اشترك في: الأربعاء أكتوبر 13, 2004 10:41 am مشاركات: 80
|
[font=Times New Roman]...
الصحابي الجليل، ابن الصحابي الجليل، ابن من ابتلي في اول الاسلام، الشهيد بن الشهيد، صاحب الرسول (ص) وصاحب الامام علي (ع).
اسمه و نسبه : عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين ويقال ابن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي حليف لبني مخزوم. كما ذكره في (الاستيعاب في تمييز الأصحاب ج2 ص41 )
صفاته : كان طويلا اشهل بعيد ما بين المنكبين.
سيرته : قدم ابوه ياسر من اليمن وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عمار فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات ، و عندما بعث الله رسوله محمد (ص) بالرسالة الخالدة وأسلم ياسر وابنه عمار وسمية وعبد الله أخو عمار بن ياسر وكان إسلامهم قديماً في أول الإسلام وكانوا ممن يعذب في الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم وهم يعذبون فيقول: (صبراً يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر) وقد فعلت ومن حديث ابن شهاب عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله فقال لهم: " صبراً يا آل ياسر إن موعدكم الجنة".
و قد عذب في الله عذاب فاعطى المشركين ما أرادوا بلسانه تقية لما اصابه من البلاء و لكن قلبه كان مطمأن بالإيمان قلبه فنزلت فيه: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " النحل 106. وهذا مما اجتمع أهل التفسير عليه. وقصة هذه الحادثة انه عندما كان المشركون يخرجون عمارًا وأباه وأمه إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء يعذبونهم بحر الرمضاء فمر بهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: (صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة). و بعد موت ابا عمار (ياسر) في العذاب اغلظت سمية ام ياسر (رض) اغلظت القول لابي جهل فطعنها في قلبها بحربة فماتت وهي اول شهيدة في الاسلامة، بعدها اكثروا العذاب على عمار بالحر و الرمضاء ساعة و بوضع الصخر على صدره تارة اخرى و بالتغريق و قد قالوا له سوف لن نتركك حتلى تذكر الهتنا بخير و ان تسب محمدا ففعل ثم تركوه فاتي النبي (ص) فقال له رسول الله : ماورائك .. قال شر يارسول الله فقص عليه قصته .. فقال له رسول الله (ص) فكيف تجد قلبك .. قال عمار اجده مطمئنا بالايمان ... فقال رسول الله (ص) : ياعمار ان عادو فعد و انزلت الاية.. و حارب في معظم بل كل الغزوات مع رسول الله (ص) و صفين مع الامام علي (ع) و هو في التسعين من عمرة و قيل ثلاثة و تسعين. و بعثه عمر بن الخطاب امير على اهل الكوفة روى شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: قرأت كتاب عمر إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم عمار أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطيعوا لهما واقتدوا بهما فإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي أثرة. صلى القبلتين و هاجر الى أرض الحبشة ، و شهد بدرا، وأبلى ببدرٍ بلاء و شهد اليمامة و حارب فيها وقطعت اذنه في اليمامة . و ذكر عنه الواقدي : حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال. وكان رحمة الله شجاعا و يروى انه خرج يوم صفين على الناس فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته. اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته. وإني لا أعلم اليوم عملًا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ولو أعلم عملًا هو أرضى لك منه لفعلته. والله إني لأرى قومًا ليضربنكم ضربًا يرتاب منه المبطلون وايم الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق وأنهم على الباطل.
هكذا هم اصحاب الامام علي (ع) هم من بايعوا عليا، ويعلمون انه على الحق، و قد روي عنه (رحمه الله) انه قال : كنت ترباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنه لم يكن أحد أقرب به سناً مني.
اقوال النبي (ص) في عمار
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن عمار ملىء إيماناً إلى مشاشه " ويروى: " إلى أخمص قدميه ". و روي عن عائشة قالت: ما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أشاء أن أقول فيه إلا قلت إلا عمار بن ياسر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: " إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيماناً ". ومن حديث خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أبغض عمار أبغضه الله تعالى ". وروي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " اشتاقت الجنة إلى علي و وعمار وسلمان وبلالٍ رضي الله عنهم ". ومن حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فعرف صوته فقال: " مرحباً بالطيب المطيب ائذنوا له ". وروى الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا مع علي رضي الله عنه صفين فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحيةٍ ولا وادٍ من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم وسمعت عمار يقول يومئذ لهاشم بن عقبة: يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة اليوم ألقى الأحبة: محمداً وحزبه. والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال: نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تأويله ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله أو يرجع الحق إلى سبيله قال: فلم أر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذ. وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة حين احتضر وأعيد ذكر الفتنة: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا قال: عليكم بابن سمية فإنه لن يفارق الحق حتى يموت أو قال: فإنه يدور مع الحق حيث دار. وروى الشعبي عن الأحنف بن قيس في خبر صفين قال: ثم حمل عمار فحمل عليه ابن جزء السكسكي وأبو الغادية الفزاري فأما أبو الغادية فطعنه وأما ابن جزء فاحتز رأسه. وذكر تمام الحديث وقد ذكرته فيما خرجت من طرق حديث عمار : " تقتلك الفئة الباغية ".
مقتله رحمه الله .. روى وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى فأتى بشربة من لبن فشرب فقال: اليوم ألقى الأحبة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ثم استسقى فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه ضياح من لبن فقال عمار حين شربه: الحمد لله الجنة تحت الأسنة ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل ثم قاتل حتى قتل.
فأتى جماعةٌ إلى معاوية كلهم يقول: أنا قتلت عمارًا. فيقول عمرو: فما سمعته يقول فيخلطون فأتاه ابن حوي فقال: أنا قتلته فسمعته يقول: اليوم ألقى الأحبة محمدًا وحزبه. فقال له عمرو: أنت صاحبه ثم قال: رويدًا والله ما ظفرت يداك ولقد أسخطت ربك. قيل: إن أبا الغازية قتل عمارًا عاش إلى زمن الحجاج ودخل عليه فأكرمه الحجاج وقال له: أنت قتلت ابن سمية يعني عمارًا. قال: نعم. فقال: من سره أن ينظر إلى عظيم الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا الذي قتل ابن سمية ثم سأله أبو الغازية حاجته فلم يجبه إليها فقال: نوطئ لهم الدنيا ولا يعطونا منها ويزعم أني عظيم الباع يوم القيامة! فقال الحجاج: أجل والله من كان ضرسه مثل أحد وفخذه مثل جبل ورقان ومجلسه مثل المدينة والربذة إنه لعظيم الباع يوم القيامة والله لو أن عمارًا قتله أهل الأرض كلهم لدخلوا كلهم النار. وقال عبد الرحمن السلمي: لما قتل عمار دخلت عسكر معاوية لأنظر هل بلغ منهم قتل عمار ما بلغ منا وكنا إذا تركنا القتال تحدثوا وتحدثنا إليهم فإذا معاوية وعمرو وأبو الأعور وعبد الله بن عمرو يتسايرون فأدخلت فرسي بينهم لئلا يفوتني ما يقولون فقال عبد الله لأبيه: يا أبه قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما قال قال: وما قال قال: ألم يكن المسلمون ينقلون في بناء مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبنة لبنة و عمار لبنتين لبنتين فغشي عليه فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: (ويحك يا ابن سمية الناس ينقلون لبنة لبنة وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية). فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد الله قال: وما يقول فأخبره فقال معاوية: أنحن قتلناه إنما قتله من جاء به. فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون: إنما قتل عمارًا من جاء به فلا أدري من كان أعجب أهو أم هم. فلما قتل عمار علي لربيعة وهمدان: أنتم درعي ورمحي فانتدب له نحو من اثني عشر ألفًا وتقدمهم علي على بغلة فحملوا معه حملة رجل واحد فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتقض وقتلوا كل من انتهوا إليه حتى بلغوا معاوية وعلي يقول: أقتلهم ولا أرى معاويه الجاحظ العين العظيم الحاويه ثم نادى معاوية فقال علي: علام يقتل الناس بيننا هلم أحاكمك إلى الله فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور. فقال له عمرو: أنصفك. فقال له معاوية: ما أنصفت إنك لتعلم أنه لم يبرز إليه أحد إلا قتله. فقال له عمرو: ما يحسن بك ترك مبارزته. فقال له معاوية: طمعت فيها بعدي! وكان أصحاب علي قد وكلوا به رجلين يحافظانه لئلا يقاتل وكان يحمل إذا غفلا فلا يرجع حتى يخضب سيفه وإنه حمل مرة فلم يرجع حتى انثنى سيفه فألقاه إليهم وقال: لولا أنه أنثنى ما رجعت إليكم. فقال الأعمش لأبي عبد الرحمن: هذا والله ضرب غير مرتاب. فقال أبو عبد الرحمن: سمع القوم شيئًا فأدوه ما كانوا بكاذبين. وأسر معاوية جماعةً من أصحاب علي فقال له عمرو: اقتلهم. فقال عمرو ابن أوس الأودي: لا تقتلني فإنك خالي. قال: من أين أنا خالك ولم يكن بيننا وبين أود مصاهرة قال: إن أخبرتك فهو أماني عندك قال: نعم. قال: أليست أختك أم حبيبة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: بلى. قال: فإني ابنها وأنت أخوها فأنت خالي. فقال معاوية: ما له لله أبوه! أما كان في هؤلاء من يفطن لها غيره وخلى سبيله وكان قد أسر علي أسارى كثيرة فخلى سبيلهم فجاؤوا معاوية وإن عمرًا ليقول له وقد أسر أيضًا أسارى كثيرة: اقتلهم فلما وصل أصحابهم قال معاوية: يا عمرو لو أطعناك في هؤلاء الأسارى لوقعنا في قبيح من الأمر وخلى سبيل من عنده.
وقيل ان قاتله أبو عادية المزني طعنه برمح فسقط فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاجتز رأسه وأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول: أنا قتلته فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار فسمعها منه معاوية فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو: ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار فقال عمرو: هو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تقتل عمار الفئة الباغية ".
وكانت صفين في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ودفنه علي رضي الله عنه في ثيابه ولم يغسله وصلى عليه .
ااختلف المؤرخون في عمره عند قتله فمنهم من قال 93 ومنهم من قال 92 ومنهم 91 سنة.
يتبع[/font]
|
|