بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
نفحة حسينية
سَيِّدُنَا وَمَوْلَانَا الْقُطْبُ الْغَوْثُ جُودَة إِبْرَاهِيم قَدَّسَ اللهُ تَعَالَى سِرَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ
شَيْخُ الطَّرِيقَةِ النَّقْشَبَنْدِيَّةِ الْخَالِدِيَّةِ الْجُودِيَّةِ
وَنَجْلُهُ الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ عِيسَى جُودَة رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
• ولد سيدي جودة رضي الله تعالى عنه بالعزيزية شرقية عام 1264هـ ونشأ في أحضان أسرة مباركة، إذ ينتهي نسب والده إلى سيدنا الحسن رضي الله تعالى عنه.
• حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم قصد الأزهر الشريف فتلقى العلم النفيس وتجر في الفقه الشافعي ثم حصل الكثير من علوم العربية كما اطلع على علم التصوف وكان من شيوخه أولي الهمم والعزائم الشيخ الأشموني والسقا والخضري، فكان عاملاً بعزائم الأمور تاركاً للرخص.
• سلك طريق القوم وأخذ عن كثير من الشيوخ حتى بلغ ما أخذه من الطرق واحدا وأربعين طريقة، وعلى رأسها الخلوتية الأحمدية والرفاعية والبرهامية والشاذلية.
• وحصل له في أول أمره حالة شديدة من الجذب وعناية ربانية وما زال يجد ويجتهد إلى أن أوصلته العناية إلى سيدي أحمد ضياء الدين رضي الله تعالى عنه صاحب الطريقة النقشبندية الذي أعطاه الطريق ومعها العهود في جميع الطرق.
• وقد قام بنشر الطريقة بهمة عالية ولم ينتقل إلا وقد أخذ الغوثية وصار علماً على سائر الأقطاب، وعرف بين الخلق بوزير حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو مقام باطني عالي لا يدركه إلا الخواص.
• وفي الأعوام الأخيرة من عمره حببت إليه الخلوة فكان لا يخرج إلا نادراً لهداية الخلق وإرشادهم ونشر الطريق.
• ومن كلامه رضي الله تعالى عنه: كثير الدنيا لا يضرك ما دام في يدك ولم يصل إلى قلبك، وقليلها إذا نفذ إلى قلبك أفسد عليك أمر دينك.
• الاستقامة خير من ألف كرامة.
• وانتقل رضي الله تعالى عنه إلى جوار ربه يوم 17 من شوال 1346هـ _ 1927م، ويقام احتفال كل عام في 17 من شوال بالذكرى السنوية ويتم إحياؤه بالقرآن الكريم والذكر والمدائح النبوية، وكذا يقام الاحتفال الرسمي لمولد سيدي الشيخ جودة إبراهيم رضي الله تعالى عنه خلال شهر يوليو سنوياً.
المصدر: النفحات الجودية للأستاذ الدكتور جودة أبو اليزيد المهدي، كتاب المنار الهادي لفضيلة العارف بالله الشيخ عبد الجليل قاسم.
خَلِيفَتُهُ وَنَجْلُهُ سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ عِيسَى جُودَة
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
• ولد الشيخ عيسى رضي الله تعالى عنه بقرية العزيزية مركز منيا القمح عام 1908م ونشأ في أحضان أسرته المباركة إذ ينتسب والده إلى مولانا الإمام الحسن رضي الله تعالى عنه وتنتسب والدته إلى مولانا الإمام الحسين رضي الله تعالى عنه.
• حفظ القرآن الكريم ونشأ في رحاب أولياء العزيزية سيدي الحجازي عثمان عفان خادم السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنه وسيدي حسن أبي المواهب وسيدي إدريس غنيم الغنيمي والإمام العزيزي شارح الجامع الصغير للإمام السيوطي.
• أمده والده بنظرة النخبة والاصطفاء فشرب من النبع الصافي واستقى، وبانتقال الأسرة إلى منيا القمح سطع نجمه وكان محل إجلال وإعجاب الجميع رغم صغر سنه عن باقي أخوته وجاء اختياره خليفة لوالده القطب الغوث أمراً علوياً زكاه الجميع.
• جمع فضيلته بين الشريعة والحقيقة وعرف بالتواضع وحسن استقبال الجميع غني وفقير وذو منصب ومزارع وعامل بسيط، كما تحلى بالزهد والسماحة والعفو والرضا.
• أقر له الأولياء والعلماء بالولاية في رسوخ وتمكين منهم سيدي حسن المسلمي رضي الله تعالى عنه وشيخ الإسلام محمد الأحمدي الظواهري والشيخ محمد النجدي سالم شيخ الشافعية بمصر.
• شهد الطريق الجودي في عهده ذيوعاً في البلدان حيث لم يتوقف سعيه رضي الله تعالى عنه وانتقاله لنشر الطريق وملاقاة الأبناء والإخوان الذين أحبوه والتمسوا نوره وإرشاده وبركاته.
• ظل في مقام الإخفاء في علاقته بربه سبحانه وتعالى وكتم سره ومكانته وقدره حتى على أقرب الناس إليه.
• وانتقل رضي الله تعالى عنه إلى جوار ربه في غرة ذي القعدة 1415هـ، ولا يزال يحتفل كل عام في أول ذي القعدة بالذكرى السنوية للقطب العارف بالله تعالى الشيخ عيسى جودة إبراهيم رضي الله تعالى عنه.
المصدر: السادة الجودية.
بِفَضْلِ اللهِ ذِي الْجَلَالَةِ
تَبَدَّى النَّقْشَبَنْدِيُّ الْغَوْثُ الْخَلْوَتِي
يُشِيعُ الرُّشْدَ بِنُورٍ وَهُدَى
لِخَيْرِ سِرَاجٍ لِلْخَلَائِقِ جُمْلَةِ
مُنَسَّبٌ لِلْحَسَنَيْنِ أَطْهَارِ الْوَرَى
عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ تَبَارِيكُ الرَّحْمَةِ
فُتُوحٌ جَاءَ ضِيَاءً سَرَى
يَعُمُّ قَرِيبَ الْأَرْجَاءِ وَالْقَصِيَّةِ
بِذِكْرٍ وَقُرْآنٍ وَخَتْمٍ عَلَا
وَفَيْضِ مَدِيحٍ لِلنَّبِيِّ وَعِتْرَةِ
وَزِيرٌ لِلنَّبِيِّ مَقَامٌ وَمُرْتَقَى
تَجَلَّى عَلَيْهِ بِخِلَعٍ عَلِيَّةِ
***
وَوَارِثُ حَالِهِ نَجْلٌ غَدَا
قُطْبًا تَحَلَّى بِأَخْلَاقِ النُّبُوَّةِ
حِلْمٌ وَعَفْوٌ وَزُهْدٌ فِي رِضَا
وَإِقْرَاءُ الزَّائِرِينَ بِرَحْبِ السَّاحَةِ
***
فَطُوبَى لِمَنْ عَاشَ وَاصِلًا
لِأَهْلِ الْبَيْتِ بِقُرْبَى الْمَوَدَّةِ
وَوَاظَبَ سَعْيًا بِشَوْقٍ وَوَفَا
لِسَاحَاتِ رَوْضِ الْعَارِفِينَ النُّخْبَةِ
وَصَلَّى اللهُ عَلَى خَيْرِ الْوَرَى
وَآلٍ وَأَصْحَابٍ كِرَامٍ بَرَرَةِ
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
1 من صفر 1427 هـ
1 من مارس 2006 م
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ عِيسَى جُودَة
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
يَفُوزُ الصَّبُّ بِالْأَمَلِ الْمُرَادِ
إِذَا دَامَ الْمَحَبَّةَ فِي وِدَادِ
وَبَاتَ مُتَيَّمًا بِالْوَجْدِ يَحْيَا
طَرِيبًا إِنْ شَدَا بِالْأُفْقِ شَادِ
وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فِي الْقَلْبِ شَوْقًا
سَقِيمٌ فِي الْمَشَاعِرِ وَالْفُؤَادِ
***
وَأَهْلُ اللهِ فِي شَغَفٍ وَوَصْلٍ
تَبَدَّى فِي خُشُوعٍ وَانْقِيَادِ
وَطُولٍ فِي الْقِيَامِ بِجَوْفِ لَيْلٍ
وَنَجْوَى فِي تَجَافٍ عَنْ رُقَادِ
وَإِخْلَاصٍ وَحُسْنٍ فِي النَّوَايَا
وَعَمَلٍ يَبْتَغِي رَبَّ الْعِبَادِ
***
وَلِيٌّ عَلَا فِي الْهِمَمِ قَدْرًا
وَشَرَفًا بِاكْتِسَابٍ وَامْتِدَادِ
تَلَقَّى الْعِلْمَ فِي صِغَرٍ فَأَضْحَى
رَفِيعًا فِي النَّجَابَةِ وَالرَّشَادِ
أَبَانَ بِالْقُرْآنِ وَالتَّفَقُّهِ نَهْجًا
وَهَدْيًا يُسْتَزَادُ إِلَى الْمَعَادِ
يَصُدُّ الْغَيَّ عَنْ دِينٍ وَشَرْعٍ
بِلُطْفٍ دَاحِضٍ حُجَجَ الْمُعَادِي
لَعَلَّ الْحِلْمَ وَالتَّرَاحُمَ يَدْفَعُ
غُلُوَّ الطَّبْعِ وَشَدِيدَ الْعِنَادِ
***
حَبَاهُ اللهُ إِحْسَانًا وَعَفْوًا
لِكُلِّ مَنْ أَسَاءَ مِنَ الْعِبَادِ
وَإِشْرَاقًا وَتَرْحِيبًا وَكَرَمًا
لِجَمْعٍ أَتَى لِلشَّيْخِ غَادِ
وَوَصْلًا لِآلِ الْبَيْتِ شَوْقًا
وَحُبًّا لِلرَّسُولِ الرُّؤُوفِ الْهَادِي
***
يَحُوزُ السِّرَّ مِنْ أَبٍ وَغَوْثٍ
وَنِبْرَاسٍ غَدَا نُورَ التَّهَادِي
وَيَحْيَا طَائِعًا للهِ عَبْدًا
يُجَمِّلُهُ التَّوَاضُعُ فِي زُهَادِ
يُقَابِلُ بِالْإِقْرَاءِ وَالْإِكْرَامِ وَفْدًا
بِنَهْجٍ سَنَّهُ غَوْثُ الْعِمَادِ
وَيَسْتُرُ عَنْ مُرِيدٍ قُصُورَ عَيْبٍ
يُعَالِجُهُ بِعَفْوٍ وَلِينِ سَدَادِ
تَبَارِيكُ الْإِلَهِ وَافَتْهُ وَهْبًا
وَفَضْلًا عَمَّهُ بِعَظِيمِ زَادِ
***
أَشَادَ لِلطَّرِيقِ الْمَرْشُودِ صَرْحًا
وَفَتْحًا فِي الْحَوَاضِرِ وَالْبَوَادِي
بِإِخْلَاصٍ وَإِهْدَاءٍ وَسَعْيٍ
وَإِيمَانٍ رَاسِخٍ وَيَقِينٍ بَادِ
***
كَرَامَاتُهُ تَجَلَّتْ بِكَشْفٍ وَفَيْضٍ
عَنِ الْحَصْرِ تَصْعُبُ وَالتَّعْدَادِ
أَخْفَاهَا دَوْمًا وَأَظْهَرَ فَقْرًا
وَعَجْزًا مُخْبِتًا لِعَظِيمِ هَادِ
فَمُرَادُ الْوَلِيِّ الْمَمْنُوحِ سَتْرٌ
وَكِتْمَانٌ لِمَرْقَى وَعُلُوِّ ازْدِيَادِ
***
وَلَقِيَ الْإِلَهَ مَوْصُولًا مُزَكَّى
بِحُبٍّ لِلرَّسُولِ رَحْمَةِ الْعِبَادِ
مُحِبٌّ صَدُوقٌ بِالْمَحْبُوبِ يَحْظَى
بِحَشْرٍ فِي الْقِيَامَةِ وَالْمِيعَادِ
وَرُوحُ الْقُطْبِ الْمَوْهوُبِ تَسْمُو
بِنُورِ الْهُدَى وَخُلْدِ الْإِسْعَادِ
فَطُوبَى لِمَنْ زَكَّاهُ وَصْلٌ
وَقُرْبٌ مُرْضٍ رَبَّ الْعِبَادِ
***
وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا
عَلَى مُنْجِ الْخَلَائِقِ فِي الْمِيعَادِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَعِتَرٍ وَرَحِمٍ
نُجُومٍ أَضَاءَتْ سَمَا الْأَمْجَادِ
مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ
وَسَبَّحَ طَيْرٌ بِحَمْدِ الْهَادِي
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
محمد محمد بيومي
ذو القعدة 1426 هـ
ديسمبر 2005 م