موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 27, 2005 6:30 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله و على آله وسلم تسليما كثيرا:

الحكمة اليوم هي الحكمة الثامنة و العشرون من حكم سيدى ابن عطاء الله
السكندرى وهى :

( لا تستغرب وقوع الاكدار مادمت فى هذة الدار , فإنها ما ابرزت إلا ما هو
مستحق وصفها وواجب نعتها )

الإستغراب : تصير الشىء غريباً حتى يتعجب منه
الاكدار :كل ما يكدر على النفس و يؤلمها
و مستحق وصفها : ما تستحق ان توصف به
وواجب نعتها : ما يجب ان تنعت به . قال بعضهم : الوصف يكون بالأمور الازمة
و النعت يكون بالعوارض الطارئة , فالأمور الازمة كالبياض و السواد و الطول
و القصر , و العوارض كالمرض و الصحة و الفرح و الحزن و غير ذلك
و المراد هنا بالأوصاف ما يتكرر وقوعه كالموت و الامراض و ما يقع كثيراً
و بالنعوت ما يقل وقوعه فى العادة كالفتن و الهرج و الزلازل لانهم يقولون :
الاوصاف لوازم و النعوت عوارض , و قيل شىء واحد هو الاصح

من آداب العارف ألا يستغرب شيئاً من تجليات الحق , ولا يتعجب من شىء
منها كائنة من كانت جلالية او جمالية ,فإذا نزلت به نوازل قهرية او وقعت فى
هذه الدار أكدار و أغيار جلالية فلا يستغرب وقوع ذلك
لانها دار أهوال و منزل فرقة و انتقال

قال الجنيد رضى الله عنه :
لا أستبشع مما يرد علىُ من العالم لانى أصلت أصلاً و هو
أن الدار دار هم و غم و بلاء و فتنة , و أن العالم كله شر

ومن حكمه : أنه يتلقانى بكل ما أكره , فإن تلقانى بما احب فهو فضل
و إلا فالأصل هو الأول

و فى الحكايات المنقولة عن سيدنا جعفرن الصادق رضى الله تعالى عنه انه قال :
من طلب مالم يخلق أتعب نفسه و لم يرزق فقيل له و ما ذاك قال :
الراحة فى الدنيا و فى معناه انشدوا :

تطلب الراحة فى دار العنا *** خاب من يطلب شىء لا يكون

و قال أبو تراب رضى الله تعالى عنه :
يا أيها الناس أنتم تحبون ثلاث اشياء و ليس هى لكم تحبون النفس و هى لهواها
و تحبون الروح و الروح لله و تحبون المال و المال للورثة و تطلبون أثنين
ولا تجدونهما الراحةو الفرح و هما فى الجنة

فلا تستغرب ايها العارف ما يقع بك او لغيرك من الاكدار ما دمت مقيماً فى هذه
الدار , لأنها ما برز فيها من التجليات الجلالية إلا ما هو مستحق أن تتصف به
وواجب أن تنعت به , فلا تستغرب شيئا ولا تتعجب من شىء

بل الواجب عليك أن تعرف الله فى الجلال و الجمال و الحلوة و المرة
و أما إن كنت لا تعرفه إلا فى الجمال فهذا مقام العوام
و المعرفه فى الجلال السكون والأدب و الرضا و التسليم .

فينبغى للفقير أن يكون كعشب السمار , إذا جاءت حملة الوادى حنى رأسه
و إذا ذهبت رفع رأسه
وكما لا تستغرب وقوع الأقدار بحيث لا تحزن ولا تخف ولا تجزع , كذلك لا تتعجب
من وقوع المسار و هو الجمال بحيث لا تفرح ولا تبطر
فإن الجلال مقرون بالجمال , و الجمال مقرون بالجلال , يتعاقبان تعاقب الليل
و النهار و العارف يتلون من كل واحد منهما , لا يستغرب شيئاً ولا يتعجب شيئاً
إذ كل ما يبرز من عنصر القدرة كله واحد
و بهذا وقع التفريق بين الصادق و الصدُيق , لان الصديق لا يتعجب نم شىء
و لا يتردد فى شىء وعد به بخلاف الصادق فقط فإنه مهما رأى شيئاً مستغرباً
تعجب منه , و إذا وعد بشىء قد يتررد فى إمتثاله
و قد وصف الله تعالى السيدة مريم بالصديقية و لم يصف السيدة سارة بها
لأنها لما بشرت بالولد على وجة خرق العادة استغربت و قالت :
" ان هذا لشىء عجيب "
فلذلك قالت لها الملائكة : " اتعجبين من أمر الله "
بخلاف السيدة مريم لم تتعجب و إنما سألت سؤال استفهام فقط
أو سألت عن وقت ذلك او كيفيته هل بالتزوج او بغيره , و الله تعالى أعلم

و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و سلم تسليماً كثيراً .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 15, 2005 10:55 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

معنا اليوم الحكمة التاسعة والعشرون من حكم سيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ما توقف مطلب أنت طالبه بربك , وما تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك )
التوقف : الحبس والتعذر
المطلب : ما يطلب قضاؤه
والتيسر : التسهيل
إذا عرضت لك حاجة من حوائج الدنيا والآخرة وأردت أن تقضى لك سريعا فاطلبها بالله
ولا تطلبها بنفسك , فإنك إذا طلبتها بالله تيسر آمرها وسهل قضاؤها
وإن طلبتها بنفسك صعب قضاؤها وتعسر آمرها , ولا يتوقف ويحبس أمر طلبته بربك
ولا يتيسر ويسهل أمر طلبته بنفسك

قال الله تعالى حاكيا عن سيدنا موسى عليه السلام :
( قال موسى لقومه أستعينوا بالله وأصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده
والعاقبة للمتقين )

فكل من أستعان بالله وصبر فى طلب حاجته كانت العاقبة له وكان من المتقين

وقال الله تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
أى كافيه كل ما أهمه
وعلامة الطلب بالله الزهد فى ذلك الأمر والأشتغال بالله عنه
فإذا جاء وقته تكون بإذن الله
وعلامة الطلب بالنفس هو الحرص والبطش إليه , فإذا تعذر عليه , أنقبض وتغير عليه

فهذا ميزان من كان طلبه بالله وطلبه بنفسه
فمن طلب حوائجه بالله قضيت معنى وإن لم تقض حسا
ومن طلب حوائجه بنفسه خاب سعيه وضاع وقته , وإن قضيت نهمته وحاجته

وهاهنا ضابط يعرف به أهل العناية من أهل الخذلان , وأهل الولاية من أهل الخسران
ذكره الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه فقال :
" إذا أكرم الله عبدا فى حركاته وسكناته نصب له العبودية لله , وستر عنه حظوظ نفسه
وجعله يتقلب فى عبوديته والحظوظ عنه مستورة مع جرى ما قدر له , ولا يلتفت إليها
كأنه فى معزل عنها
وإذا أهان الله عبدا فى حركاته وسكناته نصب له حظوظ نفسه , وستر عنه عبوديته
فهو يتقلب فى شهواته وعبودية الله عنه بمعزل , وإن كان يجرى عليه شىء منها فى الظاهر . قال وهذا باب من الولاية والإهانة

وأما الصديقية العظمى والولاية الكبرى , فالحظوظ والحقوق كلها سواء عند ذوى البصيرة
لأنه بالله فيما يإخذ ويترك " اه

والحاصل : أن تصرفات العارف كلها بالله وتصرفات غيره كلها بالنفس ولو كانت بالله
فالعمل بالله يوجب القربة , والعمل لله يوجب المثوبة
العمل بالله صاحبه داخل الحجاب فى مشاهدة الأحباب
والعمل لله يوجب الثواب من وراء الباب
والعمل بالله من أهل التحقيق والعمل لله من أهل التشريع
العمل لله من أهل قوله تعالى : ( أياك نعبد )
والعمل بالله من أهل قوله تعالى : ( وأياك نستعين )

قال أحد العارفين :
بين العمل بالله والعمل لله ما بين الدينار والدرهم .
فالعارف يكون تصرفه بالله ولله ومن الله وإلى الله , وهو مقام الصدق الذى هو لب الأخلاص , وإخلاص خواص الخواص

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
[/size][/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 19, 2005 8:45 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثلاثون من حكم سيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( من علامة الناجح فى النهايات الرجوع إلى الله فى البدايات )

النجاح فى الشىء : هو بلوغ القصد , والمراد فيه , ونجحت مطالبه إذا قضيت وبلغ منها ما أحب
ونهاية الشىء : تمامه
وبدايته : أوله

قلت : إذا توجهت همتك أيها المريد إلى طلب شىء أى شىء كان , وأردت أن ينجح أمره
وتبلغ مرادك فيه , وتكون نهايته حسنه وعاقبته محمودة
فارجع إلى الله فى بداية طلبه , وأنسلخ من حولك وقوتك
كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه :
" إن يكن من عند الله يمضه
فلا تحرص عليه ولا تهتم بشأنه , فما شاء الله كان وما لم يشأ ربنا لم يكن
فلو اجتمعت الإنس و الجن على أن ينفعوك بشىء لم يقدره الله لك لم يقدروا على ذلك
ولو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يقدره الله عليك لم يقدروا على ذلك
جفت الأقلام وطويت الصحف "

فإذا طلبت شيئاً وكنت معتمداً على الله ومفوضاً أمرك إلى الله تنظر ما سبق فى
علم الله كان ذلك علامة نجاح نهايتك , وحصول مطلبك , قضيت فى الحس أو لم تقض
لأن مرادك مع مراد الله لا مع مراد نفسك , قد انقلبت حظوظك حقوقاً
لاتشتهى إلا ما قضى الله , و لا تنظر إلا ما يبرز من عند الله
قد فنيت عن حظوظك وشهواتك .
وإن طلبت شيئا بنفسك , معتمدا على حولك وقوتك , حريصا على قضائها
جاهدا فى طلبها
كان ذلك علامة على عدم قضائها وخيبة الرجاء فيها وعدم نجاح نهايتها
وإن قضيت فى الحس وكلت إليها
فتعبت بسببها ولم تعن على شئونها ومآربها
وهذا كله مجرب صحيح عند العام والخاص

وهذه الحكمة تتميم لما قبلها وشرح لها , والله تعالى أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 29, 2005 12:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

معنا اليوم الحكمة الواحد والثلاثون من حكم سيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه , المستدل به عرف الحق لأهله
فأثبت الأمر من وجود أصله , والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه
وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه ؟ ومتى بعد حتى تكون الآثار هى التى توصل إليه )

شتان : بمعنى بعد وافترق , ولا تكون إلا فى افتراق المعانى دون الحسيات

اعلم أن الحق سبحانه وتعالى لما أراد أن يتجلى بأسرار ذاته وأنوار صفاته أظهر بقدرته
قبضة من نوره الأزلى , فاقتضت القدرة ظهور آثارها وشهود أنوارها , واقتضت الحكمة
إسدال حجابها وإظهار أستارها , فلما أفرغت القدرة نورها فى مظاهر الكون أسدلت
عليها الحكمة رداء الصون , فصارت الأكوان كلها نوراً فى حجاب مستور
ثم إن الحق سبحانه وتعالى قسم الخلق قسمين وفرقهم فرقتين :

قسم اختصهم بمحبته وجعلهم من أهل ولايته , ففتح لهم الباب , وكشف لهم الحجاب
فأشهدهم أسرار ذاته , ولم يحجبهم عنه بآثار قدرته .
وقسم أقامهم لخدمته , وجعلهم من حكمته , اسدل عليهم حجاب الوهم , وغيب
عنهم نور العلم والفهم , فوقفوا مع ظواهر القشور ولم يشهدوا بواطن النور , مع
شدة الظهور فسبحان من اخفى سره بحكمته , وأظهر نوره بقدرته .

فأما أهل المحبة وهم أهل الولاية والعرفان , من أهل الشهود والعيان

فهم يستدلون بالنور على وجود الستور , فلا يرون إلا النور , وبالحق على وجود الخلق
فلا يجدون إلا بالحق , وبقدرته على حكمته فوجدوا قدرته عين حكمته , وحكمته عين
قدرته , فغابوا بشهود الحق عن رؤية الخلق , إذ محال أن تشهده وتشهد معه سواه .

أما أهل الخدمة من أهل الحكمة

فهم يستدلون بظهور الستور على وجود النور , وبالخلق على وجود الحق
غابوا عنه فى حال حضوره , وحجبوا عنه بشدة ظهوره .

قال بعض العارفين : أثبت الله تعالى للعامة المخلوق فأثبتوا به الخالق
وأثبت للخاصة نفسه فأثبتوا به المخلوق .
فشتان : أى فرق كبير بين من يستدل به على ظهور أثره , وبين من يستدل
بظهور أثره على وجوده
لأن من يستدل به عرف الحق وهو الوجود الحقيقى لأهله : أى لمن هو أهل له
ويستحقه وهو الله الواجب الوجود , الملك المعبود
وأثبت الأمر وهو القدم للوجود الحقيقى من وجود أصله , وهو الجبروت الأصلى
القديم الأزلى , يعنى أن من عرف الله حتى صار عنده ضرورياً عرف الوجود إنما هو الله
وانتفى عنه وجود سواه و وأثبت القدم لأوله ومنتهاه .
وأما من يستدل عليه فلبعده عنه فى حال قربه منه , ولغيبته عنه فى حال
حضوره معه بعّده الوهم , وغيبه عدم الفهم , وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه
إذ هو أقرب إليك من حبل الوريد , ومتى بعد حتى تكون الآثار الوهمية هى التى
توصل إليه : ( وهو معكم أينما كنتم ) .

عجبت لمن يبغى عليك شهادة ***وأنت الذى أشهدته كل مشهد

إذ أثر القدرة هو عينها , فالصفة لا تفارق الموصوف , إذ لا قيام لها إلا به
ولا ظهور لها إلا منه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 02, 2005 3:48 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثانية والثلاثون من حكم سيدي بن عطاء الله السكندري وهى :

( لينفق ذو سعة من سعته الواصلون إليه , ومن قدر عليه رزقه السائرون إليه )

السعة : هى الغنى , وقدر عليه ضق عليه .

أما الواصلون إليه : فلأنهم لما نفذت أرواحهم من ضيق الأكوان إلى فضاء الشهود والعيان .
أى لما عرجت أرواحهم من عالم الملك إلى عالم الملكوت
أتسعت عليها دائرة أرزاق العلوم , وفتحت لها مخازن الفهوم , فأنفقوا من سعة
غناهم جواهر العلم المكنون , ومن مخازن كنوزهم يواقيت السر المصون
فاتسع لهم ميدان المجال , وركبوا أجياد البلاغة وفصاحة المقال

فما أسرع الغنى لمن واجهته منهم العناية , وما أعظم فتح من لحظته منهم الرعاية .

إن لله رجالا من نظر إليهم سعد سعادة لايشقى بعدها أبدا , وهم أهل السر والحال

أما السائرون إلى الله : فلأنهم باقون فى ضيق الأكوان وفى عالم الأشباح مسجونون
فى سجن الوهم لم يفتح لهم شىء من مخازن الفهم مشغولون بجهاد نفوسهم
ومعاناة تصفية قلوبهم مضيق عليهم فى العلوم ومقتّر عليهم فى سائر الفهوم
فإن جدوا فى السير وصلوا , وأنتقلوا من ضيق الأكوان ورحلوا وتبختروا فى رياض
العلوم , ورفلوا فظفروا بما أمّلوا , واستغنوا بعد ما إن ملوا
وإن رجعوا من الطريق أو قصروا فقد خابوا وخسروا

تنبيه : إن أردت أن يتسع عليك علم الأذواق فاقطع عنك مادة الأوراق
فما دمت متكلاً على كنز غيرك لا تحفر علىكنزك أبداً
فاقطع عنك المادة , وافتقر الى الله تفيض عليك المواهب من الله :

( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )

إن أردت بسط المواهب عليك صحح الفقر والفاقة لديك .

وقد قال الشيخ الدباس لتلميذه ميمونة حين تأخر عنه الفتح , فرصده فوجده يطالع
رسالة القشيرى : اطرح كتابك واحفر فى أرض نفسك يخرج لك ينبوع , وإلا فاذهب عنى .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 05, 2005 5:04 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثالثة والثلاثون من حكم سيدي بن عطاء الله السكندري وهى :

( أهتدي الراحلون إليه بأنوار التوجه , والواصلون لهم أنوار المواجهة
فالأولون للأنوار وهؤلاء الأنوار لهم , لأنهم لله لالشىء دونه
" قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون " )

أنوار التوجيه : هى أنوار الإسلام والإيمان
وأنوار المواجهة : هي أنوار الإحسان

أو نقول أنوار التوجه هي أنوار الشريعة والطريقة
وأنوار المواجهة هي أنوار الحقيقة
فأنوار التوجه أنوار المجاهدة والمكابدة , وأنوار المواجهة هي
أنوار المشاهدة والمكالمة

وبيان ذلك أن الحق سبحانه إذا أراد أن يوصل عبده إليه توجه إليه أولا بنوره
حلاوة العمل الظاهر , وهو مقام الإسلام , فيهتدي إلي العمل ويعني فيه
ويذوق حلاوته , ثم يتوجه إليه بنور حلاوة العمل الباطن , وهو مقام الإيمان
من الإخلاص والصدق والطمأنينة والأنس بالله , والتوحش مما سواه
فيهتدي إليه ويفني فيه , ويذوق حلاوته , ويتمكن من المراقبة
وهذا النور أعظم من الأول وأكمل
ثم يتوجه إليه بنور حلاوة المشاهدة وهو عمل الروح , وهو أول نور المواجهة
فتأخذه الدهشة والحيرة والسكرة . فإذا أفاق من سكرته , وصحا من جذبته
وتمكن من الشهود وعرف الملك المعبود , ورجع إلي البقاء كان لله وبالله
فاستغني عن النور بمشاهدة نور النور , لأنه صار عين النور , فصار مالكا للأنوار
بعد أن كانت مالكة له , لإفتقاره لها قبل وصوله إلي أصلها , فلما وصل صار عبد
الله حرا مما سواه , ظاهره عبودية وباطنه حرية

إن المريد مادام في السير فهو يهتدي بأنوار التوجيه , مفتقرا إليها لسيره بها
فإذا وصل إلى مقام المشاهدة حصلت له أنوار المواجهة فلم يفتقر إلي شئ
لأنه لله لا لشئ دونه
فالراحلون وهم السائرون للأنوار لإفتقارهم إليها وفرحهم بها
وهؤلاء الواصلون الأنوار لهم لإستغنائهم عنها بالله , فهم لله وبالله لالشئ دونه

ثم تلا الشيخ هذه الأية علي طريق أهل الإشارة ( قل الله ) بقلبك وروحك
وغب عما سواه
( ثم ذرهم ) أى الناس أي أتركهم ( في خوضهم يلعبون ) أي يخوضون في
السّوي لاعبين في الهوى
وقد أعترض بعض المفسرين علي الصوفية أستشهادهم بهذه الأية ولم يفهم مرادهم
( قد علم كل أناس مشربهم )

وكان الشيخ ابن عباد يقول : لاتجعلوا أهل الظاهر حجة علي أهل الباطن .

لأن أهل الباطن نظرهم دقيق وغزلهم رقيق , لايفهم إشارتهم غيرهم

نفعنا الله بهم وخرطنا في سلكهم آمين

وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله تسليما كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 16, 2005 1:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

معنا اليوم الحكمة الرابعة والثلاثون من حكم سيدى بن عطاء الله السكندرى وهى :

( تشوفك ما الى مابطن فيك من العيوب خير من تشوفك الى ما حجب عنك من الغيوب )

تشوفك الى ما بطن فيك من العيوب , كالحسد والكبر وحب الجاه والرياسة
وهم الرزق وخوف الفقر وطلب الخصوصية , وغير ذلك من العيوب ,والبحث عنها
والسعى فى التخلص منها
أفضل من تشوفك فيما حجب عنك من الغيوب كالإطلاع على أسرار العباد
وما يأتى به القدر من الوقائع المستقبلة , و كالإطلاع على أسرار غوامض
التوحيد قبل الأهلية له
لأن تشوفك لما بطن من العيوب سبب فى حياة قلبك
و حياة قلبك سبب فى الحياة الدائمة و النعيم المقيم , و الإطلاع على
الغيوب إنما هو فضول , و قد يكون سبباً فى هلاك النفس , كإتصافها بالكبر
و رؤية المزية على الناس كما قال الشيخ ابن عطا الله :
( من إطلع على أسرار العباد و لم يتخلق بالرحمة الإلهية كان إطلاعه فتنة
عليه و سبباً يجر الوبال عليه )
و اعلم أن العيوب ثلاثة : عيوب النفس و عيوب القلب و عيوب الروح
فعيوب النفس : تعلقها بالشهوات الجسمانية , قطيب المآكل و المشارب
و الملابس و المراكب و المساكن و المناكح و شبه ذلك
و عيوب القلب : تعلقه بالشهوات القلبية , كحب الجاه و الرياسة و العز و الكبر
و الحسد والحقد , و حب المنزلة و الخصوصية و شبه ذلك
و عيوب الروح : تعلقها بالحظوظ الباطنية , كطلب الكرامات و المقامات و القصور
و الحور , و غير ذلك
فتشوف المريد إلى شىء من ذلك كله قادح فى عبوديته , مانع له من القيام
بحقوق ربوبيته فإشتغاله بالبحث عن عيوبه النفسانية و القلبية و الروحانية
و سعيه فى التطهير من جميع ذلك أولى من تشوفه إلى ما حجب عنه من
علم الغيوب كما تقدم

و قد ذكر الشيخ أبو حامد الغزالى رضى الله عنه فى كتابه رياض النفس فصلاً
فى الطريق الذى به يتعرف الإنسان عيوب نفسه فلينظر فيه المريد و قد جعل
حاصله أربعة أوجه :
أحدهما : أن يجلس بين يدى شيخ بصير بالعيوب والآفات فيحكمه فى نفسه
و يتبع إشارته فيما يشبير به عليه
و الثانى : مصاحبة صديق صدوق يجعله رقيباً على أحواله و أعماله لينبهه على
ما يخفى عليه من مذام خلاله
و الثالث : أن يستفيد معرفة عيوبه من أعدائه إذ لابد من جريان ذلك على
ألسنتهم عند تلبسهم و غيبتهم
و الرابع : أن يستفيد ذلك من مخالطة الناس إذ يطلع بذلك على مساويهم
فإذا أطلع عليها منهم فعلم انه لا ينفك هو على شىء منها لأن الطباع البشرية
فى ذلك متقاربة و قد يظهر له فى نفسه ما هو أعظم من ما يراه فى غيره
فيطالب نفسه حينئذ بتطهر منها و التنزه عنها .
فهذا تلخيص ما ذكره ثم قال :
وهذه كلها حيل من فقد شيخاً عارفاً ذكياً بصيراً بعيوب النفس مشفقاً ناصحاً
فى الدين فارغاً من تهذيب نفسه مشغولاً بتهذيب عباد الله ناصحاً لهم فمن
وجد الطبيب فليلازمه فهو الذى يخلصه من مرضه وينجيه من الهلاك الذى هو بصدده . اه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 18, 2006 11:27 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الخامسة والثلاثون من حكم سيدى
ابن عطاء الله السكندري وهى :

( الحق ليس بمحجوب عنك , إنما المحجوب أنت عن النظر إليه
إذا لو حجبه شىء لستره ما حجبه , ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر
وكل حاصر لشىء فهو له قاهر , وهو القاهر فوق عباده )

قلت : الحق تعالي محال في حقه الحجاب , فلا يحجبه شىء , لأنه ظهر بكل
شىء وقبل كل شىء وبعد كل شىء , فلا ظاهر معه , ولا موجود سواه
فهو ليس بمحجوب عنك , وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه , لإعتقادك الغيرية
وتعلق قلبك بالأمور الحسية , فلو تعلق قلبك بطلب المولي وأعرضت بالكلية
عن رؤية السوي , لنظرت إلى نور الحق ساطعا في مظاهر الأكوان
وصار ما كان محجوبا عنك بالوهم في معد الشهود والعيان
ولله در القائل :

لقد تجلي ما كان مخبى *** والكون كله طويت طىّ

منى عليّّ دارت كؤوسى *** من بعد موتي تراني حيّّ

فالناس كلهم يشاهدون ولا يعرفون , وكلهم في البحر ولا يشعرون
و رضي الله عمن قال :
" والله ما حجب الناس عن الله إلا الوهم , والوهم أمر عدمي لاحقيقة له " اه.

وسيأتي للشيخ :
ما حجبك عن الحق وجود موجود معه , إذ لا شىء معه , وإنما حجبك عنه
توهم موجود معه اه .

إذ لو حجبه تعالي شىء حسي لستره ذلك الحجاب , ولو كان له ساتر حسي
لكان لوجوده حاصر , إذ محال أن يستره من جميع الوجوه ولا يحصره , وكل حاصر
لشىء فهو له قاهر , كيف والله تعالي يقول :

( وهو القاهر فوق عباده )
أى لأنهم في قبضته , وتحت تصريف قدرته , وتخصيص إرادته ومشيئته .

والفوقية : عبارة عن رفعة الجلال والمكانة لا المكان
كما يقال : السلطان فوق الوزير والسيد فوق عبده , المالك فوق المملوك
وغير ذلك مما يثبت الكبرياء وينفي سمات الحدوث , والله تعالى أعلم

ولما كان حجاب الروح عن المعرفة أمراً وهمياً عدمياً لا حقيقة له وهو مرضها
بأوصاف البشرية , فلو صحت لعرفت .
لذلك اشار إليها فى الحكمة التالية وسنأتى بها إن شاء الله تعالى
فى المشاركة القادمة

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 20, 2006 7:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة السادسة والثلاثون من حكم سيدي ابن عطاء الله
السكندري وهي :

( أخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك , لتكون لنداء
الحق مجيبا , و من حضرته قريباً )

قلت : أوصاف البشرية هى : الأخلاق التي تناقض خلوص العبودية , ومرجعها
إلي أمرين :

الأول : تعلق القلب بأخلاق البهائم , وهي شهوة البطن والفرج , وما يتبعهما
من حب الدنيا وشهواتها الفانية .
قال تعالي :
" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب
والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث "

الثاني : تخلقه بأخلاق الشياطين , كالكبر والحسد , والحقد والغضب , والحدة
وهي القلق , والبطر وهي: خفة العقل , والأشر وهو : التكبر , وحب الجاه
والرياسة , والمدح , والقسوة والعطاء والفظاظة والغلظة , وتعظيم الأغنياء
وإحتقار الفقراء , وكخوف الفقر وهم الرزق , والبخل والشح والرياء والعجب
وغير ذلك مما لايحصى حتي قال بعضهم :

( للنفس من النقائص ما لله من الكمالات )

ومن ألقاه الله إلي شيخ التربية فلا يحتاج إلى شىء سوي الإستماع والإتباع

فإذا خرج المريد من أخلاق البهائم تخلق بأخلاق الروحانين , كالزهد الورع
والقناعة والعفة , والغني بالله , والأنس به .

وإذا خرج من أخلاق الشياطين تخلق بأخلاق المؤمنين , أو بأخلاق الملائكة
كالتواضع وسلامة الصدور , والحلم والسكينة والرزانة , والطمأنينة والسهولة
والليونة , والخمول , والأكتفاء بعلم الله , والشفقة والرحمة , وتعظيم الفقراء
والمساكين , وأهل النسبة وجميع الأمة , والكرم والسخاء والجود والأخلاص
والصدق والمراقبة والمشاهدة والمعرفة , فإذا تخلق العبد بهذه الأخلاق
وتحقق بها ذوقاً بعد أن تخلص من أضدادها , كان عبدا خالصاً لمولاه حرا مما سواه
وكان لندائه مجيبا , ومن حضرته قريباًً
فإذا قال له ربه :
يا عبدي قال له: يارب , فكان صادقاً في إجابته لصدق عبوديته

بخلاف ما إذا كان منهمكاً في شهواته الظاهرة والباطنة كان عبدا لنفسه وشهواته .

فإذا قال : يارب كان كاذبا , إذ من أحب شيئا فهو عبد له , وهو لا يحب أن يكون عبداً
لغيره , وإذا تخلص من رق الشهوات والحظوظ كان أيضا قريبا من حضرة الحق بل
عاكفا فيها
إذ ما أخرجنا عن الحضرة إلا حب هذه الخيالات الوهمية
فإذا تحررنا منها وتحققنا بالعبودية وجدنا أنفسنا في الحضرة .

واعلم أن هذه الأوصاف البشرية التي احتجبت بها الحضرة إنما جعلها الله
منديلا لمسح أقذار القدر , كالنفس والشيطان والدنيا , فجعل الله النفس
والشيطان منديلا للافعال المذمومة , وجعل البشرية منديلا للأخلاق الدنيئة

وما ثم إلامظاهر الحق وتجليات الحق , وما ثم سواه , ولا حول ولا قوة إلابالله .

ثم إن هذه العيوب سبب بقائها في الإنسان باعتبار الحكمة هي الغفلة عن
البحث عنها , وسبب الغفلة عن البحث عنها هو الرضا عن النفس , إذ لو أساء
ظنه بها لبحث عن مساويها فاستخرجها وتطهر منها .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 27, 2006 6:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة السابعة والثلاثون من حكم سيدي بن عطاء الله
السكندري وهى :

( أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس , وأصل كل طاعة ويقظة
وعفة عدم الرضا منك عنها )

إذ كل من رضي عن نفسه استحسن أحوالها وغطي مساويها , لقول الشاعر :

*وعين الرضا عن كل عيب كليلة *

ولأن من اتهم نفسه , وأساء ظنه بها , ونظر إليها بعين السخط بحث عن عيوبها
واستخرج مساويها , لقول الشاعر :

* ولكن عين السخط تبدي المساويا *

فابحث أيها المريد عن مساويك واتهم نفسك , ولا تستحسن شيئا من أحوالها
فإنك إذا رضيت عنها واستحسنت أحوالها لدغتك وأنت لا تشعر , وحجبتك عن
الحضرة وأنت تنظر .

قال أبو حفص الحداد :
من لم يتهم نفسه علي دوام الأوقات , ولم يخالفها في جميع الأحوال ولم يجرها
إلي مكروهها في سائر أيامه كان مغرورا .
ومن نظر إلي نفسه باستحسان شىء منها فقد أهلكها , وكيف يصح لعاقل
الرضا عن نفسه , والكريم ابن الكريم ابن الكريم يقول :

( وما أبري نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )

وفي معني ذلك أنشدوا :

توق نفسك لا تأمن غوائلها *** فالنفس أخبث من سبعين شيطانا

وقال السري السقطي :
من عرف الله عاش , ومن مال إلي الدنيا طاش , والأحمق يروح ويغدو في لاش
والعاقل عن عيوبه فتاش اه.

فابحث يا أخي عن عيوبك إن أردت نصح نفسك , فإذا بحثت عن عيوبها وفضحت
عوراتها , تخلصت وتحررت , وتحققت , ودخلت الحضرة , واتسعت لك النظرة
واشتكت لك الفكرة .
وكان أحد المشايخ يقول :
لعنة الله علي من ظهرت له عورة نفسه فلم يفضحها .
و كثيرا ما أوصي بعدم المراقبة للناس وعدم المبالاة بهم , إذ لا يتخلص من دقائق
الرياء إلا بإسقاطهم من عينه وسقوطه هو من عينهم .
ومن أراد أن يتخلص فليصحب من تخلص .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:07 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثامنة والثلاثون من حكم سيدي ابن عطاء الله السكندري وهي :

( ولأن تصحب جاهلا لا يرضي عن نفسه خير من أن تصحب عالما يرضي عن
نفسه , فأي علم لعالم يرضي عن نفسه ؟
وأي جهل لجاهل لا يرضي عن نفسه ؟)

إذ صحبة من لا يرضي عن نفسه خير محض , لتحققه بالإخلاص , فيسري ذلك
في الصاحب حتي يتحلي بالإخلاص , ويصير من جملة الخواص
وصحبة من يرضي عن نفسه شر محض , ولو كان أعلم أهل الأرض , لأن الطباع
تسرق الطباع
إذ الجهل الذي يقرب للحضرة أحسن من العلم الذي يبعد عن الحضرة
ولذلك قال بعض العارفين :
أشد الناس حجابا عن الله العلماء , ثم العباد , ثم الزهاد , لوقوفهم مع علمهم
وعبادتهم وزهدهم
والجهل الذي يوصل إلي الله علم علي الحقيقة , والعلم الذي يحجب عن الله
جهل علي الحقيقة لأنه صارحجابا له عن ربه

إذ بعدم الرضا عن نفسه بحث عنها وتخلص من رقها , فصار عبدا حقيقة لله
فحينئذ أحبه سيده , واصطفاه لحضرته , واجتباه لمحبته , وأطلعه علي مكنون
علمه , فكان أعلم خلقه والله تعالي أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 20, 2006 9:47 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة التاسعة والثلاثون من حكم سيدي بن عطاء الله
السكندري وهي :

( شعاع البصيرة يشهدك قربه منك , وعين البصيرة تشهدك عدمك لوجوده
وحق البصيرة يشهدك وجوده لا عدمك ولا وجودك , كان الله ولا شىء معه
وهو الآن علي ما عليه كان )

قلت : البصيرة ناظر القلب , كما أن البصر ناظر القلب , فالبصيرة تري المعاني
اللطيفة النورانية , والبصر يري المحسوسات الكيفية الظلمانية الوهمية .
ثم البصيرة باعتبار إدراك نور المعاني اللطيفة عل خمسة أقسام :
قسم فسد ناظرها فعميت , فأنكرت نور الحق من أصله
قال سيدي البوصيري :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ***** وينكر الفم طعم الماء من سقم
وهذه بصيرة الكفار .
قال تعالي :
" فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور "

وقسم صح ناظرها لكنها مسدودة لضعف ناظرها لمرض أصابه , فهي تقر بالنور
لكنها لا تقوي علي مشاهدته , و لا تشهد قربه منها ولا بعده عنها , وهي
لعامة المسلمين

وقسم صح ناظرها وقوي شيئا ما , حتي قرب أن يفتح عينه , ولكن لشدة
الشعاع لم يطق أن يفتح عينه فأدرك شعاع النور قريبا منه , وهو لعامة
المتوجهين , ويسمي هذا المقام شعاع البصيرة

وقسم قوي ناظرها ففتح عين بصيرته فأدرك النور محيطا به حتي غاب عن
نفسه بمشاهدة النور , وهذا لخاصة المتوجهين , ويسمي هذا المقام عين البصيرة

وقسم صحت بصيرته واشتد نورها فاتصل نورها بنور أصلها , فلم تر إلا النور
الأصلي , وأنكرت أن يكون ثم شىء زائد علي نور الأصل , كان الله ولا شىء
وهو الآن علي ما عليه كان
ويسمي هذا حق البصيرة , ووجه تسميته بشعاع البصيرة أن صاحبها لما كان
يري وجود الأكوان انطبعت في مرآة بصيرته , فحجبته عن شهود النور من
أصله , لكن لما رقت كثافتها وتنورت دلائلها , رأي شعاع النور من ورائها قريبا
منه , فأدرك الشعاع ولم يدرك النور , وهذا هو نور الإيمان , وهو مقام علم اليقين

ووجه تسمية عين البصيرة : أن البصيرة لما صحت وقويت انفتحت عينها فرأت
النور محيطا ومتصلا بها , فسميت عين البصيرة , لانفتاحها وإدراكها ما خفي
علي غيرها , وهذا مقام عين اليقين

ووجه تسمية حق البصيرة : أن البصيرة لما أدركت الحق من أصله وغابت عن
نور الفروع بنور الأصول , سميت حق البصيرة , لما أدركته من الحق , وغابت
عن شهود الخلق , وهذا مقام حق اليقين
فشعاع البصيرة هو نور الإيمان لأهل المراقبة , وعين البصيرة هو نور الإحسان
لأهل المشاهدة , وحق البصيرة هو نور الرسوخ والتمكين لأهل المكالمة .
أو تقول : شعاع البصيرة نور علم اليقين , وعين البصيرة هو نور عين اليقين
وحق البصيرة هو نور حق اليقين .
فعلم اليقين لأهل الدليل والبرهان , وعين اليقين لأهل الكشف والبيان
وحق اليقين لأهل الشهود والعيان .

مثال ذلك : كمن سمع بمكة مثلا ولم يرها , فهذا عنده علم اليقين , فإذا
استشرف عليها ورآها ولم يدخلها فهو عين اليقين , فإذا دخلها وتمكن فيها
فهو حق اليقين , وكذلك طالب الحق , فمازال من وراء الحجاب فانيا في
الأعمال فهو في علم اليقين , فإذا استشرف علي الفناء في الذات ولم يتمكن
من الفناء فهو عين اليقين , فإذا رسخ وتمكن فهو في حق اليقين .

أو تقول : شعاع البصيرة لأهل عالم الملك , وعين البصيرة لأهل عالم الملكوت
وحق البصيرة لأهل عالم الجبروت .
أو تقول : شعاع البصيرة لأهل الفناء في الأعمال , وعين البصيرة لأهل الفناء
في الذات , وحق البصيرة لأهل الفناء في الفناء .
فشعاع البصيرة يشهدك قرب الحق منك : أي يوجب لك شهود قرب نور الحق منك .

قال تعالي :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "

وقال تعالي : " وهو معكم أينما كنتم " .

وعين البصيرة يشهدك عدمك : أي زوالك بزوال وهمك لوجوده أي وجود الحق
إذ محال أن تشهد معه سواه , فإذا زال عنك الوهم وفنيت عن وجودك , شهدت
ربك بربك , وهو علامة فتح البصيرة , وعلاج السريرة

كما قال الشيخ عبد الرحمن المجذوب :
من رأي المكون بالكون ***** عزّه في عمي البصيرة
ومن رأي الكون بالمكون **** صادف علاج السريرة
فظاهره أن عامة المسلمين عميت بصيرتهم . والتحقيق هو ما تقدم من
التفصيل , وأنها مسدودة فقط مع صحة ناظرها , بخلاف بصيرة الكفار فإنها عمياء

وحق البصيرة يشهدك وجود الحق وحده لا وجودك , لأنك مفقود من أصلك
وعدمك إذ لا يعلم إلا ما ثبت له وجود , ولم يكن مع الله موجود . كان الله
ولا شىء معه وهو الآن علي ما عليه كان . وهذه الزيادة وإن لم تكن في
الحديث لكن معناها صحيح , إذ التغير عليه تعالي محال .

قال محيي الدين بن محمد بن علي بن العربي الحاتمي رضي الله عنه :
من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز , ومن شهدهم لا حياة لهم فقد جاز
ومن شهدهم عين العدم فقد وصل اه

ومن شهدهم بعين العدم فقد تمكن وصاله , وأنشدوا :

من أبصر الخلق كالسراب ***** فقد ترقي عن الحجاب
إلي وجود تراه رتقا ***** بلا ابتعاد ولا اقتراب
فلا خطاب به إليه ***** ولا مشير إلي الخطاب
والله تعالي أعلم

وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وسلم تسليما كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 28, 2006 2:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الأربعون من حكم سيدي بن عطاء الله السكندري وهي :

( لا تتعد نية همتك إلي غيره فالكريم لا تتخطاه الآمال )

لا تتعد , أى لا تتجاوز
ونية الهمة : قصدها الذي تتوجه به
والهمة : القوة المنبعثة في طلب المقاصد
والآمال : قصود القاصدين , ومعني لا تتخطاه أي لا تتجاوز إلي غيره .

إذا تعلقت همتك أيها المريد بشىء تريد تحصيله فردها إلي الله ولا تتعلق
بشىء سواه لأنه سبحانه كريم علي الدوام , ونعمه سحاء علي مر الليالي
والأيام , والكريم لا تتخطاه الآمال وهو يحب أن يسأل فيجيب السؤال .

وقد قالوا في تفسير اسمه تعالي الكريم :
هو الذي إذا سئل أعطي , ولا يبالي كم أعطي ولا لمن أعطي
وإذا رفعت حاجة إلي غيره لا يرضي
وإذا جفا عفي , وإذا عاتب ما استقصي
فهذا من كمال كرمه , وتمام إحسانه وإنعامه

وفي ذلك يقول سيدي إبراهيم التازي في قصيدة له :

كمال الله أكمل كل حسن *** فلله الكمال ولا مماري
وحب الله أشرف كل أنس *** فلا تنس التخلق بالوقار
وذكر الله مرهم كل جرح *** وأنفع من زلال للأوار
ولا موجود إلا الله حقا *** فدع عنك التعلق بالفشار
وإذا علمت كرمه وجوده وكماله وإحسانه فلا ترفع إلي غيره ما هو مورده عليك

وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وسلم تسليما كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 06, 2006 9:48 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وسلم تسليما كثيرا

معنا اليوم الحكمة الواحد والأربعون من حكم سيدي بن عطاء الله السكندري وهي :

( لا ترفعن إلي غيره حاجة هو موردها عليك , فكيف يرفع إلي غيره ما كان هو له
واضعا ؟ ومن لا يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه , فكيف يستطيع
أن يكون لها عن غيره رافعا ؟ )

قد علمت أن ما سوي الحق خيال وهمي لا حقيقة لوجوده , فإذا أنزل الله بك حاجة
كفاقة أو شدة أو غير ذلك من العوارض فأنزلها بالله , واجعلها تحت مشيئة الله
وغب عنها في ذكر الله , ولا تلتفت إلي ما سواه تعلقا وتملقا , ففي الحديث :
" من لم يسأل الله يغضب عليه " .

وقال أبو علي الدقاق :
من علامة المعرفة ألا تسأل حوائجك كلها إلا من الله قلّت أو جلّت
مثل موسي عليه السلام اشتاق إلي رؤيته فقال :
( رب أرني أنظر إليك )
واحتاج يوما إلي رغيف فقال :
( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) اه

ثم تعجب ممن رفع أحكام الحق إلي غيره مع عجزه وضعفه
فمن قلة حياء الإنسان أن يرفع إلي غيره ما أنزله عليه الحق تعالي من أحكام قهره
مع علمه تعالي بإحسانه وبره وعدم انفكاك لطفه عن قدره .

قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
" أيست من نفع نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من نفع غيري لها , ورجوت الله
لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي".

وقال بعض العارفين من المكاشفين رضي الله عنهم :
" قيل لي في نوم كاليقظة أو يقظة كالنوم : لا تبدين فاقة فأضاعفها عليك
مكافأة لسوء أدبك وخروجك إلي حد عبوديتك , إنما ابتليتك بالفاقة لتفرغ إلي
منها , وتتضرع بها لدي , وتتوكل فيها علي , سبكتك بالفاقة لتصير بها ذهبا
خالصا , فلا تزيغن بعدك السبك , وسمتك بالفاقة وحكمت لنفسي بالغني
فإن وصلتها بي وصلتك بالغني , وإن وصلتها بغيري قطعت عنك مواد معونتي
وحسمت أسبابك من أسبابي طردا لك عن بابي , فمن وكلته إلي ملك
ومن وكلته إليه هلك. اه

والعجب أن من عجز عن إصلاح نفسه فكيف يقدر أن يصلح غيره ؟ ضعف
الطالب والمطلوب .
قال بعضهم : من اعتمد علي غير الله فهو في غرور , لأن الغرور مالا يدوم
ولا يدوم شىء سواه , وهو الدائم القديم الذي لم يزل ولا يزال , وعطاؤه
وفضله دائمان فلا تعتمد إلا علي من يدوم لك منه العطاء والفضل اه.
إن الاعتماد علي الله ورفع الحوائج إليه والرجوع في كل النوازل إليه سببه حسن الظن به

وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وسلم تسليما كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 27, 2006 7:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحمدلله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و سلم تسليماً كثيراً

معنا اليوم الحكمة الثانية والأربعون من حكم سيدى ابن عطاء الله
السكندرى و هى :

( إن لم تحسن ظنك به لأجل و صفه فحسن ظنك به لأجل معاملته معك
فهل عودك إلا حسناً و هل اسدى إليك إلا منناً )

الناس فى حسن الظن بالله على قسمين : خواص و عوام
اما الخواص فحسن ظنهم بالله تعالى ناشىء عن شهود جماله و رؤية كماله
فحسن ظنهم بالله لا ينقطع سواء واجهه بجماله او بجلاله ,لأن إتصافه تعالى
بالرحمة و الرأفة و الكرم و الجود لا ينقطع , فإذا تجلى لهم بجلاله او قهريته
علموا ما فى طى ذلك من تمام نعمته و شمول رحمته , فغلب عليهم
شهود الرحمة و الجمال فدام حسن ظنهم على كل حال
و اما العوام : فحسن ظنهم بالله ناشىء عن شهود إحسانه و حسن معاملته
و امتنانه , فإذا نزلت بهم قهرية او شدة نظروا إلى سالف إحسانه و حسن
ما اسدى إليه من حسن لطفه و إمتنانه , فقاسوا ما يأتى على ما مضى
فتلقوا ما يرد عليهم بالقبول و الرضا , و قد يضعف هذا الظن بضعف النظر
و التفكر و يقوا بقوتهما
بخلاف الاول فإنه ناشىء عن شهود الوصف و الوصف لا يتخلف
و الثانى ناشىء عن شهود الفعل و هو يتخلف

فإن لم تقدر ايها المريد ان تحسن ظنك بالله لشهود وصفه بالرأفه و الرحمة
التى لا تتخلف فحسن ظنك به لوجود معاملته معك بلطفه و ممنه
فهل عودك الله تعالى إلا براً حسناً و لطفاً جميلاً و هل اسدى : اى اوصل
إليك إلا مننا كبيرة و نعماً غزيرة ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" احبوا الله لما يغذيكم به من نعمة , واحبونى بحب الله "

قال الشيخ ابو الحسن رضى الله عنه: إنا لا نحب إلا الله , فقال رجل ابى ذلك
جدك يا سيدى بقوله:
" جلبت القلوب على حب من احسن إليه "
فقال الشيخ ابو الحسن: انا لما لم نر محسناً غير الله لم نحب سواه .

و قال ايضاً رضى الله عنه: قرأت ليلاً " قل أعوذ برب الناس "
إلا ان بلغت فيها ( من شر الوسواس ) فقيل لى :
شر الوسواس وسواس يدخل بينك و بين حبيبك , يذكرك افعالك السيئة
و ينسيك افعالك الحسنة و يكثر عندك ذات الشمال : و يقلل عندك ذات
اليمين ليعدل بك عن حسن الظن بالله و كرمه إلى سوء الظن بالله و رسوله .
فإحذروا هذا الباب فقد أخد منه خلق كثير من العبد و الزهاد
و أهل الطاعه و السداد .

و قال ر ضى الله عنه ايضاً : العارف من عرف شدائد الزمان فى الالطاف
الجارية من الله عليه و عرف إساءته فى إحسان الله إليه .
( فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ) .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
[/B]
[/size][/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 22 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط