موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 16, 2006 12:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435


54 – ومنهم صاحب الأسرار والتمكين ، وأساس أهل
اليقين ، أبو حمزة البغدادى البزاز .


كان من كبار المتكلمين فى علم الصوفية ، وهو مريد الحارث المحاسبى ،
واجتمع بالسرى ، وعاصر النورى وخير النساج . وكان يدرس بجامع
الرصافة فى بغداد . كان عالماً متبعاً سير القرآن وحكمه ، راوية لأحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم بسندها الصحيح ، وقد كان مع النورى
فى وقعته وبلائه ، وأنجاهما الله تعالى معاً من القتل ، وسأبين هذه
الحكاية عندما أكتب فى مذهب النورية .

يروى أنه قال : " إذا سلمت منك نفسك فقد أديت حقها ، وإذا سلم منك
الخلق فقد أديت حقهم ".

معنى ذلك أن عليك واجبين : واجباً لنفسك ، وواجباً للخلق ؛ فإذا امتنعت
عن المعصية ، وبحثت عن طريق النجاة ، فقد أديت واجب نفسك ؛ وإذا أمن
الناس بوائقك فقد أديت واجبهم . احذر أن توقع نفسك فى المعصية ، واحذر
أن تلحق الضرر بالناس ، وبعد ذلك قم عاملاً بأداء بما افترضه عليك سبحانه
وتعالى . والله أعلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 19, 2006 11:17 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

55 - ومنهم من هو فى فنه إمام عالى الحال ، لطيف
الكلام ، أبو بكر محمد بن موسى الواسطى ،


كان صوفياً متعمقاً ، مكرماً فى نظر المشايخ وكان من تلاميذ الجنيد ،
وكان أهل الظاهر يتهمونه لغرابة عباراته وغموضها ، ولم تطل له الإقامة
فى أى بلد إلا فى مرو حيث أكرمه سكانها ، وذلك للطافة طبعه ،
وحسن أخلاقه ، فقد كان رجلاً فاضلاً فاستمعوا لأقواله ، وقضى
حياته كلها هناك .

يروى أنه قال : " الذاكرون فى ذكره أكثر غفلة من الناسين لذكره لأن ذكره
سواه ". لأنه من نسى الذكر فلا شىء عليه ، ولكن الذنب كل الذنب
على من تذكر ذكره ، وغفل عن المذكور ، لأن إهمال المذكور مع الفكر
فى الذكر أقرب إلى الغفلة بصورة يزيد على إهمال الذكر بدون فكر .
وكل من نسى فى غفلته وغيبته ، لا يظن أنه حاضر مع الله ، ولكن كل
من نظر إلى نفسه ، أثناء حضوره أو غيبته ، يظن أنه حاضر مع الله .
لذلك كان من يظن أنه حاضر مع الله – وهو ليس بحاضر – أقرب فى الحقيقة
إلى الغفلة ممن هو غائب دون أن يعرف أنه غائب . لأن الغرور مهلكة
لطالبى الحق ، إذ كلما زاد الغرور قلت الحقيقة والعكس بالعكس .
وينجم الغرور عن فساد الفكر الذى ينجم بدوره عن ضراوة النفس الدنيئة .
والهمة لا دخل لها فى هذين الأمرين ، فذكر الله تعالى إما أن يكون فى غيبة
أو فى حضور . فإذا كان العبد غائباً عن نفسه ، حاضراً مع الله ، فليس مقامه
مقام الحضور ، ولكنه مقام المشاهدة ، ومن كان غائباً عن الله تعالى حاضراً
مع نفسه ، فليس ذلك بذكر وإنما يكون ذلك غيبة ، والغيبة نتيجة الغفلة ،
والله أعلم بالحقائق .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 20, 2006 11:22 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

56 – ومنهم سكينة الأحوال ، وسفينة المقال ،
أبو بكر دلف بن جحدر الشبلى .


كان من مشاهير المشايخ ، وكانت حياته خالية من كل شائبة ،
وتمتع بكمال الوقت مع الله . كان دقيقاً فى إشاراته ، حيث قال
أحد المحدثين عنه : " ثلاثة من عجائب الدنيا : إشارات الشبلى ،
ونكت المرتعش ، وحكايات جعفر ".

وكان ابن رئيس حجاب الخليفة ، وقد تاب فى مجلس خير النساج ،
وصار بعد ذلك مريداً للجنيد ، واتصل بكثير من المشايخ . يروى أنه
قال فى تفسير الآية : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } النور30 –
أى أبصار الرؤوس عن المحارم ، وأبصار القلوب عما سوى الله . يعنى
ألا يتفكروا فى غير مشاهدة الله ، وإنه من علامة الغفلة أن يتبع
الإنسان شهوته ، ويرغب فيما هو محرم ، والخطأ العظيم الذى يعتور
الغافل أنه يجهل خطأه ، لأنه من كان جاهلاً هنا صار جاهلاً هناك ،
وذلك مدلول قوله تعالى { وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ
أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } الإسراء72 . وفى الحقيقة إذا لم يخلِّص الله
سبحانه وتعالى قلب عبده من الرغبة فى اللذة فالعين الجسمانية
لا أمن لها من الخطر الخفى ، وإذا لم يثبت الله تعالى مراده فى قلب
عبده فالعين الروحانية لا تأمن النظر إلى غيره .

يروى أنه ذهب ذات يوم إلى السوق فقال عنه الناس : هذا رجل مجنون .
فرد عليهم قائلاً " أنا عندكم مجنون وأنتم عندى أصحاء فزادنى الله فى
جنونى ، وزادكم فى صحتكم " أعنى أن جنونى هو نتيجة محبة الله
الصادقة ، بينما عقلكم هو نتيجة الغفلة الكبيرة ، فاللهم زدنى فى جنونى
حتى أكون قريباً منك ، وزد فى عقلكم حتى تزدادوا بعداً . وقد قال هذا
من غيرته على من لا يفرق بين الجنون والمحبة ، ولا يكاد يفرق بينهما
فى هذه الدنيا ولا فى الدار الآخرة .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط