موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 19, 2005 12:10 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435


39 – ومنهم زعيم القلوب ، ونور الأسرار ،
عمرو بن عثمان المكى .


كان من أكابر الصوفية ، وله أقوال عالية فى دقائق العلوم .
وتتلمذ للجنيد ، بعد أن رأى أبا سعيد الخراز ، واجتمع
بأبى عبد الله سعيد بن يزيد النباجى . كان إمام عصره
فى التصوف .

وقال : " لا يقع على كيفية الوجد عبارة ، لأنه سراً لله عند
المؤمنين " فدع الناس يعبرون عنه كما يشاءون ، ومهما
عبرت عنه عبارات العبد فلن تصيب ولما صار سراً لله ،
ولانقطعت صلة العبد بكل الأسرار الربانية .

يروى أنه لما قدم عمرو إلى أصفهان اجتمع عليه شاب بدون
رغبة والده ، فمرض ذلك الشاب ، فذهب الشيخ مع عدد من
مريديه لعيادته ، فطلب المريض من الشيخ أن يأذن للقوال بأن
يغنى ، فطلب عمرو من القوال أن يقول :
[poet font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
مالى مرضت ولم يعدنى عائد"=" منكم ويمرض عبدكم فأعود
[/poet]

فلما سمع المريض هذا البيت استوى قاعداً ، وذهب عنه
ألم المرض ، وقال : زدنى . فقال القوال :
[poet font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وأشد من مرضى على صدودكم"="وصدود عبدكم على شديد
[/poet]فذهب عنه المرض ، وصرح له والده باللحاق بعمرو ، واستغفر ربه
من التهمة التى ملأت قلبه وصار ذلك الشاب من كمل الصوفية .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 19, 2005 8:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

40- ومنهم مالك القلوب ، وماحى العيوب ،
أبو محمد سهل بن عبد الله التسترى .


كان تقشفه عظيماً ، وعبادته كاملة ، وله أقوال لطيفة فى الإخلاص ،
وأمراض نفس الإنسان ، وأهل السبق يقولون عنه أنه جمع بين
الشريعة والحقيقة ، وهذا القول خطأ جداً لأن كلا الأمرين لم يفترقا ،
فالشريعة هى الحقيقة ، والحقيقة هى الشريعة ، وكلامهم هذا
مؤسس على أن كلام الأستاذ قريب للفهم . سهل للقبول عما يظهر
عند غيره ، ومادام الله سبحانه وتعالى قد وصل الشريعة بالحقيقة
فإنه من المستحيل أن يفرق أولياؤه بينهما ، لأنهما إذا افترقا لزم أن
يترك أحدهما ، ويقبل الآخر ؛ وترك الشريعة نفاق ، وترك الحقيقة
كفر وشرك ، وإذا افترقتا فلا يكون ذلك لاختلاف فى معناهما ولكن
لتأكيد الحقيقة . وكان يقول على سبيل المثال : " إن كلمة لا إله إلا الله
حقيقة ، وكلمة محمد رسول الله شريعة " ولا يمكن لأحد أن يفرق بينها
بدون ذبذبة الإيمان ، ومن الخطأ جداً أن يفرق . وفى النهاية فالشرع فرع
من الحقيقة ، فمعرفة الله تعالى هى الحقيقة ، وإطاعة أوامره هى
الشريعة ، وأهل الظاهر ينكرون كل ما لا يوافق رأيهم ، وأنه لمن الهلكة
أن ينكر الإنسان أصلاً من الأصول الموصلة إلى الله . فالحمد لله تعالى
على ما وهبنا من حلاوة الإيمان .

يروى أنه قال : " ما طلعت شمس ولا غربت على وجه الأرض إلا وهم
جهال بالله إلا من يؤثر الله على نفسه وروحه ودنياه وآخرته ".

أعنى أنه إذا تمسك الإنسان بمصالح نفسه كان ذلك دليلاً على أنه
جاهل بالله لأن معرفة الله توجب ترك التدبير ، والتمسك بالتدبير ناتج
عن الجهل بالقضاء والقدر .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 21, 2005 9:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

41- ومنهم اختيار أهل الحرمين ، ومن هو لكل الشيوخ
قرة عين أبو محمد عبد الله بن محمد
بن الفضل البلخى
.


كان مقبولاً عند أهل العراق وخراسان ، وكان تلميذاً لأحمد بن خضرويه
وأبى عثمان الحيرى ، الذى كان يعطف عليه دائماً ، وعندما طرده
المتعصبون من بلخ لمذهبه ذهب إلى سمرقند حيث قضى أيامه .

وروى أنه قال :" أعرف الناس بالله أشدهم مجاهدة فى أوامره ،
واتبعهم لسنة نبيه ". أى أن أقرب الناس إلى الله أشدهم تمسكاً
بأوامره وأبعد الناس عن الله أشدهم إهمالا فى اتباع سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم . ويروى أنه قال :" عجبت ممن يقطع البوادى
والقفار والمفاوز ، حتى يصل إلى بيته وحرمه لأن فيه آثار أنبيائه ، كيف
لا يقطع نفسه وهواه حتى يصل إلى قلبه لأن فيه آثار مولاه ".
يعنى بذلك أن القلوب هى كرسى معرفة الله تعالى ، وهى أكرم
على الله من الكعبة ، التى يتوجه إليها المصلون . فالناس يديمون النظر
إلى الكعبة ، ولكن الله تعالى يديم النظر إلى قلوبهم ، فأينما يكون قلبى
يوجد محبوبى ، وأينما يكون أمره يكون مرادى ، وأينما تكون آثار رسله
فعيون من أحبهم متجهة إلى هناك .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 25, 2005 11:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

42 – ومنهم الشيخ ذو الخطر ، الفانى عن أوصاف البشر ،
أبو عبد الله محمد بن على الترمذى ،


وهو مؤلف كتب كثيرة ، وتدل على الكرامات التى نسبت إليه ، منها
" ختم الولاية " ، و " كتاب النهج " و " نوادر الأصول " ، وكثير غيرها ،
وأنى لأحترمه وأجله . قال شيخى :" محمد بن على جوهرة التوحيد
التى ليس لها مثيل فى العالم " ، وقد كتب كتباً عديدة فى علوم الرسم ،
وهو حجة فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . وابتدأ يكتب
تفسير القرآن ولكنه لم يطل عمره ليتمه ، والجزء الذى كتب منه منتشر
بين جميع الصوفية ، وقد درس الشرع مع أحد أصحاب أبى حنيفة ، وأهل
ترمذ يسمونه محمد الحكيم ، والحكيمية هم أتباعه الذين ينتمون إليه .

وله حكايات كثيرة تؤثر عنه ، مثال ذلك أنه اجتمع بالخضر عليه السلام ،
وروى مريده أبو بكر الوراق الترمذى أن الخضر كان يزوره كل يوم أحد
وكانا يتحادثان معاً .

يروى أنه قال " كل من جهل معرفة أوصاف العبودية فهو بنعوت الربانية
أجهل " يعنى أن كل من لم يتوصل إلى معرفة نفسه ، لم يتوصل إلى
معرفة ربه ، وكل من لا علم له بخساسة الصفات الإنسانية ، جهل صفاء
الصفات الإلهية ، كما أن الظاهر متصل بالباطن ، فكل من ادعى أنه يعرف
الثانى بدون الأول فلا علم عنده ، فمعرفة الربوبية متوقفة على معرفة
حقيقة العبودية ، ولا كمال بدونهما وهذه مقالته وفى غاية الفائدة
وسنبينها فى موضعها .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 27, 2005 12:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

43 – ومنهم شرف زهاد الأمة ، مزكى أهل الفقر ،
أبو بكر محمد ابن عمر الوراق ،


كان شيخاً كبيراً زاهد ، وقد رأى أحمد بن خضرويه ، وصحب محمد
بن على ، وله كتاب فى أصول المريدين والسالكين ، وقد سماه
المشايخ : " مؤدب الأولياء ".

وقد روى القصة الآتية :" أعطانى محمد بن على بعض وريقات ،
بقصد أن أرميها فى نهر جيحون ، فلم يطاوعنى قلبى على هذا
العمل ووضعتها فى بيتى ، وذهبت إليه ، وقلت له : قد أديت أمرك ،
فسألنى : وماذا رأيت ؟. فقلت : لم أر شيئاً فقال : لم تعمل بأمرى ،
ارجع فارمها فى النهر . فرجعت متشككاً فى العلامة التى وعدنى بها ،
ورميتها فى البحر فانشق الماء وظهر صندوق وفتح غطاؤه حتى سقطت
الوريقات فيه فقفل الصندوق والتقت المياه ، واختفى الصندوق ، فرجعت
إليه وأخبرته بما حصل ، فقال لى : الآن رميتها ، فسألته أن يبين لى
سر ذلك ، فقال قد كتبت كتاباً فى التصوف والزهد لا يمكن أن يناله
إلا الكمل ، فطلبه منى أخى الخضر ، وقد أمر الله المياه أن تأتيه به .

ويروى أن أبا بكر الوراق قال : " الناس ثلاثة : العلماء ، والفقراء ، والأمراء .
فإذا فسد العلماء فسدت الطاعة ، وإذا فسد الفقراء فسدت الأخلاق ،
وإذا فسد الأمراء فسد المعاش " ففساد العلماء من الغفلة ، وفساد
الأمراء من الظلم ، وفساد الفقراء من النفاق ، والأمراء لا يفسدون
حتى يجتمعوا بالأمراء ، والفقراء لا يفسدون حتى يطلبوا الشهوة ،
ونفاق الأمراء ناتج عن الفقر إلى العلم ، وغفلة العلماء ناتجة عن
الحاجة إلى التقوى ، ونفاق الفقراء ناتج عن الحاجة إلى التوكل
على الله ، أذن فأمير بلا علم ، وعالم بلا عفة وفقير بلا توكل ،
قرناء الشياطين ، وفساد العالم فى فسادهم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 28, 2005 4:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

44 – ومنهم سفينة أهل التوكل ، أبو سعيد أحمد
بن عيسى الخراز


وهو أول من بين مذهب الفناء والبقاء ،
وهو مؤلف كتب هامة ، وله عبارات دقيقة فى هذا الموضوع .
وقد لقى ذا النون المصرى وبشر الحافى والسرى السقطى .

يروى أنه قال شرحاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( جبلت القلوب على حب من أحسن عليها ) فقال :
" واعجباً لمن لم ير محسناً غير الله كيف لا يميل بكليته إلى الله "،
الإحسان الحقيقى صادر عن رب الأشياء ، وإنما تعطى لمن
له حاجة بها ، فكيف بمن يحتاج إلى فضل الغير أن يفيضه
على غيره – الله تعالى هو الملك والسيد ، ولا يحتاج إلى شىء ،
إن أحباب الله يعلمون ذلك . يرون المعطى والمتفضل فى كل عطاء
وفضل ، قلوبهم منكبة على محبته معرضة عن الغير .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 04, 2006 11:06 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

45 – ومنهم شاهد المحققين ، ودليل المريدين ، أبو الحسن
على بن محمد الأصفهانى
؛ وسماه بعض الناس
على بن سهل .

كان شيخاً كبيراً ، وقد تبادل مع الجنيد كتباً ورسائل كثيرة . وذهب إليه
عمرو بن عثمان المكى ليزوره بأصفهان ، وقد اجتمع بأبى تراب والجنيد ،
وكان متبعاً طريقاً ممدوحاً فى التصوف خاصاً به ، وتحلى بالرضا بقضاء
الله تعالى ، ورياضة نفسه . وكان محفوظاً من المعاصى والذنوب ،
وقد تكلم بعبارات كاملة فى التصوف والمعاملة والأصول ، وبين مشكلها
ووضح غامضها .

روى أنه قال " الحضور أفضل من اليقين ، لأن الحضور وطنات واليقين
خطرات " فالحضور مقره القلب ، ولا يسمح بالغفلة ، فالحاضرون قد
دخلوا دار الأمان ، أما الموقنون فهم على الأبواب ، وموضوع الغيبة
والحضور سنبينه فى باب آخر فى هذا الكتاب .

وقد قال أيضاً : " من وقت آدم إلى قيام الساعة والناس يقولون :
القلب القلب ، وأنا أحب أن أرى رجلاً يصف إيش القلب ، فلا أرى أحداً ".
والناس فى عرف الظاهر يجعلون كلمة القلب اسماً لهذه اللحمة
الصنوبرية ، التى تخص المجانين والمجاذيب والأطفال الذين لا قلب لهم ،
فما هو هذا القلب الذى نسمع عنه كثيراً ، أعنى إذا قلت أن العقل
هو القلب فإنه ليس ذلك ، وإذا قلت أن المعرفة هى القلب فإنها ليست
ذلك ، وأن كل آيات الحق موجودة فى القلب ولكن لا يوجد إلا اسمه .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 05, 2006 1:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

46 – ومنهم شيخ أهل التسليم ، الذى هو فى طريق
المحبة مستقيم ، أبو الحسن محمد بن اسماعيل ،
خير النساج
.


كان شيخاً كبيراً ، له عبارات عالية فى التصوف ، ومواعظ كبيرة وتوفى
وهو متقدم فى السن ، وقد تاب الشبلى وإبراهيم الخواص فى
حضرته ، وهو الذى أرسل الشبلى إلى الجنيد ، بعد أن أوصى
الشبلى بأن يرعى الأدب الواجب نحو الجنيد . وكان مريداً للسرى
السقطى ، ومعاصراً للجنيد ، وأبى الحسن النورى ، وكان الجنيد
يجله كثيراً ، كما كان أبو حمزة البغدادى يعامله بأعلى قدر من
الرعاية .

يروى أنه سمى بخير النساج من الحادثة الآتية : وهى أنه ترك بلده
سامرَّا لأداء فريضة الحج ، وعلى باب الكوفة وهو مار فى طريقه ،
أمسك به نساج حرير ، وصرخ بأعلى صوته : أنت عبدى ، واسمك
خير . ورضاء بقضاء الله لم يرد أن يعارض النساج ، وبقى سنين عديدة
فى خدمته ، وعندما كان يناجيه سيده : يا خير ، كان يقول : لبيك .
حتى تاب الرجل مما عمله ، وقال لخير : إنى أخطأت لأنك لست عبدى ،
فتركه وسافر إلى مكة ، وبلغ هناك درجة عالية ، حتى قال الجنيد فيه :
خير خيرنا . وكان يحب أن يسمى بخير ، ويقول : أنه ليس من الحق
أن أغير اسماً سمانى به أحد المسلمين .

يروى أنه لما أتاه حينه ، كان ذلك فى صلاة المغرب ، ففتح عينيه ،
ونظر إلى ملك الموت ، وقال :" قف عافاك الله ، فإنما أنت عبد مأمور ،
وأنا عبد مأمور ، وما أمرت به لا يفوتك ، وما أمرت به فهو شىء يفوتنى ،
فدعنى أمضى فيما أمرت " ؛ فطلب الماء وتوضأ وأدى صلاة المغرب ،
وقبض إلى ربه ؛ وفى هذه الليلة رآه أحد أتباعه فى المنام ، وسأله :
ماذا فعل الله بك ؟. فقال : لا تسألنى عن هذا ؛ ولكن استرحت من
دنياكم ".

روى أنه قال فى مجلسه :" أن الله شرح صدور المتقين بنور اليقين ،
وكشف بصائر الموقنين بنور حقائق الإيمان " فلا غنى للمتقين الذين
تنشرح صدورهم بنور الإيمان عن اليقين . وأهل اليقين لا غنى لهم
عن الإيمان مادام نور بصيرتهم صادراً من نور الإيمان ، لذلك فأينما يكون
الإيمان يكون اليقين ، وأينما يكون اليقين تكون التقوى ، لأن أحدهما
متصل بالآخر .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 18, 2006 12:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435


47 – ومنهم داعى العصر ، وفريد الدهر ، أبو حمزة الخرسانى .
هو من قدماء شيوخ خراسان اجتمع بأبى تراب ورأى الخراز .

وله قدم ثابتة فى حقيقة التوكل وعنه فيه حكاية مشهورة وهى
أنه سقط فى حفرة ، وبعد مضى ثلاثة أيام مرت عليه قافلة من
المسافرين ، واقتربوا منه ، فقال أبو حمزة فى نفسه :" سأناديهم .
ثم قال : لا ، أنه ليس من الصالح أن أطلب المساعدة إلا من
الله تعالى ، وإن فعلت ذلك فكأنى أشكو الله ، لأنى أقول لهم :
أن الله أوقعنى فى هذه الحفرة ، وأسألهم نجاتى " فلما اقتربوا
من هذه الحفرة وجدوها فى وسط الطريق فقالوا لنردم هذه الحفرة
حتى لا يقع فيها أحد ، وحتى ننال بذلك ثواباً . قال أبو حمزة : فقلقت
قلقاً شديداً ، حتى فقدت كل رجاء ، فبعد أن ردموا الحفرة وسافروا
دعوت الله تعالى ، وسلمت نفسى للموت ، وتركت كل رجاء فى
بنى الإنسان ، فلما جن الليل سمعت حركة على ظاهر الحفرة ،
فأنصت لها ، فانفتح فم الحفرة ، ورأيت حيواناً كبيراً كالتنين ،
أرسل ذيله ، فعلمت أن الله قد أرسله لنجاتى ، فأمسكت بذيله
وسحبنى ، فنادانى صوت من السماء : أن هذه لنجاة عجيبة لك
يا أبا حمزة ، أنا قد أنجيناك من الموت بالموت ، ألا وهو هذا
الحيوان الفظيع .

سئل : من هو الغريب ؟ فقال : هو المستوحش بالألفة . لأن الفقراء
ليس لهم دار ولا صحبة فى هذه الدنيا ، ولا فى الأخرى ، وعندما
ينقطع إلفه من الكون يصير متوحشاً من كل شىء ، بعد ذلك يصبح
غريباً ، وهذه مكانة راقية .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 19, 2006 11:52 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435


48 – ومنهم داعى المريدين لحكم الأمر ،
أبو العباس أحمد بن مسروق .


كان من كبار أجلة خراسان ، ومن أولياء الله تعالى ، وقد أجمع أولياء
زمانه على أنه وتد من الأوتاد ، وقد اجتمع بقطب زمانه ، فلما سئل
عن اسم القطب لم يبح باسمه ، ولكنه أشار إلى ما يفهم منه أنه
الجنيد ، وتد خدم الأربعين أصحاب التمكين ، وتلقى عنهم ،
وتمكن من علوم الظاهر والباطن .

يروى أنه قال : " من كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم ،
ومن لم يكن أنسه فى خدمة ربه فأنسه يورث الوحشة ". يعنى أن
كل ما عليها فان إلا وجهه سبحانه وتعالى ، ومن يفرح بالفانى
فسوف ينتابه الحزن عندما يزول عنه ما يفرحه ، وكل شىء عبث
سوى عبادته ، وعندما يظهر للإنسان ما بالمخلوقات من شرور يتبدل
أنسه وحشة ، لذلك كان الحزن والوحشة فى العالم كله ناجماً عن النظر
إلى كل ما سوى الله سبحانه وتعالى والله أعلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 22, 2006 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

49 – ومنهم أستاذ المتوكلين ، وشيخ المحققين ،
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المغربى ،


كان مربياً حاذقاً ، مراقباً لأحوال مريديه ، ومنهم : إبراهيم الخواص ،
وإبراهيم الشيبانى ، له مقالات عالية ، وبراهين ظاهرة ،
وله مقام ثابت فى التجريد .

قال رضى الله عنه : " ما رأيت أنصف من الدنيا ، إن خدمتها خدمتك ،
وأن تركتها تركتك " يعنى أنه ما دمت تطلبها فهى فى طلبك ،
وإن تركتها وطلبت الله فرت منك ، ولم تتعلق بقلبك الشغال الدنيوية ،
إذن فكل من يعرض بصدق عن الدنيا يأمن شرها وينجو من آفاتها .

يروى أنه قال : " الخلق كلهم فى ميادين الغفلة يركضون ، وعلى الظنون
يعتمدون ، وعندهم أنهم فى الحقيقة يتقلبون ، وعن المكاشفة ينطقون
" يدلك هذا القول على غرور النفس الطبيعى ، وميلها إلى الإعجاب .
والناس – مع أنهم جاهلون – لهم عقيدة ثابتة فى الجهل خصوصاً
جهلاء الصوفية ، الذين هم أذل خلق الله ، على الرغم من أن العقلاء
منهم هم أكرم خلق الله ، فالآخرون فيهم الحق بلا غرور بينما الأولون
مغرورون ، ولا حق عندهم ، وهم يرعون فى مراعى الغفلة ،
ويرون – اعتماداً على الظن – أن هذا هو اليقين ، ويتكلمون على
الغرور معتقدين أن اليقين . ويمشون على الرسوم ، ظناً منهم أنها
الحقيقة ، ويتكلمون بكلام صادر عن الهوى ، ويرون أنه مكاشفات .
كل هذا يعلمونه لأن الظن لا يخرج من نفس الإنسان إلا بعد مشاهدة
جلال الحق وجماله ، لأنهم بمشاهدة جماله يرونه منفرداً به
فيفنى ظنهم . فإذا كوشفوا بجلاله لم يروا أنفسهم .
فلم يعترضهم الظن والله أعلم
.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 23, 2006 11:16 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

50 – ومنهم باسط العلوم ، وواسط الرسوم ،
أبو محمد أحمد بن الحسين الجريرى ،


كان صديقاً حميماً للجنيد ، وإلتحق بصحبة سهل بن عبد الله .
وكان عالماً بكل فروع العلوم ، إماماً فى زمانه فى الفقه ،
مجيداً للأصول ، ملماً بعلوم الصوفية . بلغ من مرتبته فى
التصوف أن الجنيد قال له : " علِّم مريدىّ ، ومٌرهم بالرياضة "
وخلف الجنيد فى الجلوس على كرسيه .
يروى أنه قال : " قوام الإيمان ، وقوام الأديان ، وصلاح الأبدان ،
فى خلالٍ ثلاث : الاكتفاء ، والاتقاء ، والاحتماء . فمن اكتفى بالله
صلحت سريرته ، ومن اتقى ما نهى الله عنه استقامت سيرته ،
ومن احتمى ما لا يوافقه ارتاضت طبيعته ؛ فثمرة الاكتفاء صفو
المعرفة ، وعاقبة الاتقاء حسن الخليقة ، وغاية الاحتماء اعتدال
الطبيعة " أى أن كل من يكون مقبولاً من الله تعالى تصفو معرفته ،
وكل من يتمسك بالتقوى يحسن خلقه فى الدنيا وفى الآخرة ،
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كثرت صلاته بالليل
حسن وجهه بالنهار ) وقال صلى الله عليه وسلم : " يأتى الأتقياء
يوم القيامة ووجوههم نور على منابر من نور ). وكل من يأخذ طريق
الاحتماء يحفظ جسمه من العلة ، ونفسه من الشهوة . وهذه كلمات
جامعة طيبة ، والله أعلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 24, 2006 12:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

51 – ومنهم شيخ الظرفاء ، وقدوة أهل الصفاء ،
أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل الأدمى


كان يحترمه معاصروه ، وكان كاملاً فى علوم التفسير والقراءات ،
وقد شرح دقائق القرآن ، بعبارات ونظر أختص بهما ، وكان من أكمل
مريدى الجنيد ، واجتمع بإبراهيم المارستانى ، وكان أبو سعيد الخراز
يحترمه ويجله ، ويقول : " أنه لا أحد يستحق لقب الصوفى إلا هو " .

يروى أنه قال :" السكون إلى مألوفات الطبايع يقطع صاحبها عن بلوغ
درجات الحقائق " أن الميول البشرية آلات النفس ، التى هى أصل
الحجاب ، ولكن الحقيقة أصل الكشف ، والمريد المحجوب والساكن
لا يكشف أبداً ، إذن فإدراك الحقائق فى الإعراض عن مألوفات الطبائع
والدواعى البشرية تتصل بأمرين : إما بهذه الدنيا وملاذها ، وإما بالدار
الآخرة وأحوالها ، فاتصالها بالدنيا من جهة المجانسة ، واتصالها بالآخرة
عن طريق الخيال الذى يبحث عن المفارق للحواس ، لهذا فتعلقها بالدار
الآخرة تعلق بالخيال لا بحقيقة تلك الدار . لأنهم إذا علموا حقيقتها فروا
من هذه الدنيا ، وفقدت الطبائع البشرية كل قواها ، وتكشفت لهم
الحقيقة ولا يمكن أن يكون هناك انسجام بين العالم الآخر وبين الطبيعة
البشرية ، لأن فى الدار الآخرة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر
على قلب بشر . ويمكن إدراك قيمة الدار الآخرة من صعوبة الطريق إليها ،
أما مجرد الخيال فلا قيمة له وإذا كان الخيال قاصراً عن إدراك حقيقة الدار
الآخرة فكيف يمكن للبشرية أن تأنس بالعين . والحقيقة أن البشرية لا تعرف
من الدار الآخرة إلا ما يوصف من ملذاتها .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 26, 2006 12:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

52 – ومنهم المستغرق فى المعنى ، والمستهلك
فى الدعوى ، أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج .


كان من الغارقين فى حقائق التصوف ، له وجد شديد ، وروحانية عالية .
وقد اختلفت أقوال المشايخ فيه : فالبعض يرفضونه ، والبعض يقبلونه ،
فمن بين القسم الأول عمرو بن عثمان المكى وأبو يعقوب النهرجورى ،
وأبو يعقوب الأقطع ، وعلى بن سهل الأصفهانى وآخرون .

وقد قبله ابن عطاء ، ومحمد بن خفيف ، وأبو القاسم النصراباذى
وكثير من أهل العصر .

وآخرون قد توقفوا فى الحكم عليه ، مثل : الجنيد والشبلى والجريرى
والحصرى .

والبعض يتهمه بالسحر وما يتعلق به .

وفى أيامنا هذه يجله الشيخ الأكبر أبو سعيد بن أبى الخير ، والشيخ
أبو القاسم الجرجانى ، وأبو العباس الشقانى ، وينظرون إليه بالإكبار .

قال أبو القاسم القشيرى : أنه إذا كان الحلاج من أرباب المعانى فإنه
لا يذم لمجرد أن الصوفية ذموه ، وأن كان الحق قد رفضه فإنه لا يقبل
بقبول العوام له ، فالأحرى بنا أن نترك الحكم فى أمره لله ، ونجله
إجلالاً لآثار الحق التى وجدت عنده . والقليلون من المشايخ ينكرون
كماله الروحانى ، وصفاء نفسه ، وكثرة مراقبته وزهده ، ومن قلة
الأمانة أن نترك ترجمته فى هذا الكتاب .

يقول بعض الناس : " إن ظاهره كان كظاهر المشركين ". ولا يعتقدون
فيه ، ويتهمونه بالحيل والسحر .

ويظنون أن الحسين بن منصور الحلاج هو زنديق بغداد ، الذى كان أستاذاً
لمحمد بن زكريا ، وصاحباً لأبى سعيد القرمطى . ولكن الحسين هذا
الذى اختلف الناس فى شأنه كان فارسياً من أهل البيضاء . وإنكار
المشايخ عليه لم يكن لطعنهم فى دينه وبدئه ، ولكن بسبب سلوكه
وتصرفاته . وكان تلميذاً لسهل بن عبد الله فتركه دون أن يستئذنه ،
ليتصل بعمرو بن عثمان المكى ، وترك عمراً أيضاً دون أن يستأذنه
لصحبة الجنيد ، ولكن الجنيد لم يقبله ، وهذا هو السبب الوحيد الذى
أنكره المشايخ عليه والرجل الذى يحرم لسلوكه لا ينكر لعقيدته ،
ألم تر أن الشبلى قال : أنا والحلاج شىء واحد ، خلصنى جنونى ،
وأهلكه عقله. ولو كان متهماً فى دينه لما قال عنه الشبلى : أنا
والحلاج شىء واحد . وقد قال محمد بن خفيف عنه : " أنه عالم ربانى ،
وأمثال ذلك فمن الغبن عقوق شيوخ الطريقة . والحلاج صاحب تآليف
باهرة ، وأقوال مهذبة وعبارات رمزية فى الأصول والفروع . رأيت
خمسين تصنيفاً له فى بغداد ونواحيها ، ورأيت بعضها فى خوزستان
وفارس وخراسان . ولكن كدأب صغار السالكين بعضها أشد والبعض
أضعف ، والبعض أسهل معرفة والبعض أكثر تعقيداً . ذلك أن الله أكرم
عبداً بشهوده ، وحاول هذا العبد أن يصف ما رأى وهو فى فرط وجده ،
جاءت كلماته غامضة ، وخاصة إذا عبر عن نفسه فى عجلة وشدة إعجاب ؛
ولهذا ينكره السامعون ، ولا تدركه عقولهم فيقولون : " هذه عبارة عالية "
سواء اعتقدوها أم لم يعتقدوها ، ولكنهم يجهلون معناها . ومن جهة أخرى
فإن أهل الروحانية العالية والنظر الثاقب عندما يشهدون المشاهد
لا يحاولون وصفها ولا يشغلون أنفسهم بالإعجاب بأنفسهم ويستوى
عندهم المدح أو الذم ، ولا يقلقهم الإنكار أو الإيمان ، وأنه لمن الخطأ
أن يتهم الحلاج بالسحر ، وأهل السنة يثبتون الكرامة فى مقام الكمال
معرفة بالله ، لأن الأولى علامة على سخط الله ، والثانية دلالة على رضاه ،
وسأبين هذا الأمر تماماً فى باب إثبات الكرامة ، وبموافقة أهل السنة الذين
هم أهل البصيرة ثبت أنه لا يكون المسلم ساحراً كما لا يحتل المشرك
مكان التكريم والإجلال ، لأنه لا يجتمع الضدان . والحسين فى طول أيام
حياته كان لابساً لباس التقوى ، من صلاة ودعاء وصيام وأقوال كثيرة فى
التوحيد ، فلو كانت أعماله سحراً لما صدرت عنه كل هذه الأمور ، ولزم على
ذلك أنها كرامات ، والكرامة لا تنسب إلا لولى صادق .

وبعض أهل السنة ينكرون عليه أقواله التى تشير بالامتزاج والاتحاد ،
ولكن خطأه فى التعبير وحده ، لا فى المعنى ، لأن من غلبته النشوة
على أمره لا قوة له على دقة التعبير ، وزد على ذلك أن المعنى المقصود
من التعبير قد يصعب فهمه ، لذلك فإن الناس قد يجهلون مقاصد الكاتب ،
وهم بذلك لا ينكرون المعنى الحقيقى الذى أراده ، ولكن ينكرون الفكرة
التى كونوها لعقولهم عما أراد الكاتب أن يقول .

وقد رأيت فى بغداد وحواليها كثيراً من أهل الزندقة يدعون الانتساب
للحلاج ، ويجعلون أقواله دليلاً على زندقتهم ، ويسمون أنفسهم
الحلاجية ، وهم يتكلمون عنه بنفس الغلو الذى تكلم به الرافضة عن
الإمام على رضى الله عنه وأرضاه ، وسأرجع إلى مذهبهم فى الباب
الذى أبين فيه الطرق المختلفة .

وفى النهاية أنه لا يلزمك أن تجعل كلام الحلاج دليلاً على مكانته ، حيث
أنه كان مغلوباً عليه ، وليس بمتمكن ، والرجل يلزمه أن يكون متمكناً قبل
أن تقبل اقواله ، وتكون حجة : ومع أنه عزيز إلا أن طريقته ليست ثابتة على
أصل متين ، ومقامه ليس ثابتاً فى محل واحد ، ومشاهده مختلطة بالأغلاط .

لما كنت فى مبدأ مشاهداتى كنت كثيراً ما أستعين به فى طريق البرهان ،
وفى أيامى الأول كتبت كتاباً فى شرح أقواله ودعمها بالأدلة والبراهين
وزد على ذلك أنى كتبت فى كتابى " منهاج الدين " بياناً كافياً فى تاريخ
حياته من أولها لآخرها وقد بينت هنا التفاصيل الأخرى . ولكن يحتاج إلى
بيان ودقة نظر ، فالحقيقة والبدعة لا تجتمعان .

وكان دائماً يبحث أن يقف على مذهب خاطئ ، يروى أنه قال : " الألسنة
مستنطقات ، تحت نطقها مستهلكات " أن مثل هذه العبارات خطأ محض
أو من الخطأ التعبير عن معنى الحقيقة فلو وجد المعنى لما أضاعه التعبير ،
أما إذا لم يوجد فإن التعبير عنه لا يوجده ، أن التعبير فى هذه الحالة لا ينجم
عنه إلا تصوير غير حقيقى ، مما يجعل السالك يضل الطريق ، إذ قد يعتقدان
العبارة هى المعنى الحقيقى
.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 09, 2006 12:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435

53 – ومنهم قائد المتوكلين ، ومقدم المسلمين ،
أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد الخواص .


بلغ درجة عالية فى طريق التوكل ، وقد اجتمع بكثير من المشايخ ،
وله آثار باهرة ، وكرامات ظاهرة ، وتآليف كثيرة فى أصول التصوف .

يروى أنه قال :" المعرفة كلها فى عبارتين : لا تتكلف ما كٌفيت ،
ولا تضع ما استكفيت " أعنى أنه لا يلزمك أنه تشغل نفسك
بما قدر لك فى سابق علمه ، ولا تهمل فى أوامره حتى توفق
فى الدنيا والآخرة ، ومعنى ذلك ألا تتكلف فيما قسم لك ،
لأن ما كتب لك فى الأزل لا يتغير بتكلفك ، ولا تقصر فيما أمرت
به فترك الأمر يستوجب العقوبة .

سئل رضى الله عنه عن أعجب ما رأى ، فقال : " رأيت عجائب
كثيرة ولكن أعجب ما رأيت نبى الله الخضر ، سألنى النصيحة
فأبيت عليه ، لا لأنى لا أريد صحبته ، ومن أفضل منه ؟ ولكن مخافة
أن أتكل عليه دون الله ، لقد يذهب توكلى عليه تعالى ، بإهمالى
أداء ما أمرت به ، اشتغالاً بما يظهر لى على يديه ". وهذه درجة عالية
فى الكمال . والله أعلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط