(4) قال ابن كثير - وهو شافعى المذهب - فى تفسيره ( 3 / 509) فإنا قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم فى الصلاة كما هو ظاهر الآية ، ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود وأبو مسعود البدرى وجابر بن عبد الله . ومن التابعين الشعبى وأبو جعفر الباقر ومقاتل بن حيان وإليه ذهب الشافعى لاخلاف عنه فى ذلك ولا بين أصحابه أيضاً وإليه ذهب الإمام أحمد أخيراً فيما حكاه عنه أبو زرعة الدمشقى . به قال إسحاق بن راهويه والفقيه الإمام محمد بن إبراهيم المعروف بابن المواز المالكى رحمهم الله ، حتى إن بعض أئمة الحنابلة أوجب أن يقال فى الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلّم كما علمهم أن يقولوا لما سألوه وحتى إن بعض أصحابنا أوجب الصلاة على آله فيما حكاه البندنيجى وسليم الرازى وصاحبه نصر بن إبراهيم المقدسى ، ونقله إمام الحرمين وصاحبه الغزالى قولاً عن الشافعى والصحيح أنه وجه ، على أن الجمهور على خلافه ، وحكوا الإجماع على خلافه والقول بوجوبه ظاهر الحديث والله أعلم ) .اهـ (5) قال صاحب سبل السلام ( 1 / 193) " والحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلّم فى الصلاة ، لظاهر الأمر - أعنى قولوا - وإلى هذا ذهب جماعة من السلف والأئمة والشافعى وإسحق ودليلهم الحديث مع زيادته الثابتة ، ويقتضى أيضاً وجوب الصلاة على الآل ، وهو قول الهادى والقاسم وأحمد بن حنبل ، ومن هنا تعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع فى كتب الحديث ليس على ما ينبغى . وكنت سئلت عنه قديماً فأجبت أنه قد صح عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وهم رواتها وكأنهم حذفوها خطأ تقية لما كان فـى الدولة الأموية مـن يكره ذكرهم ". اهـ قلت : فهل يتبعهم ابن تيمية فى كراهية ذكرهم فى الصلاة ؟ قلت : ولنا تساؤل لأصحاب ابن تيمية : هل الذين لم يقولوا بوجوب الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم تركوا الصلاة عليه فى التشهد فى الصلاة ، أو تركوا الصلاة على أهل بيته ؟؟ فما وجه استدلال ابن تيمية .
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|