موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 53 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 05, 2015 9:38 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[حقيقة]
واعلم أن النفس والملك ليست أشياء خارجة عنك ، بل أنت هم .
وكذلك السماء والأرض والكرسي ، ليست أشياء خارجة عنك ، ولا الجنة والنار ولا الموت ولا الحياة ، إنما هي أشياء فيك ،
فإذا سرت وصفوت ، تبينت ذلك إنشاء الله !

[أنوار]
واعلم أن الله نور السماوات والأرض ، ونور الرسول صلي الله عليه وسلم من نور العزة ، ونور الأولياء والمؤمنين من نور الرسول....
فلا نور إلا نوره . وهذا سر الآيتين :
(من كان يريد العزة فالله العزة جميعا)
وقوله :(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)

(شيخ الغيب)
واعلم أن للسيار شاهدا_وهو الذي يقال له : شيخ الغيب _ يرفع السيار إلي السماء فيظهر في السماء .
والدليل علي أنه شاهده ، بل هو هو ، لأن السيار يتحرك بحركته ، ويسكن بسكونه ، ويفيض بفيضانه ،
وينبسط لظهوره ، وينقبض لغيبته .
وهذا متي صفا وتنور ، ودل علي أن الميزان قد رجح ،وإن اسود أو غاب أو خفي وراء الحجاب ،
دل علي أن الميزان قد خف .
وكذلك في وسط الطريق "دائرتا العينين"متي ما ظهرتا ، دل علي حسن الحال ، وإن خفيتا دل علي سوء الحال وغلبة الوجود .
وهذه الدوائر تكبر وتكثر وتقل وتصغر ، وذلك يدل أيضا علي رجحان الميزان والنقصان ،
إلا إذا هجم علي السيار ثقل العقل الكبير ، فعند ذلك تخفي الدوائر ، الميزان راجح ! وعلامته :
أن يلتفت مطبقا جفنيه ، فيري نقط العقل الكبير_وهى في لون العقيق_وإنما تري هذه النقط بحذاء الجبهة ،
وإنما تختص رؤيتها بحذاء الجبهة ، لأن الرائى لذلك ثمة ، وهو العقل الصغير ....
فقد قلنا: إنه لا يري جوهرا إلا جنسه ، ولا يري إلا بجنسه.

[كتب الغيب]
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 06, 2015 10:59 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[كتب الغيب]
إن في الغيب لكتبا كتبها الله عز وجل ، بعضها بالنقط مكتوبة ، وبعضها بالأشكال ، وبعضها بالحروف _ولكن غير هذه العبارات_
ولها أسام عجيبة ، مثل "ينبوع الأبرار "و"مجموع الأسرار" و"كتاب المهد " و "كتاب العزائم "
و "كتاب العشق " و "كتاب البحر " و "البرهان الكبير " و " كتاب الأشكال ".... وفيه أحكام نجومية .
ففي الأول ، يري كتبا مكتوبة ، معقولة ، مفهومة ، كالقرآن ، ثم تقع إلي السر ،
فقد يفهمها وقد لا يفهمها _ لظلام الوجود المنسي _ثم يري كتبا مشكولة أشكال التربيع ، وغيرها .
ثم كتبا مكتوبة بالنقط ، فيفهمها ويقرؤها ، فيعلم العلم اللدني ،
ثم إذا عاد إلي الوجود نسيها ، ولكن تبقي حلاوة الفهم في قلبه ، ويؤمن بها ، ويورثه ذلك رغبة وشوقا ومح بة وعشقا .

[مشاهدات ]
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 07, 2015 9:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[مشاهدات ]
وقد يلوح له سماء ذات كواكب ، ونو قرآن ! فيفهمه ويقرؤه من دلالة النقط .
وقد يري في وسط الشدائد ، في الغيبة _إذا صبر وصدق صبره _لون الذهب والفضة ، فذلك لون الإخلاص والصدق.
وقد يبدو سهيل الذكر من بعيد ، يرتعد ارتعاد السهيل ، فذلك سهيل الذكر طلع من يمن الإيمان والإيقان والفرقان .
وقد يبدو زحل الهمة في خفائه من بعيد ، فهو نهاية الكون _إذا كانت عالية _وقد يكبر إذا قرب منك ونزل من العلو ،
فيكون مثل المشترى ، وعلامة أنه كوكب الهمة ، أنك أينما نظرت وقع موقع نظرك .
وقد يبدو مريخ النزاع والسفك ، وهذا إذا لم يكن في السيار ، لم يكن فقيرا ....
قال المشايخ : "الفقير إذا لم يكن يحيي ويميت لم يكن فقيرا ".
وقد تبدو الشمس ، فهي شمس الروح أو القلب ، وقد تبدو زهرة الطرب والنشاط والفرح بالله تعالي عز وجل ،
وعطارد العلم وقمر الوجود .
وقد يري السيار أنه راكب حمارا ، فذلك علامة أنه ملك الشهوة ، وإذا رأي أنه راكب بغلة ، فذلك علامة أنه ملك النفس .
فإن مات تحته واحد ، فذلك علامة موته .
وإن رأى أنه راكب فرسا ، فذلك علامة سير القلب . وإن رأي أنه راكب جملا ، فذلك علامة أنه يسير بالشوق .
فإن كان يطير ، فذلك علامة حياة الهمة .
فإن رأى الهوية غشيت عليه ةانصبت إليه ، فذلك علامة أنه مطلوب محبوب .
وإن رأي أنه راكب في السفينة _في بحر _فالسفينة الشريعة والبحر الطريقة ....
واعلم أن الشريعة قانةن الحكمة ، والحكمة قانون الهمة ، وهى " القدرة بلسان القوم ".
[الأسم الأعظم ]

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 09, 2015 5:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[ الأسم الأعظم ]
واعلم أن كل أحد من السيارين يؤتى اسما من أساميه العظام ، والأسم الأعظم ينبع من القلوب ، والأسم الأعظم مركب من جميع الآيات ،
فما من آية في عالم الغيب والشهادة ، إلا هي حرف من حروف الأسم الأعظم ، فبقدر ظهور البيانات والآيات والعلامات والأمارات ،
يزداد الأسم الأعظم . وسواء قلت المعرفة والأسم الأعظم !
ونهاية الأمر المعرفة والمحبة . والمحبة ثمرة المعرفة ، لأن من لايعرف لا يحب ، ومحبته لنا سابقة علي محبتنا له ، ومن أحب شيئا ، أكثر ذكره ،
ويقول الحق سبحانه وتعالي : " كذب من ادعي محبتي ، ثم إذا جنه الليل نام عنى " وعلامة المحب أنه لا يري شيئا سواه ، حالة ، لا علما .

[ كرامات ]
وحكى عن سمنون المحب أنه كان إذا تكلم في المحبة ، جعلت الشونيزية تجئ وتذهب يمينا وشمالا . وقيل له تكلم في المحبة !
فقال : لا اعلم أحدا علي وجه الأرض يستأهل الكلام في المحبة !
فوقع بين يديه طير ، فقال : "إن كان فهذا "...
وجعل يكلمه في المحبة ، والطير يضرب بمنقاره الأرض ، إلي أن سال الدم عنه ومات .

[المحبة والفناء ]
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 10, 2015 4:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[المحبة والفناء ]
وظهور الآيات في عالم الشهادة والغيب يورث الإيمان والإيقان والعرفان ،
وبالعرفان تظهر الآلاء والنعم ، وذلك يورث المحبة ، والمحبة تورث الفناء ،
بل هو حقيقة المحب وحاصلها .
والفناء فناءان : فناء عن الصفات في صفات الحق ، وذلك الفناء في الفردانية .
وفناء عن صفاته في ذاته ، وذلك الفناء في الوحدانية ...
وإذا تجلت الذات ، تجلت الهيبة ، فيتدكدك السيار ويندق ، ويكاد يقرب من الموت ، ويسمع حينئذ : أحد أحد !
وإذا فني في ذاته ، بقي به ، ويحيا به .
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 11, 2015 9:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
وقد يغيب السيار ، فيرفعه الحق إليه ، فيجد ذوق الربوبية في نفسه ، وهذا الذوق يكون كطرفة العين ،
وهذا أسنى المقامات والكرامات ، أن يذقه الله _عز اسمه _ ذلك الذوق .
فإن السيار لا يزال مع الحق _سبحانه _في عتاب وجدال ، يقول : ما الذي أوجب أن تكون ربا وأكون مربوبا ؟
وتكون خالقا وأكون مخلوقا ؟
وتكون قديما واكون محدثا ؟ !
فيذيقه الله هذا المذاق ، فيستريح من ذلك التحير والعتاب .
والعارف واقف ، والمتحير يسير ....بل العارف المطلق هو الله ، وغيره متعارف .
ولا مقام ينال ، إلا وبعده أسني من ذلك ، فإن الذوق للقدم ، وإن كان سنيا ،
فدوام هذا الذوق أسنى منه .
وهذا ميدان فسيح ، لا يدرك حده إلا بعد الهلاك والرجوع إليه ،
ولا يدرك الهلاك إلا بعد ركوب هول عظيم ، وهو بذل الروح ، كما فعل " الحسين ،الحلاج " ) في قوله : أنا الحق ..
والهلاك والفناء واحد ، يقول في مناجاته : ناسوتيتى استهلكت في لا هوتيتك فبحق ناسوتيتي على لا هوتيتك ، أن تغفر لمن ابتغي قتلي !
والاستهلاك أثر المحبة ، فأول المحبة طلب المحبوب للنفس ، ثم بذل النفس له ، ثم نسيان الاثنينية ، ثم الفناء في الوحدانية ....
وهذا قد ذقناه ، حالة مستمرة دائمة في المخلوقين ، ولكن هذا ميدان قريب المدرك والوصول إلي حده . وميدان الفردانية بعيد المدرك
_كما قلنا_ وكل متاع فبثمن المثل .

[ من المحبة إلي العشق ]
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 13, 2015 10:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[ من المحبة إلي العشق ]
والعشق نار تحرق الحشا والكبد ، وتطيش العقل ، وتعمى البصر ، وتذهب السمع ، وتهون ركوب الأهوال ، وتضيق الحلق حتى لا يعبر فيه إلا النفس ،
وتجمع الهمة علي المعشوق ، وتسئ الظن بالمحبوب من الغيرة ...
وتزيد ، فيذهب النظام ، ويدوم الهيام ، ويطيب الموت ، ويورث النسيان . ويطفئها الوصل ، ويقللها العتاب والشتم والضرب ...
ويود المحب ألا يكون حبيبه ، حتي لا يصل إليه غيره ! وقد ينتهى في المخلوق إلي أن يقول : أنت ربي لا رب لى سواك ....
وهذه كلمة كفر ، ولكن عن حالة إضرار ، لا عن كسب واختيار ، وهذه كلمة لا يقولها العاشق ، بل إنما تقولها نار العشق
_لأن تربية نار العشق من الحبيب_ وإنما العاشق يقول بلسان الحال : أنت هلاكى في دينى ودنياي ، وأنت كفرى وإيمانى وغاية رغبتى ،
وأنت أنا ....للحسين
عجبت منك ومنى
أفنيتنى بك عنى
أدنيتنى منك حتى
ظننت أنك أنى
وقد يفنى العاشق في العشق ، فيكون العاشق هو العشق . ثم يفنى العشق في المعشوق .

[تذكر ]
عشقت جارية بقرية علي ساحل نيل مصر ، فبقيت أياما لا آكل ولا أشرب _إلا ماشاء الله _حتى كثر ت نار العشق ،
فكنت أتنفس نيرانا ...
وكلما تنفست نارا ، تنفسوا من السماء _بحذاء نفسي _نارا ، فتلقي الناران ما بينى وبين السماء ، فما كنت أدري تمن ثمة أيت تلتحقان ،
فعلمت أن ذلك شاهدى في السماء

[ عودة للمحبة والعشق ]

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 06, 2020 10:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11135
[ عَوْدُُ للمحبة والعشق ]
نهايات المحبة بدايات العشق. والمحبة للقلب، والعشق للروح، والسر يجمع الأحباب، والهمة أثر الجمع...
قيل : ما نهاية هذا الأمر؟
قال : الرجوع إلى البداية!
وبداية هذا الأمر، طلب الجنس للجنس، وهو نور ولطف منه. وذلك يورث التمنى بالشهوة، والإرادة بالفؤاد، والصفاء فى الصُّفَّة، والفناء فى الذات، والبقاء به...
ونوره ولطفه من الأزل إلى الآخر، بلا أول ولا آخر، باقِِ به، طالب له .

فصل : ما الفرق بين الحال والمقام والوقت؟
قلنا : الحال زاد وشراب ومركب، بها يتقوى السَّيَّار ويستعين فى سفره المعنوى إلى مطلوبه الكلى.
والسفر حرام بدون الإستطاعة، ولكن الاستطاعة عند القوم إما بالحال أو بالمال!
والحال هى قوة الروح أو القلب أو النفس أو الشهوة، والمال تقوية للنفس والشهوة فحسب، فكان "الحال" فى الاستطاعة أقوى، فإن الحال قوة "من باقِِ فى باق إلى باق" والمال قوة "من فانِِ فى فانِِ الى فانِِ" .
وقولنا "من باقِِ" : من الحق، وهى كالنُّزُل من السلطان الوافد عليه "فى باقِِ" : فى القلب والروح،
فإن قيل : فهل للنفس والشهوة من بقاء، حيث سلكتَهُما فى نظام واحد؟ قلنا : النفس إذا قصدت هذا المقصد تزكت، وإذا تزكت لاَمَتْ، وإذا لامت ذكرت واطمأنت، فصارت قلبَا.
الشهوة كذلك، فإنها متى مانزلت من الفانى إلى الباقى، صارت شوقاً فى القلب وحنيناً ورغبة، حتى يُسمع من القلب حنين كحنين الفرس، وهوسِر إسلام الشيطان (فى الحديث الشريف : لكل امرئ شيطان، قالوا: حتى أنت يارسول الله؟ قال : حتى أنا، إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم.)
وإلهام التقوى للنفس .
وقولنا "من فان فى فان إلى فان" : فإنه من المال، والمال فان فى فان، فإنه قوة فى النفس والشهوة، فإنهمافانيتان_فإن النفس والشهوة لما تولَّتا عن سواء الطريق والمنهج المستقيم فنيتا فى مفاوز الهيبة_ فإن قيل : أليست الهيبة فى طريق القلب والروح؟ قلنا : بلى، ولكنهما حَقَّان قاصدان الحق، فَعَلا ما أمرهما الحق، وما عصياه، وبذلا الجهد فى الطلب.
فإذا برزت عليهما سواطع الهيبة، أدركتهما أنوار الجلال والرحمة والإفضال، فلا يذوقان خوفاً وفزعاً_لمكانتهما من لُطف الحق_ فإذا كان الهوى والشهوة فى صحبتهما، وحملت عليهما بوادر الهيبة، ظهرت حقيقةالإنابة وسِر الاستعاذة فى الهوى والشهوة، فيلتبسان بأذيال القلب والروح، ويظهر فى القلب والروح سِر التسليم والتفويض والرضا والتوكل، بالتبرؤ عن الحول والقوة مع حُسن الظن بقلب القلوب وروح الأرواح، فيدركها نور المال والرحمة، فيستأنسان به، فيبقى القلب والروح بالرب، والهوى والشهوة بالروح والقلب، فينجون جميعاً، فهم القوم لا يشقى بهم جليس...
وهو سر الرفيق فى الطريق....
يتبع....
والمقام للنزول والاستراحة عن تعب السير.

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 53 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط