بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كتاب البابية والبهائية دعاة إنسانية أم عباد ماسونية؟؟ بقلم: الدكتور سعيد أبو الإسعاد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )
مقدمة موجزة وافية عن البابية والبهائية
لم أفصل الحركتين عن بعضهما، لإن إحداهما ولدت الثانية، ولهذا لا حاجة بنا إلى فصل الأولى عن الثانية. ولدت البابية على يدى يهودي أعلن إسلامه، وهو الذي يسمى محمداً وقد ولد له غلام سماه علياً تزوج محمد من فتاة شيعية في مدينة شيراز ولهذا كتب المؤرخون عنه (علي) : أنه ولد من أبوين شيعيين في أول المحرم 1235 هجرياً وقد تسمى الأب بالميرزا رضى، تتلمذ الإبن على يدى أساتذة في الشريعة الإسلامية والفلسفة، ثم ما لبث أن انقطع عن دروس معلميه فجأة ولمدة طويلة. ظهر للناس بمظهر جديد، خالف به الدين الإسلامي الحنيف، وادعى أنه باب المهدي المنتظر، وأنه المراد من الحديث المشهور: ( أنا مدينة العلم وعلي بابها )، مقرراً أن الوصول إلى الله تعالى محال إلا عن طريق باب النبوة، كالبيت لا يتأتى دخوله إلا من الباب والميرزا علي هو ذلك الباب وهو المقصود بالحديث، وليس الإمام علي هو المقصود. وهذا سبب تسميته بالباب وأتباعه البابية. وقد ثابر على الدعوة إلى هذه المبادئ، فنفر منه العقلاء من أساتذته ( الإحساني والرشتي ) ، وكفره أهل الحديث وعلماء الأصول، وآمن به السذج ومن له مصلحة ومال إليه ضعفاء العقول والألباب، وارتقى بدعواه، ونادى بدين جديد لا يمت إلى الإسلام بصلة، ناسخ لشريعة القرآن، وما بين يديه من الشرائع. لفق هذا الدين من عناصر ( إسلامية ونصرانية ويهودية ووثنية )، ولقب نفسه باب الدين، ثم ترك هذا اللقب وتلقب بالنقطة، وخالق الحق، مدعياً أنه ليس نبياً، وإنما هو شخص الله ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) ولبى هذه الدعوة أناس كثيرون، وكان من أوائل من لبى هذه الدعوة الملا حسين الخراساني، فلقبه الباب لقب باب الأبواب، ثم لما بلغ تابعوه ثمانية عشر لقبهم بلفظة ( حي ) لأن الحاء في حساب الجمل 8 والياء 10 ، وزعم أن اللاهوت وحدة مؤلفة من (تسعة عشر) أقنوماً هي الباب، وهو الرئيس والثمانية عشر دعاة وبثهم في أرض فارس يدعون له. ثم اضطرب في دعواه، وزعم أنه محمد صلوات الله عليه، وأن الله تعالى نزل عليه كتاباً سماه البيان إشارة إلى قوله تعالى: ( الرحمن. علم القرءان. خلق الإنسان. علمه البيان.) وكان يكرر أنا أفضل من محمد وقرآني خير من قرآنه. ثم ألف الرسالة العدلية، وفي هذا الكتاب أسقط الفرائض، وفي سنة 1259 هجرياً شخص إلى مكة، وفي الطريق غرقت السفينة التي كان على متنها، فأوى إلى مدينة بوشهر بلد خاله، فطرده خاله، وكفره. وقبض على الجماعة والي شيراز، وعقد لهم جلسة لمناقشة دعواهم، عقدها الشيخ أبو تراب كبير فقهاء شيرازمع الفقهاء، فأمر الشيخ بعد أن تجلى له كفرهم بقطع العصب الحيوي لرجال دعوة الضلال، فألقاهم في غيابت الجب، وبلغ حكومة طهران، وجيء بالباب بحيلة واستدراج من بوشهر سنة 1261 هجرياً إلى شيراز: كان عامل شيراز ذكياً داهية أوهم الباب بأنه اعتقد بدعوته، وعقد له مجلساً مع فقهاء شيراز وطلب العامل منهم أن يوهموا الباب أنهم قبلوا دعوته حتى يسجل ذلك على صحيفة ويكون أخذه باعتراف خطي، ولما أسقط في يده تاب عن أقواله وتراجع، ولكنه فر حينما أصابت الهيضة بلاد فارس، فاجتمع دعاته في أصفهان، وكان واليها ممن يؤمن بالباب، ويكتم إيمانه، وطلب العلماء للمناظرة، ولما رأى الوالي أنه مغلوب على أمره، وخشى على نفسه اللوم إن أيده، وتبعة إيمانه به، كتم ذلك وأسره، وقد حكم العلماء برأيين:- القسم القليل: حكم بجنونه. القسم الكبير: حكم بكفره وقتله. لكن الوالي واراه عن الأنظار، وسمح له بالتأليف، فألف في أصفهان كتاب (النبوة الخاصة)، وأوهم الوالي الناس أن الشاه قد أخذ الباب إلى طهران، وسجنه، ولما مات الوالي وانكشف أمره، نقلت الحكومة الباب إلى أذربيجان في قلعة جهريق بمدينة باكو، بالقرب من بايزيد على الحدود العثمانية.. ومات الشاه محمد سنة 1264 هجرياً، وبويع ابنه الأكبر ناصر الدين شاه، واستطاع أتباع الباب الوصول إليه ليستمدوا أوامره، فحضهم على إعلان الثورة، والتهبت البلاد بالثورة ضد الشاه، وانضم إليه كل من له هوى ضد الحكومة والشاه. كان الشاه قد عقد مجلساً للعلماء، ليناقشوا الباب، وكان علماء تبريز هم الأقوى في هذا الإجتماع، وأفتى العلماء بكفره، فأعاده الشاه إلى سجنه، وذلك قبل الثورة. فلما قامت الثورة قادتها الفتاة المعروفة (قرة العين)، والملا حسين الخراساني باب الأبواب ، والملا محمد علي الزنجاني. فمن قرة العين التي لعبت هذا الدور الكبير؟؟ فتاة جميلة لقبها البابيون بدر الدجى، وشمس الضحى، ولقبها الباب بعد ذلك ب(قرة العين) ، وسماها البهاء بعد ذلك الصديقة الطاهرة والتي تنتمي إلى عائلة متدينة فارسية، تلقت عنهم علوم الشريعة والآداب، كانت شاعرة خطيبة، آمنت بالباب ومالت إليه بكل جوارحها ، خرجت عن عصمة زوجها بغير طلاق، وأخذت تدعو إلى الباب، ونادت برفع الحجاب ، وسمحت بتزويج امرأة من تسعة رجال، ولما نهاها أهلها عن ذلك أمرت بقتل أبيها وعمها وزوجها. التقت بالملا محمد علي الفروشي في قرية دشت، واستقرا بها، خطبت فيها، ودعت في خطبتها إلى النقاط الآتية:- نصرة الباب. تمزيق حجاب النساء، وإعطاء المرأة حقوقها. سمحت للمرأة بالعديد من الأزواج. دعت إلى شيوعية المال. التقت قوات (قرة العين) مع قوات الشاه في معركة بالقرب من مازندران في هزارجريب، وكانت الدائرة عليهم، وافترقت عن البارفروشي، وذهبت إلى ماذندران، قبضت عليها الحكومة بعد أن قويت عصبيتها، وقضت بإحراقها حية، وتفرق أصحابها بعد أن قتلت صاحبتهم. من هو الملا حسين الخراساني؟؟ لم يستطع التعلم بما فيه الكفاية، ونقم على أساتذته، وانضم إلى الباب، ولقبه باب الأبواب ، واختصه بالخلوة، وأنابه عنه بتبليغ الدعوة. ذهب الملا حسين إلى أصفهان، واستمال الملا محمد تفي الهراتي، ومن ثم رحل إلى كلشان، ثم إلى طهران يدعو للبابية. قبض على الملا حسين الخراساني، وسجن في خراسان إلى أن قامت ثورة ضد الحكم، ففر الخراساني، وحينما توفى الشاه توجه الخراساني إلى مازندران، والتقى بالبارفروشي، وقامت المعركة التي تحدثنا عنها سابقاً، فر البابيون، ورحل الخراساني إلى الحصن في سراي سيزميدان، واجتمع لديه خلق كثيرون، واستطاع أن يحجب الملا فروشي عن الناس ثم خاضوا معركة في أول حكم الشاه ناصر، واستطاعوا أن يهزموا قوات الحكومة، ثم قتل الخراساني بعد ذلك في معركة أخرى. انفرد الملا فروشي، وقبض على زمام الأمور ، وخاضوا معركة أخرى، وخسر البابيون، وطلبوا الملا محمد علي للمناظرة مع العلماء، وقتل الملا فروشي في مدينته، قتله أهل مدينته بعدما أسروا وأرسله الشاه ناصر إليها بعد القبض عليه. من هو الملا محمد علي؟؟ من زنجان، فقيه مشهور، تعلم على يدي المازندراني ولكنه أصدر فتاوى بعد أن نال الشهادة منه لا تلتئم مع فتاوى الشريعة، أحضره الشاه إلى طهران، ومنعه من الفتوى. سمع الباب بذلك، فأرسل إليه ( وهو في هذه الحالة صيد ثمين ) وقبل بدعوة الباب، وحانت له الفرصة حينما مات الشاه محمد، دعا الملا محمد علي إلى الباب في مازندران، وكانت دعوته كدعوة قرة العين إلى أن استمكن، فثار ضد الدولة، وفتك البابيون في الناس، وهاجم حصن المدينة وأخذه عنوة، وكان جيشه يتألف من ثلاثين ألفاً. ابتدأت ثورته في جمادي الثانية سنة 1265 هجرياً، وانتهت في نهاية ذي الحجة، وهلك الزنجاني. مقتل الباب: أرسل الشاه ناصر الدولة إلى عمه حشمة الدولة أمير أذربيجان مرسوماً يقول فيه: حضر إليك الباب في تبريز، فخذ خطوط العلماء بقتله، فاقتله والناس ينظرون إليه. وبالفعل حكم على الباب في 27 شعبان سنة 1265 هجرياً بالقتل، وتم قتله. وللحديث بقية،،، لنكمل هذا الكتاب العظيم.
_________________ يس والقران الحكيم انك لمن المرسلين....
|