موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 05, 2008 10:15 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 21, 2007 6:35 pm
مشاركات: 335
مكان: مصر المحروسه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين

اللهم صل على رسولك الأعظم و نبيك الأكرم

من أكمل لنا الدين و تركنا على المحجة البيضاء

لا يضل عنها الا هالك و على آله و صحبه و سلم

اللهم إنى أبرا اليك من حولى و من قوتى و من علمى و من

عملى و أستعين بحولك و قوتك و علمك و حكمتك و أسألك

اللهم من كرمك و جودك و عطفك و احسانك يا رب العالمين

ثم أما بعد

ردا على ما كتب فتى

نقول بعون الله

أخرج سعيد بن منصور فى سننه عن سعيد بن جبير
فى قوله تعالى:
"قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة فى القربى" الشورى ايه 23
قال : "قربى رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم" صحيح البخارى كتاب المناقب و سنن الترمذى كتاب التفسير و مسند الامام أحمد.

و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبن مردويه فى تفاسيرهم
و الطبرانى فى المعجم الكبير عن أبن عباس رضى الله عنهما قال:
لما نزلت هذه الايه: "قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة فى القربى" الشورى ايه 23
قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم
قال صلى الله عليه و اله وسلم: على و فاطمه و ولدهما و أبناءها



و أذكرك بقول حضرة النبى صلى الله عليه و اله وسلم

حين قال: أن حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبه المشرفه


أعلم يا فتى أن للمسلم حرمة الاسلام

و للمؤمن حرمة الايمان و حرمة الاسلام

و للمحسن حرمة الاحسان و الايمان و الاسلام

و للعارف بالله حرمة المعرفه بالله و الاحسان و الايمان و الاسلام

و للعارف بالله من ال البيت

حرمة كونه من ال البيت و حرمة المعرفه بالله و حرمة الاحسان

و حرمة الايمان و حرمة الاسلام

و قد انتهكت بكلامك لفضيلة الدكتور خمس حرمات

فأتق الله فى ال بيت حضرة النبى صلى الله عليه و اله وسلم

و ان كنت لا تعلم فقد أوضحنا لك

و ان كنت تعلم فحسابك على الله

أنا لا أعلم كيف تتجرأ على من تصلى عليهم

فى التشهد خمس مرات يوميا على الأقل ان كنت تصلى

أسأل الله أن يوفقك للتوبه و الاعتذار و الا فحسابك على الله

أما عن الألبانى

فو الله منذ عدة سنوات

دخلت على الموقع الخاص بالألبانى و هو

www.alalbany.net

و قرأت سيرته

و قد دهشت و عجبت أشد العجب

أن الألبانى لم يأخذ على شيخ واحد من المحدثين المعتبرين

المعاصرين له

بعثت رساله للموقع أسأل عن من تلقى الألبانى من المحدثين

لعلهم سقطوا سهوا

و لم يجبنى أحد

كيف يوضع الألبانى فى هذه المنزله من علم الحديث

و هو لم يتلقى علم الحديث من شيخ واحد من المحدثين؟

هل تستطيع أنت أن تجيب يا فتى؟

هل تريد أن أبعث لك بأسماء المحدثين المعاصرين للألبانى؟

أن الألبانى ليس له سند فى علم الحديث فلا يؤخذ عنه

و لا تقول لى أن فلان و فلان شهدوا له

نحن نريد أن نعرف عن من تلقى الألبانى علم الحديث؟

المحدثين المعاصرين للألبانى معروفين بالأسم

و لم يأخذ عن أحد منهم

{ فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }غافر 4
4


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 18, 2008 7:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 13, 2007 11:01 pm
مشاركات: 736
مكان: CAIRO
الواضح ان الوهابيه هم من عندهم بغض شديد لال البيت

و هذا واضح وضوح الشمس

والله لو ساءلتهم هل تحبوا ال البيت قال لك طبعا

و لاكن الحقيقه تقدر معرفتها عندما تقول له فلان من ال البيت

فهو عنده حرج شديد و في نفسه يقول انا خير منه

و الله اعلي و اعلم

فالامر واضح

و هم مش مقدرين ان من كان من ال البيت فهو من ال البيت و العصر سواء سنة واحد او سنة 2008

ميفرءش

ال البيت هم ال البيت

طبعا كبار ال البيت اعظم الخلق بعد رسول الله لانهم منه

و لاكن ال البيت الموجودين الان هيقول لك كذا و كذا

و للاسف يوم يلقوا الله سيرون ال البيت مع جدهم سيدنا النبي

و في هذا الموقف سيقول ارجعون ارجعون

سبحان الله

مرة قابلت شخص و ساءلتها لو احد من ال البيت الاشراف قال لك كذا و اخر ليس من ال البيت قال لك كذا من تناصرين و من تثقين به

قالت الي مش من ال البيت طبعا

فال البيت الان بيعملوا و بيعملوا......

البغض واضح لما اختارنا ربنا لنكون من نسل اعظم خلق الله
و هو المرسل رحمه سيد الخلق اجمعين شفيع الامه

نبي الرحمه

اللهم صل عليه

فكيف يدروا من امرهم و من امر محبيهم شيء فهم يصلوا عليهم و لاكن ........

نساءل الله العفو و العافية

ربنا يرحم من احب رحمة الله المهداه للخلق

اللهم صل عليه

لا وجود لمن لا يحب النبي و ال النبي

اللهم صل عليه و عليهم و الحقنا بهم فهم اهل الرحمه و هم ال بيت من يبيت عند ربه فيطعمه و يسقيه

_________________
MAN LA ADAB LAHOW LA 3ELM 3ENDHOW.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 20, 2008 5:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

(العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا )

كل من فتح عليه في شهود المعاني فهو عارف فإن تمكن من شهود
المعني على الدوام فهو واصل متمكن وإلا فهو سائر

وإنما كان العارف إذا انبسط أخوف منه إذا انقبض لأن القبض من شأنه
أن يقبض النفس عن حظوظها ومن شأنه أيضاً السكون
والسكون كله أدب

ومن شأن البسط أن يبسط النفس وينشطها فربما تبطش لما فيه
حظها فتزل قدم بعد ثبوتها بسبب قلة آدابها ولذلك قال :

(ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل )

وهم أهل الطمأنينة والتمكين لأنهم كالجبال الرواسي لا يحركهم
قبض ولا بسط فهم مالكون الأحوال لا يخرجهم القبض ولا البسط
عن حالة الإعتدال
بخلاف السائرين وإن كانوا عارفين فإنهم ربما تؤثر فيهم الواردات
فيرد عليهم وارد البسط فيخرجهم عن حد الأدب وقد قيل:

قف على البساط وإياك والإنبساط

وقال رجل لأبي محمد الحريري رضي الله عنه:
كنت على بساط الأنس وفتح على طريق البسط فزللت زلة فحجبت
عن مقامي فكيف السبيل إليه دلني على الوصول إلى ما كنت عليه
فبكي أبو محمد وقال يا أخي الكل في قهر هذه الخطة
لكني أنشدك أبياتاً لبعضهم وأنشد يقول :

قف بالديار فهذه آثارهم ... تبكي الأحبة حسرة وتشوقاً
كم قد وقفت بربعها مستخبراً ... عن أهلها أو سائلاً أو مشفقاً
فأجابني داعي الهوى في رسمها ... فارقت من تهوى فعز الملتقا

ثم علل عدم الوقوف على حدود الأدب في البسط

نوضحه بإذن الله فى الحكمة القادمة

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 17, 2008 5:07 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم
تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الواحد و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح، والقبض لاحظ للنفس فيه )

لأن البسط جمال , والقبض جلال , ومن شأن الجمال أن يأتي بكل جمال
وأين هو الجمال ؟ ثم هو عين الجلال , أين هو حبيبك ثم هو عدوك
أين هو الربح ؟ ثم هو الخسارة
ومعنى ذلك أن الموضع الذي يلائم النفس ويليق بها
ثم هو خسارة القلب وحجاب الروح
لأن الموضع الذي تحيى به النفس , يموت فيه القلب
والموضع الذي تموت فيه النفس , يحيى به القلب والروح
ولذلك قال إبن الفارض رضي الله عنه :

الموت فيه حياتي ... وفي حياتي قتلي

وقال الششتري رضي الله عنه :

أن ترد وصلنا فموتك شرط ... لا ينال الوصال من فيه فضله

وكتب يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله إلى الجنيد رضي الله عنه :

لا أذاقك الله طعم نفسك , فإنك أن ذقتها لا تذق بعدها خيراً أبداً . اه

وقال أبو علي الدقاق رضي الله عنه :

القبض حق الحق منك , والبسط حقك منه ولأن تكون بحق ربك
أولى من أن تكون بحظ نفسط اه

وهذا كله في حق السائرين , وأما الواصلون المتمكنون
فلا يؤثر فيهم جلال ولا جمال , ولا يحركهم قبض ولا بسط كما تقدم
لأنهم بالله ولله ومن الله وإلى الله بالله تصرفهم ولله عبوديتهم
ومن الله ورودهم , وإلى الله صدورهم لأنهم لله لا لشيء دونه .

قال الجنيد رضي الله عنه : الخوف يقبضني , والرجاء يبسطني
والحقيقة تجمعني , والحق يفرقني , إذا قبضني بالخوف أفناني عني
وإذا بسطني بالرجاء ردني علىّ , وإذا أجمعني بالحقيقة أحضرني
وإذا فرقني بالحق أشهدني غيري, فغطاني عنه
فهو في كل ذلك محركي غير مسكني , وموحشي غير مؤنسي
بحضوري لذوق طعم وجودي , فليته أفناني عني فمتعني أو
غيبني عني فروحني اه
قوله رضي الله عنه : الخوف يقبضني : لأن العبد في حالة الخوف
يشهد ما منه إلى الله من الإساءة , فينفتح له باب الحزن
وفي حالة الرجاء يشهد ما من الله إليه من الإحسان فينفتح له
باب الرجاء والبسط

وقوله : والحقيقة تجمعني : أن تغنيني عن نفسي وتجمعني به
فلا نشهد إلا ما من الله إلى الله فلا قبض ولا بسط .

وقوله : والحق يفرقني : المراد بالحق الحقوق اللازمة للعبودية
فلا ينهض إليها إلا بشهود نوع من الفرق , وإن كان نهوضه بالله

وقوله : إذا قبضني بالخوف أفناني عني :
أي إذا تجلى لي بإسمه الجليل ذاب جسمي من هيبة المتجلي
وإذا بسطني بالرجاء بأن تجلى لي بإسمه الجميل أو الرحيم
رد نفسي ووجودي عليّ , وإذا جمعني إليه بشهود الحقيقة أحضرني
معه بزوال وهمي , وإذا فرقني بالحق الذي أوجبه علي للقيام
بوظائف حكمته أشهدني غيري , حتى يظهر الأدب مني معه
وقد يقوي الشهود فلا يشهد الأدب إلا منه إليه

وقوله : فغطاني عنه :
لأن العبد في حالة النزول إلى سماء الحقوق أو أرض الحظوظ
قد يرجع لمقام المراقبة لكنه غير لازم وسيأتي للمؤلف
بل نزلوا في ذلك بالله ومن الله وإلى الله فعلى هذا لا تغطية للعبد
في حالة النزول للحق أصلاً

وقوله : فهو في كل ذلك محركي غير مسكني :
يعني أن الحق تعالى حين يقبضه بالخوف أو يبسطه بالرجاء
أو يجمعه بالحقيقة أو يفرقه بالحق هو محرك له ليسيره إليه
ويحوشه إليه , غير مسكن له في مقام واحد
وموحشه عن عالم نفسه غير مؤنس له بها , بسبب حضوره مع
عوالمه البشرية , فيذوق طعم وجودها , فإذا غيبه عنه عرف قدر
ما من به عليه , ولذلك قال :
فليته أفناني عني أي عن رؤية وجودي, فمتعني بشهوده
أو غيبني عن حسي , فروحني من الحقوق التي تفرقني عنه
بإسقاطها عني في حالة الغيبة , وكأنه مال إلى طلب السلامة خوفاً
من الوقوع فيما يجب الملامة
وإن كان الكمال هو الجمع بين العبودية وشهود الربوبية
والله تعالى أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 04, 2008 1:14 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثانية و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك )

الغالب على النفس الأمارة واللوامة أن تنبسط بالعطاء و تنقبض بالمنع
لأن في العطاء متعتها وشهوتها , فلا جرم أنها تنبسط بذلك
وفي المنع قطع موادها وترك حظوظها ولا شك أنها تنقبض بذلك
وذلك لجهلها بربها وعدم فهمها فلو فهمت عن الله لعلمت أن
المنع عين العطاء , والعطاء عين المنع كما يأتي

فأفهم أيها الفقير عن مولاك , ولا تتهمه فيما به أولاك
فربما أعطاك ما تشتهيه النفوس , فمنعك بذلك حضرة القدوس
وربما منعك ما تشتهيه نفسك فيتم بذلك حضورك وأنسك
ربما أعطاك متعة الدنيا وزهرتها فمنعك جمال الحضرة وبهجتها
وربما منعك زينة الدنيا وبهجتها فأعطاك شهود الحضرة ونظرتها
ربما أعطاك قوت الأشباح فمنعك قوت الأرواح , وربما منعك من قوت الأشباح
فمتعك بقوت الأرواح
ربما أعطاك أقبال الخلق فمنعك من أقبال الحق , وربما منعك من أقبال الخلق
فأعطاك الأنس بالملك الحق
ربما أعطاك العلوم وفتح لك مخازن الفهوم , فحجبك بذلك عن شهود المعلوم
ومعرفة الحي القيوم , وربما منعك من كثرة العلوم وأعطاك الأنس
بالحي القيوم فأحطت بكل مجهول ومعلوم
ربما أعطاك عز الدنيا ومنعك عز الآخرة , وربما منعك من عز الدنيا
وأعطاك عز الآخرة
ربما أعطاك التعزز بالخلق ومنعك من التعزز بالحق , وربما منعك من
التعزز بالخلق , وأعطاك التعزر بالملك الحق
ربما أعطاك خدمة الكون فمنعك من شهود المكون , وربما منعك من
خدمة الكون , وأعطاك شهود المكون
ربما أعطاك التصرف في الملك ومنعك دخول الملكوت, وربما منعك من
التصرف في الملك ومنحك شهود الملكوت
ربما أعطاك أنوار الملكوت فمنعك الترقي إلى بحر الجبروت , وربما حجب
عنك أنوار الملكوت فأعطاك الدخول إلى حضرة الجبروت
ربما أعطاك القطبانية ومنعك التمتع بشهود الفردانية , وربما منعك القطبانية
ومتعك بشهود سر الوحدانية
إلى غير ذلك مما لا يحصيه إلا علام الغيوب
قال ابن العربي الحاتمي رضي الله عنه :
إذا منعت فذاك عطاؤه , وإذا أعطيت فذاك منعه فأختر
الترك على الأخذ . اه
وشاهده قوله تعالى :

( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) الآية

فإذا فهمت هذا علمت أن المنع هو العطاء

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 25, 2008 4:51 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثالثة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( متى فتح لك باب الفهم في المنع عاد المنع هو عين العطاء )

إذا فهمت أيها العبد عن الله بعد تحققك برحمته ورأفته وكرمه وجوده
ونفوذ قدرته وإحاطة علمه
علمت أنك إذا سألته شيئاً أو هممت بشئ أو أحتجبت إلى شيء فمنعك
منه , فإنما منعك ذلك رحمة بك وإحساناً إليك إذ لم يمنعك من بخل
ولا عجز ولا جهل ولا غفلة
وإنما ذلك حسن نظر إليك وإتمام لنعمته عليك لكونه أتم نظر وأحمد عاقبة

( فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو
شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
فربما دبرنا أمراً ظننا أنه لنا فكان علينا وربما أتت الفوائد من وجوه
الشدائد والشدائد من وجوه الفوائد , وربما كمنت المنن في المحن
والمحن في المنن , وربما أنتفعنا على أيدي الأعداء وأوذينا على أيدي
الأحباء , وربما تأتي المسار من حيث المضار, وقد تأتي المضار من
حيث المسار ولأبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه في حزبه :

اللهم إنا قد عجزنا عن دفع الضر عن أنفسنا من حيث نعلم بما نعلم
فكيف لا نعجز عن ذلك من حيث لا نعلم بما لا نعلم ؟

فمتي فتح لك أيها المريد باب الفهم عنه في المنع وعلمت ما فيه من
الشر والخير وحسن النظر لك , عاد المنع في حقك هو عين العطاء
ومثال ذلك كصبي رأى طعاماً حسناً أو حلواء أو عسلاً وفيه سم
وأبوه عالم بما فيه فكلما بطش الصبي لذلك الطعام رده أبوه , فالصبي
يبكي عليه لعدم علمه وأبوه يرده بالقهر لوجود علمه , فلو عقل الصبي
ما فيه ما بطش إليه , ولعلم نصح أبيه وشدة رأفته به

ومثال آخر كرجل صنع طعاماً جيداً وعمل فيه بصاقاً ومخاطاً أو قذراً
وأتي به لمن لا يعرفه , فكل من رآه ولم يعرف ما فيه بطشت نفسه إليه
فلو علم ما فيه ما بطشت نفسه , فإذا نهاه عنه من علم ما فيه إتهمه
لعدم فهمه
كذلك العبد يبطش للدنيا أو الرياسة أو غير ذلك مما فيه ضرره فيمنعه
الحق تعالى منه رحمة به وشفقة عليه وإعتناء به فإذا فهم عن الله
سلم الأمر إلى مولاه ولم يتهمه فيما أبرمه وقضاه
وإذا لم يفهم عن الله تحسر وربما سخط
فإذا إنكشف له سر ذلك بعد علم ما كان في ذلك من الخير, لكن فاتته
درجة الصبر لقوله عليه السلام :
" إنما الصبر عند الصدمة الأولى "

وأنظر قضية الرجل الذي كان يسكن في البادية وكان من العارفين
فاتفق له ذات يوم أن مات حماره وكلبه وديكه , فأتي إليه أهله فقالوا
له حين مات الحمار : مات حمارنا فقال خير
ثم قالوا : مات الكلب فقال خير
ثم قالوا : مات الديك فقال خير فغضب أهل الدار وقالوا:
أي خير في هذا متاعنا ذهب ونحن ننظر , فاتفق أن بعض العرب ضربوا
على ذلك الحي في تلك الليلة فاحتاحوا كل ما فيه , وكانوا يستدلون
على الخيام بنهيق الحمار ونباح الكلاب وصراخ الديكة , فأصبحت خيمته
سالمة إذ لم يكن بقي من يفضحها
فانظر كيف كان حسن نظر الحق لأوليائه وحسن تدبيره لهم وكيف فهم
الرجل العارف ما في ذلك من السر في أول مرة
فهذا هو الفهم عن الله رزقنا الله من ذلك الحظ الأوفر أمين

قال الشبلي :
الصوفية أطفال في حجر الحق تعالى اه
يعني أنه يتولى حفظهم وتدبيرهم على ما فيه صلاحهم ولا يكلهم إلى
أنفسهم والله تعالى أعلم
وسبب عدم الفهم عن الله هو الوقوف مع ظواهر الأشياء دون النظر
إلى بواطنها

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 22, 2008 5:21 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الرابعة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( الأكوان ظاهرها غرة وباطنها عبرة )

الغرة : بكسر الغين وقوع الغرور وإنما كانت الأكوان ظاهرها غرة
لوجهين :

الوجه الأول :
ما جعل الله سبحانه على ظاهر حسها من البهجة وحسن المنظر
وما تشتهيه النفوس من أنواع المآكل والمشارب والملابس والمراكب
وشهوة المناكح والمساكن والبساتين والرياضات وكثرة الأموال والبنين
وكثرة الأصحاب والعشائر والأجناد والعساكر وغير ذلك من بهجتها
وزهرتها وزخرفها فأنكب جل الناس على الإشتغال بجمعها وتحصيلها
والجري عليها الليل والنهار والشهور والأعوام حتى هجم عليهم
هادم اللذات فأعقبهم الندم والحسرات ولم ينفع الندم وقد جف القلم
سافروا بلا زاد، وقدموا على الملك بلا تأهب ولا إستعداد
فاستوجبوا من الله الطرد والبعاد ولأجل, هذا
حذر الله سبحانه من غرورها وزخرفها والوقوف مع ظاهرها

قال تعالى : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين " الآية

ثم قال " قل أأنبؤكم بخير من ذلكم للذين أتقوا عند ربهم جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله
والله بصير بالعباد "

وقال تعالى :
" أنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً "
أي لنختبرهم أيهم أزهد فيها

وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ) أي أصنافاً منهم
( زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه )
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن:
أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقال :
الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها وأهتموا
بآجل الدنيا حين أهتم الناس بعاجلها فأماتوا منها ما خشوا أن
يميتهم وتركوا منها ما علموا أن سيتركهم فما عارضهم من نائلها
عارض إلا رفضوه ولا خادعهم من رفعتها خادع إلا وضعوه
خلقت الدنيا في قلوبهم فلم يجددوها وخرجت بنيانهم فما يعمرونها
وماتت في صدورهم فما يحيونها بل يهدمونها فيبنون بها آخرتهم
ويبيعونها ليشتروا بها ما يبقي لهم ونظروا إلى أهلها صرعي قد خلت
بهم المثلاث فما يرون أماناً دون ما يرجون ولا خوفاً دون ما يجدون اه

وقال على كرم الله وجهه فيما كتبه إلى سلمان الفارسي
رضي الله عنه :
إنما مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عنها
وعما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها ودع عنك همومها لما تيقنت
من فراقها , وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون منها
فإن صاحبها كلما أطمأن فيها إلى سرور أشخص منها إلى مكروه . اه

فقد جعل الحق سبحانه هذه الأكوان وهي الدنيا وما أشتملت عليه
ظاهرها فتنة وباطنها عبرة فمن وقف مع ظاهرها كان مغروراً ومن
نفذ إلى باطنها كان عند الله مبروراً
فأهل الغفلة والبطالة وقفوا مع متعة عاجلها وبهجة ظاهرها فغرتهم
بزخرفها وخدعتهم بغرورها حتى أخذتهم بغتة وأهل اليقظة والحرم
نفذوا إلى باطنها فعرفوا سرعة ذهابها وقلة بقائها فأشتغلوا بجمع الزاد
وتأهبوا ليوم المعاد أولئك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
وكان السلف الصالح إذا أقبلت الدنيا قالوا ذنب عجلت عقوبته
وإذا أقبل الفقر قالوا مرحباً بشعار الصالحين

الوجه الثاني :
إنما جعل الله سبحانه الأكوان ظاهرها غرة , تغطية لسره وإظهاراً
لحمكته , وذلك أن الحق سبحانه لما تجلى في مظاهر خلقه غطى
سره بظهور حكمته
أو تقول : الأكوان ظاهرها ظلمة وباطنها نور فمن وقف مع الظلمة
كان محجوباً ومن نفذ إلى شهود النور كان عارفاً محبوباً
أو تقول الأكوان ظاهرها حس وباطنها معنى فمن وقف نع الحس كان
جاهلاً ومن نفذ إلى المعنى كان عارفاً
أو تقول الأكوان ظاهرها ملك وباطنها ملكوت فمن وقف مع الملك كان من
عوام أهل اليمين ومن نفذ إلى شهود الملكوت كان من خواص المقربين
وقد أشرت إلى ذلك في قصيدتي التائية حيث قلت :

إذا حبست نفس في سجن الهوى الذي ... تقيد به العقل في قهر قبضة
وأشغلها علم الصوان لحكمة ... فلم تر إلا الكون في كل وجهة
فذلك عين الملك وهم ثبوته ... وناظره محجوب في سجن ظلمة
وأن نفذت روح المقدس سره ... إل درك نور الحق فاض بقدرة
فذا ملكوت الله يسمى لوسعه ... وعارفه يحظى بفتح بصيرة

والله تعالى أعلم .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 03, 2008 11:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الخامسة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( فالنفس تنظر إلى ظاهر غرتها والقلب ينظر إلى باطن عبرتها )

إنما كانت النفس تنظر عبرتها إلى ظاهر غرتها , لما فيها من متعة
شهوتها وحظوظها , فلا يخرجها عن ذلك الإ شوق مقلق أو خوف
مزعج أو عناية ربانية , إما بواسطة شيخ كامل له أكسير يقلب به
الأعيان , أو بغير واسطة : ( والله ذو الفضل العظيم )

وإنما كان القلب ينظر إلى باطن عبرتها لما فيه من نور العرفان :
الذي يفرق بين الحق والباطل , ويميز بين النافع والضار
وهو ثمرة التقوى والتصفية

أو تقول : لما فيه من عين البصيرة التي لا ترى إلا المعاني بخلاف
عين البصر لا ترى إلا الحس
فتحصل أن أهل النفوس وقفوا مع ظواهر الأشياء , وأغتروا بعاجلها
ولم يهتموا بآجلها , فحجبوا عن العمل وغرهم الأماني وطول الأمل
وفي مثلهم ورد الخبر عن سيدنا عيسى عليه السلام كان يقول :
ويلكم علماء السوء , مثلكم كمثل قناة حش، ظاهرها جص
وباطنها نتن . اه
والحش : هو بيت الخلاء

وأهل القلوب لم يقفوا مع ظواهر الأشياء , بل نفذوا إلى بواطنها
وأهتموا بآجلها , ولم يغتروا بعاحلها , فأشتغلوا بالجد والإجتهاد
وأخذوا في الأهبة والإستعداد , وهم العباد والزهاد

وأهل الأرواح والأسرار لم يقفوا مع الأكوان لا ظاهرها العاجل
ولا باطنها الآجل , بل نفذوا إلى نور الملكوت فأشتغلوا بتطهير القلوب
والتأهب لحضرة علام الغيوب , حتى صلحوا للحضرة وتنزهوا في
رياض الفكرة والنظرة
( أولئك حزب الله إلا أن حزب الله هم المفلحون )
( أولئك المقربون * في جنات النعيم) ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
جعلنا الله منهم بمنه وكرمه .
وهؤلاء ومن تعلق بهم هم الأعزاء عند الله تعززوا بطاعة العزيز
فعزهم العزيز.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 1:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة السادسة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إن أردت أن يكون لك عز لا يفني فلا تستعزن بعز يفني )

العز الذي لا يفني هو العز بالله والغنى بطاعة الله , أو بالقرب ممن
تحقق عزه بالله فالعز بالله يكون بتعظيمه وأجلاله , وهيبته ومحبته
ومعرفته وحسن الأدب معه في كل شيء وعلى كل حال , ويكون
بالرضا بأحكامه والخضوع تحت قهر جلاله وكبريائه , وبالحياء والخوف
منه , ويكون بالذل والإنكسار كما قال الشاعر:

تذلل لمن تهوي لتكسب عزة ... فكم عزة قد نالها المرء بالذل
إذا كان من تهوى عزيزاً ولم تكن ... ذليلاً له فأقر السلام على الوصل

وسمعت شيخنا رضي الله عنه يقول :
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
والله ما رأيت العز إلا في الذل .

وقال شيخ شيخنا مولاي العربي : وأنا أقول والله ما رأيت الذل
إلا في الفقر , يعني أن الشيخ فسر الذل بالفقر إذ لا يتحقق ذل
الإنسان إلا بالفقر فهو ذل الذل , لأن النفس تموت بالفقر
ولا يبقي لها عرق أصلاً والله أعلم .

وأما العز بطاعة الله فهو بالمبادرة لإمتثال أمره وإجتناب نهيه
والإكثار من ذكره وبذل المجهود في تحصيل بره .

وأما العز بالقرب ممن تحقق عزه بالله فيكون بصحبتهم وتعظيمهم
وخدمتهم وحسن الأدب معهم , وهذا في التحقيق يرجع إلى
التعزز بالله لكونه وسيلة إليه , فإذا تحقق عزه بالله أستغنى
بعز الله عن عز غيره
فمن حصل هذا العز وتحقق به فقد تعزز بعز لا يفني أبداً ينسحب
عليه وعلى أولاده وأولاد أولاده إلى يوم القيامة
قال تعالى :
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً "
وقال تعالى :
" ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
والمراد بالذين آمنوا هم الأولياء أهل الإيمان الكامل
وقال تعالى:
" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون "

وقال سيدنا على كرم الله وجهه :
من أراد الغنى بغير مال , والكثرة بغير عشيرة ,فلينتقل من ذل
المعصية إلى عز الطاعة اهـــــــــ
فمن تحقق عزه بالله لم يقدر أحد أن يذله

وأنظر قضية الرجل الذي أمر هارون الرشيد بالمعروف فحنق عليه
فقال : أربطوه مع بغلة سيئة الخلق لتقتله , فلم تقض فيه شيئاً
ثم قال : اسحنوه وطينوا عليه البيت ففعلوا , فرؤى في بستان
فأتى به فقال له : من أخرجك من السجن , فقال :
الذي أدخلني البستان , فقال : ومن أدخلك البستان , فقال :
الذي أخرجني من السجن , فعلم هارون أنه لم يقدر على ذله
فأمر هارون أن يركب على دابة وينادي عليه :
ألا أن هارون أراد أن يذل عبداً أعزه الله فلم يقدر اهــــ

وأما التعزز بالعز الذي يفني , فهو التعزز بالمخلوق : كتعزز ملوك
الجور ومن أنتسب إليهم بكثرة الأتباع والأجناد وبالعصي والقهر
وكالتعزز بالأموال والجاه في غير محله والرياسة , وغير ذلك
مما ينقطع ويبيد , فمن تعزز بهذا مات عزه وأتصل ذله
فإن التعزز بالمخلوق قطعاً يعقبه الذل عاجلاً وآجلاً
وأنظر قضية الرجل الذي تكبر في الحرم , فصار بعد ذلك يتكفف
الناس وقال , إني تكبرت في موضع يتواضع فيه الناس فوضعني
في موضع ترتفع فيه الناس , ذكر القضيتين في التنبيه :
ويقال لمن تعزز بالمخلوق :
( أنظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنه ثم لننسفنه
في اليم نسفاً )

ودخل عارف على رجل يبكي , فقال له : وما يبكيك فقال له :
مات أستاذي , فقال له : ولم جعلت أستاذك من يموت ؟
فنبهه على رفع همته وإنفاذ بصيرته , وقد مات شيخه قبل
أن يرشد والله تعالى أعلم

فإن أردت أيها المريد أن يكون لك عز لا يفني , فأستعز بالله
وبطاعة الله وبالقرب من أولياء الله , ولا تسعزن بعز مخلوق
يفنى , فإن من تعزز بمن يموت مات عزه , قال الله تعالى :
( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً )

وقال أبو العباس المرسي رضي الله عنه :
والله ما رأيت العز إلا في رفع الهمة عن الخلق

تنبيه وإرشاد :
إعلم أن سبب العز الذي يعطيه الله لأوليائه هو حبه لهم
فالعز نتيجة الحب , ففي الصحيح عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال :
" إذا أحب الله عبداً نادي جبريل إن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه
جبريل ثم ينادي جبريل في السموات أن الله يحب فلاناً فأحبوه
فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له القبول في الأرض
فيحبه أهل الأرض "
وفي رواية : يلقي له القبول في الماء فيشربه الناس فيحبونه جميعاً
أو كما قال عليه السلام . وسبب حب الله للعبد هو هو زهده في الدنيا
ففي حديث الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" أزهد في الدنيا يحبك الله وأزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس "

ثم أعلم أن هذا العز الذي يعطيه الله لأوليائه لا يكون في بدايتهم
ولا في أول أمرهم , لئلا يفتنهم الخلق عن الوصول إلى الحق بل
من لطف الله بهم وإغارته عليهم , أن ينفر عنهم الخلق أو يسلط
عليهم حتى يتخلصوا من رق الأشياء ويتحققوا بالوصول والتمكين
فحينئذ أن شاء أظهر عزهم لينفع بهم عباده ويهدي بهم من شاء
من خلقه , وإن شاء أخفاهم وأستأثر بعزهم حتى يقدموا عليه
فينشر عزهم ويظهر مكانتهم في دار لا فناء لها .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 27, 2008 1:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة السابعة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( الطي الحقيقي أن تطوي مسافة الدنيا عنك حتى ترى
الآخرة أقرب إليك منك )

الطي : هو اللف والضم بحيث يصير الطويل قصيراً والكبير صغيرا
ً يقال طويت الثوب أي ضممته
وينقسم عند الصوفية إلى أربعة أقسام :
طي الزمان , وطي المكان , وطي الدنيا , وطي النفوس

فأما طي الزمان :
فهو أن يقصر في موضع ويطول في موضع آخر , كمن مر عليه
سنون في موضع وفي موضع آخر ساعة أو يوم , كالرجل الذي
خرج يغتسل في الفرات يوم الجمعة قرب الزوال فلما فرغ من
غسله لم يجد ثيابه , فسلك طريقاً حتى دخل مصر فتزوج فيها
وولد له أولاد وبقي سبع سنين , ثم ذهب يغتسل يوم الجمعة
بنيل مصر , فلما فرغ فإذا ثيابه الأولى , فسلك طريقاً فإذا هو
ببغداد قبل صلاة الجمعة من ذلك اليوم الذي خرج فيه
والحكاية مطولة للفرغاني في شرح التائبة

وأما طي المكان :
فمثاله أن يكون بمكة مثلاً فإذا هو بغيرها من البلدان وهذا
مشهور لأولياء الله
قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه :
والله ما صار الأولياء من قاف إلى قاف حتى يلقوا رجلاً مثلنا
فإذا لاقوه كان بغيتهم .

وأما طي الدنيا :
فهو أن تطوي عنك مسافتها بالزهد فيها والغيبة عنها
وحصول اليقين التام في قلبك حتى يكون الآتي عندك واقعاً
أو كالواقع , وسيأتي للشيخ :
لو أشرق نور اليقين في قلبك لرأيت الآخرة أقرب من أن ترحل
إليها , ولرأيت الدنيا وكسفة الفناء ظاهرة عليها
وسيأتي تتمة الكلام على هذه الحكمة ثم أن شاء الله .

وأما طي النفوس :
فهو بالغيبة في الله عنها , ولذلك يتحقق الزوال وتمام الوصال
وقد ذكره الشيخ بقوله فيما يأتي :
ليس الشأن أن تطوي لك الأرض , فإذا أنت بمكة أو غيرها من
البلدان , إنما الشأن أن تطوي عنك أوصاف نفسك فإذا
أنت عند ربك اه

وهذا هو الطي الحقيقي المعتبر عند المحققين لاطي الزمان أو المكان
إذ قد يكون أستدراجاً أو مكراً أو تخيلاً وسحراً
فالطي الحقيقي هو : أن تطوي عنك مسافة الدنيا كلها حتى يكون
الموت أقرب إليك من نفسك التي بين جنبيك
وكما قال الصديق رضي الله عنه :
كل أمرء مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

وحتى ترحل عنها بالكلية فلا تبقي فيك منها بقية , هنالك ترحل
إلى عالم الملكوت وتكشف لك أسرار الجبروت , وقد قيل في
قوله عليه السلام :
" الدنيا خطوة مؤمن " . بمعنى أنه يتخطاها بالزهد فيها

وقال بعضهم لا تتعجبوا ممن يدخل يده في جيبه فيخرج ما يريد
ولكن تعجبوا ممن يضع يده في جيبه ولم يجد شيئاً ولم يتغير

وقيل لأبي محمد المرتعش : أن فلاناً يمشي على الماء قال
عندي من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي
على الماء وفي الهواء اه

ومخالفة الهوى أنما تكون بالزهد في كل شيء والغيبة عن
كل شيء , وكان شيخ شيخنا رضي الله عنه يقول :
لا تفرحوا للفقير إذا رأيتموه يصلي كثيراً أو يذكر كثيراً
أو يصوم كثيراً أو يعتزل كثيراً حتى تروه زهد في الدنيا
ورحل عنها ولم يبق له التفات إليها فحينئذ يفرح به
ولو قلت صلاته وصيامه وذكره وعزلته .

قلت : ومثل هذا تقدم في قوله: ما قل عمل برز من قلب زاهد
وكذلك قال في التنوير :
لا تدل على فهم العبد كثرة عمله ولا مداومته على ورده
وإنما يدل على نوره وفهمه غناه بربه , وأنحياشه إليه بقلبه
وتحرره من رق الطمع وتحليه بحلية الورع , وبذلك تحسن
الأعمال وتزكوا الأحوال اه

فما قاله شيخ شيخنا صحيح لكن لا يفهمه إلا أهل الفن من
أهل الذوق , إذ لا يجتمع مجاهدة ومشاهدة
وإنما تكون المجاهدة أولاً , فإذا حصلت المشاهدة في الباطن
ركدت الجوارح في الظاهر , وما بقي إلا فكرة أو نظرة
والأدب مع الحضرة
وربما يعترض على الشيخ من لم يعرف مقصوده من جهلة
علم الطريق وبالله التوفيق .

وإنما يتحقق طي مسافة الدنيا بتحقق الزهد فيها
ولا يتحقق الزهد فيها إلا برفع الهمة عن الخلق والتعلق
بالملك الحق وبالإياس مما في أيدي الناس .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 16, 2008 10:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثامنة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( العطاء من الخلق حرمان والمنع من الله أحسان )

إنما كان العطاء من الخلق حرماناً لثلاثة أوجه

أحدها : ما في ذلك من حظها وفرحها والتوصل إلى شهواتها وحظوظها
وفي ذلك موت القلب وقسوته

الوجه الثاني : ما في ذلك من نقص الدرجات والغض عن كمال المراتب
والمقامات ولذلك ترك الأكابر التمتع بالشهوات لقوله تعالى :

( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا )
وقد يتعرض المريد للسؤال لأجل موت نفسه وحياة روحه فإذا كثر عليه
العطاء من الخلق فرحت النفس وأنست فلا تموت به سريعاً
بخلاف ما إذا واجهه المنع فإنها تموت سريعاً إذ لاحظ لها فيه
فالجهاد الذي لاغنيمة فيه أعظم من الجهاد الذي فيه الغنيمة
فقد ورد في الحديث الصحيح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إذا خرجت طائفة للغزو فجاهدوا وغنموا فقد تعجلوا ثلثي أجرهم
وإذا لم يغنموا رجعوا بأجرهم كاملاً " أو كما قال صلى الله عليه وسلم

الوجه الثالث : ما في ذلك من الركون إليهم وميل القلب بالمحبة لهم
إذ النفس مجبولة على حب من أحسن إليها فتسترق لهم
وتكون أسيرة في أيديهم وفي وصية سيدنا على كرم الله وجهه :
لا تجعل بينك وبين الله منعماً وعد نعمة غيره عليك مغرماً
وأنشد رضي الله عنه :

لعمرك من أوليته منك نعمة ... ومد لها كفاً فأنت أميره
ومن كنت محتاجاً إليه فإنه ... أميرك تحقيقاً وأنت أسيره
ومن كنت عنه ذا غني وهو مالك ... أزمةأهل الدهر أنت نظيره
فعش قانعاً أن القناعة للفتى ... غناء وهذا مقتضى ما أشيره
وقال آخر
فلا ألبس النعما وغيرك ملبسي ... ولا أملك الدنيا وغيرك واهبي

وقال الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه
لأبي الحسن رضي الله عنه :
يا أبا الحسن أهرب من خير الناس أكثر من أن تهرب من شرهم
فإن خيرهم يصيبك في قلبك وشرهم يصيبك في بدنك ولأن تصاب
في بدنك خير من أن تصاب في قلبك ولعدو تصل به إلى ربك خير
من حبيب يقطعك عن ربك اه

وقال بعضهم :
عز النزاهة أكمل من سرور الفائدة ولأجل هذا المعنى
قال عليه السلام :

" إذا أسدي إليكم أحد معروفاً فكافئوه " أي لتسقطوا منته عليكم
وتقطعوا رقبته لكم والله تعالى أعلم

وإنما كان المنع من الله إحساناً لوجهين :

أحدهما : ما تقدم من أن الله سبحانه ما منعك بخلا ولا عجزاً
وإنما هو حسن نظر لك إذ لعل ما طلبته لا يليق بحالك في الوقت
وأخره لوقت هو أولى لك وأحسن أو أدخر لك ذلك ليوم فقرك

الثاني : ما في ذلك من دوام الوقوف ببابه واللياذ بجنابه
وفي ذلك غاية شرفك ورفع لقدرك وفي الحديث :
" إذا دعا العبد الصالح يقول الله تعالى للملائكة أخرجوا حاجته
فإني أحب أن أسمع صوته وإذا دعا الفاجر قال للملائكة أقضوا
حاجته فأني أكره صوته " أو كما قال عليه السلام لطول العهد به

تنبيه : ما ذكره الشيخ من كون العطاء من الخلق حرماناً إنما هو
بإعتبار السائرين أو بإعتبار الزهاد والعباد
وأما الواصلون إلى الله المتمكنون مع الله فقد تولاهم الحق وغيبهم
عن شهود الخلق فهم يتصرفون بالله يأخذون من الله ويدفعون بالله
ولا يرون في الوجود إلا الله

مذ عرفت الأله لم أر غيراً ... وكذا الغير عندنا ممنوع
مذ تجمعت ما خشيت أفتراقاً ... فأنا اليوم واصل مجموع

فلا يرون العطاء إلا من الله ولا يرون الخلق البتة إلا ما يشهدون
فيهم من واسطة الحكمة كما قال القائل
أذا ما رأيت الله في الكل فاعلاً ... رأيت جميع الكائنات ملاحاً

وبالله التوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله

وحاصلها : علامة كمال العارف وآدابه فى الطلب
وفي البسط والقبض وفي المنع والعطاء

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 27, 2008 10:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة التاسعة و الثمانون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( جل ربنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة )
النقد ما كان معجلاً , والنسيئة ما كان مؤخراً , ومن شأن الكريم
إذا أشترى شيئاً أن ينجز نقده ويزيد أحسانه ورفده , وقد أشترى
الحق تعالى منا أنفسنا وأموالنا , فعوضنا بها الجنة
فمن باع نفسه وماله ونقدهما وسلمهما إليه عوضه الله
جنة المعارف عاجلاً , وزاده جنة الزخارف آجلاً , مع ما يتحفه به
من أنواع النعيم ودوام الشهود والنظر إلى وجهه الكريم
فجل ربنا : أي تنزه وترفع أن يعامله العبد نقداً , أي معجلاً فيجازيه
نسيئة أي مؤخراً بل لا بد أن يعجل له ما يليق به في هذه الدار
ويدخر له ما يليق به في تلك الدار
والذي عجل له سبحانه في هذه الدار أمور:
منها ما يدفع عنه من المضار, ويجلب له من المنافع والمسار
لقوله تعالى : ( وهو يتولى الصالحين )

وقال تعالى :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )

وقال تعالى :
( ألا أن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون )

وقد يتعدى ذلك إلى عقبه كما تقدم .
ومنها : ما يشرق عليه من الأنوار , ويكشف لقلبه من الأسرار
وهي أنوا ر التوجه , وأنوار المواجهة
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً )
وهو نور يفرق بين الحق والباطل
وقال تعالى : ( وأتقوا الله ويعلمكم الله )
وقال تعالى :
(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)
يخرجهم من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان , ومن ظلمة المعصية
إلى نور الطاعة ومن ظلمة الغفلة إلى نور اليقظة
ومن ظلمة الحس إلى نور المعنى , أو من ظلمة الكون إلى
نور المكون ومنها التوفيق والهداية لها قبل عملها حتى
جعلك أهلاً للوقوف بين يديه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 08, 2009 6:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة التسعون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( كفى من جزائه إياك على الطاعة أن رضيك لها أهلا )

لأن الملك لا يدعو لخدمته إلا من يريد أن يكرمه ولا يدخل لحضرته إلا من
يريد أن يعظمه ولا ينسب له إلا أهل الفضل والتكرمة

( فلولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكي منكم من أحد أبداً)

فالتوفيق لها أعظم منة وأكبر جزاء على وجودها لأنها تحقق للعبد ثلاثاً :

أولها : تصحيح النسبة لمولاه بوجه ما .

الثاني : وجود الإقبال عليه بصورة ما .

الثالث : إقامة رسم العبودية في الجملة . والله أعلم
قاله الشيخ زروق رضي الله عنه

ومنها ما يرد على قلبه حال عملها من المؤانسة به والقرب له

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 14, 2009 11:50 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمةالواحدة والتسعون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( كفى العاملين جزاء ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته )

والذي فتحه على قلوبهم في حالة العمل ثلاث :
محاضرة أو مراقبة أو مشاهدة

فالمحاضرة للطالبين والمراقبة للسائرين والمشاهدة للواصلين
فالمحاضرة للعموم والمراقبة للخصوص والمشاهدة لخصوص الخصوص
والكل يسمى خشوعاً
قال بعضهم :
الخشوع أطراق السر على بساط النجوى بإستكمال نعت الهيبة
والذوبان تحت سلطان الكشف والإمحاء عند غلبات التجلي اه
ويختص المقام الثالث بقرة العين
وقال الشيخ زروق : ما يجده في حالة الطاعة ثلاث
أولها : وجود الأنس به فيها بروح إقباله ومنه ما يقع من الرقة
والخشوع
الثاني : وجود التملق بين يديه وله حلاوة ينسي بها كل شيء
الثالث : حصول الفهم والفوائد العلمية والإلهامات اللدنية التي
بها يترك كل شيء .

قال بعضهم : في الدنيا جنة من دخلها لم يشتق إلى جنة الآخرة
ولا إلى شيء ولم يستوحش أبداً , قيل : وما هي ؟
قال معرفة الله .

وقال بعض العلماء: ليس في الدنيا ما يشبه نعيم الجنة
إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة .

وكان بعضهم يقول : التملق للحبيب والمناجاة للقريب في الدنيا
ليس من الدنيا هو من الجنة أظهره الله في الدنيا لا يعرفه إلا هم
ولا يجده سواهم روحاً لقلوبهم اه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 21, 2009 7:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18797
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

معنا اليوم الحكمة الثانية والتسعون من الحكم العطائية لسيدى
ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته )

هذه المؤانسة التي يجدها العامل بعد العمل على ثلاثة أقسام :

مؤانسة ذكر وهو لأهل الفناء في الأفعال
ومؤانسة قرب وهو لأهل الفناء في الصفات وهم أهل الإستشراف
ومؤانسة شهود وهو لأهل الفناء في الذات
فالأول لأهل الإسلام , والثاني لأهل الإيمان , والثالث لأهل الإحسان

فمؤانسة الأول توجب له الفرار من الناس والوحشة منهم
ومؤانسة الثاني توجب القرب لهم على حذر منهم
ومؤانسة الثالث توجب الصحبة لهم ومخالطتهم لأنه يأخذ منهم
ولا يأخذون منه
فالأول لا تليق به إلا العزلة لضعفه , والثاني تليق به الصحبة
مع العفة ليتعلم بالقوة , فهو يشرب منهم ولا يشربون منه
لبعده منهم بقلبه , والثالث لا تليق به إلا الصحبة لتحققه بالقوة
فهو يأخذ النصيب من كل شيء ولا يأخذ النصيب منه شيء
يصفو به كدر كل شيء ولا يكدر صفوه شيء
ومؤانسة الذكر توصل لمؤانسة القرب ومؤانسة القرب توصل
لمؤانسة الشهود , فمن صعد عقبة أفضت به إلى راحة ما بعدها

قال بعض العارفين : ليس شيء من الطاعات إلا ودونه عقبة كئود
يحتاج فيها إلى الصبر , فمن صبر على شدتها أفضى إلى الراحة
والسهولة , وإنما هي مجاهدة النفس ومخالفة الهوى , ثم والله مكابدة
في ترك الدنيا , ثم اللذة والتنعم :أي ثم تكون لذة الطاعة وتنعم المعرفة

ثم ينبغي لك أيها المريد ألا تقصد شيئاً من هذه الأمور التي يجازيك الحق
تعالى بها كانت معجلة أومؤجلة فإن ذلك نقص في إخلاصك وناقض
لصدق عبوديتك

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط