ومن العدد السابق لهذا الشهر شهر ديسمبر عدد 409 ، ننتقل إلى هذه الفتاوى لمفتي الديار المصرية :
هل يجوز إجهاض طفل الزنا قبل إتمام 120 يوماً من الحمل لسبب أن الأم أجنبية غير قادرة على التربية الإسلامية والأب مسلم وحدثت العلاقة بالخطأ ؟ وما حكم زواجهما وحكم الطفل ؟
قبل 120 يوماً لا تكون الروح قد نفخت ولذلك أجاز بعض الفقهاء أن تجهض المرأة نفسها قبل 120 يوماً لأي سبب كان لأن الطفل مشوه لأنها لا تريده الآن لأن ظروفها لا تسمح .. إلخ ، أما بعد نفخ الروح فهو له حق الحياة ولذلك حتى لو كان مشوهاً أو كان غير ذلك من الأسباب بما فيها هذا السبب الوارد في السؤال فإنه لا يجوز أبداً إجهاضه .
أرى أن المجتمع المسلم ليس في حاجة للطب النفسي وعلم النفس والتنمية البشرية لأن الإسلام فيه كل هذه المجالات وأرى أن عالم الدين يكفي لأنه يجمع بين الدين والحياة والعلوم النفسية معظمها إن لم يكن كلها غربية لا وجود للدين فيها فهل فعلاً المجتمع إذا كان متديناً لا يحتاج إلى هذه العلوم ؟
المجتمع المسلم يحتاج إليها لأن الأمراض النفسية تؤثر عضوياً بعد فترة من الزمن ، خذ مثلاً الوسواس الذي نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء والصلاة وفي سائر الحياة إذا لم يعالج الإنسان نفسه بالموعظة والهمة والقدرة على أن يضبط نفسه فإنه يكون معرضاً لاختلال كيميائي في الدماغ يستلزم أن يأخذ أدوية عضوية ويستلزم الأمر حينئذ معونة طبية ولذلك لابد من وجود هذه العلوم التي تعالج هذه الحالة التي تحولت من الحالة النفسية البسيطة التي يمكن أن نسيطر عليها بالموعظة وبالنصيحة إلى حالة جسدية تحتاج إلى معونة طبية ودراسة متأنية ولذلك فإن المسلمين وبلاد المسلمين في حاجة ماسة إلى كل هذه العلوم .
أما النموذج المعرفي الذي بنيت عليه علوم النفس فنحن لا نأخذ به من ناحية إنكار الألوهية من ناحية المادة الخالصة من ناحية النظريات القائم عليها هذه العلوم مثل الإنجاز والتجاوز .. كل هذه الأمور لا نأخذ بها إنما نحن نتعامل مع الإنسان كإنسان وأنه كل لا يتجزأ وأنه في حاجة إلى المعونة الطبية ولذلك فإن الطبيب المسلم الثقة يراعي كل ذلك ولا يتأثر بالنماذج المعرفية التي انطلقت منها بعض الرؤى لمثل هذه العلوم .
أنا أم لبنتين وجدة لحفيد أقوم بكل واجباتي الدينية ولكن وزري الوحيد أني أهجر زوجي في المضجع لأنه سيء وأكرهه .. فماذا أفعل ؟
حاولي أن تقاومي نفسك لأن هذه العلاقات هي علاقات خاصة لكنها بنيت على الود وعلى الحب ولذلك فمرة بعد مرة حاولي أن تزيلي هذه الصورة السيئة لأن الإنسان يمكن أن يشارك في صناعة الصورة لدى نفسه وأن تكون النظارة السوداء التي يلبسها وتريه كل العالم أسود هي السبب .. ارفعي عن ناظريك النظارة السوداء حاولي أن تستقبلي الحياة بتفاؤل حاولي أن تصححي صورة الزوج وأن تري فيه الرحمة والود ونحو ذلك .
ما حكم كلمة مدد يا أم هاشم وغيرها من كلمات التوسل ؟
التوسل إنما يكون في الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى نتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بحبنا لنبينا بأعمالنا الصالحة ونسأل الناس أن يدعوا الله سبحانه وتعالى أيضاً بأعمالهم الصالحة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر : " لا تنسنا في صالح دعائك يا أخي " ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وبصفاته العلا وبأفعالنا الصالحة .
وفي حديث البخاري : أن ثلاثة قد حبستهم صخرة كبيرة هندما دخلوا كهفاً أو غاراً فسقطت الصخرة فجلس كل واحد منهم يتوسل إلى الله بعمل صالح فعله هو فعندما توسل الأول بعمل صالح انفرجت الصخرة ولكنها لا تكفي لخروج أحد فلما توسل الثاني انفرجت أكثر فلما توسل الثالث انفرجت حتى خرجوا ونجوا جميعاً .
أخذ العلماء من ذلك أن كل واحد من الثلاثة استفاد بدعاء الإثنين الآخرين يعني الأول عمله الصالح لم يصل به إلى تمام استجابة الدعاء ولكنه استفاد من إخوانه من الإثنين اللذين كانا معه في الغار .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم إني أسألك بحقي ( فتوسل بنفسه ) ، وبحق النبيين من قبلي ( فتوسل بالأنبياء من قبله ) ، أن تغفر لأمي فاطمة " ، يعني فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي بن أبي طالب لأنها كانت هي التي ربته في بيتها وكانت زوجة لأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم .
فالتوسل قد ورد في السنة وقال تعالى : " وابتغوا إليه الوسيلة " ( المائدة 35 ) ، وهذه الألفاظ ينبغي أن تكون من هذا المعنى ، أننا نطلب الدعاء ثم عندما " أم هاشم " أو " الحسين " أو " النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق " يدعون لنا الله فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب أو لا يستجيب .. الله سبحانه وتعالى قاهر فوق عباده ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فإن وجدت خيراً حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت لكم " ، فالنبي يستغفر لنا ، ولكن الله سبحانه وتعالى قال له : " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة " ( التوبة 80 ) ، إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر سبعين مرة لكنه يستغفر لشخص قد يكون عند الله منافقاً ولذلك فالله سبحانه وتعالى لا يستجيب حتى لسيد الخلق حبيبه صلى الله عليه وسلم ولذلك فهو القاهر فوق عباده سبحانه وتعالى ولذلك فإن هذا الدعاء أو طلب الدعاء ليس فيه شيء لأننا نطلب الدعاء ثم بعد ذلك يستجيب الله سبحانه وتعالى أو لا يستجيب .
أما دعاء الأموات فهو شرك بالله بلا شك ويتنزه المسلمون عن ذلك فهم لا يطلبون من الأموات ضراً ولا نفعاً في ذاتهم إنما يطلبون منهم الدعاء ولذلك هؤلاء الأموات يسمعون ، وفي حديث قليب في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب المشركين فقالوا يا رسول الله أيسمعونك ؟ قال : إنهم لأسمع لي منكم ، فالميت يسمع سواء كان كافراً أو مؤمناً هكذا أراد الله سبحانه وتعالى وإبليس يسمعنا جميعاً الآن ولكن إبليس إمام الشر ولذلك ينبغي علينا أن نفرق بين التوحيد الذي أمرنا الله به وبين هذه الفقهيات التي أجازها لنا الشرع الشريف .
أبي توفى وترك إرثاً بيد إخوته دون أولاده وهم يؤذوننا فهل علي إثم إن تركت إرث أبي ولم أسأل عنه ولا عن أعمامي ؟ وهل علي إثم لأني حزنت من أبي أنه ظلمنا في مماته بأن فضل إخوته على أولاده ؟
هذا سؤال غير واضح ، ربما الجد الكبير كانت عنده أموال وتهاون الأب في طلب نصيبه ، فذهب لإخوته وهو الآن يعني كأنه يحزن من أبيه لأنه ترك نصيبه في الميراث .. ترك النصيب في الميراث ليس ظلماً لا لنفسه ولا لغيره ، ولعله أن يكون لإخوته هؤلاء وإخوانه لعل أن يكون لهم يد عليه ونعمة عليه أراد أن يجازيهم عليها ولعله لا يكون ذلك وتركها حتى لا يشق العائلة ، ولعله قد رأى إخوته في حاجة إلى هذا الميراث فتنازل عنه وهذا يسمى بالتخارج والتخارج لا شيء فيه ، ولذلك لا أرى أن تحزن ولا أن يتعلق قلبك بما فات ولا أن تغضب من أبيك لأن الأمر يبدو من السؤال ليس كذلك والله أعلم بما هنالك .
هل يجوز أن أمتنع عن الكلام مع أمي لأنها لا تريد مني أن أطالب أخواتي البنات بارتداء ملابس محتشمة ؟
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بلطف " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " ( النحل 125 ) ، وكل ذلك لا يقتضي غضباً ولكن ادع إلى الله وأنت تعلم أنك ترشد فقط " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ( القصص 56 ) ، " ما على الرسول إلا البلاغ " ( المائدة 99 ) ، " لست عليهم بمصيطر " ( الغاشية 22 ) ، " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " ( البقرة 256 ) ، ليس عليك إلا أن توصل " بلغوا عني ولو آية " ، بعد ذلك اترك الأمر لله ، توكل على الله ، ثق بالله ولذلك ليس بينك وبين الخلق ما يستدعي الغضب ولا ما يستدعي المشاحنة والمصادمة وكأنك إذا لم تصل إلى ما تريد فإن هذا يحزنك ويخرجك عما أمرك الله به .. لا ، لا تفعل هذا لا تذهب نفسك عليهم حسرات .
ويجب عليك أن تستمر في بر أمك وفي كلامها حتى لو طلبت منك ألا تأمر بالمعروف وألا تنهى عن المنكر ، استمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللطف وبالنصيحة وبالهدوء ثم بعد ذلك توكل على الله ، ادع الله سبحانه وتعالى ولا تحزن ولا تغضب ولا تحول الأمر إلى مسألة شخصية فإن الأمر كله بيد الله .
هل التعامل مع الجن المسلم حلال أم حرام ؟ وهل يأتي إلى الناس ليساعدهم في فعل الخير ؟
خلق الله سبحانه وتعالى العالم المنظور وخلق عالماً غير منظور فيه الجن والروحانيات والملائكة وخلق غيباً غير مشاهد لنا الآن وإن كان يمكن أن نشاهده في عالم الحقيقة مثل العرش ومثل الكرسي ونحو ذلك من مخلوقات الله التي هي محجوبة عنا في عالم الغيب بمستوياته المختلفة ، فهناك عالم الشهادة وهناك عالم الغيب وغيب الغيب هو الله سبحانه وتعالى الذي لا يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " ( الأنعام 103 ) ، " ليس كمثله شيء " ( الشورى 11 ) سبحانه وتعالى فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق .
عالم الجن من العوالم التي ترانا ولا نراها وهي موجودة بدون شك تحدث عنها كل دين خاصة القرآن الكريم الذي تحدث باستفاضة عن هذا العالم ووصف هذا العالم بأوصاف حقيقية يعتقد فيها المسلم ، ولكن المسلم لا يرى الجن على حقيقتهم ولا يجوز له أن يستعين بهم فالجن قد خلقوا وكلفوا بعبادة الله سبحانه وتعالى فمنهم الجن الصالح ومنهم الجن الطالح .
ولكن الإنسان يجب عليه ألا يتصل بهم كما أنه يجب عليهم أن لا يتصلوا به وإذا حاول الإنسان أن يتصل بالجن أو حاول الجن الاتصال بالإنسان فقد خرج كل منهما عن وظيفته التي خلقه الله عليها وإرادته التي أراد الله لها في هذا العالم ولذلك فإن التعامل هذا إنما هو تعامل لم يرده الله سبحانه وتعالى فحتى إن كانت هذه العلاقة ممكنة فإنها تخرج الإنسان والجن أيضاً عن التكليف الذي أراده له لذلك يجب على المسلم أن يبتعد كلياً عن هذا المجال حتى لا يقع في عالم آخر يخرجه عن تكليفه وعما رسمه الله سبحانه وتعالى له .
يقشعر بدني من خشية الله ولكن تسيل دموعي عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند ذكر أحاديثه وهنا ألوم نفسي ويؤنبني ضميري لتعاطفي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشر أكثر من رب البشر فهل هذا نفاق ؟
كل واحد منا له مدخل تراه قد رق قلبه بإذن الله فمنا من يبكي عندما يستمع إلى القرآن أو يقرأ القرآن ومنا من يبكي عندما ينظر إلى الكعبة ومنا من يبكي عند ذكر الله ومنا من يبكي عند ذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتذكر ما لاقاه ذلك البشر وهو الإنسان الكامل من جهاد في سبيل الله ويتذكر ما لاقاه ذلك البشر من أذى من البشر ويتذكر ما لاقاه ذلك البشر من إكرام الله له ومن تأييد الله له ولذلك فهي درجات يجب ألا نعتقد أن ذلك من النفاق أو أن هذا من النقص بل هي أنواع ودرجات يهب الله سبحانه من يشاء وما يشاء في هذا المجال .
أحد أصدقائي تكلم مع إمرأة أمريكية فتطرقوا إلى الإسلام فسألته : لماذا ترجم المرأة المتزوجة حتى الموت إذا زنت ؟ أليس هذا يتعارض مع حقوق الإنسان ؟ وكذلك قطع يد السارق ؟ ما هو الرد الأنسب من وجهة نظر فضيلتكم ؟
بني النظام العقابي الإسلامي على الوقاية ، وأنها خير من العلاج ولذلك رأينا بعض الجرائم التي تمس أمن المجتمع والتي اهتم بها الإسلام اهتماماً بليغاً ، نرى الإسلام قد وضع لها عقوبات بدنية .. من ضمن هذه الجرائم جريمة الاعتداء على العرض وهي الزنا ، جريمة الاعتداء على الملك وهي السرقة ، جريمة الاعتداء على العقل كشرب الخمر والمخدرات .
وهذه من المقاصد الكلية التي هي النظام العام ، الحفاظ على النفس على العقل على الدين على كرامة الإنسان وعرضه وعلى الملك ولذلك الاعتداء على هذه المقاصد العامة يعد قدحاً في النظام العام والآداب والقدح في النظام العام والآداب جريمة كبيرة أراد الله أن يخوف الناس منها فجعل بإزائها مثل هذه العقوبات لكن في نفس الوقت وضع شروطاً صعبة جداً ، لدرجة أن حد الزنا ( الرجم ) لم يطبق في بلد مثل مصر مثلاً نحو ألف سنة لأنه صعب جداً ولا يمكن أن يتأتى تقريباً إلا إذا اعترف الفاعل على نفسه بل إن الشريعة تأمره بعدم الاعتراف والستر ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادرءوا الحدود بالشبهات " .
ومن هذا الجانب رأينا الشروط التي اكتنفت مثل هذه العقوبات جعلتها رادعة يستعظم فيها الإنسان مثل هذه الجرائم لأنه يعرف أنها من الكبائر الشديدة لدرجة أن عقوبتها مثلاً : الرجم أو القطع أو الجلد أو نحو ذلك من العقوبات البدنية .
إذن فهذه ليست عدواناً ولا انتقاماً ولا تشفياً من الإنسان بل هي عقوبات رادعة .. هذا المفهوم قد يخالفه مفاهيم أخرى ولكن لابد أن نفهم هؤلاء أن هناك ما يسمى بالخصوصية وأن هذه هي خصوصياتنا الثقافية والتاريخية والدينية ونحن نتفهم هذا وليس له أي واقع مخالف لحقوق الإنسان .
ولذلك في التجربة المصرية رأينا القوانين قد سكتت عن هذا لأن العصر عصر شبهة ولذلك لا نرى فيها الرجم أو القطع أو الجلد أو نحو ذلك من العقوبات البدنية برغم أن الدستور المصري ينص على أنها دولة إسلامية وبرغم أن المحكمة الدستورية العليا تراقب على إسلامية القوانين وذلك تطبيقاً للشريعة وليس فراراً منها وذلك لمعرفة حقيقة هذه الحدود وأنها روادع وأن الوقاية فيها خير من العلاج كل ذلك ينبغي أن يكون في نطاق بيان خصوصية الإسلام وليس بياناً لمقارنة الإسلام بغيره من النظم التي تشتمل على فجوات أخرى كثيرة لا مدخل لنا في التعرض لها .
لدي كتاب قديم فيه كل شيء عن الأدعية والأذكار وعن فضل البسملة مثلاً وذكر قول معين أو اسم معين من أسماء الله الحسنى وعن فضل الآيات والسور وذلك لأي شيء كتيسير الأمور والرزق والحمل فهل هذا صحيح معروف بين أهل العلم ؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل " ، وكان يأمر أن يعلم أحد الصحابة أخاه ما عرفه من الرقية وهي عبارة عن تلاوة بعض الأدعية أو أسماء الله الحسنى أو نحو ذلك فأخذت الأمة من هذا أن هناك أسراراً يمكن أن نتوصل إليها بالتجربة ولذلك إذا استعملنا ما أمرنا الله به من أدعية أو من أذكار أو من أسماء الله الحسنى ، ووجدنا أنها تحدث أثراً في الواقع مثل الرقية الشرعية التي هي نوع من أنواع الدعاء وليست نوعاً من أنواع التطبب الإكلينيكي بل هي من أنواع الدعاء والله يستجيب الدعاء والله سبحانه وتعالى قد جعل في هذا العالم علاقات بين تلاوة هذه الأسماء الحسنى والأذكار والأدعية والرقى وبين التأثير الذي يمكن أن يحدث في نفس الإنسان عرفه من عرفه وجهله من جهله ولذلك فأصل ذلك وارد في السنة المطهرة كمجمل ولكن التفصيل كتبه المسلمون في كتبهم ولم ينكروا ذلك على أحد ، وابن القيم في كتابه الهدى تكلم عن هذا المعنى ، ونرى اعتماد الرقى والأذكار وأسماء الله الحسنى طالما لم تشتمل على ألفاظ غريبة غير معروفة جائزة عند المسلمين بكل طوائفهم والحمد لله رب العالمين ولا يضر أن هذا لم يرد في السنة فجربه فإن رأيت فيه نفعاً استمر عليه وإذا لم تر فيه نفعاً فاتركه ولا تنكر عليه لأنه يختلف باختلاف الأشخاص والأزمان والأماكن والأحوال .
وهب زوجي لإبني وابنتي قطعة أرض منذ عشرين عاماً والآن يريد أن يبيعها لزواج الإبن ويضع نصيب الإبنة في البنك وهو يريد أن يأخذ ثمن شراء الأرض وأرباح البنت حتى تتزوج فهل هذا رجوع منه في هبته لهما ؟
الهبة تتم بتمام التسليم وفي هذه الحالة الأب لم يسلم هذا الذي وهبه لأبنائه تمام التسليم ولذلك عندما احتاج الأمر إلى أن يزوج ابنته وأن يصرف عليها على ما اقتضى عليه العرف فإنه رجع في هذه الهبة ويريد أن يعيد تنظيم العطاء الذي أراده لأبنائه ولذلك يجوز له هذا ما دام قد احتاج إليه وما دام قد ضيق عليه فيه .. والله أعلم .