[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:7 groove gray;][cell=filter:;][I][align=justify] من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 11 ]
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد 1 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءة عليه وأسمع في شعبان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة قال أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان بن إسحاق البردعي قراءة عليه في ذي القعدة في سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثنا خالد بن خداش بن عجلان المهلبي وإسماعيل بن إبراهيم بن بسام قالا حدثنا صالح المري عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال عدت شابا من الأنصار فما كان بأسرع من أن مات فأغمضناه ومددنا عليه الثوب فقال بعضنا لأمه احتسبيه
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 12 ]
قالت وقد مات قلنا نعم قالت أحق ما تقولون قلنا نعم فمدت يديها إلى السماء وقالت اللهم إني آمنت بك وهاجرت إلى رسولك فإذا أنزلت بي شدة شديدة دعوتك ففرجتها فأسألك اللهم أن لا تحمل علي هذه المصيبة اليوم قال فكشف الثوب عن وجهه فما برجنا حتى أكلنا وأكل معنا 2 - حدثنا عبد الله قال فحدثني محمد بن محمد بن أبي الأسود التميمي عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن صالح المري قال حدثت بهذا حفص بن النضر السلمي فعجب منه ثم لقيني الجمعة الثانية فقال إني عجبت من حديثك فلقيت ربيعة بن كلثوم فحدثني أن رجلا حدثه أنه كانت له جارة عجوز كبيرة صماء عمياء مقعدة ليس لها أحد من الناس إلا ابن لها هو الساعي عليها فمات فأتيناها فناديناها احتسبي مصيبتك على الله تبارك وتعالى فقالت وما ذاك أمات ابني مولاي أرحم بي ولا يأخذ مني ابني وأنا صماء عمياء مقعدة ليس لي أحد مولاي أرحم بي من ذاك
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 13 ]
قال قلت ذهب عقلها فانطلقت إلى السوق فاشتريت كفنه وجئت وهو قاعد 3 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا عبدالله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد قال جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن بكتاب أبيه النعمان بن بشير بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله ابنة أبي هاشم سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة فأنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه وهو يومئذ من أصح أهل المدينة فتوفي بين صلاة الأولى وصلاة العصر فأضجعناه لظهره وغشيناه ببردين وكساء فأتاني آت في مقامي وأنا أسبح بعد المغرب فقال إن زيد قد تكلم بعد وفاته فانصرفت إليه مسرعا وقد حضره قوم من الأنصار وهو يقول أو يقال على لسانه الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في الله لومة لائم كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبد الله أمير المؤمنين صدق صدق كان ذلك في الكتاب الأول
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 14 ]
ثم قال عثمان أمير المؤمنين وهو يعافي الناس من ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقي أربع ثم اختلف الناس وأكل بعضهم بعضا فلا نظام وأبيحت الأحماء ثم ارعوى المؤمنون فقالوا كتاب الله وقدره أيها الناس أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا فمن تولى فلا يعهدن دما كان أمر الله قدرا سلام عليكم يا عبد الله بن رواحة هل أحسست لي خارجة لأبيه وسعدا اللذين قتلا يوم أحد كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى ثم خفت صوته فسألت الرهط عما سبقني من كلامه فقالوا سمعناه يقول انصتوا انصتوا فنظر إلى بعض فإذا الصوت من تحت الثياب فكشفنا عن وجهه فقال هذا أحمد رسول الله سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم قال أبو بكر الصديق الأمين خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ضعيفا في جسمه قويا في أمر الله صدق صدق وكان في الكتاب الأول 4 - حدثنا عبد الله قال حدثنا علي بن الجعد أخبرني عكرمة بن إبراهيم عن عبد الملك بن عمير قال قرأت كتابا كان عند حبيب بن سالم كتبه النعمان بن بشير إلى أم خالد أما بعد فإنك كنت تسأليني عن حديث زيد بن خارجة الذي تكلم بعد وفاته فذكر نحوه
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 15 ]
5 - حدثنا عبد الله قال حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا شبابة قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن مبشر مولى آل سعيد بن العاص عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال حضرت الوفاة رجلا من الأنصار فمات فسجوه ثم تكلم فقال أبو بكر القوي في أمر الله الضعيف فيما ترى العين وعمر الأمين وعثمان على منهاجهم انقطع العدل أكل الشديد الضعيف 6 - حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن حماد الرازي قال سمعت هشام بن عبيد الله عن ورح بن عطاء الأنصاري قال حدثني أبي عن أنس بن مالك قال لما مات زيد بن خارجة تنافست الأنصار في غسله حتى كاد يكون بينهم شر ثم استقام رأيهم على أن يغسله الغسلة الغسلتين الأوليتين ثم يدخل من كل فخذ سيدها فيصب عليه الماء صبة في الغسلة الثالثة وأدخلت أنا فيمن دخل فلما ذهبنا نصب عليه تكلم فقال مضت اثنتان وغبر أربع فأكل غنيهم فقيرهم فانفضوا فلا نظام لهم أبو بكر لين رحيم شديد على الكفار لا يخاف في الله لومة لائم وعثمان لين رحيم بالمؤمنين وأنتم على منهاج عثمان فاسمعوا وأطيعوا ثم خفت فإذا اللسان يتحرك وإذا الجسد ميت 7 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر قال
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 16 ]
حدثنا أبو همام الصلت بن محمد قال حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود ابن أبي هند عن يزيد بن زريع عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كان زيد بن خارجة من سروات الأنصار وكان أبوه خارجة بن سعد حين هاجر أبو بكر نزل عليه في داره وتزوج ابنته ابنة خارجة وكان لها زوج يقال له سعد فقتل أبوه وأخوه سعد بن خارجة يوم أحد فمكث بعدهم حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وعمر وسنين من خلافة عثمان فبينا هو يمشي في طريق من طرق المدينة بين الظهر والعصر إذ خر فتوفي فأعلمت به الأنصار فأتوه فاحتملوه إلى بيته فسجوه بكساء وبردين وفي البيت نساء من نساء الأنصار يبكين عليه ورجال من رجالهم فمكث على حاله حتى إذا كان بين المغرب والعشاء الآخرة سمعوا صوتا قائلا يقول انصتوا فنظروا فإذا القائل يقول على لسانه محمد رسول الله النبي الأمي خاتم النبيين لا نبي بعده كان ذلك في الكتاب الأول ثم قال القائل على لسانه صدق صدق صدق ثم قال القائل على لسانه أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق الأمين الذي كان ضعيفا في جسده قويا في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول ثم قال القائل على لسانه صدق صدق صدق ثم قال الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يخالف في الله لومة لائم الذي كان يمنع الناس يمنع الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبد الله عمر أمير المؤمنين كان ذلك في الكتاب الأول ثم قال القائل على لسانه صدق صدق صدق ثم قال عثمان أمير المؤمنين هو رحيم بالمؤمنين وهو يعافي
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 17 ]
الناس في ذنوب كثيرة خلت ليلتان جعلت السنتين ليلتين وبقيت أربع يعني أربع سنين ولا نظام لهم وأبيحت الأحماء ودنت الساعة وأكل الناس بعضهم بعضا ثم ارعوى المؤمنون وقالوا يا أيها الناس كتاب الله وقدره فأقبلوا على أميركم واسمعوا له وأطيعوا فإنه على منهاجهم فمن تولى بعد ذلك فلا يعهدن دما كان أمر الله قدرا مقدورا مرتين ثم قال هذه النار وهذه الجنة وهؤلاء النبيون والشهداء السلام عليكم يا عبد الله بن رواحة أحسست لي خارجة وسعدا لأبيه وأخيه اللذين قتلا يوم أحد ثم قال كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى ثم قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قال النعمان فقيل إن زيد بن خارجة قد تكلم بعد موته فجئت أتخطى رقاب الناس فقعدت عند رأسه فأدركت من كلامه وهو يقول الأوسط أجلد القوم حتى انقضى الحديث وسألت القوم ما كان قبلي فأخبروني 8 - حدثنا عبد الله قال حدثنا خلف بن هشام البراز حدثنا خالد الطحان عن حصين عن عبد الله بن عبيد الأنصاري أن رجلا من قتلى مسيلمة الكذاب تكلم فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق عثمان اللين الرحيم
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 18 ]
9 - حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش ثم قال وحدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حفص بن عمر عن عبد الملك ب عمير عن ربعي بن حراش وهذا لفظ ابن بكار قال كنا إخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الوسط منا فغبت غيبة إلى السواد ثم قدمت على أهلي فقالوا أدرك أخاك فإنه في الموت قال فخرجت أسعى إليه فانتهيت إليه وقد قضى وسجي بثوب فقعدت عند رأسه أبكيه قال فرفع يده فكشف الثوب عن وجهه وقال السلام عليكم قلت أي أخي أحياة بعد الموت قال نعم إني لقيت ربي عز وجل فلقيني بروح وريحان ورب غير غضبان وإنه كساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق وإني وجدت الأمر أيسر مما تحسبون ثلاثا فاعملوا ولا تفتروا ثلاثا إني لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه فعجلوا جهازي ثم طفا فكان أسرع من حصاة لو ألقيت في ماء قال فقلت عجلوا جهاز أخي
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 19 ]
10 - حدثنا عبد الله قال حدثني يعقوب بن عبيد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش قال مات أخ لي كان أصومنا في اليوم الحار وأقومنا في الليلة الباردة فذكر القصة وزاد فيها قال فبلغ ذلك عائشة رضى الله عنها فصدقته وقالت قد كنا نسمع أن رجلا من هذه الأمة سيتكلم بعد موته 11 - حدثنا عبد الله قال حدثنا سريج بن يونس وقال حدثنا خالد بن نافع قال حدثنا علي بن عبيد الله الغطفاني وحفص بن يزيد قالا بلغنا أن ابن خراش كان حلف أن لا يضحك أبدا حتى يعلم أهو في الجنة أو في النار فمكث كذلك لا يراه أحد يضحك حتى مات فذكر نحو حديث عبد الملك بن عمير غير أنه قال فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت صدق أخو بني عبس رحمه الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يتكلم رجل من أمتي بعد الموت من خيار التابعين
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 20 ]
12 - حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن جعفر بن عون قال أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلى ربيع بن خراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره قال فما ضحك إلا بعد موته قال وآلى أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي هو أم في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل متبسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه 13 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو زيد النميري قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرني أبى قال أغمي على خالي فسجيناه بثوب وقمنا نغسله فكشف الثوب عن وجهه وقال اللهم لا تمتني حتى ترزقني غزوا في سبيلك قال فعاش بعد ذلك حتى قتل مع البطال 14 - حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثني عقبة بن عمار العبسي قال حدثني المغيرة بن حذف عن رؤبة ابنة بيجان أنها مرضت مرضا شديدا حتى ماتت في أنفسهم فغسلوها وكفنوها ثم إنها تحركت فنظرت إليهم فقالت أبشروا فإني وجدت الأمر أيسر مما كنتم تخوفوني ووجدت لا يدخل الجنة قاطع رحم ولا مدمن خمر ولا مشرك
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 21 ]
15 - حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث عن سفيان بن عيينة قال سمعت صالح بن حي يقول أخبرني جار لي أن رجلا عرج بروحه فعرض عليه عمله قال فلم أرني استغفرت من ذنب إلا غفر لي ولم أر ذنبا لم أستغفر منه إلا وجدته كما هو قال حتى حبة رمان كنت التقطتها يوما فكتبت لي بها حسنة وقمت ليلة أصلي فرفعت صوتي فسمع جار لي فقام فصلى فكتبت لي بها حسنة وأعطيت يوما مسكينا درهما عند قوم لم أعطه إلا من أجلهم فوجدته لا لي ولا علي 16 - حدثنا عبد الله قال حدثنا يحيى بن يوسف الزمي قال
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 22 ]
حدثنا شعيب بن صفوان عن عبد الملك بن عمير قال كان بالكوفة رجل يعطي الأكفان فمات رجل فقيل له فأخذ كفنا وانطلق حتى دخل على الميت وهو مسجى فتنفس وألقى الثوب عن وجهه وقال غروني أهلكوني النار أهلكوني النار فقلنا له قل لا إله إلا الله قال لا أستطيع أن أقولها وقيل ولم قال بشتمي أبا بكر وعمر 17 - حدثنا عبد الله قال وحدثني الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني قال حدثنا أبي قال سمعت خلف بن حوشب يقول مات رجل بالمدائن فلما غطوا عليه ثوبه قام بعض القوم وبقي بعضهم فحرك الثوب أو فتحرك الثوب فقال به فكشفه عنه فقال قوم مخضبة لحاهم في هذا المسجد يعني مسجد المدائن يلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويتبرءون منهما الذين جاءوني يقبضون روحي يلعنونهم ويتبرؤون منهم فقلنا يا فلان لعلك بليت من ذلك بشيء فقال أستغفر الله أستغفر الله ثم كان كأنما كانت حصاة فرمي بها 18 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبي رحمه الله والحسين بن
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 23 ]
الحسن قالا حدثنا وضاح بن حسان الأنباري قال حدثنا عبد الرحمن المحاربي قال حدثني أبو الخصيب قال كنت بجازر وكنت لا أسمع بميت مات إلا كفنته قال فأتاني رجل فقال إن ها هنا ميتا قد مات وليس عليه كفن قال فقلت لصاحب لي انطلق بنا فانطلقنا فأتيناهم فإذا هم جلوس وبينهم ميت مسجى وعلى بطنه لبنة أو طنة فقلت ألا تأخذون في غلسه فقالوا ليس له كفن فقلت لصاحبي انطلق فجئنا بكفن فانطلق وجلست مع القوم فبينا نحن جلوس إذ وثب فألقى اللبنة أو الطينة عن بطنه وجلس وهو يقول النار النار فقلت قل لا إله إلا الله فقال إنها ليست بنافعتي لعن الله مشيخة بالكوفة غروني حتى سببت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ثم خر ميتا فقلت والله لا كفنته فقمت ولم أكفنه قال فأرسل إلى ابن هبيرة الأكبر فسألني أن أحدثه بهذا الحديث فحدثته 19 - حدثنا عبد الله قال حدثنا إسماعيل ابن أسد حدثنا خلف بن تميم حدثنا بشير أبو الخصيب قال كنت رجلا موسرا تاجرا وكنت أسكن مدائن كسرى وذلك في زمان طاعون ابن هبيرة فأتاني أجير لي يدعى أشرف فقال إن ها
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 24 ]
هنا في بعض خانات المدائن ميتا ليس يوجد له كفن قال فمضيت على دابتي حتى دخلت ذلك الخان فدفعت إلى رجل ميت على بطنه لبنة وحوله نفر من أصحابه فذكروا من عبادته وفضله قال فبعثت إلى كفن يشترى له وبعثت إلى حافر يحفر قبرا قال هيأنا له لبنا وجلسنا نسخن الماء لنغسله فبينا نحن كذلك إذ وثب الميت وثبة ندرت اللبنة عن بطنه وهو ينادي بالويل والثبور فلما رأى ذلك أصحابه تصدع عنه بعضهم قال فدنوت منه فأخذت بعضده فهززته فقلت ما رأيت وما حالك فقال صحبت مشيخة من أهل الكوفة فأدخلوني في دينهم أو قال في رأيهم أو أهوائهم على سب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والبراءة منهما قال قلت فاستغفر الله ولا تعد فقال وما ينفعني وقد انطلق بي إلى مدخلي من النار فأريته ثم قيل لي إنك سترجع إلى أصحابك فتحدثهم بما رأيت ثم تعود إلى حالتك الأولى فما أدري أنقضت كلمته أو عاد ميتا على حاله الأولى فانتظرت حتى أوتيت بالكفن فأخذته ثم قلت لا كفنته ولا غسلته ولا صليت عليه ثم انصرفت فأخبرت أن النفر الذين كانوا معه هم الذين ولوا غسله ودفنه والصلاة عليه وقالوا لقوم سمعوا مثل الذي سمعت وتجنبوا مثل تجنبت ما الذي استنكرتم من صاحبنا إنما كانت خطفة من الشيطان متكلم على لسانه
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 25 ]
قال خلف قلت يا أبا الخصيب هذا الحديث الذي حدثتني بمشهد منك قال نعم بصر عيني وسمع أذني قال خلف فسألت عنه فذكروا عنه خيرا 20 - حدثنا عبد الله قال وحدثني علي بن محمد عن خلف بن تميم قال رأيت سفيان الثوري يسأل هذا الشيخ عن هذا الحديث 21 - حدثنا عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال حدثنا يحي بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثنا مجالد عن عامر قال انتهيت إلى أفنية جهينة فإذا شيخ جالس في بعض أفنيتهم فجلست إليه فحدثني قال إن رجلا منا في الجاهلية اشتكى فإغمي عليه فسجيناه وظننا أنه قد مات وأمرنا بحفرته أن تحفر فبينا نحن عنده إذ جلس فقال ... إني أتيت حيث رأيتموني أغمي علي ... فقيل لي أمك هبل ... ألا ترى إلى حفرتك تنتثل ... و وقد كادت أمك تثكل ... أرأيت إن حولناها عنك بمحول ... ثم قذفنا فيها القصل
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 26 ]
الذي مشى وأجزل ... أتشكر لربك وتصل ... وتدع سبيل من أشرك وأضل ... فقلت نعم فأطلقت فانظروا ما فعل القصل قالوا مر آنفا فذهبوا لينظرون فوجدوه قد مات فدفن في الحفرة وعاش الرجل حتى أدرك الإسلام 22 - حدثنا عبد الله حدثنا سعيد بن يحيى القرشي قال حدثنا عمي عبد الله بن سعيد حدثنا زياد بن عبد الله قال حدثنا مجالد عن الشعبي قال حدثني شيخ من جهينة فذكر القصة قال فرأيت الجهني بعد ذلك يصلي ويسب الأوثان ويقع فيها 23 - حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين قال عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال مرض رجل من جهينة في بدء الإسلام حتى ظن أهله أنه قد مات فحفرت حفرته فذكر القصة وزاد في الشعر ... ثم قذفنا فيها القصل ... ثم ملأناها عليه بالجندل ... إنه ظن أن لن يفعل قال وزادني الحسن بن عبد العزيز في هذا الشعر بيتا آخر ... أتؤمن بالنبي المرسل ... 24 - أخبرنا الحسين حدثنا عبد الله حدثنا محمد بن الحسين بخبرهم ونبت على قبورهم ريحان حسن
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 27 ]
25 - حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين قال حدثني عبيد بن إسحاق قال حدثنا عاصم بن محمد العمري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بينا عمر بن الخطاب يعرض الناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه فقال عمر ما رأيت غرابا بغراب أشبه من هذا بهذا فقال الرجل أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة قال ويحك وكيف ذاك قال خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا وقلت أستودع الله ما في بطنك فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي إذ نظرت فإذا ضوء شبيه بالسراج في المقابر فقلت لبني عمي ما هذا قالوا لا ندري إلا أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح وإذا هو في حجر أمه فدنوت فناداني مناد أيها المستودع ربه خذ وديعتك إنك لو استودعته أمه لوجدتها فأخذت الصبي وانظم القبر قال أبو جعفر فسألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث فقال قد سمعته من عاصم 26 - حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا سفيان بن عيينة عن داود بن شابور عن أبي قزعة رجل من أهل البصرة عنه أو عن غيره قال
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 28 ]
مررنا في بعض المياه التي بيننا وبين البصرة فسمعنا نهيق حمار فقلنا لهم ما هذا النهيق قالوا هذا رجل كان عندنا كانت أمه تكلمه بشيء فيقول لها انهقي نهيقك قال غير إسحاق فكانت أمه تقول جعلك الله حمار فلما مات سمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة 27 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن جعفر قال حدثنا منصور بن عمار قال حدثنا أبو الصلت شهاب بن خراش عن عمه العوام بن حوشب عن مجاهد قال أردت حاجة فبينا أنا في الطريق إذ فاجأني حمار قد أخرج عنقه من الأرض فنهق في وجهي ثلاثا ثم دخل فأتيت القوم الذين أريدهم قالوا ما لنا نرى لونك قد حال فأخبرهم الخبر فقالوا ما تعلم من ذاك قلت لا قالوا ذاك غلام من الحي وتلك أمه في ذلك الخباء وكانت إذا أمرته بشيء شتمها وقال ما أنت إلا حمار ثم نهق في وجهها وقال ها ها ها فمات يوم مات فدفناه في تلك الحفيرة فما من يوم إلا وهو يخرج رأسه في الوقت الذي دفناه فيه فينهق إلى ناحية الخباء ثلاث مرات ثم يدخل 28 - حدثنا عبد الله قال حدثنا أبو بكر محمد بن المغيرة الشهرزوري قال حدثنا أبو توبة قال حدثنا شهاب بن خراش عن عمه العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل قال كان رجل إذا كلمته أمه نهق في وجهها ثلاثا ثم قال لها إنما أنت حمار فمات فكان يخرج من قبره كل يوم بعد صلاة العصر يخرج من قبره رأس حمار إلى صدره فينهق ثلاثا ثم يعود إلى قبره
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 29 ]
29 - وحدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل وأحمد بن بجير وغيرهما قالوا حدثنا محمد بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن قوما أقبلوا من اليمن متطوعين في سبيل الله فنفق حمار رجل منهم فأرادوه أن ينطلق معهم فأبى فقام فتوضأ وصلى ثم قال اللهم إني جئت من الدفينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك وإني أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور فلا تجعل لأحد علي منة وإني أطلب إليك أ تبعث لي حماري ثم قام إلى الحمار فضربه فقام الحمار ينفض أذنيه فأسرجه وألجمه ثم ركبه وأجراه فلحق بأصحابه فقالوا ما شأنك قال شأني أن الله بعث لي حماري قال الشعبي فأنا رأي ذلك الحمار بيع أو يباع بالكناسة
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 30 ]
30 - حدثنا عبد الله حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي سبرة النخعي نحوه 31 - حدثنا عبد الله قال أخبرني العباس بن هشام عن أبيه عن جده عن مسلم بن عبد الله بن شريك النجعي أن صاحب الحمار رجل من النخع يقال له نباتة بن يزيد خرج في زمن عمر رضي الله عنه غازيا حتى إذا كان بشن عميرة نفق حماره فذكر القصة غير أنه قال فباعه بعد بالكناسة فقيل له تبيع حمارا أحياه الله لك قال فكيف أصنع فقال رجل من رهطه ثلاثة أبيات فحفظت هذا البيت ... ومنا الذي أحيا الإله حماره ... وقد مات منه كل عضو ومفصل
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 31 ]
32 - حدثنا عبد الله قال حدثني أبو سليمان داود بن سليمان الجرجاني مولى قريش قال حدثنا حماد بن عمرو عن يزيد بن سعيد القرشي عن أبي عبد الله الشامي قال عزونا الروم فعسكرنا فخرج منا ناس يطلبون أثر العدو وانفرد منهم رجلان قالا فبينا نحن كذلك إذ لقينا شيخ من الروم يسوق حمارا له عليه إكاف وبرذعة وخرج فلما نظر إلينا اخترط سيفه ثم هذه فضرب حماره فقد الخروج والإكاف والبرذعة والحمار حتى وصل إلى الأرض ثم نظر إلينا فقال قد رأيتما ما صنعت قلنا نعم قال فابرزوا قال فحملنا عليه فاقتتلنا ساعة فقبل منا رجل ثم قال للباقي منهما قد رأيت ما لقي صاحبك قال نعم فرجع يريد أصحابه قال فبينا أنا راجع إذ قلت لنفسي ثكلتني أمي سبقني صاحبي إلى الجنة وأرجع أنا هاربا إلى أصحابي
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 32 ]
قال فرجعت إليه فنزلت عن فرسي وأخذت ترسي وسيفي فمشيت إليه فضربته فأخطأته وضربني فأخطأني فألقيت سلاحي واعتنقته فحملني وضرب بي الأرض وجلس على صدري فجعل يتناول شيئا معه ليقتلني فجاء صاحبي المقتول فأخذ بشعر قفاه فألقاه عني وأعانني على قتله فقتلناه جميعا ثم أخذنا سلبه وجعل صاحبي المقتول فأخذ بشعر قفاه فألقاه عني وأعانني على قتله فقتلناه جميعا ثم أخذنا سلبه وجعل صاحبي يمشي ويحدثني حتى انتهى إلى شجرة فاضطجع مقتولا كما كان فجئت إلى أصحابي فأخبرتهم فجاءوا كلهم حتى نظروا إليه في ذلك الموضع 33 - حدثنا عبد الله قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح العتكي قال حدثنا خالد بن حيان أبو يزيد الرقي عن كلثوم بن جوشن القشيري عن يحيى المدني عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال خرجت مرة لسفر قال أبو بكر هو أبو يحيى المدني هكذا قال كلثوم بن جوشن القشيري فمررت بقبر من قبور الجاهلية فإذا رجل قد خرج من القبر يتأجج نارا في عنقه سلسلة من نار ومعي أداوة من ماء فلما رآني قال يا عبد الله اسقني قال فقلت عرفني ودعاني باسمي أو كلمة تقولها العرب يا عبد الله إذ خرج على أثره رجل من القبر فقال يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم أخذ السلسلة فاجتذبه وأدخله القبر قال ثم أضافني الليل إلى بيت عجوز إلى جانب بيتها قبر فسمعت من القبر صوتا يقول بول وما بول شن وما شن فقلت للعجوز ما هذا
من عاش بعد الموت [ جزء 1 - صفحة 33 ]
قالت هذا كان زوجا لي وكان إذا بال لم يتق البول وكنت أقول له ويحك الجمل إذا بال تفاج فكان يأبى فهو ينادي منذ يوم مات بول وما بول قلت فما الشن قالت جاءه رجل عطشان فقال اسقني فقال دونك الشن فإذا ليس فيه شيء فخر الرجل ميتا فهو ينادي منذ يوم مات شن وما شن فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته فنهى أن يسافر الرجل وحده 34 - حدثنا عبد الله قال حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة عن ابن شوذب عن أبي يحيى عمرو بن دينار مولى لآل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال خرجت حاجا أو معتمرا حتى إذا كنت بالرويثة ومضى ثقلي أتيت الماء فسقيت راحلتي وملأت إداوتي وسمع بي أهل الماء فاجتمعوا إلي يسائلوني فقال رجل منهم دعوا الرجل فقد مضى ثقله فتركوني فمررت بقبور موجهة إلى القبلة فخرج إلي منها رجل في عنقه سلسلة تشتعل نارا والسلسلة في يد شخص فلما رأته الراحلة نفرت [/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|