موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



منتدى مغلق هذا الموضوع مغلق ، لا تستطيع تعديله أو إضافة الردود عليه  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ابن تيمية والامام علي (ع) وقلب الحقائق
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 30, 2004 1:11 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء أكتوبر 13, 2004 10:41 am
مشاركات: 80
[font=Times New Roman]...


عندما يقف الانسان امام سلطان أو قل حاكم، وأراد ان يتكلم تراه يقف هنيئة ليفكر فيما سوف يقول، وعندما يريد ان يذكر مزايا احدا عرفهم وعرفه الناس، ترى الافكار تتداخل ، وكأن الفرد تتداخل افكاره فيما سوف يقول، وهكذا ترتفع حدة هذه الحالة من شخصية واخرى، وانا اليوم اقف امام شخصية عجز القلم ان يخط ما به من مزايا، بل عجزت العقول والكتب ان تحوي ما قيل وقالوا فيه، حتى ان البعض انكر ذلك واخد يبدل تلك المزايا الى ما يفيد عكسها.

الشخصة التي قال فيها رسول الله (ص) (( من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصى الله و من أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني )) اخرجه الحاكم في المستدرك بحديث رقم 4641 عن أبي ذر وعلق عليه وقال ((هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه)) فلما اصبحت طاعته من طاعة الرسول (ص) وطاعة الرسول من طاعة الله وهذه المقولات لا تحتاج الى شارح لها فهي جازمة مانعة من تسلط الاهواء عليها ،،
وروى الحاكم في المستدرك الجزء الثالث ص127
(حدثنا) أبو الفضل محمد بن ابراهيم المزكى ثنا احمد بن سلمة والحسين بن محمد القتباني
(وحدثني) أبو الحسن احمد بن الخضر الشافعي ثنا ابراهيم بن ابي طالب ومحمد بن اسحاق
(وحدثنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن امية القرشى بالساقة ثنا أحمد بن يحيى بن اسحاق الحلواني:
(قالوا) ثنا أبو الازهر وقد حدثناه أبو على المزكى عن ابى الازهر قال ثنا عبد الرزاق انبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله عنهما قال:
((نظرَ النبيُ صلى الله عليه وآله إلى علي فقال: يا علي انتَ سيدٌ في الدنيا، سيدٌ في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويلُ لمن ابغضكَ بعدى))

وهو من قال فيه رسول الله (ص) ((من يريد أن يحيى حياتي و يموت موتي و يسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى و لن يدخلكم في ضلالة))

والعادة جرت في الحديث عن الشخصيات، عند الجميع انه عندما نذكر شخصة ما، ان نذكر ما قيل فيها ممن يحبون هذه الشخصية ويذكرون مابه من حسنات، إلا انني سوف اخالف هذه العادة، وابدأ ذكر بعض الاحداث التي قد تبدي بعض الظلامات التي احدثوها بعض الناس في علي عليه السلام.

والكل سمع ان الامام علي عليه السلام قد سُب فوق المنابر، ويبدو اني سوف اذكر بعض من وثق هذا الحدث، ثم اذكر ما قيل في محاولة تغيير الحقائق، وقلب المزايا الحسنة الى سيئة في حق الامام علي عليه السلام. فمضلومية آل البيت ليست فقط في قتلهم وتشريدهم وملاحقة اولادهم بل حتى في قلب مزاياهم الحسنة الى ما يفيد عكسها.


روى احمد في مسنده في الجزء الاول ص189 عن عبد الله بن ظالم المازنى قال: لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة، قال: فاقام خطباء يقعون في علي قال وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: فغضب فقام فاخذ بيدى فتبعته فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذى يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فاشهد على التسعة انهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم ))

وروى ابن أبي شيبة في المصنف الجزء السابع ص496 ((عن سعد قال: قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية فغضب سعد فقال: [تقول هذا الرجل] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "له ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها))

واخرج مسلم في الصحيح الجزء السابع ص123 (( عن سهل بن سعد قال: ‏ ‏اسْتُعْمِلَ على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره ان يشتم علياً، قال: فأبى سهل، فقال له: أما إذ أبيت فقل: لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعلى اسم احب إليه من ابى التراب وان كان ليفرح إذا دعى بها))

ويذكر ابن الاثير في الكامل في التاريخ في الجزء الثاني ص 49 في احداث سنة إحدى وخمسين يقول في ذكر مقتل حجر بن عدي ((في هذه السنة قتل حجر بن عدي وأصحابه‏.‏ وسبب ذلك أن معاوية استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين فلما أمره عليها دعاه وقال له‏:‏ أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادًا على بصرك ولست تاركًا أيصاءك بخصلة‏:‏ لا تترك شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم والإطراء بشيعة عثمان والإدناء لهم‏.))
ويقول ابن الاثير في الكامل في التاريخ في ص 611 قوله : ((ولما ولي المغيرة الكوفة استعمل كثير بن شهاب على الري، وكان يكثر سب علي منبر الري، وبقي عليها إلى أن ولي زياد الكوفة، فأقره عليها))

ويقول في ص717 : ((وكان مروان قصيراً أحمر أوقص، يكنى أبا الحكم، وأبا عبد الملك، وأعتق في يوم واحد مائة رقبة، وولي المدينة لمعاوية مرات، فكان إذا ولي يبالغ في سب علي))


وروى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق في الجزء 50 ص96 حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا خالد بن يزيد عن معاوية قال: كان لا يقوم أحد من بني أمية إلا سب علياً فلم يسبه عمر فقال كثير عزة:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف **** بريا ولم تقنع سجية مجرم
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي **** فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
وذكر ذلك ايضا الذهبي في سير اعلام النبلاء في الجزء الخامس ص147

اقول : ونحن نعلم ان معاوية تولى الخلافة سنة 48هـ ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء الجزء الثالث ص 137 وان عمر بن عبد العزيز قد تولى الخلافة في سنة 99هـ فأصبح معرفا ان الامام علي عليه السلام قد سب فوق المنابر 51 سنة.

وفيما ذكره المزي في تهذيب الكمال الجزء الخامس ص572 قوله حدثنا بن عياش قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه. وقال ايضا : حدثنا يحيى بن المغيرة قال: ذكر جرير أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر. في حين ان المزي يعتبر حريزا من الثقات وقال في ص580 قوله : عن أبي داود : سألت أحمد بن حنبل، عن حريز، فقال: ثقة، ثقة، ثقة.


ولعلنا نذكر ما جاء عن الزمخشري في ربيع الأبرار على ما يعلق بالخاطر، والحافظ السيوطي: إنه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنه لهم معاوية من ذلك. وفي ذلك يقول العلامة الشيخ أحمد الحفظي الشافعي في أرجوزته:

[poet font="Times New Roman,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وقد حكى الشيخ السيوطي: إنه =قد كان فيما جعلوه سنه
سبعون ألف منبر وعشره=من فوقهن يلعنون حيدره
وهذه في جنبها العظائم=تصغر بل توجه اللوائم
فهل ترى من سنها يعادى ؟=أم لا وهل يستر أو يهادى؟
أو عالم يقول: عنه نسكت ؟=أجب فإني للجواب منصت
وليت شعري هل يقال : اجتهدا=كقولهم في بغيه أم ألحدا؟
أليس ذا يؤذيه أم لا ؟ فاسمعن=إن الذي يؤذيه من ومن ومن؟
بل جاء في حديث أم سلمة:=هل فيكم الله يسب مه لمه؟
عاون أخا العرفان بالجواب=وعاد من عادى أبا تراب

[/poet]

وروى الطبراني في المعجم ج23 ص323 ((عن أبي عبد الله الجدلي قال قالت أم سلمة يا أبا عبد الله أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قلت ومن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أليس يسب علي ومن يحبه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ))

ويذكر المسعودي في مروج الذهب في (ص345) قوله : ((وَمَرَّ ابن عباس بقوم ينالون من علي وشبونه، فقال لقائده: أدْنِنِي منهم، فأدناه، فقال: أيكم الساب اللّه? قالوا: نعوذ باللّه أن نسب اللّه، فقال: أيكم الساب صلى الله عليه وسلم? فقالوا: نعوذ باللّه أن نسب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: أيكم الساب علي بن أبي طالب? قالوا: أما هذه فنعم، قال: أشهد لقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من سبني فقد سب الله، ومن سب عليا فقد سبني " فأطْرَقُوا))

ويذكر قال الطبراني في المعجم الجزء الثالث ص72 ((عن بي مجلز قال قال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمعاوية إن الحسن بن علي عيي وإن له كلاما ورأيا وإنه قد علمنا كلامه فيتكلم كلاما فلا يجد كلاما فقال لا تفعلوا فأبوا عليه فصعد عمرو المنبر فذكر عليا ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى علي ثم وقع في علي رضي الله تعالى عنه ثم قيل للحسن بن علي اصعد فقال لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقا أن تصدقوني وأن قلت باطلا أن تكذبوني فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال بالله يا عمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله السائق والراكب أحدهما فلان قالا اللهم نعم بلى قال أنشدك الله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عمرا بكل قافية قالها لعنة قالا اللهم بلى قال أنشدك الله يا عمرو وأنت يا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قوم هذا قالا بلى قال الحسن فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا وذكر الحديث))


وروى الحاكم في المستدرك عن زياد بن علاقة عن عمه : أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب ، فقام إليه زيد بن أرقم فقال : يا مغيرة ! ألم تعلن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الأموات ؟ فلم تسب عليا وقد مات ؟!
وقال حديث صحيح على شرط الشيخين
وصححه الألباني بحديث رقم 2397 في السلسة الصحيحة 5 وقال عنه صحيح


ومما يؤسف له في تاريخ المسلمين ان التشدد والكره الاعمى جعل البعض يقتل الناس بالاسم ، لظنهم انهم ممن ينتمون الى آل البيت ويكفينا ما يذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (سنة101-120) ص427 قوله (( قال أبو عبد الرحمن المقرئ : بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه ، فبلغ ذلك رباحا ، فقال : هو -أي ابنه- عُلي ))

وما عسانا ان نقول في ذلك ،، فكأن ما حدث هو ما تفعله الكلاب عندما تسمع صدى عوائها يرجع عليها من صخور الجبال العاتية، فتظن انها قد اخافت الجبال بعلو نباحها.

وأما ماذكرنا سابقا فيما يختص بقلب المزايا الحسنة الى سيئة، نذكر بعضها، ولعلنا نوفق في عرض ما يخالفها من السنة المطهرة ،، يقول ابن تيمية في منهاج السنة الجزء السابع ص137 ((و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامةالصحابة والتابعين كانوا يودونهما وكانوا خير القرون و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه))
ولو اننا رجعنا الى كتب السنة والصحيح منها فان في قوله هذا اتهام للصحابة بالنفاق، حيث اخرج مسلم في صحيحه عن علي ((والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.)) اخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في سننه وابن ماجه في السنن واحمد في مسنده وكذلك تحفة الأحوذي.
وروى الحاكم في المستدرك بحديث رقم 4643 ((عن أبي عبد الله الجدلي ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله و رسوله و التخلف عن الصلوات و البغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ) وقال (هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه ).

وله شاهد من حديث ام سلمه رواه احمد في مسنده ((عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر قال حدثني مساور الحميري عن أمه قالت: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -لعلي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق))

واما الاتهامات التي قد عدّلت وصنفت حتى تنال من الامام علي عليه السلام فهي كثير ولعل اتهامه انه غير عادل في حكمه أو انه قال ابن تيمية في منهاج السنة الجزء الثاني ص203 قوله : (( وليس علينا أن نبايع عاجزا عن العدل فينا ولا تاركا له، فأئمة أهل السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأمورا به ولا واجبا ولا مستحبا))
اقول في حين ان البخاري يروي في التفسير وأبو نعيم عن ابن عباس قال، قال عمر: ((أقضانا علي وأقرؤنا أبَيّ))، ونحوه عن أبَيّ وآخرين، وللحاكم عن ابن مسعود قال: ((كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي))، وقال صحيح


والاكثر جدلا ان عليا عليه السلام الذي اجتمعت عليه الامة في مزاياه، سنة وشيعة وانه لم يسجد لصنما قط ، ولم يشرب الخمر ، نرى ان ابن تيمية له رأي آخر حيث يقول في منهاج السنة النبوية الجزء السابع صفحة 237 قوله ((وأما أبو بكر فلم يعرف أنه أنكر عليه شيئا ولا كان أيضا يتقدم في شيء اللهم إلا لما تنازع هو وعمر فيمن يولى من بني تميم حتى ارتفعت أصواتهما فأنزل الله هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول وليس تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بأكثر من تأذيه في قصة فاطمة وقد قال تعالى وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله وقد أنزل الله تعالى في على يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون لما صلى فقرا وخلط )) وهذا الكلام لا تقوم له قائمة حيث ان الحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك برقم 3199 /316 لا ينسب شرب الخمر لعلي عليه السلام وهذا نصه ((عن أبي عبد الرحمن، عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال: دعانا رجل من الأنصار قبل تحريم الخمر فحضرت صلاة المغرب، فتقدم رجل فقرأ: {قل يا أيها الكافرون} فالتبس عليه، فنزلت: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} [النساء: 43]. الآية.)) وعلق عليه بقوله (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) وقال ((وفي هذا الحديث فائدة كثيرة وهي أن الخوارج تنسب هذا السكر وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره، وقد برأه الله منها، فإنه راوي هذا الحديث))

وأعجب كل العجب ممن اراد ان يقلب الموازين ، فيقول ان الامام علي عليه السلام آذى رسول الله (ص)، وأغضبه، فيقول ((لكن المقصود أنه لو قٌدِّر أن أبا بكر آذاها ، فلم يؤذها لغرض نفسه بل ليطيع الله ورسوله ويوصل الحق إلى مستحقه ، وعلى رضى الله عنه كان قصده أن يتزوج عليها فله فى أذاها غرض بخلاف أبى بكر ، فعلم أن أبا بكر كان أبعد أن يذم بأذاها من على ، وأنه قصد طاعة الله ورسوله بما لاحظ له فيه ، بخلاف على فإنه كان له حظ فيما رابها به ، وأبو بكر كان من جنس من هاجر إلى الله ورسوله ، وهذا لا يشبه من كان مقصوده امرأة يتزوجها). منهاج السنة ج4 ص255

وكل ذلك انما امر قد اخبر به رسول الله (ص) لعلي عليه السلام وللإستفادة نذكر هذا الحديث للحافظ الهيثمي ص.156 برقم 14690 ((عن علي بن أبي طالب قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ أتينا على حديقة فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة! فقال: "إن لك في الجنة أحسن منها". ثم مررنا بأخرى فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة! قال: "لك في الجنة أحسن منها". حتى مررنا بسبع حدائق، كل ذلك أقول: ما أحسنها، ويقول: "لك في الجنة أحسن منها". فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، قلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: "ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي". قال: قلت: يا رسول الله في سلامة من ديني؟ قال: "في سلامة من دينك". واخرجه المتقي الهندي في الكنز و الطبراني في الكبير بلفض (لا يبدونها لك حتى يفقدوني) وله شاهد من حديث ثعلبة ((أنه قال على المنبر: والله إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن الأمة ستغدر بي))

وروى الحاكم في المستدرك بحديث رقم4755 ((عن ميناء بن أبي ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أنا الشجرة و فاطمة فرعها و علي لقاحها و الحسن و الحسين ثمرتها و شيعتنا ورقها و أصل الشجرة في جنة عدن و سائر الجنة))
وفي السند إسحاق الدبري وهو صدوق وعبد الرزاق و أبوه و جده ثقات و ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم و سمع منه و الله أعلم .

فائدة :
الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ص545
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ قلت يا رسول الله‏:‏ من أكرم الخلق على الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يا عائشة أما تقرئين ‏{[color=#FF0000]‏إن الذين آمنوا وعملو الصالحات أولئك هم خير البرية‏}[/color]‏ ‏"‏‏.‏
وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية‏}‏ ‏"‏ فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا‏:‏ جاء خير البرية‏.‏
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا‏:‏ علي خير البرية‏.‏
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية‏}‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي‏:‏ هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين‏"‏‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن علي قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألم تسمع قول الله‏:‏ ‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية‏}‏ أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين‏"‏‏.‏


واخرج الطبراني في الجزء الاول ص320 ((عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا مبعثا فلما قدم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الله ورسوله وجبريل عليهم السلام عنك راضون
وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي من أحبه فقد أحبني ومن احبني فقد أحبه الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله
وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوهكم وإن عدوك يردون علي ظماء مقبحين
وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى أنك أخي وأنا أخوك
وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي إن أول أربعة يدخلون الحنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا
وبإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي والذي نفسي بيده لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من المسلمين إلا أخذ التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة))

ولكم اجمل تحياتي[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
منتدى مغلق هذا الموضوع مغلق ، لا تستطيع تعديله أو إضافة الردود عليه  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط