قتال بالحجارة والعصي، فعجزوا عنه.
ثم بعد ذلك بعث محمد بن الأشعث وجهز معه جيشاً، فركبوا في طلبه ولم يزالوا حتى أحضروه إلى زياد. فعند ذلك قيده زياد وسجنه عشرة أيام وبعث به إلى معاوية، وبعث معه جماعة يشهدون عليه أنه سب الخليفة، وأنه حارب الأمير. وأنه يقول: إن هذا الأمر لا يصلح إلا في آل علي بن أبي طالب.
فأن صح الحديث ان سبعة كانوا معه بعثوا الى معاوية .. الا وانه قد روي حديث عن رسول الله (ص) قال : ( سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء .) و آخر عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية حج فدخل على عائشة فقالت: يا معاوية! قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه! أما والله! لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله لهم وأهل السماء .) اقول و قد روي الحديث ايضا عن طريق أبي الاسود.
اقول و لقد وقفت على ستة منهم ولا اعلم السابع وهم (حجر بن عدي، ومحرز بن شهاب المنقري ، وصيفي بن فسيل ، وكرام بن حيان، وشريك بن شداد، وقبيصة بن ضبيعة. وكان من جملة الشهود عليه أبو بردة بن أبي موسى، ووائل بن حجر، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، وإسحاق، وإسماعيل، وموسى بنو طلحة بن عبيد الله، والمنذر بن الزبير، وكثير بن شهاب، وثابت بن ربعي.
فلما ساروا بحجر مروا بقرية فقال حجر ما هذه القرية قالوا عذراء قال الحمد لله أما والله إني لأول مسلم نبح كلابها في سبيل الله ثم أتي بي اليوم إليها مصفودا
مقتله يرحمه الله
لما امرا عليه بالقتل هو و اصحابه (رض) ودفع كل رجل منهم إلى رجل من أهل الشام ليقتله ودفع حجر (رض) إلى رجل من حمير فقدمه ليقتله فقال يا هؤلاء دعوني أصلي ركعتين ، او دعوني حتى أتوضأ. فقالوا: توضأ. فقال: دعوني حتى أصلي ركعتين فصلاهما وخفف فيهما، ثم قال: لولا أن يقولوا ما بي جزع من الموت لطولتهما. ثم قدموه للقتل وقد حفرت قبورهم ونشرت أكفانهم، فلما تقدم إليه السياف ارتعدت فرائصه فقيل له: إنك قلت لست بجازع. فقال: ومالي لا أجزع وأنا أرى قبراً محفوراً، وكفناً منشوراً، وسيفاً مشهوراً. فأرسلها مثلاً. ثم تقدم إليه السياف، وهو أبو شريف البدوي. وقال حجر اللهم إنا نستعديك على أمتنا فإن أهل العراق شهدوا علينا وإن أهل الشام قتلونا فتقدم إليه رجل أعور فقال له: أمدد عنقك. فقال: لا أعين على قتل نفسي، فضربه فقتله. وكان قد أوصى أن يدفن في قيوده، ففعل به ذلك. وروي أن الحسن بن علي قال: أصلوا عليه ودفنوه في قيوده؟ قالوا: نعم ! قال: حجهم والله. والظاهر ان من قال هذا هو الحسين (ع) حيث ان حجرا قتل في سنة إحدى وخمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين،
ذلك وقد روي ان عبد الرحمن بن الحارث قال لمعاوية: أقتلت حجر بن الأدبر؟ فقال معاوية: قتله أحب إليّ من أن أقتل معه مائة ألف.
أخبرنا حماد بن مسعدة عن بن عون عن محمد قال لما أتي بحجر فأمر بقتله قال ادفنوني في ثيابي فإني أبعث مخاصما، و قيل انه قال ( لا تطلقوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً فإني ملاق معاوية على الجادة.) ويروى أنه لما أخذ في قيوده سائراً من الكوفة إلى الشام، تلقته بناته في الطريق وهن يبكين ، فمال نحوهن فقال: إن الذي يطعمكم ويكسوكم هو الله وهو باقٍ لكنّ بعدي، فعليكنّ بتقوى الله وعبادته، وإني إما أن أقتل في وجهي وهي شهادة، أو أن أرجع إليكن مكرماً، والله خليفتي عليكم.
وقد نعته امرأة وقامت ترثيه قيل هي هند بنت زيد بن مخرمة الأنصارية و يقال انها هند أخت حجر. وقالت في ابيات هي :
[poet font="Times New Roman,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] ترفع أيها القمر المنير=تبصر هل ترى حجراً يسير يسير إلى معاوية بن حربٍ=ليقتله كما زعم الأمير يرى قتل الخيار عليه حقا=له من شر أمته وزير ألا يا ليت حجراً مات يوما=ولم يُنحر كما نحر البعير تجبرت الجبابر بعد حجر=وطاب لها الخورنق والسدير وأصبحت البلاد له محولاً=كأن لم يحيها مزنٌ مطير ألا يا حجر حجر بن عدي=تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردى عديا=وشيخاً في دمشق له زبير فإن تهلك فكل زعيم قوم=من الدنيا إلى هلكٍ يصير فرضوا أن الآله عليك ميتاً=وجنات بها نعمٌ وحور [/poet]
اقول و قد روي في بعض الاخبار عن ابن جرير: أن معاوية جعل يغرغر بالموت، وهو يقول: إن يومي بك يا حجر بن عدي لطويل، قالها ثلاثاً.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا إسمعيل بن علية عن ابن عون عن نافع قال كان ابن عمر في السوق فنعي إليه حجر فأطلق حبوته وقام وقد غلب عليه النحيب.
قيل قتل في شعبان سنة إحدى وخمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين،
يتبع[/font]
|