موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 10, 2012 6:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ومن العدد السابق لهذا الشهر شهر ديسمبر عدد 409 ، ننتقل إلى هذه الفتاوى لمفتي الديار المصرية :

هل يجوز إجهاض طفل الزنا قبل إتمام 120 يوماً من الحمل لسبب أن الأم أجنبية غير قادرة على التربية الإسلامية والأب مسلم وحدثت العلاقة بالخطأ ؟ وما حكم زواجهما وحكم الطفل ؟

قبل 120 يوماً لا تكون الروح قد نفخت ولذلك أجاز بعض الفقهاء أن تجهض المرأة نفسها قبل 120 يوماً لأي سبب كان لأن الطفل مشوه لأنها لا تريده الآن لأن ظروفها لا تسمح .. إلخ ، أما بعد نفخ الروح فهو له حق الحياة ولذلك حتى لو كان مشوهاً أو كان غير ذلك من الأسباب بما فيها هذا السبب الوارد في السؤال فإنه لا يجوز أبداً إجهاضه .

أرى أن المجتمع المسلم ليس في حاجة للطب النفسي وعلم النفس والتنمية البشرية لأن الإسلام فيه كل هذه المجالات وأرى أن عالم الدين يكفي لأنه يجمع بين الدين والحياة والعلوم النفسية معظمها إن لم يكن كلها غربية لا وجود للدين فيها فهل فعلاً المجتمع إذا كان متديناً لا يحتاج إلى هذه العلوم ؟

المجتمع المسلم يحتاج إليها لأن الأمراض النفسية تؤثر عضوياً بعد فترة من الزمن ، خذ مثلاً الوسواس الذي نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء والصلاة وفي سائر الحياة إذا لم يعالج الإنسان نفسه بالموعظة والهمة والقدرة على أن يضبط نفسه فإنه يكون معرضاً لاختلال كيميائي في الدماغ يستلزم أن يأخذ أدوية عضوية ويستلزم الأمر حينئذ معونة طبية ولذلك لابد من وجود هذه العلوم التي تعالج هذه الحالة التي تحولت من الحالة النفسية البسيطة التي يمكن أن نسيطر عليها بالموعظة وبالنصيحة إلى حالة جسدية تحتاج إلى معونة طبية ودراسة متأنية ولذلك فإن المسلمين وبلاد المسلمين في حاجة ماسة إلى كل هذه العلوم .

أما النموذج المعرفي الذي بنيت عليه علوم النفس فنحن لا نأخذ به من ناحية إنكار الألوهية من ناحية المادة الخالصة من ناحية النظريات القائم عليها هذه العلوم مثل الإنجاز والتجاوز .. كل هذه الأمور لا نأخذ بها إنما نحن نتعامل مع الإنسان كإنسان وأنه كل لا يتجزأ وأنه في حاجة إلى المعونة الطبية ولذلك فإن الطبيب المسلم الثقة يراعي كل ذلك ولا يتأثر بالنماذج المعرفية التي انطلقت منها بعض الرؤى لمثل هذه العلوم .

أنا أم لبنتين وجدة لحفيد أقوم بكل واجباتي الدينية ولكن وزري الوحيد أني أهجر زوجي في المضجع لأنه سيء وأكرهه .. فماذا أفعل ؟

حاولي أن تقاومي نفسك لأن هذه العلاقات هي علاقات خاصة لكنها بنيت على الود وعلى الحب ولذلك فمرة بعد مرة حاولي أن تزيلي هذه الصورة السيئة لأن الإنسان يمكن أن يشارك في صناعة الصورة لدى نفسه وأن تكون النظارة السوداء التي يلبسها وتريه كل العالم أسود هي السبب .. ارفعي عن ناظريك النظارة السوداء حاولي أن تستقبلي الحياة بتفاؤل حاولي أن تصححي صورة الزوج وأن تري فيه الرحمة والود ونحو ذلك .

ما حكم كلمة مدد يا أم هاشم وغيرها من كلمات التوسل ؟

التوسل إنما يكون في الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى نتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بحبنا لنبينا بأعمالنا الصالحة ونسأل الناس أن يدعوا الله سبحانه وتعالى أيضاً بأعمالهم الصالحة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر : " لا تنسنا في صالح دعائك يا أخي " ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وبصفاته العلا وبأفعالنا الصالحة .

وفي حديث البخاري : أن ثلاثة قد حبستهم صخرة كبيرة هندما دخلوا كهفاً أو غاراً فسقطت الصخرة فجلس كل واحد منهم يتوسل إلى الله بعمل صالح فعله هو فعندما توسل الأول بعمل صالح انفرجت الصخرة ولكنها لا تكفي لخروج أحد فلما توسل الثاني انفرجت أكثر فلما توسل الثالث انفرجت حتى خرجوا ونجوا جميعاً .

أخذ العلماء من ذلك أن كل واحد من الثلاثة استفاد بدعاء الإثنين الآخرين يعني الأول عمله الصالح لم يصل به إلى تمام استجابة الدعاء ولكنه استفاد من إخوانه من الإثنين اللذين كانا معه في الغار .

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم إني أسألك بحقي ( فتوسل بنفسه ) ، وبحق النبيين من قبلي ( فتوسل بالأنبياء من قبله ) ، أن تغفر لأمي فاطمة " ، يعني فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي بن أبي طالب لأنها كانت هي التي ربته في بيتها وكانت زوجة لأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم .

فالتوسل قد ورد في السنة وقال تعالى : " وابتغوا إليه الوسيلة " ( المائدة 35 ) ، وهذه الألفاظ ينبغي أن تكون من هذا المعنى ، أننا نطلب الدعاء ثم عندما " أم هاشم " أو " الحسين " أو " النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق " يدعون لنا الله فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب أو لا يستجيب .. الله سبحانه وتعالى قاهر فوق عباده ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فإن وجدت خيراً حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت لكم " ، فالنبي يستغفر لنا ، ولكن الله سبحانه وتعالى قال له : " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة " ( التوبة 80 ) ، إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر سبعين مرة لكنه يستغفر لشخص قد يكون عند الله منافقاً ولذلك فالله سبحانه وتعالى لا يستجيب حتى لسيد الخلق حبيبه صلى الله عليه وسلم ولذلك فهو القاهر فوق عباده سبحانه وتعالى ولذلك فإن هذا الدعاء أو طلب الدعاء ليس فيه شيء لأننا نطلب الدعاء ثم بعد ذلك يستجيب الله سبحانه وتعالى أو لا يستجيب .

أما دعاء الأموات فهو شرك بالله بلا شك ويتنزه المسلمون عن ذلك فهم لا يطلبون من الأموات ضراً ولا نفعاً في ذاتهم إنما يطلبون منهم الدعاء ولذلك هؤلاء الأموات يسمعون ، وفي حديث قليب في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب المشركين فقالوا يا رسول الله أيسمعونك ؟ قال : إنهم لأسمع لي منكم ، فالميت يسمع سواء كان كافراً أو مؤمناً هكذا أراد الله سبحانه وتعالى وإبليس يسمعنا جميعاً الآن ولكن إبليس إمام الشر ولذلك ينبغي علينا أن نفرق بين التوحيد الذي أمرنا الله به وبين هذه الفقهيات التي أجازها لنا الشرع الشريف .

أبي توفى وترك إرثاً بيد إخوته دون أولاده وهم يؤذوننا فهل علي إثم إن تركت إرث أبي ولم أسأل عنه ولا عن أعمامي ؟ وهل علي إثم لأني حزنت من أبي أنه ظلمنا في مماته بأن فضل إخوته على أولاده ؟

هذا سؤال غير واضح ، ربما الجد الكبير كانت عنده أموال وتهاون الأب في طلب نصيبه ، فذهب لإخوته وهو الآن يعني كأنه يحزن من أبيه لأنه ترك نصيبه في الميراث .. ترك النصيب في الميراث ليس ظلماً لا لنفسه ولا لغيره ، ولعله أن يكون لإخوته هؤلاء وإخوانه لعل أن يكون لهم يد عليه ونعمة عليه أراد أن يجازيهم عليها ولعله لا يكون ذلك وتركها حتى لا يشق العائلة ، ولعله قد رأى إخوته في حاجة إلى هذا الميراث فتنازل عنه وهذا يسمى بالتخارج والتخارج لا شيء فيه ، ولذلك لا أرى أن تحزن ولا أن يتعلق قلبك بما فات ولا أن تغضب من أبيك لأن الأمر يبدو من السؤال ليس كذلك والله أعلم بما هنالك .

هل يجوز أن أمتنع عن الكلام مع أمي لأنها لا تريد مني أن أطالب أخواتي البنات بارتداء ملابس محتشمة ؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بلطف " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " ( النحل 125 ) ، وكل ذلك لا يقتضي غضباً ولكن ادع إلى الله وأنت تعلم أنك ترشد فقط " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ( القصص 56 ) ، " ما على الرسول إلا البلاغ " ( المائدة 99 ) ، " لست عليهم بمصيطر " ( الغاشية 22 ) ، " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " ( البقرة 256 ) ، ليس عليك إلا أن توصل " بلغوا عني ولو آية " ، بعد ذلك اترك الأمر لله ، توكل على الله ، ثق بالله ولذلك ليس بينك وبين الخلق ما يستدعي الغضب ولا ما يستدعي المشاحنة والمصادمة وكأنك إذا لم تصل إلى ما تريد فإن هذا يحزنك ويخرجك عما أمرك الله به .. لا ، لا تفعل هذا لا تذهب نفسك عليهم حسرات .

ويجب عليك أن تستمر في بر أمك وفي كلامها حتى لو طلبت منك ألا تأمر بالمعروف وألا تنهى عن المنكر ، استمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللطف وبالنصيحة وبالهدوء ثم بعد ذلك توكل على الله ، ادع الله سبحانه وتعالى ولا تحزن ولا تغضب ولا تحول الأمر إلى مسألة شخصية فإن الأمر كله بيد الله .

هل التعامل مع الجن المسلم حلال أم حرام ؟ وهل يأتي إلى الناس ليساعدهم في فعل الخير ؟

خلق الله سبحانه وتعالى العالم المنظور وخلق عالماً غير منظور فيه الجن والروحانيات والملائكة وخلق غيباً غير مشاهد لنا الآن وإن كان يمكن أن نشاهده في عالم الحقيقة مثل العرش ومثل الكرسي ونحو ذلك من مخلوقات الله التي هي محجوبة عنا في عالم الغيب بمستوياته المختلفة ، فهناك عالم الشهادة وهناك عالم الغيب وغيب الغيب هو الله سبحانه وتعالى الذي لا يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " ( الأنعام 103 ) ، " ليس كمثله شيء " ( الشورى 11 ) سبحانه وتعالى فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق .

عالم الجن من العوالم التي ترانا ولا نراها وهي موجودة بدون شك تحدث عنها كل دين خاصة القرآن الكريم الذي تحدث باستفاضة عن هذا العالم ووصف هذا العالم بأوصاف حقيقية يعتقد فيها المسلم ، ولكن المسلم لا يرى الجن على حقيقتهم ولا يجوز له أن يستعين بهم فالجن قد خلقوا وكلفوا بعبادة الله سبحانه وتعالى فمنهم الجن الصالح ومنهم الجن الطالح .

ولكن الإنسان يجب عليه ألا يتصل بهم كما أنه يجب عليهم أن لا يتصلوا به وإذا حاول الإنسان أن يتصل بالجن أو حاول الجن الاتصال بالإنسان فقد خرج كل منهما عن وظيفته التي خلقه الله عليها وإرادته التي أراد الله لها في هذا العالم ولذلك فإن التعامل هذا إنما هو تعامل لم يرده الله سبحانه وتعالى فحتى إن كانت هذه العلاقة ممكنة فإنها تخرج الإنسان والجن أيضاً عن التكليف الذي أراده له لذلك يجب على المسلم أن يبتعد كلياً عن هذا المجال حتى لا يقع في عالم آخر يخرجه عن تكليفه وعما رسمه الله سبحانه وتعالى له .

يقشعر بدني من خشية الله ولكن تسيل دموعي عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند ذكر أحاديثه وهنا ألوم نفسي ويؤنبني ضميري لتعاطفي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشر أكثر من رب البشر فهل هذا نفاق ؟

كل واحد منا له مدخل تراه قد رق قلبه بإذن الله فمنا من يبكي عندما يستمع إلى القرآن أو يقرأ القرآن ومنا من يبكي عندما ينظر إلى الكعبة ومنا من يبكي عند ذكر الله ومنا من يبكي عند ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتذكر ما لاقاه ذلك البشر وهو الإنسان الكامل من جهاد في سبيل الله ويتذكر ما لاقاه ذلك البشر من أذى من البشر ويتذكر ما لاقاه ذلك البشر من إكرام الله له ومن تأييد الله له ولذلك فهي درجات يجب ألا نعتقد أن ذلك من النفاق أو أن هذا من النقص بل هي أنواع ودرجات يهب الله سبحانه من يشاء وما يشاء في هذا المجال .

أحد أصدقائي تكلم مع إمرأة أمريكية فتطرقوا إلى الإسلام فسألته : لماذا ترجم المرأة المتزوجة حتى الموت إذا زنت ؟ أليس هذا يتعارض مع حقوق الإنسان ؟ وكذلك قطع يد السارق ؟ ما هو الرد الأنسب من وجهة نظر فضيلتكم ؟

بني النظام العقابي الإسلامي على الوقاية ، وأنها خير من العلاج ولذلك رأينا بعض الجرائم التي تمس أمن المجتمع والتي اهتم بها الإسلام اهتماماً بليغاً ، نرى الإسلام قد وضع لها عقوبات بدنية .. من ضمن هذه الجرائم جريمة الاعتداء على العرض وهي الزنا ، جريمة الاعتداء على الملك وهي السرقة ، جريمة الاعتداء على العقل كشرب الخمر والمخدرات .

وهذه من المقاصد الكلية التي هي النظام العام ، الحفاظ على النفس على العقل على الدين على كرامة الإنسان وعرضه وعلى الملك ولذلك الاعتداء على هذه المقاصد العامة يعد قدحاً في النظام العام والآداب والقدح في النظام العام والآداب جريمة كبيرة أراد الله أن يخوف الناس منها فجعل بإزائها مثل هذه العقوبات لكن في نفس الوقت وضع شروطاً صعبة جداً ، لدرجة أن حد الزنا ( الرجم ) لم يطبق في بلد مثل مصر مثلاً نحو ألف سنة لأنه صعب جداً ولا يمكن أن يتأتى تقريباً إلا إذا اعترف الفاعل على نفسه بل إن الشريعة تأمره بعدم الاعتراف والستر ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادرءوا الحدود بالشبهات " .

ومن هذا الجانب رأينا الشروط التي اكتنفت مثل هذه العقوبات جعلتها رادعة يستعظم فيها الإنسان مثل هذه الجرائم لأنه يعرف أنها من الكبائر الشديدة لدرجة أن عقوبتها مثلاً : الرجم أو القطع أو الجلد أو نحو ذلك من العقوبات البدنية .

إذن فهذه ليست عدواناً ولا انتقاماً ولا تشفياً من الإنسان بل هي عقوبات رادعة .. هذا المفهوم قد يخالفه مفاهيم أخرى ولكن لابد أن نفهم هؤلاء أن هناك ما يسمى بالخصوصية وأن هذه هي خصوصياتنا الثقافية والتاريخية والدينية ونحن نتفهم هذا وليس له أي واقع مخالف لحقوق الإنسان .

ولذلك في التجربة المصرية رأينا القوانين قد سكتت عن هذا لأن العصر عصر شبهة ولذلك لا نرى فيها الرجم أو القطع أو الجلد أو نحو ذلك من العقوبات البدنية برغم أن الدستور المصري ينص على أنها دولة إسلامية وبرغم أن المحكمة الدستورية العليا تراقب على إسلامية القوانين وذلك تطبيقاً للشريعة وليس فراراً منها وذلك لمعرفة حقيقة هذه الحدود وأنها روادع وأن الوقاية فيها خير من العلاج كل ذلك ينبغي أن يكون في نطاق بيان خصوصية الإسلام وليس بياناً لمقارنة الإسلام بغيره من النظم التي تشتمل على فجوات أخرى كثيرة لا مدخل لنا في التعرض لها .

لدي كتاب قديم فيه كل شيء عن الأدعية والأذكار وعن فضل البسملة مثلاً وذكر قول معين أو اسم معين من أسماء الله الحسنى وعن فضل الآيات والسور وذلك لأي شيء كتيسير الأمور والرزق والحمل فهل هذا صحيح معروف بين أهل العلم ؟

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل " ، وكان يأمر أن يعلم أحد الصحابة أخاه ما عرفه من الرقية وهي عبارة عن تلاوة بعض الأدعية أو أسماء الله الحسنى أو نحو ذلك فأخذت الأمة من هذا أن هناك أسراراً يمكن أن نتوصل إليها بالتجربة ولذلك إذا استعملنا ما أمرنا الله به من أدعية أو من أذكار أو من أسماء الله الحسنى ، ووجدنا أنها تحدث أثراً في الواقع مثل الرقية الشرعية التي هي نوع من أنواع الدعاء وليست نوعاً من أنواع التطبب الإكلينيكي بل هي من أنواع الدعاء والله يستجيب الدعاء والله سبحانه وتعالى قد جعل في هذا العالم علاقات بين تلاوة هذه الأسماء الحسنى والأذكار والأدعية والرقى وبين التأثير الذي يمكن أن يحدث في نفس الإنسان عرفه من عرفه وجهله من جهله ولذلك فأصل ذلك وارد في السنة المطهرة كمجمل ولكن التفصيل كتبه المسلمون في كتبهم ولم ينكروا ذلك على أحد ، وابن القيم في كتابه الهدى تكلم عن هذا المعنى ، ونرى اعتماد الرقى والأذكار وأسماء الله الحسنى طالما لم تشتمل على ألفاظ غريبة غير معروفة جائزة عند المسلمين بكل طوائفهم والحمد لله رب العالمين ولا يضر أن هذا لم يرد في السنة فجربه فإن رأيت فيه نفعاً استمر عليه وإذا لم تر فيه نفعاً فاتركه ولا تنكر عليه لأنه يختلف باختلاف الأشخاص والأزمان والأماكن والأحوال .

وهب زوجي لإبني وابنتي قطعة أرض منذ عشرين عاماً والآن يريد أن يبيعها لزواج الإبن ويضع نصيب الإبنة في البنك وهو يريد أن يأخذ ثمن شراء الأرض وأرباح البنت حتى تتزوج فهل هذا رجوع منه في هبته لهما ؟

الهبة تتم بتمام التسليم وفي هذه الحالة الأب لم يسلم هذا الذي وهبه لأبنائه تمام التسليم ولذلك عندما احتاج الأمر إلى أن يزوج ابنته وأن يصرف عليها على ما اقتضى عليه العرف فإنه رجع في هذه الهبة ويريد أن يعيد تنظيم العطاء الذي أراده لأبنائه ولذلك يجوز له هذا ما دام قد احتاج إليه وما دام قد ضيق عليه فيه .. والله أعلم .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 21, 2013 7:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وهذه مقالة قديمة للأستاذ الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر من مجلة التصوف الإسلامي العدد 407 ـ أكتوبر 2012 ـ ذو القعدة 1433 هـ وهي بعنوان :

أولياء الله عز وجل في التشريع الإسلامي



الحمد لله العلي الوهاب اصطفى الأمة المسلمة لوراثة الكتاب " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات " ، بما تقوم به من وظيفة وما تحمل من أمانة ، وما تؤدي من مهمة في دنيا الخلق لأنها بفيض الحق " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " ، وبما تقيمه من موازين العدل والرحمة وبما تمتلك من قيم الوحي السماوي السليم .

والسلاة والسلام على النبي الأواب مبلغ الكتاب شفيع الأمة يوم الحساب سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الحساب .

وبعد ،، فالحديث في الصالحين المصلحين المربين المرشدين ، طيب جميل عذب سلسبيل ، تستروح النفوس في جنباتها الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة وتستضيء العقول في إشراقاتها العبر والدروس القيمة وتسر القلوب الطامحة لأنوار الحق بسيرهم الطيبة " أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده " ، وإن كانت في سادتنا الرسل والأنبياء عليهم السلام وهي في ورثتهم في إرشاد الخلق إلى الحق .

وتشنف الأسماع وترشد وتضاء العقول بنصوص الشرع الإسلامي المطهر ، المثبت لمقامات وأحوال أولياء الله عز وجل في كل زمان ومكان في كل عصر ومصر في كل شعب وقبيل وجيل ، قال الله سبحانه وتعالى : " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم " .

" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم " .

وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " .

ومع شذرات وومضات من هذه النصوص المحكمة :

الولي : الولي فعيل بمعنى فاعل ، لأنه والى عبادة الله وطاعته من غير تخلل معصية ، أو بمعنى مفعول ، لأن الله عز وجل والاه بالحفظ والرعاية مقابل حفظ حدوده ورعاية أوامره ونواهيه ، وأصل الولاية المحبة والتقرب .

ومن معاني الولي : العالم بالله سبحانه المواظب على طاعته المخلص في عبادته .

وقيل : الولي : الذي علم فعمل بحقيقة العلم ، وهو الطاهر قلبه ، البريئة يده ، المتحاب مع إخوانه بجلال الله تعالى .

وقيل : ولاية العبد هي : تصديقه بالله تعالى وبكل ما جاء من عنده ثم بالإسلام بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ثم التفويض إليه والتوكل عليه والاستسلام لأمره في سره وعلانيته وشدته ورخائه ، وقوله الحق : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " فمحبة الله عز وجل تبع لولايته .

وقيل : الإيمان والتقوى المتضمنة للتقرب بالفرائض والنوافل .

وقيل : الولي هو من داوم حفظ الله تعالى في قيامه بحقوقه عز وجل في السراء والضراء وهو من فغ نفسه لله عز وجل وأقبل بوجهه عليه ، يشمه الصديقون كأنه ريحان الله تعالى في الأرض فتصل رائحته إلى قلوبهم فيشتاقون به إلى مولاهم عز وجل .

وقال الإمام الجنيد : هو عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه ، فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فمع الله فهو بالله ولله ومع الله .

وكثرة المباني تدل على أصالة المعاني .

أولياء الله جل شأنه : هم خلص عباده القائمون بطاعته المخلصون له وقد وصفهم الله سبحانه في كتابه الكريم بصفتين هما :

أ ) الإيمان .
ب ) التقوى .

" ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون " .

مراتب أولياء الله تعالى :

1 ) الرسل والأنبياء عليهم السلام المعصومون من كل ذنب وخطيئة المؤيدون بالمعجزات من عند الله سبحانه .

2 ) أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم رضي الله عنهم الذين عملوا بكتاب الله تعالى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .

3 ) من يتحقق فيه الإيمان الراسخ بالله تعالى والتقرب إلى الله سبحانه بالواجبات والمندوبات قولاً وفعلاً ، والفرار من المحظورات والمخالفات ، ويتحقق هذا فيمن صدق وأخلص لله تعالى دون حصر للولاية في طائفة بعينها ، قال الله عز وجل : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " .

فالخلاصة : أولئك المؤمنون الصادقون الذين صلحت أعمالهم وحسنت بالله تعالى صلتهم .

ومن جيد ما ينوه به : قال الفخر الرازي : ظهر في علم الاشتقاق أن تركيب ( الواو واللام والياء ) يدل على معنى القرب ، فلولي كل شيء هو الذي يكون قريباً منه .

والقرب من الله سبحانه إنما يتم إذا كان القلب مستغرقاً في نور معرفته فإن رأى رأى دلائل قدرته وإن سمع سمع آيات وحدانيته وإن نطق نطق بالثناء عليه وإن تحرك تحرك في خدمته وإن اجتهد اجتهد في طاعته فهناك يكون في غاية القرب من الله تعالى ويكون ولياً له سبحانه ، وإذا كان كذلك كان الله تعالى ولياً له أيضاً كما قال الله سبحانه وتعالى : " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " ، وعبر عن إيمانهم بالفعل الماضي للإشارة إلى أنه إيمان ثابت راسخ لا تزلزله الشكوك ولا تؤثر فيه الشبهات ، وعبر عن تقواهم بالفعل الدال على الحال والمستقبل للإيذان بأن أتقاءهم وابتعادهم عن كل ما يغضب الله تعالى من الأقوال والأفعال يتجدد ويستمر دون أن يصرفهم عن تقواهم وخوفهم منه سبحانه ترغيب أو ترهيب ، ولهم البشرى في الحياة الدنيا بالرؤيا الصالحة والثناء الحسن والذكر الجميل ومحبة الناس والفتح والنصر ولهم ما يسرهم ويسعدهم في الآخرة من الفوز برضوان الله سبحانه ومن دخول جنته .

والأولياء يتفاضلون فيما بينهم بحسب تفاوتهم في الإيمان والتقوى ، وليس من شرط الولي أن يكون معصوماً لا يغلط ولا يخطيء بل يجوز أن يخفى عليه بعض علم الشريعة ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين .

ومما ينبه عليه : الحذر الحذر من إنكار الولاية أو التنقيص من شأنهم أو التقليل من مكانتهم فقد روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام حين كلمه : اعلم أن من أهان لي ولياً وأخافه فقد بارزني بالمحاربة وعاداني وعرض نفسه ودعاني إليها وإني أسرع شيء إلى نصرة أوليائي أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي ؟ أو يظن الذي يعاديني أنه يعجزني ؟ أم يظن الذي يبارزني أنه يسبقني " .

وقال الطوفي : " لما كان ولي الله سبحانه من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله سبحانه بالحفظ والنصرة وقد أجرى الله تعالى العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو ، فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كمن كان حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله " .

أجل الولاية حق ، الولاية صدق ، الأدلاء على الله سبحانه " الرحمن فاسأل به خبيرا " مربون للقلوب مرشدون للسبيل آمرون بمعروف ناهون عن منكر لهم درجات وكرامات جمعوا الشريعة والحقيقة .

لمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون ، ولله المنة والفضل والحمد والثناء والشكر .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 21, 2013 10:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وهذه مقالة قديمة أيضاً للأستاذ الدكتور أحمد محمود كريمة حفظه الله تعالى وهي موجودة بالعدد رقم 397 عدد شهر الله المحرم 1433 هـ الموافق ديسمبر 2011 م صــ 48 ، 49 وفيها يفتح عالم الأزهر الجليل النار على المتمسلفة ويتهكم على ابن تيمية وشيوخ الوهابية وعنوانها :

من لصحيح الدين الحق ؟



شعبنا المصري على ما هو ثابت متدين بفطرته قي شتى الأعصار والأمصار ، مجتمع مفتوح يحتضن أعراقاً وثقافات وشرائع قبل التاريخ الإنساني المعهود ، فعلى ثرى أرضه في عهود الفراعنة عاش بعض بني إسرائيل وفيهم سادتنا موسى وهارون وأمهما وأختهما عليهم السلام ، ووفد سادتنا يعقوب وزوجه ويوسف وإخوته عليهم السلام ، ومنها أم العرب العاربة أصل رسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سيدتنا هاجر عليها السلام ، وزوجه سيدتنا مارية القبطية عليها السلام حاملة نسبتها إلى أصلها المصري القديم العريق في موطن الرسالة الخاتمة .

وجاءت المنحة القرآنية " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " ، والوصية النبوية " ستفتح لكم مصر من بعدي فاستوصوا بأهلها خيراً " .. " فاتخذوا منها جنداً فإنهم خير أجناد الأرض " ، ومكانتها في التاريخين الإنساني والديني وعطاؤها الحضاري واضح وضوح الشمس في عالية النهار وإشراقة البدر ليلة التمام .

وكان لايزال لأزهرها المرجعية العلمية الثقافية الدعوية الكبرى للمسلمين من ألف وسبعين عاماً أو يزيد حراسة ثقافة الدين الحق ، أصول الدين وفروعه واللغة العربية وآدابها ، بموضوعية ومنهجية متفردة أظهرت التسامح والتعايش مع الآخر والتنوع الفكري فلا عجب أن يزود من علمائه السنة بمختلف المذاهب الفقهية المعتمدة بحرية كاملة ويفد إليه من متبعي شيعة زيدية وجعفرية وكذلك إباضية دون نكير .

ومنذ قرنين مضيا بدت بواكير الاتجاه السلفي وصدع به الإمام المستنير محمد عبده رحمه الله تعالى وبدأت جمعيات أهلية ثقافية تعمل في العمل الدعوي ( جمعية أنصار السنة المحمدية ، الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية ) دون غضاضة وكانت مناظرات علمية بمنهجية وموضوعية يحكمها أدب الخلاف .

ولأهل الحجاز مكانة خاصة في قلوب ومشاعر المصريين سواء النخبة أو بسطاء الناس فيهم عطر موطن الرسالة الخاتمة ومهبط الوحي السماوي المقدس ونفحات الحرمين الشريفين بمكة والمدينة زادهما الله تعالى تشريفاً ومهابة ، وحيث مثوى طهر الأطهار سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حيث قبره الشريف كما حكى الإمام النووي في مصنفه الماتع " المجموع " أطهر بقعة في الأرض .

ثم بدأت الأحوال في تبدل وتوجس وقلق وفي الأفق إعصار كراهية بفعل ممارسات فرقاء لمدعي سلفية تهدد صحيح الدين الحق وتغتال حسن فهمه وتئد حسن عرضه حتى صاروا أشبه بخوارج الزمان ، نظرة إلى شيء من سلفية مدعاة :

أولاً : الادعاء أنهم وحدهم من دون المؤمنين ( فرقة ناجية منصورة ) ويستشهدون استشهاداً مغلوطاً بخبر : " ستفرق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة ... " فحصروا وقصروا فرقة واحدة ناجية عليهم وحدهم على غير مراد الإخبار النبوي .

ثانياً : القول إن أدبيات " السلفية " كلها تعود إلى سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته رضي الله عنهم على خلاف الواقع العلمي وبالمثال يتضح المقال :

أ ) التقسيم الثلاثي ( ألوهية ، ربوبية ، أسماء وصفات ) لم يصرح القرآن الكريم ولا السنة النبوية ولا الصحابة بهذا مطلقاً .

ب ) الخوض في أسماء وصفات بما يوهم التشبيه والأخذ بحرفية لغوية وإغفال السياق والدلالة والواقعة فيما يتصل بمن " ليس كمثله شيء " وعلى خلاف المحظور منه " ولا تقف ما ليس لك به علم " وبما لم يشتغل به رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم .

ج ) إسكان الله عز وجل في سماء ! أي سماء ؟؟!

د ) القول بحرفية الاستواء والعلو الحسيين لله تعالى .

هــ ) القول بفناء النار على خلاف صريح القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية ... إلخ .

هذه الأراء الاعتقادية التي قيلت بعد عصر الرسالة الخاتمة بما لا يقل عن سبعمائة سنة من بعض أئمة العلم كسيدنا ابن تيمية رحمه الله تعالى صارت لها تدليساً وزوراً قوة النص الإلهي والنبوي !!

وما يبعث على الغرابة والنكارة أن يصم متسلفون غيرهم من السنة ( أشاعرة وماتريدية ) في هذه الأمور بفساد وزيغ العقيدة أي الكفر لعدم تجزؤ الإيمان ( خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) .

وهكذا صارت مؤسسات علمية أزهر مصر وغيره في أرجاء المعمورة خارجة عن الملة الإسلامية !!

ويأتي التقليد والتعصب لمذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه والقدح في الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه والامتعاض من الإمامين مالك والشافعي رضي الله عنهما في أولويات العمل الدعوي لدى السلفية ، ولا تخلو عبادة ولا شعيرة من مجادلات ضاقت بها صدور وتشتت أفكار ومن العجيب أنها في فرعيات لا تهدد عقيدة ولا تخل التزاماً ومن عينة ذلك :

1 ـ وجوب تقصير الثياب السلفية للرجال ( وإغفال علة النهي للخيلاء ) .

2 ـ وجوب نقاب النساء ( وإغفال الخلاف العلمي فيه ) .

3 ـ إيجاب إخراج حبوب في صدقة الفطر .

4 ـ إجتناب :
• دعاء القنوت في صلاة الصبح .
• رفع الأيدي في الدعاء .
• الدعاء والعظة على القبر .
• قصد زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
• الصلاة في مساجد بها قبور ( لم يرد نص معتمد في هذا بل النهي عن الصلاة في مقبرة لا في مسجد به قبر ولم يقل به أحد من أئمة العلم التراثيين ) ... إلخ .

• الحكم بالشرك تارة والابتداع في مستحدثات هي عادات لا عبادات :
1 ـ مناسبات وطنية واجتماعية تعارف عليها الناس في بلادهم .
2ـ التصوير الساكن بالآلة .
3 ـ الفنون الجميلة كالرسم والنقش وما أشبه .
4 ـ المسبحة في الأذكار ... إلخ .

الشغب على الدين الحق بإنكار مسلمات علمية مثل كروية الأرض وتحديد نوع الجنين !! .

وانتقاص المرأة ، وعدم التعايش مع الآخر ، وتحريم السفر والإقامة بما أسموها بلاد الكفار ، وحل الزواج المؤقت للمبعوثين خارج البلاد !! .

أدى هذا وما يماثله وما يشابهه ويناظره بالانتشار الإعلامي ( قنوات فضائية لمستثمرين سعوديين وغيرهم وما لا يعلمه إلا الله ) ودعم مالي هائل بإصدارات مقروءة ومسموعة ومرئية ( على حجاج بيت الله الحرام كرهاً ) وترسل من جمعيات سلفية بالكويت وتنشر بواسطة مراكز دعوية وغيرها ، وصار لرموزهم المرجعية ( الشيوخ ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله تعالى وغيرهم ) والإعلامية بالقنوات الفضائية ومعظمهم لا حظ له من الدراسة التخصصية الشرعية بل منهم حملة مؤهلات مدنية جامعية ومتوسطة ومنهم من هو شبه أمي ، وصار يطلق على واحد مصري ( أعلم من في الأرض ) !! قداسة لا تقل عن قداسة البباوات ووجد نظام الكهنوت والالكيروس ، فكل الأشياء عبادات وعادات أصول وفروع تراث وماعصرة تحصر في فهم مزعوم للصحابة رضي الله عنهم ولا اعتداد باجتهاد ولا فقه واقع أو فقه مقاصد أو أولويات !!

وانقلب الحال من تيار دعوي في أولياته إلى حركي في معظمه وإلى سلفي جهادي بدأ في التنامي والتزايد والتصاعد !

لمزيد من الاستزادة : مصنفات منشورة جامعة لفتاوى شيوخ في الفرقة في موطن المنشأ ( فتاوى علماء البلد الحرام إعداد خالد بن عبد الرحمن الجريسي طبعة الرياض بالسعودية جامع لفتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية ومجلات الفرقان الكويتية والتوحيد المصرية وغيرها ) .
هذا قليل من كثير .

فمن لصحيح الدين الحق ؟ ومتى ؟


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 22, 2013 5:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وهذه مقالة أخرى للأستاذ الدكتور أحمد محمود كريمة حفظه الله تعالى وكتبت في العدد رقم 403 عدد شهر رجب 1433 هـ الموافق يونيو 2012 م ، وهي بعنوان :

التصوف الحق وسائل ومقاصد



الحمد لله الرحيم والرحمن أمر بالإحسان " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " ، والصلاة والسلام على خير مبعوث بالإحسان لخير أمة أخرجت للأنام سيدنا محمد القائل : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وعلى آله وصحبه ومن اتبعه ووالاه ، وبعد ،، فالتصوف الحق منهاج وجداني يجمع بين الشريعة والحقيقة ، فالإيمان الركن القلبي عبودية والإسلام الشريعة عبادة ، والإحسان الركن السلوكي عابدة يجمع بين عبادات القلب والحواس والجوارح الظاهرة والباطنة فيصدق عليه اسم لما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأفعال ، والتصوف وفق ما سلف وما يناظره ويشابهه منهج تربوي ليس فرقة ولا جماعة بل طريقة عامة جامعة " وألو استقاموا على الطريقة لأسيقناهم ماء غدقا " ، مجاهدة ومكاشفة ، تربية لأمير وسلطان البدن " ألا إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " ، " إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم ولا إلى أحسابكم إنما ينظر إلى قلوبكم " ، وهو الفرار بالكلية قلباً وعقلاً وجسداً إلى الله عز وجل " ففروا إلى الله " ، وهو هجرة روحية إليه سبحانه وتعالى " والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .

ومن جيد ما يستشهد به " إن الطريق إلى ذلك إنما هو تقديم المجاهدة أو محو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والإقبال بكنه الهمة على الله عز وجل ومتى حصل ذلك كان الله تعالى هو المتولي لقلب عبده المتكفل له بتنويره بأنوار العلم ، وإذا تولى الله سبحانه أمر القلب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور في القلب وانشرح الصدر وانكشف سر الملكوت وانقشع عن وجه القلب حجاب الغرة بلطف الرحمة وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية ، فليس على العبد إلا الاستعداد بالتصفية المجردة وإحضار الهمة مع الإرادة الصادقة والتعطش التام والترصد بدوام الانتظار لما يفتحه الله سبحانه وتعالى من الرحمة .

إن التزكية هي الشريعة والوسيلة " ويعلمهم الكتاب والحكمة " ، " قد أفلح من زكاها " ، وكما قال أهل السبيل : الشريعة جاءت بتكليف الحق ، والحقيقة جاءت بتعريف الحق ، فالشريعة أن تعبده والطريقة أن تقصده والحقيقة أن تشهده ، قال الله عز وجل " إياك نعبد وإياك نستعين " ، وقال جل شأنه " كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون " ، والشريعة قيام بما أمر به وبصر ، والحقيقة بلا شريعة باطلة فالشريعة والحقيقة شيء واحد .

إن هذا منهج القويم يحرر الإنسان من عبودية غير الله تعالى ، يحرر الإنسان من أسر نفسه وهواها وشهواتها ، يحرر الإنسان من ماديات وبهيمية الجسد ، يحرر الإنسان من شرك الشيطان وحزبه .

وهذا المنهج مقيد بالكتاب العزيز الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وبالسنة النبوية الصحيحة ، فكل تصرف قولي أو فعلي خالفهما فتصرف باطل مردود على صاحبه .

ينبغي للسالك أن يميز بين الطيب والخبيث ، بين الأصيل والدخيل ، بين النفيس والخسيس .

فإذا ميز وجاهد وطبق وحقق " اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " .

ولا يشغب على المنهج تصرفات أدعياء ومزاعم دخلاء وسلوكيات جهلاء وقدح أغبياء ، فقدر المنهج الحق أن يحاربه شياطين الإنس والجن " يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون " ، " قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ " .

التصوف الحق منهاج صدق لغاية " إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر " ، " الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " .

فتعلم سيرة القوم بالتجرد طلباً للحق ولا يخدعنك المخادعين والمنكرون والمزايدين ، فالركب كما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : كثير والحج قليل ..

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 24, 2013 5:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وهذه اقتطافة أخرى من مقالات الأستاذ الدكتور / أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف ، وكانت بالعدد رقم 404 لشهر شعبان 1433 هـ الموافق يوليو 2012 م وهي بعنوان :

الختان بين الأصالة والمعاصرة



الإسلام دين الله رب العالمين للعالمين بإحكام أحكامه يوازن بين المصالح والمفاسد ، يؤصل علل الأحكام والحكمة منها وفق نصوص شرعية وقواعد منهجية ومقاصد مرعية تعود على الجميع بالحياة الآمنة الطيبة الكريمة .

ومن خصائص التشريع الإسلامي :

الجمع بين الأصالة والمعاصرة ، فلا تغيير لما ثبتت مشروعيته بدليل شرعي قطعي معتبر وصار معلوماً من الدين بالضرورة ، ولا جمود لما هو واقع قابل للاجتهاد بشروطه من العلماء الذين يعتد بعلمهم بآلية علمية منضبطة ، قال الله عز وجل : " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " .

وبالنظر إلى الوسائل القويمة في المستجدات والمستحدثات والنوازل والطواريء والعوارض ، وبالنظر كذلك في المصالح ، فالقاعدة الفقهية المجمع عليها : " لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان " .

وفي مقاصد الأحكام الضرورية : حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والنسل والمال ، والحاجية من رفع الحرج والمشقة والتحسينية من إرساء مكارم الأخلاق .

وقضية الختان في التشريع الإسلامي تحوطها أمور عديدة أهمها :

1 ـ الختان ليس من أصول العقيدة الإسلامية التي بسببها يحكم بإيمان أو كفر .
2 ـ الختان بتكييفه الفقهي من الفروع وليس من الأصول للأحكام العملية التي بها يحكم بالتزام أو عدمه .
3 ـ الختان يجب فقه المصطلح واتصاله بالحياة العملية للمكلفين الذكور والإناث .

ومصطلح الختان : تدور تعاريف الفقهاء في الفقه التراثي الموروث كالتالي :

أ ) ختان الذكور : قطع الجلدة التي تغطي الحشفة للقضيب ( العضو التناسلي للذكر ) .
ب ) ختان الإناث : قطع الجلدة المستعلية منه دون استئصال .

وتكييفات باحثين معاصرين :

1 ـ الجراحة التي يقصد منها قطع الجلدة التي تغطي الحشفة ( أي الذكر ) للذكور وقطع أدنى جزء من جلدة أعلى الفرج للإناث .
2 ـ قطع الجلدة أو القلفة وتسمى الغلفة التي تغطي البظر .

وخلاصة : التكييف الفقهي ( ويوافقه التكييف الطبي ) أن الختان للذكر قطع القلفة التي تغطي الحشفة .
وأن الختان للأنثى كشط الجلدة إذا تفاحشت وغطت البظر .

طرق الختان للإناث : عديدة متنوعة أشهرها فيما نحن بصدده :

أ ) قطع أو كشط الجلدة فوق رأس البظر وهو ما عناه الفقهاء وأجازه الأطباء .
ب ) قطع كل أو بعض البظر زيادة على قلفة البظر أي إزالة جزء أو قدر كبير من الأعضاء التناسلية للأنثى وهذا ما لم يعنه فقهاء ولا أطباء .

الحكم التكليفي للختان :

اختلفت كلمة الفقهاء في حكم الختان فيما يلي :

1 ) الختان سنة في حق الرجال وليس بواجب والختان مكرمة وليس بسنة وقيل مندوب للنساء ، قاله الحنفية والمالكية ووجه شاذ عند الشافعية ورواية عن أحمد .

واستدلوا للسنية بخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " خمس من الفطرة : الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب " .

وجه الدلالة : التصريح بسنية الختان للرجال ومكرمة للنساء يدل على عدم وجوبه .

وقد قرن الختان بنتف الإبط وقص الشارب والاستحداد وكل هذا ليس واجباً .

وبدليل المعقول : أن الختان قطع جزء من الجسد ابتداء فلم يكن واجباً بالشرع قياساً على الأظفار .

وهذا القول هو الراجح لقوة ما استدلوا به وتحقيقه مصلحة ودفعه مفسدة .

مقدار ما يقطع في الختان في الفقه التراثي الموروث :

ختان الذكور : قطع الجلدة التي تغطي الحشفة وتسمى القلفة والفرلة بحيث تنكشف الحشفة كلها .

ختان الإناث : قطع ما يطلق عليه الاسم من الجلدة التي كعرف الديك فوق مخرج البول ، والسنة أن لا تقطع كلها بل جزء منها .

والدليل خبر أم عطية رضي الله عنها : أنها كانت أمرأة تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " لا تنهكي " .

الخلاصة في قضية ختان الإناث :

بالاستقراء الأمين في الختان من جهة المفهوم والحكم التكليفي وآثار الحكم يمكن القول بما يلي :

1 ) ختان الذكور : سنة وهو لدى جمهور الفقهاء إعمالاً بقول الله عز وجل : " أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا " ، وفسر ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " اختتن إبراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنين بالقدوم " .

وجه الدلالة :

1 ـ أمرنا باتباع سيدنا إبراهيم عليه السلام أمر لنا بفعل تلك الأمور التي كان يفعلها فكانت من شرعنا وأنه من شعار المسلمين ويدل على المشروعية .
2 ـ أن ختان الذكور لا أضرار فيه بل في فقه الموازنات بين مصالح ومفاسد فإن الغلفة بقول الأطباء الثقاة منبت خصب لتكوين الإفرازات التي تؤدي إلى تعفن تجلب معه جراثيم تهييء الإصابة بأمراض عديدة فهو بهذا من الأعمال الوقائية .

2 ) ختان الإناث : مكرمة من مرادفات الاستحباب عند الأصوليين غير الحنفية أي اقتضاء غير جازم يجوز تركه وضده الكراهة ، ويرى الحنفية أن الاستحباب من سنن الزوائد ووجه التسمية : اختيار الشارع على المباح ، وبناء على ما قرره علماء الأصول غير الحنفية : المستحب يمدح فاعله ويثاب ولا يعاقب تاركه ولا يذم .

ومكرمة للرجال الذين لم يألفوا الإحساس بالجلدة الزائدة وهو بذلك عملية تجميلية من التجمل والتطيب مثل إزالة شعر العانة ونحوه .

وعليه فقد وافق الطب الشرع في أن الاعتداء على البظر محرم مجرم وأن إزالة جزء من الجلدة المتفاحشة بكشطها لا بأس به وفق الضوابط الطبية .

ومما يؤكد أن الختان للإناث مكرمة بدواعيها المعتبرة من الناحية الطبية ما يلي :

في فقه الموازنات بين مصالح ومفاسد فإذا قرر أطباء ثقاة أن مضاعفات فورية أو بعيدة سواء كانت جسمانية أو نفسية أو جنسية ، وأن وضع الفتاة لا يحتاج لختان فالقول بعدمه أولى لأن القاعدة الفقهية دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله .

وأن الأصل الأصيل أن الله عز وجل " خلق الإنسان في أحسن تقويم " بالإضافة للنهي عن تغيير خلق الله عز وجل فمن الأعمال الشائنة للشيطان فيما حكى وحذر وأنذر القرآن الكريم : " لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا " ، وفي الحديث الشريف النهي عن تغيير خلق الله عز وجل .

ومن القواعد المقررة : أن العرف الفاسد إذا عارض نصاً شرعياً يهمل وكذلك إذا كان العرف خاصاً وليس عاماً يهمل .

ومن المسائل ذات الصلة : تضمين الخاتن إذا حصل للمختون ضرر من هلاك أو إتلاف عضو وقد اتفق الفقهاء على هذا .

وبالاستقراء وجد أن الدول الإسلامية الإفريقية التي تمارس ختان الإناث ، مصر ، جيبوتي ، إريتريا ، الصومال ، السودان ، تشاد ، موريتانيا .
وهناك دول إفريقية غير إسلامية تمارسه كعادة متوارثة تبلغ حوالي 13 دولة .

بينما لا تمارسه الدول الإسلامية في الخليج العربي ولا الشام ولا معظم قارة آسيا ، أي أن عملية ختان الإناث في دول إفريقية مع اختلاف نوع الختان تبعاً لأعراف وتقاليد متوارثة .

وفي النهاية :

ـ ختان الذكور لا مشكلة فيه ولا خطر ولا ضرر منه .

ـ ختان الإناث يمكن القول بأنه ليس بسنة ملزمة وليس ببدعة تجتنب ومرد القول فيه للرأي الطبي كعملية تجميلية إذا وجدت دواعيها ومقتضياتها بواسطة أطباء متدربين والاقتصار على حد الضرورة فقط ، فإذا لم توجد ضرورة فلا يصار إليه ، وإذا وصل الأمر إلى الاعتداء على البظر فمحرم مجرم شرعاً للنصوص القاطعة باحترام وسلامة الجسد الآدمي وعدم إيذائه ، وبهذا يجمع بين أصالة ومعاصرة بين ثوابت ومتغيرات وإعلاء فقه الموازنات وفقه الواقعوفقه المقاصد وفعله حسب الدواعي والنية فعل مستحب وتاركه حسب الدواعي والظروف ليس آثماً وملاماً .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 01, 2014 3:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عدد 421 لشهر الله المحرم لعام 1435 هـ وتحت باب فتاوى وأحكام يجيب الشيخ فكري حسن إسماعيل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق على هذه الأسئلة ( صـ 48 إلى صـ 51 ) .

هل أحداث الهجرة النبوية وقعت في شهر المحرم وهل أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة قبل أن تتحقق ؟

ـ بالنسبة للسؤال الثاني الهجرة النبوية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن جديدة عليه فقد سبق إليها الكثير من الرسل وفي مقدمتهم نبي الله إبراهيم عليه السلام ، ولقد أخبر رسول الله بأنه سيهاجر إلى أرض ذات نخل حيث روى الإمام البخاري في حديث طويل يوضح موقف رسول الله عقب نزول الوحي عليه حيث أخذته السيدة خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وقص عليه ما رآه وكان رجلاً قد اطلع على التوراة وغيرها فقال : يا محمد إن هذا الناموس ( أي الوحي ) الذي أنزله الله على موسى ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك ، قال : أو مخرجي هم قال : نعم لم يأت رجل بمثل ما أوتيت به إلا أوذي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا ، وفي ضوء هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري وغيره يتضح أن الهجرة لم تكن فراراً من أذى قريش وإنما كانت تحقيقاً لإرادة أرادها الله .

والهجرة وقعت أحداثها في شهر ربيع الأول بعد ثلاثة عشر عاماً قضاها رسول الله في مكة ولقد ذكر هذا الإمام أحمد بن حنبل وكتب الحديث ، فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في شهر ربيع الأول وهاجر في شهر ربيع الأول وتوفي في شهر ربيع الأول والأمة الإسلامية حينما تحتفل بالهجرة مع أول المحرم فإنها تبدأ عاماً هجرياً جديداً يستلزم الاحتفال بالهجرة التي كانت مبدأ للتقويم الإسلامي وعلينا أن نتذكر ذكريات رسول الله في كل وقت فالله تعالى يأمرنا من خلال القرآن الكريم بأن نتذكر أيام الله الخالدة ، يقول تعالى مخاطباً موسى عليه السلام : " وذكرهم بأيام الله " الآية .

يعتقد الكثير من أهالي الريف أن عقد الزواج في شهر المحرم لا يجوز فهل هناك ما يؤيد ذلك ؟

ـ هذا الاعتقاد لا أساس له في الدين وهو من العادات القديمة التي ورثها أهالي الريف ويجب أن نوضح أن شهر المحرم من الأشهر الحرم التي لها مكانتها في الإسلام لأن القرآن الكريم أكد هذا يقول سبحانه وتعالى : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " ، ولقد بين رسول الله هذه الأشهر الحرم فهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ، وهذه الأشهر عظمها الإسلام حيث أنها لها مكانتها منذ أن خلق الله السموات والأرض وحرم الله القتال فيها إلا في حالة صد العدوان وجعل الإثم والعدوان فيها أشد نكراً منها في غيرها .

ولقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر المحرم بشهر الله تشريفاً له وجعل أفضل الشهور التي يسن الصيام فيها هو شهر الله المحرم ففي مثل هذا الشهر تاب الله على قوم ويتوب فيه قوم ويتوب فيه أيضاً على قوم آخرين ، وفي ضوء هذا يتضح أن شهر الله المحرم له مكانته قبل الإسلام وبعد الإسلام وأن الزواج فيه سواء كان عقد الزواج أو الدخول جائز شرعاً لأن الزواج شعيرة من شعائر الدين وسنة من سنن النبي الكريم ومن تزوج فقد أحرز شطر دينه وعليه أن يتقي ربه في الشطر الآخر ..

يقوم بعض الناس بعد الصلاة خاصة أيام الجمعة ببيع أشياء كالعطور أو السواك والكتب الدينية وشرائط الكاسيت ونحو ذلك بجوار المسجد أو بداخله .. فهل هذا جائز شرعاً ؟

المساجد بنيت للعبادة والذكر وتلقي العلم ونحو ذلك من الأمور الشرعية ولذا فإن الإمام أحمد بن حنبل يقول بعدم جواز البيع أو الشراء في المسجد نهائياً ، ويرى الأحناف جواز البيع القليل للضرورة ..

ولكن إذا أكثر واعتاد البعض يومياً البيع فإنه في هذه الحالة يكون مكروهاً كراهة تحريمية لأنه لا يجوز أن يتحول المسجد إلى سوق تجاري ، قال الله تعالى في وصف عمار بيوت الله " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار " ، فالمسجد بيت الله وعلى المسلمين الحفاظ على بيت الله وصيانة حرمته .

من المعلوم أن الرجل هو الذي يخطب الفتاة فهل يجوز للمرأة أن تخطب الرجل ؟

أباح الإسلام للمرأة أن تخطب الرجل وقرر لها حقها في ذلك ما دامت تراعي الأسس الصالحة في الاختيار ، وكان معروفاً عن العرب قبل الإسلام ومن ذلك ما فعلته السيدة خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بلغها من صدق رسول الله وأمانته وكريم أخلاقه فبعثت إليه ليخرج تاجراً في مالها إلى الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره ولقد صدقت فراستها في أخلاق رسول الله فلما رجع رسول الله من الشام وقدم ميسرة الدليل على كرم أخلاق محمد بن عبد الله بعثت إليه أني راغبة فيك لقرابتك ومكانتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت نفسها عليه وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج منها .

مسلم غير عربي أراد أن يتزوج مسلمة غير عربية وقام أحد المسلمين في مركز إسلامي في إحدى الدول الغربية بعقد الزواج بلغة أجنبية ما حكم هذا الزواج ؟

من قدر على إجراء صيغة عقد الزواج بالعربية لم يصح بغيرها أي بغير اللغة العربية وهذا قول الحنابلة وأحد قولي الإمام الشافعي وعند الإمام أبي حنيفة ينعقد لأنه أتى بلفظه الخاص فانعقد به كما ينعقد بلفظ العربية ، المهم أن يكون هناك الشهود والولي والإعلان والإشهار والإيجاب والقبول ، وعليه فالذي لا يحسن العربية ينعقد النكاح بلسانه وبلغته لأنه عاجز عن تكلم العربية ، أما الذي يعرف العربية فإنه لا يجوز له أن يعدل إلى غير العربية في لفظ النكاح والتزويج ، وعليه فإن من يقوم بإجراء صيغة العقد إذا قرأ آية من كتاب الله عليه أن ينطق بها عربية لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية ولا يجوز أن يقول مضمون آية حسب هواه وحسب فهمه إلا إذا استوثق بالمعنى .

امتلك عمارة قمت بتأجيرها وأحصل على الإيجار شهرياً أصرف منه ما أحتاج إليه هل هناك زكاة على دخل هذه العمارة ؟

لا تستحق الأجرة من المالك إلا باستغلال العين المؤجرة ولذلك قال الإمامان أبو حنيفة ومالك لا تستحق الأجرة إلا بانقضاء مدة الإجارة ، أي بعد أن يستغل المؤجر العين أي في نهاية كل شهر حسب ما يكون قد تم الاتفاق عليه في صلب العقد ، وعليه من أجر شقة أو داراً أو عمارة لا يجب عليه زكاة أجرتها حتى يقبضها ويكون المال زائداً عن حاجته وحاجة أسرته ويبلغ النصاب وهو عشرون مثقالاً من الذهب تعادل ما بين خمسة وثمانين أو ستة وثمانين جراماً ، وأن يحول الحول على هذا المال الفائض عن حاجة صاحب هذه العمارة ، أما من أجر شقة مفروشة أو عمارة مفروشة ويعلم أن الشقة استغلت فيما حرمه الله وثبت ذلك بالدليل اليقيني فإنه يأثم وتكون هذه الأجرة حراماً ولهذا أنصح كل مسلم أن ينص العقد على أن تستغل الشقة أو العمارة فيما أحله الله وإذا خالف المؤجر هذا يجب فسخ العقد فوراً ..

ما معنى قوله تعالى : " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا " ؟

هذه الآية جاءت في سورة مريم ضمن الآيات التي تحدثت عن يوم القيامة وما يسبق هذا اليوم وتحدثت عما سيكون بالنسبة للكافرين فأول ما يطالعنا في يوم القيامة قيام الساعة ووقوع الواقعة ويأمر الله نافخ الصور أن ينفخ النفخة الثانية فيخرج الأموات من قبورهم إلى هذه الأرض الجديدة حيث تبدلت الأرض غير الأرض وكذلك السموات وبعد أن يقضي الله بين العباد ويعرف أهل الجنة من أهل النار يساق الجميع إلى الصراط ويرون جهنم وهي خابية غير مشتعلة ويبدأ المسير على الصراط فيسير النبيون والشهداء والصالحون والأولياء والمتقون أولاً فيضيء لهم نورهم ويمرون بكل سهولة فوق الصراط ويشاهدون مكان جهنم فيحمدون الله الذي أنجاهم من هذا العذاب الأليم فإذا ما عبروا الصراط ولم يبق منهم إلا من حكم الله عليهم بالعذاب ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ، وحال الله بين الكافرين وبين المؤمنين بهذا السور وينقطع النور الذي كان يسير به المؤمنون فيصبح الكافرون في ظلام دامس ثم ينهار الصراط ويقع الكافرون في حفرة جهنم الهائلة والتي تشتعل فيها النار بسرعة البرق وتأتيهم بغتة ولا يستطيعون أن يردوا النار عن وجوههم ولا عن ظهورهم ، أما من نجاهم الله فقد ساروا في نورهم إلى الجنة فوجدوا أن الله قد وفى بوعده وصدق رسله وسيكون الاتصال بين أهل الجنة وأهل النار عن طريق ما نراه الآن مثلاً بالوسائل الحديثة فالكافرون يشاهدون المؤمنين في النعيم ويقولون لهم : " أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " وأهل الإيمان يقولون : " الحمد لله الذي صدقنا وعده " ندعو الله أن نكون منهم .

هل يجوز أن يتصدى غير المؤهل تأهيلاً شرعياً للخطابة في المساجد ؟ وهل يجوز منع هؤلاء من الخطابة ؟

هناك قرارات وزارية صدرت من وزارة الأوقاف تنظم مسألة الخطابة خاصة خطبة الجمعة وتحدد الشروط الواجب توافرها فيمن يؤدي الخطبة وهذه القرارات تحافظ على الكلمة التي توجه لجمهور المسلمين وتبتعد بها عن الأخطاء وتقوم الأمانة الفنية للدعوة الإسلامية وهي تمثل الأزهر الشريف والوعظ والأوقاف حيث يتقدم كل من يريد أداء الخطبة من غير الأزهريين إلى الوزارة وإلى المديريات في المحافظات للحصول على تصاريح بالخطبة ولابد أن يتم اختبار هؤلاء وإذا ثبت صلاحيتهم في الدعوة إلى الله تم السماح لهم بالخطابة وهذا شأنه أن ينظم الكلمة في المساجد وعلى المنابر ويحول دون قيام الأدعياء وأصحاب الفكر المنحرف بأداء خطبة الجمعة وغيرها وهناك الكثيرون من غير خريجي الأزهر حصلوا على تراخيص الخطابة وهم يؤدون الخطبة الآن على أحسن وجه ولا يعقل أن يترك المنبر لرجل لا يعرف شيئاً عن الإسلام ليتحدث إلى الناس ، وأذكر أنني منذ سنوات رأيت شخصاً وقف يخطب ويسب ويلعن في علماء السنة ويفتي بغير علم وهذا يجعلنا أشد تصميماً على تطبيق القواعد المنظمة لاعتلاء المنابر .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 03, 2014 6:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عيادة التصوف صـ 60 من عدد 421 لشهر الله المحرم لهذا العام نقرأ

الكورتيزون ما له وما عليه



يستخدم الكورتيزون في علاج ما لا يقل عن 200 مرض منها أمراض تمثل خطورة بالغة على حياة المريض ، ويعتبر الكوتيزون الدواء الوحيد المنقذ لحياة المريض في كثير من الحالات المرضية ، وتنقسم استخدامات الكوتيزون إلى استخدام يتعلق بقصور الغدة الكظرية ( وهي الغدة التي تفرز الكوتيزون بالجسم ) واستخدامات لأغراض طبية أخرى ليست لها علاقة بالغدة الكظرية .

يقول الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ الفارماكولوجي والسموم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة : أن الكورتيزون يستخدم أولاً في أمراض قصور الغدة الكظرية وقبل أن نتحدث عن أمراض قصور الغدة الكظرية أود أن نشير إلى أن أمراض هذه الغدة تشمل أمراضاً ناتجة عن قصور في إفرازها من الهرمونات وأمراضاً أخرى بسبب تضخم الغدة وزيادة إفرازها ، ويعتبر مرض أديسون من أهم أمراض قصور الغدة ، وتشمل أعراضه : الشعور بالتعب وانخفاض مستوى سكر الدم وظهور بقع على الجلد وانخفاض الوزن وفقدان الصوديوم والماء .

أما أهم الأمراض التي تميز زيادة إفرازات الغدة الكظرية فهو مرض كوشنج ومن أعراضه : استدارة الوجه ونقص حجم العضلات وفقدان البروتينات من الجسم وفقدان البوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى سكر الدم وهشاشة العظام .

ويستخدم الكورتيزون في علاج أمراض قصور الغدة الكظرية مثل مرض أديسون وقصور الغدة الكظرية الناتج عن العجز الوظيفي للغدة النخامية التي ينشط أحد هرموناتها إنتاج الكورتيزون في الغدة الكظرية .

ثانياً : استعمالات لا تتعلق بقصور الغدة الكظرية :

يستخدم الكورتيزون في علاج أمراض عديدة غير أمراض قصور الغدة وتشمل هذه الأمراض ما يلي :

الأمراض الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل والعظام والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل الناتج عن النقرس والتهاب فقرات العمود الفقري .

أمراض الكولاجين مثل مرض الذئبة الحمراء .
أمراض الحساسية مثل الربو الشعبي والحساسية الأنفية والحساسية الجلدية والحساسية للأدوية .
الأمراض الجلدية وتشمل الصدفية والالتهابات الخفبفة والشديدة للجلد .
مرض وهن عضلات الوجه .
بعض أمراض الدم وبخصوصاً الأنيميا الناتجة عن انحلال خلايا الدم الحمراء ومرض نقص الصفيحات الدموية .
الأمراض السرطانية مثل سرطان الدم والسرطانات الليمفاوية .
أمراض العيون مثل الأمراض التي تسبب التهابات العين التي تعالج بقطرات أو مراهم الكورتيزون ، وتجدر الإشارة إلى أن استعمال هذه المستحضرات يجب أن تكون تحت إشراف طبيب العيون ولا ينبغي أن يستعملها المريض من تلقاء نفسه لأن مستحضرات الكورتيزون قد تسبب ارتفاع ضغط العين الداخلي كما أنها تسبب مضاعفات شديدة الخطورة إذا كانت العين مصابة بعدوى فيروس الهربس وقد يؤدي استعمالها إلى فقدان البصر ، وفي حالة إصابة العين بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية فقد يساعد الكورتيزون في تفاقم مضاعفاتها .

وبالنسبة لأمراض الجهاز الهضمي : يفيد الكورتيزون في علاج أمراض تسبب التهابات في القناة الهضمية مثل التهاب القولون المتقيح المزمن .
أمراض الكبد : مثل نخر الكبد تحت الحاد والتهاب الكبد المزمن .
عمليات نقل الأعضاء وزرعها : لما كان جسم المريض يرفض العضو الغريب المزروع فيه فإن الكورتيزون يستخدم لمنع رفض الجسم العضو المزروع .

الأعراض الجانبية :

أولاً : أعراض بسبب الاستعمال المستمر لجرعات كبيرة من الكورتيزون :

تنشيط وانتشار العدوى الميكروبية مثلما يحدث في مرض الدرن .
إحداث قرحة الجهاز الهضمي ورجوع القرحة المعالجة بعد التئامها .
وربما يترتب على الاستعمال حدوث نزيف وثقوب في الجهاز الهضمي .
استدارة الوجه وهي صفة مميزة للأعراض الجانبية للكورتيزون كما أنه عرض من أعراض مرض كوشنج الذي يتميز بزيادة إفراز الكورتيزون .
احتباس الصوديوم والماء بالجسم وحدوث تورمات وزيادة في الوزن .
نقص في مستوى البوتاسيوم في الدم يؤدي إلى ضعف العضلات .
الأرق .
هشاشة العظام وحدوث نخر بها .
ارتفاع ضغط الدم .
ارتفاع مستوى سكر الدم .
ضعف مقاومة الجسم للبكتيريا والفطريات والفيروسات .
اعتلال العضلات الذي يتميز بضعف في عضلات الأذرع والسيقان .
اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي .
إصابات جلدية مثل حب الشباب وغزارة نمو الشعر .
زيادة قلوية الجسم .

ثانياً : أعراض بسبب الإقلاع غير التدريجي عن تناول الكورتيزون ، كما أن للكورتيزون أعراضاً جانبية إيجابية فإن له أعراضاً جانبية سلبية وهي الأعراض الناتجة عن الإقلال المفاجيء للكورتيزون بعد استعماله لأكثر من شهر حيث يترتب على هذا الإقلاع حدوث قصور في الغدة الكظرية يمثل خطورة على صحة المريض وحياته إذا لم يعالج ، ولذلك فإن المريض الذي يستخدم الكورتيزون لأكثر من شهر ينبغي أن يقلل الجرعات اليومية تدريجياً وأن يتبع النظام الذي ينصح به الطبيب .

محظورات الاستعمال :

يمثل استعمال الكورتيزون خطراً على حالة المريض في حالة الإصابة بمرض من الأمراض التالية :

قرحة الجهاز الهضمي .
أمراض القلب وخصوصاً فشل القلب الاحتقاني وارتفاع ضغط الدم .
الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية .
الأمراض العقلية .
هشاشة العظام .
مرض السكر .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 03, 2014 7:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عدد 422 لشهر صفر 1435 هـ نقرأ هذه المقالة صــ 4 ، 5 لسيادة شيخ مشايخ الطرق الصوفية الدكتور عبد الهادي القصبي

قانون التظاهر بداية الاستقرار



مع إصدار قانون تنظيم التظاهر والانتهاء من الدستور وعرضه للاستفتاء في يناير المقبل نأمل أن تتجه الأوضاع في مصر إلى الاستقرار وتعود عجلة الإنتاج إلى الدوران وأن تتوقف الصراعات والإشتباكات التي كلفت البلاد الكثير منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن وأن يتجه كل منا إلى الإدلاء برأيه في الصندوق سواء في التصويت على الدستور أو في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بدلاً من التجمعات والمظاهرات التي تسببت في الكثير من المشاكل سواء وقوع بعض الضحايا والمصابين أو تخريب بعض المؤسسات والممتلكات الخاصة والعامة بالإضافة إلى قطع الطرق والإضرار بمصالح الناس وتعطيل حركة العمل في قطاعات كثيرة .

وهذا حذر منه ديننا الحنيف في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، يقول تعالى : " وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد " ، فالله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين ، فالفساد نفسه مكروه إلى الله والمفسدون أيضاً مكروهون إليه لا يحبهم .

وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم " " لا ضرر ولا ضرار " أي أن الإنسان لا يجوز له أن يضر بنفسه ولا بغيره .

ويجب أن يطمئن الجميع أن هذا القانون خاصة والدستور بصفة عامة يسعى إلى إقرار مصالح وحقوق الجميع وعدم الإضرار بأية فئة من فئات الشعب المصري .

وبالنسبة للمظاهرات السلمية والمطالبة بالحقوق جاء قانون التظاهر ليضع النقاط على الحروف بحيث تكون منظمة بعيداً عن الفوضى وإثارة البلبلة هنا وهناك ، فالمادة الأولى تنص على أن : للمواطن الحق في تنظيم الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية والانضمام إليها ، وذلك وفقاً للأحكام والضوابط المنصوص عليها في هذا القانون .

ومن أهم هذه الضوابط الحفاظ على قدسية دور العبادة وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات بعيداً عنها فالمادة الخامسة تنص على :

يحظر الاجتماع العام في أماكن العبادة لغير غرض العبادة كما يحظر تسيير المواكب إليها أو التظاهر فيها .

وهذا يحتم علينا أن ندرك أن الحرية لها حدود يجب ألا تتجاوزها وإلا كانت مفسدة بل ومهلكة للجميع .

ويؤكد القانون على السلمية عند المطالبة بالحقوق من خلال المظاهرات والابتعاد عن كل مظاهر العنف والتخريب وهذا ما تضمنته المادة السادسة : يحظر على المشاركين في الاجتماعات العامة أو المواكب أو المظاهرات حمل أية أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات أو ألعاب نارية أو مواد حارقة أو غير ذلك من الأدوات أو المواد التي تعرض الأفراد أو المنشآت للضرر أو الخطر أو ارتداء الأقنعة أو الأغطية بقصد إخفاء ملامح الوجه .

وهذا مطلوب لأنه ليس من المنطقي لمن يطالب بحقوقه أن يحمل السلاح ويقتل الآخرين ويهلك الحرث والنسل فهذا بعيد كل البعد عن التظاهر السلمي المعروف في كل بلاد العالم .

أيضاً يؤكد القانون على ألا تسبب المظاهرات إضراراً بالمصالح العامة والخاصة أو الإضرار بالأفراد وهنا تقول المادة السابعة : يحظر في ممارسة الحق في الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة الاعتصام أو المبيت بأماكنها أو الإخلال بالأمن أو النظام العام أو تعطيل الإنتاج أو تعطيل مصالح المواطنين أو إيذاؤهم أو تعريضهم للخطر أو الحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم وأعمالهم أو التأثير على سير العدالة أو المرافق العامة أو قطع الطرق أو المواصلات أو النقل البري أو المائي أو الجوي أو تعطيل حركة المرور أو الاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة أو تعريضها للخطر .

كما حرص المشرع على تنظيم حق التظاهر وتأمينه حيث تنص المادة العاشرة على أن : يصدر وزير الداخلية قراراً بتشكيل لجنة في كل محافظة برئاسة مدير الأمن بها تكون مهمتها وضع الضوابط والضمانات الكفيلة بتأمين الاجتماعات العامة والمواكب والمظاهرات .

وأيضاً تأكيداً على التأمين تنص المادة الثانية عشر على أن : تتولى قوات الأمن في إطار الضوابط الضمانات وطرق التعامل اتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير لتأمين الاجتماع العام أو الموكب أو المظاهرة المخطر عنها ، والحفاظ على سلامة المشاركين فيها ، وعلى الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ، دون أن يترتب على ذلك إعاقة الغرض منها .

هذا القانون تضمن من الضوابط ما يكفل لكافة الأطراف حقوقها في إطار الحفاظ على المصلحة العامة وعدم الإضرار بالمال العام أو الخاص وهذا يتفق مع ما دعا إليه الإسلام من الحرص على مصالح الوطن من أجل الأجيال القادمة ومن أجل تقدم مصر واحتلالها المكانة اللائقة بها على خريطة العالم .

وأخيراً يجب أن نقرأ ونتدبر جميعاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي من يستشرف لها تستشرفه فمن استطاع أن يعوذ بملجأ أو معاذ فليفعل " أخرجه البخاري في صحيحه .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 03, 2014 8:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ومن نفس العدد السابق عدد شهر صفر السابق ومن باب فتاوى وأحكام ًصــ 50 إلى 53 نقرأ هذه الأسئلة والرد عليها للأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق .

ما حكم الترجي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كأن يقول الإنسان مثلاً : " والنبي تعمل كذا " ، " وسيدنا الحسين وغلاوته عندك " ؟ وهل يعد ذلك شركاً ؟

جاء الإسلام وأهل الجاهلية يحلفون بآلهتهم على جهة العبادة والتعظيم لها مضاهاة لله سبحانه وتعالى عما يشركون فنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك حماية لجناب التوحيد فقال : " من حلف فقال في حلفه والات والعزى فليقل لا إله إلا الله " ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " ، وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التشبه بأهل الجاهلية في حلفهم بأبائهم افتخاراً بهم وتقديساً لهم وتقديماً لأنسابهم على أخوة الإسلام جاعلين ولاءهم وعداءهم على ذلك ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت " وعلة هذا النهي بينها صلى الله عليه وآله وسلم بقوله في الحديث الآخر : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه ، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية ، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي ، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب " ، وكما قال تعالى : " فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً " ( البقرة 200 ) ، قال المفسرون : كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم .

أما الحلف بما هو معظم في الشرع كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام والكعبة فلا مشابهة فيه لحلف المشركين بوجه من الوجوه وإنما منعه من منعه من العلماء أخذاً بظاهر عموم النهي عن الحلف بغير الله ، وأجازه من أجازه كالإمام أحمد في إجازته الحلف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعليله ذلك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم أحد ركني الشهادة التي لا تتم إلا به لأنه لا وجه فيه للمضاهاة بالله تعالى ، بل تعظيمه بتعظيم الله له ، وظاهر عموم النهي عن الحلف بغير الله تعالى غير مراد قطعاً لإجماعهم على جواز الحلف بصفات الله تعالى فهو عموم أريد به الخصوص .

أما عن الترجي أو تأكيد الكلام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بغيره مما لا يقصد به حقيقة الحلف فغير داخل في النهي أصلاً بل هو أمر جائز لا حرج فيه حيث ورد في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلام الصحابة الكرام فمن ذلك : ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أما وأبيك لتنبأنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ... " إلخ .
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : " ليس هذا حلفاً وإنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف ، والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته بالله سبحانه وتعالى ، فهذا هو الجواب المرضي " أ هـ .

وبناء على ذلك فإن الترجي أو تأكيد الكلام بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو آل البيت أو غير ذلك كما جاء بالسؤال مما لا يقصد به حقيقة الحلف هو أمر مشروع لا حرج على فاعله لوروده في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلام الصحابة وجريان عادة الناس عليه بما لا يخالف الشرع الشريف وليس هو حراماً ولا شركاً ..

هل هناك ما يمنع شرعاً أو يحرم إطلاق أسماء الأشخاص على المساجد أو تسميتها باسم بانيها ؟

لا مانع شرعاً من إطلاق أسماء بعض الناس أو الأشخاص على المساجد سواء من قام ببناء المسجد أو غيره كتخليد اسم عالم أو حاكم أو مصلح وكان هذا الشخص يستحق ذلك ، أو كان إطلاق الاسم لمجرد تمييزه عن غيره وسهولة الاستدلال عنه كمسجد عمرو بن العاص ، الإمام الشافعي ، وغيرهما ما دامت نيته حسنة لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات .. " أما إن كان إطلاق الاسم على المسجد من باب الفخر والرياء فهذا غير جائز .

بقرية العدوة بالفيوم مسجدين متلاصقان بكل منهما ضريح ونصلي الجمعة بينهما بالتناوب منذ خمسينيات القرن الماضي ويريد أحد الأشخاص بناء مسجد كبير مكانهما على نفقته ويشترط إزالة الضريحين ونقل رفاتهما إلى مدافن القرية ويوافق بعض الأخوة على ذلك أخذاً بقول من يحرم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة ، ما حكم الشرع في ذلك ؟

الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة الأولياء والصالحين صحيحة ومشروعة بل إنها تصل إلى درجة الاستحباب وذلك ثابت بالكتاب والسنة وفعل الصحابة وإجماع الأمة الفعلي ، فمن القرآن الكريم : قوله تعالى : " فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا " ( الكهف 21 ) .

ومن السنة : حديث أبي بصير رضي الله عنه الذي رواه عبد الرزاق عن معمر ، وابن اسحاق في السيرة ، وموسى بن عقبة في مغازيه وهي أصح المغازي كما يقول الإمام مالك ثلاثتهم عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : " أن أبا جندل بن سهيل بن عمرو دفن أبا بصير رضي الله عنه لما مات وبنى على قبره مسجداً بسيف البحر وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة " وهذا إسناد صحيح كله أئمة ثقات ، ومثل هذا الفعل لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فلم يرد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه .

وأما دعوى الخصوصية في ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهي غير صحيحة لأنها دعوى لا دليل عليها بل هي باطلة قطعاً بدفن سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما في هذه الحجرة فكان ذلك إجماعاً من الصحابة رضي الله عنهم على جوازه .

ومن إجماع الأمة الفعلي وإقرار علمائها لذلك صلاة المسلمين سلفاً وخلفاً في مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمساجد التي بها أضرحة بغير نكير وإقرار العلماء من لدن الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة الذين وافقوا على إدخال الحجرة النبوية الشريفة إلى المسجد النبوي سنة ثمان وثمانين للهجرة ولم يعترض منهم إلا سعيد بن المسيب لا لأنه يرى حرمة الصلاة في المساجد التي بها قبور بل لأنه كان يريد أن تبقى حجرات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما هي يطلع عليها المسلمون حتى يزهدوا في الدنيا ويعلموا كيف كان يعيش نبيهم صلى الله عليه آله وسلم ، وفي واقعة السؤال : فإنه لا يجوز نبش هذين الضريحين وانتهاك حرمة الوليين الصالحين بحجة ضم المسجدين وجعلهما مسجداً واحداً وجعل القبرين عقبة في سبيل ذلك بل يضم المسجدان لبعضهما ويبقي الضريحان في مكانهما ، ولا يجوز التوصل إلى فعل الخير بفعل الباطل ولا يحل شرعاً للقائمين على المسجدين أن يوافقوا من اشتراط إزالة الضريحين لبناء المسجد على ذلك بل يجب إبقاء المسجدين على حالهما حتى يقيض الله تعالى من أهل الخير والصلاح من يعرف لأوليائه قدرهم ويحفظ لهم حرمتهم فيبني المسجدان مسجداً واحداً بضريحيه وتتحقق إقامة بنيانه على تقوى من الله ورضوان .

أعمل بشركة ومشترك بصندوق التأمين الخاص بالعاملين ويقتطع أول كل شهر مبلغ من راتبي كاشتراك في الصندوق إلا أنه توجد أمور اختلطت علي في مدى شرعية توظيف أموال الصندوق حيث يتم توظيف أموال صندوق التأمين الخاص بالعاملين كما يلي :

• شراء أموال حكومية أو مضمونة منها .
• الاستثمار في سندات قابلة للتداول في سوق الأوراق المالية .
• الاستثمار في أسهم قابلة للتداول في سوق الأوراق المالية .
• تملك عقارات موجودة داخل البلاد .
• منح قروض للأعضاء وبمعدل استثمار .
• ودائع نقدية بالعملة المحلية أو الأجنبية لدى البنوك المصرية .
• فتح حساب جار في أحد البنوك .
فما مدى شرعية الاسمرار بصندوق التأمين ؟ وكذلك شرعية توظيف أموال الصندوق بما يتفق مع الشريعة الإسلامية ؟


لا مانع شرعاً من الاستمرار في الاشتراك بصندوق التأمين على اعتبار أن هذا نوع من التكافل الاجتماعي بين جميع المشتركين في الصندوق ، كما أنه لا مانع شرعاً من استثمار أموال الصندوق في الأنشطة المذكورة ما عدا استثمارها في السندات التجارية بفائدة بند 2 ، وكذلك منح قروض للأعضاء بفائدة بند 5 ، لأنهما من قبيل الربا المحرم شرعاً إذ أن السندات عبارة عن صكوك بمديونية البنك أو الشركة لحامله بمبلغ محدود بفائدة معينة ، فمالك هذه السندات مالك لدين مؤجل وهذا الدين بفائدة فيدخل في الربا المحرم شرعاً ، وكذلك إقراض الأعضاء بفائدة عملاً بالأصل الشرعي المجمع عليه : " كل قرض جر نفعاً فهو ربا " ، ونهيب بالقائمين على الصندوق مراعاة ذلك حفاظاً على أداء هذه الخدمة وفقاً لما يقرره الشرع .

أعمل محاسباً بالسعودية وقبل مغادرة أرض الكنانة فتحت في البريد دفتر توفير بالأرباح فهل هذه الأرباح ربا ؟

البنوك وأعمالها ومثلها دفتر التوفير مختلف في مشروعيتها بين الفقهاء من بداية ظهورها وممارسة نشاطها وإلى الآن ، فبعض الفقهاء يحرمون تعاملاتها أو أكثرها ، وبعضهم يرون جوازها وإباحتها ، وشأن الأمور المختلف فيها بين المجتهدين أن للمقلدين تقليد أي من آرائهم ولا حرج عليهم في ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم .

هل يجب قراءة التشهد بعد الركعتين الأوليين في الصلاة الثلاثية أو الرباعية كاملاً ؟ وما هي صيغة التشهد ؟

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا التشهد فكان يقول : " التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله " رواه مسلم ، وفي رواية أحمد والنسائي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل " وأصله في الصحيحين .

وهذا وأمثاله من روايات التشهد المأثورة هو ما يعرف بالتشهد وهذه هي صيغته الكاملة وما وراء ذلك ليس من التشهد بل هو ما يعرف بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصلاة على الآل التي تنتهي بقول المصلي " إنك حميد مجيد " .

فالمشروع في التشهد الأول هو ما علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه رضي الله عنهم على اختلاف العلماء بين وجوبه واستحبابه ولا يجب على المصلي ذكر الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأول بل له أن يكتفي بما علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه ولم يقل بوجوب الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأوسط أحد من أهل العلم من سلف الأمة بل على العكس كان هديه صلى الله عليه وآله وسلم فيه التخفيف وعليه فإنه لا تجب قراءة الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأول .

ما حكم الجهر بالبسملة في الصلاة ؟

مسألة الجهر بالبسملة من المسائل المختلف فيها بين العلماء ، فالشافعية يرون مشروعية الجهر بها وغيرهم من العلماء يرون أن الإسرار بها هو الأفضل وهذا الأمر معدود من هيئات الصلاة التي لا ترقى إلى درجة السنن المؤكدة ، فالخلاف فيه قريب والشأن فيه واسع ومن المقرر شرعاً أنه إنما ينكر ترك المتفق على فعله أو فعل المتفق على تركه ولا ينكر المختلف فيه ، فمن جهر بالبسملة فهو حسن ومن أسر بها فهو حسن ، ولا يجوز أن تكون أمثال هذه المسائل الخلافية مثار فتنة ونزاع بين المسلمين بل يسعنا فيها ما وسع سلفنا الصالح من أدب الخلاف الذي كانوا يتحلون به في خلافاتهم الفقهية واختياراتهم الاجتهادية .

ما مدى جواز الخلوة الشرعية بين المسجون وزوجته ؟

راعى الإسلام إشباع الحاجات المادية والروحية للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع وهذا من مظاهر الوسطية والتوازن في الشريعة الغراء ، كما أن شخصية العقوبة مبدأ من مبادئ الإسلام فلا يؤخذ شخص بجريرة غيره مهما كانت القرابة ، وفي ذلك يقول تعالى : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " ( فاطر 18 ) .

وقد جعل الشرع الشريف لكل من الزوجين حقوقاً وواجبات تجاه الآخر ومن هذه الحقوق المعاشرة الزوجية بمعناها الخاص ، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن من حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها مرة في كل طهر أو شهر على الأقل ما لم يكن عذر شرعي يحول بينه وبينها لقوله تعالى : " فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله " ( البقرة 222 ) .

وقدر الإمام أحمد بن حنبل زمن وجوب إتيان الزوجة بأربعة أشهر قياساً على الإيلاء الذي قال فيه تعالى : " للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم . وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم " ( البقرة 226 ، 227 ) .

فإذا كان الزوج في سفر ولم يكن لديه عذر مانع من رجوعه إلى زوجته فإن الإمام أحمد ذهب إلى توقيت إتيان الرجل زوجته في هذه الحالة بستة أشهر وحجته في ذلك ما روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها : كم تصبر المرأة على زوجها ؟ فقالت : خمسة أشهر أو ستة أشهر ، فوقت للناس في مغازيهم ستة أشهر يسيرون شهراً ويقيمون أربعة أشهر ويسيرون راجعين شهراً .

وفي جميع الأحوال على الزوج شرعاً أن يحصن زوجته ويعفها حسب حاجتها في التحصين ولأهمية هذا الحق جعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات التي يثيب الله عليها فقال : " وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

وبناء على ما سبق : فإنه يجوز شرعاً اختلاء المسجون بزوجته وكذلك الزوجة المسجونة بزوجها لممارسة الحقوق الشرعية الخاصة بالزوجين وذلك لأن العقوبة في الإسلام شخصية لا تتعدى الجاني إلى غيره .

قمت بإخطار هيئة التأمين والمعاشات وبعد ذلك بفترة اكتشفت أن المعاش ما زال يوضع في حساب والدتي فقمت بسحب المبلغ الموجود ، هل من حقي أخذ هذه النقود مع العلم بأني أمر بضائقة مالية ؟

ما دمت لا تستحق شيئاً من معاش أمك فلا يجوز لك أن تأخذه حتى ولو كنت تمر بضائقة مالية وعليك بحساب ما أخذته من ذلك بغير وجه حق وتصرفت فيه والقيام برده إلى المعاشات إن أمكن وإلا فضعه في مصالح الفقراء والمساكين .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 07, 2014 1:10 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عدد 424 لهذا الشهر شهر ربيع الآخر 1435 هـ ـ فبراير 2014 م ، وتحت باب أخبار العالم الإسلامي صـ 42 نقرأ هذا الخبر :

مشيخة الأزهر تعلن تفاصيل بروتوكول التعاون مع وزارة الشباب لمواجهة التطرف

أعلنت مشيخة الأزهر أن بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين الأزهر والأوقاف ووزارة الشباب يهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الشباب من أجل رعاية النشء والشباب اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وعلمياً ورياضياً وروحياً من خلال دمجهم في البرامج والمشروعات ورفع مستوى الانتماء والولاء للوطن في نفوس النشء والشباب وتصحيح المفاهيم الخاطئة مع نشر قيم التسامح وقبول الآخر وغرس وإنماء منظومة القيم المميزة للشخصية المصرية .

وقال بيان لمشيخة الأزهر إن البرتوكول يهدف لتنمية قدرات طلاب جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية في مختلف المجالات الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية والتطوعية ومشاركة طلاب جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية في جميع الفعاليات التي تنظمها وزارة الشباب " معسكرات ـ رحلات ـ ندوات ـ مؤتمرات ـ معارض ـ حوارات ـ دورات تدريبية " وكل مل يستحدث من برامج ومشروعات لوزارة الدولة لشئون الشباب .

وأشار إلى التعاون المشترك في مجال الإعلام والترويج لأنشطة وزارة الدولة لشئون الشباب بجريدة صوت الأزهر والربط الإلكتروني بين موقع مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ووزارة الدولة للشباب ( صفحة التواصل الاجتماعي لوزارة الشباب ) للتعريف والإلمام بالبرامج والمشروعات والأنشطة التي تنفذها وزارة الشباب وفقاً لمعايير المشاركة بها .

كان الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر نائباً عن الإمام الأكبر والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب قد وقعوا بمشيخة الأزهر بروتوكول التعاون المشترك .



ومن نفس الباب وفي صـ 44 نقرأ هذا الخبر الهام جداً :

فريد واصل : القتال من أجل كراسي الحكم كفر

قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق : إن من يقاتل بالسلاح من أجل كرسي الحكم يموت كافراً يخسر الدنيا والآخرة ، موضحاً أن فئة قليلة في مصر تدعو لقتل الشعب ومحاربة الجيش والإفساد في الأرض .

وأضاف أن الأصل في الحاكم أن يكون مدنياً لا دينياً وأن الشعب مصدر السلطات وعلى الحاكم أن يخضع لإرادة الشعب فإذا رفض وترتب على ذلك اقتتال بين الناس ، الغالبية العظمى منهم تريد التغيير ودعت الفئة القليلة لقتل الشعب ومحاربة الجيش فهذا إفساد في الإرض .
وأكد واصل : أن الحياة السياسية هي مباراة لمن يريد الوصول إلى الحكم .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 07, 2014 1:49 am 
غير متصل

اشترك في: السبت مارس 26, 2011 3:17 pm
مشاركات: 1138
اقتباس:
الفاضل الحبيب محب الدين الصوفى كتب
ومن نفس الباب وفي صـ 44 نقرأ هذا الخبر الهام جداً :

فريد واصل : القتال من أجل كراسي الحكم كفر

قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق : إن من يقاتل بالسلاح من أجل كرسي الحكم يموت كافراً يخسر الدنيا والآخرة ، موضحاً أن فئة قليلة في مصر تدعو لقتل الشعب ومحاربة الجيش والإفساد في الأرض .
وأضاف أن الأصل في الحاكم أن يكون مدنياً لا دينياً وأن الشعب مصدر السلطات وعلى الحاكم أن يخضع لإرادة الشعب فإذا رفض وترتب على ذلك اقتتال بين الناس ، الغالبية العظمى منهم تريد التغيير ودعت الفئة القليلة لقتل الشعب ومحاربة الجيش فهذا إفساد في الإرض .
وأكد واصل : أن الحياة السياسية هي مباراة لمن يريد الوصول إلى الحكم .


سبحان الله تعالى
أنتظر لأعرف ما موقف الخوارج من الدكتور واصل!!!!!
حيث انهم كانوا يوقرونه كثيرا جدا خاصة بعد فتوى السجائر
وكما سمعت من أحد الأحباب أنه من المحسوبين عليهم والله تعالى أعلم
فيبدو ان كان هذا الكلام صحيحا أن بعضا منهم بدأ يرجع الى الحق
نسأل الله تعالى أن يردهم جميعا الى الحق ردا جميلا
أو يريحنا منهم جميعا

_________________
صلى الإله على النور الذى ظهرا............ ..لنا بشهر ربيع الأول أشتهرا .
أضاءت الأرض نورا يوم مولده................ ..فأصبح الكون من أنفاسه عطرا .
هذا الذى كل من فى الكون يعرفه............ويطرب الصب من معناه إذ ذكرا.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 06, 2014 3:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ومن العدد رقم 429 عدد شهر رمضان 1435 هـ يوليو 2014 م

ومن الصفحة الرابعة نقرأ مقال السيد الدكتور / عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى تحت عنوان
مع استقبال شهر رمضان ايدنا في إيدك يا ريس

تستقبل مصر شهر رمضان هذا العام في شهر هو الأول لنظامها الجديد وعهدها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جاء بعد ثورة شعبية في 30 يونيو 2013 وانتخابات ديمقراطية نزيهة في مايو الماضي حظى فيها بثقة الشعب وتأييده ونأمل أن يحقق لمصر وشعبها ما عجز السابقون عن تحقيقه وأن ينهض بالبلاد والعباد ويحقق لهم الرخاء والأمن والاستقرار وأن تكون بداية هذا العهد الجديد مع رمضان شهر الصيام والقيام والقرب من الله عز وجل فاتحة خير لكل المصريين .

وفي هذه المناسبة الجليلة نطالب المصريين أن يتخلقوا بأخلاق الشهر الكريم وأن يتحلوا بالصبر الجميل والتحمل والعفو والتمسك بتعاليم دينهم وأن يتعاونوا مع رئيسهم وأن يكونوا يداً واحدة ليحققوا لبلادهم العزة والكرامة وأن يرفعوا شعار الثورة دائماً الجيش والشعب أيد واحدة .
والصوم درس عملي على التدريب وتحمل الشدائد ومعاناة الأمور الصعاب وفيه التحلي بالصبر ، تلك الفضيلة التي ما وجدت إلا ومعها الفضائل وما فقدت إلا حضرت الرذائل ، وأنواع الصبر الثلاثة مجتمعة فيه : الصبر على طاعة الله تعالى ، والصبر على معاصيه ، والصبر على أقداره جل وعلا المؤلمة .

وفي الصوم روحانية يجدها الصائم لتخففه من المادة وتغلب الجانب الروحي عليها ، فتجد الصائم قرباً من الله تعالى يجعله كأنه يرى الله تعالى في عبادته إياه من صدق الشعور وحسن المراقبة .

نريد أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقويم لأعمالنا ومراجعة وتصحيح لحياتنا وأن نتقي الله في كل شئوننا وأن نري الله سبحانه وتعالى من أنفسنا خيراً ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة : " أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله " .

وأن ندرك أن ثواب الأعمال في هذا الشهر مضاعف فقد ورد في الحديث القدسي عن الله جل وعلا : " كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " ، وهذه فرصة كبيرة تتاح في العام مرة واحدة يجب أن ننتهزها ولا نضيعها .
على كل منا أن يتوقف عن الأفعال والسلوكيات المشينة وأن يتوجه إلى فعل الخير ضارباً بكل ما عداه عرض الحائط وإلا لما كان لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم "وقوله : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .

والصوم مدرسة للتربية والتهذيب فالصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى ، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عز وجل عليه ، وإذا كان أساس التربية الإسلامية هو الإخلاص الكامل لله تعالى فإن الصوم هو العبادة الوحيدة التي ليس لها مظهر خارجي ، فهي كف وامتناع ومن يؤديها لا يطلع عليه فيها غير الله سبحانه ولا يرجو أجرها من غيره ، وبالتالي يتعمق ركن الإخلاص لديه وتقوى ملكة مراقبة الله عنده وخشية الله في نفسه ، لذلك قال تعالى : " يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " لذلك أيضاً نسب الله تعالى الصوم لذاته الكريمة فقال : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " .

كما أن الصوم يقوي الإرادة والعزيمة فالصائم يمنع نفسه عن ضرورات حياته وشهواته بل يمنع جوارحه عما يغضب الله تعالى ويكظم غيظه ويكبت غضبه ويحرم نفسه من الانتصار والثأر إذا جهل عليه جهول .. فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل : إني صائم إني صائم ، هذا الصائم هو الذي ملك زمام نفسه وأفاد من منهج الصوم في تربية النفس وهذا المنهج يشبه تربية الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة لأصحابه وهو يحضهم على الصبر على الأذى وكف اليد عن الانتصار للنفس .

إذن على المصريين ألا يضيعوا الفرصة الكبيرة التي هيأها لهم شهر الصيام ولا المنحة الكبيرة التي منحها الله لهم بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية وأن يكونوا معه يداً واحدة من أجل النهوض بمصر وتحقيق السعادة والرفاهية والأمن والأمان والاستقرار لكل المصريين .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 06, 2014 5:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ومن صفحة 6 من العدد السابق نقرأ الآتي :

الصوفية والأشراف والأوقاف يطلقون حملة " معاً نحو مكارم الأخلاق "

من مقر نقابة السادة الأشراف ، حيث استقبل سماحة السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية والدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر والشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف لوضع آلية لتطبيق منظومة الأخلاق المحمدية والعمل على إرساء أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بها كمنهج حياة .

وقد افتتح السيد نقيب الأشراف السيد محمود الشريف اللقاء بالترحيب بالسادة الضيوف مؤكداً أن المؤسسات الدينية بجميع هيئتها ( الأشراف ـ الصوفية ـ الأزهر ـ الأوقاف ) ستعمل بكامل طاقتها معاً لعودة الأخلاق الحميدة إلى الشارع المصري .

مضيفاً أن أزمتنا سببها الحقيقي غياب الأخلاق ومعلناً تبني نقابة الأشراف مع وزارة الأوقاف رعاية الكتاتيب على مستوى الجمهورية مادياً ومعنوياً .

وعقب سماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى بقوله :

يجب على كافة مؤسسات الدولة وخاصة مؤسسة الإعلام تبني مبادرة القيم الأخلاقية المحمدية ، بحيث يتم رصد مكافأة للموظف الخلوق في عمله وكذلك الطالب الخلوق في مدرسته وفي جامعته ويتم ذلك من خلال مسابقات وجوائز وأن تصدر مجلتي التصوف والأشراف أعداداً خاصة تشرح فيها أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم .

وأثنى الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر على الدعوة للعودة إلى الأخلاق الحميدة لحاجة البلاد الإسلامية الماسة إليها في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه هذه البلاد والذي لا مخرج منه إلا بالعودة للأخلاق المحمدية الحميدة .

واختتم اللقاء الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف معلناً من نقابة الأشراف إطلاق دعوة " معاً نحو مكارم الأخلاق " بمشاركة نقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية ووزارة الأوقاف ونقابة القراء ونقابة الدعاة حيث ستقام دروس القيام في شهر رمضان حول أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكذلك تنظيم قوافل دعوية في كل أنحاء الجمهورية .

وأشار فضيلته أنه اتفق مع وزير التربية والتعليم على الاستعانة بأئمة الأوقاف ووعاظ الأزهر لسد العجز في تدريس التربية الدينية الإسلامية واتفق مع نقابة القراء على عودة الكتاتيب بقوة وإنشاء كتاب بكل جامع للعودة لتحفيظ القرآن والتركيز على التربية إلى جانب التعليم والحفظ .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 06, 2014 8:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ومن العدد السابق ومن صفحة 38 وما بعدها نقرأ :

علماء الأزهر رحبوا بالمشروع

الرئيس يوافق على إنشاء بيت الزكاة


رحب علماء الأزهر بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على إنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري كهيئة مستقلة تابعة للدولة يرعاها الأزهر ، وأشادوا بتأكيده على أهمية تزويده بآليات متكاملة تضمن من خلالها الدولة حسن إنفاق الأموال في المصارف الشرعية للزكاة ووصول الصدقات لمستحقيها ، كان الرئيس قد وافق على المشروع خلال استقباله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مؤخراً .

يشار إلى أن الدراسات تقدر أموال الزكاة في مصر بنحو 10 مليارات جنيه سنوياً ، وكان أول نادي بإنشاء مؤسسة للزكاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق عام 1997 ، وطالب علماء الأزهر بإجراء دراسات واتخاذ إجراءات ووضع هيكل تنظيمي وإداري لبيت الزكاة يسهم في نجاح التجربة مؤكدين أن نجاح هذه المؤسسة دليل عملي على جدوى تطبيق الاقتصاد الإسلامي بصفة عامة .

من جانبه أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف : أن بيت الزكاة والصدقات الذي دعا لتأسيسه الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد خطوة نحو توفير حياة كريمة للبسطاء والفقراء .

وطالب رجال الأعمال الذين يقيمون موائد الرحمن في رمضان بالتصدق بتكلفة هذه الموائد لبيت الزكاة مؤكداً أنه سيتم توجيه تلك المبالغ بصورة صحيحة وليس بهمجية .

وأشار شومان إلى أن مؤسسة الزكاة ستكون في كل مصر وستعمل على حصر الفقراء وأصحاب الدخول الضعيفة وتوفير الاحتياجات الرئيسية لهم موضحاً أنه سيتم العمل في الإنفاق من خلال المؤسسة خلال أيام .

لجنة خبراء
وأوضح أن فكرة إنشاء بيت الزكاة فكر فيها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عقب زيارته إلى دولة الكويت وتفقده لبيت الزكاة الكويتي واطلاعه على حجم المشروعات الخيرية والمساعدات التي تقدم من خلال بيت الزكاة إلى جميع المسلمين في العالم وليس في الكويت فقط ، وهو ما جعل شيخ الأزهر يتحمس لإنشائه بمصر ، لافتاً إلى أن الإمام الأكبر وجه بتشكيل لجنة من مجموعة من الخبراء المتخصصين على أعلى مستوى تضم مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام ، والمستشار محمد عبد السلام المستشار القانوني والدستوري للإمام الأكبر ، ووكيل الأزهر ، وأعضاء آخرين ، تعكف على إعداد النظام الأساسي للبيت الذي سيكون مستقلاً تماماً عن الحكومة وتحت رعاية الأزهر الشريف .

وأضاف شومان أن اللجنة بدأت عملها منذ ثلاثة أشهر تقريباً وقاربت على الانتهاء من وضع الهيكل التنظيمي لبيت الزكاة الذي سيكون من اختصاصاته تلقي أموال الزكاة الواجبة من المواطنين والصدقات الاختيارية وصرفها في مصارفها الشرعية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر الفقراء وطلاب العلم والمرضى .

شعب متدين
ويقول الدكتور عبد المنعم فياض وزير المالية الأسبق والأستاذ بجامعة الأزهر :

إن الزكاة هي الفريضة التالية بعد الصلاة مؤكداً أن الشعب المصري متدين خاصة فيما يتعلق بالواجبات المالية ويحرص على أدائها لكن الأمر يحتاج إلى أساس تشريعي ينظمه .

ويرى أن الاقتصاد المصري في حاجة إلى إجراءات قوية وفعالة في عدالة توزيع الدخل بين المواطنين لافتاً إلى أن الزكاة هي الأداة الأولى في المنظور الإسلامي لإعادة توزيع الدخل بين الأفراد وتسهم كخطوة مهمة لدعم الفقراء وغير القادرين .

وأوضح أن القرار أسس للقاعدة التشريعية القانونية التي ستبنى عليها قرارات كثيرة بعد ذلك وأن مصر بلد الأزهر تحتاج إلى مثل تلك المؤسسة .

ويؤكد د. فياض أن مؤسسة الزكاة ستساعد في تحسين عدالة توزيع الدخل بين المواطنين والمساهمة مع الدولة بخصوص هذا الجانب ، مشيراً إلى ضرورة دراسة وسائل الجمع وصور التوزيع وهل ستوزع زكوات نقدية أو مشروعات تخدم غير القادرين والمساهمة مع طلبة العلم والمرضى ومشروعات صغيرة وتنموية وكل تلك الصور تصلح للزكاة لذلك لابد من هيكل تنظيمي جيد .

وأشار إلى أن الزكاة لها جانبان في المنظور الإسلامي أولهما عدالة التوزيع والآخر تنموي مطالباً القائمين على المشروع بالدراسة الجيدة والعلمية من حيث الهيكل التنظيمي الجيد ، وأن تكون لها وضعية شمولية بمعنى الانتشار الجغرافي الواسع على مستوى الجمهورية ، والتطوير والتحديث والابتكار في أشكال توزيع الزكاة وعدم التركيز على الإعانة النقدية ، وإنما التوجه لدعم غير القادرين والمشروعات التنموية الصغيرة التي تساعدهم على وجود دخل ثابت وتدريبهم .

ودعا د . فياض إلى إعداد أساس تشريعي وقانوني لتنظيم مؤسسة الزكاة وإجراءات قوية لضمان عدالة توزيع الدخل موضحاً أن الزكاة الأداة الأولى في المنظور الإسلامي لدعم الفقراء وغير القادرين .

شركات مساهمة
وترحب الدكتورة سوسن سالم الشيخ الأستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر :

بخضوع مؤسسة الزكاة المقترحة لمشيخة الأزهر مطالبة بأن يرأس مجلس إدارتها عالم في الشريعة وأن يتكون مجلس الإدارة من عدد من العلماء يقومون بوضع الخطط والسياسات والتنسيق والمتابعة والمراقبة وأن تكون هناك إدارات لتلك المؤسسة في المدن والقرى لتحدد وعاء الزكاة والأموال التي تجب فيها وتتابع التنفيذ لتصحيح الانحرافات .

وقالت : في عصر الرسالة كان النبي صلى الله عليه وسلم يختار من يقومون بجمع الزكاة ويشرف عليهم آخرون ويحاسبونهم ( يطلق عليهم المستوفون ) ثم يجمع المال عند رسول الله واستمر هذا النظام في عصر الخلافة الراشدة وما بعدها وفي عصر عمر بن الخطاب زادت أموال الزكاة فأنشأ لها ديواناً ونظمه ووظف العاملين فيه وفي عصر عثمان وعلي رضي الله عنهما استمر عمل هذا الديوان وفي عهد عمر بن عبد العزيز فاض المال نتيجة جمعه وصرفه حسب قواعد الشريعة ولم تحتج إليه الخزانة لمدة عامين ولذلك أرسل إلى عماله يأمرهم بدفع ديون الرعية وتزويج الشباب من أموال الزكاة .

وتؤكد د . سوسن إمكانية توزيع أموال الزكاة عن طريق شركات مساهمة لتشغيل الفئات المستحقة للزكاة من خلال المساهمة بنصيبها في الزكاة أو إنشاء مشروعات صغيرة وتمليكها لهم مشيرة إلى أن أموال الزكاة يجب أن تنفق على مستحقيها لكن عندما تزيد عن حاجة المستحقين يمكن أن تدفع لغيرهم من ذوي الحاجات وتضرب مثالاً برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أعطى للرجل قدوماً وقال له : اذهب واحتطب فأصبح غير محتاج فقد ملكه أدوات الإنتاج ، أيضاً عندما كان يوزع الصدقات من الأنعام كان الفقير يأخذ ناقة مثلاً يستفيد بلبنها في عمل منتجات الألبان ومن وبرها في عمل الفرش والأغطية ويستفيد بها في تنقلاته بالإضافة إلى أنها تتوالد فهي استثمار طويل الأجل .

مؤسسة حكومية
ويرى الدكتور محمد محمد جاهين الأستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر :

أن هذه المؤسسة أصبحت ضرورية في ظل المحاولات والجهود الصادقة التي تجري على الساحة الإسلامية بهدف تطبيق الاقتصاد الإسلامي بصفة عامة وتفعيل فريضة الزكاة بصفة خاصة بما يجعلها تحقق أهدافها في إصلاح الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية للمجتمع الإسلامي ، وقال : ينبغي عدم الاكتفاء بإقامة وتنظيم مؤسسة الزكاة ، لكن لابد من توفير عناصر ومقومات نجاحها وفعاليتها في ظل الظروف والأوضاع المعاصرة ، موضحاً أن نجاح مؤسسة الزكاة في أداء وظيفتها منذ البداية يعد في غاية الأهمية لأنه يقدم البرهان العملي على جدوى تطبيق الاقتصاد الإسلامي ودوره في إصلاح أحوال المسلمين وهذا يجعل العالم الإسلامي يأخذ بالمنهج الاقتصادي الإسلامي في مختلف جوانبه .
وأكد د . جاهين أن قضية التنظيم الإداري لمؤسسة الزكاة لم تحظ بالبحث والدراسة التي يمكن أن يستفاد بها في إنشاء وتنظيم مؤسسة رسمية للزكاة وهذا يرجع إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية في الدول الإسلامية حتى الآن لإنشاء هذه المؤسسة ، مشيراً إلى أن هناك من الأسباب ما يحتم إقامة مؤسسة حكومية للزكاة باعتبارها واجباً دينياً وضرورة اجتماعية واقتصادية وتنظيمية في نفس الوقت .

وأوضح أن الإسلام جعل الزكاة وتوزيعها وظيفة للحكومة الإسلامية ولم يتركها لضمائر الأفراد ، مشيراً إلى أهمية أن يتسق التنظيم الإداري لمؤسسة الزكاة مع النظام الإداري القائم ، وأن يقوم هذا التنظيم على الأسس والمبادئ العلمية وأن تؤخذ في الاعتبار العوامل والمتغيرات التنظيمية التي تحكم تنظيم هذه المؤسسة ، كما أن المبادئ الفقهية التي تحكم فريضة الزكاة تعد من أهم العوامل والمتغيرات التنظيمية التي تحكم هيكل التنظيم الإداري لمؤسسة الزكاة وأسلوب إدارتها .

وأشار د . جاهين إلى أن الأصل أن يتم تنظيم مؤسسة الزكاة على مستوى العالم الإسلامي باعتبار أن دولة الإسلام دولة واحدة لكن إذا كان تحقيق هذا الهدف يحتاج بعض الوقت أو بعيد المنال فإن أدنى الحلول الفورية إنشاء مؤسسة على مستوى كل دولة إسلامية فإذا استوفت هذه المؤسسة في كل دولة شروطها الفقهية ومقوماتها التنظيمية فإن ذلك يفتح الطريق لإقامة هذه المؤسسة وتنظيمها على مستوى العالم الإسلامي .

رئيس الجمهورية
ويقترح أن تكون مؤسسة الزكاة إحدى الوحدات الأساسية للجهاز الإداري للدولة وتتبع مباشرة رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء لأن هذه المؤسسة تقوم بأداء إحدى الوظائف الدينية ومن المفترض أن الوظيفة الدينية تحتل الدرجة الأولى في سلم الأولويات للدول الإسلامية بالإضافة إلى الدور الخطير الذي تؤديه هذه المؤسسة في حياة المجتمع ، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بممارسة السلطات داخل مؤسسة الزكاة فبجانب السلطة التنفيذية والسلطة الاستشارية بمفهومها المتعارف عليه في الفكر التنظيمي المعاصر هناك السلطة الفقهية أو سلطة الرقابة الشرعية التي تختص بالجانب الشرعي للقرارات والأعمال والتصرفات وقراراتها لها صفة الإلزام .

وبالنسبة للتنظيم الداخلي لمؤسسة الزكاة على المستوى المركزي والفروع يشدد على ضرورة أن يتم على أسس ومعايير تضمن الاستفادة من مبدأ التخصص وتقسيم العمل ، لهذا يفضل تقسيمها إلى قطاعين أساسيين طبقاً للمعيار الوظيفي وهما قطاع تحصيل الزكاة وقطاع توزيعها بجانب الإدارات الوظيفية للمؤسسة بطريقة غير مباشرة .

********************
قلت / أي محب الدين : مطالبة الشيخ شومان رجال الأعمال بالتصدق بتكلفة موائد الرحمن لبيت الزكاة ينقصه الدليل الشرعي ، نسأل الله السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 06, 2014 6:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عدد هذا الشهر شهر ذو القعدة 1435 هـ عدد رقم 431 ومن الصفحة رقم 4 ، 5 نقرأ ما كتبه شيخ المشايخ حفظه الله ..

محور قناة السويس مشروع القرن



بقلم سماحة الدكتور السيد / عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الصوفي الأعلى

تنمية محور قناة السويس هو مشروع القرن الذي أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء فيه يعد أولى الخطوات على طريق التنمية فهو يضمن لمصر وشعبها مستقبلاً باهراً ويجعلها تحتل المكانة اللائقة بها على خريطة العالم ويضع اللبنات الأساسية على طريق تقدمها ونهضتها وتطورها ، فهذا المشروع يجدد الأمل في إقامة مستقبل مشرق ليس لمصر فقط بل للشعب العربي من المحيط إلى الخليج .

لأنه قادر على النهوض بالبلاد وانتشال الاقتصاد المصري من وهدته وتخليص المجتمع من مشكلاته التي يعانيها منذ سنوات طويلة وعلى رأسها أزمات عجز الموازنة وعجز الميزان التجاري وجذب المزيد من الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية وتنمية السياحة وحل مشكلة البطالة التي تضخمت واستشرت في مختلف المجالات طوال السنوات الماضية ، خاصة أنه يعتبر من المشروعات العالمية المهمة التي تحتاج إلى العنصر البشري وبالتالي توفير حياة كريمة لكل المصريين أحد المطالب الأساسية لثورتي 25 يناير و 30 يونيو .

مشروع قناة السويس عاد بعد ثورة يناير ليصبح محور حديث الاقتصاد المصري في صورة جديدة تستهدف تنمية محور قناة السويس الممتد على مسافة 176 كيلو متراً وإقامة إقليم متكامل إقتصادياً وعمرانياً ومكانياً ولوجيستياً بين مينائي شرق التفريعة في الشمال ومينائي العين السخنة والسويس في الجنوب ليمثل مركزاً عالمياً في الخدمات اللوجيستية والصناعية .

وهذا المشروع يجعل من مصر مركزاً عالمياً للنقل يضاعف لها عائدها من رسوم المرور بالقناة بنحو 20 إلى 25 مرة ، أي يزيد دخلها من القناة 5.2 مليار دولار سنوياً إلى أكثر من 100 مليار دولار بالإضافة إلى النهوض بالصناعة المصرية وزيادة الصادرات وإنشاء وتشغيل الكثير من المشروعات العملاقة .

يذكر أن المشروع أول ما طرح كان في عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري عام 1996 وكان جوهر المشروع يتركز على منطقة شرق التفريعة ، وفي عام 2005 في عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وأعيد طرح المشروع مرة ثانية لتنمية الـ 90 كيلو متراً شرق التفريعة .

واستعانت الحكومة ببيت خبرة من سنغافورة يعد الأشهر في هذا المجال لإعداد تصور لكيفية استغلال هذه المساحة وتحويلها إلى منطقة صناعية متكاملة ، وحددت الشركة السنغافورية وفقاً للدراسة مبلغ 10 مليارات دولار لتوفير البنية الأساسية للمنطقة وكان من المقرر أن يستغرق تنفيذ المشروع 15 عاماً ولم يكن وادي التكنولوجيا أو مشروع تنمية شمال غرب السويس ضمن المشروع بل كانا مشروعين آخرين قائمين بذاتهما لأنهما لا يرتبطان بوجودهما حول قناة السويس .

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تساهم إيرادات القناة بعد تنفيذ المشروع في حل الأزمات التي تعانيها مصر حالياً إلى جانب إعادة التوزيع العمراني والجغرافي للسكان من خلال مشروعات عمرانية متكاملة تستهدف استصلاح وزراعة نحو 4 ملايين فدان .

وفي النهاية لا نملك إلا أن نتوجه بالشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع بلده أمام عينيه وجعلها الهدف لكل جهوده وفي كل خطوة يخطوها سواء في الداخل أو الخارج .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 37 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط