موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 16, 17, 18, 19, 20, 21, 22 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 03, 2013 4:00 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( لا تطلبن بقاء الواردات بعد أن بسطت أنوارها , وأودعت أسرارها

فلك في الله غني عن كل شئ وليس يغنيك عنه شئ )

طلب الشئ يدل على محبته , ومحبة الشئ عبودية له
والحق تعالى لا يحب أن تكون عبداً لغيره فلا تطلب معه حالاً ولا مقاماً
فإن وردت عليك الأحوال وهي الواردات الإلهية ثم انقشعت وانصرفت
فلا تطلب بقاءها بعد أن بسطت في قلبك أنوارها , فأخرجت منه
ظلمة الأغيار وصور الآثار , وأودعت أسرارها من مزيد الإيقان
وشهود العيان .

أو تقول : لا تطلب بقاء الواردات بعد أن بسطت أنواره أن من هدم
عوائد نفسك عليك , فتحررت من رق الشهوات الجسمانية والعوائد
النفسانية وتخليت من الرذائل وتحليت بالفضائل
فهذه آثار أنوار الواردات , وبعد أن أودعت أسرارها في قلبك من اليقين
والطمأنينة والمعرفة , أو من الزهد والرضى والتسليم , أو من الخشوع
والتواضع والذلة والإنكسار , فهذه علامة صدق الوارد وحصول نتيجته
فإذا حصلت النتيجة فلا حاجة للشيخ لشئ , فلك في الله غني عن
كل شئ , فلا تفتقر إلى شئ , وليس يغنيك عنه شئ , وسيأتي للشيخ
ماذا فقد من وجدك ؟ وما الذي وجد من فقدك ؟
وقال الشاعر :

لكل شيء إذا فارقته عوض ... وليس لله أن فارقت من عوض

وفي الإشارة عن الله تعالى لا تركنن إلي شئ دوني فإنه وبال عليك
وقاتل لك , فإن ركنت إلى العلم تتبعناه عليك , وإن آويت إلى العمل
رددناه إليك , وإن وثقت بالحال وقفناك معه , وإن آنست بالوجد استدرجناك
فيه , وإن لحظت الخلق وكلناك إليهم , وإن اغتررت بالمعرفة نكرناها عليك
فأي حيلة لك ؟ وأي قوة معك ؟ فارضنا لك ربا حتى نرضاك لنا عبداً اهـ .

وسئل أبو سليمان الداراني عن أفضل ما يتقرب به إلى الله ؟ فقال :
أقرب ما يتقرب به إلى الله أن يطلع على قلبك وهو لا يريد من الدنيا
والأخرة سواه , وفي ذلك قيل :

من عرف الله فلم تغنه ... معرفة الله فذاك الشقي

ما يصنع العبد بعز الغنى ... والعز كل العز للمتقي

فإذا حصل لك الغني بالله استغنيت عن كل ما سواه , فلا تتطلع إلى
بقاء حال ولا وارد ولا مقام سوي شهود الملك العلام
فتطلعك إلى بقاء حال أو وارد دليل على عدم غناك به .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 09, 2013 10:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والواحد والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( تطلعك إلى بقاء غيره دليل على عدم وجدانك له )

إذ لو وجدته ما طلبت شيئاً , ولا افتقرت إلى شيء أصلاً
فكل من يفرح بالوارد والحال , فهو غير متحقق بالوصال
وكل من يفتقر لغير الله فليس بعارف بالله
وكل من يحتاج إلى شيء أو يركن إلى شيء فليس من الله
في شيء , وليس على شئ , ولله در القائل
ويقال أنه الغزالي حيث قال:

كانت لقلبي أهواء مفرقة ... فاستمعجت مذ رأتك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت أحسده ... وصرت مولى الورى مذ صرت مولائي
تركت للناس دنياهم ودينهم ... شغلاً بذكرك يا ديني ودنيائي

ومن علامة الغني به أيضاً الإنس به , والوحشة من غيره

فالله يغني عن كل شيء , ولا يغني عنه شئ

فإذا فقد حالاً أو مقاماً سوى شهود ربه ثم استوحش منه
فهو بعيد من الحضرة

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 16, 2013 12:01 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان وإثنان و ثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( استحاشك بفقدان ما سواه دليل على عدم وصلتك به )

استيحاشك بفقدان الأحوال والواردات دليل على عدم وصلتك
إذ لو وصلت إليه لم تستوحش ممن فقدان شئ , وفي الحقيقة
ما فقدت شيئاً , وهذه علامة الغني بالله : أنه إذا فقد شيئاً مما هو
في العادة يؤلم فقده كالولد مثلاً أو قريباً أو فاتته عبادة حسية مثلاً
أو غير ذلك , فإنه يرجع للمعرفة , فالله يغني عن كل شئ
وهو المقصود من العبيد , قال الله تعالى :

{ لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم }

قال في التنوير:إعلم أن الله سبحانه إنما يدخلك في الحال لتنال منها
لا لينال منك , وإنما جاءت لتحمل هدية التعريف من الله إليك فيها
فتوجه إليها باسمه المبدى , فأبداها وأبقاها حتى إذا وصلت إليك
ما كان لك فيها , فلما أدت الأمانة توجه إليها باسمه المعيد فأرجعها
وتوفاها , فلا تطلبن بقاء رسول بعد أن بلغ رسالته , ولا بقاء
أمين بعد أن بلغ أمانته , وإنما بفتضح المدعون بزوال الأحوال
بعزلهم عن مراتب الأنزال , هنالك يبدو العوار , وتنتهك الاستار
فكم من مدع الغني بالله , وإنما غناه بطاعته أو بنوره أو فتحه
وكم من مدع العز بالله , وإنما إعزازه بمنزلته وصولته على الخلق
معتمداً على ما ثبت عندهم من معرفته , فكن عبد الله لا عبد العلل
وكما كان لك رباً ولا علة فكن عبداً له ولا علة , لتكون له
كما كان لك اهـ

وحاصلها : الكلام على القرب والوصال وما ينشأ عن ذلك من
مقامات الإنزال ونتائج الأحوال , والغنى بالله عنها في كل حال
فهذا هو النعيم على الدوام

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 31, 2013 1:25 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثلاث والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( النعيم وإن تنوعت مظاهره غنما هو بشهوده واقترابه
والعذاب وإن تنوعت مظاهره إنما هو بوجود حجابه
فسبب العذاب وجود الحجاب
واتمام النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم )

نعيم الروح وعذابها إنما هو بشهود ربها واحتجابها وذلك بعد
تخلصها من عالم الأشباح , وترقيها إلى عالم الأرواح
فيكون حينئذ نعيمها روح الوصال وريحان الجمال وعذابها احتجابها
عن شهود ذلك الجمال , وبعدها عن الكبير المتعال وهذا الأمر
حاصل في دار الدوام لجيمع الأنام , لأنه تميز الحق من الباطل
وعرف كل واحد مثواه ومستقره
فأهل الجنان أحسوا بالرضا والرضوان , فهم عالمون بقرب الحق
منهم ورضاه عنهم لكنهم متفاوتون في العلم فمنهم من يعلم
من وراء الرداء , ومنهم من يعرف داخل الرداء وفى البخارى :

" وما بين الناس وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على
وجهه فى جنة عدن " .
ولا يفهم هذا الرداء إلا أهل الأذواق . وأما أهل النار فأحسوا بالبعد
من الواحد القهار , فتضاعف عذابهم في دار البوار . ولو أن الحق تعالى
تجلى لهم بصفة جماله لأنساهم ذلك اليوم عذابه , ولو أنه تعالى
احتجب عن أهل الجنة لضاق عليهم فسيح الجنان , ولا نقلب
نعيمهم نقمة وعذاباً .

أما من كان في دار الدنيا عارفاً فلا يحتجب الحق تعالى عنه
كما شهده هنا بوسائط أنواره يشهده ثم بلطائف أسراره
بل ثم أولى لغلبة المعنى على الحس , والقدرة على الحكمة .

وأما من كان هنا محجوباً فهو ثم أيضاً محجوب . قال تعالى :

( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ) .

وللآية تفسيران : ظاهر وباطن , لكن في دار البقاء يرق الحجاب
لرقة الأبدان ولطافتها , فلذلك صار نعيمهم لا يكمل إلا بشهود القرب
فإذا فقدوه تنغص نعيمهم , لأن في تلك الدار صار الحكم للأرواح
وفي هذه الدار الحكم للأشباح , إلا من ترقى هنا إلى عالم الأرواح
فهو من أهل الجنة , فنعميه نعيم الأرواح , وهو روح الوصال
وشهود الكمال , فنعيمه بشهود اقترابه ورضوانه
فلو زال عنهم شهود القرب أو انقطع عنهم مدد الرضوان , لضاق عليهم
فسيح الجنان . وأما نعيم الأشباح وعذابها : أعني من كان محجوباً بها
فإنما هو لموافقة ما يلائم طبعه أو مخالفته , فإذا جاء ما يلائمه من صحة
وعافية وجمال حسي فهو في حقه نعيم , وإذا جاء ما يخالف طبعه من
وجع أو فقد أو منع أو فتنة فهو عذاب في حقه إذ لاحظ له في لذة القرب
ومرارة البعد , فإنما حظه من النعيم نعيم البهائم
نعم لو قدرنا أن العادة تخرق له ويتجلى الحق تعالى له في حال عذابه
الحسي بصفة جماله , لنسى ذلك العذاب .

والحاصل : أن كلام الشيخ إنما هو في حق أهل القرب أو الشهود
بحيث يجد لذة القرب وحلاوة الشهود , ويحس بمرارة البعد وضيق
الحجاب في هذه الدار وفي تلك الدار , هذا ما ظهر لي , وهذا
الذي ذكره الشيخ مذوق عند أرباب العشق
فكم من عاشق ضرب بمحضر محبوبه فلم يحس بألم الضرب فلما غاب
عنه تضرع واستغاث , فقيل له فى ذلك ؟ فقال :
لما حضر من كنت أضرب من أجله غبت عن ألم الضرب , فلما غاب عني
وجدت ألمه . قلت : ولهذا المعنى استلذ العارفون الفاقات , وأنواع التعرفات
وضروب البليات لما ذاقوا في ذلك من إقبال محبوبهم , ورضا مشهودهم .

كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يقول : ألا حبذا المكروهات الثلاث :
الفقر والمرض والموت : أي ما أحبهم لي وأعزهم .

وكانت زوجة بلال تصيح عند موته واكرباه فيقول هو :
واطرباه غداً ألقى الأحبة , محمداً وحزبه .

ولما ضرب عامر بن فهيرة بالرمح ونفذ من ظهره إلى صدره ,
قال : فزت ورب الكعبة .

وكان بعض الأولياء مجذوماً وهو يدعو للمرضى فيبرءون من
حينهم فقيل له لو دعوت الله أن يخفف عنك , فقال :
رأيت رب العزة في النوم , وهو يقول لي :
أتريد أن أبتليك ببلية أرفع لك بها أعلى الدرجات ؟ قلت : نعم
فأصبح مجذوماً .

فانظر هؤلاء السادات لما عرجوا من عالم الأشباح إلى عالم الأرواح
لم يبق لهم نعيم ولا عذاب إلا نعيم الأرواح أو عذابها
وأما عذاب الأشباح فقد غابوا عنه , فكان نعيم هؤلاء وقوت أوراحهم
هو ذكر ربهم وشهود نوره أو اقترابه , حتى صار لهم غذاء لا بقاء لهم
إلا به ولا غنى لهم عنه , ولو فقدوه لفارقت أرواحهم أشباحهم
وفي ذلك قيل :

بالقوت إحياء الجسوم وذكره ... تحيا به الألباب والأرواح
هو عيشهم ووجودهم وحياتهم ... حقاً وروح نفوسهم والراح

وقد قلت في قصيدة لي عينية :

ولي لوعة بالراح اذ فيه راحتي ... وروحي وريحاني وخيره واسع
سكرنا فهمنا في بهاء جماله ... فغبنا عن الإحساس والنور ساطع
بدت لنا شمس النهار وأشرقت ... فلم يبق ضوء النجم والشمس طالع

والحاصل : أن نعيم الأرواح التي تشاهد محبوبها لا ينقطع عنها
فنعيم العارفين لا ينقطع لأن قرب الحق لا ينقطع
فمن بعدت نفسه أحس بالعذاب ولزمه الهموم والأحزان والنصب

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 06, 2013 12:19 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والأربع والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ما تجده القلوب من الهموم والأحزان فلأجل ما منعته من وجود العيان)

إنما كان سبب الهموم هو فقد الشهود , لأن الحق تعالى قريب على
الدوام رقيب على الدوام , فمن كان قريباً من الحبيب فكيف يحس
بفراق شئ أو فواته ؟
نظر الحبيب يغيب عن كل بعيد وقريب وأيضاً كل ما ينزل من عند الحبيب
فهو حبيب فلا يلحقه شيء مكروه عنده حتى يهتم به , ولا يفوته
محبوب سوى محبوبه حتى يحزن عليه , ففي محبوبه اجتمعت المحاسن
كما قال القائل :

تذلل له تحظى برؤيا جماله ... ففي وجه من تهوي الفرائض والنفل

وفي هذا المعنى أيضاً قال صاحب العينية:

تلذ لي الآلام إذ كنت مسقمي ... وإن تخبرني فهو عندي صنائع

وبالجملة من كان نظره إلى محبوبه ومشاهداً لنوره وجماله لم يبق
له هم ولا غم كما قال ابن الفارض في شهود الخمرة :

فما سكنت والهم يوماً بموضع ... كذلك لم يسكن مع النغم الغم

وقال أيضاً
ولو خطرت يوماً على خاطر امريء ... أقامت به الأفراح وارتحل الهم

ومما أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام :
يا داود لا تمزج هم غيري بقلبك , فتنقص منه حلاوة الروحانيين
يا داود أنا مصباح قلوب الروحانيين ومن كنت مصباح قلبه لم يغتم أبداً
يا داود إنما مرادي من خلقي أن يكونوا روحانيين اهـ .

وبالجملة من كان عبداً لله غائباً عما سواه لم يبق له شئ من الهم
لأنه قد حصلت له المعية التي توجب النصر والظفر بكل ما يريد
ألا ترى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر :
( لا تحزن أن الله معنا ) .

حين أحدق به المشركون , فكان عليه الصلاة والسلام في محل العيان
فلم يهمه شئ ولم تقرب من ساحته الأحزان , وكان أبو بكر في ذلك
الوقت موقناً غير مشاهد , فدله عليه الصلاة و السلام على مقام الكمال
لأن الشهود فوق الإيقان , وأنشدوا :

كبر العيان علىّ حتى أنه ... صار اليقين من العيان توهما

ومن جملة ما وقع من الاهتمام به لمن لم يكمل يقينه أمر الرزق
وخوف الخلق , حتى قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه :

من ضمنهما لي ضمنت له الولاية

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 13, 2013 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والخمس والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يطغيك )

من تمام نعمة الله على عبده أن يوجه همته إليه , ويفرغ قلبه من التعلق
بغيره كائناً ما كان , فيرزقه ما يكفيه عن التعلق بغيره وهو الغنى بالله
إذ لا نعمة أعظم من الغني بالله , والغيبة عما سواه , ويكفيه كل ما يطغيه
حتى يشتغل به عن ربه , فإذا رزقك الحق تعالى ما يكفيك لقيام بشريتك
أكلا ولباسا ومسكنا , ولقيام روحاًنيتك علماً وعملاً وذوقاً ومعرفة
ومنعك ما يطغيك ويشغلك عن حضورك مع ربك , فقد أتم نعمته عليك
فاشكره على ما أسدى إليك , وتوجه إليه وحده فيما تعذر عليك
وادفع ما يشغل قلبك من النهوض إليه :

{ أن الله يدافع عن الذين آمنوا } { أن الله مع الذيم اتقوا والذين هم محسنون }

وقد استعاذ عليه الصلاة و السلام مما يشغل القلب وينسى الرب فقراً أو غنى
فكان يتعوذ من الفقر المنسي , والغني المطغي , وقال :

" اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً " وقال عليه الصلاة والسلام :

" خير الذكر الخفي " أي في القلب وهو الفكرة " وخير الرزق ما يكفي "

وقال عليه الصلاة والسلام :
" ما طلعت شمس إلا وبجناحيها ملكان يسمعان الخلائق غير الثقلين :
أيها الناس هلموا إلى ربكم , ما قل وكفى خير مما كثر وإلهي "

وقال عليه الصلاة والسلام :
" ليس الغنى بكثرة العرض إنما الغنى غنى النفس "
وفي ذلك قيل :
غنى النفس ما يكفيك عن سد خلة ... فإن زدت شيئا عاد ذاك الغنى فقرا

وقال عبد لواحد بن زيد رضي الله عنه : سمعت أن جارية مجنونة في
خراب الأيلة تنطق بالحكم , فكنت أطلبها وجدتها وهي محلوقة الرأس
وعليها جبة صوف , فلما رأتني قالت مرحباً بك يا عبد الواحد فعجبت
من معرفتها لي ولم ترني , فقلت لها رحب الله بك , ثم قالت ما جاء بك ؟
قلت تعظيني , قالت : واعجبا لواعظ يوعظ , يا عبد الواحد . اعلم أن
العبد إذا كان في كفاية ومال إلى شيء من الدنيا سلبه الله حلاوة الزهد
وظل حيران ولهاً , فإن كان له عند الله نصيب عاقبه وحيا في سره فيقول له :
عبدي أردت رفع قدرك عند ملائكتي , وأجعلك دليلاً لأوليائي , ومرشداً
لأهل طاعتي فملت إلى عرض الدنيا وتركتني , فأورثك ذلك الوحشة
بعد الأنس , والذل بعد العز , والفقر بعد الغنى , ارجع إلى ما كنت عليه
أرجع إليك ما كنت تعرفه من نفسك , ثم انصرفت عني وتركتني وبقيت
حسرتها في قلبي .

وفي بعض الكتب المنزلة : إن أهون ما أصنع بالعالم إذا مال إلى الدنيا
أن أسلبه حلاوة مناجاتي اهـ .

وإنما كانت الكافية نعمة , والزيادة عليها نقمة , كما قال الشيخ لأن
النفوس مجبولة على حب العطاء وكراهية الفقد , فإذا أعطاها فرحت
وإذا أزال عنها حزنت , فمن أراد أن يدوم فرحه فلا يأخذ فوق كفايته
ماً يحزن على فقده .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 25, 2013 2:14 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسادس والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ليقل ما تفرح به ويقل ما تحزن عليه )

فإذا أردت أن يدوم سرورك فلا تملك شئاً تحزن على فقده
لأن حزنك على فقده دليل محبتك له , فإذا اقتصرت على
الضرورة والحاجة من مال أو جاه أو عز أو غير ذلك , فلا تجد
ما تفقده حتى تحزن عليه .

قيل لبعضهم : لم لا تغنم ؟ قال لأني لا أقتني ما يغمني
وفي ذلك قيل :

ومن سره أن لا يرى ما يسوءه ... فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقدا

فإن صلاح المرء يرجع كله ... فسادا إذا الإنسان جاز به الحدا

يحكى أنه رفع لبعض الملوك قدح من فيروز مرصعاً بالجوهر
لم ير له نظيراً , ففرح به الملك فرحاً شديداً , فقال لبعض الحكماء
عنده : كيف ترى هذا ؟ فقال : أراه مصيبة وفقرا , فقال كيف ذلك ؟
فقال إن انكسر كان مصيبة لا صبر لها , وإن سرق صرت فقيراً إليه
ولم تجد مثله , وقد كنت قبل أن يحمل إليك في أمن من المصيبة والفقر
فاتفق انكسار القدح فعظمت مصيبة الملك به , فقال صدق , الحكيم
ليته لم يحمل إلينا اهـ

وهنا ميزان آخر أحسن من هذا , وهو أنك إذا اطلقت من نفسك
وجعلتها غرضاً لسهام أقدار ربك , لا تعارضه فيما يفعل بك
لا شك إنك تستريح ويدوم فرحك , لأنك حينئذ منتظر ما يبرز من
عند الحبيب , فنتلقاه بالرضا والترحيب
وهذه حلاوة برد الرضا والتسليم , فإن صحبها شهود الفاعل المختار
فهو النعيم المقيم وهذه هي الولاية الكبرى , من تقلدها لا يعزل عنها أبداً

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 02, 2013 10:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسابع والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( أن أردت أن لا تعزل فلا تتول ولاية لا تدوم لك )

الولاية التي لا تدوم هي الولاية التي تأتى من جهة الفرق
وهي ولاية الخلق كخطة السلطنة والقضاء والقيادة , وغير ذلك من
الخطط التي قلدها الله بعض عباده , ويدخل فيها أيضاً ولاية المال
إذا كان يعظم من أجله , أو النسب إذا كان خالياً عن التقوى أو العلم
إذا كان خالياً عن العمل , وغير ذلك من رياسة الدنيا , فإنها تفنى
وتنقطع , ويعقبها ذل وفقر
والولاية التي تدوم هي الولاية التي تأتى من جهة الجمع , وهي العز
بالله , والغنى به , والمعرفة له , والغيبة عما سواه , فلا شك أن هذه
ولاية لا تنقطع وشرف لا ينفذ وعز لا يبيد .

يحكي أن سيدي عبد الله بن المبارك وكان من تابع التابعين , ومن
العلماء العاملين الزاهدين قدم على هارون الرشيد , فلما دخل العسكر
انكب عليه العسكر لزيارته , فوقع من الازدحام ضجة كبيرة , حتى
تقطعت النعال , وارتفعت الغبرة , فأشرفت أم ولد هارون من قصر
الخشب , فلما رأت كثرة الناس وازدحامهم قالت : ما هذا ؟ قالوا لها
هذا عالم خراسان , فقالت هذا والله هو الملك والعز , لا ملك هارون
الذي يجمع الناس بالوسط والعصى .

وأيضاً الولاية التي تدوم تنسحب عليه وعلى ذريته , ثم تدوم فيهم
على قدر جاهه عند الله , وعظيم ولايته , فكل من عظمت ولايته
دامت على أولاده وأتباعه بقدر تلك الولاية , وهو معنى قوله تعالى
على بعض التفاسير :
{ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم } الآية
أي وليخش الذين خافوا على أولادهم فإن الله يحفظه فيهم
وقيل في قوله تعالى :{ وكان أبوهما صالحاً }
انه كان جدهم السابع , فحفظ الله كنز اليتامى ببركة صلاح الجد
والله تعالى أعلم .
وأما إن توليت الولاية التي لا تدوم , كن فيها على حذر ولا تغتر
بحلاوة بدايتها , فإن نهايتها مرارة .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 11, 2013 2:11 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثامن والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :


( إن رغبتك البدايات زهدتك النهايات )

الولاية التى لاتدوم كعز بمال أو جاه أو عشيرة , أو غير ذلك من
عز الدنيا أولها حلو لمتعة النفس ووجود حظها فيها , وآخرها مر
لفقد تلك الولاية ولو بالموت , ولما يعقبه من الذل والهوان , ولذلك
قال عليه الصلاة والسلام : " نعمت المرضعة , وبئست الفاطمة " .

فإن رغبتك في هذه الولاية التي تفنى حلاوة بدايتها زهدتك فيها مرارة
نهايتها , فإن غرتك بظاهر بهجتها , فاعتبر بباطن حسرتها , إن رغبتك
فهيا حلاوة إقبالها , زهدتك فيها مرارة أدبارها .

قال الشيخ أبو على الثقفي رضي الله عنه : أف لأشغال الدنيا إذا أقبلت
وأف من حسرتها إذا أدبرت , والعاقل لا يركن إلى شيء إذا أقبل كان فتنة
وإذا أدبر كان حسرة , وأنشدوا في ذلك :

ومن يحمد الدينا لشيء يسره ... فسوف لعمري عن قريب يلومها
إذا أدبرت كانت على المرء حسرة ... وإن أقبلت كانت كثيراً همومها

وكتب على كرم الله وجهه إلى سليمان الفارسي رضي الله عنه :
" مثل الدنيا كمثل الحية , لين لمسها قاتل سمها , فاعرض عن كل
ما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها , ودع عنك همومها لما تيقنت
من فراقها , وكن أسر ما تكون فيها احزن ما تكون منها , فإن صاحب
الدنيا كلما اطمأن إلى سرورها أشخص إلى مكروهها "
وقيل الدنيا أحلام منام , وسرورها ظل غمام , إحداثها سهام ,وفتنتها طوام
: أي أمواج , وسمها الله بالوحشة , وقرنها بالفجائع والدهشة , ثم أوحى
لها : يا دنيا تشددي على أوليائي , وتوسعي على أعدائي , فمن نظر الدنيا
بعين الإنصاف , كفاه منها أقل الأوصاف , إذ ليس فيها شئ محمود إلا
وقابله شئ مذموم , كالمال بالانصراف والذهاب , والشباب بالهرم , والصحة
بالسقم , والفرح بالحزن , والعز بالذل , والحياة بالموت .

حكى : عن الولى الصالح سيدي قاسم بن صبيح , من قبيلة بني سعيد أنه
قصد إذايته بعض الحكام ففر إلى سيدي الغزال بترغة , فجلس عند ضريحه
مشتكياً بلسان حاله , فمد له من القبر بعود الريحان كاغداّ مكتوباً لم يجف مداده
فيه هذان البيتان :

إذا ما رماك الدهر يوماً بنكبة ... فهييء له صبراً ووسع له صدراً
لأن تصاريف الزمان كثيرة ... فيوماً ترى عسراً ويوماً ترى يسراً

فمن وقف مع ظاهر الدنيا نادته هواتف باطنها : إنما نحن غرة فلا تغتر

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 11, 2013 11:05 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أغسطس 30, 2011 7:56 pm
مشاركات: 621
عمل قيم ومجهود رائع ... مأجورة بكل خير اختنا الفاضلة " المهاجرة " .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 18, 2013 2:27 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والتاسع والثلاثون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن )

ظاهرها خضرة حلوة , وباطنها خبيئة مرة , قال عليه الصلاة والسلام:
" الدنيا خضرة حلوة , وإن مما ينبت الربيع يقتل أو بلم حبطا "الحديث .

فأخبر عليه الصلاة والسلام أن ظاهر الدنيا خضرة حلوة وباطنها
سم قاتل

وقد شبه بعض الحكماء الدنيا بسبعة أشياء :
شبهها بالماء المالح يغرق ولا يروى , ويضر ولا يننفع .
وكذلك الدنيا تغرق صاحبها في حبها ويموت عطشاناً منها .
وشبهها بظل الغمام يغر ويخذل .
وهو الذي يغطي بعض المواضع , فإذا أشرقت الشمس تقشع عنه .
وشبهها بالبرق الخاطف يعني في سرعة الذهاب والاضطراب .
وبسحاب الصيف يضر ولا ينفع , وبزهر الربيع يغر بزهوته ثم
يصفر فتراه هشيماً .
وبأحلام النائم يرى السرور في منامه , فإذا استيقظ لم يجد في يده
شيئاً إلا الحسرة .
وبالعسل المشوب بالسم الزعاف يعر ويقتل اهـ .
قال حفيده : فتأملت هذه الحروف السبعة سبعين سنة ثم زدت فيها
حرفاً واحداً فشبهتها بالغول التي تهلك من أجابها وتترك من
أعرض عنها اهـ .
نقلها ابن عباد رضي الله عنه فانظره .

ثم علل كون الدنيا محلاً لهذه الأكدار والأغيار .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 18, 2013 2:35 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
أشكرك أخى أبو بكر على كلامك الطيب

بل أنتم أصحاب المجهود الواضح جزاك الله كل خير

وربنا يتم بفضله وكرمه صالح الأعمال ويتقبل منا جميعاً

ويجعلنا بفضله وحده قرة عين لحضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم

اللهم آمين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 24, 2013 8:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان الأربعون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إنما جعلها محلاً للأغيار , ومعدناً لوجود الأكدار

تزهيداً لك فيها )

إنما وسم الله الدنيا بهذه الأوصاف من كونها محلا للأغيار
والأحزان ومعدناً لوجود الأكدار والفتن , تزهداً لك فيها , فتقبل
بكليتيك عليه وتتوجه بهمتك إليه , ولتعرض عن الدنيا وتقبل
على الآخرة .
قال بعضهم : إنما مثل الدنيا كالبرح الهائل المحيط والآخرة من وراء
ذلك البحر , ولا ينكشف الحجاب عن عين القلب بالنظر إلى الدار
الآخرة إلا بعد الجواز على ذلك البحر في سفن الصبر والرضا
لأنه بحر لجيّ يغشاه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق
بعض , يغشاه موج الشهوات , من فوقه موج الغفلات , من فوقه
سحاب الكائنات .

وأيضاً لو بسطت لك الدنيا لكرهت لقاء الله فيكره الله لقاءك
ولو بسطت لك العوافي والنعم لركنت الروح إلى هذا العالم فتبقى
دائماً في عالم الأشباح , والمقصود منك هو الرحيل إلى عالم
الأرواح فضّيق الحق تعالى عليك هذا العالم السفلي لترحل منه
بهمتك إلى العالم العلوي , فهو منه سبحانه إنعام وإحسان
لكنها في قالب الامتحان فلا يذوقها إلا أولوا البصائر الحسان

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 8:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19559
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان و الواحد والأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :


( علم أنك لا تقبل النصح لمجرد القول , فذوقك من ذواقها
ما سهل عليك فراقها )

قد علم الحق سبحانه أن من عباده من لا يقبل النصح بمجرد
القول فلا يزهد في الدنيا بمجرد سماع الوعظ , إذ كثير من أهل
العلم والفهم يسمعون القرآن يقرعهم عليها , ويحذرهم من غرورها
وهم غائبون عن ذلك التذكير , مشغولون بما يوجب لقلوبهم التذكير
فلما أراد سبحانه أن يصطفى لحضرته من شاء من عباده نغصها عليهم
وشدد عليهم البلاء والمحن , وأجرى على ظاهرهم مواقع الفتن , كل
ذلك عناية بهم , ليذقوا مرارة باطنها , فلا يغتروا بخلاوة زخرف ظاهرها

سئل عليه الصلاة والسلام : " من أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولا هم
يحزنون ؟ قال : الذين نظروا الى باطن الدنيا حين نظر الناس الى ظاهرها
واهتموا بآجلها حين اهتم الناس بعاجلها " الحديث .

وقد تقدم عند قوله : الأكوان ظاهرها غرة , وباطنها عبرة , فكل ما ينزل
بالولى من هذه التعرفات الجلالية التي تغير النفس وتقهرها فهو خير
كثير في حقه , فقد قالوا الامتحان بقدر الإمكان , وكل محنة تزيد مكنة
واختبار الباقي يقطع التباقي , فقد تبقى في القلب بقية من حب شئ
من هذا العالم , أو ركون لشئ من الدنيا , فيسلط عليه من بشوشه
عليه وينغصه لديه , كل ذلك عناية به ليرحل من هذا العالم إلى عالم
الملكوت , فإذا تحقق رحيله استوى عنده الحلو والمر , والعز والذل
والغنى والفقر لأنه تحقق أن كلا من عند الله , وما في الوجود سواه
وهذا هو العلم الحقيقي الذي هو العلم النافع .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 01, 2013 10:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7986
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 16, 17, 18, 19, 20, 21, 22 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط