موقع د. محمود صبيح

مجلة قوت القلوب
مجلة علمية محكمة ومتخصصة تُعنى بالشأن الصوفي
 
السيدات والسادة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
يشرف رئيس تحرير مجلة «قوت القلوب»  أن يخبركم بصدور العدد الجديد من المجلة، والذي تمحور حول موضوع:
«بناء الوجدان وتحرير الأوطان... قراءة في التاريخ الوطني للصوفية بالمملكة المغربية». إضافة إلى ملفات: حوار العدد، أبحاث ودراسات، كنوز التراث، شهادات، إنجازات...
تجدون رفقته محتويات العدد
 
كما نخبركم بأن العدد المقبل من المجلة سيتمحور، بحول الله، حول موضوع:
«التصوف وفقه التحرر»
ونعني بالتحرر: تحرر وعتق الإنسان من الاستعباد والاسترقاق المعنوي لأدران النفس وحجب المادة؛ فاستعباد القلب للران، والهوى، والحرف، والحظ، والطمع،... أخطر وأعظم من استعباد البدن -كما تأكد ذلك في العديد من النصوص القرآنية والحديثية بصيغ ومعان متعددة-.
وبأسر القلب واستعباده لغرائزه وأهوائه تصير جوارح العبد مُكبّلة ومستعبدة بوعي منه أو بدون وعي، وتصير ممارسته الدينية فارغة من محتواها الروحي والقيمي...
وقد جعل الصوفية تَحَرر القلب من كل العلائق والقيود والأقفال شرطا أساسيا في السير والسلوك، بل لا يستقيم عندهم السير حتى يكون العبد حرا ومخلَّصاً من كلّ ما سوى الله، حتى من نفسه، ولا حرية شاملة وحقيقية عندهم إلا في تمام العبودية لله وحده، فكلما كان الإنسان لله وحده عبداً، كان مِما دونه حُراً، وكان للأمة صالحا ومُصلحا...
وأمام كثرة الأغيار وتسلطها، وهيمنة المادة وطغيانها في عالمنا المعاصر، كان لزاما العمل على إعادة طرح إشكالية التحرر في الممارسة الدينية المعاصرة على بساط البحث، قصد تحصيل يقظة فكرية وروحية شاملة، تتجاوز حالة السطحية الفكرية والفراغ الروحي الذي يهدد مجتمعاتنا العربية الإسلامية، والتي أصبحت تشهد هيمنة للعقل المجرد، والنزعة الظاهرية، والنفعية العاجلة، على مجالي الفكر السديد والقلب السليم، مما أفرز ممارسات دينية متعددة ومتنوعة، يطغى عليها منطق الجمود والانغلاق على الرسم والشكل، أي الاستغناء بالظاهر على الباطن وبالشكل عن الجوهر.
وفي انتظار التوصل بمساهمتكم العلمية الرصينة بهذا الصدد، تفضلوا بقبول فائق الشكر والتقدير والاحترام

--
الرابطة المحمدية للعلماء
مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة
الهاتف: 01 70 69 536 (0) 212   
الفاكس: 02 70 69 536 (0) 212   
[email protected] :البريد الإلكتروني
وجدة، المغرب