ومن صـ 26 إلى 34 نقرأ من العدد السابق :
في الاحتفال بالمولد النبوي :
د. عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية :
موكب الطرق الصوفية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعد رسالة للعالم على وجود الاستقرار والأمن والأمان في مصر
بدعوة كريمة من سماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى ، احتفلت المشيخة العامة للطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف يوم السبت الموافق 12 من ربيع الأول 1436 هـ الموافق 3 يناير 2015 م ، بحضور الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة نائباً عن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد أبو زيد الأمير نائباً عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور مجدي عاشور نائباً عن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية واللواء ناصر الشيخ نائباً عن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والسيد الشريف محمود الشريف نقيب السادة الأشراف والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق والدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر والمستشار الدكتور محمود أبو الفيض شيخ الطريقة الفيضية الشاذلية ومشايخ الطرق الصوفية وعدد كبير من أبناء الطرق الصوفية ومريدي وأحباب التصوف .
وبهذه المناسبة الكريمة صرح سماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى تعليقاً على هذا الجمع الغفير بأن أبناء الطرق الصوفية بهذا الموكب الضخم للطرق الصوفية يرسلون رسالة للعالم أجمع تفيد وجود الاستقرار والأمن والأمان في مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نتمنى من الله أن يوفقه ويسدد خطاه في خدمة هذه البلد ومصالح مواطنيها .
هذا وقد بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بانطلاق مسيرة للطرق الصوفية تضم الآلاف من أبناء الطرق الصوفية من مسجد الشيخ صالح الجعفري بالدراسة بعد صلاة العصر حتى وصلت إلى مسجد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين رضي الله عنه ، حيث نظم الآلاف من أبناء الطرق الصوفية وقفة رافعين فيها أعلام مصر ومرددين أناشيد في حب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب مصر ولافتات مكتوباً عليها بالإنجليزية عبارات ترفض التدخل في شئون مصر الداخلية والتأكيد على الاستقرار الذي تعيشه مصر تحت قيادة الرئيس السيسي .
وبعد صلاة العشاء أقيم الاحتفال داخل مسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه وقد نقله التليفزيون وإذاعة القرآن الكريم وقام بتقديم الاحتفال الأستاذ محمد عبد الوهاب قنديل بإذاعة صوت العرب ، وقد بدأ الاحتفال بآيات الذكر الحكيم للقاريء الشيخ فاروق ضيف .
ثم تحدث الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف : إن الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه ربه رحمة للعالمين فقال : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وزكى لسانه فقال : " وما ينطق عن الهوى " وزكى عقله فقال : " ما ضل صاحبكم وما غوى " وزكى بصره فقال : " ما زاغ البصر وما طغى " وزكى معلمه فقال : " علمه شديد القوى " وزكى خلقه فقال : " وإنك لعلى خلق عظيم " وزكاه كله فقال : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " .
وإذا كان موسى عليه السلام قال مخاطباً ربه : " عجلت إليك ربي لترضى " فإن الله عز وجل قد قال لنبينا صلى الله عليه وسلم : " ولسوف يعطيك ربك فترضى " .
وإذا كان موسى عليه السلام قد دعا ربه فقال : " رب اشرح لي صدري " فإن الله عز وجل قد من على نبينا صلى الله عليه وسلم ابتداءاً فقال : " ألم نشرح لك صدرك . ووضعنا عنك وزرك . الذي أنقض ظهرك . ورفعنا لك ذكرك . "
فكلما ذكر اسم الله ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم .
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
كلما قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله قال وأشهد أن محمداً رسول الله فاسم الرسول صلى الله عليه وسلم دائماً مقرون باسم الله سبحانه وتعالى في الآذان خمس مرات في اليوم .
وأضاف وزير الأوقاف : بهذه المناسبة الكريمة إن وزارة الأوقاف سوف تعقد مؤتمراً دولياً حول عظمة الإسلام وأخطاء بعض المسلمين لأن ديننا عظيم ينهى عن القتل وسفك الدماء وليس ما يحدث الآن من بعض المسلمين من القتل والتخريب باسم الدين الإسلامي والدين منهم براء لأن ديننا يدعو إلى العلم وإتقان العمل " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ومن أسف أن نجد واقع المسلمين مراً في العمل والإنتاج والركون إلى الراحة والكسل في حين تقدمت أمم لا تدين بدين الإسلام بالعمل لأنهم أخذوا منهج الإسلام وطبقوه عملياً فتقدموا .
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الرسالة المحمدية جاءت لتؤكد على مكارم الأخلاق : لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بعثت لأعلم الناس الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة ولا الحج مع أهمية هذه الأركان الأساسية للإسلام إنما قال : " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم أحبكم إلي أكثركم صلاة ولا صياماً وإنما قال : " أحاسنكم أخلاقاً " ، نريد أن نعود إلى ديننا عوداً صحيحاً .
ووجه الوزير خلال كلمته التحية والتقدير للرئيس السيسي على رسالته لتجديد الخطاب الديني قائلاً : رسالتك قد وضحت وتقبلناها جميعاً بالترحاب لأنها حركت ما كان في النفس كامناً ، وأنه ناقش مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ترجمة تعليمات وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تجديد الخطاب الديني إلى ورش عمل وأولها صالون وزارة الأوقاف وأن منتدى السماحة والوسطية سيحمل رسالة الإسلام السمحاء داخل وخارج مصر على أن يكون العام الحالي عام تجديد الخطاب الديني وتصحيح الأفكار الخاطئة عن الدين ونشر ثقافة وسماحة الإسلام .
ثم تحدث الدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية نائباً عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر : إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه الحق جل في علاه والكمال والجلال والجمال ، رفع الحق قدره وأعلى ذكره .
تعالى الله أولاك الكمال
وتوجك المهابة والجلال
وسيرك المنارة والمثال
وأعطاك الجوامع من كلام
وأضاف : إنه في شهر ربيع الأول ولد الهدى والنور ، ولد خير ولد وأكرم مولود ، ولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الحق تبارك وتعالى للإيمان منادياً وبالحق داعياً إلى الصراط المستقيم هادياً ، ولد من اختاره الحق جل في علاه وانتقاه واصطفاه ، " إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم فأنا خيار من خيار من خيار " .
وأضاف الدكتور محمد أبو زيد قائلاً : مهما تكلم المتكلمون ومهما مدح المادحون فلن يستطيع أحد أن يصل إلى من وصفه الحق جل في علاه أو أن يدرك بعض ما وصف به حبيب الله ومصطفاه سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله ، ألم يقل الحق جل في علاه له " وإنك لعلى خلق عظيم " ، ألم يقل له الله " ألم يجدك يتيما فآوى .. ووجدك عائلا فأغنى "
شكراً لك اللهم أنت كفلته
نعم الكفيل تقدست أسماؤك
ثم تحدث الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ما جئنا اليوم لنقول إننا نذكرك في شهر من السنة أو في يوم من الشهر ، بل ما جئنا يا سيدي إلا لتذكير الغافلين وننبه الساهين ونرشد الحيارى والضالين أما ذكراك يا سيدي فلن ننساك أبداً ونذكرك في كل وقت وكل حين في كل صلاة ونخاطبك في كل تشهد وفي كل سلام ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
يا أكرم الخلق جئنا يوم ذكراك
والقلب بالحب والإخلاص ناجاك
نهوي مدينتك الزهراء يدفعنا
وجد وشوق وتحنان لرؤياك
كان اسمها يثرب قبل هجرتكم
فأصبحت طيبة من بعد رؤياك
قد أصبحت طيبة لما سكنت بها
وروضة من جنان الخلد تهواك
تعطرت أرضها لما خطوت بها
وصار مسكاً ثراها عند مثواك
من أرض طيبة نور عم عالمنا
يا عالم الإسلام بشراك
فما تجمل رسل الله من خلق
ومن فضائل بعض من سجاياك
إنا نحبك عن بعد وعن كثب
وما نسيناك يوماً أو سلوناك
وأضاف د . أحمد عمر هاشم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو نعمة الله الكبرى التي فاقت كل النعم وهو النعمة التي من الله علينا بها بعد نعمة الإسلام وهذا هرقل أكبر ملوك الغرب أعلن صراحة أنه تمنى أن يكون خادماً تحت أقدام أشرف خلق الله وأشرف من مشى على الأرض صاحب أشرف سيرة في الوجود الذي يرحمنا به الله يوم القيامة فهو الشفيع المشفع فينا يوم نرد على الحوض المورود .
يا صاحب الحوض كم للناس من أمل
في ورده يوم تسقي منه كل ظمي
لواؤك الحمد يوم الدين ترفعه
يمناك يا سعد من تلقاه بالدعم
أنت الشفيع لنا في يوم شدتنا
تقوم وحدك كل الرسل لم تقم
يقول كل نبي من تهيبه نفسي
فتسد للرحمن من أمم
تقول أنت لها يدعوك خالقنا
أشفع تشفع هنا للخلق كلهم
ثم وجه الدكتور أحمد عمر هاشم الشكر للسيد رئيس الجمهورية قائلاً : نتوجه بالشكر إلى قائد المسيرة رئيس الجمهورية مع ما أتحف به الطرق الصوفية والسادة العلماء بتكريم سماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية والسيد الشريف محمود الشريف نقيب السادة الأشراف وكوكبة من علماء الأزهر على رأسهم الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق .
وقال فضيلته : شكراً لك يا سيادة الرئيس رسالة نبعثها إليك من هنا من جوار حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه وفي ذكرى ميلاد خير مولود في الوجود ونقول لك سر على بركة الله وخذ بما أمرك به الله واعلم أن من كان مع الله أيده الله ، فاللهم أيدنا بمدد من عندك وأيد مصرنا يا عزيز يا غفار واجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .
واختتم الحفل بابتهالات دينية للشيخ محمود عوض الله .