موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 25, 26, 27, 28, 29, 30, 31 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 11:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والتاسع عشر من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

(وفرح بالله , ما شغله من المتن ظاهر متعتها ولا باطن منتها )

ظاهر متعتها هو حظ البشرية وهي الذة الحسية وهو حال أهل المقام الأول أعني الغافلين وباطنمنتها هي ذكر المنعم وإقباله عليه وهو حال أهل المقام الثاني
واشار إلي حال أهل المقام الثالث فقال :
( بل شغله النظر إلى الله عما سواه )
من المتعة الحسية أو المعنوية ( و ) شغله ( الجمع ) على الله
بالتوكل ( عليه ) فكفاه شؤونه وأموره حتى لم يبق له اهتمام بغير مولاه , بل أغناه به ما سواه
( فلا يشهد إلا إياه ) ولا يحب شيئاً سواه .

ومما وجد في بعض الكتب المنزلة : يقول الله تعالى :
عبدي إن أطعتني وإليتك , وإن اتقيتني قربتك , وإن استحييت
مني أكرمتك , وإن توكلت على كفيتك , وإن عصيتني عاقبتك
فعقوبتي لك من أجلك لا من أجلي , جل قدري وعظم فضلي .
عبدي إني أعلم منك ما لو علمته زوجتك لسألتك الطلاق
ولو علمه عبدك لسألك العتاق , ولو علمه أبوك لهان عليه الفراق
عبدي إن جئتني تقول أسأت أقول لك وأنا قد غفرت
وإن قلت تبت أقول وأنا قبلت اهـ

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 25, 2015 9:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والعشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون )

المراد بالقول في هذا المقام القول القلبي , أي اذكر الله على الأشياء كلها تفن ولم يبق إلا مولاها , ثم اترك الناس في وهمهم يلعبون , ومن جملة الأشياء النعم التي يتجلى بها , فإذا ذكر الله عليها غاب في شهوده عنها , واستغنى به عن كل ما سواه .

قال الشبلي رضي الله عنه : الشكر رؤية المنعم لا رؤية النعمة

وقال أبو محمد الجريري رضي الله عنه :
من رأى النعم ولم ير المنعم فقد حجب عن الشكر ومن رأي المنعم بغيبة النعم فقد شكراه اهـ

تنبيه : كثيراً ما يستدل الصوفية بهذه الآية على الانقطاع إلى الله والغيبة عما سواه , وهو تفسير إشارة لا تفسير معنى اللفظ , لأنها نزلت في الرد على اليهود حيث قالوا : ( ما أنزل الله على بشر من شيء )
فقال لهم الحق تعالى : ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ) .

فلما لم يجيبوا قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :قل الله , أي قل لهم أنزله الله , ثم لا تجادلهم , بل ذرهم في خوضهم يلعبون
والصوفية رضي الله عنهم يقرون الظاهر على ظاهره ويقتبسون إشارات خفية , لا يعرف مقصودهم غيرهم , ولذلك رد عليهم بعض المفسرين حيث لم يعرف قصدهم:

( قد علم كل أناس مشربهم )

وأما ذكر هذا الإسم باللسان مجرداً ففيه ثلاثة أقوال :
أحدها الجواز مطلقاً , والثاني الكراهة مطلقاً , والثالث التفصيل
يجوز لأهل النهايات دون أهل البدايات
والمشهور الأول وعليه طريق الشاذليه ومن تعلق بهم
والله تعالى أعلم .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 09, 2015 8:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة و الواحد و العشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وقد أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام :
يا داوود قل للصديقين , بي فلفرحوا , وبذكرى فليتمتعوا )

لا يكمل الفرح بالله حتى يخلو القلب من محبة ما سواه
فما دام العبد متعلقاً بشئ من السوى فلا يكمل فرحه بالله
ولا يتم تنعمه بذكر الله

أو تقول ما دامت الروح مسجونة في سجن الهيكل لا يتم فرحها بالله
ولا تتنعم بذكر الله
فأن تخلصت من سجن البدن وتحررت من رق الأكوان
كمل فرحها بالواحد المنان وأنشدت :

أنتم سرورى وأنتم مشتكى أملي
وأنتم في ظلام الليل أقماري

فأن نطقت فلم أنطق بغيركم
وأن صمت فأنتم عقد إضماري

وهذا هو الفرح الحقيقي والسرور الأصلي وما سواه أعراض لأعراض
قال المقدسي :السرور أعلى من الفرح , لأن الفرح ربما شيب بالحزن الذي هو مقابله والسرور لا حزن معه
وقيل هما شئ واحد .
وقال بعضهم : السرور على ثلاثة أقسام : بداية ووسط ونهاية
فبادية السرور يذهب به خوف القطيعة , وظلمة الجهل , ووحشة الفراق
وأما وسطه , فإنه يكشف حجاب العلم , ويفك رق التكليف , وينفي التدبير والاختيار
وأما غايته , فإنه يمحو آثار الوحشة , ويقرع باب المشاهدة , ويضحك وجه الروح لبشارة التجلي , ففي بداية الفرح والسرور يحصل التصديق , وفي وسطه يحصل الأنس , وفي نهايته يحصل الجمع والوصال اهـ

وقد ضرب بعضهم مثلاً للأقسام الثلاثة : أعني من يفرح بالنعم من حيث إنه ينال فيها شهوته , أو يشهد فيها منته ومعونته , أو يفرح بالمنعم وحده فقال : مثل ذلك كثلاثة رجال قدموا على السطان فأعطى لكل واحد فرساً وسيفاً
أما أحدهما فقال : هذا فرس نتمتع به , ونركب عليه في حوائجي , ونقاتل به عدوي , ففرح به من حيث به يقضي به مآربه وشهواته , وليس في قلبه محبة للملك إنما لقضاء حاجته
وأما الآخر فقال : هذا فرس نستعين به على خدمة الملك , وعلى القدوم عليه , وعلى مجاهدة عدوه , ففرح بالفرس من حيث انه يستعين به على حوائج الملك ومآربه دون حوائج نفسه
وأما لثالث فقال : أن الملك يحبني ويعظمني حتى أعطاني هذا الفرس , فهذا اعتناء من الملك وإقبال علىّ , ففرح بالفرس من حيث أنه يدل على محبة الملك له واعتنائه به , فهذا مثل للأقسام الثلاثة , وقد أشبع الغزالي الكلام في هذا المعنى في باب الشكر , فانظره أن شئت

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 09, 2015 9:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
المهاجرة كتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة و الواحد و العشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وقد أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام :
يا داوود قل للصديقين , بي فلفرحوا , وبذكرى فليتمتعوا )

لا يكمل الفرح بالله حتى يخلو القلب من محبة ما سواه
فما دام العبد متعلقاً بشئ من السوى فلا يكمل فرحه بالله
ولا يتم تنعمه بذكر الله

أو تقول ما دامت الروح مسجونة في سجن الهيكل لا يتم فرحها بالله
ولا تتنعم بذكر الله
فأن تخلصت من سجن البدن وتحررت من رق الأكوان
كمل فرحها بالواحد المنان وأنشدت :

أنتم سرورى وأنتم مشتكى أملي
وأنتم في ظلام الليل أقماري

فأن نطقت فلم أنطق بغيركم
وأن صمت فأنتم عقد إضماري

وهذا هو الفرح الحقيقي والسرور الأصلي وما سواه أعراض لأعراض
قال المقدسي :السرور أعلى من الفرح , لأن الفرح ربما شيب بالحزن الذي هو مقابله والسرور لا حزن معه
وقيل هما شئ واحد .
وقال بعضهم : السرور على ثلاثة أقسام : بداية ووسط ونهاية
فبادية السرور يذهب به خوف القطيعة , وظلمة الجهل , ووحشة الفراق
وأما وسطه , فإنه يكشف حجاب العلم , ويفك رق التكليف , وينفي التدبير والاختيار
وأما غايته , فإنه يمحو آثار الوحشة , ويقرع باب المشاهدة , ويضحك وجه الروح لبشارة التجلي , ففي بداية الفرح والسرور يحصل التصديق , وفي وسطه يحصل الأنس , وفي نهايته يحصل الجمع والوصال اهـ

وقد ضرب بعضهم مثلاً للأقسام الثلاثة : أعني من يفرح بالنعم من حيث إنه ينال فيها شهوته , أو يشهد فيها منته ومعونته , أو يفرح بالمنعم وحده فقال : مثل ذلك كثلاثة رجال قدموا على السطان فأعطى لكل واحد فرساً وسيفاً
أما أحدهما فقال : هذا فرس نتمتع به , ونركب عليه في حوائجي , ونقاتل به عدوي , ففرح به من حيث به يقضي به مآربه وشهواته , وليس في قلبه محبة للملك إنما لقضاء حاجته
وأما الآخر فقال : هذا فرس نستعين به على خدمة الملك , وعلى القدوم عليه , وعلى مجاهدة عدوه , ففرح بالفرس من حيث انه يستعين به على حوائج الملك ومآربه دون حوائج نفسه
وأما لثالث فقال : أن الملك يحبني ويعظمني حتى أعطاني هذا الفرس , فهذا اعتناء من الملك وإقبال علىّ , ففرح بالفرس من حيث أنه يدل على محبة الملك له واعتنائه به , فهذا مثل للأقسام الثلاثة , وقد أشبع الغزالي الكلام في هذا المعنى في باب الشكر , فانظره أن شئت

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

الله الله الله الله الله ،
جميييييييييييييل
سلمت يديكى يا المهاجرة ،
غذاء الروح ...............

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 09, 2015 9:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
النيل الخالد كتب:
المهاجرة كتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة و الواحد و العشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وقد أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام :
يا داوود قل للصديقين , بي فلفرحوا , وبذكرى فليتمتعوا )

لا يكمل الفرح بالله حتى يخلو القلب من محبة ما سواه
فما دام العبد متعلقاً بشئ من السوى فلا يكمل فرحه بالله
ولا يتم تنعمه بذكر الله

أو تقول ما دامت الروح مسجونة في سجن الهيكل لا يتم فرحها بالله
ولا تتنعم بذكر الله
فأن تخلصت من سجن البدن وتحررت من رق الأكوان
كمل فرحها بالواحد المنان وأنشدت :

أنتم سرورى وأنتم مشتكى أملي
وأنتم في ظلام الليل أقماري

فأن نطقت فلم أنطق بغيركم
وأن صمت فأنتم عقد إضماري

وهذا هو الفرح الحقيقي والسرور الأصلي وما سواه أعراض لأعراض
قال المقدسي :السرور أعلى من الفرح , لأن الفرح ربما شيب بالحزن الذي هو مقابله والسرور لا حزن معه
وقيل هما شئ واحد .
وقال بعضهم : السرور على ثلاثة أقسام : بداية ووسط ونهاية
فبادية السرور يذهب به خوف القطيعة , وظلمة الجهل , ووحشة الفراق
وأما وسطه , فإنه يكشف حجاب العلم , ويفك رق التكليف , وينفي التدبير والاختيار
وأما غايته , فإنه يمحو آثار الوحشة , ويقرع باب المشاهدة , ويضحك وجه الروح لبشارة التجلي , ففي بداية الفرح والسرور يحصل التصديق , وفي وسطه يحصل الأنس , وفي نهايته يحصل الجمع والوصال اهـ

وقد ضرب بعضهم مثلاً للأقسام الثلاثة : أعني من يفرح بالنعم من حيث إنه ينال فيها شهوته , أو يشهد فيها منته ومعونته , أو يفرح بالمنعم وحده فقال : مثل ذلك كثلاثة رجال قدموا على السطان فأعطى لكل واحد فرساً وسيفاً
أما أحدهما فقال : هذا فرس نتمتع به , ونركب عليه في حوائجي , ونقاتل به عدوي , ففرح به من حيث به يقضي به مآربه وشهواته , وليس في قلبه محبة للملك إنما لقضاء حاجته
وأما الآخر فقال : هذا فرس نستعين به على خدمة الملك , وعلى القدوم عليه , وعلى مجاهدة عدوه , ففرح بالفرس من حيث انه يستعين به على حوائج الملك ومآربه دون حوائج نفسه
وأما لثالث فقال : أن الملك يحبني ويعظمني حتى أعطاني هذا الفرس , فهذا اعتناء من الملك وإقبال علىّ , ففرح بالفرس من حيث أنه يدل على محبة الملك له واعتنائه به , فهذا مثل للأقسام الثلاثة , وقد أشبع الغزالي الكلام في هذا المعنى في باب الشكر , فانظره أن شئت

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

الله الله الله الله الله ،
جميييييييييييييل
سلمت يديكى يا المهاجرة ،
غذاء الروح ...............


ربنا يخليكى يانيل و سلمتى من كل شر يارب

شكراً لكى وفرحنى وشرفنى مرورك الطيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 09, 2015 9:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
المهاجرة كتب:
النيل الخالد كتب:
المهاجرة كتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة و الواحد و العشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وقد أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام :
يا داوود قل للصديقين , بي فلفرحوا , وبذكرى فليتمتعوا )

لا يكمل الفرح بالله حتى يخلو القلب من محبة ما سواه
فما دام العبد متعلقاً بشئ من السوى فلا يكمل فرحه بالله
ولا يتم تنعمه بذكر الله

أو تقول ما دامت الروح مسجونة في سجن الهيكل لا يتم فرحها بالله
ولا تتنعم بذكر الله
فأن تخلصت من سجن البدن وتحررت من رق الأكوان
كمل فرحها بالواحد المنان وأنشدت :

أنتم سرورى وأنتم مشتكى أملي
وأنتم في ظلام الليل أقماري

فأن نطقت فلم أنطق بغيركم
وأن صمت فأنتم عقد إضماري

وهذا هو الفرح الحقيقي والسرور الأصلي وما سواه أعراض لأعراض
قال المقدسي :السرور أعلى من الفرح , لأن الفرح ربما شيب بالحزن الذي هو مقابله والسرور لا حزن معه
وقيل هما شئ واحد .
وقال بعضهم : السرور على ثلاثة أقسام : بداية ووسط ونهاية
فبادية السرور يذهب به خوف القطيعة , وظلمة الجهل , ووحشة الفراق
وأما وسطه , فإنه يكشف حجاب العلم , ويفك رق التكليف , وينفي التدبير والاختيار
وأما غايته , فإنه يمحو آثار الوحشة , ويقرع باب المشاهدة , ويضحك وجه الروح لبشارة التجلي , ففي بداية الفرح والسرور يحصل التصديق , وفي وسطه يحصل الأنس , وفي نهايته يحصل الجمع والوصال اهـ

وقد ضرب بعضهم مثلاً للأقسام الثلاثة : أعني من يفرح بالنعم من حيث إنه ينال فيها شهوته , أو يشهد فيها منته ومعونته , أو يفرح بالمنعم وحده فقال : مثل ذلك كثلاثة رجال قدموا على السطان فأعطى لكل واحد فرساً وسيفاً
أما أحدهما فقال : هذا فرس نتمتع به , ونركب عليه في حوائجي , ونقاتل به عدوي , ففرح به من حيث به يقضي به مآربه وشهواته , وليس في قلبه محبة للملك إنما لقضاء حاجته
وأما الآخر فقال : هذا فرس نستعين به على خدمة الملك , وعلى القدوم عليه , وعلى مجاهدة عدوه , ففرح بالفرس من حيث انه يستعين به على حوائج الملك ومآربه دون حوائج نفسه
وأما لثالث فقال : أن الملك يحبني ويعظمني حتى أعطاني هذا الفرس , فهذا اعتناء من الملك وإقبال علىّ , ففرح بالفرس من حيث أنه يدل على محبة الملك له واعتنائه به , فهذا مثل للأقسام الثلاثة , وقد أشبع الغزالي الكلام في هذا المعنى في باب الشكر , فانظره أن شئت

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

الله الله الله الله الله ،
جميييييييييييييل
سلمت يديكى يا المهاجرة ،
غذاء الروح ...............


ربنا يخليكى يانيل و سلمتى من كل شر يارب

شكراً لكى وفرحنى وشرفنى مرورك الطيب

الله يكرمك حبيبتى

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 15, 2015 9:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والثانية والعشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( والله يجعل فرحنا وإياك به )

أي دون غيره , والمخاطب هو المرسل إليه هذه البطاقة
أو كل من يطالع كتابه أو يحفظه أو يعمل به أو من يسمعه
وقرئ عليه , وإذا كان فرحنا به وحده كما من القسم الثالث
الذي هو مقام خواص الخواص
ومن كان فرحه بالله كان راضياً به ومرضياً عنه كما قال :

( وبالرضي منه )

أي ويجعل فرحنا بالرضى من قبله بحيث لا نرضى بشئ دون رضاه عنا
قال تعالى : { رضي الله عنهم ورضوا عنه }
ومن تحصن بها تحصن من الغفلة بحصن منيع ولذلك قال :

( وأن لا يجعلنا من الغافلين )

الذين يفرحون بالنعم دون شهود المنعم , وقد اشتمل دعاؤه على
الأقسام الثلاثة من باب التدلي
فالفرح بالله هو المقام الثالث
وبالرضي منه هو الثاني
واحترز من الأول بعدم جعله منه

وإذا خرج من حرز الغفلة حصل على اليقظة وهي جماع التقوى

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 9:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والواحد والعشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وأن يسلك بنا مسلك المتقين )

الذين اتقوا الشرك والمعاصي أولاً , والشهوات والعوائذ ثانياً
والسوية والغيرية ثالثاً
وهو معنى قوله تعالى :
{ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين }

فالتقوى على ثلاثة أقسام بحسب المقامات :
فتقوى أهل مقام الإسلام حفظ الجوارح من المخالفات اتقاء سخط الله وإليهم توجه الخطاب بقوله تعالى :
{ فاتقوا الله ما استطعتم }
وتقوى أهل مقام الإيمان حفظ القلوب من الهفوات والخطرات , وإليهم توجه الخطاب بقوله تعالى :
{ فاتقون يا أولي الألباب }
فإذا تطهر القلب من الهفوات والخطرات منح شهود معاني الصفات

وتقوى أهل مقام الإحسان حفظ السر مما سوى الله , فإذا تطهر السر من الأغيار منح بشهود الأنوار وهي عظمة الذات , ولكل مقام من مقامات التقوى بواعث بعث على تقواهم
فالباعث لأهل مقام الإسلام على تقواهم رجاء الثواب وخوف العقاب فتقواهم على سبيل الخوف والرجاء
والباعث لأهل مقام الإيمان على تقواهم شهود الجلال والجمال فتقواهم على سبيل الهيبة والحياء
والباعث لأهل مقام الإحسان على تقواهم شهود العظمة والكمال فتقواهم على المحبة والتعظيم وأنشدوا :

فكن أيها العبد المعني أخا تقى
حثيث الترقي في المعارج باللطف

وثق بلطيف الصنع تحظ بفضله
وخلص إليه القصد يغنيك بالعطف

وفوض وسلم وارق في درج الصفا
على الكون تحظى بالمعارف والعرف

وتدرك ما أمسى الوري عنه في غنى
وتعرف أشياء تجل عن الوصف

ومن حصل مقام التقوى , وحاز منها الغاية القصوى
دام عليه السرور , والفرح وذهب عنه الحزن والرتح

روى أن رابعة العدوية رضي الله عنها لقيت عتبة الغلام وهو يتبختر في قميص جديد فقالت له :
ما هذا التيه والعجب الذي ما رأيته منك قبل اليوم ؟
فقال ومن أولى بهذا منى وقد أصبح لي مولى وأصبحت له عبداً .

وقال ذو النون : رأيت شيخاً في الركب يمشي وبيده مصحف وهو يقرأ ويهتز ويرقص في مشيته , فقلت يا شيخ ما هذا الرقص ؟
فقال : قلت في نفسي عبد من أنا ؟ وكلام من أنا أتلو ؟
وبيت من أنا قاصد ؟
فهزتني حالة الفرح , وأطربني ذلك من غير قصد مني اهـ .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 10:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مارس 29, 2004 4:05 pm
مشاركات: 7388


الله الله الله الأخت الفاضلة المهاجرة ......


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 10:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

ربنا يخليكى ياآمنة ويبارك فيكى يارب

شكراً لكى على مرورك الطيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 29, 2015 8:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والثانى والعشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( بمنه وكرمه )

أي إنما أطلب ما تقدم من منة الله وكرمه لا بسبب عمل ولا حال
وكل هذا اعتماد على مولاه فيما أولاه , وتولاه في مبدئه ومنتهاه

وهاهنا انتهى الكتاب وما بقي إلا مناجاة الكريم الوهاب

المناجاة

قال بعض الشراح : هذه المناجاة على قسمين :
قسم : يقضي بالتعريض والتأهب
وقسم : يشهد بالتحقيق والتأدب
وأكثر ما يظهر فضلها للتالي في وقت الأسحار وبعد صلاة الصبح , فلها هناك سر عظيم وفتح جسيم , فمن لازمها في ذينك الوقتين وجد بسطاً زائداً على العادة , ولها خواص وأسرار يعرفها من جربها من العبادوالزهاد,والطالبين لمعرفة رب العالمين , وقد ذكر بعضها ابن عباد في نظم الحكم فقال :
لم يبق إلا ما به المناجاة ... سياقه حقت له المراعاة
لكونه يهذب الأسرارا ... ويجلب الأضواء والأنوارا
وأنت يا خلي ويا صفيي ... إن انتهجت نهج إذا الولى
وسقته مساقة الجميلا ... منكسرا وخاضعاً ذليلا
رأيت في باطنك الزياده ... والخير استبشرت بالسعادة

ووجه مناسبتها لما قبلها أن القلب إذا انبسط بالفرح بالحبيب
انطلق اللسان لمناجاة القريب

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 06, 2015 9:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والثالث والعشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري ؟ )

إنما ابتدأ مناجاته بالتحقيق بالفقر لما يعقبه من سرعة الغنى
وقد قلت في قصيدة تقدمت :

تحقق بوصف الفقر كل لحظة ... فما أسرع الإغناء إذا صحح الفقر

قال الشيخ أبو عثمان في قوله تعالى :
{ ادعوا ربكم تضرعاً وخفية }
التضرع : هو أن تقدم افتقارك وعجزك , وعارك وضرورتك
وقلة حولك وقوتك وليس التضرع بالإجهار , ولا يكون للطاعات إظهار اهـ .

يقول رضي الله عنه : أنا الفقير في غناى الوهمي إلادّعائي فكيف لا أكون فقيراً في فقري الحقيقي الأصلي ؟ فغناي بموافقة الأسباب الظاهرة ليس وجوده منى ولا بقاؤه بيدي , فأنا فقير في حالة وجوده , فكيف لا أكون فقيراً في حالة فقده . أو يقول : أنا الفقير في حالة حياتي التي يظهر فيها صورة غناي بعشيرتي وأحبابي , فكيف لا أكون فقيراً بعد مماتي حين يتخلف عني أحبابي وجيرتي . أو يقول : أنا الفقير إليك في حال غناي بك فلا غني لي عن زيادة مددك , وهذا كما قال القائل :

أنا الفقير إليكم والغنى بكم ... وليس لي بعدكم حرص على أحد

فكيف لا أكون فقيراً في حال فقري إليك . إذا كنت فقيراً في حال نظري إلى غناي بك , فكيف لا أكون فقيراً في حال نظري إلي فقري إليك ؟ ولله در القائل :

إني إليك مع الأنفاس محتاج ... ولو كان في مفرقي الإكليل والتاج

وفي إظهار الفاقات إلى الله , وإنزال حوائجه بساحة مولاه , مع رفع الهمة عما سواه من الحظوظ والمكانة وعزازة القدر عند الله , ما يكل عن وصفه اللسان . ويعجز عن حمله واسع الجنان .

قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه : ما أظهر عبد فقره إلى الله تعالى في الدعاء إلا قال له الحق لبيك , لكنه لا يستطيع سمع ذلك . وقد تقدم كلام الله تعالى في بعض الكتب المنزلة , يقول الله تعالى : ما رفع عبد حاجته إلىّ دون خلقي أعلم ذلك من نيته فتكيده السموات السبع والأرضون السبع إلا جعلت له فرجاً ومخرجاً من أمره , أو كما قال .

وقال أبو القاسم القشيري : من أشار إلى الله ثم رجع بحوائجه إلى غيره أفقره الله إلى الخلق , ثم نزع له الرحمة من قلوبهم , ومن شهد محل افتقاره إلى الله ورجع بحوائجه إليه أغناه الله من حيث لا يحتسب , أعطاه من حيث لا يرتقب .

قيل لبعض المحققين : أيطلب العبد الرزق ؟ قال : إن علم أين هو فليطلبه , قال : قيل أيسأل الله ؟ قال إن علم أنه نسيه فليذكره , قيل : أيتوكل على الله ؟ قال : إن كان في شك فليختبره , قيل : فأي شئ يعمل ؟ قال : ما أمره اهـ .

فليثق العبد بربه , وليشتغل بما أمر به , وليكن كما قال بهلول المجنون : نعبده كما أمرنا , وهو يرزقنا كما وعدنا , ولا يتعلق بمخلوق أصلاً قلباً ولا قالباً , وليمح الخواطر التي تخطر بباله من هذا المعنى , قبل أن تستحكم فيه فيعاقب بالحرمان , ويرمي بالخذلان .

قال إبراهيم الخواص رضي الله عنه : تهت في البادية حتى ضرني الحال , فسمعت نباح كلب فأصغيت إليه وأخذت نحوه , فإذا بلص قد صفعني , فقلت في نفسي : هذا جزاء من توكل على مخلوق , فقيل لي في سري : يا إبراهيم ما دمت في خفارتنا , أي جوارنا وعهدنا كنت عزيزاً , فلما دخلت في خفارة كلب سلط عليك الخلق , فتبت إلى الله تعالى , وإذا بالذي صفعني قد سقط عن جرف وطار رأسه اهـ وأنشدوا :

مددت يدي أرجو نوالاً ورحمة ... ومالي شفيع غير جودك والرجا
فجد لي بعفو منك وارحم تذللي ... فأنت الذي أعطيتني الفقر واللجا

ثم أن الفقر والجهل من أوصاف العبودية , كما أن الغني والعلم من أوصاف الربوبية , فلما أدلى بفقره إلى غنى مولاه , أدلى بجهله إلى سعة علو مولاه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 06, 2015 9:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة والثالث والعشرون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري ؟ )

إنما ابتدأ مناجاته بالتحقيق بالفقر لما يعقبه من سرعة الغنى
وقد قلت في قصيدة تقدمت :

تحقق بوصف الفقر كل لحظة ... فما أسرع الإغناء إذا صحح الفقر

قال الشيخ أبو عثمان في قوله تعالى :
{ ادعوا ربكم تضرعاً وخفية }
التضرع : هو أن تقدم افتقارك وعجزك , وعارك وضرورتك
وقلة حولك وقوتك وليس التضرع بالإجهار , ولا يكون للطاعات إظهار اهـ .

يقول رضي الله عنه : أنا الفقير في غناى الوهمي إلادّعائي فكيف لا أكون فقيراً في فقري الحقيقي الأصلي ؟ فغناي بموافقة الأسباب الظاهرة ليس وجوده منى ولا بقاؤه بيدي , فأنا فقير في حالة وجوده , فكيف لا أكون فقيراً في حالة فقده . أو يقول : أنا الفقير في حالة حياتي التي يظهر فيها صورة غناي بعشيرتي وأحبابي , فكيف لا أكون فقيراً بعد مماتي حين يتخلف عني أحبابي وجيرتي . أو يقول : أنا الفقير إليك في حال غناي بك فلا غني لي عن زيادة مددك , وهذا كما قال القائل :

أنا الفقير إليكم والغنى بكم ... وليس لي بعدكم حرص على أحد

فكيف لا أكون فقيراً في حال فقري إليك . إذا كنت فقيراً في حال نظري إلى غناي بك , فكيف لا أكون فقيراً في حال نظري إلي فقري إليك ؟ ولله در القائل :

إني إليك مع الأنفاس محتاج ... ولو كان في مفرقي الإكليل والتاج

وفي إظهار الفاقات إلى الله , وإنزال حوائجه بساحة مولاه , مع رفع الهمة عما سواه من الحظوظ والمكانة وعزازة القدر عند الله , ما يكل عن وصفه اللسان . ويعجز عن حمله واسع الجنان .

قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه : ما أظهر عبد فقره إلى الله تعالى في الدعاء إلا قال له الحق لبيك , لكنه لا يستطيع سمع ذلك . وقد تقدم كلام الله تعالى في بعض الكتب المنزلة , يقول الله تعالى : ما رفع عبد حاجته إلىّ دون خلقي أعلم ذلك من نيته فتكيده السموات السبع والأرضون السبع إلا جعلت له فرجاً ومخرجاً من أمره , أو كما قال .

وقال أبو القاسم القشيري : من أشار إلى الله ثم رجع بحوائجه إلى غيره أفقره الله إلى الخلق , ثم نزع له الرحمة من قلوبهم , ومن شهد محل افتقاره إلى الله ورجع بحوائجه إليه أغناه الله من حيث لا يحتسب , أعطاه من حيث لا يرتقب .

قيل لبعض المحققين : أيطلب العبد الرزق ؟ قال : إن علم أين هو فليطلبه , قال : قيل أيسأل الله ؟ قال إن علم أنه نسيه فليذكره , قيل : أيتوكل على الله ؟ قال : إن كان في شك فليختبره , قيل : فأي شئ يعمل ؟ قال : ما أمره اهـ .

فليثق العبد بربه , وليشتغل بما أمر به , وليكن كما قال بهلول المجنون : نعبده كما أمرنا , وهو يرزقنا كما وعدنا , ولا يتعلق بمخلوق أصلاً قلباً ولا قالباً , وليمح الخواطر التي تخطر بباله من هذا المعنى , قبل أن تستحكم فيه فيعاقب بالحرمان , ويرمي بالخذلان .

قال إبراهيم الخواص رضي الله عنه : تهت في البادية حتى ضرني الحال , فسمعت نباح كلب فأصغيت إليه وأخذت نحوه , فإذا بلص قد صفعني , فقلت في نفسي : هذا جزاء من توكل على مخلوق , فقيل لي في سري : يا إبراهيم ما دمت في خفارتنا , أي جوارنا وعهدنا كنت عزيزاً , فلما دخلت في خفارة كلب سلط عليك الخلق , فتبت إلى الله تعالى , وإذا بالذي صفعني قد سقط عن جرف وطار رأسه اهـ وأنشدوا :

مددت يدي أرجو نوالاً ورحمة ... ومالي شفيع غير جودك والرجا
فجد لي بعفو منك وارحم تذللي ... فأنت الذي أعطيتني الفقر واللجا

ثم أن الفقر والجهل من أوصاف العبودية , كما أن الغني والعلم من أوصاف الربوبية , فلما أدلى بفقره إلى غنى مولاه , أدلى بجهله إلى سعة علو مولاه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 06, 2015 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مارس 29, 2004 4:05 pm
مشاركات: 7388
الله يبارك لك ويبارك فيكى ......أختى حبيبتى ........


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 06, 2015 10:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الآمنة كتب:
الله يبارك لك ويبارك فيكى ......أختى حبيبتى ........


ربنا يكرمك ويبارك فيكى يارب

وشكراً لكى على مرورك الطيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 25, 26, 27, 28, 29, 30, 31 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 71 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط