موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 23, 24, 25, 26, 27, 28, 29 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 10, 2015 12:50 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وسبعة من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها
لما نزلت براءتها من الإفك على لسان رسول الله صلى الله
عليه وسلم : اشكري رسول الله , فقالت :
والله لا أشكر إلا الله )

قضية الإفك مشهور مذكورة في سورة النور تولى شرحها
أهل الظاهر , إلا أن ظاهر كلام الشيخ رضي الله عنه
أن القائل لها هو أبوها , والذي في الصحيح أن الذي
قال لها اشكري رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أمها
وفي رواية " فقالت لي أمي لما نزلت برائتي من السماء :
قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
والله لا أقوم إليه ولا أشكر إلا الله "
ويمكن الجواب بأن ذلك وقع بإشارة أبيها أو قالاه معاً
أو سكوته كأنه وفاق , والله تعالى أعلم .

ثم ذكر الجواب عن امتناعها من شكر الواسطة فقال :
( دلها أبو بكر على المقام الأكمل مقام البقاء المقتضى
لاثبات الآثار )

المراد بإثبات الأثر بعد الفناء عنه اثباته بالله ونفيه بالله
جمعاً بين القدرة والحكمة , وإنما كان هذا أكمل مما قبله :
لأن هذا خاز المقامين :
أعطى القدرة حقها في الباطن وهو الشهود
والحكمة حقها في الظاهر وهي العبودية فهو سالك بنفسه
دال لغيره , كامل عالم معلم عارف معرف
وهي غاية القصد والطلب لأنه مقام الخلاقة التامة
والمنافع العامة
ولا شك أن الخير من الخير الخاص , والخير العام هو الذي
يعطي كل ذي حق حقه ويوفى كل ذي قسط قسطه .

وسئل بعضهم عن قوله تعالى :
{ اتقوا الله حق تقاته } مع قوله تعالى :
{ اتقوا الله ما استطعتم }
فقال له : اتق الله حق تقاته بقلبك , واتق الله بجسمك
ما استطعت , فتكون جامعاً للشريعة والحقيقة اهـ

ثم استدل على إثبات الأثر بالكتاب والسنة فقال :

( وقد الله تعالى : أن أشكر لي ولوالديك )

فأمر أولاً بشكر من تولى نعمة الإيجاد , وأمر ثانياً بشكر
من ظهرت على يديه نعمة الإمداد , فالواسطة ثابتة باثباته
ممحوة بأحدية ذاته , والآية صريحة في إثبات الواسطة
أدباً والغيبة عنها عقد لأجل التوحيد.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 12, 2015 9:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وثمانية من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وقال صلوات الله وسلامه عليه :

لا يشكر الله من لا يشكر الناس )

يصح في اسم الجلالة الرفع على الفاعلية والنصب على المفعولية
ومعنى الأول : الله تعالى لا يشكر فعل من لم يشكر الناس ولا يحبه
وعلى الثاني : من لم يشكر الناس فلا يشكر الله
أي فلا يسمى شاكراً لله

وتقدم حديث النعمان بن بشير :
" من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير , ومن لم يشكر الناس
لم يشكر الله

ثم بين الجواب عن امتناعها من شكر الواسطة في ذلك الوقت
فقال :

( وكانت في ذلك الوقت مصطلمة عن شاهدها )

الاصطلام نعت الحيرة ومحل الدهشة والغيبة :
أي كانت رضي الله عنها في ذلك الوقت غائبة عن حالها
فانية عن حسها كما هو حال الجذب :
وقوله في ذلك الوقت يقتضي أنه لم يكن ذلك شانها على الدوام
وإنما هو عارض قهري ووارد إلهي , اختطفها عن حسها
كما عرض ذلك لخليل الله إبراهيم حين عرض له جبريل فقال
له ألك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا , وأما إلى الله فبلى
فلم يلتفت إلى الواسطة فقال له : سله , فقال :
حسبي من سؤالي علمه بحالي , وكقوله عليه الصلاة والسلام :
" لي وقت لا يسعني فيه غير ربي "

فكانت عائشة رضي الله عنها في ذلك الوقت :

( غائبة عن الآثار , فلم تشهد إلا الواحد القهار )

ومما يقوى عذرها في شكر الله وحده قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
" يا عائشة اشكري الله فإن الله تعالى قد برأك " .

فهي راجعة لأمره في عدم شكره كما قاله ابن أبي جمرة
لكن بضميمة ما ذكره المؤلف , إذا لا يصح مع الصحو إهمال
الوسائط في المقام الأكمل قاله الشيخ زروق رضي الله عنه

فهذا آخر الرسالة التي كتبها لبعض إخوانه , وهي في غاية
الاتقان والكمال , فلو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذه الرسالة
مع التي قبلها لكانت كافية , فجزاه الله عن أهل الطريقة

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 12, 2015 10:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
جزاكى الله خيرا المهاجرا
شكرا لك علي مجهودك في الحكم العطائية .

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 12, 2015 10:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35116
المهاجرة كتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

( وقال صلوات الله وسلامه عليه :

لا يشكر الله من لا يشكر الناس )



وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً



اللهم صلى و سلم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

تسلم أيديكى و تسلمى ربنا يزيدك من كرمه شكرا حبيبتى و أختى المهاجرة الله يجازيكى خيرا كثيرا

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 12, 2015 10:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
حبيبتى النيل الخالد وملهمة

شكراً على شعورك الطيب وذوقكم

ربنا يخليكم ويجمعنا فى الخير على طول يارب

ويقبل منا جميعاً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 16, 2015 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وتسعة من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( لما سئل عن قوله صلوات الله وسلامه عليه :
وجعلت قرة عيني في الصلاة ؟ هل ذلك خاص بالنبي
صلى الله عليه وسلم أم لغيره منه شرب ونصيب ؟
فأجاب أن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود )


قرة العين كناية عن شدة الفرح , لأن بكاء الفرح دمعه بارد
والقر : بالضم هو البرد , يقال في الدعاء أقر الله عينك :
أي أفرحك حتى تبرد عينك بدموع الفرح
ومضمن كلام الشيخ في جوابه أن قرة العين في الصلاة متفاوتة
على قدر التفاوت في المعرفة والشهود
والمعرفة على قدر التخلية والتحلية , فمعرفته عليه الصلاة
والسلام لا يوازيها معرفة , وشهوده عليه الصلاة والسلام
لايقرب منه شهود , لكن قد تحصل المشاركة فى مطلق
الشهود من حيث هو وتكون القرة على قدره
فإذا لورثته عليه الصلاة والسلام قسط ونصيب من قرة
العين , على قدر صفاء مشربهم وتفرغ قلوبهم وأسرارهم
فالعلماء ورثة الأنبياء , فمن جملة ما ورثوه قسط من قرة
العين في الصلاة , ولذلك كانوا يغيبون فيها ويجدون من
العنيم واللذة فيها ما تعجز عنه العبارة
وقد كان منهم من يقطع الليل كله في ركعة , ويختم القرآن
في كل ليلة , فلولا ما كانوا يجدون من حلاوة المناجاة
ما دامت لهم تلك الحالة
ويفهم هذا من قول الشيخ في الجواب :
إن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود
فأتى بعبارة عامة تصدق بكل من له نصيب من الشهود
لكن قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم لا يوازيها قرة
عين أحد , وكذلك الأنبياء عليهم السلام بعد النبي صلى
الله عليه وسلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 24, 2015 1:12 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
المهاجرة كتب:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وتسعة من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( لما سئل عن قوله صلوات الله وسلامه عليه :
وجعلت قرة عيني في الصلاة ؟ هل ذلك خاص بالنبي
صلى الله عليه وسلم أم لغيره منه شرب ونصيب ؟
فأجاب أن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود )


قرة العين كناية عن شدة الفرح , لأن بكاء الفرح دمعه بارد
والقر : بالضم هو البرد , يقال في الدعاء أقر الله عينك :
أي أفرحك حتى تبرد عينك بدموع الفرح
ومضمن كلام الشيخ في جوابه أن قرة العين في الصلاة متفاوتة
على قدر التفاوت في المعرفة والشهود
والمعرفة على قدر التخلية والتحلية , فمعرفته عليه الصلاة
والسلام لا يوازيها معرفة , وشهوده عليه الصلاة والسلام
لايقرب منه شهود , لكن قد تحصل المشاركة فى مطلق
الشهود من حيث هو وتكون القرة على قدره
فإذا لورثته عليه الصلاة والسلام قسط ونصيب من قرة
العين , على قدر صفاء مشربهم وتفرغ قلوبهم وأسرارهم
فالعلماء ورثة الأنبياء , فمن جملة ما ورثوه قسط من قرة
العين في الصلاة , ولذلك كانوا يغيبون فيها ويجدون من
العنيم واللذة فيها ما تعجز عنه العبارة
وقد كان منهم من يقطع الليل كله في ركعة , ويختم القرآن
في كل ليلة , فلولا ما كانوا يجدون من حلاوة المناجاة
ما دامت لهم تلك الحالة
ويفهم هذا من قول الشيخ في الجواب :
إن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود
فأتى بعبارة عامة تصدق بكل من له نصيب من الشهود
لكن قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم لا يوازيها قرة
عين أحد , وكذلك الأنبياء عليهم السلام بعد النبي صلى
الله عليه وسلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 22, 2015 6:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
[color=]شكراً للأخ الظارق على المرور الكريم

وجزاك الله خيراً
[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 22, 2015 7:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وعشرة من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( والرسول صلوات الله وسلامه عليه ليس معرفة كمعرفته
فليس قرة عين كقرته )

لم يؤنث الفعل لمجازي التأنيث في الموضعين , وإنما كانت معرفته
عليه السلام لا يساويها معرفة , لأنه أول قدمه في مقام الإحسان
إذ لا مجاهدة له ولا سير له باعتبار الوصول , لأنه واصل من
أول قدم
فنهاية الأولياء بداية الأنبياء , ونهاية الأنبياء بداية الرسل
وبدايته عليه السلام من نهاية الرسل
وإنما قلنا لاسير له باعتبار الأصول , لأن السير في مجاهدة
الأوصاف المذمومة وهو مطهر منها
كما قال القائل :
خلقت مبرأ من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء

وأما السير بمعنى الترقي فهو ثابت له على الكمال
فقد كان عليه السلام يترقي في الساعة الواحدة مقامات
ويستغفر من المقام الذي يترقي منه .

حكي عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه أنه كان
يستشكل قوله عليه الصلاة والسلام :
" أنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة "
وفي رواية " مانة مرة " .
حتى رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا مبارك غبن أنوار لا غبن أغيار , ففهم حينئذ أن ذلك الغين
وهو التغطية إنما هي أنوار الشهود
أو هي تتفاوت بالقوة والضعف باعتبار الكشف
فكلما كشف له عن مقام رأى ذلك المقام نقصاً باعتبار ما بعده
ورآه حجاباً وتغطية لما فوقه وهكذا
وعظمته تعالى لا نهاية لها , ولذلك قال له :
{ وقل رب زدني علماً }

وقال أبو العباس رضي الله عنه :
الأنبياء عليهم السلام خلقوا من الرحمة
ونبينا عليه السلام هو عين الرحمة
قال تعالى : { ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }

وقال الشيخ الحضرمي رضي الله عنه بعد كلام ذكره :
فهو صلى الله عليه وسلم مظهر الحق الأكبر
وهو أكبر مظاهر الحق في الوجود
فلذلك كان كل حرف من كلماته يوازي الجم الغفير
وكل قطرة من فيض بحرة توازي البحر الزاخر الكبير
وأعظم من ذلك بألف ألف نقير وقطمير :
{ لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون } اهـ المراد منه .

فتحصل أن مقامه عليه الصلاة و السلام في العرفان لا يوازيه مقام
وكذلك قرة عينه عليه الصلاة والسلام لا ينالها غيره من
الأنبياء والأولياء
وإنما يكون لهم من ذلك شرب ونصيب على قدر شهودهم ومعرفتهم .

قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه :
إنما قال الله تعالى : { سبحانه الذي أسرى بعبده }
ولم يقل بنبيه ولا برسوله ليفتح باب السريان لغيره
فمن له قسط من العبودية له قسط من الإسراء
ولما كان له عليه الصلاة والسلام كمال العبودية كان له
كمال الإسراء فأسرى بروحه وجسده وليس ذلك لغيره اهـ
فإذا وقع الإسراء بالروح إلى الملكوت حصلت له قرة العين
في العبادة على قدر إسرائها , وإسراؤها على قدر تصفيتها
من العلائق والعوائق , والله تعالى أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 02, 2015 9:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وإحدى عشر من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وإنما قلنا إن قرة عينه في صلاته بشهوده جلال مشهوده
لأنه أشار إلى ذلك بقوله : " في الصلاة " ولم يقل بالصلاة )

لأن الأصل في الظرفية أن تكون على بابها
فقرة عينه صلى الله عليه وسلم إنما هي بشهود ربه
ومسارته ومكالمته
فالصلاة إنما هي محل لتلك القرة
وأما قوله عليه الصلاة والسلام : " أرحنا بها يا بلابل "
فالباء سببية : أي أرحنا بسببها
وراحته عليه الصلاة و السلام أنما هي بمناجاة ربه لا بغيرها

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 12, 2015 10:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وإثنا عشر من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إذ هو صلوات الله وسلامه عليه لا تقر عينه بغير ربه )

فلا فرح له إلا به , ولا سرور له إلا في إقباله
قد رفع همته عن الكونين , وخلع نعله من الدارين
ولاجل ذلك قال فيه القائل :

له همم لا منتهى لكبرها
وهمته الصغرى أجل من الدهر

له راحة لو أن معشار جودها
على البركان كان البر أندي من البحر

( كيف وهو يدل على هذا المقام )

وهو مقام الإحسان , إذ به تحصل قرة العين .

( ويامر به من سواه )

من الأنام لقوله صلوات الله وسلامه عليه :
" اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه " اهـ .

وفيه نظر , فإن في حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه :
" قلت : يا رسول الله أوصني , قال :
أعبد الله كأنك تراه , واعدد نفسك في الموتى
واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر
وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها
السر بالسر والعلانية بالعلانية " اهـ رواه الطبراني كما في المنذرى

ثم من كان يعبد الله كأنه يراه فلا يمكن أن ياتفت إلى رؤية ما سواه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أغسطس 21, 2015 9:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وثلاث عشر من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ومحال أن يراه ويشهد معه سواه )

لأن ثبوت السوى حجاب , فلا يصح الشهود حتى يزول
كل موجود , ولا يبقى إلا واجب الوجود , ويرى ما سواه
كأنه ظلال أو خيال عند التحقيق مفقود .

فإن قلت : إذا كان السوى مفقوداً فلم قال عليه الصلاة والسلام
في تفسير الإحسان :

" أن تعبد الله كأنك تراه " وقال لمعاذ : " أعبد الله كانت تراه "
فأتى بكاف التشبيه إذا كانت الرؤيا حاصلة فكيف يشبهه
عليه الصلاة و السلام بمن يرى ؟
فالجواب : أنه عليه الصلاة و السلام في محل التشريع والتحقيق
وهذا الحديث وقع في محفل كبير فيه من هو من أهل المراقبة
وفيه من هو من أهل المشاهدة , فأتى بكلامه يقبله الخاص والعام
فالكل مخاطب بإتقان العبادة كأنه يشاهد , فمنهم من بلغ ذلك
ذوقاً , ومنهم من يكون منه ذلك مجاهدة
وأيضاً شهود أنوار الملكوت سر من أسرار الربوبية لا تفشى لغير
أهلها , ولو قال عليه الصلاة والسلام :
أن تعبد الله لأنك تراه , أي ترى أنوار جبروته متدفقة لرياض
ملكوته , لكان فيه إفشاء لسر الربوبية ولا يفهمه إلا الخواص
وقد قال عليه الصلاة والسلام :

" خاطبوا الناس بقدر ما يفهمون " .

فأتى بكلام موجه يقبله أهل الظاهر وأهل الباطن
فأهل الظاهر يتركون الكاف على بابها
وأهل الباطن يجعلونها بمعنى اللام , لأن رؤية البصيرة
عندهم في معد العيان , لأن البصر إذا فتحت البصيرة غلبت
عليه ولم يبق له حكم أصلاً .
وأيضاً الرؤية إذا أطلقت إنما تنصرف للبصر , فلو لم يأت بالتشبيه
لتوهم أن الله تعالى يرى بالبصر الحسى وهو محال
قال الله تعالى : { لا تدركه الأبصار }
أي الحسية , وإنما تراه البصائر المفتوحة , فإذا انفتحت البصيرة
استولت على البصر فلا يرى البصر إلا ما تراه البصيرة من
أنوار الملكوت والله تعالى أعلم.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 04, 2015 10:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وأربع عشر من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( قال له سائل : قد تكون قرة العين بالصلاة لأنها فضل من الله
وبارزة من عين منة الله , فكيف لا يفرح بها ؟
وكيف لا تكون قرة العين بها وقد قال الله تعالى :
( فبذلك فليفرحوا ) .

مضمن البحث أن قوله عليه السلام :
" وجعلت قرة عيني في الصلاة "

يمكن أن تكون في بمعنى الباء : أي بالصلاة ويكون وجه
الفرح بها , لأنها فضل من الله ورحمة وبارزة من منة الله
وقد قال تعالى :
{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } .

فقد أمر الله تعالى عباده بالفرح بفضل الله وبرحمته والصلاة
من ذلك , فيجيب الفرح بها وهي معنى قرة العين , فأجاب :

( فقال اعلم أن الآية هذه قد أومأت )
أي أشارت ( إلى الجواب لمن تدبر سر الخطاب , إذ قال :
( فبذلك فليفرحوا ) وما قال فبذلك فافرح يا محمد قل
لهم ليفرحوا بالإحسان والتفضيل , وليكن فرحك أنت
بالمتفضل كما قال في الآية الأخرى :
{ قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون }.

مضمن الجواب أن قرة العين بالصلاة إنما يصح أن تكون
في حق غيره صلى الله عليه وسلم من أولياء أمته
لأنهم يفرحون بفضل الله وإحسانه , لأنها علامة على رضوانه
وأما هو صلى الله عليه وسلم فلا تكون قرة عينه إلا بالله
ويدل عليه قوله تعالى :
{ فبذلك فليفرحوا } .
ولم يقل فبذلك فافرح يا محمد , فدل خطاب الآية أن
الفرح بالفضل والرحمة إنما هو لامته صلى الله عليه وسلم
وهو إنما يكون فرحه بالله لا بشئ دونه كقوله في آية الأنعام :
{ قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون }

والتحقيق : هو أن يقال :
من تحقق بنعيم شهود الربوبية لم يكن فرحه إلا بشهود محبوبه
دون غيره كائناً من كان , ومن كان مقيماً في محل العبودية
ولم يذق شيئاً من مطالعة أنوار الربوبية لم يكن فرحه
إلا بفضل الله ورحمته
من ذاق ولم يتحقق يكون فرحه بهذا : أي تارة بهذا وتارة بهذا
فعلى هذا يكون لأكابر أمته صلى الله عليه وسلم قسط من
الفرح بالله دون ما سواه
لكن لا يبلغون مقام الرسول عليه السلام
لأن شهوده عليه الصلاة والسلام لا يساويه شهود
فتكون قرة عينه كذلك , والله تعالى أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 10:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18818

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثمائة وخمس عشر من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

في ذكر الحديث الذي أشار إليه الشيخ وما يتعلق به

روي :
" أن جابر بن عبد الله صنع طعاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فاجتمع هو ونفر من أصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم فتذاكروا في الطاعة لله ولرسوله
إلى أن قال أبو بكر إنما حبب إلى من الدنيا يارسول الله
ثلاث : إنفاق مالى عليك , والجلوس بين يديك , وكثرة الصلاة
عليك , وقال عمر : وأنا حبب إلىّ من الدنيا ثلاث :
إكرام الضيف , والصيام في الصيف , والضرب بين يدي رسول بالسيف ,
وقال عثمان : حبب إلىّ من الدنيا ثلاث :
إطعام الطعام , وإفشاء السلام , والصلاة بالليل والناس نيام
وقال علي مثل ذلك , فقال لهم رسول الله صى الله عليه وسلم :
وأنا حبب إلىّ من دنياكم ثلاث :
النساء , والطيب , وجعلت قرة عيني في الصلاة
فنزل جبريل فقال : وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث :
تبليغ الرسالة , وأداء الأمانة , وعيادة المرضى , ثم غاب وظهر
وقال يا رسول الله , ورب العزة يقول :
وأنا حبب إلىّ من الدنيا ثلاث :
لسان ذاكر , وقلب شاكر , وجسم على البلاء صابر اهـ .
ذكره الشطبي , فالله أعلم بصحته , غير أنه كلام صحيح في
نفسه , والحكمة في النساء الترغيب في كثرة التناكح , ليكثر
النسل بمن يعمر هذا العالم وأما الطيب فأنه صلى الله عليه وسلم
كان طيباً نفحه الله في الوجود فتعطرت به الأكوان
فكان عليه السلام ينفح طيباً مس طيباً أو لم يمسه
كان يستعمل الطيب الكسبي يستر به الطيب الوهبي
خشية أن يتغالى الناس فيه كما تغالوا في عيسى عليه السلام
وقيل : أن الطيب من صفة أهل الجنة , وقد كان عليه الصلاة والسلام
في الجنة فتطيب بطيبها والله تعالى أعلم .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 13, 2015 10:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35116
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا

جزاكى الله خيرا أختى الحبيبة المهاجرة كل سنة و أنتى طيبة و أسرتك الكريمة ربنا يعيد عليكى الأيام بخير

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 23, 24, 25, 26, 27, 28, 29 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط