موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 21, 2005 3:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center](تابع)[/align]


[align=center]الحسين[/align]

قال ابن زيادا يوماً: ما يمنع هانئاً منا؟
فلقيه ابن الأشعث و أسماء بن خارجة فقالا له : " ما يمنعك من إتيان الأمير و قد ذكرك"
فأتى هانئ بن عروة زياداً

فقال ابن زياد- لعنه الله- شعرأ:

أريد حياته و يريد قتلى........ عذيرك من خليلك من مراد

ثم قال له: " يا هانئ ، أسلمت على ابن عقيل؟"
قال هانئ:" ما فعلت
فدعا ابن زياد معقلاً فقال : أتعرف هذا؟

قال هانئ : نعم و أصدقك ما علنت به (يقصد مسلم بن عقيل) حتى رأيته فى دارى، و أنا اطلب إليه ان يتحول.
قال ابن زياد :"لا تفارقنى حتى تاتينى به"، فأغلظ له، فضرب وجهه بالقضيب و حبسه.


وبعد ضربه و حبسه هانئ بن عروة خشى ابن زياد أن يثب الناس به فخرج فصعد المنبر و معه أناس من أشراف الناس و شرطه و حشمه،ثم قال:" أيها الناس اعتصموا بطاعة الله و طاعة أئمتكم، و لا تفرقوا فتختلفوا و تهلكوا و تذلوا، و تخافوا و تخرجوا، فإن أخاك من صدقك ، و قد اعذر من أنذر."

و ذهب لينزل ، فما نزل من المنبر حتى دخلت النظارة المسجد من قبل التمارين يشتدون، و يقولون: قد جاء ابن عقيل ، فدخل عبيد الله ابن زياد القصر و أغلق بابه.

ثم أرسل ابن عقيل رسولا له إلى قصر بن زياد لينظر ما صار إليه أمر هانئ بن عروة ، فلما علم ما صار له من ضرب و حبس أقبل نحو القصر مع أنصاره .
فلما بلغ عبيد الله إقباله تحرز فى القصر ، و غلق الأبواب ، وأقبل مسلم بن عقيل حتى أحاط بالقصر و ما لبث إلا قليلاً حتى امتلاء المسجد و السوق من الناس ، فضاق بعبيد الله أمره ،و دعا بعبيد الله بن كثير بن شهاب الحارثى و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من أنصار مسلم ابن عقيل و يخوفهم الحرب و عقوبة السلطان فأقبل أهل الكوفة يفترون على ابن زياد و أبيه.

و أشرف الأشراف على الناس و كان أول من تكلم كثير بن شهاب فقال:

" أيها الناس ، الحقوا بأهليكم، و لا تعجلوا ، انتشروا ولا تعرضوا أنفسكم للقتل، فهذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت، و قد أعطى الله الأمير عهداً [أى ان الأمير عاهد الله] لئن أتممتم على حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم هذه أن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتليكم فى مغازى الشام على غير طمع ، و يأخذ البرئ بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتى لا يبقى فيكم بقية من اهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جنت"

و تكلم أشراف الناس بنحو من كلام كثير، فلما سمع الناس مقالتهم تفرقوا.
و كانت المرأة تأتى ابنها و أخاها فتقول:" انصرف ، الناس يكفونك"
و يجئ الرجل إلى ابنه و اخيه فيقول :" غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب و الشر؟ انصرف"

فما زال الناس يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل و ما معه إلا ثلاثون نفساً، و خرج متوجهاً بعد صلاة المغرب نحو أبواب كندة فما بلغ الأبواب إلا و معه منها عشر، ثم خرج من الباب فإذا ليس معه منهم إنسان فمضى متلدداً فى أزقة الكوفة لا يدرى أين يذهب، حتى خرج من دور بن بجيلة من كندة، فمضى حت أتى باب إمرأة يقال لها طوعة ، و كان لها ابنا خرج مع الناس و هى قائمة تنتظره، فسلم عليها بن عقيل و طلب منها أن تسقيه ماء فدخلت فأخرجت إليه ، فشرب، ثم طلبت منه أن ينصرف إلى أهله فسكت ، و أعادت عليه ثلاثاً فسكت
فأخبرته أنه لا يصلح له الجلوس على بابها و لا تحله له

فقام فقال:"يا أمة الله ، والله مالى فى هذا المصر من أهل، فهل لك فى معروف و أجر لعلى اكافئك به بعد اليوم."

قالت: يا عبد الله و ما ذاك؟

قال:" انا مسلم بن عقيل كذبنى هؤلاء القوم و غرونى و خذلونى "

قالت:" انت مسلم؟"

قال : نعم

قالت : أدخل

فأدخلته بيتاً فى دارها و فرشت له و عرضت عليه العشاء فلما جاء ابنها سألها من بالداخل فأخذت عليه الأيمان أن لا يخبر أحداً من الناس ، فحلف لها فأخبرته ، فاضطجع و سكت.

و لما أصبح ابن العجوز التى آوت ابن عقيل غدا إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند أمه فأقبل عبد الرحمن حتى أتى إلى أبيه و هو جالس، فساره، فقال له ابن زياد: ما قال لك؟ ، قال: أخبرنى أن ابن عقيل فى دار من دورنا، فنخسه ابن زياد بالقضيب فى جنبه ثم قال: قم فأتنى به الساعة.

و بعث ابن زياد مع محمد بن الأشعث سبعين رجلاً كلهم من قيس، عليهم عمرو بن عبيد الله ابن العباس السلمى حتى أتوا الدار التى فيها ابن عقيل، فلما سمع ابن عقيل وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال، عرف أنه قد أتى ، فخرج لإليهم بسيفه، فأقتحموا عليه الدار، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتى اخرجهم من الدار، فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق السطوح و ظهروا فوقه، فأخذوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النيران فى أطنان القصب ثم يقذفونها عليه من فوق السطوح

فلما رأى ذلك قال:" أكلما أرى من الإجلاب لقتل ابن عقيل؟ يا نفس اخرجى إلى الموت الذى ليس منه محيص"

فخرج –رضوان الله عليه- مصلتاً سيفه إلى السكة ، فقاتلهم ، فأقبل عليه محمد بن الأشعث فقال:" يا فتى لك الأمان ، لا تقتل نفسك"

فأقبل ابن عقيل يقاتلهم و هو يقول:


[poet font="Simplified Arabic,5,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أقسمت لا أقتل إلا حراً=و إن رأيت الموت شيئاً نكراً
أخاف أن أكذب أو أغرا=أو يخلط البارد سخناً مراً
رد شعاع الشمس فاستقرا=كل امرىءٍ يوماً ملاق شراً

[/poet]

قال له محمد بت الأشعث: إنك لا تكذب و لا تغر، إن القوم ليسوا بقاتليك و لا ضاربيك، و كان ابن عقيل قد أثخن بالجراح و عجز عن القتال؛ فانبهر و أسند ظهره إلى دار بجنب تلك الدار، فدنا منه محمد بن الأشعث فقال له:" لك الأمان"

فقال له مسلم:" آمن أنا؟"

قال: "نعم انت آمن"

فقال القوم جميعاً:"نعم" ، غير عبيد الله بن العباس السلمى لأنه قال: " لا ناقة لى فى هذا و لا جمل"؛ و تنحى فقال ابن عقيل:" إنى و الله لولا أمانكم ما و ضعت يدى فى أيديكم."

و أتى ببغلة فحمل عليها فاجتمعوا عليه، فنزعوا سيفه من عنقه، فكأنه أيس من نفسه فدمعت عينه و علم أن القوم قاتلوه،

و قال: " هذا أول الغدر"



[saa]يتبع بإذن الله تعالى[/saa]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 28, 2005 2:50 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center](تابع)[/align]



[align=center]الحسين [/align]


و أتى ببغلة فحمل عليها مسلم بن عقيل فاجتمعوا عليه، فنزعوا سيفه من عنقه، فكأنه أيس من نفسه فدمعت عينه و علم أن القوم قاتلوه،

و قال: " هذا أول الغدر"


فقال له محمد بن الأشعث: أرجو ألا يكون عليك بأس.

فقال :" ما هو إلا رجاء، فأين أمانكم {إنا لله و إنا إليه راجعون}" و بكى.
فقال له عبيد الله ابن العباس السلمى : إن مثلك و من يطلب مثل الذى طلبت إذا نزل به مثل الذى نزل بك لم يبك.

قال إنى والله ما أبكى لنفسى، ولا من القتل أرثى ، و إن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفاً، و لكنى أبكى لأهلى المقبلين إلى ، أبكى للحسين و آل الحسين ، ثم أقبل على ابن الأشعث فقال: إنى والله أظنك ستعجز عن أمانى،
و سأله أن يبعث رسولاً إلى الحسين بن على يعلمه الخبر ، و يسأله الرجوع فقال له ابن الأشعث: والله لأفعلن.

و حين انتهى مسلم بن عقيل إلى القصر رأى قلة مبردة موضوعة على الباب و أراد أن يشرب فمنعه رجال ابن زياد. فبعث عمرو بن حريث غلاماً له فأتاه بقلة و معها قدح و صب له الماء ليشرب فكان كلما شرب القدح امتلأ دماً من جروح مسلم بن عقيل فأخذ لا يشرب من كثرة الدم و سقطت ثنيتاه فى القدح .
فقال الحمد لله، لو كان لى من الرزق المقسوم لشربته.

ثم أدخل مسلم على عبيد الله بن زياد –لعنه الله- فلم يسلم عليه، فقال له الحرس: ألا تسلم على الأمير؟ فقال: إن كان الأمير يريد قتلى فما سلامى عليه؟ و إن كان لا يريد قتلى فليكثرن سلامى عليه

فقال له عبيد الله – لعنه الله- : لتقتلن

قال : أكذلك؟
قال: نعم
قال: دعنى إذاً أوصى إلى بعض القوم.
قال: أوص إلى من احببت.
فنظر ابن عقيل إلى القوم و هم جلساء ابن زياد ، و فيهم عمر ابن سعد فقال :
" يا عمر، إن بينى و بينك قربة دون هؤلاء،ولى إليك حاجة"
فأبى ان يمكنه من ذكرها
فقال عبيد الله بن زياد: لا تمتنع من ان تنظر فى حاجة ابن عمك
فقام و جلس حيث ينظر إليهما ابن زياد-لعنه الل-فقال له ابن عقيل:
"إن على بالكوفة ديناً استدنته مذ قدمتها تقضيه عنى حتى يأتيك من غلتى بالمدينة،و جثتى فاطلبها من ابن زياد فوارها ، و ابعث إلى الحسين من يرده."

فقال عمر لابن زياد: أتدرى ما قال؟
قال: أكنم ما قال لك،
قال: أتدرى ما قال لى؟
قال: هات ، فإنه ل يخون الأمين،ولا يؤتمن الخائن.
فأخبر عمر زياداً ما وصاه به مسلم ابن عقيل
قال ابن زياد:" أما مالك فهو لك، و لسنا نمنعك منه فاصنع فيه ما أحببت و أما الحسين فإنه إن لم يردنا لم نرده، و إن ارادنا لم نكف عنه ، و اما جثته فإنا لا نشفعك فيها ، فإنه ليس لذلك منا بأهل، و قد خالفنا و حرص على هلاكنا.
ثم قال ابن زياد لمسلم:
" قتلنى الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد من الناس فى الإسلام"

قال:" أما إنك أحق من احدث فى الإسلام ما ليس فيه، أما إنك لم تدع سؤ القتلة ، و قبح المثلة و خبث السيرة، و لؤم الغيلة لمن هو احق به منك.

ثم قال ابن زياد: "اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه.

ثم دعا الذى ضربه ابن عقيل على رأسه (وهو بكير بن عمران الأحمرى-لعنه الله) و عاتقه بالسيف فجاء فقال: اصعد و كن أنت الذى تضرب عنقه .
فصعدوا بمسلم بن عقيل و هو يستغفر الله و يصلى على النبى محمد- صلى الله عليه و على انبيائه و رسله و ملائكته- و هو يقول:

"اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا، وكادونا و خذلونا"

ثم أشرفوا به على موضع الحذائين فضرب عنقه ، ثم أتبع رأسه جسده-صلى اله عليه و رحمه-

و فى رثاءه قال الزبير الأسدى:


[poet font="Arabic Transparent,5,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إذا كنت لا تدرى ما الموت فانظرى=إلى هانئ فى السوق و ابن عقيل
إلى بطل هشم السيف وجهه=و آخر يهوى من طمار قتيل
ترى جسداً قد غير الموت لونه=و نضح دم قد سال كل مسيل
أصابهما أمر الأمير فأصبحا= أحاديث من يسعى بكل سبيل
أيركب أسماء الهماليج آمناً=و قد طلبته مذحج بذحول
تطيف حواليه مراد و كلهم=على رقبة من سائل و مسول
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم= فكونوا بقايا أرضيت بقليل
فتى هو أحيا من فتاة حيية=و أقطع من ذى شفرتين صقيل

[/poet]


و كان مسلم قد كتب إلى الحسين بأخذ البيعة له، و اجتماع الناس عليه، و انتظارهم إياه، فأزمع الشخوص إلى الكوفة ، و لقيه عبد الله بن الزبير فى تلك الأيام و لم يكن شئ أثقل عليه من مكان الحسين بالحجاز و لا أحب إليه من خروجه إلى العراق طمعاً فى الوثوب بالحجاز، و علما بان ذلك لا يتم إلا بعد خروج الحسين،

فقال له: على أى شئ عزمت يا أبا عبد الله؟ فأخبره برأيه فى إتيان الكوفة، و أعلمه بما كتب به مسلم بن عقيل إليه، فقال له ابن الزبير: "فما يحبسك، فو الله لو كان لى مثل شيعتك بالعراق ما تلومت فى شئ" ، و قوى عزمه ثم انصرف .

و جاء به عبد الله بن عباس و قد اجمع رأيه على الخروج ، و حققه ، فجعل يناشده فى المقام، و يعظم عليه القول فى ذم اهل الكوفة،
و قال له:" إنك تأتى قوماً قتلوا أباك، و طعنوا أخاك، و ما اراهم إلا خاذليك "

فقال له: "هذه كتبهم معى، و هذا كتاب مسلم باجتماعهم"

فقال له ابن عباس: أما إذ كنت لابد فاعلاً فلا تخرج أحداً من ولدك، ولا حرمك و لا نسائك فخليق أن تقتل و هم ينظرون إليك كما قتل ابن عفان، فأبى ذلك و لم يقبله.
فلما أبى الحسين قبول رأى ابن عباس قال له: "و الله إذا تشبثت بك و قبضت على مجامع ثوبك، و أدخلت يدى فى شعرك حتى يجتمع الناس على و عليك كان ذلك نافعى لفعلته، و لكن أعلم ان الله بالغ أمره"
ثم أرسل عينيه فبكى،وودع الحسين و انصرف.

و مضى الحسين لوجهه




[saa]يتبع بإذن الله تعالى[/saa]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 03, 2005 3:18 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center](تابع-2)[/align]


[align=center]الحسين[/align]

و لقى ابن عباس بعد خروجه عبدالله ابن الزبير فقال له:

[poet font="Simplified Arabic,5,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا لك من قبرة بمعمر=خلا لك الجو فبيضى و اصفرى
و نقرى ما شئت أن تنقرى=هذا الحسين خارجاً فاستبشرى

[/poet]


فقال : قد خرج الحسين و خلت لك الحجاز.

ثم إن عبيد الله بن زياد وجه الحر بن يزيد ليأخذ الطريق على الحسين، فلما صار فى بعض الطريق لقيه أعرابيان من بنى أسد ، فسألهما عن الخبر، فقالا له:

"يا ابن رسول الله، إن قلوب الناس معك، و سيوفهم عليك، فارجع"

و أخبراه بقتل ابن عقيل و أصحابه، فاسترجع الحسين، فقال له بنو عقيل: "لا نرجع أبداً أو ندرك ثأرنا أو نقتل بأجمعنا "
فقال لمن كان لحق به من الأعراب:"من كان منكم يريد الانصراف عنا فهو فى حل من بيعتنا"
فانصرفوا عنه و بقى فى أهل بيته، و نفر من أصحابه.

و مضى حتى دنا من الحر بن يزيد ، فلما عاين أصحابه العسكر من بعيد كبروا ،
فقال لهم الحسين: ما هذا التكبير؟
قالوا: رأينا النخل
فقال بعض أصحابه: ما بهذا الموضع والله نخل،ولا أحسبكم ترون إلا هوادى الخيل و أطراف الرماح،
فقال الحسين : و أنا و الله أرى ذلك
فمضوا لوجوههم، و لحقهم الحر بن يزيد فى أصحابه، فقال للحسين : إنى أمرت أن أنزلك فى أى موضع لقيتك و أجعجع بك [أضيق عليك]، و لا أتركك أن تزول من مكانك.

قال : إذاً أقاتلك، فأحذر أن تشقى بقتلى ثكلتك أمك.

فقال: أما والله لو غيرك العرب يقولها على مثل الحال التى أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله كائناً من كان، و لكن و الله ما لى إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه.

و أقبل يسير و الحر يسايره و يمنعه من الرجوع من حيث جاء، و يمنع الحسين من دخول الكوفة، حتى نزل بأقساس مالك، و كتب الحر إلى عبيد الله بن زياد يعلمه ذلك.

ولما ارتحل الحسين (عليه السلام) و من معه من قصر ابن مقاتل ، و ساروا ساعة خفق رأس الحسين خفقة ثم انتبه فأقبل يقول: {إنا لله، و إنا إليه راجعون} ، {و الحمد لله رب العالمين} مرتين.
فأقبل إليه على بن الحسين و هو على فرس فقال له:" يا أبى جعلت فداك ، مما استرجعت؟ و علام حمدت الله؟"

قال الحسين:"يا بنى، إنه عرض لى فارس على فرس فقال: القوم يسيرون، و المنايا تسرى إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا "

فقال : " يا أبتاه لا أراك الله سؤاً أبداً، ألسنا على الحق؟"
قال :" بلى و الذى يرجع إليه العباد"
فقال : " يا أبت إذاً لا نبالى"
قال:" جزاك الله خير ما جزى ولد عن والده"

و كان عبيد الله بن زياد-لعنه الله- قد ولى عمر بن سعد الرى، فلما بلغه خبر وجه إليه أن سر إلى الحسين أولاً فاقتله، فإذا قتلته رجعت و مضيت إلى الرى، فقال له: أعفنى أيها الأمير. قال: قد أعفيتك من ذلك ، ومن الرى، قال: اتركنى أنظر فى أمرى فتركه، فلما كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش لقتال الحسين، فلما قاربه و تواقفوا قام الحسين فى أصحابه خطيباً فقال:
" اللهم إنك تعلم أنى لا اعلم أصحاباً خير من أصحابى، و لا أهل بيت خيراً من أهل بيتى، فجزاكم الله خيراً فقد آزرتم و عاونتم، و القوم لا يريدون غيرى، و لو قتلونى لم يبتغوا غيرى أحداً، فإذا جنكم الليل فتفرقوا فى سواده، و انجوا بأنفسكم"

فقام إليه العباس بن على أخوه، و على ابنه، و بنو عقيل ، فقالوا له: " معاذ الله و الشهر الحرام ، فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم، إنا تركنا سيدنا، و ابن سيدنا و عمادنا، و تركناه غرضاً للنبل، و دريئة للرماح، و جزراًً للسباع، و فررنا عنه رغبة فى الحياة، معاذ الله، بل نحيا بحياتك ، و نموت معك"
فبكى و بكوا عليه، و جزاهم خيراً، ثم نزل –صلوات الله عليه-.


عن على بن الحسين قال:
" إنى و الله جالس مع أبى فى تلك الليلة، و أنا عليل، و هو يعالج سهاماً له، و بين يديه جون مولى أبى ذر الغفارى، إذ ارتجز الحسين:


[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا دهر أف لك من خليل=كم لك فى الإشراق و الأصيل
من صاحب و ماجد قتيل=و الدهر لا يقنع بالبديل
و الأمر فى ذاك إلى الجليل=و كل حلا سالك السبيل

[/poet]

قال: أما أنا فسمعته و رددت عبرتى
و أما عمتى فسمعته دون النساء فلزمتها الرقة و الجزع، فشقت ثوبها ، و لطمت وجهها، و خرجت حاسرة تنادى: وا ثكلاه ! وا حزناه ! ليت الموت أعدمنى الحياة، يا حسيناه يا سيداه، يا بقية أهل بيتاه، استقلت و يئست من الحياة؛ اليوم مات جدى رسول الله صلى الله عليه و آله، و أمى فاطمة الزهراء، و أبى على، و أخى الحسن، يا بقية الماضين و ثمال الباقين.

فقال لها الحسين: يا أختى ((لو ترك القطا لنام))

قالت:" فإنما تغتصب نفسك اغتصاباً، فذاك أطول لحزنى و أشجى لقلبى؛"

و خرت مغشياً عليها؛ فل يزل يناشدها و احتماها حتى أدخلها الخباء.



[twh][marq=up]يتبع بإذن الله تعالى[/marq][/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 06, 2005 3:43 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center](تابع 4)[/align]


[align=center]الحسين[/align]

وجه الحسين ( عليه السلام) إلى عمر بن سعد –لعنه الله- فقال: ماذا تريدون منى؟ إنى مخيركم ثلاثاً : بين أن تتركونى ألحق بيزيد، أو أرجع من حيث جئت، أو أمضى إلى بعض ثغور المسلمين فأقيم فيها.

ففرح بن سعد بذلك و ظن أن ابن زياد-لعنه الله- يقبله منه، فوجه إليه رسولاً يعلمه ذلك، و يقول : لو سألك هذا بعض الديلم و لم تقبله ظلمته.
فوجه إليه ابن زياد: طمعت يا ابن سعد فى الراحة، و ركنت إلى دعة، ناجز الرجل و قاتله، و لا ترجى منه إلا ان ينزل على حكمى.

فقال الحسين:
"معاذ الله أن أنزل على حكم ابن مرجانة أبداً "
فوجه ابن زياد شمر بن ذى الجوشن الضبابى-أخزاه الله- إلى ابن سعد- لعنه الله- يستحثه لمناجزة الحسين، فلما كان فى يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى و ستين، ناجزه ابن سعد-لعنه الله- فجعل أصحاب الحسين يتقدمون رجلاً رجلاً يقاتلون حتى قتلوا.

وذكر الرواة إن أول قتيل قتل من ولد لأبى طالب مع الحسين ابنه على، فأخذ يشد الناس و هو يقول:


[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أنا على بن الحسين بن على=نحن و بيت الله أولى بالنبى
من شبث ذاك و من شمر الدنى=أضربكم بالسيف حتى يلتوى
ضرب غلام هاشمى علوى=ولا أزال اليوم أحمى عن أبى
والله لا يحكم فينا ابن الدعى

[/poet]

ففعل ذلك مرارأً، فنظر إليه مرة بن منقذ العبدى فقال: على آثام العرب إن هو فعل مثل ما أراه يفعل ، و مر بى أن أثكله أمه، فمر يشد على الناس وعلى بن الحسين يقول كما كان يقول، فاعترضه مرة و طعنه بالرمح فصرعه، و اعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم.

و عن حميد بن مسلم، قال:
سماع اذنى يومئذ الحسين و هو يقول: قتل قوماً قتلوك يا بنى، ما أجرأهم على الله و على انتهاك حرمة الرسول-صلى الله عليه و آله- ثم قال: على الدنيا بعدك العفاء.

قال حميد: و كأنى انظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة تنادى:
"يا حبيباه، يا ابن اخاه" ، فسألت عنها، فقالوا: هذه زينب بنت على ابن أبى طالب؛ ثم جاءت حتى انكبت عليه فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط، و أقبل إلى ابنه، و أقبل فتيانه إليه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه ذلك، ثم جاء به حتى وضعه بين يدى فسطاطه.

و عن سعيد بن ثابت:
لما برزعلى بن الحسين إليهم، أرخى الحسين -صلوات الله عليه و سلامه- عينيه فبكى، ثم قال: " اللهم كن أنت الشهيد عليهم" ، فبرز إليهم غلام أشبه الخلق برسول الله صلى الله عليه وآله، فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى أبيه

فيقول: "يا أبا ، العطش"

فيقول له الحسين:" اصبر حبيبى فإنك لا تمسى حتى يسقيك رسول الله صلى الله عليه وآله بكأسه"

و جعل يكر كرة بعد كرة، حتى رمى بسهم فوقع فى حلقه فخرقه،و أقبل ينقلب فى دمه، ثم نادى :
" يا أبتاه عليك السلام، هذا جدى رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام، و يقول: عجل بالقدوم إلينا، و شهق شهقة فارق الدنيا"


و أحاطوا بالحسين عليه السلام، و أقبل غلام من اهله نحوه، و أخذته زينب بنت على لتحبسه،
فقال لها الحسين: "احبسيه"،
فأبى الغلام، فجاء يعدوا إلى الحسين، فقام إلى جنبه، و أهوى أبجر بن كعب بالسيف إلى الحسين، فقال الغلام لأبجر:" يا ابن الخبيثة أتقتل عمى؟ فضربه أبجر بالسيف، و اتقاه الغلام بيده فأطنها إلى الجلد. و بقيت معلقة بالجلد ، فنادى الغلام: " يا أماه " ، فأخذه الحسين فضمه إليه، و قال:
" يا ابن أخى احتسب فيما أصابك الثواب، فإن الله ملحقك بآبائك الصالحين، برسول الله- صلى الله عليه وآله-، و حمزة، و على ، و جعفر، و الحسن.


و جاء رجل حتى دخل عسكر الحسين، فجاء إلى رجل من أصحابه فقال له:
"إن خبر ابنك فلان وافى، إن الديلم أسروه، فتنصرف معى حتى نسعى فى فدائه، فقال: "حتى أصنع ماذا؟" عند الله أحتسبه و نفسى"، فقال له الحسين: "انصرف و انت فى حل من بيعتى ، و أنا أعطيك فداء ابنك."
فقال:"هيهات ان أفارقك ثم أسأل الركبان عن خبرك.لا يكن و الله هذا أبداً، و لا أفارقك، ثم حمل على القوم فقاتل حتى قتل رحمة الله عليه و رضوانه.

و جعل الحسين يطلب الماء، و شمر-لعنه الله- يقول له: "و الله لا ترده أو ترد النار" ، فقال له رجل: " ألا ترى إلى الفرات يا حسين كأنه بكون الحيات، و الله لا تذوقه أو تموت عطشاً"
فقال الحسين:" اللهم امته عطشاً"
((و يقول حميد بن مسلم: والله كان هذا الرجل يقول : اسقونى الماء، فيؤتلى بماء، فيشرب حتى يخرج من فيه و هو يقول: " اشقونى قتلنى العطش، فلم يزل كذلك حتى مات ))

و لما اشتد العظش على الحسين دعا أخاه العباس بن على، فبعثه فى ثلاثين راكباً و ثلاثين راجلاً، و بعث معه بعشرين قربة، فجاءوا حتى دنوا من الماء فاستقدم أمامهم نافع بن هلال الجملى،
فقال له عمرو بن الحجاج: من الرجل؟
قال: نافع بن هلال،
قال : مرحباً بك يا أخى ما جاء بك؟
قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذى حلأتمونا عنه
قال: اشرب
قال: لا والله لا أشرب منه قطرة و الحسين عطشان.
فقال له عمرو : لا سبيل إلى ما أردتم، إنما و ضعونا بهذا المكان لنمنعكم من الماء
فلما دنا منه أصحابه قال نافع بن هلال للرجالة: إملأوا قربكم،، فشدت الرجاله فدخلت السريعة فملأوا قربهم، ثم خرجوا، و نازعهم عمرو بن الحجاج و أصحابه ، فحمل عليهم العباس ابن على، و نافع بن هلال الجملى جميعاً ، فكشفوه، ثم انصرفوا إلى رحالهم، و قالوا للرجالة: انصرفوا. فجاء أصحاب الحسين بالقرب حتى أدخلوها عليه.


و عن هانئ بن ثبيت القايضى زمن خالد ، قال: كنت ممن شهد الحسين، فإنى لواقف على خيول إذ خرج غلام من آل الحسين مذعوراً يلتفت يميناً و شمالاً، فأقبل رجل يركض حتى دنا منه، فمال عن فرسه، فضربه فقتله.

و حمل شمر- لعنه الله- على عسكر الحسين، فجاء إلى فسطاطه لينهبه ، فقال له الحسين:" و يلكم ، إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً فى الدنيا، فرحلى لكم عن ساعة مباح، فاستحيا و رجع.

و جعل الحسين يقاتل بنفسه، و قد قتل ولده و إخوته و بنو أخيه و بنو عمه فلم يبق منهم أحد، و حمل عليه ذرعة بن شريك-لعنه الله- ،فضرب كتفه اليسرى بالسيف فسقطت-صلوات الله عليه- . و قتله أبو الجنوب زياد بن عبد الرحمن الجعفى، و القثعم، و صالح بن وهب اليزنى و خولى بن يزيد ، كل قد ضربه و شرك فيه.
و نزل سنان بن أنس النخعى فاحتز رأسه.
و يقال: إن الذى أجهز عليه شمر بن ذى الجوشن الضبابى –لعنه الله-.

و حمل خولى بن يزيد رأسه إلى عبيد الله بن زياد.

و أمر ابن زياد – لعنه الله ،و غضب عليه- أن يوطأ صدر الحسين، و ظهره و جنبه ووجهه فأجريت الخيل عليه.
و حمل أهله أسرى و فيهم ، عمر ،و زيد، و الحسن بنو الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام، و كان الحسن بن الحسن بن على قد ارتث جريحاً فحمل معهم، و على ابن الحسين الذى أمه أم ولد، و زينب العقيلية، و أم كلثوم بنت على بن أبى طالب و سكينة بنت الحسين.
لما أدخلوا على يزيد -لعنه الله- أقبل قاتل الحسين بن على يقول:


[poet font="Simplified Arabic,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أوقر ركابى فضة أو ذهبا=فقد قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما و أبا=و خيرهم إذ ينسبون نسبا

[/poet]


ووضع الرأس بين يدى يزيد –لعنه اله- فى طست، فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب و هو يقول:
[poet font="Simplified Arabic,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نفلق هاماً من رجال أعزة=علينا و هم كانوا أعق و أظلما
[/poet]

و قد قيل: إن ابن زياد- لعنه الله فعل ذلك.

و قيل: إنه تمثل أيضاً و الرأس بين يديه بقول عبد الله بن الزبعرى:

ليت أشياخى ببدر شهدوا=جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرم من أشياخهم=و عدلناه ببدر فاعتدل

ثم دعا يزيد- لعنه الله –بعلى بن الحسين،
فقال:ما اسمك؟
فقال: على بن الحسين
قال : أو لم يقتل الله على بن الحسين
قال: قد كان لى أخ أكبر منى يسمى عليا، فقتلتموه
قال: بل الله قتله
قال على: {الله يتوفى الأنفس حين موتها}
قال له يزيد:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}
فقال على: {ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير.لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما أتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور}

فوثب رجلاً من أهل الشام فقال: دعنى أقتله، فألقت زينب نفسها عليه.

فقام رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين، هب لى هذه أتخذها أمة.

فقالت له زينب: لا و لا كرامة ، ليس لك ذلك، و لا له إلا أن يخرج من دين الله.

فصاح به يزيد: اجلس. فجلس، و أقبلت زينب عليه، و قالت :

" يا يزيد حسبك من دمائنا"

و قال على بن الحسين:"إن كان لك بهؤلاء النسوة رحم، و اردت قتلى فابعث معهن أحداً يؤديهن. "
فرق له و قال: لا يؤديهم غيرك.

ثم أمره ان يصعد المنبر فيخطب فيعذر إلى الناس مما كان من ابيه قصعد المنبر، فحمد الله و أثنى عليه و قال:

" أيها الناس، من عرفنى فقد عرفنى ، ومن لم يعرفنى فأنا اعرفه بنفسى، أنا على ابن الحسين، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن الداعى إلى الله بإذنه، أنا ابن السراج المنير."
و هى خطبة طويلة كرهت الإكثار بذكرها ، و ذكر نظائرها.

ثم أمره يزيد بالشخوص إلى المدينة مع نسوة من أهله و سائر بنى عمه، فانصرف بهم.


قال أبو الفرج:
و قد رثى الحسين بن على- صلوات الله عليه-جماعة من متأخرى الشعراء أستغنى عن ذكرهم فى هذا الموضع كراهية الإطالة.
أما من تقدم فما وقع إلينا شئ رثى به، و كانت الشعراء لا تقدم على ذلك مخافة من بنى أمية،و خشية منهم.


و قال سليمان بن قتة يرثى الحسين:


[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
مررت على أبيات آل محمد=فلم أرها أمثالها يوم حلت
ألم تر أن الشمس أضحت مريضة=لفقد الحسين و البلاد اقشعرت
و كانوا رجاءً ثم صاروا رزية=لقد عظمت تلك الرزايا و جلت
أتسألنا قيس فنعطى فقيرها=و تقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غنى قطرة من دمائنا=سنطلبها يوماً بها حيث حلت
فلا يبعد الله الديار و أهلها=وإن أصبحت منهم برغمى تخلت
فإن قتيل الطف من آل هاشم=أذل رقاب المسلمين فذلت

[/poet]


يتبع بإذن الله تعالى

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 18, 2005 2:43 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center](تابع)[/align]

[align=center]الحسين[/align]

[align=center]ذكر خبر من قتل مع الحسين (عليه السلام) من أهله[/align]


يقول أبو الفرج الأصهانى:

و لم يمكنا سياقة مقاتلهم على التاريخ لئلا ينقطع الخبر، فذكرنا أسماءهم و أنسابهم جملة، ثم ذكرنا خبر مقاتلهم (رضوان الله عليهم و صلواته)




[align=center]فمنهم مسلم بن عقيل بن أبى طالب عليه السلام[/align]

و هو أول من قتل من أصحاب الحسين بن على- عليه السلام- و أمه أم ولد، يقال لها حلية، و كان عقيل اشتراها من الشام، فولدت له مسلماً ، ولا عقب له.




[align=center]و على بن الحسين و هو على الأكبر و لا عقب له[/align]

و يكنى أبا الحسن، وأمه ليلى بنت أبى مرة ، و هو أول من قتل فى الواقعة.
و إياه عنى معاوية فى الخبر الذى حدثنى به محمد بن محمد بن سليمان، قال: عن مغيرة، قال:

" قال معاوية: من أحق الناس بهذا الأمر ؟
قالوا: أنت
قال: لا، اولى الناس بهذا الامر على بن الحسين بن على، جده رسول الله – صلى الله عليه و آله- ، و فيه شجاعة بنى هاشم، و سخاء بنى أمية، و زهو ثقيف."

و حدثنى أحمد بن سعيد عن أبى عبيدة و خلف الأحمر:أن هذه الأبيات قيلت فى على بن الحسين الأكبر:

[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لم تر عين نظرت مثله = محتف يمشى و من ناعل
يغلى نئى اللحم حت إذا =أنضج لم يغل على الآكل
كان إذا شبت له ناره=أوقدها بالشرف القابل
كيما يراها بائس مرمل=أو فرد حى ليس بالآهل
أعنى ابن ليلى ذا الثدى و الندى=أعنى ابن بنت الحسب الفاضل
لا يؤثر الدنيا على دينه=ولا يبيع الحق بالباطل
[/poet]

((الشرف كل نشز من الأرض قد أشرف على ما حوله، و الشرف من الارض هو كل ما أشرف لك))

و قد روى عن جده على بن أبى طالب،و عن عائشة أحاديث كرهت ذكرها فى هذا الموضع لأنها ليست من جنس ما قصدت.




[align=center]و عبد الله بن على بن أبى طالب[/align]

و أمه أم البنين بنت حزام
عن عبيد الله بن الحسن، و عبد الله بن العباس، قالا:

قتل عبد الله بن على بن ابى طالب، و هو ابن خمس و عشرين سنة ولا عقب له.

و عن الضحاك المشرفى، قال:
قال العباس بن على لأخيه من أبيه و أمه عبد الله بن على: "تقدم بين يدى حتى أراك و أحتسبك، فإنه لا ولد لك" فتقدم بين يديه، و شد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمى فقتله.





[align=center]و جعفر بن على بن أبى طالب- عليه السلام- [/align]

و أمه أم البنين أيضاً.

قال يحيى بن الحسن عن على بن إبراهيم :
قتل جعفر بن على بن أبى طالب ، و هو ابن تسع عشرة سنة.

و قال نصر بن مزاحم: حدثنى عن أبى جعفر محمد بن على أن الخولى بن يزيد الأصبحى- لعنه الله – قتل جعفر بن على.





[align=center]و عثمان بن على بن أبى طالب-عليه السلام-[/align]

و أمه أم البنين أيضاً.

قال يحيى بن الحسن عن عبيد الله بن الحسن، و عبد الله بن العباس، قالا:

قتل عثمان بن على، و هو ابن إحدى و عشرين سنة.
و قال الضحاك المشرفى: إن خولى بن يزيد رمى عثمان بن على بسهم فأوهطه ( أضعفه) ، و شد عليه رجل من بنى أبان بن دارم فقتله، و أخذ رأسه.
و عثمان بن على الذى روى عن على أنه قال: إنما سميته باسم أخى عثمان بن مظعون.





[align=center]و العباس بن على بن أبى طالب- عليه السلام-[/align]

و يكنى أبا الفضل. و أمه أم البنين أيضاً، و هو أكبر ولدها، و هو آخر من قتل من إخوته لأمه و أبيه، لأنه كان له عقب، و لم يكن لهم، فقدمهم بين يديه ، فقتلوا جميعاً، فحاز مواريثهم؛ تم تقدم فقتل

قال جرمى بن العلاء بن الزبير عن عمه:
ولد العباس بن على يسمونه السقا، و يكنونه أبا قربة، و ما رأيت أحداً من ولده، و لا سمعت عمن تقدم منهم هذا-عليه السلام-.

و فى العباس بن على-عليه السلام- يقول الشاعر:


[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أحق الناس أن يبكى عليه=إذا بكى الحسين بكربلاء
أخوه و ابن والده على=أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شئ= و جادله على عطش بماء
[/poet]

و فيه يقول الكميت:

[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
و أبو الفضل إن ذكرهم الحلو=شفاء النفوس من أسقام
قتل الأدعياء إذ قتلوه=أكرم الشار بين صوب الغمام
[/poet]

و كان يقال له قمر بنى هاشم. و كان لواء الحسين بن على معه يوم قتل.

و عن أبى جعفر:
أن زيد بن رقاد الجنبى، و حكيم بن الطفيل الطائى، قتلا العباس بن على.

و عن القاسم بن الأصبغ ابن نباتة ، قال:
" رأيت رجلاً من بنى أبان بن دارم أسود الوجه، و كنت أعرفه جميلاً ، شديد البياض، فقلت له: ما كدت أعرفك، قال: إنى قتلت شاباً أمرد مع الحسين، بين عينيه أثر السجود، فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتانى يأخذ بتلابيبى حتى يأتى جهنم فيدفعنى فيها، فأصيح، فما يبقى أحد فى الحى إلا سمع صياحى."
قال: و المقتول العباس بن على- عليه السلام-.




[align=center]****[/align]

و كانت أم البنين ام هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى، تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة و احرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها، فكان مروان يجئ فيمن يجئ لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها و يبكى.

[align=center]****[/align]




[align=center]و محمد الأصغر بن على بن أبى طالب[/align]

و أمه أم ولد.

حدثنى أحمد بن عيسى، عن المدائنى:
أن رجلا من تميم من بنى أبان بن دارم قتله-رضوان الله عليه-، و لعن الله قاتله.





[align=center]وأبوبكر بن على بن أبى طالب[/align]

لم يعرف اسمه؛و امه ليلى بنت مسعود .

ذكر أبو جعفر محمد بن على بن الحسين:
أن رجلاً من همدان قتله.
و ذكر المدائنى أنه وجد فى ساقية مقتولاً لا يدرى من قتله.



[align=center]****[/align]





هؤلاء هم ولد على بن أبى طالب لصلبه الذين قتلوا مع الحسين، و هم سواه.
وقد ذكر محمد بن على بن حمزة: انه قتل يومئذ إبراهيم بن على بن أبى طالب و أمه أم ولد.
و ما سمعت بهذا من غيره، ولا رأيت لإبراهيم فى شئ من كتب الأنساب ذكراً.

و ذكر يحيى بن الحسن عن عبيد الله الطلحى عن أبيه:
أن عبيد الله بن على قتل مع الحسين، و هذا خطأ ، و إنما قتل عبيد الله يوم المدار، قتله أصحاب المختار بن أبى عبيدة، و قد رأيته بالمدار.





[saa]يتبع بإذن الله تعالى[/saa]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 25, 2005 10:18 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center]الحسين[/align]

[align=center]ذكر خبر من قتل مع الحسين (عليه السلام) من أهله (تابع) [/align]






وممن قتل مع سيدنا قتل الحسين (عليه السلام) من أهله





[align=center] أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب [/align]

وأمه أم ولد، ولا تعرف أمه.
ذكر المدائني أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله.
وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر: أن عقبة الغنوي قتله.
وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:


[poet font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وعند غنيٍ قطرة من دمائنا=وفي أسد أخرى تعد وتذكر
[/poet]







[align=center]القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب [/align]

وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمه.
عن حميد بن مسلم، قال: خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده السيف، وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما، ما أنس أنها اليسرى، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، فقلت له: سبحان الله، وما تريد إلى ذلك، يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب، قال: والله لأشدن عليه، فما ولى وجهه حتى ذرب رأس الغلام بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، وصاح: يا عماه.
قال: فوالله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر، ثم شد شدة الليث إذا غضب، فضرب عمراً بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق، ثم تنحى عنه، وحملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها، وجالت، فتوطأته، فلم يرم حتى مات -لعنه الله وأخزاه- فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، وحسين يقول: بعداً لقوم قتلوك، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته يوم كثر واتره، وقل ناصره، ثم احتمله على صدره، وكأني أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في الأرض، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين، فسألت عن الغلام، فقالوا: هو القاسم بن الحسن، بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.








[align=center]عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب[/align]

وأمه بنت السليل بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي. وقيل: إن أمه أم ولد. وكان أبو جعفر محمد بن علي -فيما رويناه عنه- يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله.
وذكر المدائني في إسناده عن جناب بن موسى، عن حمزة بن بيض، عن هانئ بن ثبيت القايضي أن رجلاً منهم قتله.








[align=center]عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب [/align]

وأمه الرباب بنت امرئ القيس
وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام:


[poet font="Simplified Arabic,4,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لعمرك إنني لأحـب دارا=تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالـي=وليس لعاتب عندي عتاب

[/poet]
وسكينة التي ذكرها ابنته من الرباب، واسم سكينة أمينة، وقيل أميمة، وإنما غلب عليها سكينة، وليس باسمها.
وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيراً جاءته نشابة وهو في حجر أبيه فذبحته.
عن حميد بن مسلم، قال: دعى الحسين بغلام فأقعده في حجره، فرماه عقبة بن بشر فذبحه.

عن مورع بن سويد بن قيس، قال: حدثنا من شهد الحسين، قال: كان معه ابنه الصغير فجاء سهم فوقع في نحره، قال: فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبته فيرمي به إلى السماء فما يرجع منه شيء، ويقول: اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل.








[align=center]عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الأكبر [/align]

أمه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب. وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:

[poet font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
واندبي إن بكيت عـونـاً أخـاه=ليس فيما ينوبـهـم بـخـذول
فلعمري لقد أصبت ذوي القـر=بى فبكى على المصاب الطويل
[/poet]

عن حميد بن مسلم: أن عبد الله بن قطنة التيهاني قتل عون بن عبد الله بن جعفر.







[align=center]محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب[/align]

وأمه الخوصا بنت حفصة
قتله عامر بن نهشل التميمي فيما روى عن سليمان بن أبي راشد.
وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:


[poet font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وسمى النبي غودر فيهـم=قد علوه بصارم مصقول
فإذا ما بكيت عيني فجودي=بدموع تسيل كل مسـيل

[/poet]







[align=center]عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب[/align]

وأمه الخوصا بنت حفصة.
ذكر يحيى بن الحسن العلوي فيما حدثني به أحمد بن سعيد عنه: أنه قتل مع الحسين بالطف رضوان الله وصلواته على الحسين وآله.








[align=center]عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب [/align]

وأمه أم ولد.
قتله عثمان بن خالد بن أسيد الجهني وبشير بن حوط القايضي، فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم.








[align=center]جعفر بن عقيل بن أبي طالب [/align]

وأمه أم الثغر بنت عامر الهصان العامري من بني كلاب.
قتله عروة بن عبد الله الخثعمي.








[align=center]عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب [/align]

وأمه أم ولد.
قتله -فيما ذكره المدائني- عثمان بن خالد بن أسير الجهني، ورجل من همدان.








[align=center]محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب [/align]

وأمه أم ولد.
قتله فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني.








[align=center]عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب [/align]

وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب، وأمها أم ولد. قتله عمرو بن صبيح، فيما ذكرناه عن علي بن محمد المدائني، وعن حميد بن مسلم، وذكر أن السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته في راحته وجبهته.







[align=center]محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل بن أبي طالب [/align]

وأمه أم ولد، قتله لقيط بن ياسر الجهني، رماه بسهم فيما رويناه عن المدائني، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم.
وذكر محمد بن علي بن حمزة: أنه قتل معه جعفر بن محمد بن عقيل، ووصف أنه سمع أيضاً من يذكر أنه قتل يوم الحرة،








قال أبو الفرج: وما رأيت في كتب الأنساب بمحمد بن عقيل ابناً يسمى جعفراً. وذكر أيضاً محمد بن علي بن حمزة، عن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: أن علي بن عقيل، وأمه أم ولد قتل يومئذٍ.
فجميع من قتل يوم الطف من ولد أبي طالب سوى من يختلف في أمره اثنان وعشرون رجلاً.

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 30, 2005 7:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر

[align=center]أبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب[/align]
لا يعرف اسمه؛ وأمه الخوصاء بنت حفصة بن بكر بن وائل.
عن المدائني، قال: قتل أبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يوم الحرة في الوقعة بين مسرف ابن عقبة وبين أهل المدينة.





[align=center]عون بن عبد الله بن جعفر الأصغر[/align]

وهو عون الأصغر، والأكبر قتل مع الحسين بن علي.
وأم عون هذا جمانة بنت المسيب بن نجبة .
والمسيب أحد أمراء التوابين الذين دعوا إلى الخروج على ابن زياد -لعنه الله- والطلب بدم الحسين، فقتلوا بعين الوردة، وله صحبة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد شهد معه مشاهده.
وقتل عون يوم الحرة حرة واقم، قتله أصحاب مسرف بن عقبة





[align=center]عبيد الله بن علي بن أبي طالب[/align]
وعبيد الله بن علي بن أبي طالب، وأمه ليلى بنت مسعود .
قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة يوم المذار، وكان صار إلى المختار فسأله أن يدعو إليه ويجعل الأمر له، فلم يفعل، فخرج فحلق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف.






[align=center]عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب[/align]

ويكنى أبا هاشم، وأمه أم ولد، تدعى نائلة.
وكان لسناً خصماً عالماً، وكان وصي أبيه، وهو الذي يزعم الشيعة من أهل خراسان أنه ورث الوصية عن أبيه، وأنه كان الإمام، وأنه أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وأوصى محمد إلى إبراهيم الإمام، فصارت الوصية في بني العباس من تلك الجهة.
ودس سليمان بن عبد الملك سماً إليه، فمات منه بالحميمة من أرض الشام.
عن المدائني، عن غسان بن عبد الحميد قال:

وفد أبو هشام إلى سليمان بن عبد الملك يقضي حوائجه، ثم تجهز للمسير إلى المدينة، فقدم، ثقله وأتى سليمان ليودعه، فحبسه سليمان حتى تغدى معه في يوم شديد الحر، وخرج نصف النهار، وسار ليلحق الثقل فعطش في مسيره، فدس إليه سليمار شربة فلما شربها فتر فسقط، وأرسل رسولاً إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وعبد الله بن الحرث بن نوف، يعلمهما حاله فخرجا إليه فولياه حتى مات. ودفن بالحميمة في أرض الشام، وأوصى إلى محمد بن علي بن العباس.

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 05, 2006 1:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[poet font="Arial,7,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
زيد بن علي
[/poet]


وزيد بن علي بن الحسين، بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا الحسين.
وأمه أم ولد أهداها المختار بن أبي عبيدة لعلي بن الحسين فولدت له زيداً، وعمر، وعلياً،وخديجة.


عن خصيب الوابشي قال: كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهه.

عن أبو قرة، قال: خرجت مع زيد بن علي ليلاً إلى الجبان، وهو مرخي اليدين لا شيء معه، فقال لي: يا أبا قرة أجائع أنت؟ قلت نعم، فناولني كمثراة ملء الكف ما أدري أريحها أطيب أم طعمها، ثم قال لي: يا أبا قرة أتدري أين نحن؟ نحن في روضة من رياض الجنة، نحن عند قبر أمير المؤمنين علي، ثم قال لي: يا أبا قرة والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي إن زيد بن علي لم يهتك لله محرماً منذ عرف يمينه من شماله، يا أبا قرة من أطاع الله أطاعه ما خلق.


عن عاصم بن عبيد الله العمري قال ذكر عنده زيد بن علي فقال: أنا أكبر منه، رأيته بالمدينة وهو شاب يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل: ما يرجع إلى الدنيا.


عن هرون بن موسى، قال: سمعت محمد بن أيوب الرافقي يقول: كانت المرجئة وأهل النسك لا يعدلون بزيد أحداً.

عن عبد الله بن جرير، قال: رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب، ويسوي ثيابه على السرج.

عن أبو معمر سعيد بن خيثم، قال: كان بين زيد بن علي، وعبد الله بن الحسن مناظرة في صدقات علي، فكانا يتحاكمان إلى قاض من القضاة، فإذا قاما من عنده أسرع عبد الله إلى دابة زيد فأمسك له بالركاب.

عن محمد بن الفرات، قال: رأيت زيد بن علي وقد أثر السجود بوجهه أثراً خفيفاً.


عن البابكي، واسمه عبد الله بن مسلم بن بابك، قال: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا فقال: يا بابكي أما ترى هذه الثريا أترى أحد ينالها؟ قلت: لا، قال: والله لوددت أن يدي ملصقة بها فأقع إلى الأرض أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة، وأن الله أصلح بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم.


عن أبي الجارود، قال: قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي قيل لي ذاك حليف القرآن.

حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، قال: سألت الحسن بن يحيى كم كانت سن زيد بن علي يوم قتل؟ قال: اثنتان وأربعون سنة.


عن أبي جعفر، قال:

[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=3 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=red,strength=5)"]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسين:"يخرج رجل من صلبك يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة= رقاب الناس غراً محجلين، يدخلون الجنة بغير حساب".
[/poet]

عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال:

[poet font="Arabic Transparent,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=red,strength=5)"]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتل رجل من أهل بيتي فيصلب لا ترى الجنة عين رأت عورته".
[/poet]

عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي، قال: يخرج بظهر الكوفة رجل يقال له زيد في أبهة والأبهة الملك لا يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون إلا من عمل بمثل عمله، يخرج يوم القيامة هو وأصحابه معهم الطوامير أو شبه الطوامير حتى يتخطوا أعناق الخلائق تتلقاهم الملائكة فيقولون هؤلاء حلف الخلف، ودعاة الحق، ويستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: "يا بني قد عملتم ما أمرتم به، فادخلوا الجنة بغير حساب".


عن الحسين بن زيد بن علي، عن ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية، عن أبيها، قال: مر زيد بن علي بن الحسين، على محمد بن الحنفية فرق له وأجلسه، وقال: أعيذك بالله يا ابن أخي أن تكون زيداً المصلوب بالعراق، ولا ينظر أحد إلى عورته. ولا ينظره إلا كان في أسفل درك من جهنم.


عن خالد موالى آل الزبير، قال: كنا عند علي بن الحسين فدعا ابناً له يقال له زيد، فكبا لوجهه وجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: أعيذك بالله أن تكون زيداً المصاب بالكناسة، من نظر إلى عورته متعمداً أصلى الله وجهه النار.

عن يونس بن جناب، قال: جئت مع أبي جعفر إلى الكتاب فدعا زيداً فاعتنقه، وألزق بطنه ببطنه وقال: أعيذك بالله أن تكون صليب الكناسة.

عن محمد بن فرات، قال: رأيت زيد بن علي يوم السبخة وعلى رأسه سحابة صفراء تظله من الشمس، تدور معه حيث ما دار.

عن أبي خالد، قال: كان في خاتم زيد بن علي "اصبر تؤجر، وتوق تنج".

عن زكريا بن يحيى الهمداني، قال: حدثتني عمتي عزيز بنت زكريا، عن أبيها، قال: أردت الخروج إلى الحج فمررت بالمدينة فقلت: لو دخلت على زيد بن علي. فدخلت فسلمت عليه، فسمعته يتمثل:

[poet font="Arabic Transparent,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ومن يطلب المال الممنع بالقنـا=يعش ماجداً أو تخترمه المخارم
متى تجمع القلب الذكي وصارماً=وأنفقاً حمياً تجتنبك المظـالـم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهـم=فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
[/poet]

قال: فخرجت من عنده وظننت أن في نفسه شيئاً، وكان من أمره ما كان.

[poet font="Arial,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
مقتل زيد بن علي والسبب فيه
[/poet]

قال أبو مخنف:
كان أول أمر زيد بن علي -صلوات الله عليه- أن خالد بن عبد الله القسري ادعى مالاً قبل زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وداود بن علي بن عبد الله بن عباس، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأيوب بن سلمة بن عبد الله بن عباس بن الوليد بن المغيرة المخزومي.

وكتب فيهم يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم، عامل هشام على العراق، إلى هشام، وزيد بن علي، ومحمد بن عمر يومئذ بالرصافة. وزيد يخاصم الحسن بن الحسن في صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما قدمت كتب يوسف، بعث إليهم فذكر ما كتب به يوسف، فأنكروا فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم إليه يجمع بينكم وبينه.

قال له زيد: أنشدك الله والرحم أن لا تبعث بنا إلى يوسف. قال له هشام: وما الذي تخاف من يوسف؟ قال: أخاف أن يتعدى علينا. فدعا شام كاتبه فكتب إلى يوسف: "أما بعد، فإذا قدم عليك زيد، وفلان، وفلا، فاجمع بينهم وبينه، فإن أقروا بما ادعى عليهم فسرح بهم إلي، وإن هم أنكروا فاسأله البينة، فإن لم يقمها فاستحلفهم بعد صلاة العصر بالله الذي لا إله إلا هو ما استودعهم وديعة، ولا له قبلهم شيء، ثم خل سبيلهم".

فقالوا لهشام: إنا نخاف أن يتعدى كتابك "ويطول علينا". قال: كلا أنا باعث معكم رجلاً من الحرس ليأخذه بذلك حتى يفرغ ويعجل. قالوا: جزاك الله عن الرحم خيراً، لقد حكمت بالعدل.
فسرح بهم إلى يوسف، وهو يومئذ بالحيرة، فاجتنبوا أيوب بن سلمة لخؤولته من هشام ولم يؤخذ بشيء من ذلك. فلما قدموا على يوسف دخلوا عليه فسلموا، فأجلس زيداً قريباً منه، ولاطفه في المسألة، ثم سألهم عن المال فأنكروا، فأخرجه يوسف إليهم، وقال: هذا زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي اللذان ادعيت قبلهما ما ادعيت قال: ما لي قبلهما قليل ولا كثير. قال له يوسف: أفبي كنت تهزأ وبأمير المؤمنين؟ فعذبه عذاباً ظن أنه قد قتله.

ثم أخرج زيداً وأصحابه بعد صلاة العصر إلى المسجد فاستحلفهم، فحلفوا، فكتب يوسف إلى هشام يعلمه ذلك، فكتب إليه هشام خل سبيلهم، فخلى سبيلهم.

فأقام زيد بعد خروجه من عند يوسف بالكوفة أياماً، وجعل يوسف يستحثه بالخروج فيعتل عليه بالشغل وبأشياء يبتاعها، فألح عليه حتى خرج، فأتى القادسية.

ثم إن الشيعة لقوا زيداً فقالوا له: أين تخرج عنه -رحمك الله- ومعك مائة ألف سيف من أهل الكوفة والبصرة وخراسان يضربون بني أمية بها دونك، وليس قبلنا من أهل الشام إلا عدة يسيرة. فأبى عليهم، فما زالوا يناشدونه حتى رجع بعد أن أعطوه العهود والمواثيق.

فقال له محمد بن عمر: أذكرك الله يا أبا الحسين لما لحقت بأهلك ولم تقبل قول أحد من هؤلاء الذين يدعونك، فإنهم لا يفون لك، أليسوا أصحاب جدك الحسين بن علي؟ قال: أجل. وأبى أن يرجع.

وأقبلت الشيعة وغيرهم يختلفون إليه، ويبايعون حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة، سوى أهل المدائن، والبصرة، وواسط، والموصل وخراسان، والري، وجرجان.

وأقام بالكوفة بضعة عشر شهراً، وأرسل دعاته إلى الآفاق والكور، يدعون الناس إلى بيعته، فلما دنا خروجه أمر أصحابه بالاستعداد والتهيؤ فجعل من يريد أن يفي له يستعد، وشاع ذلك فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر، وأخبره خبر زيد، فبعث يوسف فطلب زيداً ليلاً فلم يوجد عند الرجلين اللذين سعى إليه أنه عندهما فأتى بهما يوسف فلما كلمهما استبان أمر زيد وأصحابه، وأمر بهما يوسف فضربت أعناقهما، وبلغ الخبر زيداً -صلوات الله عليه- فتخوف أن يؤخذ عليه الطريق فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه وبين أهل الأمصار، واستتب لزيد خروجه، وكان قد وعد أصحابه ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة فخرج قبل الأجل.

وبلغ ذلك يوسف بن عمر فبعث الحكم بن الصلت يأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم فيحضرهم فيه، فبعث الحكم إلى العرفاء، والشرط، والمناكب، والمقاتلة، فأدخلوهم المسجد، ثم نادى مناديه:
" أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة؛ ائتوا المسجد الأعظم"
. فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد.
وطلبوا زيداً في دار معاوية بن إسحاق "بن زيد بن حارثة الأنصاري"، فخرج ليلاً، وذلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم، في ليلة شديدة البرد، من دار معاوية بن إسحاق، فرفعوا الهرادي فيها النيران، ونادوا بشعارهم شعار رسول الله:
"يا منصور أمت"،

فما زالوا كذلك حتى أصبحوا، فلما أصبحوا بعث زيد -عليه السلام- القاسم بن عمر التبعي، ورجلاً آخر، يناديان بشعارهما.

ورفع أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني هردياً من ميمنتهم، ونادى بشعار زيد. فلما كانوا في صحارى عبد القيس لقيهما جعفر بن العباس الكندي، فشدوا عليه، وعلى أصحابه فقتل الرجل الذي كان مع القاسم، وارتث القاسم فأتى به الحكم بن الصلت فكلمه فلم يرد عليه، فأمر به فضربت عنقه على باب القصر، وكان أول قتيل منهم رضوان الله عليه.

قال سعيد بن خيثم: قالت بنته سكينة:

[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عين جودي لقـاسـم بـن كـثـير=بدرور مـن الـدمـوع غــزير
أدركـتـه سـيوف قـوم لــئام= من أولي الشرك والردى والشرور
سوف أبكيك ما تغـنـى حـمـام=فوق غصن من الغصون نضـير
[/poet]



وقال يوسف بن عمر وهو بالحيرة: من يأتي الكوفة فيقرب من هؤلاء فيأتينا بخبرهم؟.

قال عبد الله بن العباس المنتوف الهمداني: أنا آتيك بخبرهم، فركب في خمسين فارساً، ثم أقبل حتى أتى جبانة سالم فاستخبر، ثم رجع إلى يوسف فأخبره، فلما أصبح يوسف خرج إلى تل قريب من الحيرة فنزل "عليه و" معه قريش، وأشراف الناس، وأمير شرطته يومئذ العباس بن سعيد المزني.
وبعث الريان بن سلمة البلوي في نحو من ألفي فارس وثلثمائة من القيقانية رجالة ناشبة.


وأصبح زيد بن علي وجميع من وافاه تلك الليلة مائتان وثمانية عشر من الرجالة، فقال زيد بن علي -عليه السلام- سبحان الله فأين الناس؟ قيل: هم محصورون في المسجد، فقال:


[poet font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=rihgt use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=black,strength=5)"]
"لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر."
[/poet]


قال: وأقبل نصر بن خزيمة إلى زيد فتلقاه عمر بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت في خيل من جهينة عند دار الزبير بن أبي حكيمة في الطريق الذي يخرج إلى مسد بني عدي فقال: يا منصور أمت، فلم يرد عليه عمر شيئاً، فشد نصر عليه وعلى أصحابه فقتله، وانهزم من كان معه.


وأقبل زيد حتى انتهى إلى جبانة الصيادين وبها خمسمائة من أهل الشام، فحمل عليهم زيد في أصحابه فهزمهم، ثم مضى حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام فهزمهم. ثم سلهم حتى ظهر إلى المقبرة، ويوسف بن عمر على التل ينظر إلى زيد وأصحابه وهم يكرون، ولو شاء زيد أن يقتل يوسف يومئذ قتله.

ثم إن زيداً أخذ ذات اليمين على مصلى خالد بن عبد الله حتى دخل الكوفة، فقال بعض أصحابه لبعض: ألا ننطلق إلى جبانة كندة، فما زاد الرجل أن تكلم بهذا إذ طلع أهل الشام عليهم، فلما رأوهم دخلوا زقاقاً ضيقاً فمضوا فيه، وتخلف رجل منهم فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم خرج إليهم فضاربهم بسيفه وجعلوا يضربونه بأسيافهم، ثم نادى رجل منهم فارس مقنع بالحديد: اكشفوا المغفر عن وجهه واضربوا رأسه بالعمود، ففعلوا، فقتل الرجل، وحمل أصحابه عليهم فكشفوهم عنه، واقتطع أهل الشام رجلاً منهم فذهب ذلك الرجل حتى دخل على عبد الله بن عوف بن الأحمر فأسروه، وذهبوا به إلى يوسف بن عمر فقتله.


وأقبل زيد بن علي فقال:

[poet font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=black,strength=5)"]
" يا نصر بن خزيمة أتخاف أهل الكوفة أن يكونوا فعلوها حسينية؟."
[/poet]

قال: جعلني الله فداك أما أنا فوالله لأضربن بسيفي هذا معك حتى أموت.

ثم خرج بهم زيد يقودهم نحو المسجد، فخرج إليه عبيد الله بن العباس الكندي في أهل الشام، فالتقوا على باب عمر بن سعد، فانهزم عبيد الله بن العباس وأصحابه حتى انتهوا إلى دار عمر بن حريث، وتبعهم زيد عليه السلام حتى انتهوا إلى باب الفيل، وجعل أصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الأبواب ويقولون: يا أهل المسجد اخرجوا، وجعل نصر بن خزيمة يناديهم: يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز، وإلى الدين والدنيا.

قال: وجعل أهل الشام يرمونهم من فوق المسجد بالحجارة، وكانت يومئذ مناوشة بالكوفة في نواحيها. وقيل: في جبانة سالم.

وبعث يوسف بن عمر الريان بن سلمة في خيل إلى دار الرزق، فقاتلوا زيداً -عليه السلام- قتالاً شديداً. وخرج من أهل الشام جرحى كثيرة، وشلهم أصحاب زيد من دار الرزق حتى انتهوا إلى المسجد الأعظم، فرجع أهل الشام مساء يوم الأربعاء وهم أسوأ شيء ظناً.

فلما كان غداة يوم الخميس دعى يوسف بن عمر الريان بن سلمة فأفف به. فقال له: أف لك من صاحب خيل. ودعا العباس بن سعد المزني صاحب شرطته فبعثه إلى أهل الشام، فسار بهم حتى انتهوا إلى زيد في دار الرزق، وخرج إليهم زيد وعلى مجنبته نصر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق، فلما رآهم العباس نادى: يا أهل الشام "الأرض". فنزل ناس كثير.

واقتتلوا قتالاً شديداً في المعركة، وقد كان رجل من أهل الشام من بني عبس يقال له نائل بن فروة قال ليوسف: والله لئن ملأت عيني من نصر بن خزيمة لأقتلنه أو ليقتلني. فقال له يوسف: خذ هذا السيف. فدفع إليه سيفاً لا يمر بشيء إلا قطعه. فلما التقى أصحاب العباس بن سعد، وأصحاب زيد. أبصر نائل -لعنه الله- نصر بن خزيمة -رضوان الله عليه- فضربه فقطع فخذه، وضربه نصر فقتله، ومات نصر رحمه الله.

ثم إن زيداً -عليه السلام- هزمهم، وانصرفوا يومئذ بأسوأ حال فلما كان العشي عبأهم يوسف ثم سرحهم نحو زيد، وأقبلوا حتى التقوا فحمل عليهم زيد فكشفهم، ثم تبعهم حتى أخرجهم إلى السبخة، ثم شد عليهم حتى أخرجهم من بني سليم فأخذوا على المسناة.

ثم ظهر لهم زيد فيما بين بارق ورؤاس فقاتلهم قتالاً شديداً. وصاحب لوائه رجل من بني سعد بن بكر يقال له: عبد الصمد.

قال سعيد بن خيثم: وكنا مع زيد في خمسمائة، وأهل الشام اثنا عشر ألفاً (وكان بايع زيداً أكثر من اثني عشر ألفاً فغدروا) إذ فصل رجل من أهل الشام من كلب على فرس رائع فلم يزل شتماً لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل زيد يبكي حتى ابتلت لحيته وجعل يقول:


[poet font="Simplified Arabic,7,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=black,strength=5)"]
" أما أحد يغضب لفاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أما أحد يغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أما أحد يغضب لله؟"
[/poet]


قال: ثم تحول الشامي عن فرسه فركب بغلة. قال: وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة. فجئت إلى مولى فأخذت منه مشملاً كان معه، ثم استترت من خلف النظارة حتى إذا صرت من ورائه ضربت عنقه وأنا متمكن منه بالمشمل، فوقع رأسه بين يدي بغلته، ثم رميت جيفته عن السرج، وشد أصحابه علي حتى كادوا يرهقونني، وكبر أصحاب زيد وحملوا عليهم واستنقذوني، فركبت فأتيت زيداً فجعل يقبل بين عيني ويقول:

أدركت والله ثأرنا، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها، إذهب بالبغلة فقد نفلتكها.

قال: وجعلت خيل أهل الشام لا تثبت لخيل زيد بن علي. فبعث العباس بن سعد إلى يوسف بن عمر يعلمه ما يلقى من الزيدية، وسأله أن يبعث إليه الناشبة، فبعث إليه سليمان بن كيسان في القيقانية وهم نجارية، وكانوا رماة، فجعلوا يرمون أصحاب زيد.

وقاتل معاوية بن إسحاق الأنصاري يومئذ قتالاً شديداً، فقتل بين يدي زيد. وثبت زيد في أصحابه حتى إذا كان عند جمح الليل رمى زيد بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى فنزل السهم في الدماغ، فرجع ورجع أصحاب، ولا يظن أهل الشام "أنهم" رجعوا إلا للمساء والليل.


قال أبو مخنف: فحدثني سلمة بن ثابت، وكان من أصحاب زيد، وكان آخر من انصرف عنه هو وغلام لمعاوية بن إسحاق، قال: أقبلت أنا وأصحاب نقتفي أثر زيد فنجده قد دخل بيت حران بن أبي كريمة في سكة البريد في دور أرحب وشاكر، فدخلت عليه فقلت لهٍٍٍ: " جعلني الله فداك أبا الحسين"

وانطلق ناس من أصحابه فجاؤا بطبيب يقال له سفيان مولى لبني دواس. فقال له: إنك إن نزعته من رأسك مت.

قال: الموت أيسر علي مما أنا فيه.

قال: فأخذ الكلبتين فانتزعه، فساعة انتزاعه مات صلوات الله عليه.

قال القوم: أين ندفنه؟ وأين نواريه؟ فقال بعضهم نلبسه درعين، ثم نلقيه في الماء.

وقال بعضهم: لا، بل نحتز رأسه، ثم نلقيه بين القتلى.

قال: فقال يحيى بن زيد: لا والله لا يأكل لهم أبي السباع.

وقال بعضهم: نحمله إلى العباسية فندفنه فيها. فقبلوا رأيي.

قال: فانطلقنا فحفرنا له حفرتين وفيها يومئذ ماء كثير، حتى إذا نحن مكنا له دفناه ثم أجرينا عليه الماء، ومعنا عبد سندي.

قال أبو مخنف عن كهمس، قال: كان نبطي يسقي زرعاً له حين وجبت الشمس، فرآهم حيث دفنوه، فلما أصبح أتى الحكم بن الصلت، فدلهم على موضع قبره، فسرح إليه يوسف بن عمر العباس بن سعيد المزني.
قال أبو مخنف: بعث الحجاج بن القاسم فاستخرجوه على بعير.

قال هشام فحدثني نصر بن قابوس قال: فنظرت والله إليه حين أقبل به على جمل قد شد بالحبال، وعليه قميص أصفر هروي، فألقى من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل. فأمر به فصلب بالكناسة، وصلب معه معاوية بن إسحاق، وزياد الهندي، ونصر بن خزيمة العبسي.
قال أبو مخنف: وحدثني عبيد بن كلثوم: أنه وجه برأس زيد مع زهرة بن سليم، فلما كان بمضيعة ابن أم الحكم ضربه الفالج، فانصرف وأتته جائزته من عند هشام.

عن الوليد بن محمد الموقري، قال: كنت مع الزهري بالرصافة فسمع أصوات لعابين. فقال لي: يا وليد، أنظر ما هذا، فأشرفت من كوة في بيته فقلت: هذا رأس زيد بن علي، فاستوى جالساً ثم قال: أهلك أهل هذا البيت العجلة. فقلت: أو يمكلون؟ قال:

حدثني علي بن الحسين، عن أبيه، عن فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها:

[poet font="Arial,6,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=black,strength=5)"]
" المهدي من ولدك"
[/poet]


قال أبو مخنف: حدثني موسى بن أبي حبيب: أنه مكث مصلوباً إلى أيام الوليد بن يزيد، فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف: "أما بعد. فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه. وانسفه في اليم نسفاً، والسلام".


فأمر به يوسف -لعنه الله- عند ذلك خراش بن حوشب. فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثم جعله في قواصر، ثم حمله في سفينة، ثم ذراع في الفرات.

عن سماعة بن موسى الطحان، قال: رأيت زيد بن علي مصلوباً بالكناسة فما رأى أحد له عورة، استرسل جلد من بطنه، من قدامه ومن خفه حتى ستر عورته.

حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عفير، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن جرير بن حازم، قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو متساند إلى جذع زيد بن علي وهو مصلوب، وهو يقول للناس:
[poet font="Arial,7,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=blue,strength=5)"]
"أهكذا تفعلون بولدي"
[/poet]

عن يحيى بن الحسن بن جعفر، قال: قتل زيد بن علي يوم الجمعة في صفر سنة إحدى وعشرين ومائتين.

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 12, 2006 4:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[/poet][poet font="Traditional Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=black,strength=0)"]
(تابع)
[/poet]


[poet font="Arial,7,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
زيد بن علي
[/poet]


[poet font="Arial,6,seagreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
من خرج مع زيد بن علي من أهل العلم
[/poet]



تسمية من عرف ممن خرج مع زيد بن علي من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء

عن ليث، قال: جاء منصور بن المعتمر يدعو إلى الخروج مع زيد بن علي.

عن فضل بن الحسن المصري، قال: سمعت أبا نعيم يقول: أبطأ منصور عن زيد لما بعثه يدعو إليه، فقتل زيد ومنصور غائب عنه، فصام سنة يرجو أن يكفر ذلك عنه تأخره. ثم خرج بعد ذلك مع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر.

عن عبدة بن كثير السراج الجرمي، قال:
قدم يزيد بن أبي زياد، مولى بني هشام، صاحب عبد الرحمن بن أبي ليلى الرقة، يدعو الناس إلى بيعة زيد بن علي، وكان من دعاة زيد بنعلي، وأجابه ناس من أهل الرقة، وكنت فيمن أجابه.

عن عبد الله بن مروان بن معاوية، قال: سمعت محمد بن جعفر بن محمد في دار الإمارة يقول: رحم الله أبا حنيفة. لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد بن علي، وفعل بابن المبارك في كتمانه فضائلنا، ودعا عليه.

عن عبدة بن كثير الجرمين قال: كتب زيد بن علي إلى هلال بن حباب، وهو يومئذ قاضي المدائن، فأجابه وبايع له.

عن سالم بن أبي الحديد، قال: أرسلني زيد بن علي إلى زبيد الإمامي أدعوه إلى الجهاد معه.

عن الفضل بن الزبير، قال: قال أبو حنيفة من يأتي زيداً في هذا الشأن من فقهاء الناس؟ قال: قلت سليمة بن كهيل، ويزيد بن أبي زياد، وهرون بن سعد، وهاشم بن البريد، وأبو هاشم الرماني، والحجاج بن دينار، وغيرهم.
فقال لي: قل لزيد لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح؛ ثم بعث ذلك معي إلى زيد فأخذه زيد.

عن أبو عوانة، قال: فارقني سفيان على أنه زيدي.

عن عمرو بن عبد الغفار قال: كان رسول زيد إلى خراسان عبدة بن كثير الجرمي، والحسن بن سعد الفقيه.


عن عمرو بن عبد الغفار، قال: حدثني شريك، قال: إني لجالس عند الأعمش أنا، وعمرو بن سعيد أخو سفيان بن سعيد الثوري، إذ جاءنا عثمان بن عمير أبو اليقظان الفقيه، فجلس إلى الأعمش فقال: أخلنا فإن لنا إليك حاجة. فقال: وما خطبكم هذا شريك، وهذا عمرو بن سعيد أذكر حاجتك. فقال: أرسلني إليك زيد بن علي أدعوك إلى نصرته والجهاد معه، وهو من عرفت. قال: أجل؛ ما أعرفني بفضله. إقرئاه مني السلام، وقولا له: يقول لك الأعمش لست أثق لك -جعلت فداك- بالناس، ولو أنا وجدنا لك ثلثمائة رجل أثق بهم لغيرنا لك جوانبها.


عن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي، قال: كان محمد بن أبي ليلى، ومنصور بن المعتمر، بايعا زيد بن علي. قال: وبعث يوسف بن عمر إلى الناس فأخذ عليهم أبواب المسجد فحال بينه وبينهم.

عن عنبسة بن سعيد الأسدي: أن أبا حصين قال لقيس بن الربيع: يا قيس. قال: لبيك. قال: لا لبيك، ولا سعديك، لتبايعن رجلاً من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تخذله، وذلك أنه بلغه أنه بايع زيد بن علي.


وقال فضل بن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب يرثي زيد بن علي عليه السلام:


[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ألا يا عين لا ترقـي وجـودي=بدمعك ليس ذاحين الجـمـود
غداة ابن النبي أبـو حـسـين=صليب بالكناسة فـوق عـود
يظل على عمودهم ويمـسـي=بنفسي أعظم فوق العـمـود
تعدى الكافر الـجـبـار فـيه=فأخرجه من القبر الـلـحـيد
فظلوا ينبشـون أبـا حـسـين=خضيباً بينهـم بـدم جـسـيد
فطال به تلعـبـهـم عـتـوا=وما قدروا على الروح الصعيد
وجاور في الجنان بنـي أبـيه=وأجداداً هم خـير الـجـدود
فكم من والد لأبـي حـسـين=من الشهداء أو عـم شـهـيد
ومن أبناء أعمـام سـيلـقـى=هم أولى به عـنـد الـورود
دعاه معاشر نـكـثـوا أبـاه=حسيناً بعد توكيد الـعـهـود
فسار إليهـم حـتـى أتـاهـم=فما أرعوا على تلك العقـود
وكيف تظن بالعبرات عـينـي=وتطمع بعد زيد في الهجـود
وكيف لها الرقاد ولم تـراءى=جياد الخيل تعـدوا بـالأسـود
تجمع للقبـائل مـن مـعـدد=ومن قحطان في حلق الحـديد
كتائب كلـمـا أردت قـتـيلاً=تنادت: أن إلى الأعداء عودي
بأيديهم صفـائح مـرهـفـات=صوارم أخلصت من عهد هود
بها نسقي النفوس إذا التقـينـا=ونقتل كـل جـبـار عـنـيد
ونحكم في بني الحكم العوالـي=ونجعلهم بها مثل الحـصـيد
وننزل بالمعـيطـيين حـربـاً=عمارة منهم وبنـو الـولـيد
وإن تمكن صروف الدهر منكم=وما يأتي من الأمر الـجـديد
نجازيكم بمـا أولـيتـمـونـا=فصاصاً أو نزيد على المـزيد
ونترككم بأرض الشام صرعى=وشتى من قـتـيل أو طـريد
تنوء بكم خوامعهـا وطـلـس=وضاري الطير من بع وسود
ولست بآيس من أن تصـيروا=خنازيراً وأشـبـاه الـقـرود

[/poet]


وقال أبو ثميلة الأبار يرثي زيداً عليه السلام:

[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا أبا الحسين أعار فقدك لـوعة = ما لـقـيت مـنـهـا يكـمـد
فقد السهاد ولو سواك رمت به الأ = قدار حيث رمت به لم يسـهـد
ونقول: لا تبعد، وبعـدك داؤنـا = وكذاك من يلق المنـية يبـعـد
كنت المؤمل للعظائم والنـهـى = ترجى لأمر الأمة الـمـتـأود
فقتلت حين رضيت كل مناضـل = وصعدت في العلياء كل مصعد
فطلبت غاية سابقين فنـلـتـهـا = بالله في سير كـريم الـمـورد
وأبى إلهك أن تموت ولم تـسـر = فيهم بسيرة صادق مستـنـجـد
والقتل في ذات الإلـه سـجـية = منكم وأحرى بالفعال الأمـجـد
والناس قد أمنوا، وآل مـحـمـد = من بين مقتول وبـين مـشـرد
نصب إذا ألقى الظلام سـتـوره = رقد الحمام، ولقلهـم لـم يرقـد
يا ليت شعري والخطوب كثـيرة = أسباب موردها ومـا لـم يورد
ما حجة المستبشرين بـقـتـلـه = بالأمس أو ما عذر أهل المسجد

[/poet]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 26, 2006 6:42 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[poet font="Arial,7,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يحيى بن زيد
[/poet]

ويحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وإياها عنى أبو ثميلة الأبار بقوله:
[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
فلعل راحم أم موسـى والـذي= نجاه من لجج خضـم مـزبـد
سيسر ريطة بعد حزن فؤادهـا= يحيى ويحيى في الكتائب يرتدي

[/poet]

[poet font="Arabic Transparent,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ذكر السبب في مقتله

[/poet]

عن أبي مخنف عن سلمة بن ثابت "الليثي" قال:
إن زيد بن علي لما قتل، ودفنه يحيى ابنه، رجع وأقام بجبانة السبيع، وتفرق الناس عنه، فلم يبق معه إلا عشرة نفر.
قال سلمة بن ثابت: فقلت له أين تريد؟
قال:" أريد النهرين، ومعه أبو الصبار العبدي،"
قال سلمة بن ثابت: فقلت له: إن كنت تريد النهرين فقاتل هاهنا حتى نقتل.
قال:" أريد نهري كربلاء."
فقلت له: فالنجاء قبل الصبح.
قال سلمة بن ثابت: فخرجنا معه، فلما جاوزنا الأبيات سمعنا الأذان فخرجنا مسرعين. فكلما استقبلني قوم استطعمتهم فيطعمونني الأرغفة فأطعمه إياها وأصحابي حتى أتينا نينوى، فدعوت سابقاً فخرج من منزله ودخله يحيى، ومضى سابق إلى الفيوم. فأقام به وخلف يحيى في منزله.
قال سلمة: ومضيت وخليته، وكان آخر عهدي به.

وخرج يحيى بن زيد إلى المدائن، وهي إذ ذاك طريق الناس إلى خراسان، وبلغ ذلك يوسف بن عمر فسرح في طلبه حريث بن أبي الجهم الكلبي، فورد المدائن وقد فاته يحيى، ومضى حتى أتى الري.
وكان نزوله بالمدائن على دهقان من أهلها إلى أن خرج منها.
ثم خرج من الري حتى أتى سرخس فأتى يزيد بن عمرو التيمي، ودعى الحكم بن يزيد أحد بني أسيد بن عمرو، وكان معه، وأقام عنده ستة أشهر. وعلى الحرب بتلك الناحية رجل يعرف بابن حنظلة من قبل عمر بن هبيرة.
وأتاه ناس من المحكمة يسألونه أن يخرج معهم ليقاتلوا بني أمية، فأراد لما رأى من نفاذ رأيهم أن يفعل، فنهاه يزيد بن عمرو وقال: كيف تقاتل بقوم تريد أن تستظهر بهم على عدوك وهم يبرؤون من علي وأهل بيته.
فلم يطمئن إليهم غير أنه قال لهم جميلاً.

ثم خرج فنزل ببلغ على الحريش بن عبد الرحمن الشيباني فلم يزل عنده حتى هلك هشام بن عبد الملك لعنه الله، وولى الوليد بن يزيد،
وكتب يوسف إلى نصر بن سيار، وهو عامل على خراسان حين أخبر أن يحيى بن زيد نازل بها، وقال: ابعث إلى الحريش. حتى يأخذ بيحيى أشد الأخذ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل الليثي، وهو عامله على بلخ، أن يأخذ الحريش فلا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد، فدعى به فضربه ستمائة سوط،

وقال: والله لأزهقن نفسك أو تأتيني به.
فقال:" والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فاصنع ما أنت صانع."

فوثب قريش بن الحريش فقال لعقيل: لا تقتل أبي، وأنا آتيك بيحيى، فوجه معه جماعة فدلهم عليه، وهو في بيت في جوف بيت، فأخذوه ومعه يزيد بن عمر، والفضل مولى لعبد القيس كان معه من الكوفة، فبعث به عقيل إلى نصر بن سيار فحبسه وقيده، وجعله في سلسلة،
وكتب إلى يوسف بن عمرو فأخبره بخبره.
حدثنا علي بن الحسين، قال: فحدثني محمد بن العباس البريدي، قال: أخبرني الرياشي، قال: قال رجل من بني ليث يذكر ما صنع بيحيى بن زيد:



[poet font="Traditional Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أليس بعين الله ما تصـنـعـونـه= عشية يحيى موثق في الـسـلال
ألم تر ليثا ما الذي حتـمـت بـه= لها الويل في سلطانها المتـزايل
لقد كشفت للناس ليث عن استهـا= أخيراً وصارت ضحكة في القبائل
كلاب عوت لا قدس الله أمـرهـا= فجاءت بصـيد لا يحـل لآكـل
[/poet]



حدثنا علي، قال: أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن أن هذا الشعر لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب




حدثنا علي بن الحسين، قال: فحدثني عيسى بن الحسين الوراق، قال: حدثني علي بن أحمد النوفلي، قال: حدثني أبي، عن عمه عيسى، قال:

" لما أطلق يحيى بن زيد، وفك حديده، صار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحداد الذي فك قيده من رجله فسألهم أن يبيعهم إياه، وتنافسوا فيه وتزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم، فخاف أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال. فقال لهم: اجمعوا ثمنه بينكم فرضوا بذلك، وأعطوه المال فقطعه قطعة قطعة، وقسمه بينهم، فاتخذوا منه فصوصاً للخواتيم يتبركون بها."

رجع الحديث إلى سياقه: قال: فكتب يوسف بن عمر إلى الوليد -لعنه الله- يعلمه ذلك، فكتب إليه يأمره أن يؤمنه، ويخلي سبيله وسبيل أصحابه، فكتب يوسف بذلك إلى نصر بن سيار فدعى به نصر فأمره بتقوى الله وحذره الفتنة.

فقال له يحيى:
" وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما أنتم فيه من سفك الدماء وأخذ ما لستم له بأهل؟."

فلم يجبه نصر بشيء، وأمر له بألفي درهم ونعلين، وتقدم إليه أن يلحق بالوليد.
فخرج يحيى حتى قدم سرخس، وعليها عبد الله بن قيس بن عباد البكري، فكتب إليه نصر أن أشخص يحيى عن سرخس.

وكتب إلى الحسن بن زيد التميمي عامله على طوس: إذا مر بك يحيى فلا تدعه يقيم ساعة، وأرسله إلى عمرو بن زرارة بأبرشهر ففعلوا ذلك. ووكل به سرحان بن نوح العنبري، وكان على مسلحة المتعب.

فذكر يحيى بن زيد نصر بن سيار فطعن عليه، كأنه إنما فعل ذلك مستقلاً لما أعطاه، وذكر يوسف بن عمر فعرض به، وذكر أنه يخاف غيلته إياه، ثم كف عن ذكره فقال له الرجل: قل ما أحببت -رحمك الله- فليس عليك مني عين.

فقال: العجب لهذا الذي يقيم الأحراس علي، والله لو شئت أن أبعث إليه فأوتي به وآمر من يتوطاه لفعلت ذلك -يعني الحسن بن زيد التميمي-. قال: فقلت له: والله ما لك فعل هذا، إنما هو رسم في هذا الطريق لتشبث الأموال.

قال: ثم أتينا عمرو بن زرارة بأبرشهر، فأعطى يحيى ألف درهم نفقة له، ثم أشخصه إلى بيهق، فأقبل يحيى من بيهق، وهي أقصى عمل خراسان في سبعين رجلاً، راجعاً إلى عمرو بن زرارة، وقد اشترى دواب، وحمل عليها أصحابه. فكتب عمرو إلى نصر بن سيار بذلك، فكتب نصر إلى عبد الله بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس، والحسن بن زيد عامله بطوس، أن يمضيا إلى عامله عمرو بن زرارة، وهو على أبرشهر، وهو أمير عليهم، ثم يقاتلوا يحيى بن زيد.

قال: فأقبلوا إلى عمرو، وهو مقيم بأبرشهر فاجتمعوا معه فصار في زهاء عشرة آلاف. وخرج يحيى بن زيد وما معه إلا سبعون فارساً، فقاتلهم يحيى فهزمهم، وقتل عمرو بن زرارة، واستباح عسكره وأصاب منه دواب كثيرة، ثم اقبل حتى مر بهراة، وعليها المغلس بن زياد، فلم يعرض أحد منهما لصاحبه، وقطعها يحيى حتى نزل بأرض الجوزجان، فسرح إليه نصر بن سيار سلم بن أحور في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام وغيرهم، فلحقه بقرية يقال لها ارغوى، وعلى الجوزجان يومئذ حماد بن عمرو السعيدي، ولحق بيحيى بن زيد أبو العجارم الحنفي، والخشخاش الأزدي فأخذ الخشخاش بعد ذلك نصر فقطع يديه ورجليه وقتله.
وعبأ سلم -لعنه الله- أصحابه فجعل سورة بن محمد الكندي على ميمنته، وحماد بن عمرو السعيدي على ميسرته.
وعبأ يحيى أصحابه على ما كان عبأهم عند قتال عمرو بن زرارة، فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها أشد قتال، حتى قتل أصحاب يحيى كلهم، وأتت يحيى نشابة في جبهته، رماه رجل من موال عنزة يقال له عيسى، فوجده سورة بن محمد قتيلاً فاحتز رأسه.

وأخذ العنزي الذي قتله سلبه، وقميصه، فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما.

وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله -صلوات الله عليه ورضوانه.

عن جعفر الأحمر، قال: رأيت يحيى بن زيد مصلوباً على باب الجوزجان.
قال عمرو بن عبد الغفار عن أبيه: فبعث برأسه إلى نصر بن سيار، فبعث به نصر إلى الوليد بن يزيد.

فلم يزل مصلوباً حتى إذا جاءت المسودة (العباسيين) فأنزلوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه فعل ذلك خالد بن إبراهيم أبو داود البكري، وحازم بن خزيمة وعيسى بن ماهان. وأراد أبو مسلم أن يتبع قتلة يحيى بن زيد فقيل له: عليك بالديوان، فوضعه بين يديه وكان إذا مر به اسم رجل ممن أعان على يحيى قتله، حتى لم يدع أحداً قدر عليه ممن شهد قتله.

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط