موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 23, 2015 3:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن صـ 12 ، 13 نقرأ هذا التحقيق الجيد للأستاذ أحمد عطية :

بعد فتاوى الهلالي وشاهين وميزو
هيئة أزهرية لمواجهة شطحات العلماء
الشطحات دافعها الأنانية وحب الشهرة وعدم التجرد من الأطماع



دعا علماء الأزهر إلى إنشاء هيئة إسلامية تتولى مراجعة الأخطاء التي يقع فيها بعض العلماء مؤكدين ضرورة ألا تطرح بعض القضايا المثيرة للجدل على العوام حتى لا تبلبل أفكارهم وتزعزع عقيدتهم وطالبوا بالاقتصار على مناقشة مثل هذه القضايا في جلسات علمية خاصة .

جاءت هذه الدعوة في أعقاب وقوع بعض العلماء في أخطاء تخالف نصوص صريحة في القرآن الكريم والسنة النبوية فالدكتور سعد الدين الهلالي صدرت عنه عدة فتاوى تخالف الإجماع واستنكرها الأزهر وتبرأ منها خاصة فتواه بإيمان من قال لا إله إلا الله فقط ولم يؤمن بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والشيخ مظهر شاهين أفتى بوجوب تطليق كل زوجة تتزوج من إخواني ومن يسمى بالشيخ ميزو تطاول على صحيح البخاري وأنكر حجيته وهذا شجع غير العلماء على التطاول والدخول في دائرة الإفتاء مثل إبراهيم عيسى الذي أنكر عذاب القبر وفاطمة ناعوت التي تطاولت على شعيرة الأضحية ووصفتها بالدموية وقالت أنها تجعل الإسلام ديناً دموياً .

إزاء هذه التجاوزات طالب علماء الأزهر بإنشاء هيئة تتولى مراجعة العلماء في الأخطاء التي يقعون فيها وأكدوا أن العالم المخلص الذي يتقي الله يراجع رأيه مع من هم أكثر منه علماً ويصوب فكرته قبل أن ينشرها على الناس .

وحذروا من أن يكون الطمع في الشهرة وحب الظهور على حساب الدين لأن هذا قد يدخل العالم في دائرة الردة عن الإسلام .

من جانبه يرى الدكتور عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر : أن ما يحدث لبعض العلماء من شطحات قد يكون الدافع إليها أمور ذاتية تغلب عليهم في مرحلة عمرية معينة فيلجأ الواحد منهم إلى إثارة قضايا مسلم بها حتى لو كانت تصدم جماهير المسلمين مشيراً إلى أن ذلك بمثابة نوع من الوهم يقع فيه بعض العلماء .

ويضيف : نحن لا نريد التضييق والرقابة على العلماء وإنما نريد التسيير مطالباً بتوجيه نداء لهؤلاء العلماء أن يتقي كل منهم ربه في الكلمة التي تصدر عنه فإذا كان يرى رأياً بينه وبين نفسه فيه خروج على المسلمات والقواعد المعروفة للعامة فإن هذا العالم يجب عليه أن يستشير من يثق بهم من أهل العلم والرأي وأن يمحص رأيه ثم إذا وجد في هذا الرأي الخير للأمة في عاجلها وآجلها جهر به ونشره على الناس بعد أن يستخير الله عز وجل حتى يوفقه للصواب لأنه بذلك يكون قد تبرأ من الأنانية والأطماع النفسية وبالتالي تحظى فكرته بقبول الناس .

( وصاية مرفوضة )



ويشير د. الصعيدي إلى أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة تحتاج إلى إعمال الفكر في القواعد والنصوص لكن هذا يوجب علينا ألا نقدم للناس آراء غير ممحصة تثير البلبلة بينهم موضحاً أن الإمام البخاري رضي الله عنه حينما جمع كتابه وهو أصح كتاب بعد القرآن الكريم لم ينشره على الملأ إلا بعد أن أخذ رأي سبعين محدثاً أجازوه كلهم دون اعتراض .

ويضيف : أنني أرفض الحجر على العلماء أو فرض الوصاية عليهم لكن على العالم أن يرجع إلى من يأنس فيهم الغيرة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يرى فيهم الصلاح والرشد فيأخذ رأيهم فيما يعن له حتى يتجرد من نزعته الشخصية .

ويوضح د. الصعيدي : أن هذه الأخطاء الكبيرة ظهرت لأن كل عالم أصبح يعمل بمفرده وأصبح الخوف على الأمة ومستقبلها خوفاً فردياً أيضاً لافتاً إلى أن مثل هذا الخوف محفوف بالخطر وأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن عصمة الأمة أشار إلى أن ذلك يتحقق للأمة في مجموعها وليس في كونها مجرد أفراد فيقول : " ما اجتمعت أمتي على ضلالة " .

ويؤكد أن العلماء مطالبون بتحري الدقة والرجوع إلى المؤلفات والدراسات والبحوث .

وأوضح أنه تتلمذ على يد أستاذ كبير كان عميداً لكلية الزراعة بجامعة الأزهر وكان له آراء في مسألة تطور الخلق لم يكن يصرح بها وإنما كان يشير إليها في بعض الأحيان وبعد وفاته زارني أكبر أبنائه وقال : إن والدي ترك كتاباً عن قضية الخلق والتطور ونأمل في نشره وطلب مني مراجعة الكتاب واستغرقت قراءة الكتاب ستة أشهر وترددت ستة أشهر أخرى حتى أشير عليهم بالرأي وبعد مرور عام كامل قلت لأسرة الدكتور : أنكم تستطيعون الحصول على ما تشاءون من أموال من وراء نشر هذا الكتاب لأن فيه آراء غير مسبوقة فهو يؤيد نظرية التطور لكن في مقابل ذلك سوف تفتحون النار على أبيكم وسيشكك البعض في عقيدته فأخذوا برأيي ولم ينشروا الكتاب .

وحول عدم تراجع بعض العلماء عن الأخطاء التي يقعون فيها يقول د. الصعيدي : هذا يؤكد أن القضية بالنسبة لهم مجرد أمر شخصي يبحثون من خلاله عن الشهرة أما لو كانوا يريدون وجه الله لأدركوا أن الرجوع إلى الحق فضيلة .

( اصطياد الأخطاء )



ويؤكد الدكتور محمد المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة : أن أخطاء العلماء لا يصححها إلا العلماء ويتساءل : لكن أين هم هؤلاء العلماء الذين لديهم القدرة وقوة الحجة والإقناع ؟ وكيف يصححون ؟ وهل يكون التصحيح بأسلوب التشويه والتجريح وتعمد إثارة الفتن والمشكلات ؟

ويرى أن المشكلة ليست في تصحيح الأخطاء فالذين يصححون هم العلماء المتخصصون أو الأكثر دراية من غيرهم بتفاصيل العلوم وجزئياتها لكن المشكلة في أساليب التصحيح موضحاً أن أسلوب التصحيح يجب أن يبتعد عن الإثارة والتشويه والتجريح وفضح العلماء وإثارة العوام عليهم ويجب أن يكون تصحيح الأخطاء بأسلوب علمي بحيث ينظر العلماء إلى الخطأ على أنه اجتهاد خاطيء وأن للمجتهد إذا أصاب أجران وإذا أخطأ فله أجر واحد وبالتالي لا ينبغي أن يعاقب المجتهد على اجتهاده .

لكن كيف يكون التصرف مع من أصر على رأيه الخاطيء ورفض توجيهات العلماء له بتصحيح الخطأ ؟

يجيب الدكتور المنسي : أن المصر على رأيه يدخل في دائرة الردة إذا كان ما يصر عليه هو معلوم من الدين بالضرورة أو يتعلق بأساسيات الدين وثوابته مثل الصلاة ولا يحكم بالردة إلا بعد مناقشته وبشرط ألا يحتمل كلامه التأويل فإذا كان كلامه يحتمل الكفر بنسبة 99% ويحتمل الإيمان 1% فإننا نقدم الإيمان على الكفر .

وأضاف : ينبغي علينا أن نلتمس له أن يكون كلامه على النحو الصحيح فليست المسالة اصطياد الأخطاء للناس فإذا كان الأمر كذلك فلا نأخذ الناس بالشبهات .

ويرى أنه لا يعاقب إلا من كفر وجهر بكفره ودعا الناس إليه بأية وسيلة من وسائل الدعوة أما إذا كان كلامه يؤل إلى الكفر فإنه يناقش في كلامه ولن تعدم الأمة علماء يردون على مثل هذا الشخص .

ويشير إلى أن وجود أفكار خاطئة لا يضر المجتمع المسلم بقدر ما يقيده ولا يضر الإسلام والمسلمين موضحاً أن هذه الأفكار تستنفر حماس المسلمين لدينهم وتجعلهم يتوحدون من أجل الدفاع عنه وهذه مسألة إيجابية في رأي الدكتور المنسي للأفكار التي قد تصدم عوام الناس .

ويدعو إلى عدم إثارة القضايا الخلافية المتعلقة بالعقيدة الإسلامية في وسائل الإعلام لأن هذا قد يؤدي إلى فتنة بعض المسلمين وزعزعة الثوابت الدينية في أذهانهم مشيراً إلى أن مناقشة هذه القضايا ينبغي أن يكون في مجالس علمية لا يحضرها إلا العلماء وحدهم .

ويطالب وسائل الإعلام بألا تقتصر على نشر رأي واحد وإنما لابد من نشر الرأي الآخر موضحاً أن هذا هو الوضع الأمثل لمواجهة الأفكار المنحرفة .

وأعرب عن أسفه لأن وسائل الإعلام تسمح في بعض الأحيان بنشر رأي واحد لغرض ما مؤكداً ضرورة السماح بتصارع الأفكار وفي النهاية فإن الفكرة الصحيحة سوف تطرد الفكرة الخاطئة كما أن الناس قادرون على تمييز الخطأ من الصواب .

( حل حاسم )



وقال الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر : أن من واجب المسلم التنبيه على أي خطأ يراه في كتاب أو مقال أو في أي عمل فني أو أدبي إنطلاقاً من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس تؤمنون بالله وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " .

وقال : أن مثل هذه الأخطاء إذا وصلت إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فإنه يتولى الرد عليها ويتصدى لأمثال هؤلاء الذين يروجون أفكار غريبة أو شاذة أو مخالفة لما هو مستقر في العرف أو العلم الإسلامي .

وأشار إلى أن من واجب كل الجهات الدينية مثل الأزهر ودار الإفتاء وكل علماء المسلمين الرد على هؤلاء من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالأسلوب الذي لا يؤدي إلى إشعال الفتن بين المسلمين " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 27, 2015 2:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن واحة التصوف صـ 26 ، 27 ومن العدد 440 عدد شهر شعبان نقرأ هذه المشاركة العظيمة :

الأعلى للطرق الصوفية يشارك وزارة الأوقاف تجديد خطابها الديني بـ 12 مقترحاً

يشارك المجلس الاعلى للطرق الصوفية برئاسة سماحة الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس وشيخ مشايخ الطرق الصوفية مؤتمر وزارة الأوقاف القادم حول تجديد وتطوير الخطاب الديني بـ 12 مقترحاً يتضمن أبرز المعوقات وكيفية تجديد الخطاب الديني في كافة المؤسسات الدينية بهدف نشر الإسلام الوسطي المعتدل ولمواجهة التطرف والعنف وجاءت نص الورقة المقدمة كالتالي :

بسم الله الرحمن الرحيم



ورقة عمل مقدمة من المشيخة العامة للطرق الصوفية مشاركة في مؤتمر وزارة الأوقاف حول تطوير الخطاب الديني
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ( أخرجه أبو داود والحاكم ) .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :

فإن المشيخة العامة للطرق الصوفية بجمهورية مصر العربية هيئة دينية مناط بها نشر الفكر الإسلامي الوسطي السمح القائم على كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم منظمة بالقانون رقم 118 لسنة 1976 وانطلاقاً من دورها الديني والعلمي والتربوي والثقافي فقد رأت مشاركة وزارة الأوقاف في جهودها الرامية إلى تطوير الخطاب الديني بما يعكس سماحة الدين بعيداً عن الغلو والتطرف والعنف والإرهاب .

وفي ذات الوقت بعيداً عن الانحلال والانحراف والفوضى مع الحفاظ على ثوابت الدين وميزان الاعتدال وبما يحقق الهدف سواء على المستوى الدولي أو المستوى المحلي ويساعد المجتمع المصري على الخروج من أزمة الفكر المتطرف والشاذ وعودة روح المحبة والتسامح والإيثار وجميع القيم الأخلاقية والروحية التي جاء بها الإسلام دين الرحمة دين السلم والسلام .

وفي سبيل ذلك نقترح الآتي :

أولاً : لابد أن نحدد بدقة لمن نوجه الخطاب ، فالخطاب الموجه للدول الغربية والمجتمعات الخارجية له آليات تختلف عن الخطاب الموجه للدول الإسلامية والمجتمعات المحلية، كما أن المجتمع الواحد ينقسم إلى فئات وطوائف عديدة يجب أن يتواءم الخطاب الموجه لها معها .

ثانياً : لابد من تأهيل الدعاة علمياً ولغوياً وتمكينهم من استخدام أدوات العصر والتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة حتى يتمكنوا من الوقوف على مستجدات العصر ومتابعتها وذلك من خلال دورات تثقيفية .

ثالثاً : حصر كل الآيات والأحاديث النبوية التي استخدمها أصحاب الفكر المتطرف وفسروها وفقاً لأهوائهم وأغراضهم الدنيوية وضللوا بها العقول والقيام بحملة إعلامية تثقيفية تحت مسمى الفهم الصحيح لتوضيح حقيقة الدين الذي دعا إلى الرحمة والبناء والسلم واحترام الآخر ولن يدعو للعنف والقتل وسفك الدماء والهدم والخراب .

رابعاً : رصد الفتاوى والمقالات والأحاديث التكفيرية والرد عليها ووضع ضوابط للإفتاء والقضاء على فوضى الفتاوى .

خامساً : دعم المؤسسات الدينية الوسطية المعتدلة مادياً وإدارياً وإعلامياً وتمكينها من أداء مهمتها .

سادساً : دعم مؤسسة التصوف على كافة المستويات العلمية والاجتماعية والمالية والإعلامية باعتبارها الجهة المسئولة عن نشر القيم الأخلاقية في المجتمع ونشر التراث والمنهج الصوفي الذي يهتم بالتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل والتركيز على أحاديث الرقائق وأبواب الترغيب في السنة النبوية ومكارم الأخلاق مع وجوب تكاتف الأجهزة المعنية لدعم ومساندة مؤسسة التصوف لتنقيته من الشوائب التي علقت به والعودة به إلى سابق عهده بعيداً عن الدخلاء .

سابعاً : إن التصوف الإسلامي هو منهج السلف الصالح من هذه الأمة وأن محاولة سرقة مصطلح السلف وحصره وإطلاقه على بعض الفئات المتشددة والمنحرفة عن منهج الاعتدال والوسطية إنما هو محاولة لتضليل المجتمع .
فيجب التصدي لها وإبراز ذلك للناس وبيان أن علماء السلف كلهم صوفية أمثال : حجة الإسلام الغزالي وأبو بكر العربي وابن حجر والعز بن عبد السلام ومحيي الدين بن عربي والسيوطي والنووي والشعراني ووصولاً إلى الإمام عبد الحليم محمود والإمام محمد متولي الشعراوي والإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وغيرهم كثير في كل زمان ومكان .

ثامناً : التصدي للمخططات الصهيونية والدولية التي استهدفت تشوية صورة الإسلام وتبنت جماعات إرهابية أطلقت عليها مسميات إسلامية ورسمت صورة شديدة السلبية عن العرب والمسلمين وحملوا الإسلام كل مصائب الغرب وشحنوا الشعوب ضد خطر الإسلام ( ثقافة الإسلاموفوبيا ) مما يستوجب تصحيح صورة الإسلام في الخارج وترجمة العلوم الإسلامية والتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم .

تاسعاً : تصحيح المفاهيم المغلوطة وإعادة إبراز مكارم الشريعة وسمو أخلاقها حتى نبين للناس عظمة ورحمة الدين الإسلامي .
عاشراً : لابد أن نحول الخطاب إلى سلوك في حياة الناس فالطرق الصوفية تعتمد على القدوة والتربية والسلوك لأن الدين المعاملة ونرى أن يكون الداعية قدوة بحاله قبل مقاله .

حادي عشر : كل مؤسسات الدولة معينة بالتعاون والتكاتف والتكامل من أجل تصحيح الخطاب الديني سواء كانت مؤسسات إعلامية أو ثقافية أو تعليمية أو رياضية أو اجتماعية ... إلخ .

ثاني عشر : تحويل منظومة القيم الأخلاقية إلى مواثيق شرف ذات فعالية في كافة المؤسسات والهيئات بما يتوافق مع أهداف وطبيعة عمل كل منها في الدعوة والتعليم والصحة والإعلام والخدمات والإدارة ...... إلخ .

داعين المولى عز وجل أن يحفظ الأمة العربية والإسلامية وأن يحفظ مصر والمصريين وعلى الله قصد السبيل ..
رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية بجمهورية مصر العربية
سماحة الدكتور / عبد الهادي أحمد القصبي


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 27, 2015 5:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن العدد السابق ومن باب فتاوى وأحكام صـ 24 ، 25 نقرأ هذه الفتاوى لمفتي الديار المصرية الحالي الدكتور شوقي علام

استخدام الزكاة في القروض غير جائز



هل يجوز استخدام أموال الزكاة في صورة قروض حسنة للمشروعات ليتم تدويرها على مستفيدين آخرين حتى تعم الفائدة أكبر عدد ممكن من الفقراء ؟

حددت الشريعة مصارف الزكاة في قوله سبحانه : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " فجعل الله تعالى الفقراء والمساكين في صدارة مصارفها لبيان أولويتهم في استحقاق الزكاة وأن الأصل فيها كفايتهم وإقامة حياتهم ومعاشهم ولذلك خصهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث إرسال معاذ رضي الله عنه إلى اليمن بقوله : فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم .

وعبرت الآية باللام المفيدة للملك ولذلك اشترط جمهور الفقهاء فيها التمليك فأوجبوا تمليكها للفقير أو المسكين حتى ينفقها في حاجته التي هو أدرى بها من غيره وهو ما يخالف عملية الإقراض التي تجعل أموال الزكاة معلقة بذمة أخذها ويكون مطالباً بردها فيجعل ذلك مستحق الزكاة في دائرة الاستحقاق لها على الدوام .

وإقراض أموال الزكاة للفقير مشتمل على مضرة اقتصادية عامة وهي ما يعرف بالإغراق حيث يصير الفقير في دائرة مفرغة من الديون وهو ما يئول به إلى الغرق في الديون بما يعرضه وغيره إلى الملاحقة المستمرة بالمساءلة الاجتماعية أو القانونية وإلى دوام حالة إعساره لعدم قدرته على وفائه بالديون وهذا مخالف لمقصود إعطاء الزكاة للفقير وما زالت عادة السلف والكرماء وأهل السماحة عبر العصور أنهم إذا أعطوا أغنوا وبذلك وصى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فروى عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما وأبو عبيد القاسم بن سلام وابن زنجويه في كتابيهما في الأموال وابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : إذا أعطيتم فأغنوا ورواه الطبراني في الجود والسخاء من قول عمرو بن دينار رحمه الله .

وهذا الأمر يضع كثيراً من الفقراء أمام تقليل استهلاكهم من حاجاتهم الضرورية وشيوع هذا السلوك معناه تحجيم الاستهلاك وتعطيل حركة المال في المجتمع بما يعني كنز الأموال ومن ثم يقع الإضرار بقطاع الإنتاج والأعمال والعاملين وهذه مفسدة عظيمة .

وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال لا يجوز شرعاً أن تعطى أموال الزكاة للفقراء على هيئة قروض لأن الزكاة يشترط فيها التمليك عند إعطائها الفقراء وحفاظاً على المقاصد الشرعية للزكاة في إغناء الفقير وسد حاجته وتمكينه من المال بما يساعد على بناء شخصيته والانتفاع بقدراته .

المرأة تسافر بدون محرم



ما حكم سفر المرأة للعمل بالخارج من غير أن يكون معها محرم ؟

يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم بشرط اطمئنانها على الأمان في دينها ونفسها وعرضها في سفرها وإقامتها وعودتها وعدم تعرضها لمضايقات في شخصها أو دينها فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري وغيره عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال له : فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ( أي المسافرة ) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله ، من هذا الحديث برواياته أخذ جماعة من الفقهاء المجتهدين جواز سفر المرأة وحدها إذا كانت آمنة وخصصوا بهذا الحديث الأحاديث الأخرى التي تحرم سفر المرأة وحدها بعير محرم فهي محمولة على حالة انعدام الأمن .

وقد أجاز جمهور الفقهاء للمرأة في حج الفريضة أن تسافر بدون محرم إذا كانت مع نساء ثقات أو رفقة مأمونة ، قال الإمام أبو الحسن بن بطال المالكي في شرح البخاري قال مالك والأوزاعي والشافعي : تخرج المرأة في حجة الفريضة مع جماعة النساء في رفقة مأمونة وإن لم يكن معها محرم وجمهور العلماء على جواز ذلك .

وقال الإمام الباجي المالكي في المنتقى على شرح الموطأ : ولعل هذا الذي ذكره بعض أصحابنا ( أي عدم خروجها في حج التطوع من غير محرم ) إنما هو في حال الانفراد والعدد اليسير فأما القوافل العظيمة والطرق المشتركة العامرة المأمونة فإنها عندي مثل البلاد التي يكون فيها الأسواق والتجار فإن الأمن يحصل لها دون ذي محرم ولا امرأة وقد روي هذا عن الأوزاعي .

ومما يبين أن توفر الأمن هو المعول عليه عند الفقهاء في الإقدام على السفر والامتناع منه أن الإمام مالكاً رضي الله عنه كره سفر المرأة مع المحرم الذي يغلب على الظن قلة حرصه وإشفاقه عليها .

والذي عليه الفتوى أن سفر المرأة وحدها عبر وسائل السفر المأمونة وطرقه المأهولة ومنافذه العامرة من موانيء ومطارات ووسائل مواصلات عامة جائز شرعاً ولا حرج عليها إذا أذن لها وليها فيه سواء أكان سفراً واجباً أم مندوباً أم مباحاً وأن الأحاديث التي تنهى المرأة عن السفر من غير محرم محمولة على حالة انعدام الأمن فإذا توفر الأمن لم يشملها النهي عن السفر أصلاً .

وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال فلا مانع شرعاً من سفر المرأة إلى الخارج للعمل إذا توفر الأمن في الإقامة ببلد السفر وذلك بشرط موافقة ولي الأمر ولا يشترط اصطحاب المحرم في حلها ولا ترحالها .

الإنابة في الحج عن المريض



أبلغ من العمر اثنين وثمانين عاماً وأريد تأدية فريضة الحج لكن أعالج من مرض القلب وأتعاطى العلاج على الدوام وأريد أن أنيب أحداً غيري أقوم بإعطائه مصاريف تأدية الفريضة هل يجوز لي أن أنيب غيري لأداء الفريضة ؟

إذا كان المسلم غير قادر على أداء الحج بنفسه يجوز له أن يستأجر من يحج عنه كما يجوز للمسلم القادر أن يحج عن أقاربه المتوفين أو المرضى العاجزين عن الحج بأنفسهم ( ويسميه الفقهاء بالمعضوب ) إذا كان قد حج عن نفسه أو يوكل غيره في الحج عنهم بأجرة كان ذلك أو تبرعاً من القائم به وذلك عند جمهور الفقهاء لما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع قالت : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ قال : نعم .

ويتحقق العجز بالموت أو بالحبس والمنع والمرض الذي لا يرجى زواله كالزمانة والفالج والعمى والعرج والهرم الذي لا يقدر صاحبه على الاستمساك وعدم أمن الطريق إذا استمرت هذه الآفات إلى الموت .

ومن تحقق فيه العجز عن أداء فريضة الحج بما ذكرنا فإنه يجب عليه أن ينيب من يحج عنه عند الجماهير من العلماء إذا كان عنده مال يكفي أن يعطيه لمن يحج عنه مدة سفره بشرط أن يكون فائضاً عن ديونه وعن مؤنة من يعولهم أو عن طريق متطوع بالحج عنه بلا أجرة إن تيسر له ذلك ولا يشترط حينئذ وجود المال عند المعضوب ويشترط لذلك أن يكون من يحج عنه قد حج عن نفسه أولا ً .

وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال فما دمت غير قادر صحياً على الحج وهو ما يسميه الفقهاء بالمعضوب فإنه يجوز لك شرعاً أن تنيب من يحج عنك ممن يكون قد حج عن نفسه سواء أكان ذلك بأجر أم بغير أجر .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 03, 2016 7:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عدد هذا الشهر العظيم ، شهر ربيع الأول نقرأ بصفحة 18 وما بعدها هذا الحوار لفضيلة العالم الجليل الدكتور عبد الله كامل حفظه الله تعالى

الداعية د. عبد الله كامل إمام وخطيب مسجد السحار بالهرم وصاحب كتاب الأدلة الشرعية لمولد خير البرية يؤكد على مشروعية الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول للتصوف : إن الرسول أول من احتفل بمولده، وطالب بأن تعيش الأمة حقيقة المحبة لرسولها لترزق حقيقة الاتباع ، كما طالب بمحاسبة النفس الأمارة بالسوء للتخلص من الضغائن والأحقاد ونبذ التطرف والإرهاب، وأن نعيش الإخلاص والحب بين بعضنا البعض ، وأخيراً طالب الأمة بالتوبة والرجوع لصحيح الدين بالطاعة واستدامة الطاعة فالتوبة لها منزلة كبيرة وإن الله يحب التوابين المتطهرين، وإلى تفاصيل الحوار :
الداعية د. عبد الله كامل :

واجب الأمة أن تعيش حقيقة المحبة لرسولها لترزق حقيقة الاتباع


حوار أجراه : صلاح البيلي

بداية كيف نحتفل بمولد رسولنا الكريم وأنتم لكم كتاب عن الأدلة الشرعية لمولد خير البرية ، وهل الاحتفال بمولده الكريم يناهض الشرع كما يزعم البعض ؟

سألت د. عبد الله فأجاب : الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يكون بمعرفة قدره وتعظيم ما جاء به من وحي وسنة وبما أكرمنا الله به على يديه والشوق إليه ولا يمكن الاحتفال لمن تحرم محبته .. وهذا التعظيم وهذه المحبة من الواجبات الرئيسية لحب الرسول ولحقه على أمته فلا يلزم الإيمان والتصديق والاتباع لسنته فقط بل أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى المزيد من حبه وحقه وتعظيمه الواجب يقول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم " وهذا الخطاب موجه للمؤمنين ويشرح لنا عائد المحبة والتصديق برسول الله ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أول من تحدث عن مولده حيث قال : " أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني نورا أضاءت منه قصور الشام " وحين سئل عن صيام يوم الاثنين قال : " ذاك يوم ولدت فيه " وقد تحدث الله عن ميلاد عيسى ويحيى ومريم وذكر سيرة يوسف كاملة من المهد إلى اللحد في القرآن فكيف تمر ذكرى رسولنا المواكبة لمطلع السنة الميلادية الجديدة دون احتفال به بقراءة سيرته وإحياء سنته وذكر مولده ومعايشة شمائله ودراسة خصائصه والفرح به والصلاة عليه كما عظمه الله بقوله : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فهل بعد ذلك يستطيع متنطع أن يزعم عدم مشروعية الاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام أو ينكر على أمته ومحبيه الاحتفال به ؟! إننا مأمورون بذلك ومأمرون بالصلاة والسلام عليه ومأمرون بقراءة سيرته والالتزام بها والسير على خطاه ونهجه .

حقيقة المحبة



في هذه اللحظة الفاصلة في حياة العرب والمسلمين حيث يحاصرهم الإرهاب من كل مكان ويتشدد بعض الشباب ويسيء الغرب للإسلام ويلصق به البعض تهمة الإرهاب كيف تتعانق ذكرى رسولنا مع هذه الملابسات ؟

الواجب على الأمة أن تعيش حقيقة المحبة لرسولها لترزق حقيقة الاتباع وبنص القرآن الكريم : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " فالواجب أن نفعل ما يرضي رسولنا لأن ما يرضيه فيه رضا الله ، وقد ذكر ذلك جل وعلا في سورة التوبة بنص صريح قال فيه : " ولو أنهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيأتينا الله من فضله .. " فالحقيقة أن جوهر الاحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام في ظل الظروف المحيطة بنا حالياً أن ترجع الأمة لكتاب ربها المنزل على حبيبه وإلى سنة نبيها وأن تفرح بذكرى مولد نبيها وهجرته وإسرائه ومعراجه ويكون كل لحظة في حياتنا على هدى ونور رسولنا وترجمة لحديثه وسنته والقرآن المنزل عليه .

مكافحة الإرهاب



الدم والقتل والإرهاب أصبح المشهد الأساسي الذي تتناقله وسائل الإعلام من أرض العرب والمسلمين أو عن المسلمين فكيف تتغير الصورة ؟

سيتم ذلك بمجاهدة النفس الأمارة بالسوء ومجاهدة الشيطان ومخالفة الهوى الذي يضل عن سبيل الله ويكون هوانا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به " ونحتسب لله ونعيش الإخلاص والحب بين بعضنا البعض ، نحب لله ونبغض لله .. " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " فنقيم الفرائض ونكثر من النوافل ونتخلق بصاحب الخلق العظيم الذي قال له ربه " وإنك لعلى خلق عظيم " وهو كما قال " أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون " هذا هو الطريق الصراط المستقيم والقويم ببركة النبي وبركة الصالحين .

التوبة



برأيك أي شيء مهم حالياً للأمة كي تنجو مما هي فيه ؟

التوبة والله سمى نفسه التواب وهو جل وعلا لا يتوب بل يتقبل التوبة عن عباده والذي لا تقبل توبته كالمستهزيء بربه .. يتوب ثم يعود للذنوب والمعاصي ثم يتوب ثم يعود فلا يستحق التوبة ولا أن يمحى عذابه ، وقد زاد فضل الله وكرمه أن يقبل هو التوبة عن عباده حتى قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " حتى يلقى الله وليس عليه مشاهد بذنب " والأولى بصاحب الذنب أن ينسى ذنبه بعد توبته إلا إذا كان تذكره دافعاً لمزيد من التوبة ، فالتوبة أولها ندم وإقلاع عن الذنب وعزم على الطاعة ثم استدامة الطاعة " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا " و " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " " ولم يصروا على ما فعلوا " " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " فلا يجوز للتائب أن يتذكر حلاوة ذنبه من زنا وشرب خمر ورشوة وكذب وفسوق وعصيان وعقوق للوالدين وخيانة أمانة .. إلخ ، لأنه بذلك ينسى ما عند الله من ترهيب وترغيب ، وعندما ذكر سيدنا الإمام عبد الوهاب الشعراني أن التائب الحق لا يتذكر ذنبه إنما قصد تذكر حلاوته وما فيه من إغراء ولكنه يتذكره كندم وبغض له وإقلاع عنه وقد وصف الله التوبة بقوله : " وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " وبعضنا قد يقع في الفسوق والعصيان لإغراءات شتى وكل ذنب له مخالف له ولكن على الشرع .. فالزنا بدلاً منه الزواج والقتل والإرهاب بدلاً منه الجهاد وبدلاً من الغيبة والنميمة التحدث بفضل الله وأهله فلا ننس حسنات بعضنا البعض ونتذكر فضل غيرنا " وكره إليكم الكفر " أي أبغضه لكم بغضاً شديداً وختام الآية " أولئك هم الراشدون " أي الذين يسيرون على الهدى .. وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يفرح بتوبة عبده التائب من الضال الواجد والعقيم الوالد والظمآن الوارد وإذا تاب العبد توبة نصوحاً أنسى الله كاتبيه وبقاع الأرض ذنوبه حتى يلقى الله وليس عليه ذنب " ورب ذلة أورثت طاعة وانكساراً أفضل من طاعة أورثت فخرا ، وكلام سيدنا الشعراني صادر عن أحوال ، وحكي أن أبا يزيد البسطامي بلل فم رجل مخمور ليطهره فناداه مناد من السماء طهرت فمه من أجلنا فطهرنا قلبك ، والتوبة لها منزلة كبيرة عند الله " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " والتائب من التسعة الذين ذكرهم الله في قرآنه " التائبون الحامدون الراكعون الساجدين .. " وفي قصة ماعز والغامدية كفاية لنا حيث اعترفت بالزنا فقال لها الرسول : " اذهبي حتى تضعي حملك " ثم بعد أن وضعته وجاءته قال لها " اذهبي حتى ترضعيه " فذهبت ولما جاءته حفروا لها حفرة لرجمها ولما لعنها أحد الصحابة في الرواية خالد بن الوليد أو عمر قال له الرسول " والله لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم فالتوبة العظيمة انكسار ورضا وذل وإقلاع وتبديل نفس بنفس وتغير شامل يطال الإنسان وهذا ما نحتاجه اليوم لتغيير أحوالنا فنقلع عن الكذب والرشوة وخيانة الأمانة والمعاصي والسرقة ليرضى الله عنا ويرحمنا وتتنزل علينا الرحمات والبركات .

وفاء النبي



نختم حوارنا بقصة من سيرة النبي كما بدأنا بسيرته في ذكراه فماذا تقول ؟

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مشهوراً بالوفاء العظيم والإخلاص التام قبل بعثته مع صدقه وأمانته فلما تربى عند عمه أبي طالب ثم تزوج السيدة خديجة بنت خويلد وعمره 25 سنة قال لسيدنا العباس : إنك تعرف ما يصيب أبي طالب من جهد العيال فهيا نأخذ عنه .. فقال أبو طالب : دعوا لي عقيلاً وخذوا ما شئتم وكان عقيل أكبر أولاده فأخذ العباس جعفراً وأخذ سيدنا رسول الله علياً لتربيته ، فأي وفاء أعظم من ذلك ؟! وحين انتقلت زوجة عمه فاطمة بنت أسد بكاها وكان يعدها كأمه ونزل في قبرها ونام فيه وسواه بيديه ودفنها ودعا لها ، هذه الأخلاق هي التي يحتاجها العالم كله وليس المسلمين فحسب ولو عرف العالم كله السيرة الحقيقية لسيدنا رسول الله لتغير وجه العالم ولاستراحت البشرية من القتل والدم والإرهاب والبغضاء والأحقاد .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قطوف من مجلة التصوف الإسلامي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 08, 2016 11:01 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ومن عدد هذا الشهر ، شهر ربيع ثان عدد 448 نقرأ هذه المقالة لشيخ الأزهر الشريف.

الخلافة والإمامة بين السنة والشيعة
بقلم فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر



يرتبط تنصيب الإمام في فلسفة الشيعة ببعثة الأنبياء ويقولون : إذا كان الغرض من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقي الدين الحق بين الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالعقل في إطار نظريتهم يوجب وجود الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من غير المعقول أن يترك النبي صلى الله عليه وسلم الأمة دون أن يحدد لها إماماً يبين للناس حقيقة الدين، ويفسره لهم ويفصل لهم مجملاته وكلياته التي تحتاج إلى مفسر ومبين لأن الناس لو تركوا وحدهم في مواجهة هذه النصوص المجملة ضلوا وأضلوا، ولابد أن يكون هذا الإمام معصوماً لأننا لو افترضناه غير معصوم ما سلم من الخطأ، هذا هو ما يقدم للشباب الآن من دعاة التشيع.

وإذا سلمنا جدلاً لا اقتناعاً أنه يجب أن يكون هناك إمام يحرس الدين ويتولى أمور المسلمين، هل يعني هذا أنه يلزم استمرار أن يكون هناك إمام إلى يوم القيامة ويكون هذا الإمام منصوصاً عليه ومعصوماً؟! فالشيعة أنفسهم لم يطبقوا ذلك لأنهم قالوا: إن الأئمة تنتهي عند الإمام الثاني عشر وبالتالي أين تلك النظرية فيما بعد الإمام الثاني عشر ؟! ولماذا حصروا الإمامة في هذا العدد ؟ وماذا يقولون في أمر المسلمين وحماية الدين بعد هذا الإمام الأخير ؟

ولم يكن هناك في زمن الأئمة الـ 12 ما يسمى بولاية الفقيه ولا وجود لهذه النظرية في مصادر الشيعة القديمة، ولكنها نظرية جاءت لتحل المشكلة والثغرة المنطقية والواقعية التي ظهرت بالقول بأن الإمام الثاني عشر غائب، وأنه لا يوجد إمام منذ 12 قرناً تقريباً ليبين ويفسر أحكام الدين.

إن الأزهر هو الذي اخترع مسألة التفاهم بين السنة والشيعة أيام أن كان التشيع محصوراً في أهله حيث لم تكن له دعوات مدعومة داخل أرض أهل السنة كما يحدث الآن، ونحن لا نعترض على المذهب الشيعي للشيعة كمذهب، ولكن نعترض على ترويج هذا المذهب ليسود في مناطق أهل السنة انطلاقاً من منطلقات سياسية بحتة والتي لم ولن تتحقق، فقد باءت محاولات غيرهم بالفشل مع كثرة أموالهم التي تضخ من أجل ما يهدفون إليه، لأنه لا يصح إلا الصحيح، حيث خلق الله الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم، ودعوة التشيع الآن جزء من خطة كبرى هدفها التدخل في شئون الدول والهيمنة على المنطقة وهو ما نرفضه تماماً.

إن ترك النبي صلى الله عليه وسلم الناس يختارون الأسلوب الذين يريدونه في اختيار خليفتهم أو إمامهم هو الأفضل، وقول البعض إن مرضه كان شديداً ومنعه من ذلك ظاهر البطلان، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم ويدير أمر المسلمين وذلك أنه حين اشتد عليه المرض قال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس " وكان بإمكانه أن يأمره بأن يخرج للناس ويعلن أنه قال له: إنك خليفتي من بعدي أو إن علياً هو الإمام من بعدي، لكن لم يفعل ذلك مما يدل على أنه لم يرد ذلك من الأساس وإنما أراد عكسه تماماً وهو عدم تقييد أمته بقانون معين في اختيار رؤسائهم وحكامهم يكون عليهم قيداً ويعجزون عن تنفيذه حين تتسع الأمة وتترامى أطرافها ويصبح تنفيذ التعيين عن طريق الوصية أمراً مستحيلاً أو شبه مستحيل أو على الأقل يوقع في الحرج الشديد وهذا هو أخص خصائص التشريع الإسلامي بإطلاق، سواء كان بنصوص الوحي القرآني الكريم أو نصوص النبوة المشرفة، بمعنى أن الأحكام الشرعية تتميز بميزة المرونة والقابلية للحركة والتجدد إذا تعلقت بالأمور المتغيرة على الثابتة وفي مقدمتها: الأمور المتعلقة بالسياسة وعلى الأخص نظام الحكم وشكله وصورته، والعكس صحيح تكون الأحكام الشرعية ثابتة ومحددة وغير قابلة للتغيير إذا تعلقت بالأمور الثابتة التي لا تتغير وفي مقدمتها: العبادات .. فما كانت صورة العبادات لا تتغير من زمن لآخر، وكانت الصلاة قابلة للتطبيق في عصر الذرة وسفن الفضاء مثلما كانت قابلة للتطبيق في عصر الصحراء والإبل تماماً بتمام، كما عبر عن ذلك السيد/ باقر الصدر رحمه الله، فالأحكام المتعلقة بالعبادات ثابتة لا تتبدل ولا تتغير وكذلك مسائل العقيدة، وما كان قطعي الثبوت والدلالة، فكل هذه ثوابت لا تجديد فيها ولا اجتهاد، أما الأمور المتغيرة ففي مقدمتها: النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

والخلافة من الأمور التي تتغير بتغير الزمان والمكان، ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض على أمته صورة واحدة في طريقة اختيار الأمة لحاكمها لوقعت الأمة في حرج شديد من أمرها، وتصور لو أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف شخصاً معيناً وأصبح فرضاً على المسلمين أو حتى سنة من السنن ثم تصور وضع العالم الإسلامي والعربي الآن هل كان يمكن الاستجابة إلى هذا التوجيه النبوي؟؟! وكيف؟ ومن يستخلف من؟ ومن يسلم الأمر لمن؟ وهل يمكن أن ندير ظهورنا للأنظمة الحديثة الآن؟ إذن ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فعله ليفسح مكاناً للرأي العام في سياسة الناس، وهذا ما حدث في اجتماع السقيفة الذي كان تجسيداً لديمقراطية لم يعرفها الناس إلا بعد عدة قرون.

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 24 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط