موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 13, 14, 15, 16, 17, 18, 19 ... 21  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 27, 2011 10:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ

سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى مَحْمُودُ الْحَلَوَانِي (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ) الكائن ضريحه بالمجاورين بالدراسة بالقاهرة



• والده سيدي العالم الفقيه العارف بالله تعالى أحمد الحلواني الخليجي نسبة إلى بلدته رأس الخليج رضي الله تعالى عنه.

• وهو وأخوته: السادة العارف بالله تعالى عبد السلام الحلواني رضي الله تعالى عنه بكفر طهرمس بفيصل بالجيزة، العارف بالله تعالى عبد الرؤوف الحلواني رضي الله تعالى عنه بالدراسة بجوار سيدي الجازولي، خلفاء سيدي العارف بالله تعالى الحاج محمد أبو خليل رضي الله تعالى عنه بكفر النحال مركز الزقازيق الشرقية.


ضِيَاءُ الْحَقِّ نُورٌ بِالْجَبِينِ

وَبُرْهَانٌ تَجَلَّى لِذِي يَقِينِ


وَنَبْضُ الصَّبِّ أَشْوَاقٌ وَوَجْدٌ

تَعَالَتْ فِي تَجَافٍ فِي حَنِينِ


وَتَزْكِيَةُ نَفْسٍ عُلُوٌّ وَطُهْرٌ

وَسُقْيَا وَارْتِوَاءٌ مِنْ مَعِينِ


***


وَصِدْقُ القلبِ إِخْلَاصٌ ومَنْحٌ

لكلِّ مؤيَّدٍ وَصِلٍ فَطِينِ


وَطِيبُ النَّبْتِ فِي الْبُسْتَانِ يَشْذُو

بِعِطْرٍ مُسْعِدِ عَبْدٍ حَزِينِ


شَرِيفُ نَسَبٍ بِالْمَنْسُوبِ يَعْلُو

عُلُوَّ النَّجْمِ فِي الْأُفُقِ الْمُبِينِ


***


مَشَارِبُ حُبٍّ تَرُوقُ لِعبدٍ

تَعَالَى عَنْ مَسَاوِئِ كُلِّ شِينِ


وَأَسْلَمَ ذَاتَهُ قَلْبًا وَعَقْلًا

لِمَنْ يَرْعَاهُ فِي حِفْظٍ أَمِينِ


وَصَارَ رَدِيفَ مَوْصُولِ شَيْخٍ

لَهُ الْأَسْرَارُ بِضِيَاءِ الْيَقِينِ


يُقِيمُ الصَّرْحَ تَزْكِيَةً وَنَهْجًا

لِإِنْهَاضِ الْمُرِيدِ بِكُلِّ حِينِ


وَيُعْلِي الذِّكْرَ نِبْرَاسًا وَهَدْيًا

وَشَرْعًا يُبَيِّنُ أَصْلَ الدِّينِ


***


وَيَعْلُو الْعَهْدُ إِلْزَامًا وَكَرَمًا

لِكُلِّ صَادِقٍ وَافٍ أَمِينِ


وَيُهْوِي نَقْضُهُ فَيُحْبِطُ نَفْسًا

وَيَقْطَعُ رَوَابِطَ حَبْلٍ مَتِينِ


وَيَدْعُو لِلْغَوَايَةِ بِفِتَنِ دُنْيَا

تَهَاوَتْ بِزَيْغٍ وَشُحٍّ ضَنِينِ


يَبِيتُ الْمَرْءُ فِي الْأَنْحَاءِ يَسْعَى

بِعَوْنٍ تَبَدَّى وَكَسْبٍ رَهِينِ


فَيَعْلُو مَنْ أَخْفَى وَأَوْفَى

وَعَاشَ مُتَابِعًا لِأَعْظَمِ دِينِ


***


صلاةُ اللهِ والتسليمُ دَوْمًا

على شَفِيعِ يَوْمِ الدِّينِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا نُجُمًا

تَرَاءَتْ لِلْمُعَذَّبِ فِي أَنِينِ


مَا حَلَّ فَجْرٌ وَرَكَعَ عَبْدٌ

وَوَلَّى كُلُّ شَيْطَانٍ لَعِينِ


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رجب 1432 هـ
يونيو 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 28, 2011 11:08 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ

سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى أَبُو الْقَاسِمِ الطَّهْطَاوِيُّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ) بِالْمَسْجِدِ الْعَتِيقِ بِمَدِينَةِ طَهْطَا



• هو الولي العارف والتقي الزاهد الورع الصالح سيدي أبو القاسم بن عبد العزيز الطهطاوي (رضي الله تعالى عنه).

• لم تكن معارف ذلك الولي القطب عن طريق النقل والتحصيل أو التلقي من الشيخ أو عن طريق التفكر بالفعل الراجح الصائب ولكنها كلها كانت من الله سبحانه وتعالى وهبًا وفيضًا في القلب.

• فقد كان (رضي الله تعالى عنه) مثالًا حقيقيًا لأهل العلم اللدني وعلى رأسهم الخضر (عليه السلام) وكذلك مما قيل فيهم (في الحديث القدسي): "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي عليها ولإن سألني لأعطينه ولإن استعاذ بي لأعيذنه".

• وذكر مؤرخوه وفي مقدمتهم أحمد رافع الطهطاوي (كتاب الثغر الباسم في مناقب سيدي أبي القاسم)، ومحمد عبده الحجاجي في كتابه (شخصيات صوفية في صعيد مصر في العصر الإسلامي)، أنه استهل حياته سائحًا هائمًا في الجبل المقابل لطهطا والمعروف (بجبل الساهرة) لا يأكل إلا من عشب الأرض وينتقل من مكان إلى مكان متدبرًا في صنع الله تعالى ولا يفتر لسانه برهة عن ذكره تعالى.

• وقال مؤرخوه: "وذات يوم حينما فرغ من صلاته وجد شخصًا واقفًا خلفه ومعه طعام فقدمه إليه وقال له: كل وارجع إلى بلدك، فقد أذن لك في الأكل وحان وقتك، فقال له أبو القاسم: من أنت؟ فقال: أخوك الخضر، فأكل وشرب من تلك العين التي كانت بجواره ثم خرج إلى الناس وعلت شهرته وتألق كعلم من أعلام التصوف في القرن الثامن الهجري، وقد أيده الله سبحانه بالكرامات وأجرى على لسانه الحكم ونوابغ الكلم".

• وقصده الناس من مختلف مدن الصعيد للتلقي منه والتبرك به وهو لا يستقر في مكان أو بلد يتجول ويسبح في مدن الصعيد وخاصة قنا التي كان يزورها باستمرار لزيارة ضريح أستاذه عبد الرحيم القنائي.

• ويقول عنه الإمام العالم شمس الدين الراعي: أنه قد حضر إليه أكابر علماء مصر وعلى رأسهم الإمام المجدد (للمائة الثامنة للهجرة) سيدي سراج الدين البلقيني، وأضمر كل منهم حاجة في نفسه فتحدث معهم وأجاب على كل ما سألوه من علوم كثيرة ثم أتحفهم بالحكم والمأثورات، وحدثهم عما أضمره كل واحد منهم فقاموا احترامًا له وسألوه الدعاء.

• ويذكر أحمد رافع أن الشيخ عاش حياة لا تعرف الفتور أو الكسل بل يهدف إلى بناء الفرد الصالح.

• حتى توفي في محرم عام 762هـ في عصر السلطان المملوكي قلاوون عن عمر يناهز التسعين عامًا ليدفن في زاويته.

• ولم يترك آثارًا علمية مكتوبة إلا أقواله وحكمه التي استقرت في أذهان وقلوب المريدين على مر السنين، وهي في علوم الطريق التي تدل على رسوخ قدمه في التصوف الصحيح وكذلك حكمه التي من القلب بلسان التصديق.

• هذا وحفيده رفاعة رافع الطهطاوي الذي كان من رواد النهضة الفكرية في العصر الحديث.

(المصدر: أعلام التاريخ الإسلامي في مصر للكاتب سامح كريم).


هِيَ الْمَعَارِفُ تُوهَبُ لِلرِّجَالِ

وَمَنْ عَشِقَ التَّأَمُّلَ فِي الْجَلَالِ


فَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ وَوَلَدٍ

إِذَا عَمَّتْ مَفَاسِدُ فِي ضَلَالِ


وَصَارَ الشَّرُّ مِيرَاثًا وَنَهْجًا

وَضَاعَ الْخَيْرُ وَجَمِيلُ الْفِعَالِ


***


طَوَاهُ الْجَذْبُ لِلْمَعْـبُـودِ بَدْءًا

وَأَفْنَى النَّفْسَ فِي خُشُوعِ امْتِثَالِ


وَأَعْلَى وُثُوقًا بِاللهِ طَوْعًا

وَصِدْقًا فِي الْمَحَبَّةِ وَالْوِصَالِ


وَتَرَكَ الْخَلْقَ وَالْعُمْرَانَ هَرَبًا

وَخَوْفًا مِنْ مَفَاتِنَ وَانْحِلَالِ


إِلَى جَبَلٍ بِهِ صَمْتٌ وَسَكَنٌ

وَقُرْبَى مِنْ عَزِيزٍ ذِي جَلَالِ


يُطَالِعُ فِي النُّجُومِ ضِيَاءَ حَقٍّ

وَيَسْبَحُ فِي تَجَلٍّ فِي الْمَجَالِ


وَيَبْكِي وَالْـبُكَـاءُ خُشُوعُ عَيْنٍ

وَوَجْدٌ فِي تَشَوُّقٍ وَابْتِهَالِ


صَلَاةٌ فِي فَضَاءِ الْكَوْنِ تُعْلِي

نُفُوسًا فِي الْمَدَارِجِ وَالْمَنَالِ


طَعَامٌ مِنْ نَبَاتِ الْعُشْبِ يُغْنِي

عَنِ السَّعْيِ فِي طَلَبِ الْحَلَالِ


وَإِحْيَاءٌ لِعَزْمٍ مِنْ رُقُودٍ

يُمِيتُ الطَّمَعَ فِي جَمْعٍ وَمَالِ


***


وَسِرْبُ الطَّيْرِ يَسْعَى فِي بُكُورٍ

وَيَمْضِي بِالْمَشِيئَةِ فِي اتِّكَالِ


وَيَرْضَى بِالْقَلِيلِ رِضَاءَ زُهْدٍ

وَيَحْمَدُ مَنْ هَدَاهُ لِخَيْرِ حَالِ


***


عَظِيمُ النَّيْلِ فِي عَزْلٍ وَتَرْكٍ

وَذِكْرٍ فِي دَوَامٍ وَاتِّصَالِ


تَبَدَّى الْخَضِرُ مَرْفُوعًا مُعَلَّى

بِسِرٍّ بَاطِنٍ وَهْبَ النَّوَالِ


وَأَفْنَى الشَّيْخُ فِي الصُّعُودَاتِ عُمْرًا

وَنَالَ الْوَهْبَ فِي غَيْرِ سُؤَالِ


فَلَيْسَ السِّرُّ يُدْرِكُهُ بِكَسْبٍ

وَلَا عِلْمٍ تَبَدَّى فِي اكْتِمَالِ


وَلَكِنْ بِاصْطِفَاءِ اللهِ أَزَلًا

لِقَلْبٍ مُخْلِصٍ صَفَا فِي اعْتِزَالِ


كَأَنَّهُ بِاخْتِلَاءِ الْجَبَلِ يَعْلُو

عُلُوَّ النَّجْمِ فِي أُفُقِ الْمَجَالِ


وَأَهْلُ النَّقْلِ وَالتَّحْصِيلِ أُسَرَا

لِكُتُبِ الْعِلْمِ أَبَدًا وَالْمَقَالِ


***


مَقَامَاتٌ بِهَا مَسَارُ كَوْنٍ

وَإِطْلَاقُ الْكَوَامِنِ مِنْ عِقَالِ


هِيَ الْأَسْبَابُ إِنْجَازٌ وَسَعْيٌ

وَتَحْصِيلُ الْعُلُومِ فِي شَتَّى الْمَجَالِ


وَفِي التَّجْرِيدِ تَشْهَدُهُ وِصَالًا

وَتَسْلِيمًا لِلْمُسَبِّبِ فِي أَمْرٍ وَحَالِ


***


وَجَاءَ الْأَمْرُ بِخُرُوجٍ لِهَدْيٍ

وَنَشْرِ النُّورِ وَكَمَالِ الْخِصَالِ


وَإِحْيَاءٍ لِزُهْدٍ قَدْ تَبَدَّى

بِشُبْهَاتٍ وَبُعْدٍ عَنْ حَلَالِ


وَجَاءَ رَهْطُ الْعُلَمَاءِ يَسْعَى

يُقِيمُ الْحُجَجَ إِثْبَاتـًا لِحَالِ


أَجَابَ الشَّيْخُ عَنْ شَرْعٍ وَسِرٍّ

وَأَفْحَمَ مَنْ أَتَاهُ عَلَى تَوَالِ


وَغَشِيَ الْجَمْعَ تَوْقِيرٌ وَحَمْدٌ

وَإِقْرَارٌ بِقُطْبٍ فِي مَعَالِ


***


وَلَقِيَ اللهَ مَشْفُوعًا بِحُبٍّ

تَجَرَّدَ مِنْ ظُهُورٍ أَوْ تَعَالِ


وَنُصْحٌ وَإِرْشَادٌ وَهَدْيٌ

مَشَارِبُ صَفْوٍ بِعَذْبٍ زُلَالِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى قَمَرٍ تَبَدَّى فِي جَمَالِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ نَالُوا حَظًّا

وَسَبْقًا فِي الْمَرَاقِي وَالْمَعَالِي


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَهَطَلَ غَيْثٌ بِسَفْحِ الْجِبَالِ


***
(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
محرم 1432 هـ
ديسمبر 2010 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 7:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
الْبَطَلَةُ الْمُجَاهِدَةُ خَوَلَة بِنْتُ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا)
(الظاهر قبرها في رياض البهنسة الغراء)



• خولة بنت الأزور الأسدي شاعرة كانت من أشجع النساء في عصرها، وتشبه سيدنا خالد بن الوليد في حملاتها، وهي أخت ضرار، توفيت أواخر عهد سيدنا عثمان 35هـ.

• خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضرارًا فكانا دومًا معًا، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله سبحانه أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر في حمل الرماح ورمي السهام، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاء منقطع النظير. خولة بنت الأزور مضت في زمن قديم لنا تستحق منا نظرة دراسة نظرة مراجعة نظرة إعزاز وإكبار وتعظيم، إنها قدوة لبنات العرب والمسلمين في زماننا وعلى مر العصور قدوة للرجال وقدوة للنساء صغارًا وكبارًا قدوة في الشجاعة والبسالة وفي التعاون والتآزر مع الأهل والأخوة، ما عرض عنها هو أهم ما ذكرته المراجع المتوفرة، وهو نزر يسير، رويت فيه بعض أشعارها وأخبارها بعد ما كبرت واشتهرت، والسبب معروف فهي بنت من البادية العربية التي لم تعرف الكتابة ولا التدوين في أيامها الأولى، لذا قل التنوع والتنويع لدى الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين عنها وعن غيرها، إنها نموذج رائع للنساء المسلمات تستحق منا الإكبار وتستحق منا الدراسة.

• من مواقفها البطولية لإنقاذ أخيها:
وهي من ربات الشجاعة والفروسية، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين والروم بسالة فائقة، خلَّد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزنًا شديدًا.

• ومن موقعاتها (في أجنادين وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين) أن خالدًا بن الوليد نظر إلى فارس طويل وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية تلوح من شمائله وعليه ثياب سود، وقد تظاهر بها من فوق لامته، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار، فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس شجاع، ثم لحقه والناس، وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم، فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم، وقد قتل رجالًا وجندل أبطالًا وقد عرض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف، وعطف على كراديس الروم. فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلا خالد بن الوليد، ثم أشرف عليهم خالد فقال رافع: من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته؟ فقال خالد: والله إنني أشد إنكارًا منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع: أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يمينًا وشمالًا، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم، ونظر إلى الفارس، فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل، فحمل خالد ومن معه ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء، اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون، وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيمًا، فلم يرد عليهم جوابًا، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك من أنت؟ فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلا حياء منك، لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنتِ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضرارًا أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه.

قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا، وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون، وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة، وجعلت خولة تجول يمينًا وشمالًا وهي لا تطلب إلا أخاها وهي لا ترى له أثرًا، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر، وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عددًا عظيمًا.

• أسر النساء:
ومن مواقفها الرائعة يوم أسر النساء في موقعة صحورا (بالقرب من مدينة حمص السورية)، فقد وقفت فيهن وكانت قد أسرت معهن فأخذت تثير نخوتهن وتضرم نار الحمية في قلوبهن ولم يكن من السلاح شيء معهن، فقالت: خذن أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب ونحمل على هؤلاء اللئام فلعل الله ينصرنا عليهم، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلا إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت، ثم تناولت كل واحدة منهن عمودًا من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة، وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة، ولا تتفرقن فتملكن، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم واكسرن سيوفهم، وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول: نحن بنات تبع وحمير، وضربنا في القوم ليس ينكر، لأننا في الحرب نار تستعر، اليوم تسقون العذاب الأكبر.

ونخلص من هذا إلى أن خولة بنت الأزور تعد نموذجًا إنسانيًا رائعًا يحتذى به في الدفاع عن النفس والوطن والعقيدة، فرضت نفسها بقوة وبصلابة على كل شخص حضر صولاتها وجولاتها في ميادين الفروسية.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ
رِسَالَةُ الْمُجَاهِدَةِ الْبَطَلَةِ خَوَلَة بِنْتِ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا)



عَشِقْتُ جِهَادًا يُبِيدُ الْأَعَادِي

وَيُعْلِي لِوَاءً لِدِينٍ هَادِ


سِلَاحِي يَقِينٌ تَبَدَّى وَعَزْمٌ

وَتَفْوِيضُ أَمْرِي لِرَبِّ الْعِبَادِ


***


وَلَسْتُ أُبَالِي بِقَتْلٍ وَمَوْتٍ

نَوَالُ الشَّهَادَةِ أَغْلَى الْمُرَادِ


وَكَيْفَ يَعِيشُ الْجَبَانُ وَيَرْضَى

بِذُلٍّ وَخِزْيٍ بِهَوْلِ الْمَعَادِ


لَبِسْتُ لِثَامًا وَأَخْفَيْتُ نَفْسِي

وَعِشْتُ أُلَبِّي نِدَاءَ الْجِهَادِ


تَحَدَّثَ عَنِّي رِجَالٌ وَجُنْدٌ

رَأَوْنِي أُشَتِّتُ شَمْلَ الْأَعَادِي


***


أَخُوضُ الْمَعَارِكَ بِصَبْرٍ وَجَلَدٍ

وَأَبْذُلُ رُوحِي بِطَوْعِ انْقِيَادِ


فِدَائِي لِرَبِّي وَدِينِي وَدَرْبِي

تَعَالَى بِحُبِّ رَسُولٍ مُفَادِ


***


هَدَانِي وَأَحْيَا مَوَاتًا بِقَلْبِي

أَبَانَ طَرِيقًا لِشَرْعٍ عِمَادِ


هَنَاءً وَصَفْوًا جَنَيْتُ وَنُورًا

أَضَاءَ ظَلَامًا عَمَّ فُؤَادِي


***


ضِرَارٌ شَقِيقِي رَاعَيْتُ بِعَيْنِي

وَصِرْتُ كَأُمٍّ لَهُ مِنْ مِهَادِ


وَكَانَ كَظِلِّي بِرَحْلِي وَحِلِّي

نُجِيبُ سَوِيًّا نِدَاءَ الْمُنَادِي


***


بِأَسْرِ ضِرَارٍ تَمَزَّقَ قَلْبِي

وَأَشْهَرْتُ سَيْفِي عَلَى كُلِّ عَادِ


وَسِرْتُ أَطِيحُ يَمِينًا وَيُسْرَى

كَأَنِّي قَتِيلٌ صَحَا مِنْ رُقَادِ


وَأَلْقَيْتُ رُعْبًا أَشَاعَ بِجَيْشٍ

هُرُوبًا لِخَوْفٍ وَفَزَعٍ بَادِ


وَنَاجَيْتُ رَبِّي بِسَحَرٍ وَلَيْلٍ

فَفُكَّ أَسِيرِي بَعْدَ افْتِقَادِ


***


فَخَارًا صِرْتُ لِزَمَنِي وَقَوْمِي

بِنَيْلِ مَوَاهِبِ رَبِّ الْعِبَادِ


جِرَاحٌ بِقَلْبِي تَعَالَتْ بِأَلَمِي

وَمَنْ ذَا يُدَاوِي جِرَاحَ الْفُؤَادِ


***


حَيَاتِي طَوَتْهَا مَعَارِكُ شَتَّى

فَكُنْتُ عَرُوسَ جِنَانِ السّعَادِ


أَمُوتُ بِأَرْضِ جِهَادٍ وَمَجْدٍ

وَأَلْقَى رَحِيمًا عَظِيمَ الْوِدَادِ


وَأَمَلِي لُحُوقٌ بِرَكْبِ نَبِيٍّ

سِرَاجٌ أَنَارَ سَمَا الْأَمْجَادِ


فَزُرْنِي تَجِدْنِي أُقْرِي لِضَيْفِي

بِدَعْوَى لِرَبِّي بِخَيْرٍ وَزَادِ


***


وَصَلِّ إِلَهِي دَوَامًا وَأَبَدًا

عَلَى شَفِيعٍ لِلْخَلْقِ هَادِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ تَرَاءَتْ بِسَحَرٍ

نُجُومًا أَضَاءَتْ ظَلَامَ الْبِلَادِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ عَلَى الْأَعْوَادِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو الحجة 1432 هـ
نوفمبر 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 18, 2012 4:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية



سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْإِمَامُ مُحَمَّدٌ بْنُ سَالِمِ الْحِفْنِيُّ شَيْخُ الْجَامِعِ الْأَزْهَرِ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)




• نجم الدين أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني الشافعي الخلوتي، ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما-، من جهة أم أبيه السيدة: ترك بنت السيد سالم بن محمد.

• الميلاد:
ولد الشيخ الحفني 1100هـ/1688م، بقرية حفنا إحدى قرى مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية.

• نسبته:
انتسب الشيخ إلى قرية (حفنا) التي ولد ونشأ بها. قال الجبرتي: «والنسبة إليها حفناوي وحفني وحفنوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يذكر إلا بها».

• نشأته ومراحل تعليمه:
نشأ الشيخ بقريته وحفظ بها القرآن الكريم حتى سورة الشعراء، وأشارالشيخ عبد الرؤوف البشبيشي على أبيه بإرساله إلى الأزهر، واقتنع أبوه بذلك، وأرسله إلى الأزهر وهو في سن الرابعة عشرة، فأتم فيه حفظ القرآن الكريم، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك في النحو، والسلم في المنطق، والجوهرة في التوحيد، والرحبية في الفرائض، ومتن أبي شجاع في فقه الشافعية، وغير ذلك من المتون. وأقبل على تحصيل وحفظ دروسه واجتهد في ذلك، وأفاد من شيوخه وتبحر في النحو، والفقه، والمنطق، والحديث، والأصول، وعلم الكلام، وبرع في العروض، وظهرت مواهبه الشعرية بالفصحى والعامية، كما برع في كتابة النثر طبقًا لأسلوب عصره، ومهر في العلم، وحاز على ثقة شيوخه، فمنحوه إجازة بالإفتاء والتدريس، فدرس بمدرسة السنانية والوراقين، ثم بالمدرسة الطيبرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار عام 709هـ. ومن أشهر مشايخه الذين أجازوه العلامة: محمد البديري الدمياطي، الشهير بابن الميت الذي أخذ عنه التفسير والحديث، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه والموطأ، ومسند الشافعي، والمعاجم الثلاثة للطبراني الكبير والأوسط والصغير، وصحيح ابن حبان، والمستدرك للنيسابوري، وحلية الأولياء لأبي نعيم. ومن شيوخه أيضًا: الشيخ محمد الديربي، والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي، والشيخ أحمد الملوي، والشيخ محمد السجاعي، والشيخ يوسف الملوي، والشيخ عبده الديوي، والشيخ محمد الصغير، والشيخ محمد بن عبد الله السجلماسي، والشيخ عيد بن علي النمرسي، والشيخ مصطفى بن أحمد العزيزي، والشيخ محمد بن إبراهيم الزيادي، والشيخ علي بن مصطفى السيواسي الحفني (الضرير)، والشيخ عبد الله الشبراوي (أحد شيوخ الأزهر) والشيخ أحمد الجوهري، والشيخ محمد بن محمد البليدي.

• تــلاميذه:
كان للشيخ الحفني -رحمه الله- طلاب يفدون عليه من كل جانب، فقد جلس الشيخ للتدريس وهو صغير السن، وشهد له علماء عصره بالتقدم والرسوخ. وقد درَّس لطلبته المصادر العميقة كالأشموني في النحو والصرف، وجمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، ومختصر السعد في البلاغة بعلومها الثلاث المعاني والبيان والبديع، والمنهج في الفقه الشافعي، واشتغل بعلم العروض حتى برع فيه، ذلك بالإضافة إلى الكتب الأخرى في الفقه، والمنطق، والأصول، والحديث، والتوحيد، كل ذلك ولم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره.ومن تلاميذه أخوه يوسف الحفني، والشيخ إسماعيل الغنيمي، والشيخ علي الصعيدي العدوي، والشيخ محمد الغبلاني، والشيخ محمد الزهار.
ومن تلاميذه ومريديه في الطريقة الخلوتية:
الشيخ محمد السمنودي، والشيخ حسن الشبيني، والشيخ حسن السنهوري، والشيخ محمد الزعيري، والشيخ خضر رسلان، والشيخ محمود الكردي، والشيخ علي القناوي، والشيخ محمد الرشيدي، والشيخ يوسف الرشيدي، والشيخ محمد الشهير بالسقا،والشيخ محمد الفشني، والشيخ عبد الكريم المسيري، والشيخ أحمد العدوي، والشيخ أحمد الصقلي المغربي، والشيخ سليمان النبزاوي الأنصاري، والشيخ إسماعيل اليمني، والشيخ حسن المكي، والشيخ الدرديري، والشيخ صالح السباعي.

• أخــلاقــه:
كان الشيخ الحفني -رحمه الله- كريم الطبع، جميل السجايا، مهيب الجانب، متواضعًا، له صدقات ظاهرة وخفية، وأقبلت عليه الدنيا بخيرها، وذاق حلاوة الغنى بعد إملاق وشظف عيش، وضيق حال، فلم تبطره الثروة، وبذلها لمن يريدها، وكان آية في المروءة والسخاء.

• منزلته:
قال عنه الجبرتي في عجائب الآثار: هو الإمام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علمًا وعملا، ومن أدرك ما لم تدركه الأوائل، المشهود له بالكمال والتحقيق، والمجمع على تقدمه في كل فريق، شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي. شهد له أساتذته بالعلم والفضل، وزاده كرمه مكانة في النفوس ومحبة في القلوب، وقد بدأ حياته فقيرًا، فكان ينسخ المتون ويبيعها لطالبيها؛ ليساعده ذلك على العيش الكريم، ثم فرَّج الله كربه، وأقبلت عليه الدنيا، فترك النسخ إلى التعليم والتأليف، ولم يذله الفقر رغم ما كان فيه من ضيق اليد، وكان أديبًا شاعرًا وناثرًا، له مقطوعات شعرية وأزجال، ورسائل نثرية، غير أن شهرته العلمية طغت على شهرته الأدبية. وقد تسابق العلماء في عصره إلى استجازته وإلى الكتابة عنه، فقد ألف العلامة الشيخ حسن المكي، المعروف بشمة كتابًا في نسبه ومناقبه، وألف الشيخ محمد الدمنهوري المعروف بالهلباوي كتابًا في مناقب الشيخ ومدائحه.

• مؤلفاته:
ترك الإمام الحفني عددًا من المصنفات العلمية والأدبية منها:
- حاشية على شرح الأشموني لألفية ابن مالك في النحو.
- حاشية على شرح الهمزية لابن حجر الهيتمي.
- حاشية على الجامع الصغير للسيوطي في الحديث في جزأين.
- حاشية على شرح الحفيد على مختصر جده السعد التفتازاني في البلاغة.
- مختصر شرح منظومة المنيني الدمشقي في مصطلح الحديث.
الثمرة البهية في أسماء الصحابة البدرية في التاريخ.
- حاشية على شرح المارديني للياسمينية في الجبر والمقابلة.
- رسالة في فضل التسبيح والتحميد في الفضائل والآداب.
- شرح المسألة الملفقة في تحليل المطلقة ثلاثًا.
- رسالة في التقليد في فروع أصول الفقه.
- درر التنوير برؤية البشير النذير (وهي رسالة في الأحاديث المتعلقة برؤية النبي صلى الله عليه وسلم).

• ولايته للمشيخة:
اختير الشيخ الحفني -رحمه الله- لمنصب شيخ الجامع الأزهر بعد وفاة الشيخ الشبراوي عام 1171هـ/1757م.

• وفاته:
توفي الشيخ محمد بن سالم بن أحمد الحفني، يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ/1767م، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودفن في اليوم التالي بعد الصلاة عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل وعظيم.

• مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ
رِسَالَةُ سَيِّدِي الْإِمَامِ الْعَارِفِ بِاللهِ تَعَالَى مُحَمَّد سَالِم الْحِفْنَاوِيّ شَيْخِ الْأَزْهَرِ الشَّرِيف (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



تَعَالَى اللهُ فِي مَاضٍ وَحَالِ

وَفِي أَمْرٍ يُرَجَّى فِي الْمَآلِ


رَعَيْتُ اللهَ فِي سِرٍّ وَجَهْرٍ

بِإِحْسَانِ الْبَوَاطِنِ وَالْخِصَالِ


أُلَاقِي الْخَلْقَ فِي وُدٍّ وَكَرَمٍ

وَفِي خَفْضٍ بِهِ نَيْلُ الْمَعَالِي


وَأَرْفُقُ بِالضَّعِيفِ وَأَهْلِ كَرْبٍ

وَأَيْتَامٍ وَثَكْلَى فِي تَوَالِ


وَأَحْفَظُ لِلْجَمِيلِ لِكُلِّ عَبْدٍ

يُدِيمُ الْعَوْنَ أَبَدًا فِي وِصَالِ


وَذُخْرِي فِي الْحَيَاةِ جَمِيلُ خُلُقٍ

وَإِنْفَاقٌ بِهِ تَحْصِينُ مَالِي


***


إِلَى الْأَزْهَرِ الْمَنْشُودِ طَابَ سَعْيِي

لِصَرْحٍ بَنَى أَتْقَى الرِّجَالِ


بِقُرْآنٍ وَفِقْهٍ بَلَغْتُ رُشْدِي

شَرِبْتُ مِنْ مَعِينٍ مِنْ زُلَالِ


وَحَصَّلْتُ الْحَدِيثَ عِمَادَ سَنَدِي

رَفِيقِي فِي الْمَحَافِلِ وَارْتِحَالِ


بَلَغْتُ فِي الْبَيَانِ رَفِيعَ قَدْرٍ

بَدِيعَ الشِّعْرِ أقْرِضُ فِي ارْتِجَالِ


وَنِلْتُ مِنْ تُقَاةٍ نُورَ هَدْيٍ

وَنَهْجًا سَادَ أَوْقَاتِي وَحَالِي


***


طَرِيقُ اللهِ أَسْدَانِي مَنَارًا

وَأَرْشَدَنِي لِخَيْرٍ فِي الْمَآلِ


فَحُزْتُ الْفَوْزَ فِي شَرْعٍ وَسِرٍّ

وَصِرْتُ لِلْمُرِيدِ أَبًا مِثَالِي


لِأَزْهَرِ مِصْرَ عُيِّنْتُ شَيْخًا

وَنَهْجِي فِي التَّوَسُّطِ وَاعْتِدَالِ


وَعِشْتُ الْخَلْوَتِيَّ قَلْبًا وَشِرْبًا

أَسِيرُ بِرَكْبِ أَفْذَاذِ الرِّجَالِ


عَلَا الدَّرْدِيرِي وَالسِّبَاعِي صَرْحِي

وَأَقْطَابًا فِي التَّقَرُّبِ وَالنَّوَالِ


وَكُنْتُ لَهُمْ قَمَرًا وَشَمْسًا

وَنَهْرًا فَاضَ بِآيَاتِ الْجَلَالِ


وَدَامُوا رِفَاقِي وَفَلِذَاتِ قَلْبِي

بِوَصْلٍ لَا يَؤُولُ إِلَى زَوَالِ


وَذَاكَ الْحُبُّ يُعْلِي كُلَّ رَهْطٍ

وَيَسْمُو بِالنَّوَايَا وَبِالْمَقَالِ


***


شِفَاءُ الْقَلْبِ هِجْرَانٌ لِدُنْيَا

وَتَسْلِيمٌ لِقَدَرٍ فِي امْتِثَالِ


وَصَفْوُ النَّفْسِ إِخْمَادٌ لِعُجْبٍ

وَبُعْدٌ عَنْ مَفَاتِنَ فِي ضَلَالِ


وَخَيْرُ الطُّعَمِ مَا يَتْبَعُهُ حَمْدٌ

وَإِصْرَارٌ عَلَى كَسْبِ الْحَلَالِ


وَصِدْقُ الزُّهْدِ يُعْلِيكَ قَدْرًا

وَيَهْدِيكَ الْقَنَاعَةَ فِي اتِّكَالِ


***


وَفِي الْخَلَوَاتِ تَزْكِيَةٌ وَمَرْقَا

وَصِدْقٌ فِي التَّضَرُّعِ وَالْوِصَالِ


وَإِخْلَاصٌ لَهُ الْأَرْجَاءُ تَشْهَدُ

وَتَشْهَدُهُ الْخَلَائِقُ فِي فِعَالِ


***


وَحُبُّ رَسُولِنَا شَوْقٌ وَوَجْدٌ

شَفِيعٌ خَصَّهُ رَبُّ الْجَلَالِ


بِرَحَمَاتٍ وَبَرَكَاتٍ وَفَيْضٍ

وَفَضْلٍ فِي الْمَنَاقِبِ وَالْخِلَالِ


وَعِتْرَتُهُ تَفُوحُ بِكُلِّ عِطْرٍ

تَعَالَى فِي الزَّمَانِ وَفِي الْمَجَالِ


وَمَنْ يَأْوِ إِلَى الْبُسْتَانِ يَسْعَدْ

بِأَنْسَامٍ وَطَيْرٍ فِي ابْتِهَالِ


***


رَأَيْتُ اللهَ غُفْرَانًا وَعَفْوًا

وَصَفْحًا عَنْ ذُنُوبٍ كَالْجِبَالِ


وَأَدْرَكْتُ مَلَاذَ الْخَلْقِ صَبْرًا

وَحَمْدًا يَسْتَدِيمُ بِكُلِّ حَالِ


وَحِلْمًا إِنْ أَصَابَ الْمَرْءَ عَنَتٌ

وَأَضْحَى الظُّلْمُ ظُلُمَاتِ اللَّيَالِي


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالدُّرَرِ الْغَوَالِي


وَآلٍ وَصَحْبٍ صَارُوا حَقًّا

نُجُومَ الْهَدْيِ رُوَّادَ الْمَعَالِي


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ

وَهَطَلَ غَيْثٌ بِسَفْحِ الْجِبَالِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو القعدة 1432 هـ
أكتوبر 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 28, 2012 4:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
الْقَارِئُ الْفَقِيهُ أَحَدُ شُيُوخِ سَيِّدِنَا الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
(وله مقام ظاهر بجوار مسجد سيدي الإمام الشافعي رضي الله عنه)



ومن نظم الإمام الشافعي (رضي الله تعالى عنه):
شكوتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حفظي

فأرشدني إلى تركِ المعاصي


وأخبرني بأنَّ العلمَ نورٌ

ونورُ اللهِ لا يُهدَى لِعاصِي



***

• ولد سيدي وكيع عام 129هـ وتوفي عام 167هـ بعد عودته من الحج.

• ومن أقواله: "الزهد لا يكون إلا في الحلال، والحلال قد فقد، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة وخذ منها ما يقيمك، فإن كانت حلالًا كنت قد زهدت فيها، وإن كانت حرامًا كنت قد أخذت منها ما يقيمك لأنه هو الذي يحل لك منها، وإن كانت شبهات كان عتابها يسيرًا". هذا وقوله (رضي الله تعالى عنه) "والحلال قد فُقد" فذلك بالنظر لحاله ومقامه، فإنهم كانوا يعدون التفتيش لعاشر يد قبله واجبًا، ومن لم يفتش لعاشر يد لا يأكلون له طعامًا والله تعالى أعلم. وكان (رضي الله عنه) يقول: "طريق الله بضاعة لا يرقى فيه إلا صادق"، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة، وكان إذا آذاه شخص يرفع التراب على رأسه ويقول لولا ذنبي ما سلطت هذا علي ثم يكثر من الاستغفار حتى يسكن ذلك المؤذي عنه.

المصدر: طبقات الشعراني.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



بِنُورِ الْإِلَهِ أَرَى فِي يَقِينْ

حَقِيقَةَ أَمْرِ مَعَاشٍ وَدِينْ


أَدَعُ مَتَاعًا وَأَلْزَمُ دَارًا

أَسِيرُ غَرِيبًا بِقَلْبٍ حَزِينْ


وَعَجَبِي رَغِيبُ مَزِيدٍ لِمَالٍ

وَهَوْلُ الْقِيَامَةِ بِهِ يَسْتَهِينْ


***


عَذَابِي لِذَنْبِي أَلِيمٌ بِنَفْسِي

وَدَمْعِي يَسِيلُ وَلَا يَسْتَكِينْ


طَعَامِي لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبِي

حَلَالُ الطُّعُومِ بَعِيدٌ ضَنِينْ


لِأَهْلِ اللهِ زَادٌ مَعِين

وَرَعٌ وَزُهْدٌ وَنُورٌ مُبِينْ


***


غَرِيبٌ طَوَانِي ظَلَامٌ بَهِيمٌ

شُجُونٌ وَأَلَمٌ وَشَوْقٌ حَنِينْ


أُنَاجِي إِلَهِي بِذُلِّ الْأَثِيم

لِفَضْلٍ مِنْهُ وَعَفْوٍ رَهِينْ


***


سَرَابٌ تَرَاءَى كَنَبْعٍ قَرِير

خِدَاعٌ لِنَفْسٍ تَرَاهُ يَقِينْ


آمَالٌ تُرَاوِدُ قَلْبًا سَقِيم

بِدُنْيَا أَسَاءَتْ لِشَرْعٍ وَدِينْ


***


صَبُورٌ أُسَامِحُ غَدْرَ اللَّئِيمْ

بِحِلْمِي أُدَاوِي سَفِيهًا يُشِينْ


وَأَشْقَى بِبَلْوَى عُتُلٍّ بَدِينْ

يَخُوضُ الْحَدِيثَ بِجَدَلٍ مُهِينْ


حَصَادُ الضَّلَالِ حَصَادُ الْهَشِيمْ

فَسَادٌ يَشِيعُ وَمَسْرَى لَعِينْ


***


حَكِيمٌ أَعِيشُ بِعَقْلٍ فَطِينْ

أُرَاعِي الْإِلَهَ بِصِدْقٍ يَقِينْ


أُدِيمُ تِلَاوَةَ ذِكْرٍ حَكِيمْ

بِسَحَرٍ وَلَيْلٍ وَعَزْمٍ رَصِينْ


وَلَيْسَ الْمُرَادُ جِنَانَ النَّعِيمْ

وَلَكِنْ رِضَاءَ الرَّبِّ الْمَتِينْ


***


صَلَاتُكَ رَبِّي فِي كُلِّ حِينْ

عَلَى كَرِيمٍ صَدُوقٍ أَمِينْ


وَآلٍ وَصَحْبٍ لِلْحَقِّ تُقِيم

شَرَائِعَ هَدْيٍ لِنُورٍ مُبِينْ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَغَابَ قَمَرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِشَدْوِ حَنِينْ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ذو الحجة 1432 هـ
نوفمبر 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 30, 2012 1:08 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْإِمَامُ شَمْسُ الدِّينِ الدَّيْرُوطِيّ ثُمَّ الدِّمْيَاطِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• هو الشيخ القدوة الصالح الورع الزاهد، كان في الجامع الأزهر أيام السلطان قنصوة الغوري، وكان مهابًا عند الأمراء ومن دونهم، مجاهدًا صائمًا قائمًا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر.

• وكان مجلس وعظه بالأزهر يحضره الألوف ومنهم أكابر الدولة والأمراء، وهو مجلس تفيض فيه العيون وتعلوه السكينة والصمت ويخرج منه الخلق خاشعين لله تعالى تائبين.

• وقد بلغت محبة الناس له أنه كان إذا مر في شوارع مصر تزاحم الناس على رؤيته ويلتمس منه البركة.

• وكان (رضي الله عنه) يختفي إذا شاء في بيته أو في غير بيته، وذكرت والدته أنها كانت تصنع له الطعام والشراب فيأكل ويشرب وهي لا تراه إنما تسمع كلامه فقط.

• وكان شجاعًا مقدامًا عالي الكرامة والتمكين، ففي يوم كان يركب مركبًا في بحر دمياط فخرج على المركب قطاع الطرق وسيطروا عليها، فأشار الشيخ إلى المركب فتسمرت في الماء ولم يقدروا على تحريكها واستغفروا الله تعالى وتابوا إليه.

• وانتقد السلطان الغوري في ترك الجهاد، فأرسل إليه السلطان فلما ألقى الشيخ السلام على السلطان فلم يرد عليه، فقال له الشيخ إن لم ترد السلام فسقت وعزلت، فرد السلطان السلام، وقال له السلطان أنا لم أترك الجهاد ولكن ليس عندنا مراكب للجهاد، فقال له الشيخ: عندك المال وإن الله تعالى أنعم عليك ولكنك نسيت نعمه عليك، وقال للسلطان: أما تذكر وقد كنت نصرانيًا ثم أسروك وباعوك من يد إلى يد ثم مَنَّ الله عليك بالحرية والإسلام ورقاك إلى أن صرت سلطانًا على الخلق، وعما قريب يأتيك المرض وتموت وتسكن القبر ثم تبعث عريانًا وتحاسب بين يدي الحاكم العادل، وينادي المنادي: من كان له حق أو مظلمة على الغوري فليحضر فيحضر خلائق لا يعلم عددها إلا الله سبحانه، ولما سمع السلطان بذلك تغير وجهه، وعرض على الشيخ عشرة آلاف دينار يستعين بها على بناء البرج في دمياط فردها الشيخ عليه وقال الشيخ: أنا والحمد لله ذو مال لا أحتاج إلى مساعدة أحد، وإن كنت أنت محتاجًا لقرض أقرضتُك وصبرتُ عليك في سداده، وخرج من مجلس السلطان وهو عزيز والسلطان ذليل.

• وكان الشيخ يتاجر في الحلال ولم يأخذ قط شيئًا عن وظيفة الفقهاء بل كان ينفِّرُ طَلَبَتَهُ من أكل أوقاف الناس وقبول صدقاتهم ويقول لهم إنها تسود وجه قلوبهم.

• وله مصنفات عديدة منها شرح منهاج النووي في الفقه وشرح الستين مسألة وكتاب القاموس في الفقه وغيرها.

• وكان شديد التواضع مع من قرأ عليهم القرآن، فقد كان راكبًا ولما رأى رجلًا أعمى نزل وقبل يديه، وقال هذا أقرأني القرآن وأنا صغير.

• ومن كراماته أيضًا أنه أخبر زوجته بأن ولدها حمزة سيقتل ويموت شهيدًا وأنه يأتيه مدفع فيطير رأسه، فكان كما قال وأخبر، وأخبرها كذلك أن ولده سريا يعيش صالحًا ويموت على ذلك، ولما حضرته الوفاة أخبر والدته أنه سيرقد ويموت في تلك الرقدة، فقالت له من أين لك علم هذا؟ فقال أخبرني بذلك الخضر عليه السلام، فكان كما قال لها.

• وكانت والدته تخبر أنها لما حملت به رأت النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) وأعطاها كتابًا فكان الكتاب هو الشيخ.

• وأخبر ولده سيدي سريا أن والدته رأت الشيخ بعد مماته فقالت له ما وقع لك من منكر ونكير، فقال كلمونا بكلام مليح وأجبناهم بجواب فصيح.

• توفي (رضي الله تعالى عنه) في ربيع الأول 921هـ وله من العمر نيف وخمسون عامًا، ودفن بزاويته بدمياط.

(المصدر: الطبقات الكبرى للإمام الشعراني).


نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ
رسالة الصلاح والفلاح لسيدي العارف بالله تعالى شمس الدين الديروطي ثم الدمياطي
(رضي الله تعالى عنه)



بِعِزٍّ مِنَ اللهِ جَاءَ عِزُّنَا

وَدَامَ بِفَضْلٍ مِنْهُ نَوَالُنَا


وَمَا لِلدُّنْيَا عَلَيْنَا سَطْوَةٌ

تُبَاعِدُنَا عَنْ مَرَاقِي مَسِيرِنَا


تُصَارِعُنَا الْأَهْوَاءُ وَصُنُوفُ الْغَوَى

فَنَصْرَعُهَا بِالْحَقِّ وَتَعْلُو نُفُوسُنَا


***


بِنُورِ اللهِ نَجْتَازُ بِسَعْيِنَا

حِجَابَ الظُّلْمِ وَنَمْضِي أَمَامَنَا


وَإِنْ بَدَا الْإِصْبَاحُ فِي الْكَوْنِ وَالضُّحَى

خَرَجْنَا نَطْلُبُ مِنْ حَلَالٍ رِزْقَنَا


***


وَمَا حَزَبَنَا فَقْرٌ وَلَا عَنَا

وَلَا ضِيقُ عَيْشٍ يُكَدِّرُ صَفْوَنَا


لَنَا رَبٌّ يَفْعَلُ مَا يَشَا

بِكَرَمٍ مِنْهُ يُذْهِبُ بَأْسَنَا


***


وَكُلٌّ مِنَ الْأَرْزَاقِ حَتْمًا يَكْتَلِي

مِنَ الْمَقْسُومِ فِي لَوْحِ قَدَرِنَا


***


فَقِيرٌ مَنْ عَاشَ لِلْخَلْقِ سَائِلًا

فَسُؤَالُ الْخَلْقِ فِيهِ ذُلُّنـَا


وَيُغْنِي النَّفْسَ افْتِقَارٌ لِرَبِّهَا

بِثِقَةٍ فِي اللهِ تَكُونُ مُؤَمَّنَا


***


يَضِيقُ الْمَرْءُ بِالصَّبْرِ خِلَّةً

وَنَحْنُ الصَّبْرُ خَيْرُ مُرَادِنَا


بِهِ مِعْرَاجُ الصَّفَاءِ وَالنَّقَا

وَإِخْمَادُ طَمَعٍ يُمِيتُ قُلُوبَنَا


***


مَشَارِبُ الزُّهْدِ مِنْهَاجُ التُّقَى

لِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا سَرَابًا حَوْلَنَا


وَبَاعَ النَّفْسَ وَأَمَاتَ الْهَوَى

وَسَلَكَ طَرِيقًا يَشْحَذُ هِمَمَنَا


***


سَلِيمُ الْقَلْبِ يَسْطَعُ فِي الْمَلَا

بِنُورِ الْقَلْبِ يَدُومُ وَصْلُنَا


وَفِي الظُّلُمَاتِ يَمْضِي فَاسِقٌ

غَشَّاهُ الْكَدَرُ مِنْ بَعْدِ السَّنَا


***


أَمِيرُ الْقَوْمِ حَقًّا خَدِيمُهُمْ

يُشَارِكُ فِي الْيُسْرِ وَإِنْ حَلَّ الْعَنَا


يُقِيمُ اللَّيْلَ وَصْلًا ضَارِعًا

لَعَلَّ اللهَ يَكْشِفُ كَرْبَنَا


***


جِهَادُ النَّفْسِ وَقِتَالُ الْعِدَا

مَفَاتِيحُ الْجِنَانِ لِمصَدُوقٍ دَنَا


وَتَحْقِيقٌ لِنُصْرَةِ مَنْ وَفَا

وَشَرَى أُخْرَاهُ بِدُنْيَاهُ الْفَنَا


***


طَوَانَا الْعِشْقُ وَأَسْهَدَنَا الْجَوَى

وَمِنْ نَبْعِ الْمَحَبَّةِ دَامَ سُقْينَا


وَشَدَّنَا الْجَذْبُ لِلْمَلَكُوتِ لِلْعُلَا

وَطَالَ بِالْخَلَوَاتِ لَيْلًا سُكْرُنَا


نَبِيتُ بِذِكْرِ اللهِ فِي خَلَا

فَنَحْظَى بِنُورٍ لِلْجَلَالِ يَعُمُّنَا


وَحُبُّ الرَّسُولِ غَرَامٌ فِي الْحَشَا

تَجَلَّى بِنُورٍ أَضَاءَ سُبُلَنَا


وَآلٍ لَهُمْ طُهْرٌ وَصَفَا

وَبَرَكَاتٌ أَشَاعَتْ بِمَدَدٍ شَرْعَنَا


***


وَصَلِّ إِلَهِي بِعَيْنِ الرِّضَا

عَلَى مَنْ أَعْلَى بِالتَّوْحِيدِ دِينَنَا


وَآلٍ وَصَحْبٍ وَأَمْجَادٍ تُرَى

مَصَابِيحَ هَدْيٍ تَعْلُو سَمَاءَنَا


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَسَبَّحَ طَيْرٌ بِحَمْدِ رَبِّنَا


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
صفر 1433 هـ
يناير 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 30, 2012 4:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ مَرْزُوقُ الْغَازِي
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ) (مَقَامُهُ بِجَامِعِ مَرْزُوقٍ _ طَنْطَا)



• هو مرزوق بن عبد الله بن غازي، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم).

• قدم الشريف مرزوق (رضي الله تعالى عنه) من مكة إلى القاهرة المعزية، وأقام بها فترة قصيرة، ثم ارتحل منها إلى طنطا حيث استقر به المقام في الجامع الأموي بطنطا الذي يرجع تاريخه إلى آخر عهد الدولة الأموية عام 132هـ.

• ولم يبرحه حتى توفي ودفن فيه عام 568هـ.

المصدر:
مساجد مصر وأولياؤها للدكتورة/ سعاد ماهر،
كتاب نيل الخيرات للدكتور/ سعيد أبو الإسعاد.

نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ



عَلَا بِالْأُفْقِ طَيْرٌ شَادِ

يُدِيمُ الْحَمْدَ لِرَبِّ الْعِبَادِ


وَيَرُوحُ وَيَغْدُو طَلِيقًا وَفَرِحًا

إِلَى كُلِّ بَلَدٍ وَسَهْلٍ وَوَادِ


وَيَسْعَى لِرِزْقٍ بِإِشْرَاقِ صُبْحٍ

وَتَفْوِيضِ أَمْرٍ لِوَاهِبِ زَادِ


بِأَعْظَمِ بَيْتٍ سَكَنْتُ وَعِشْتُ

أَطُوفُ وَأَسْعَى وَرَبِّي مُرَادِي


وَأَقْطَعُ لَيْلِي أَقُومُ وَأَذْكُرُ

إِلَهًا يُجِيبُ لِعَبْدٍ يُنَادِي


***


لِمِصْرَ أَتَيْتُ لِعِلْمٍ وَفِقْهٍ

وَنَشْرٍ لِهَدْيٍ بِرَحْبِ الْبِلَادِ


وَكَانَ ارْتِحَالِي لِطَنْطَا سَبِيلِي

لِذُخْرٍ وَنَيْلٍ وَزَادِ الْمَعَادِ


فَفِيهَا خَلَوْتُ بِرَبِّي وَحُزْتُ

صَفَاءً بِقَلْبِي بِهَجْرِ الرُّقَادِ


وَفِيهَا بَلَغْتُ خِتَامًا لِعُمْرِي

وَأَمَلِي رِضَاءٌ بِهِ إِسْعَادِي


***


وَصَلِّ إِلَهِي دَوَامًا وَأَبَدًا

عَلَى خَيْرِ مَبْعُوثٍ لِلنَّاسِ وَهَادِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ دُعَاةٍ وَنُجُمٍ

أَضَاءَتْ بِهَدْيٍ سَبِيلَ الرَّشَادِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ وَأَنْشَدَ حَادِ



(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الأول 1432 هـ
فبراير 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 18, 2012 7:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سَيِّدِي الْعَابِدُ الزَّاهِدُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
(له مقام ومسجد على البحر الأحمر بين القصير ومرسى علم)



• نسبه ونشأته
هو مالك بن دينار، أبو يحيى البصري الزاهد، من الطبقة الخامسة من صغار التابعين.
روى له البخاري تعليقا، أبو داود، الترمذي، النسائي، وابن ماجه.

• الصحابة الذين تعلم على أيديهم
أخبر الذهبي أنه ولد في أيام ابن عباس وسمع من أنس بن مالك، فعن مالك بن دينار قال: سألت أنس بن مالك عن هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} قال: كان قوم من أصحاب رسول الله من المهاجرين الأولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى عشاء الآخرة فنزلت هذه الآية فيهم.

• أثر الآخرين فيه
لقد تأثر مالك بن دينار بالأخيار من التابعين خاصة محمد بن واسع فعن ابن شوذب قال: قسم أمير من أمراء البصرة على قراء أهل البصرة فبعث إلى مالك بن دينار فقبل وأبى محمد بن واسع فقال: يا مالك قبلت جوائز السلطان؟ فقال: يا أبا بكر، سل جلسائي؟ فقالوا: يا أبا بكر اشترى بها رقابا فأعتقهم، فقال له محمد: أنشدك الله أقلبك الساعة له علي ما كان عليه قبل أن يجزيك، قال: اللهم لا قال: ترى أي شيء دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: إنما مالك جمار إنما يعبد الله مثل محمد بن واسع.
واجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع فتذاكرا العيش فقال مالك: ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش فيها، فقال محمد: طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء، ووجد عشاء ولم يجد غداء وهو عن الله راض أو قال: والله عنه راض.

• توبة مالك بن دينار
عاش حياته الأولى مسرفا على نفسه بعيدا عن طريق الله سبحانه، حتى رأى رؤيا عن أهوال الآخرة ووجد ابنته الصغيرة التي ماتت وعمرها سنتين تنتظره لتنقذه من سوء العاقبة، وتدعوه إلى التوبة والرجوع إلى الله، فكانت بعدها توبته وورعه وزهده وتجرده وعلو شأنه في التصوف ورفعته.

[u]• من ملامح شخصيته[/
u] زهده

قال عنه سليمان التيمي: ما أدركت أحدًا أزهد من مالك بن دينار، وكان مالك يقول: وددت أن رزقي في حصاة أمتصها لا ألتمس غيرها حتى أموت. ويقول سلام بن أبي مطيع: دخلنا على مالك بن دينار ليلاً وهو في بيت بغير سراج، وفي يده رغيف يكدمه فقلنا: أبا يحيى ألا سراج؟ ألا شيء تضع عليه خبزك؟ فقال: دعوني فوالله إني لنادم على ما مضى.
ويقول جعفر: شهدت المغيرة جاء إلى مالك بن دينار لما ماتت زوجة مالك بن دينار وهي امرأة المغيرة، فقال له يا أبا يحيى: انظر ما يصيبك من ميراث ابنتك فخذه قال: اذهب يا مغيرة فهو لك.
وعن أبو داود صاحب الطيالسة قال: سمعت شيخًا كان جارًا لمالك بن دينار، قد روى عنه قال: كنت مع مالك في طريق مكة فقال: إني داع بشيء فأمنوا عليه ثم قال: اللهم لا تدخل بيت مالك بن دينار من الدنيا قليلًا ولا كثيرًا.
واشتهى رغيفًا بلبن رائب فلما ناله جعل مالك يقلبه وينظر إليه ثم قال: أشتهيتك منذ أربعين سنة فغلبتك؛ حتى كان اليوم وتريد أن تغلبني إليك عني وأبى أن يأكله.
ووقع حريقٌ في بيت مالك فأخذ المصحف وأخذ القطيفة فأخرجهما، فقيل له: يا أبا يحيى البيت قال: ما لنا فيه السدانة ما أبالي أن يحترق.

 خوفه وورعه
عُرف عن مالك بن دينار حفظه للقرآن وتعلقه به، فكان من أحفظ الناس للقرآن، وكان يقرأ على أصحابه كل يوم جزءًا من القرآن حتى يختم، فإن أسقط حرفًا قال: بذنب مني وما الله بظلام للعبيد.
ويقول هشام بن حسان واصفًا خوف مالك بن دينار: انطلقت أنا ومالك بن دينار إلى الحسن وعنده رجل يقرأ{وَالطُّورِ} حتى بلغ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} فبكى الحسن وبكى أصحابه فجعل مالك يضطرب حتى غشي عليه.
وكان مالك بن دينار يقول: لو كان لأحد أن يتمنى لتمنيت أنا أن يكون لي في الآخرة خص من قصب وأروى من الماء وأنجو من النار.
يقول الحارث بن سعيد: كنا عند مالك بن دينار وعنده قارئ يقرأ فقرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون ويصرخون حتى انتهى إلى هذه الآية: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} فجعل مالك والله يبكي ويشهق حتى غشي عليه، فحمل من بين القوم صريعًا!

 أثره في الآخرين
كان مالك بن دينار من البكائين والواقفين على كتاب الله، واستطاع ليحدث في الآخرين أثرًا كبيرًا، ولقد دخل عليه لص فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك لم تجد شيئا من الدنيا، أترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم قال: توضأ وصل ركعتين ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد فسئل من ذا؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه.
وقيل أن المهلب مر على مالك بن دينار متبخترًا، فقال له: أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين فقال المهلب: أما تعرفني؟ قال: بلى أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة، فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة.

• من كلماته
كان مالك بن دينار يقول: يا حملة القرآن! ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض فقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحش فتكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر. فيا حملة القرآن! ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟
وقال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل: وما هو قال معرفة الله تعالى.
قال مالك بن دينار: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى فكيف والآخرة من ذهب يبقى والدنيا من خزف يفنى؟!.

• من دعائه:
تاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول: "أيها العبد العاصي عد إلى مولاك، أيها العبد الغافل عد إلى مولاك، أيها العبد الهارب عد إلى مولاك، مولاك يناديك بالليل والنهار، يقول لك: من تقرب مني شبرًا تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".
فاللهم أسألك أن ترزقنا التوبة، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.

• موقف الوفاة
عن عمارة بن زادان أن مالك بن دينار لما حضره الموت قال: لولا أني أكره أن أصنع شيئًا لم يصنعه أحد كان قبلي؛ لأوصيت أهلي إذا أنا مت أن يقيدوني وأن تجمعوا يدي إلى عنقي فينطلق بي على تلك الحال حتى أدفن كما يصنع بالعبد الآبق.
لما مات ما وجدوا في بيته شيئًا إلا خلق قطيفة وسندانة، ومطهرة وقطعة بارية.

• وفاته
مات مالك بن دينار سنة سبع وعشرين ومائة. وقال يحيى: مات قبل الطاعون وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين وقال خليفة بن خياط وغير واحد: مات سنة ثلاثين ومائة استشهد به البخاري في الصحيح.

• المصادر
رواة التهذيبيين- سير أعلام النبلاء- الدر المنثور- حلية الأولياء- شعب الإيمان- الرضا عن الله بقضائه- الرقة والبكاء - إحياء علوم الدين- تفسير القرطبي- المتمنين- التهجد وقيام الليل- الهواتف- الكشاف- وفيات الأعيان- كرامات الأولياء- مجابو الدعوة- العقوبات - فتح القدير- تفسير البغوي- الهم والحزن- العقل وفضله- تلبيس إبليس- التوابين -محاسبة النفس- الفرج بعد الشدة- المحتضرين ـ تهذيب الكمال.


نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ



تَرَاءَتْ ذُنُوبِي كَثِقَلِ الْجِبَالِ

وَأَسْهَرَنِي حُزْنِي بِجَوْفِ اللَّيَالِي


بِضِيقٍ وَغَمٍّ فَقَدْتُ أَمَانِي

وَغَالَبَنِي ظَنِّي بِسُوءِ الْمَآلِ


وَعَاوَدَنِي نَدَمٌ بِأَلَمٍ طَوَانِي

وَخَوْفٍ وَفَزَعٍ لِهَوْلِ نِكَالِ


***


دُمُوعِي بِلَيْلِي لَاحَتْ لِنَجْمٍ

وَأَفْلَاكٍ تَوَالَتْ بِأُفْقِ الْمَجَالِ


وَقَمَرٍ تَبَدَّى بِظُلُمَاتِ سَحَرٍ

يُتَابِعُ فِي الْعُلَا مَأْسَاةَ حَالِي


وَلَسْتُ أَبُوحُ لِرَحِمِي وَصِهْرِي

فَكُلٌّ يَسِيرُ بِأَمْرٍ عَالِ


وَمَا يَرْفَعُ الْكُرُبَاتِ عَنِّي

سِوَى رَبٍّ رَحِيمٍ ذِي جَلَالِ


***


دَعَوْتُ اللهَ فِي سِرِّي وَجَهْرِي

فَحُزْتُ مُخْلِصًا تَوْبَ النَّوَالِ


كَرِيمٌ رَبُّنَا يَهَبُ الْعَطَايَا

لِعَبْدٍ يَسْتَجِيرُ فِي امْتِثَالِ


وَيَطْرُقُ بِالتَّضَرُّعِ بَابَ عَفْوٍ

وَفَتْحٍ بِهِ عِزُّ الْآمَالِ


أَلُوذُ بِمَنْ لَهُ فَضْلٌ وَسَبْقٌ

عَلَى الْأَكْوَانِ فِي آتٍ وَحَالِ


***


كَأَنِّي وَقَدْ بَلَغْتُ التَّوْبَ وَهْبًا

تَعَافَيْتُ مِنْ مِحَنٍ عُضَالِ


وَصِرْتُ فِي الْوُجُودِ طَلِيقَ طَيْرٍ

يُسَبِّحُ فِي الْمَوَاطِنِ فِي ارْتِحَالِ


وَيَحْيَا الْعُمْرَ فِي شُكْرٍ وَحَمْدٍ

وَإِخْبَاتٍ فِي الْمَدَارِجِ لِلْمَعَالِي


***


رَغِبْتُ الْعَيْشَ فِي فَقْرٍ وَشَظَفٍ

وَآثَرْتُ الْفُتَاتَ مِنَ الْحَلَالِ


وَأَرْضَى بِجُوعٍ فِي حِلِّي وَرَحْلِي

وَلَا أَرْضَى الْمَذَلَّةَ فِي سُؤَالِ


***


وَلَيْسَ الزُّهْدُ فِي التَّحْقِيقِ وَرَعًا

وَلَكِنْ فِي التَّجَرُّدِ وَاتِّكَالِ


وَكَمْ يَشْقَى الْفَقِيرُ بِطَمَعِ قَلْبٍ

مَشُوقٍ رَاغِبِ مُتَعٍ وَمَالِ


بَرِيقُ الْمُتَعِ بِالنَّفْسِ يَهْوِي

إِلَى مَسْرَى فَسَادٍ فِي ضَلَالِ


***


كِتَابُ اللهِ فِي الْبَدْءِ سَنَدِي

وَنَهْجِي فِي خِصَالٍ وَفِعَالِ


أُرَتِّلُهُ وَأَسْمَعُهُ وَأَسْمُو

سُمُوَّ الْبَدْرِ صَحْوَ اللَّيَالِي


كَأَنِّي فِي طَرِيقِ الْحَقِّ أَمْضِي

لِعَوْدٍ بَعْدَ بَدْءٍ فِي ارْتِحَالِ


أُنَاجِي الرَّبَّ فِي أَقْطَارِ نَفْسِي

وَأَرْجُو الْعَفْوَ عَنْ قِيلٍ وَقَالِ


***


يَزِينُ الْعَبْدَ إِحْسَانٌ بِنُطْقٍ

وَتَسْبِيحٌ وَذِكْرٌ فِي تَوَالِ


وَإِكْثَارُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُفَدَّى

لِنَيْلِ الْفَضْلِ وَبُلُوغِ الْكَمَالِ


وَتَجْدِيدُ الْوِدَادِ بِحُبِّ سَعْيٍ

إِلَى آلٍ لَهُمْ شَرَفُ الْوِصَالِ


***


فَكُنْ لِلْحَقِّ أَبَدًا مُسْتَعِينًا

وَعِشْ فِي الْقُرْبِ وَصْلًا لِلْحِبَالِ


وَنَوِّرْ لِلْفُؤَادِ بِذِكْرِ لَيْلٍ

فَذِكْرُ اللَّيْلِ مِفْتَاحُ الْمَنَالِ


وَأَمْرُ اللهِ تَقْدِيرٌ وَحُكْمٌ

تَنَاهَى عَنْ قُصُورٍ أَوْ مُحَالِ


***


صَلَاةُ اللهِ وَالتَّسْلِيمُ فَضْلًا

عَلَى مَنْ بَنَى خَيْرَ الرِّجَالِ


وَآلٍ كِرَامٍ عَاشُوا نُجُمًا

أَضَاءَتْ فِي الْحَوَاضِرِ وَالتِّلَالِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِدَوْحِ الظِّلَالِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
صفر 1434 هـ
ديسمبر 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 19, 2012 9:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
مِنْ أَعْلَامِ الصُّوفِيَّةِ الْمُعَاصِرِين
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الدُّكْتُور/ جُودَة مُحَمَّد أَبُو الْيَزِيدِ الْمَهْدِي (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• قدوة الثابتين الراسخين على المبدأ الحق والطريق القويم، العلامة المحقق علم المفسرين وشيخ المتصوفين والمحبين الوله الولي العارف.

• ولد في 7/4/1944 في قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، لأبوين شريفين يتصل نسبهما بالنسب النبوي الشريف (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) وكان وحيد أبويه فنال منهما كل عناية وتوجيه.

• حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة طنطا حيث التحق بالمعهد الأحمدي (الجامع) شقيق الجامع الأزهر.

• وبذلك كانت نشأته نشأة صوفية خالصة في بيت ولاية وعلم فأبوه هو الولي العارف سيدي محمد أبو اليزيد المهدي الذي عاش ملازمًا لقطب الغوث سيدي جودة إبراهيم (رضي الله تعالى عنه) وهو الذي أشار عليه بملازمة سيدي أحمد البدوي (رضي الله تعالى عنه) بعد انتقاله، وقد ترجم له سيدي الدكتور جودة (رضي الله تعالى عنه) في كتابه النفحات الجودية في مناقب وأوراد الطريقة النقشبندية وظل لفترة طويلة يسافر من طنطا إلى منيا القمح لخطب الجمعة في مسجد سيدي جودة (رضي الله عنه)، هذا وجدير بالذكر أن سيدي جودة (رضي الله عنه) هو جد الدكتور/ جودة (رضي الله عنه) لأمه.

• فلا جرم أشرب قلبه حب الصوفية فعلى أيديهم تربى ومن معارفهم شرب وارتوى وكان شديد التعلق بسيدي أحمد البدوي (رضي الله عنه) وبالدفاع عنه ورد الشبه المثارة حوله حتى إنه كتب كتابًا علميًا حافلًا سماه حقيقة القطب النبوي السيد أحمد البدوي وكان الشيخ مواظبًا على حضور مجلس دلائل الخيرات وغيره من مجالس الذكر في مقام البدوي (رضي الله عنه) بل ظل طيلة حياته الدراسية في طنطا يمر في ذهابه وإيابه من المعهد الأحمدي إلى مقام البدوي رضي الله عنه ويسلم ويقرأ الفاتحة ويدعو الله تعالى بما شاء.

• وكان حديثه الدائم في المجالس وفي الأحاديث المسجلة والمقالات المنشورة كان على أهل الله تعالى من أعلام الصوفية ومنهجهم بل ومن عجيب الأمر أن كان عنده لكل مناسبة حديث عنهم، وكان حريصًا على زيارة آل البيت والصالحين وكانت للشيخ استراحتان في القاهرة إحداهما مجاورة للمسجد الحسيني (رضي الله تعالى عنه) والأخرى قريبة من مسجد السيدة زينب (رضي الله تعالى عنه).

• واشتهر بين أهل عصره بأنه لسان الصوفية وحامل رايتها، ورغم هذا لم يتبوأ منصبًا رسميًا في الطرق الصوفية ولا حتى مشيخة الطريقة النقشبندية التي ينتسب إليها بل كان يستهدف دائمًا القيام بالتربية الروحية للمريدين، وكان كثيرًا ما يتمثل قول سيدي إبراهيم بن أدهم (رضي الله تعالى عنه):"لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لقاتلونا عليه بالسيوف"، وله كتابه "أعلام الصوفية" ومؤلفات أخرى في التصوف، وكان يرى أن التصوف الحق هو ربانية الإسلام وهو طريق الصلاح والخلاص لهذه الأمة وكان شديد التمسك بمنهجه الحق، لا يتلون من أجل المال والشهرة والجاه، ويرفض العمل في الخارج الذي يعطله ويمنعه من أداء رسالته، وكان زاهدًا شاكرًا يقول: "نحن في بحبوحة من العيش والحمد لله تعالى الذي أغنانا من فضله".

• وكان له دائمًا تفوقه ومكانته العلمية فقد تخرج في كلية أصول الدين عام 1968م، وكان ترتيبه الأول وعين معيدًا بالكلية عام 1969م، ثم رقي إلى درجة مدرس مساعد عام 1970م، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن ثم عين مدرسًا في كلية أصول الدين بطنطا 1977م، ثم رقي إلى درجة أستاذ مساعد عام 1981م، ثم إلى درجة أستاذ عام 1985م، ثم وكيلًا عام 1986م، ثم عميدًا لها عام 1991م، ثم عين عميدًا لكلية القرآن الكريم بطنطا عام 2002م، ثم شغل منصب نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري عام 2006م، وظل يشغله حتى أحيل إلى التقاعد عام 2009م، وأخيرًا عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وله مؤلفاته التخصصية في مجال القرآن الكريم وفي السيرة النبوية.

• عاش عبدًا ربانيًا صوامًا قوامًا أواهًا كثير التلاوة للقرآن حريصًا على ورد يومي لا يفوته، وكان كثير التصدق في السر والعلن يكثر من مساعدة الطلاب الفقراء، وكان عظيم الأدب شديد الحياء وكان كذلك حليمًا وقورًا متواضعًا سليم الصدر نقي القلب رقيق المشاعر مكثرًا من الذكر والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) مواظبًا على السفر لقضاء العمرة في شهر رمضان، وكان يتوخى زيارة الإمام الحسين في كل يوم اثنين ويحكى في ذلك عن أهل الأذواق ما لا يمكن تسطيره في الأوراق.

• كان كريمًا مضيافًا لا سيما في المناسبات الدينية التي كان يفتح فيها بيته للناس كالمولد الأحمدي وقد أخذ عليه العهد علماء من الصفوة اعتقادًا فيه وتبركًا به وفي مساء الخميس 22/11/1432 الموافق 20/10/2011 فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها عن عمر يناهز سبعة وستين عامًا وشيعت جنازته في موكب مهيب عقب صلاة الجمعة من المسجد الأحمدي بطنطا ووسد جثمانه جوار ضريح والده الشيخ محمد أبي اليزيد بمقابر طنطا، وبذا حاز (رضي الله عنه) حسن المبدأ وحسن الختام وحفظه الله تعالى من فتن هذا الزمان.

• (المصدر: مجلة التصوف الإسلامي عدد ديسمبر 2011م مقال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي).


نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ



نُورُ القُرْآنِ أَضَاءَ جَبِينَا

وَأحْيَا بِالْقَلْبِ دَوْمًا يَقِينَا


وَرَقَّى بِالنَّفْسِ مَدَارِجَ صَفْوٍ

تَعَالَتْ فِي مَقَامِ الْمُحْسِنِينَا


وَزَانَهَا الْإِخْلَاصُ وَالصِّدْقُ تَاجًا

هُوَ النِّبْرَاسُ لِلْحَقِّ الْمُبِينَا


***


شَريفُ نَسَبٍ زَكَّاهُ طُهْرٌ

وَتَقْوَى تُرَى وَرَعًا وَدِينَا


أَبُوهُ الْقُطْبُ أَوْلَاهُ حُبًّا

فَكَانَ للهِ عَبْدًا مُسْتَكِينَا


بِأَخْلَاقٍ وَآدَابٍ وَشِيَمٍ

وَبُشْرَى مِنْ رَسُولِ الْعَالَمِينَا


وَزُهْدٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ وَيَسْمُو

سُمُوَّ النَّجْمِ يَهْدِي الْحَائِرِينَا


وَكَرَمٍ فَاقَ بِالْفَيْضِ غَيْثًا

سَرَى بِالْخَيْرِ فِي رَحْبِ وَادِينَا


وَعِلْمٍ فِي الشَّرِيعَةِ فِي الْتِزَامٍ

وَقُرْآنٍ عَلَا بِالْخُلُقِ دِينَا


***


لِوَصْلِ الْبَدَوِيِّ الْمَوْهُوبِ يَحْنُو

وَيُخْفِي السِّرَّ بِالْقَلْبِ دَفِينَا


يُجَاوِرُ رَوْضَهُ فَيَحُوزُ مَدَدًا

وَفَيْضًا بِعَوْنِ اللهِ تَمْكِينَا


***


هُوَ الْجُودِيُّ الْمَوْصُولُ بَدْءًا

بِسُقْيَا مِنْ مَعِينِ الْعَارِفِينَا


بِأَعْلَامِ الطَّرِيقِ جُودَة وَعِيسَى

تَرَقَّى بِالْفَتْحِ مُرْشِدًا أَمِينَا


وَعَاشَ يَهِيمُ فِي اللهِ وَجْدًا

وَشَوْقًا صَارَ لِلْقَلْبِ مَعِينَا


يُطِيلُ السَّهَرَ وَالْأَذْكَارَ لَيْلًا

عَلَى دَرْبِ التُّقَاةِ الْوَاصِلِينَا


***


أَنَارَ لِأَهْلِ اللهِ سِيَرًا

نَفَائِسَ تُبْهِجُ قَلْبًا حَزِينَا


وَوَافَى لِآلِ الْبَيْتِ سَعْيًا

وَوُدًّا فِي رِضَا الْهَادِي نَبِينَا


سُفُنِ النَّجَاةِ بِحَشْرِ هَوْلٍ

وَوَيْلٍ لِلْعُتَاةِ الظَّالِمِينَا


***


وَمَنْ أَوْفَى مِنَ اللهِ وَعْدًا

إِذَا مَا الْغَدْرُ أَبْكَى يَتِيمَا


وَأَضْحَى الْفِسْقُ فِي النَّاسِ يَعْلُو

يُحِيلُ الْمَرْءَ شَيْطَانًا لَعِينَا


***


وَوَلَّتْ عَنِ الْأَرْجَاءِ شَمْسٌ

تُشِيعُ النُّورَ وَالْإِشْرَاقَ فِينَا


وَحَلَّ بِالْوُجُودِ كَئِيبُ لَيْلٍ

وَجَهْلٍ سَرَى فِي الْوَرَى وَخِيمَا


فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ قَوْمٍ

أَضَاعُوا الْحَقَّ وَعَاثُوا مُفْسِدِينَا


***


بِشَغَفِ الْقَلْبِ وَالْأَشْوَاقِ يَمْضِي

لِرَوْضِ الْمُصْطَفَى يَجِدُ حَنِينَا


فَمَا الْإِسْعَادُ ثَرَوَاتٌ وَوَلَدٌ

نَعِيمُ الْقَلْبِ نَجْوَى الْمُخْبِتِينَا


***


رَحِيلُ الْقُطْبِ لِمَوْلَاهُ اخْتِيَارٌ

لِرَبٍّ مُنْعِمٍ يَجْزِي نَعِيمَا


وَيَرْفَعُ قَدْرَ أَقْطَابٍ وَهِمَمٍ

عَاشُوا لِلْحَقِّ دَوْمًا شَاكِرِينَا


وَكَيْفَ تَرُوقُ لِلْعَبْدِ دُنْيَا

إِذَا فَقَدَ الْفَتَى شَيْخًا مُعِينَا


وَقُبِضَ الْعِلْمُ وَالْعُلَمَاءُ وَلَّتْ

وَأَشْقَى الْخَلْقَ فَتْوَى فَاسِقِينَا


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى مَنْ بَنَى خُلُقًا وَدِينَا


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا نجمًا

تَعَالَتْ فِي سَمَاءِ الْخَالِدِينَا


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَأَبْكَى نُوَاحُ الطَّيْرِ مِسْكِينَا


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
محرم 1433 هـ
ديسمبر 2011 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 21, 2012 9:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى دهيسُ الْمُكَنَّى بِأَبِي عَمْرَةٍ

(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)




• صاحب الضريح الشهير بمدينة جرجا والذي تقصده الزوار من جميع أنحاء مصر والصعيد، له مولد رسمي خمسة عشر ليلة تقام فيه الأذكار وتلاوة القرآن الكريم وتقام فيه موائد الرحمن من أهل الخير، وهو (رضي الله تعالى عنه) من أعلام القرن السادس الهجري.

• هو القطب الأنور الأمجد، والعلم المفرد، المغربي الأصل، الذي نزل من المغرب إلى أرض الصعيد ببلدة يقال لها الدهسة بالقرب من دشروط (مركز ديروط). وكان يأكل من كد يده.

• وفي وثيقة نسبه التي وجدت في خزانة سيدي إسماعيل البياري أن سيدي دهيس المكنى أبو عمرة دفين جرجا من بني عمران، وقال المراغي: يحتمل أن يكون من ذرية سيدي موسى المكنى بأبي عمران جد الشيخ الشعراني الخامس ومن أجل أصحاب أبو مدين التلمساني شيخ المغرب، ويقال أن له أقارب بالدهسة حتى الآن، على أنه لم يعقب سوى بنت تسمى عمرة.

• وهو من أفاضل علماء الدين في القرن السادس الهجري، ومات (رضي الله تعالى عنه) ودفن ببلدة العلم، والتي تشرفتْ أن تخرَّج منها ومن تحت يد علمائها الألوف من علماء الشرع الشريف، وعاش بها وأقام الكثير من السادة الأشراف من نسل آل البيت الكرام، وما زالوا بها وهي بهم عامرة.

(شبكة الإنترنت)

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



عَلَى طُهْرٍ وَهَدْيٍ قَدْ نَشَأْتُ

كَأَنِّي مِنْ مِهَادِ الْبَدْءِ نِلْتُ


وَلَمْ أَعْرِفْ سِوَى رَبِّي وَنَهْجِي

وَشَرْعٍ لِدِينِ اللهِ صُنْتُ


***


وَغَطَّى ضِيَاءُ الْحَقِّ قَلْبِي

بِحُبٍّ فِي رَسُولِ اللهِ عِشْتُ


وَدَامَ لِآلِ الْبَيْتِ وَصْلِي

إِلَى السَّاحَاتِ بِالْمُهَجِ سَعَيْتُ


أَبِيتُ اللَّيْلَ فِي سَهَرٍ وَنَصَبٍ

إِلَهَ الْكَوْنِ فِي السَّحَرِ نَاجَيْتُ


***


جَعَلْتُ الذِّكْرَ تِرْيَاقِي وَنَشْدِي

وَوِرْدِي الَّذِي أَبَدًا تَلَوْتُ


وَدَمْعِي حَبِيسُ جفْنِي وَعَيْنِي

إِذَا عَلَا فِي الدُّجَى وَجْدِي بَكَيْتُ


***


وَلَسْتُ بِخَيْرٍ إِنْ قُلْتُ نَفْسِي

فَذَاكَ رِيَاءٌ مُمْحِقٌ جَنَيْتُ


بِرَبِّي أَبِيتُ وَأَصْحُو وَأَمْضِي

بِهِ فِي كُلِّ بَأْسٍ طَوَانِي احْتَمَيْتُ


***


كَأَنِّي غَرِيبٌ بِأَرْضٍ وَقَوْمٍ

أَحِنُّ لِأَهْلٍ لَهُمُ افْتَقَدْتُ


وَمَا يَبْلُغُ سَعْيِي بِلَادِي وَوَطَنِي

بِربِّي لِأَمَلِي تَرَانِي بَلَغْتُ


***


فَرَبِّي ضَمِينِي بِوَهْبِي وَكَسْبِي

بِمَدَدٍ مِنْهُ لِلْعُلَا ارْتَقَيْتُ


وَلَسْتُ أَبُوحُ بِسِرِّي وَنَهْلِي

مِنَ الْوِرْدِ الْمُصَفَّى الزَّكِيِّ شَرِبْتُ


***


نَعِيمِي اخْتِلَائِي وَإِخْبَاتُ نَفْسِي

وَتَرْكِي انْشِغَالٌ بِمُتَعٍ أَصَبْتُ


وَهَجْرِي صَدِيقٍ رَفِيقٍ وَحِبٍّ

لِقَاءٌ وِصَالٌ بِرَبِّي عَشِقْتُ


***


هُيَامِي يَزِيدُ إِذَا مَا نَظَرْتُ

لِكَوْنٍ فَسِيحٍ بَدِيعٍ رَأَيْتُ


صَغِيرًا أَرَانِي بِجَسَدِي وَعَقْلِي

كَبِيرًا بِعَوْنٍ مِنْهُ صِرْتُ


***


وَعَفْوِي طَرِيقِي رِضَاءً لِرَبِّي

بِغُفْرَانِي رَبِّي يَقُولُ غَفَرْتُ


سَلِيمًا أَعِيشُ بِوَجْدِي وَقَلْبِي

وَإِنْ تَصْفُو نَفْسِي عَسَايَ سَلِمْتُ


وَشُكْرِي وَحَمْدِي مَلَاذِي وَقُرْبِي

وَمِعْرَاجِي الَّذِي بِهِ وَصَلْتُ


فَالْزَمْ بِحُبٍّ وَخَوْفٍ وَطَمَعٍ

لَعَلَّكَ تَهْتِفُ بِحَشْرٍ نَجَوْتُ


***


وَصَلِّ إِلَهِي دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى سِرَاجٍ بِنُورِهِ اهْتَدَيْتُ


وَآلٍ وَصَحْبٍ صَارُوا نَهْرًا

بِوِرْدِهِ الصَّافِي الزُّلَالِ اسْتَقَيْتُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَغَنَّى طَيْرٌ لِشَدْوِهِ طَرِبْتُ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
جمادى الاولى 1433 هـ
مارس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 25, 2012 4:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى أَحْمَدُ بْنُ حَجَرِ الْعَسْقَلَانِيُّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
القائم ضريحه بمدينة ملَّوي بمحافظة المنيا



• هو شيخ الإسلام أحمد بن علي نور الدين بن حجر، الشافعي مذهبًا، العسقلاني أصلًا، المصري مولدًا، القاهري دارًا ونشأة.

• استقر أجداده في مصر التي انتقلوا إليها من عسقلان بأرض فلسطين عام 587هـ في عهد صلاح الدين الأيوبي.

• ولد ابن حجر (رضي الله تعالى عنه) في مصر عام 773هـ وكان أبوه علي نور الدين قد نشأ في كنف الثراء مما أتاح له فرصة العناية بالدرس والتحصيل، وكان مولعًا بالفقه والأدب والشعر حتى إنه ترك عدة دواوين، وكان موصوفًا بالعقل والمعرفة والديانة والإمامة ومكارم الأخلاق ومحبة الصالحين والمبالغة في تعظيمهم، وكان مُجازًا بالفتوى والقراءات السبع حافظًا لكتاب الله تعالى، رضي الله تعالى عنه.

• وانتقل الأب (رضي الله تعالى عنه) وترك ولده لم يكمل الرابعة من عمره، وفي ذلك يقول ابن حجر: "وتركني ولم أكمل أربع سنين، وأنا الآن أعقله كالذي يتخيل الشيء ولا يتحققه، وأحفظ عنه _رغم صغري_ أنه قال: كنية ولدي أحمد أبو الفضل"، ثم ما لبثت أمه أن ماتت، فأصبح ابن حجر يتيمًا لطيمًا، لم يخفف عنه ألم اليتم غير حنان وعطف أخته (ست الركب) التي كانت له كما قال "كانت أمي بعد أمي".

• وقد عني بتربيته اثنان من أبرز رجالات عصره، وذلك تحقيقًا لوصية والده، فدخل الكتاب وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين، فقد حباه الله تعالى حافظة واعية وذكاء نادرًا وسرعة بديهة.

• وسافر مع وصيه الأول إلى الحجاز، وصلى ابن حجر بالناس إمامًا في صلاة التراويح لإجادته حفظ القرآن، وكان سنه إذ ذاك اثنى عشر عامًا، وبعد موت وصيه الأول تولى الإشراف عليه وصيه الثاني الذي درس له الفقه واللغة والحساب.

• وقد عني (رضي الله تعالى عنه) عناية خاصة بدراسة الحديث، وانصرف إليه كليةً مدة عشر سنوات، حضر خلالها مجالس شيخيه البلقيني وابن الملقن (رضي الله تعالى عنهما).

• وقد شغل كثيرًا من وظائف الدولة الهامة في دولة المماليك الجراكسة، مما هيأت له السبل للوقوف على كثير من الأمور السياسية والاجتماعية التي ازدحم بها كتاباه (أنباء الغُمَر بأبناء العمر، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة).

• وقد تولى التدريس في المدرسة الشيخونية، وهي وظيفة لا يتولاها إلا كبار علماء الدولة، كما درس بالمدرسة المحمودية أفضل مدارس مصر والشام.

• وتولى كذلك منصب الإفتاء ودار العدل وقاضي قضاة الشافعية.

• وقد زادت مؤلفاته عن 150 مصنفًا، وإن أولاها بالتعظيم والتبجيل كتاب (فتح الباري في شرح صحيح البخاري).

• وقد زخرت مؤلفاته بألوان الثقافة العربية من تاريخ وفلسفة وحكمة وأدب، أما مؤلفاته في التراجم فلم تترك أحدًا تحلى بفضل أو اتصف بمكرمة إلا وضعه بين أعلامه.

• وتوفي (رضي الله تعالى عنه) عام 852هـ.

المصدر: كتاب خير الزاد للدكتور سعيد أبو الإسعاد.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



تَعَالَى اللهُ رَبٌّ ذُو جَلَالِ

لَهُ الْأَمْرُ فِي مَاضٍ وَحَالِ


لِكُلِّ امْرِئٍ كَسْبٌ وَسَعْيٌ

وَقَدَرٌ فِي الْمَشِيئَةِ وَالنَّوَالِ


***


يَتِيمٌ رَاعَهُ أَفْذَاذُ قَوْمٍ

مِنَ الْعُلَمَاءِ أَخْيَارِ الرِّجَالِ


وَأُخْتٌ لَهَا قَلْبٌ وَعَطْفٌ

حَنَانٌ لِلْأُمُومَةِ فِي مِثَالِ


***


ذَكَاءٌ عَلَا فَهْمًا وَحِفْظًا

وَشَغَفٌ لِلْعُلُومِ وَلِلْمَعَالِي


بِتَرْتِيلِ الْكِتَابِ تَسَامَى قَدْرًا

وَحَازَ النُّورَ وَبَدِيعَ الْمَقَالِ


وَأَلْبَسَهُ الْحَدِيثُ رِدَاءَ فِقْهٍ

وَأَدَبٍ فِي خُشُوعٍ فِي كَمَالِ


وَزَانَ بِالْحِلْمِ وَالْإِشْفَاقِ حُسْنًا

تَرَاءَى لِلْخَلَائِقِ فِي جَمَالِ


***


وَنَالَ السَّبْقَ فِي التَّدْرِيسِ فَوْزًا

تَعَالَى صَرْحًا لِخَيْرِ الْأَجْيَالِ


كَأَنَّهُ فِي سَمَاءِ الْكَوْنِ بَدْرًا

تَبَدَّى بِالضِّيَاءِ فِي الْمَجَالِ


أَشَاعَ النُّورَ فِي وَادٍ وَسَهْلٍ

فَأَهْدَى مَنْ تَحَيَّرَ فِي ارْتِحَالِ


***


بِنَهْجِ الصِّدْقِ وَالْخَيْرِ يَمْضِي

مُضِيَّ النَّجْمِ فِي حَلكِ اللَّيَالِي


وَيُخْفِضُ لِلْجَنَاحِ بِطِيبِ نَفْسٍ

وَيَدْعُو لِلشَّرِيعَةِ فِي اعْتِدَالِ


يَعِيشُ الزُّهْدَ فِي وَرَعٍ وَطَبْعٍ

وَقَطْعٍ لِلرَّغَائِبِ وَالْآمَالِ


وَيُجْرِي الْكَرَمَ فِي الْأَنْحَاءِ نَهرًا

وَفَيْضًا فِي شِفَاءٍ وَزُلَالِ


***


لِآلَامِ الْفَقِيرِ تَرَاهُ يَبْكِي

وَيَسْتُرُ عَنْ ظَلُومٍ ذِي جَهَالِ


وَيَحْمَدُ شَاكِرًا لِعَظِيمِ فَضْلٍ

وَنِعَمٍ فِي مُكُوثٍ وَارْتِحَالِ


***


يُوَالِي بِالصَّلَاةِ بِكُلِّ حُبٍّ

عَلَى مَنْ بِهِ نَيْلُ الْآمَالِ


وَيَسْعَى مُوَاظِبًا لِدِيَارِ آلٍ

لَهُمْ حُسْنُ الْمَوَدَّةِ فِي وِصَالِ


***


مَنَاصِبُ قَدْ تَوَلَّاهَا لِنَفْعٍ

يَعُمُّ الْخَلْقَ أَبَدًا فِي هِطَالِ


لَنَا يُهْدِي تَصَانِيفَ أَبَانَتْ

عُلُومَ الشَّرْعِ مِعْرَاجِ الْمَعَالِي


***


بِحُكْمِ اللهِ فِي الْأَقْدَارِ يَرْضَى

وَيَطْلُبُ آمِلًا حُسْنَ الْمَآلِ


فَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ وَزَهْوٍ

بِدُنْيَا فِي انْقِضَاءٍ وَزَوَالِ


نَجَاةُ الْمَرْءِ فِي بَذْلٍ وَصِدْقٍ

وَإِخْلَاصِ الْمَقَاصِدِ وَالْفِعَالِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى الْمَوْصُوفِ بِكَمَالِ الْخِصَالِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا دَوْمًا

نُجُومَ الْهَدْيِ تَسْطَعُ فِي اللَّيَالِي


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ

وَهَطَلَ غَيْثٌ بِسَفْحِ الْجِبَالِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الأول 1433 هـ
فبراير 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 28, 2012 1:07 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْحَسِيبُ النَّسِيبُ السَّيِّدُ الْحَسَنُ الْمِيرْغَنِيُّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



لا تُذكر كسلا إلا ويذكر (راجل كسلا – سيد الجبل) سيادة السيد الحسن أبوجلابية. وهو السيد محمد الحسن بن السيد محمد عثمان المكي الميرغني (الختم) الممتد نسبه الشريف إلى سيدنا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

أمه رقية بنت الشيخ جلاب. وهي بنت أخت الفقيه الحافظ/ محمود بادي خليفة الميرغني بالأبيض. وقد وضعت رقية ابنها السيد الحسن في 12 جماد الثاني عام 1235هـ الموافق 28 مارس 1819م بعد أن غادر والده الختم بارا وبلغه نبأ ولادته وهو في شـندي. وعند بلوغ السيد الحسن الثالثة من عمره أي في عام 1238هـ أخذته والدته وخاله الحاج ادريس جلاب إلى مكة المكرمة بطريق دنقلا فوصلا إلى مكة المكرمة حيث وجدا هناك الشريف أحمد بن إدريس و أقاما في ضيافته عدة شهور وذلك لغياب والده الأستاذ الختم بمصوع .. ثم توجهوا إلى مصوع للحاق بالأستاذ الختم فأقاموا معه عدة شهور. ومن ثم رجع السيد الحسن مع خاله ووالدته إلى بارا حيث فمكث فيها إلى أن بلغ الرابعة عشر من عمره. بعدها توجه به خاله ووالدته إلى مكة المكرمة عن طريق سواكن و مكث مع والده الأستاذ الختم ورجع خاله إلى بارا.

نشأ السيد الحسن وترعرع في مكة المكرمة، و تلقى العلم تحت إشراف والده وتفقه في العلوم الشرعية. درس بمسجد السيد عبدالله بن العباس ثم انتقل إلى مكة المكرمة ومنها إلى المدينة المنورة ثم رجع إلى مكة المكرمة على أثر توجيهات والده ومنها عاد إلى السودان عن طريق سواكن مع والده ومكثا في سواكن ثلاث أشهر وبعدها توجه السيد الحسن إلى كسلا، فخرج معه والده الختم إلى سنكات. واصل السيد الحسن رحلته إلى كسلا، ورجع الأستاذ الختم من سنكات إلى سواكن ومكث بها ثلاثة أشهر ومنها إلى مكة المكرمة.

وصل السيد الحسن إلى كسلا، وعمل على نشر طريقة والده (الختمية) واتخذ من كسلا عاصمة له واستقر في قرية السنية والتي أنشأها والده (قرية الختمية فيما بعد) تزوج السيد الحسن من فاطمة بنت العجب بن الأمين بن طه بن الشيخ خوجلي وأمها بنت المنى بنت نور الدين بن الأمين بن الشيخ خوجلي. فولدت له محمد عثمان الأقرب وإبراهيم وأحمد الذي توفي في الثلاثين من عمره ودفن بجوار والده في الختمية بكسلا. كما تزوج بنت النصيح وأنجب منها عدة بنات. ومن بنات السيد الحسن نفيسة التي تزوجها عبدالله المحجوب بن محمد سر الختم (وأنجب منها ولد وبنتًا) وفاطمة التي تزوجها بن عمها السيد بكري بن جعفر وانجب منها بنت.

كانت شخصية السيد الحسن الميرغنى ذات أثر بالغ في المنطقة، وكانت تشغل حيزًا واسعاً في حياة الناس الدينية والاجتماعية إذ ذاك. فقد كان السيد يعتبر في عهده فريد عصره الذي لم يكن له ند يماثله، ليس في كسلا وشرق السودان فحسب، بل في كافة أنحاء السودان وإرتريا وشمال الحبشة. وكانت نفوس مريديه تهفو إليه بالمحبة الصادقة وترتبط به قلوبهم ؛ هذا بجانب قوة تأثيره على كل المجتمع، إذ لم يكن أحد من العامة أو الخاصة يبرم في أمر مهم من أموره الدينية أو الدنيوية إلا بمشورته ومباركته، فحتى رجال الدولة لَمْ يكونوا يستغنون عن نصحه ومساعدته ؛ وقد رأينا مثلاً لذلك في أحداث ثورة الجند ـ المعروفة بثورة الجهادية السود، إذ كان تدخله هو العامل الرئيسي في سلامة آلاف الأنفس من فناء محقق.

عمل السيد الحسن على نشر طريقة والده (الختم) فقام بالإرشاد بين القبائل المختلفة في مناطق شرق السودان المعروف في ذلك الوقت والتي كانت تبدأ حدودها من مصوع وجميع مناطق إرتريا الحالية بالإضافة إلى مناطق شرق السودان المعروف حاليا.

وقد انتعشت في عهد السيد الحسن المؤسسات الدينية في المنطقة والمديرية انتعاشًا لم يسبق له مثيل؛ فبالإضافة إلى حلقات الذكر التي كانت تقام في الأحياء صباحَ مساءَ، فإنَّ دراسة القرآن قد نشطت في كثير من الخلاوي بتشجيعه المستمر؛ وعلى سبيل المثال عمرت الخلاوى والمساجد على طول المنطقة وعرضها فكانت خلاوى آل شـكور وآل الصافي الحلنقيين في كسلا وخلوة (إمسـقد ابرى) وروافدها بالملهيتكناب وخلوة الخليفة حاج حمد ورافدها في ألقدين ، وخلوة الخليفة محمد مدني في عاد فقه (آل فقيه)، وخلاوى سبدرات العديدة، وخلوة الخليفة رحمه التي تولاها بعدة ابنه الخليفة محمد دين بالحاجز، وخلوة الخليفة القرشي بحلة القرشي وخلوة الخليفة طه النور في ريره، وخلاوي الخليفة ود العماس في قريب والربع، وخلوة الخليفة العقلى بالكردايس وخلاوي الشاوراب والأشراف والركابية بمنطقة القضارف وخلاوى الأشراف بخور بركة.
كما نشطت في نفس الوقت خلاوي الحَاشِيَابْ القادرية بقوز رجب وكذلك القادرية من الهدندوة والسَمَرَايْدِوَابْ والبِشَرْ الذين كان لهم نشاط ملحوظ في الشؤون الدينية بالمكهيت. وكذلك كان لمدارس الفقه للسادة المجاذيب نشاط وافر في ذلك العهد بالقضارف؛ وأيضا نشطت مدارس الفقه لآل أشبو الشيخاب والحلنقة بكسلا.

صلاة السيد الحسن ببيوت الدين الأخرى:

عُرف السيد الحسن بقوة صلاته ببيوت الدين المختلفة وكان شغوفا بالتجوال وزيارة الأضرحة ومقامات الصالحين في كافة أنحاء السودان. لذلك فإنه كان يتمتع بمحبة وتقدير الجميع؛ بل لم يحدث قط أن اتفقت وأجمعت بيوت الدين في السودان وإرتريا على إجلال ومحبة رجل دين بمثل ما أجمعت واتفقت به على السيد الحسن؛ فقد كان السادة العركيون والطيبيّون والسمانية والمجاذيب والبادراب والصادقات واليعقوباب والمدنيون والسُّنِّيون وآل كباشي، وغيرهم من أهل الطرق الصوفية وبيوت العلم، كانوا كلهم يبادلون السيد الحسن المحبة والإكرام والإجلال. وقد كتب الإمام محمد أحمد المهدي ـ فيما بعد إلي السيد محمد عثمان بن السيد الحسن يحثه على تأييد المهدية في بداية أمره، فقال في أحد خطاباته: "إن والدكم ذا الكشف الصادق، السيد الحسن، قد أشار الينا مراراً وتكراراً بالمكان والزمان، مما تحقق".

وفاته:

توفى السيد الحسن الميرغني في صبيحة يوم 18 شعبان سنة 1286هـ الموافق 23 نوفمبر 1869م في ضاحية سبدرات بعد سنوات حافلة بالمجاهدة في نشر تعاليم الإسلام. وحمل جثمانه إلى كسلا حيث دفن هناك وافتقد الناس بفقده موجهًا رائدًا. وعاشت مدينة كسلا لأكثر من عام في مأتم كبير تستقبل وفود المعزين التي كانت تتوافد إليها من كل حدب وصوب.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



عَلَا بِأُفْقِ النِّيلِ كَوْكَبُ

نُورُ الضِّيَاءِ أَنَّى يَغْرُبُ


قُطْبٌ تَبَدَّى حَسِيبًا مُنَسَّبًا

الْجِدُّ شَرَفٌ يَعْلُوهُ وَالْأَبُ


***


نُبُوغٌ تَجَلَّى فِي صِبَاهُ ظَاهِرٌ

مِنْ فَيْضِ بَحْرٍ لِلشَّرْعِ يَشْرَبُ


سُقْيَاهُ حُبٌّ لِلْإِلَهِ غَامِرٌ

وَحَنِينُ شَوْقٍ لِلرَّسُولِ تَحَبُّبُ


وَالْآلِ مِشْكَاةِ الْجَمَالِ وَالنَّدَى

لِلرُّشْدِ تَهْدِي مَنْ يَتَنَكَّبُ


وَتُبِينُ سُبُلًا لِلصَّلَاحِ وَلِلتُّقَى

بِعَظِيمِ نَهْجٍ لِلْإِلَهِ يُطْلَبُ


***


لَا خَيْرَ فِي جَاهٍ وَوَلَدٍ وَغِنَى

إِنْ حَلَّ مَرَضٌ بِالْقَلْبِ يَسْلبُ


سُوءُ الرِّفَاقِ وَمَتاعُ الْفَنَا

عُمرٌ يَضِيعُ بِدَهْرٍ قُلَّبُ


وَالزَّيْغُ يَطْوِي الذِّكْرَ وَالْجَوَى

يُرْدِي بِنَفْسٍ تميلُ وَتُحْجَبُ


الْفَطِنُ مَنْ عَاشَ للهِ عَابدًا

فِي الْفِتَنِ يَخْلُو وَفِي الضَّلَالةِ يَهْرَبُ


أَهلُ النَّجَابَةِ فِي سَمَاحٍ وَرِضَا

وَالسُّوءُ يَلْحَقُ بِنُفُوسٍ تَغْضَبُ


***


بِشِعَابِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَدْ قَضَى

سَنَوَاتِ عُمْرٍ فِي رِحَابٍ تُرْغَبُ


الْفِقْهَ حَازَ وَالْعِلْمَ وَاعْتَلَى

مَقَامَ رُشْدٍ لِلنُّفُوسِ يُطَـبِّبُ


***


وَالْعَوْدُ لِلسُّودَانِ بَاتَ مُرَادُهُ

فِي رَحْبِ كسلَا الْجَمْع يُرَحِّبُ


إرْتريا وَالْحَبَشَةِ كَانَا امْتِدَادُهُ

يَدْعُو بِفَيْضٍ مُرْسَلٍ لَا يَنْضَبُ


***


خَضَعَ الْوُلَاةُ لِرَأْيِهِ وَلِنُصْحِهِ

رُشْدُ الزَّعَامَةِ وَالرِّيَادَةِ يُوهَبُ


***


نَشَرَ الْخَلَاوَى وَالْمَقَارِئَ وَارْتَوَى

بِدُمُوعِ قَلْبٍ فِي الْمَسَاجِدِ يُسْكَبُ


كَرَمٌ وَزُهْدٌ فِيهِ جُمِعَا

قَلْبٌ سَلِيمٌ فِي نَقَا لا يُحْجَبُ


***


يَلْقَى الْإِلَهَ عَابِدًا مُتَنَسِّكًا

فَيْضُ الْكَرِيمِ وَمَدَدُهُ لَا يُسْلَبُ


عَاشَ مَنَارًا لِلْأَنَامِ وَلَمْ يَزَلْ

فِي ساحةِ الْمَجْدِ يُرَى كَوْكَبُ


لِمَدَارِجِ الْحَقِّ يَصْعَدُ وَاثِقًا

سَبْقُ الرِّهَانِ لِلتُّقَاةِ مَرَاتِبُ


***


الْغَيْثُ إِنْ حَلَّ عَمَّ خَيْرُهُ

يُجْرِي رَخَاءً وَنَمَاءً يُصْحَبُ


اللهُ يَرْفَعُ مَنْ يَشَاءُ تَفَضُّلًا

مَا كَانَ كَسْبُ الْعَامِلِينَ لِيَذْهَبُ


الْفَوْزُ عَفْوٌ فِي الْقِيَامَةِ وَاللِّقَا

فِي مَوْقِفٍ فِيهِ الْمَوَازِنُ تُنْصَبُ


النَّاسُ هَلْكَى فِي نَعِيمٍ زَائِلٍ

وَالزُّهْدُ مِعْرَاجُ الْخُلُودِ وَمَرْكَبُ


***


يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى شَمْسِ الْهُدَى

وَشَفِيعِ خَلْقٍ فِي الْحَشْرِ يُنْدَبُ


وَالْآلِ وَالصَّحْبِ أَطْهَارِ الْوَرَى

فِي كُلِّ قُطْرٍ فِي الْوُجُودِ تُرْقَبُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ ضُحَى

وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِالرَّوْضِ يُطْرِبُ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الثاني 1433 هـ
مارس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 01, 2012 4:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الشَّيْخُ مُحَمَّدُ الْأَحْمَدِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمِ الظَّوَاهِرِيّ



المولد والنشأة

في قرية "كفر الظواهري" التابعة لمحافظة الشرقية وُلد "محمد الأحمدي بن إبراهيم الظواهري" سنة (1295هـ الموافق 1878م)، وكان أبوه من خيرة علماء الأزهر، فعُنِيَ بتعليم ابنه، وتعهده بنفسه، وفي الوقت نفسه كان يتردد على حلقات العلم بالجامع الأزهر، ولم يكن يلتزم بدراسة كتاب محدد، أو يتقيد بحضور درس شيخ معين، باستثناء حلقات محمد عبده.

وعندما اطمأن الشيخ إلى ما حصّل، وأنه قادر على الوقوف أمام لجنة الامتحان قرر التقدم للامتحان وكان الامتحان شاقًا، لا يجتازه إلا من بذل غاية جهده في القراءة والبحث ومعرفة دقائق العلم- وتتألف لجنة الممتحنين عادة من كبار علماء الأزهر، وهي تمطر الطالب بأسئلة تكشف عن حقيقة ما حصّل، وتنتقل من علم إلى آخر، وعلى الطالب النابغة أن يجيب على ذلك.
في معهد طنطا الديني

ما كاد الشيخ الأحمدي ينال العالمية من الدرجة الأولى حتى رشحته مواهبه للتدريس بالقسم العالي بمعهد طنطا، وانتدبه شيخ الأزهر لهذه المهمة على الرغم من حداثة سنه، وجلال المعهد الذي كان يُعد أقدم المعاهد الأزهرية بالأقاليم، ويلي الأزهر في المكانة والمنزلة، ويمنح شهادة العالمية لطلبته مثل الأزهر.

وكان المعلم الشاب موهوبًا، فلفت الأنظار إليه، واتسعت حلقته العلمية، وأقبل الطلاب عليه لغزارة علمه، وجمال عرضه، وقدرته على الإقناع والإفهام، وألّف في هذه الفترة كتابًا بعنوان "العلم والعلماء" دعا فيه إلى الإصلاح، وانتقد طريقة التدريس بالأزهر، وكان ينحو في دعوته منحى شيخه محمد عبده، وأثار الكتاب ضجة كبيرة، وأصدر الشيخ الشربيني شيخ الجامع الأزهر أمرًا بإحراق الكتاب.

وفي (رجب 1325هـ الموافق أغسطس 1907م) توفي إبراهيم الظواهري والد الأحمدي، وكان يشغل مشيخة معهد طنطا، التي تلي من الناحية الرسمية مشيخة الأزهر، وسمت نفس الأحمدي إلى أن يخلف والده في هذا المنصب، وأيده أعيان طنطا وكبراؤها، فكاتبوا الخديوي عباس حلمي يرجونه تنفيذ هذه الرغبة، لكن صغر سن الشيخ الذي لم يتجاوز الثلاثين وقف حائلاً دون تحقيق هذا الأمل.

ولما خلا مكان شيخ معهد طنطا شغله الظواهري على الرغم من معارضة كثيرين من شيوخ الأزهر في (صفر 1332هـ الموافق يناير 1914م)، وفي عهده افتتح المبنى الجديد للمعهد، وحضر الخديوي حفل الافتتاح، وحاول الشيخ أن يجري إصلاحات عديدة في المناهج الدراسية ووسائل التدريس، لكنه كان مقيدًا بالحصول على موافقة المجلس الأعلى للأزهر...

الدفاع عن الأزهر

تجددت الدعوة إلى إصلاح الأزهر والنهوض به في عام (1344هـ الموافق 1925م)، وكان من بين الصيحات دعوة غريبة إلى جعل الأزهر تابعًا لوزارة المعارف وتكون لها السيطرة عليه، على أن يبقى لشيخه مظهره الديني ووضعه اللائق في الرسميات، وكان رأيًا خطيرًا هدامًا، يبغي إلغاء الأزهر وهدم مكانته التاريخية ومنزلته في العالم الإسلامي.

وكان للشيخ الظواهري موقف كريم؛ حيث ثار على هذا الرأي، ورأى فيه خطرًا داهمًا على الأزهر، فصدع برأيه قائلاً: كيف نقر ضم الأزهر للمعارف.. في الوقت الذي ننادي فيه باستقلال الجامعة المصرية وبعدها عن نفوذ المعارف، اللهم إلا إذا كان وراء هذا الضم غرض خاف هو القضاء على الأزهر ونفوذ الأزهر، وبالتالي على النفوذ الديني في البلاد.؟!

ميلاد الجامعة الأزهرية

تولى الشيخ الأحمدي الظواهري مشيخة الجامع الأزهر في (7 من جمادى الأولى 1348هـ الموافق 10 من أكتوبر 1929م) وتعلقت الآمال بالشيخ الجديد، الذي سبق وأعلن عن منهجه الإصلاحي من قديم في كتابه "العلم والعلماء"، وكان الإمام عند حسن الظن، فخطا خطوة موفقة في مجال إصلاح الأزهر، ولعلها أبرز هذه الخطوات لما ترتب عليها من نتائج، كان أبرزها ظهور الكليات الأزهرية التي صارت نواة الجامعة الأزهرية.

وتضمن قانون إصلاح الأزهر الذي صدر في عهده سنة (1349هـ الموافق 1930م) جعل الدراسة بالأزهر أربع سنوات للمرحلة الابتدائية، وخمس سنوات للمرحلة الثانوية، وألغى القسم العالي واستبدل به ثلاث كليات هي: (كلية أصول الدين - كلية الشريعة - كلية اللغة العربية) ومدة الدراسة بها أربع سنوات، يمنح الطالب بعدها شهادة العالمية.

وأنشأ القانون نظامًا للتخصص بعد مرحلة الدراسة بالكليات الثلاثة، على نوعين:

* تخصص في المهنة، ومدته عامان، ويشمل تخصص التدريس ويتبع كلية اللغة العربية، وتخصص للقضاء ويتبع كلية الشريعة، وتخصص الوعظ والإرشاد ويتبع كلية أصول الدين، ويمنح المتخرج شهادة العالمية مع إجازة التدريس أو القضاء أو الدعوة والإرشاد.

* وتخصص في المادة ومدته خمس سنوات، يتخصص الطالب في أي فرع من الفروع الآتية: الفقه والأصول، والتفسير والحديث، والتوحيد والمنطق، والتاريخ، والبلاغة والأدب، والنحو والصرف، ويمنح المتخرج في تخصص المادة شهادة العالمية من درجة أستاذ.

ونقل هذا القانون الطلاب من الدراسة بالمساجد إلى مبان متخصصة للتعليم، وتحول بنظام الحلقات الدراسية التي كانت تعقد بالأزهر إلى نظام الفصول والمحاضرات، وأصبحت كل كلية مسئولة عن التعليم، وتتولى الإشراف على البحوث التي تتصل بعلومها، وأطلق على القسمين الابتدائي والثانوي اسم "المعاهد الدينية"، وكان هذا القانون خطوة حاسمة في سبيل القضاء على نظام الدراسة القديمة، وبداية ميلاد جامعة الأزهر.

مجلة الأزهر

ولم يكن إصلاح الإمام مقصورًا على تنظيم الكليات وتعديل المناهج العلمية، بل كانت له أياد بيضاء، فسعى إلى إصدار مجلة ثقافية تتحدث باسم الأزهر، أطلق عليها في أول الأمر "نور الإسلام" ثم تغير اسمها إلى مجلة الأزهر، وصدرت في (غرة المحرم 1349هـ الموافق 29 من مايو 1930م)، وأسند رئاسة تحريرها إلى الشيخ "محمد الخضر حسين"، الذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد.

ومن مآثره أنه أوفد بعثات من العلماء للدعوة إلى الإسلام ونشر مبادئه في الخارج، فبعث بوفد إلى الصين والحبشة لهذا الغرض.

استقالته من المشيخة

لم يستطع الإمام أن يحقق كل ما يطمح إليه من وجوه الإصلاح التي دعا إليها في كتابه "العلم والعلماء" لاعتبارات سياسية، فاشتدت معارضة العلماء والطلاب له، وجابهوه بالعداء، وزاد من أوارها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تمر بها البلاد، ولم يجد خريجو الأزهر عملاً لائقًا، وعمل بعضهم دون أجر حتى يحفظ لنفسه حق التعيين حينما تواتيه الظروف...

وزاد الأمور سوءًا أن السلطات طلبت من الظواهري فصل مائتين من العلماء في ظل هذه الظروف، فاستجاب لهم وفصل بعضهم، وبلغت الأزمة مداها بفصل عدد من طلاب الأزهر الغاضبين من سياسته والثائرين عليه، فلم يراعوا حرمة الشيخ وجلال منصبه، فجابهوه بالعداء السافر، وكانت التيارات الحزبية وراء اشتعال الموقف، ولم يستطع الشيخ أن يعمل في ظل هذه الظروف العدائية، فقدم استقالته في (23 من المحرم 1354هـ الموافق 26 من إبريل 1935م).

مكانة الشيخ

كان الظواهري من تلاميذ الإمام محمد عبده، وممن ينتهج نهجه في التعليم، وكان له أثر في أكثر ما استحدث في الأزهر من منشآت وما تم فيه من إصلاح، وكان صُلبًا فيما يعتقد أنه الحق، حريصًا على إقرار النظام وسيادة القانون، يرى بأن الهدوء والسكينة والنظام سبيل الأزهر إلى التقدم، وجمع إلى شدته تواضعًا وزهدًا في الدنيا، ناداه أحد العلماء بلقب الإمام الأكبر...

فقال له: ما أنا إلا واحد من المشايخ، وما أنا إلا عبد الله محمد الظواهري، ولست أعتقد أن في مركزي هذا أكبر شيخ في الأزهر، بل أعتقد أن الأكبر هو من كان عند الله أكرم، مصداقًا لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، ولست أعد نفسي إلا خادمًا للأزهر وأبنائه، لا رئيسًا له كبيرًا عليه.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



هِيَ الْأَيَّامُ تَمْضِي وَاللَّيَالِي

وَيَبْقَى الْعُمْرُ رَهْنًا بِالْآجَالِ


رِجَالُ اللهِ فِي الْأَكْوَانِ شَمْسٌ

تُشِيعُ النُّورَ هَدْيًا فِي الْمَجَالِ


لَهُمْ بَرَكَاتٌ مَا حَلُّوا وَرَحَلُوا

كَغَيْثٍ هَطَلَ فِي سَفْحِ الْجِبَالِ


فَأَحْيَا الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتٍ

وَعَمَّ الْخَيْرُ بِنَمَاءِ النَّوَالِ


***


رَعَانِي الْأَبُ تَعْلِيمًا وَأَدَبًا

وَإِحْسَانًا فِي الْفِعَالِ وَفِي الْخِصَالِ


وَحِفْظًا لِلِّسَانِ مِنَ التَّرَدِّي

وَبَذْلَ النُّصْحِ رُشْدًا فِي الْمَقَالِ


وَتَحْصِيلًا وَجهْدًا لَا يُبَارَى

وَمَرْقًى لِلْعُلُومِ عَلَى التَّوَالِي


***


كَرَامَاتٌ مَشَاهِدُهَا تَجَلَّتْ

بِفَضْلِ اللهِ نَيْلًا لِلْمَعَالِي


وَأَمْسَى الزُّهْدُ إِيمَانًا وَنَهْجًا

بِدُنْيَا فِي حِطَامٍ لِلزَّوَالِ


بِوَهْبٍ مِنْ عَطَاءِ اللهِ يَقْنَعُ

وَيَرْضَى شَاكِرًا رَبَّ الْجَلَالِ


وَيُخْلِصُ فِي النَّوَايَا بِطِيبِ قَلْبٍ

وَيَسْعَى رَاغِبًا طُعَمَ الْحَلَالِ


***


وَيَرْقَى بِالْمَدَارِجِ حَيْثُ يَرْقَى

شَغُوفًا بِالرِّيَاضِ وَبِالْجَمَالِ


يَحِنُّ لِلْبَلَابِلِ حِينَ تَشْدُو

وَتَهْتِفُ بِالْمَحَبَّةِ فِي ابْتِهَالِ


***


كَفِيلٌ لِلْيَتِيمِ بِكُلِّ عَطْفٍ

رَؤُوفٌ باِلْفَقِيرِ وَذِي عِيَالِ


***


نُبُوغٌ زَانَهُ عَقْلٌ وَفِكْرٌ

يطوقُ لِلْحَدِيدِ ويَعْلُو بِالْمَجَالِ


وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَقِّ دَوْمًا

لِإِنْجَازٍ يُحَقِّقُ أَمَلَ الْأَجْيَالِ


وَيَرْفُضُ تَقْلِيدًا مَعِيبًا يُؤَدِّي

إِلَى الْإِخْفَاقِ فِي آتٍ وَحَالِ


***


تَعَالَى صِيتُهُ شَيْخًا لِأَزْهَرٍ

بِجَامِعَةٍ بِهَا خَيْرُ الْمَآلِ


وَمَنْ يُخْلِصْ إِلَى اللهِ وَيَصْدُقْ

يَحُزِ الْفَضْلَ حِكَمًا فِي اكْتِمَالِ


وَيَأْنَسْ فِي الْوُجُودِ بِذِكْرِ رَبٍّ

تَكَرَّمَ بِالْمَحَبَّةِ وَالْوِصَالِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى مَنْ بِهِ فَوْزُ الْمَعَالِي


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا نُجُمًا

تُشِيعُ الْهَدْيَ نُورًا فِي اللَّيَالِي


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِأُفُقِ الْمَجَالِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الثاني 1433 هـ
مارس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 01, 2012 4:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ مُحَمَّد عِلِيش الْكَبِيرُ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)




أسرة الشيخ عليش مغربية، وأشهر رجالها فضيلة الشيخ محمد عليش الكبير، ولد 1218هجرية، درس بالازهر الشريف، ثم جلس للتدريس به 1245هجرية، وقد تقلد مشيخة السادة المالكية والإفتاء بالديار المصرية سنة 1270هجرية.

وكان لا تأخذه فى الله لومة لائم؛ فقد أفتى بمروق الخديو توفيق من الدين كمروق السهم من الرمية لخيانته دينه ووطنه حينما استعان بالإنجليز ضد شعبه، وتلا الشيخ محمد عبده هذه الفتوى فى الجمعية العمومية فى 22 يولية سنة 1882 ميلادية بسببهازج به وبولده الشيخ عبد الرحمن فى السجن، وحكم عليهما بالإعدام، وقد مات الأب فى السجن فى 1299 هجرية، أما الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمد عليش خفف الحكم إلى النفي، وللأسف بسبب وشاية أمير مسلم بأنه يتطلع إلى إقامة الخلافة الإسلامية، فوضع فى السجن الانفرادى لمدة سنتين ثم أخرج منه ونفى الى جزيرة رودس. وبعدها أقام فى دمشق والتقى بالأمير عبد القادر الجزائري، ولما مات الأمير كفنه الشيخ، وصلى عليه ودفنه فى الصالحية بجوار مقبرة ابن عربي. وبعد ما أصدرت الملكة فكتوريا عنه بالعفو عاد إلى القاهرة، وأخذ نوره ينبعث من القاهرة إلى جميع العالم الإسلامي.

كان الشيخ عليش الكبير مؤسس فرع من الطريقة الشاذلية، وكان فى الوقت نفسه شيخ المذهب المالكى بالازهر. وأسس الشيخ عبد الرحمن الجمعية الأكبرية لدراسة ونشر تراث ابن عربي. وكان الشيخ عبدالرحمن عليش مالكيًا محافظًا، وتصوفه لا يخرج عن التعاليم الإسلامية. والله الموفق.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



وَلِيُّ اللهِ بَطَلٌ فِي جِهَادِ

وَبَحْرٌ لِلْفُتُوَّةِ رَافِعٌ لِلْعِمَادِ


لَهُ فِي الْحَقِّ صَوَلَاتٌ وَجَوْلٌ

وَسَعْيٌ فِي الدِّفَاعِ عَنِ الْعِبَادِ


***


يُبِينُ الشَّرْعَ لِسُلْطَانٍ تَمَادَى

وَأَمْعَنَ فِي التَّجَبُّرِ وَالْعِنَادِ


وَمَا يَخْشَى فِي اللهِ لَوْمًا

إِذَا مَا الظُّلْمُ خَيَّمَ بِالْبِلَادِ


وَزَادَ الْخَطْبُ فِي الْأَرْجَاءِ شَرًّا

تَبَدَّى فِي الْمَسَاوِئِ وَالْفَسَادِ


***


لِدِينِ اللهِ بِالتَّدْرِيسِ أَوْفَى

مَنَاهِلَ لِلْعُلُومِ لِكُلِّ غَادِ


نُبُوغٌ زَانَهُ فِي الْخَلْقِ عِلْمٌ

وَنُورٌ كَالضِّيَاءِ بِلَيْلِ وَادِي


***


عَلَا بِالْأَزْهَرِ الْمَرْشُودِ صَرْحًا

لِجِيلٍ شَادَهُ رَكْبُ السَّدَادِ


وَأَضْحَى الدِّينُ لِلْمَعْبُودِ عَهْدًا

لِطُلَّابٍ تَبْتَغِي زَادَ الْمَعَادِ


وَلَا خَيْرَ فِي فِقْهٍ وَرُشْدٍ

مِنَ الْقَلْبِ الْمُكَدَّرِ بِالسَّوَادِ


***


بِدُنْيَا النَّاسِ كَمْ تَشْقَى قُلُوبٌ

تَهَاوَتْ فِي الْمَفَاتِنِ فِي اعْتِيَادِ


وَرَكَنَتْ إِلَى جَاهٍ وَمَالٍ

وَأَمَلٍ ضَاعَ بِطَوِيلِ الرُّقَادِ


وَيَفْنَى الزَّبَدُ بِالْأَدْرَانِ يَذْهَبُ

وَيَبْقَى النَّفْعُ أَبَدًا فِي ازْدِيَادِ


***


وَخَيْرُ النَّاسِ مَنْ جَادَ وَأَعْطَى

وَأَعْلَى الصِّدْقَ نُصْحًا فِي رَشَادِ


وَبَاعَ الدُّنْيَا بِأُخْرَاهُ لِيَسْعَدَ

بِخُلْدٍ فِي نَعِيمِ اللهِ زَادِ


وَلَيْسَ النَّيْلُ جَنَّاتِ عَدْنٍ

وَلَكِنْ فِي رِضَا رَبٍّ مُرَادِ


***


وَيُفْزِعُهُ مِنَ الْحَاكِمِ غَدْرًا

بِهِ التَّمْكِينُ لِقُوَّاتِ الْأَعَادِي


فَيُفْتِي بِرَدِّ الْمَارِقِ جَهْرًا

وَيَدْخُلُ السِّجْنَ ظُلْمًا فِي انْفِرَادِ


لِيَلْقَى اللهَ مَحْبُوبًا وَحِبًّا

يَتُوقُ لِلْوِصَالِ وَلِلْوِدَادِ


وَيَسْعَى هَائِمًا بِالشَّوْقِ صَبًّا

لِمَنْ حَازَ الشَّفَاعَةَ بِالْمِيعَادِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى مَنْ بِهِ هَدْيُ الْعِبَادِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا جُنْدًا

لِدِينِ اللهِ فِي سَهْلٍ وَوَادِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَسَبَّحَ طَيْرٌ بِحَمْدِ الْهَادِي


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الأول 1433 هـ
فبراير 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 02, 2012 5:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْإِمَامُ الْقُشَيْرِيُّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة أبو القاسم القشيري، إمام الصوفية، وصاحب الرسالة القشيرية في علم التصوف، ومن كبار العلماء في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر، (376 هـ - 465 هـ)، الملقب بـ "زين الإسلام".

• مولده ونشأته

ولد القشيري بقرية تدعى "إستو" من قرى "نيسابور" في ربيع الأول من سنة 346 هـ. توفي أبوه و هو طفل صغير و بقي في كنف أمه إلى أن تعلم الأدب، والعربية، ثم رحل بعد ذلك من "إستوا" إلى نيسابور قاصدا تعلم ما يكفيه من طرق الحساب لحماية أهل قريته من ظلم عمال الخراج. فكانت هذه الرحلة تعبر في جوهرها عن أهم حلقات الآثار النفسية التي ترسبت في شخصية القشيري، و التي اتضحت فيما بعد في مواقفه أمام السلطة الزمنية.

• رحلته العلمية

و أثناء هذه الرحلة حضر حلقة الإمام الصوفي الشهير بأبي علي الدقاق (توفي 406 هـ) و كان لسان عصره في التصوف، و علوم الشريعة، فقبل القشيري في حلقته بشرط أن يكتسب الشريعة، و يتقن علومها. و هذا ما يفسر دعوة القشيري في مشروعه الإصلاحي إلى الملازمة بين علوم الشريعة و التصوف. و قد قبل هذا الشرط و عكف على دراسة الفقه عند أئمته. و لما انتهى منه حضر عند الإمام أبي بكر بن فورك (توفي 406 هـ) ليتعلم الأصول. فبرع في الفقه و الأصول معا، وصار من أحسن تلاميذته ضبطا، وسلوكا.

وبعد وفاة أبي بكر اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني (توفي 418 هـ)، و قعد يسمع جميع دروسه، وبعد أيام، قال له الأستاذ: هذا العلم لا يحصل بالسماع، فأعاد عليه ما سمعه منه، فقال له : لست تحتاج إلى دروسي بل يكفيك أن تطالع مصنفاتي، و تنظر في طريقتي و إن أشكل عليك شيء طالعتني به: ففعل ذلك و جمع بين طريقته وطريقة ابن فورك.

ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، و بذلك صار القشيري بارعا في الفقه، و الأصول مما دفع بالجويني إمام الحرمين أن يصاحبه، و يحج معه رفقة أبي بكر البيهقي. و لم يقتصر القشيري على الفقه و الأصول، بل كان متحققا في علم الكلام و مفسرا، متفننا نحويا و لغويا، أديبا كاتبا شاعرا، شجاعا بطلا، له في الفروسية و استعمال السلاح الآثار الجميلة.

و هكذا حقق الإمام القشيري ما طلبه منه أستاذه "الدقاق" في تحصيل علوم الشريعة. كل ذلك و هو يحضر حلقات أستاذه "الدقاق" في التصوف و المباحث النفسانية إلى لأن رأى فيه قبسا من النبوغ، و العطاء فزوجه كريمته و مات أبو علي الدقاق و هو في غاية الاطمئنان على محاضرات التصوف بين يدي تلميذه الذي أجمع أهل عصره على أنه سيد زمانه، وقدوة وقته، و بركة المسلمين في ذلك العصر. و عندما نال القشيري هذه الشهادة أصبح أستاذ خراسان بدون منازع.

• مؤلفاته

صنف القشيري العديد من الكتب و الرسائل، غير أن مصادر التاريخ تذكر أن أغلب مصنفاته فقدت، ومن أهمها:

• الرسالة القشيرية في التصوف.
• لطائف الإشارات، تفسير للقرآن الكريم في ست مجلدات.
• كتاب القلوب الصغير، و الكبير.
• شكاية أحكام السماع.
• شكاية أهل السنة.
• ناسخ الحديث و منسوخه.
• ديوان شعر.
• القصيدة الصوفية.
• الحقائق و الرقائق، مخطوط بمكتبة جيستر بيتي (دبلن) أيرلندة رقم 3052.
• فتوى محررة في ذي القعدة سنة 436 هجرية أوردها السبكي في طبقاته الجزء الثالث.
• آداب الصوفية، مفقود.
• كتاب الجواهر، مفقود
• كتاب المتاجاة، مفقود.
• رسالة ترتيب السلوك، ظهرت مترجمة بالألمانية سنة 1962م بقلم فرتزماير Fritz Meier بمجلة Oriens. و توجد مخطوطة بالخزانة الملكية بالرباط.
• بُلغة القاصد.
• منثور الخطاب في مشهور الأبواب. مخطوط بالخزانة الملكية بالرباط.
• المنشور في الكلام على أبواب التصوف. مخطوط بالخزانة الملكية بالرباط.
• عيون الأجوبة في أصول الأسئلة. مفقود.
• شرح أسماء الله الحسنى، أو التحبير في التذكير.

• وفاته

توفي القشيري سنة 465هـ.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



بِكَنَفِ اللهِ يَتِيمًا عِشْتُ

وَأَدْرَكْتُ الْحَقَائِقَ مُذْ وُلِدْتُ


أَشَاعَتْ أُمِّي حَنَانًا وَعَطْفًا

وَبَرَكَاتٍ بِهَا مُرَادِي بَلَغْتُ


***


بِبَلَدِي أُسْدِيتُ لُغَةً وَأَدَبًا

وَعِلْمًا لِلْحِسَابِ لَهُ وُفِّقْتُ


وَكَانَ خُرُوجِي بِإِذْنٍ وَقَصْدٍ

وَسَعْيٍ لِرُقْيَا بِشَرْعٍ رَاعَيْتُ


سُقِيتُ شَرَابًا صَفَاءً وَعَذْبًا

بِكَأْسِ تُقَاةٍ لَهُمْ لَزِمْتُ


***


أُصُولًا وَفِقْهًا حَدِيثًا وَشِعْرًا

تَصَوُّفَ أَجْلَى طَرِيقًا سَلَكْتُ


بِلَيْلِي أَهِيمُ بِذِكْرٍ وَنَشْدٍ

لِرَبٍّ كَرِيمٍ بِسَحَرٍ نَاجَيْتُ


تَسِيلُ دُمُوعِي بِقَلْبِي وَوَجْدِي

عَلَى كُلِّ غَفْوٍ وَذَنْبٍ جَنَيْتُ


وَحُبِّي تَبَدَّى هُيَامًا وَشَوْقًا

لِخَيْرِ رَسُولٍ بِنُورِهِ اقْتَدَيْتُ


وَلَسْتُ سِوَى عَبْدٍ ضَعِيفٍ

تَعَلَّقَ مُخْلِصًا بِنَهْجٍ عَشِقْتُ


وَأُمْعِنُ فِي الْوُجُودِ بِنَظَرِ عِبَرٍ

بِعِظَمِ الْخَلْقِ وَالْكَوْنِ أَيْقَنْتُ


***


فُيُوضَاتٌ أَحَاطَتْ شَبَابِي وَكَهْلِي

وَآيَاتُ حَقٍّ بِهَا أُيِّدْتُ


وَصَارَ انْطِلَاقِي بِعَالَمِ فِكْرٍ

بِوَهْبٍ وَكَسْبٍ بِهِمَا رُزِقْتُ


***


عَرَفْتُ التَّصَوُّفَ زُهْدًا وَوَرَعًا

وَتَرْكًا لِدُنْيَا لَهَا جَافَيْتُ


وَتَحْصِينَ نَفْسٍ مِنْ زَيْغٍ وَفِتَنٍ

تَعَالَتْ بِشَيْطَانٍ مِنْهُ اسْتَعَذْتُ


***


تَصَانِيفِي أَبَانَتْ فَيْضًا وَفَضْلًا

مِنَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ قَدْ مُنِحْتُ


تُقِيمُ الشَّرْعَ وَالْعِلْمَ أَبَدًا

وَتَحْكِي سِيَرًا بِهَا عَلَوْتُ


وَحَمْدُ اللهِ لِلْوَاصِلِ فَرْضٌ

وَيَعْفُو الْحَقُّ عَنْ مَا نَسَيْتُ


***


وَلَسْتُ أَهَابُ لِقَاءً وَوَعْدًا

لِرَبٍّ رَحِيمٍ بِعَفْوِهِ وَثَقْتُ


وَيَشْفَعُ لِي رَسُولٌ وَحِبٌّ

وَبَاطِنُ سِرٍّ بِفَضْلِهِ وُهِبْتُ


***


كَأَنِّي أَطِيرُ بِرَوْضٍ وَدَوْحٍ

أُشَاهِدُ زَهْرًا بِعِطْرٍ شَمَمْتُ


وَقَصْرٌ مَنِيفٌ تَرَاءَى لِعَيْنِي

فَلَمَّا تَوَارَى عَنِّي أَفَقْتُ


وَأَمَلِي لُحُوقٌ بِرَكْبٍ وَجَمْعٍ

وَصَحْبِ نَبِيٍّ لَهُمْ أَحْبَبْتُ


***


وَصَلِّ إِلَهِي دَوَامًا وَأَبَدًا

عَلَى خَيْرِ مَبْعُوثٍ بِهِ آمَنْتُ


وَآلٍ وَصَحْبٍ مَصَابِيحِ هَدْيٍ

أَضَاؤُوا طَرِيقًا عَلَيْهِ مَشَيْتُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ

وَشَجَى طَيْرٌ بِلَحْنِهِ طَرِبْتُ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الثاني 1433 هـ
مارس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 13, 14, 15, 16, 17, 18, 19 ... 21  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط