[font=Arial]بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله الهادى إلى أقوم طريق ، الذى جعل إتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم دليل حب العبد لربه ،واشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، وأن سيدنا ومولانا محمداً رسول الله ، والصلاة والسلام على نبى الهدى والرحمة الرؤف الرحيم ، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إمام المهتدين وخاتم النبيين والمرسلين عبدالله ورسوله، فتح الله به أعينا عميا وآذانا صما ، وقلوبا غلفا ، وأنقذنا به من غواية الغاويين وضلال المضلين ، وتركنا على بصيرة من الأمر وعلى هدى مستقيم ، وعلى المحجة البيضاء ليلها كنهارها وعلى شريعة سمحة سهلة بيضاء نقية ، تتسع لكل مطالب الناس ومستلزمات الحياة فى الدنيا والآخرة وإرض اللهم عن أصحابه الهداة المهديين الغرالميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
ثم أما بعد
توقفت على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة قولاً وفعلاً ونقلت اقوال بعضا من أهل الله فى وجوب ذلك وأختتم هذا الفصل إن شاء الله تعالى بذكر آداب المريدين (( من حيث طلب العلم ))ثم أقوال الله فى تعريف الشيخ المربى المٌسَلِكْ
وأجمل ماقيل فى ذلك [fot]وأعلم أنه لايصلح للإرشاد ، إلا من كان على علمٍ يهدى به العباد فإذا مرض مريده بسبب شبهة فى التوحيد داواه أو تحير فى مسألة من مسائل الفقه أفتاه مع قناعة تورثه الغنى عن الناس ، وخوف يحجزه عن المعاصى والأدناس ، وملازمة العمل بالكتاب والسنة فمن إجتمعت فيه هذه المزايا كملت به على المريد المنة
ورحم الله الشيخ العارف بالله الشرنوبى القائل هذا النظم البديع[/fot]
[poet font="Arial,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] إذا لم يكن فى الشيخ خمس فوائد = وإلا فدجال يقود إلى الجهل بصير بأحكام الشريعة عــــــــــارف = ويبحث فى علم الحقيقة عن أصل يبادر للوارد بالبشر والقــــــــــــرى = ويخضع للمسكين فى القول والفعل فهذا هو الشيخ المعظم قــــــدره = جدير بتمييز الحرام من الحل [/poet]
عقد الإمام السهروردى { أبى النجيب عبدالقاهر بن عبدالله بن محمد السهروردى القرشى الصديقى البكري) رضى الله عنه المتوفى سنة 563
فى كتابه آداب المريدين فصلاً بعنوان {الكلام على فروع الدين وأحكامه }
أما فروع الدين واحكامه فقد أجمعوا على وجوب تَعَلٌّمِ مالا يَسَعٌ جَهلَهٌ من احكام الشريعة ، وما يحل ومايحرم ، ليكون العمل موافقا للعلم
فقد قيل { إذا تجرد العلم عن العمل كان عقيما ، وإذا خلا العمل عن العلم كان سقيما} وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم) رواه إبن ماجة فى سننه باب فضل العلماء ، والطبرانى فى الأوسط والكبير والصغير ورواه غيرهما.
وإختاروا من المذاهب مذهب السلف فقهاء أصحاب الحديث . ولاينكرون الإختلاف بين العماء فى الفروع ، لقول المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم { إختلاف العلماء رحمة }
[fot]وسئل بعضهم عن العلماء الذين إختلافهم رحمة من هم ؟؟ فقال : المعتصمون بكتاب الله تعالى ، المجاهدون فى متابعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، المقتدون بالصحابة وهم ثلاثة أصناف: أصحاب الحديث ، والفقهاء ، وعلماء الصوفية[/fot]
فأما أصحاب الحديث فإنهم تعلقوا بظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو اساس الدين لقوله تعالى { مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } سورة الحشر الاية 7 وإشتغلوا بسماعه ونقله وتدبره ، وتمييز صحيحه من سقيمة وهم حراس الدين
واما الفقهاء فإنهم فٌضلوا على أصحاب الحديث – بعد قبول علمهم – بما خصوا به من الفهم والأستنباط فى فقه الحديث والتعمق بدقيق النظر فى ترتيب الأحكام وحدود الدين والتمييز بين الناسخ والمنسوخ ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمٌفَسَر ، والخاص والعام ، والمحكم والمتشابه ، فهم حكام الدين وأعلامه
وأما الصوفية فإتفقوا مع الطائفتين فى معانيهم ورسومهم إذا كان ذلك مجانباً لإتباع الهوى ومنوطاً بالإقتداء ، فمن لم يٌحِطْ من الصوفية عِلماً بما أحاطوا به يرجعون فيه إليهم فى أحكام الشرع وحدود الدين ، فإذا أجمعوا فهم على إجماعهم ، وغذا إختلفوا أخذ الصوفية بالأحسن والأولى ، وليس من مذهبهم طلب التأويلات وركوب الشهوات .
ثم أنهم خٌصٌّو بعد ذلك بعلوم عالية ، وأحوال شريفة ، وتكلموافى علوم المعاملات ، وغيوب الحركات والسكنات ، وشريف المقامات ، وذلك مثل التوبة ، والزهد والورع ، والصبر ، والرَّضى ، والتوكل ، والمحبة ، والخوف ، والرجاء ، والمشاهدة ، والطمأنينة ، واليقين ، والقناعة ، والصدق ، والإخلاص ، والشكر ، والذكر ،والفكر ، والمراقبة ، والإعتبار ، والوَجَل ، والتعظيم ، والإجلال ، والندم ، والحياء ، والجمع والتفرقة ، والفناء والبقاء ، ومعرفة النفس ومجاهدتها ورياضاتها ، ودقائق الرياء ، والشهوة الخفية ، والشرك الخفى ، وكيفية الخلاص منها ولهم أيضا مستنبطات من علوم مٌشْكِلَةً على الفقهاء وذلك مثل العوارض والعوائق ، وحقائق الأذكار وتجريد التوحيد ، ومنازل التفريد ، وخبايات السر ، وتلاشى المحدث إذا قوبل بالقديم ، وغيوب الأحوال ، وجمع المتفرقات ، والإعراض عن الأغراض بترك الإعتراض . فهم مخصوصون بالوقوف على المشكل من ذلك بالمنازلة والمباشرة ، والهجوم ببذل المهج حتى طالبوا من إدعى حالا منها بدلائلها ، وتكلموا فى صحيحها وسقيمها ، فهم حماة الدين وأعيانة وأنصاره وأعوانه
ورحم الله القائل
[poet font="Arial,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] وللشيخ آيات إذا لم تكــــــــــــن له = فماهو إلا فى ليالى الهوى يسرى إذا لم يكن يكن علم لديه بـــــظاهر = ولاباطن فاضرب به لجج البحر وإن كان إلا أنه غـــــــــ ــــير جامع = لوصفيهما جمعاً على أكمل الأمر فأقرب أحوال العليل إلى الــــــردى = إذا لم يكن منها الطبيب على خبر وآيته أن لايـــميـل إلى هـــــــــوى = فدنياه فى طى وآخراه فى نشر وإن كان ذا جمع لأكــــــــــل طعامه = مريداً فلاتصحبه يوما من الدهر ولاتسألن عنه سوى ذى بصـــــيرةٍ= خلى من الأهواء ليس بمغتر ولاتقدمن قبل إعتـــــــــــقادك أنه = مربٍ ولاأولى بها منه فى العصر فإن رقيب الإلتفات لغيـــــــــــــــره= بقول لمحبوب السراية لاتسرى ولاتعترض يوما عليه فإنـــــــــــــه = كفيل بتشتيت المريد على هجر ومن يعترض والعلم عنه بمــــعزلٍ = يرى النقص فى عين الكمال ولايدرى
[/poet]
يتبع إن شاء الله تعالى[/font]
_________________ لافتى إلا عــــــــلي ( عليه السلام ) ولاسيف إلا ذوالفقار
أَنا عبدٌ لسيّد الأنبياءِ وَولائي لهُ القديم ولائي رغم أنف الأدعيـــــاء ومنافقي بني الزرقـــــاء
|