موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 19 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 26, 2008 12:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4137
مكان: الديار المحروسة
وقال: من أرضاك بما يضرك في دينك- كالمداهنة لك وعدم النصح ‏والتبصير بالعيوب- فهو لك عدو، وإن كانت نفسك تميل إليه من حيث ‏طبعها وهواها. وهو كالطعام اللذيذ الملائم، وفيه السُّمُّ الناقع.‏
وَمَن أسخطك بما ينفعك في دينك- مثل التنبيه على العيوب والنقائص التي ‏هي فيك- فهو لك ولي وإن كرهته بطبعك. ومثَلُه كالدَّواء المُرِّ الذي يكون ‏في ضمنه العافية والشفاء.‏
وقال: من احبَّ أن يذكره الناس ويثنوا عليه بشيء من الكمال، وهو يعلم ‏من نفسه خلافه. وكره أن يذموه بأمر يعلم من نفسه انطواءَ هُ عليه، حتى ‏يصير يفرح ويميل إلى من يمدحه، وينفر ويكره من يذمه، فقد عظمت ‏حماقته وتمت غباوته.‏

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 26, 2008 12:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4137
مكان: الديار المحروسة
وقال: الإيمان شجرة ثابتة في أرض القلب، والاعتـقادات والمعارف ‏الإيمانية بمنزلة الأصول والعروق لتلك الشجرة، والأخلاق المحمودة ‏والأعمال الصالحة بمنزلة الفروع والغصون لها.‏
ومثال الموت، وما يعرض عنده من الفتن، ويحصل بواسطته من شدة ‏الألم، كالسيل القوي الذي يجري على أصول هذه الشجرة، أو الريح ‏المزعزعة التي تحرك فروعها، وتميل بها يميناً وشمالاً.‏
فإن لم تكن هذه الشجرة الشريفة، في نهاية القوة، والنمو، والرسوخ، ‏فروعاً وأصولاً، خيف عليها الانقلاع في ذلك الوقت.‏
ومن أجل ذلك، اشتد خوف الأكابر من سوء الخاتمة، وزيغ القلب عند ‏الموت.‏
ثم إن القوادح والعوارض التي تعرض لأصولها، من البدع والشكوك، ‏والاضطراب في أمر الآخرة، يجري مجرى ما يعرض في أصول الشجر ‏من الآفات والأخلاق المذمومة، و المعاصي تجري منها مجرى ما يقع ‏لفروع الشجرة وأغصانها من العوارض.‏
فلا جرم أن كان الذي يقدح في الأصل ويوهنه، أضر على الشجرة كثيراً ‏من الذي يقع على الفروع.‏
ولهذا عظم أمر البدعة والشك في اليوم الآخر. وكان على صاحبه أضر ‏من المعاصي والمحرمات.‏
نسأل الله العافية، والوفاة على الإسلام.‏
وقال رضي الله عنه ونفع به: الدنيا تنادي على نفسها بلسان الحال، خطاباً ‏للراغبين فيها: احذروني فإنني فتنة، وخذوا مني زاد الآخرة. وامتثلوا أمر ‏الله لكم، في ترككم إياي. واعتبروا بمن مضى من قبلكم، من الزاهدين فيَّ ‏والمتمتعين بي. وانظروا في سِيَرِهم، وكيف ذهبوا وانقلبوا إلى الآخرة. ‏الزاهدون منهم بنعيم لا ينقضي، وأهل الحرص بحسرة لا تنقطع.‏
وقال: الكمال أربعة أجزاء:‏
العلم، وبه يُعرَف حق الله تعالى. والعمل بالعلم، وهو القيام بأمر الله.‏
والإخلاص في العلم والعمل، وهو تصفية ما لله.‏
والبراءة من الحول والقوة، وهو الاعتماد على الله.‏
فمن عرف حق الله، وقام بأمر الله، وصفى ما لله، واعتمد على الله، فهو ‏الإنسان المرتَضى، الولي لله المجتَبى.‏

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 26, 2008 12:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4137
مكان: الديار المحروسة
وقال رضي الله عنه: السماع يشفي السقيم، ويحيي الرميم، إذا وقع من أهله ‏مع أهله في الوقت القابل لذلك، والمحل اللائق به. وهو فتنة على المستمع ‏بالحظ والهوى، وعلى المسمـِّع على هذا الوجه.‏
وقال: لا بد للإنسان في الوصول إلى سعادات الآخرة من أمرين: ‏
أحدهما: الهداية والتوفيق من الله. وهو بمنزلة الغيث الذي يصيب الأرض.‏
والثاني: السعي إلى الله على منهاج الاستقامة، وهو بمنزلة الحرث ‏للأرض، وتعهدها بما تحتاج إليه من البذر، والتربية والحفظ، وتنحية ‏المؤذي، إلى غير ذلك.‏
فحرث الأرض دون أن يصيبها السيل عناءٌ وتعبٌ بلا حاصل. وإصابة ‏السيل لها مع ترك الحرث إضاعة.‏
فالتوفيق من الله كالغيث، ليس للعبد فيه مدخل، وذلك هو الحقيقة. والسعي ‏والاجتهاد الذي هو بمنزلة حرث الأرض وتعهدها إلى العبد، وهو كسبه، ‏وعنه يُسأل، وعليه يُجزى، وذلك هو الشريعة.‏
وقال رضي الله عنه: الدنيا بمنزلة البادية المخوفة، الكثيرة السـُّرَّاق ‏والغُصَّاب. والآخرة بمنزلة المدينة الخصيبة الآمنة. والإنسان خرج إلى ‏الدنيا ليأخذ مما فيها، فيقدِّمه للآخرة.‏
فالعاقل كلما حصل في يده شيء من أمتعتها قـَدَّمه أمامه، ليـُحفظ ويأمن ‏عليه، وينتفع به إذا وصل إلى محل استقراره وهي الآخرة.‏
والجاهل يحتبس ما معه عنده بخلاً به، فإما أن يأخذه الغـُّصَّاب من يده؛ ‏وهي أمثال آفات الدنيا. وإما أن يسافر هو من البادية التي لا قرار له بها ‏على القهر منه، ويُكَلـَّف ترك ما معه، فيأخذه من يبقى في المحل الذي ‏انتقل عنه.‏
هذا مثال عجيب، فليفهمه العاقل اللبيب. قال الله تعالى: ‏
‏(وَتِلكَ الأَمثالُ نَضْرِبـُها لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلـُها إلاَّ العالِمونَ) [العنكبوت: ‏‏29/43].‏
وقال رضي الله عنه: الخوف لا ينتفي، ولا يذهب عن المؤمن، وإن كان ‏قوي الإيمان صالح العمل. بل كلما كان الإيمان أكمل والعمل أصلح، كان ‏الخوف أعظم. مثال ذلك: ‏
الإنسان يكون معه الذهب، والفضة الكثيرة، والأقمشة المليحة، وهو مسافر ‏في خبت مخوف، أو بحر مغرق. فالمال الذي يتوصل به إلى الغنى ‏والشرف معه، ولكنه لا يَنْتفِعُ به، ويشتد خوفه على فوته، ولا يخاف من ‏ليس معه شيء.‏
ثم إنه لا يتم سرور صاحب هذا المال بماله، وينتفي عنه الخوف حتى ‏يصل البندر، ويتيقن السلامة.‏
فالآخرة هي بندر الأمن، والدنيا هي البحر المغرق، والخبت المخوف، ‏والمسافر هو الإنسان، والنقود والأقمشة التي تكون معه هي المعارف ‏الإيمانية والأعمال الصالحة، والأمور التي يَخشى منها في هذا السفر على ‏هذه الأمتعة الشريفة هي الشكوك والآفات التي تعرض للإيمان والأعمال ‏الصالحة فتفسدها. نسأل الله العافية.‏
وقال رضي الله عنه ونفع به: تذهب الدنيا شيئاً فشيئاً، حتى لا يبقى منها ‏شيء.‏

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 26, 2008 12:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4137
مكان: الديار المحروسة
وقال: كلام أهل الإخلاص والصدق نورٌ وبركةٌ، وإن كان غير فصيح. ‏وكلام أهل الرَّياء والتـَّكلـُّف ظلمةٍ وخيبة، وإن كان فصيحاً.‏
وقال: من لم تكن له بصيرة تهديه، طال تعب المعلـِّمين والمؤدِّبين فيه.‏
وقال: من تكبَّر على الحق وأهله، ابتلاه الله بالذل والباطل وأهله، فيجتمع ‏عليه عند ذلك مصيبتان وعقوبتان، وتفوته منقبتان ومثوبتان.‏
وقال: المؤمن يتجوز في العادات ولا يتجوز في العبادات. والمنافق يتجوز ‏في العبادات ولا يتجوز في العادات.‏
وقال: من لم يتهم نفسه في كلِّ وردٍ وصَدَر، وقع منها كُلُّ البلايا الكـُبَر.‏
وقال: رُبَّ داعٍ إلى الهوى والطبيعة، وهو يدَّعي أنه يدعو إلى الدين ‏والشريعة.‏
وقال: العلم عليك حتى تعمل به، فإذا عملت به كان العلم لك.‏
وقال: ما أظـَلـَّت الخضراء ولا أقلـَّت الغبراء أشد حماقةً ممن يعلم حُسن ‏شيء وهو له تارك، ويعلم قـُبحَ شيء وهو له فاعل.‏
وقال: دبـِّرْ ثم افعل. فكـِّرْ ثم قـُل.‏
وقال: كفى أهل الآخرة شرفاً أنَّ كل أحدٍ يُحبُّ أن ينسب إليهم، وإن لم يكن ‏منهم. وكفى أهلَ الدنيا ضَعةٌ أن كل أحدٍ يكره أن يذكر في جملتهم، وإن ‏كان من أكابرهم.‏
وقال: من أكبر الكبائر الباطنة والظاهرة، أن تلتمس من أصحابك الدنيا، ‏وهم يلتمسون منك الآخرة.‏
وقال: قيمة الإنسان عند أهل الدنيا، ما يأخذه منهم.‏
وقال: إن أردت أن تستشير إنساناً فـَقـَدِّر أنه يشير عليك بمخالفة ما تحب، ‏فإن رأيت امتثاله، وإلا فدع.‏
وقال: رأي الإنسان فرع علمه وعقله، فلا ينبغي أن يضعه عند من لا يأخذ ‏به.‏
ولَحِقَ بعدُ من الكلام المنثور، هذا المسطور:‏
وقال: مَن سَلكَ مَلكَ، ومن حَادَ هَلكَ.‏
وقال: من حَفظ الفؤاد، حُفظ من الفساد.‏
وقال: من حفظ الجوارح، أمِنَ الجوارح.‏
وقال: كاد العاقل أن لا يكون له عدو.‏
وقال: كاد الأحمق أن لا يكون له صديق.‏
وقال: في أسفار الأرباح راحة الأرواح والأشباح، وفي أسفار الأخطار ‏تعب الظواهر والأسرار. والله أعلم
وصلى الله سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.‏

نقلا
موقع الطريقة القادرية - زاوية المكتبة الصوفية القادرية

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 19 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط