موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من مقاتل الطالبيين
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 12, 2005 9:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين

أما بعد ، أقدم لكم فى هذا الباب أجزاء من كتاب مقاتل الطالبيين لأبى الفرج الأصفهانى وهو بحق كنز من كنوز الأدب و التاريخ
ترجم فيه ابو الفرج لأكثر من مائتى شهيد من شهداء الطالبيين و قد وفقه الله تعالى فأجاد ترجمة شهداء الطالببين وصور بطولتهم تصويرا يمتلك المشاعر و يأخذ العقل من روعته ، وذكر فيه من خطبهم و رسائلهم و أشعارهم و محاورتهم و ما قيل فيهم وبسببهم من روائع الشعر و النثر.

و مؤلف الكتاب هوعلى بن الحسينبن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبدالله بن مروان بن محمد بن مروان ابن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، القرشى الأموى و كنيته ابو الفرج الأصفهانى . ولد سنة 248 هجرية بمدينة أصفهان و قد نشأ ببغداد و أخذ العلم عن أعلامها . و ثقف أبو الفرج معارفه و علومه الجمة من أعلام عصره و الأسفار القيمة التى كانت موجودة إذ ذاك و أكثر تعويله فى تصنيفه كان على الكتب المنسوبة المخطوطة أوغيرها من الأصول الجياد.و كان أو الفرج غزير العلم و الأدب جيد الرواية لهما و البصر بفقههما، قال عنه معاصره القلضى التنوخى :" و من الرواة الذين شاهناهم أبو الفرج على بن الحسين الأصبهانى فإنه كان يحفظ من الشعر ، و الأغانى ، و الأخبار و الآثار، و الحديث المسند ، و النسب ما لم أر قط من يحفظ مثله، وكان شديد الإختصاص بهذه الأشياء و يحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخرى منها اللغة ، و النحو ، و الخرافات ، و السير ، و المغازى، و من آلة المنادمة شيئاً كثيرا مثل علم الجوارح ، و البيطرة ، و نتف من الطب ، والنجوم ، و الأشربة وغير ذلك".

و قد رتب أبو الفرج الأصفهانى مقاتل الطالبيين فى كتابه على السياق الزمنى و لم يرتبها على حسب أقدارهم فى الفضل و منازلهم فى المجد.

و قد بلغ أبو الفرج غاية التصوير و التعبير فى كتاب مقاتل الطالبيين لأنه حبيب إلى نفسه فقد كان شديد الحب لسيدنا محمد و آله.

نسأل الله أن ينفعنا بهذا الكتاب فى الدنيا و الآخرة .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله الطيبيين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا.





جعفر بن أبى طالب


فأول قتيل فى الإسلام جعفر بن أبى طالب عليه السلام.و اسم أبى طالب عبد مناف بن عبد المطلب ، و هو شيبة بن هاشم و هو عمرو بن عبد مناف.
و يكنى أبا عبد الله فيما يزعم أهله.
و روى عن ابى هريرة قال: كان جعفر بن أبى طالب يكنى أبا المساكين.
و كان جعفر بن أبى طالب الثالث من ولد أبيه، و كان طالب أكبرهم سنا ، و يليه عقيل ، و يلي عقيلا جعفر، و يلى جعفرا على. و كل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين ، و على أصغرهم سناً.

, أمهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، و أمها فاطمة ، و تعرف بحبى بنت هرم بن رواحة ،بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤى.
و فاطمة بنت أسدى، بن هاشم ، أول هاشمية تزوجت هاشميا و ولدت له، و أدركت النبى صلى الله عليه و آله و سلم ، فأسلمت و حسن إسلامها ، و أوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها ، و صلى عليها و نزل فى لحدها و اضطجع معها فيه،و أحسن الثناء عليها.

حدثنى العباس بن على ، بن العباس النسائى قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب ، قال حدثنا سعدان بن الوليد بياع السابرى ، عن عطاء ، عن ابن العباس قال: لما ماتت فاطمة أم على بن أبى طالب البسها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قميصه و اضطجع معها فى قبرها ، فقال أصحابه : يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة. فقال "إنه لم يكن احد بعد أبى طالب أبر بى منها . إنى إنما البستها قميصى لتكسى من حلل الجنة ، و اضطجعت معها فى القبر ليهون عليها".

وعن القاسم بن نصر عن عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن الزبير بن سعد الهاشمى، عن أبيه ، عن على قال:أمرنى رسول صلى الله عليه و آله فغسلت أمى فاطمة بنت أسد.

حدثنى محمد بن الحسين الخثعمى قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن عبد الله بن يسار ، عن جعفر بن محمد قال:
كانت فاطمة بنت أسد أم على بن أبى طالب حادية عشرة ، يعنى فى السابقة إلى الإسلام، و كانت بدرية .

حدثنى أحمد بن محمد بن سعيد ، قال: حدثنى يحيى بن الحسن العلوى عن حسين بن حسين اللؤلؤى، قال حدثنا السرىبن سهل الجند نسابورى قال حدثنا محمد بن عمرو ربيح عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن إبراهيم ، عن الحسن البصرى ، عن الزبير بن العوام ، قال:
سمعت النبى صلى الله عليه و آله و سلم يدعو النساء إلى البيعة حين أنزلت هذه الآية (( يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك)) ، و كانت فاطمة بنت أسد اول إمرأة بايعت رسول الله صلى الله عليه و آله.

حدثنا أحمد بن محمدبن سعيد ، قال : حدثنى يحيى بن الحسن ، قال:حدثنا أبو بكر بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عن أبيه ، عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم على بن أبى طالب بالروحاء مقابل حمام أبى قطيفة.



يتبع[hr]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


آخر تعديل بواسطة البتار في الثلاثاء مارس 15, 2005 2:42 am، عدل 1 مرة

أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 12, 2005 10:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[fot] الله الله الله
لهذا العرض الهام
وأرجوا أن تمدنا بالتسلسل الذي بدأته
والأكثر أرجوا أن تمدنا بالكتاب
كلة
[/fot]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2005 5:08 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 10:56 pm
مشاركات: 1245
مكان: يا رب مع الحبيب و آله صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم
[align=center][saa]يرفع للفائدة[/saa][/align]

_________________

يا خير من دفنت في التراب أعظمه فطاب من طيبهن القاع الأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته عند الصراط إذا ما زلّت القدم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 16, 2005 5:45 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام
و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق و على آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

أما بعد،
فبعون الله تعالى أستكمل ما عرض من كتاب مقاتل الطالبيين لأبى الفرج الاصفهانى رحمه الله و نفعنا بعلومه فى الدنيا و الآخرة.


(1) جعفر بن أبى طالب


ذكر مقتل جعفر بن أبى طالب
و السبب فيه و بعض أخباره


يقول أبو الفرج الأصفهانى:

قرأت ذلك على محمد بن جرير الطبرى فى كتاب المغازى فأقر به.

عن الشعبى –و اللفظ له. قال : لما فتح النبى صلى الله علبه و آله و سلم خيبر قدم جعفر بن أبى طالب رضوان الله عليه من الحبشة فالتزمه رسول الله صلى الله علبه و سلم و جعل يقبل بين عينيه و يقول : "ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر"

قال ابن إسحاق و ابن شهاب الزهرى:
لما قدم جعفر من أرض الحبش بعث رسول الله صلى الله علبه و آله بعثه إلى مؤتة.

عن عروة بن الزبير :
أنه بعث ذلك البعث فى جمادى لسنة ثمان من الهجرة ، و استعمل عليهم زيد بن حارثة ، وقال : إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب على الناس ، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس.

عن زيد بن أرقم قال:
مضى الناس إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم و العرب، فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها و تعبأ المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلا من عذرة يقال له قطبة بن قتادة، و على ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له : عبادة بن مالك. ثم التقوا فاقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله علبه و سلم حتى شاط(1) فى رماح القوم ثم أخذها جعفر بن أبى طالب فقاتل بها حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل. فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر(2) فى الإسلام.

عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال حدثنى أبى الذى أرضعنى ، و كان أحد بنى مرة بن عوف ، و كان فى تلك الغزوة غزوة مؤتة ، قال : و الله لكأنى أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ، ثم قاتل القوم حتى قتل.

عن عبد الرحمن بن سمرة ، قال:
بعثنى خالد بن الوليد بشيرا إلى رسول الله (صلى الله عليه سلم) يوم مؤتة فلما دخلت المسجد قال لى رسول الله صلى الله عليه و سلم: على رسلك يا عبد الرحمن أحذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل زيد فقتل، فرحم الله زيدا. ثم أحذ اللواء جعفر بن أبى طالب فقاتل جعفر فقتل فرحم الله جعفرا. ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل عبد الله بن رواحة فقتل، فرحم الله عبد الله.
قال: فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و هم حوله فقال: ما يبكيكم ؟ فقالوا: ما لنا لا نبكى و قد ذهب خيارنا و أشرافنا و أهل الفضل منا. فقال لا تبكوا: فإنما مثل أمتى كمثل حديقة قام عليها صاحبها فاصلح رواكيها (3) و هيأ مساكبها ، و حلق سعفها ، فأطعمت عاما فوجا ، ثم عاما فوجا ، فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا (4) ، وأطولها شمراخا(5) ، والذى بعثنى بالحق ليجدن ابن مريم فى أمتى خلفا من حواريه .

قال على بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب: قتل جعفر و هو ابن ثلاث أو أربع و ثلاثين سنة.
وهذا عندى شبيه بالوهم لأنه قتل فى سنة ثمان من الهجرة و بين ذلك الوقت و بين مبعث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إحدى و عشرون سنة و هو أسن من أخيه أمير المؤمنين على عليه السلام بعشر سنين ، و كان لعلى حين أسلم سنون مختلف فى عددها فالمكثر يقول كانت خمس عشرة ، والمقلل يقول سبع سنين / و كان إسلامه فى السنة التى بعث فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا خلاف على ذلك. و على أى الروايات قيس أمره علم أنه كان عند مقتله قد تجاوز هذا المقدار من السنين.
( يقال أن سنه كانت إحدى و أربعون سنة)

*******
عن محمد بن إسحاق قال:

قال كعب بن مالك يرثى جعفر بن أبى طالب:


هدت العيون ودمع عينك يهمل
سحا كما وكف الطباب المخضل(6)

و كأنما بين الجوانح و الحشا
مما تأوينى شهاب مدخل(7)

و جداً على النفر الذين تتابعوا
يوماً بمؤتة أٌسندوا لم يُنقلوا

صلى الإله عليهم من فتية
وسقى عظامهم الغمام المسبل(8)

صبروا بمؤتة للإله نفوسهم
عند الحِمام حفيظةً أن ينكُلُوا(9)

إذ يهتدون بجعفر و لوائه
قدام أولهم و نعم الأول

حتى تفرقت الصفوف و جعفر
حيث التقى وعث الصفوف مجدل(10)

فتغير القمر المنير لفقده
والشمس قد كسفت و كادت تأفل(11)

قوم بهم نصر الإله عباده
و عليهم نزل الكتاب المنزل

و يهديهم رضى الإله لخلقه
و بحدهم نصر النبى المرسل(12)

بيض الوجوه ترى بطون أكفهم
تندى إذا اعتذر الزمان الممحل(13)


**********

عن أبى هريرة قال : ما ركب احد المطايا ولا ركب الكور(14) ، ولا انتعل ولا احتذى النعال أحد بعد رسول الله صلى الله عليه و آله أفضل من جعفر بن ابى طالب.


عن أبى سعيد الخدرى قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله :
خير الناس حمزة ، و جعفر و على . عليهم السلام.

عن أبى هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله:
رأيت جعفرا ملكا يطير فى الجنة مع الملائكة بجناحين
عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خلق الناس من أشجار شتى، و خلقت انا و جعفر من طينة واحدة.

عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر:
أنت أشبهت خلقى و خلقى.


[hr]


(1) شاط الرجل : أى سال دمه فهلك
(2) عقر الفرس أي قطع إحدى قوائمه (و المقصود أن سيدنا جعفر بن أبى طالب عقر الفرس حتى يثبت فى مكانه ولا يخرج من الميدان)
(3) الركية : البئر تحفر و الجمع ركى و ركايا
(4) القنوان : جمع قنو و هو العذق بما فيه من الرطب
(5) الشمراخ ما يكون فيه الرطب
(6) همل الدمع : سال ، و سحا : صبا ، و وكف :قطر ، طباب طمع طبابة و هى سير بين خرزتين فى المزادة فإن كان غير محكم وكف منه الماء، و المخضل: السائل الندى.
(7) المخل: النافذ إلى الداخل
(8) المسبل : الممطر
(9) الحمام : الموت ، و ينكلوا : يرجعوا هائبين لعدوهم
(10) الوعث : الرمل الذى تغيب فيه الأرجل ، و مجدل : مطروح على الجدالة و هى الأرض
(11) تأفل : تغيب
(12) وبحدهم : اى بشجاعتهم و إقدامهم
(13) الممحل: الشديد القحط
(14) الكور :الرحل بأداته
[hr]



يتبع بإذن الله
[hr]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2005 2:56 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
(2) محمد بن جعفر

و محمد بن جعفر بن أبى طالب لا تعرف كنيته

أمه أسماء بنت عميس بن معد
و أمها هند بنت عوف بن الحارث

و هند هذه التى هى ام أسماء بنت عميس التى قيل فيها:
الجرشية أكرم الناس أحماء. جرش من اليمن.
و ابنتها أسماء بنت عميس تزوجها جعفر بن أبى طالب ثم أبو بكر ثم أمير المؤمنين على بن ابى طالب.
و لبنتها الأخرى ميمونة أم المؤمنين زوجة النبى صلى الله عليه و آله.
و ابنتها الاخرى لبابة أم الفضل، أخت ميمونة، ام ولد العباس بن عبد المطلب.
و ابنتها الأخرى سلمى بنت عميس أم ولد حمزة بن عبد المطلب.

و أحماء هذه الجرشية: رسول الله صلى الله عليه و آله، و أمير المؤمنين على بن أبى طالب، والحمزة والعباس، وجعفر، وأبو بكر، و من احمائها أيضا الوليد بن المغيرة المخزومى فأم خالد بن الوليد: ام الفضل الكبرى بنت الحارث أخت أسماء لأمها.

و أسماء بنت عميس هى أم جميع ولد جعفر بن أبى طالب

و تزوجت الجرشية الحارث بن الجون بن بجير فولدت منه ميمونة زوجة النبى صلى الله عليه و آله، و أم الفضل أختها تزوجها العباس فولدت له عبد الله، و عبيد الله، و الفضل و معبدأً و قثم.

و ذكرها الحسن بن زيد بن الحسن بن على فقال:

كانت الجرشية أكرم الناس أحماء ، ذكر رسول الله صلى الله عليه و آله ، و عليا ، و حمزة، و جعفر ، و العباس ، و لم يذكر أبا بكر ، و كان فى مجلسه جماعة من ولده فرأى ذلك قد شق عليهم فقال : وأبو بكر بعد سكوت طويل .

و لما قتل عنها جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا. ثم توفى فخلف عليها على بن أبى طالب فولدت له يحيى بن على ، و توفى فى حياة أبيه ، ولا عقب له.


عن الضحاك بن عثمان قال:

خرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب فى كتيبة يقال لها الخضراء، و كان بإزائه محمد بن جعفر بن أبى طالب معه راية أمير المؤمنين على بن أبى طالب التى تسمى الجموح، و كانا فى عشرة آلاف، فأقتتلوا قتالاً شديداً.

قال : فلقد ألقى الله عز و جل عليهم الصبر، و رفع عنهم النصر ، فصاح عبيد الله حتى متى هذا الحذر؟ ابرز حتى أناجزك ، فبرز له محمد ، فتطاعنا حتى انكسرت رماحهما ، ثم تضاربا حتى انكسر سيف محمد ، و نشب سيف عبيد الله بن عمر فى الدرقة(1) ، فتعانقا و عض كل واحد منهما أنف صاحبه فوقعا عن فرسيهما ، و حمل أصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضاً ، حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى.

و غلب على عليه السلام على المعركة فأزال اهل الشام عنهما ، ووقف عليهما فقال اكشفوا هؤلاء القتلى عن ابن أخى فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما فإذا هما متعانقان ، فقال عليه السلام : أما والله لعن غير حب تعانقتما.

قال أبو الفرج:
هذه رواية الضحاك بن عثمان . و ما أعلم أحداً من أهل السيرة ذكر أن محمد بن جعفر قتيل عبيد الله بن عمر ، و لا سمعت لمحمد فى كتاب أحد منهم ذكر مقتل.

و قد حدثنى أحمد بن عيسى بن أبى موسى العجلى بخبر مقتل عبيد الله بن عمر فى كتاب صفين، قال: حدثنا أبى ، قال: عن زيد بن بدر ، قال :
خرج عبيد الله بن عمر فى كتيبته الرقطاء ، و هى الخضرية و كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر ، إذ مر الحسن بن على عليهما السلام فإذا هو برجل متوسد قتيل قد ركز رمحه فى عينه و ربط فرسه برجله فقال الحسن عليه السلام: أنظروا من هذا؟ فإذا الرجل من همدان ، و إذا القتيل عبيد الله قد قتله و بات عليه حتى اصبح ،ثم سلبه ثم اختلفوا فى قاتله فقالت همدان : قتله هانىء بن الخطاب ، و قالت حضرموت : قتله مالك بن عمرو التبعى ، و قالت بكر بن مائل قتله رجل من تيم الله بن ثعلبة يقال له مالك بن الصحصح من اهل البصرة ، و أخذ سيفه ذا الوشاح فبعث معاوية إليه حين بويع له و هو فى البصرة فأخذ منه السيف.

و كذلك روى عن جماعة من السيرة فى مقتل عبيد الله بن عمر او شبيه به و الله اعلم أى ذلك كان .
[hr]



(1)الدرقة: ترس يتخذ من جلود ليس فيها خشب ولا عقب

يتبع بإذن الله

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2005 3:03 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام
و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق و على آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

أما بعد ، يقول أبو الفرج الأصفهانى فى ذكر مقتل محمد بن جعفر بن أبى طالب:



(2) محمد بن جعفر

و محمد بن جعفر بن أبى طالب لا تعرف كنيته

أمه أسماء بنت عميس بن معد
و أمها هند بنت عوف بن الحارث

و هند هذه التى هى ام أسماء بنت عميس التى قيل فيها:
الجرشية أكرم الناس أحماء. جرش من اليمن.
و ابنتها أسماء بنت عميس تزوجها جعفر بن أبى طالب ثم أبو بكر ثم أمير المؤمنين على بن ابى طالب.
و لبنتها الأخرى ميمونة أم المؤمنين زوجة النبى صلى الله عليه و آله.
و ابنتها الاخرى لبابة أم الفضل، أخت ميمونة، ام ولد العباس بن عبد المطلب.
و ابنتها الأخرى سلمى بنت عميس أم ولد حمزة بن عبد المطلب.

و أحماء هذه الجرشية: رسول الله صلى الله عليه و آله، و أمير المؤمنين على بن أبى طالب، والحمزة والعباس، وجعفر، وأبو بكر، و من احمائها أيضا الوليد بن المغيرة المخزومى فأم خالد بن الوليد: ام الفضل الكبرى بنت الحارث أخت أسماء لأمها.

و أسماء بنت عميس هى أم جميع ولد جعفر بن أبى طالب

و تزوجت الجرشية الحارث بن الجون بن بجير فولدت منه ميمونة زوجة النبى صلى الله عليه و آله، و أم الفضل أختها تزوجها العباس فولدت له عبد الله، و عبيد الله، و الفضل و معبدأً و قثم.

و ذكرها الحسن بن زيد بن الحسن بن على فقال:

كانت الجرشية أكرم الناس أحماء ، ذكر رسول الله صلى الله عليه و آله ، و عليا ، و حمزة، و جعفر ، و العباس ، و لم يذكر أبا بكر ، و كان فى مجلسه جماعة من ولده فرأى ذلك قد شق عليهم فقال : وأبو بكر بعد سكوت طويل .

و لما قتل عنها جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا. ثم توفى فخلف عليها على بن أبى طالب فولدت له يحيى بن على ، و توفى فى حياة أبيه ، ولا عقب له.


عن الضحاك بن عثمان قال:

خرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب فى كتيبة يقال لها الخضراء، و كان بإزائه محمد بن جعفر بن أبى طالب معه راية أمير المؤمنين على بن أبى طالب التى تسمى الجموح، و كانا فى عشرة آلاف، فأقتتلوا قتالاً شديداً.

قال : فلقد ألقى الله عز و جل عليهم الصبر، و رفع عنهم النصر ، فصاح عبيد الله حتى متى هذا الحذر؟ ابرز حتى أناجزك ، فبرز له محمد ، فتطاعنا حتى انكسرت رماحهما ، ثم تضاربا حتى انكسر سيف محمد ، و نشب سيف عبيد الله بن عمر فى الدرقة(1) ، فتعانقا و عض كل واحد منهما أنف صاحبه فوقعا عن فرسيهما ، و حمل أصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضاً ، حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى.

و غلب على عليه السلام على المعركة فأزال اهل الشام عنهما ، ووقف عليهما فقال اكشفوا هؤلاء القتلى عن ابن أخى فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما فإذا هما متعانقان ، فقال عليه السلام : أما والله لعن غير حب تعانقتما.

قال أبو الفرج:
هذه رواية الضحاك بن عثمان . و ما أعلم أحداً من أهل السيرة ذكر أن محمد بن جعفر قتيل عبيد الله بن عمر ، و لا سمعت لمحمد فى كتاب أحد منهم ذكر مقتل.

و قد حدثنى أحمد بن عيسى بن أبى موسى العجلى بخبر مقتل عبيد الله بن عمر فى كتاب صفين، قال: حدثنا أبى ، قال: عن زيد بن بدر ، قال :
خرج عبيد الله بن عمر فى كتيبته الرقطاء ، و هى الخضرية و كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر ، إذ مر الحسن بن على عليهما السلام فإذا هو برجل متوسد قتيل قد ركز رمحه فى عينه و ربط فرسه برجله فقال الحسن عليه السلام: أنظروا من هذا؟ فإذا الرجل من همدان ، و إذا القتيل عبيد الله قد قتله و بات عليه حتى اصبح ،ثم سلبه ثم اختلفوا فى قاتله فقالت همدان : قتله هانىء بن الخطاب ، و قالت حضرموت : قتله مالك بن عمرو التبعى ، و قالت بكر بن مائل قتله رجل من تيم الله بن ثعلبة يقال له مالك بن الصحصح من اهل البصرة ، و أخذ سيفه ذا الوشاح فبعث معاوية إليه حين بويع له و هو فى البصرة فأخذ منه السيف.

و كذلك روى عن جماعة من السيرة فى مقتل عبيد الله بن عمر او شبيه به و الله اعلم أى ذلك كان .
[hr]



(1)الدرقة: ترس يتخذ من جلود ليس فيها خشب ولا عقب

يتبع بإذن الله

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2005 3:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام

والصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق وعلى آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

و صلوات الله البر الرحيم و الملائكة المقربين و النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و ما سبح من شئ لله رب العالمين على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين و سيد المرسلين و إمام المتقين و رسول رب العالمين الشاهد البشير السراج المنير عليه السلام

أما بعد،

يقول أبو الفرج الأصفهانى فى ذكر سيدنا على ابن أبى طالب و مقتله:



(3)على بن أبى طالب

وأمير المؤمنين على بن أبى طالب و يكنى أبا الحسن و أبا الحسين. و روى عنه عليه السلام انه قال: كان الحسن فى حياة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يدعونى أبا الحسين.وكان الحسين يدعونى أبا الحسن و يدعوان رسول الله صلى الله عليه و آله أباهما ،فلما توفى رسول الله صلى الله عليه و آله دعوانى بأبيهما.

و كانت فاطمة بنت أسد أمه رحمة الله عليها لما ولدته سمته حيدرة ، فغير أبو طالب اسمه و سماه علياً .

و قيل إن ذلك اسم كانت قريش تسميه به.

و القول الأول أصح. و يدل عليه خبره يوم خيبر و قد برز إليه مرحب اليهودى و هو يقول :

[align=center]قد علمت خيبر أنى مرحب ***** شاكى السلاح بطل مجرب[/align]
[align=center] إذا الحروب أقبلت تلهب[/align]

فبرز له على عليه السلام و هو يقول:

[align=center]أنا الذى سمتنى أمى حيدرة ***** كليث غاب فى عريق قسوره[/align]
[align=center]أكيلكم بالصاع كيل السندره(1)[/align]

ذكر سهل بن سعد الساعدى أن رسول الله صلى الله عليه و آله كناه أبا تراب و كانت أحب ما يكنى به إليه. و كانت بنو أمية دعت سهلا إلى أن يسبه على المنبر.

عن سهل بن سعد قال:
كان بين على و فاطمة شىء فجاء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يلتمس علياً فلم يجده، فقال لفاطمة: أين هو؟ قالت: كان بينى و بينه شىء فخرج من عندى و هو غضبان، فالتمسه رسول الله صلى الله عليه و آله فوجده فى المسجد راقداً و قد زال رداؤه عنه و أصابه التراب، فأيقظه رسول الله صلى الله عليه و آله وجعل يمسح التراب عن ظهره و قال له: اجلس فإنما أنت أبو تراب. و كنا نمدح علياً إذا قلنا له أبو تراب.

عن سهل بن سعد الساعدى: إن كان لأحب أسماء على إليه أبو تراب، و إن كان ليفرح أن يدعى بها، و ما سماه بذلك إلا رسول الله صلى الله عليه و آله.

و كان رسول الله صلى الله عليه و آله أخذ عليا من أبيه و هو صغير فى سنة أصابت قريشا و قحط نالهم، و أخذ العباس طالباً ليكفوا أباهم مؤنتهم و يخففوا عنه ثقلهم، و أخذ أبو طالب عقيلاً لميله كان إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: اخترت من اختار الله لى عليكم عليا.

و كانت سنه يوم اسلم إحدى عشرة سنة على أصح ما ورد من الأخبار فى إسلامه، و قد قيل ثلاثة عشر سنة، و قيل سبع سنين. و الثابت إحدى عشر سنة، لأن رسول الله صلى الله عليه و آله بعث و هذه سنوه فأقام معه بمكة ثلاث عشرة, و بالمدينة عشراً. و عاش بعد رسول الله صلى الله عليه و آله ثلاثين سنة تنقص شهوراً. و قال فى خطبته التى حدثنى بها العباس بن على النسائى و غيره، عن أبى صادق: انه عليه السلام خطب الناس و قد بلغه خبر غارة الغامدى على الأنبار فقال فى خطبته: لقد قالت قريش إن ابن أبى طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب، ويحهم و هل فيهم أشد مراساً لها منى ! والله لقد دخلت فيها و أنا ابن عشرين سنة و أنا الآن قد نيفت على الستين، و لكن لا رأى لمن لا يطاع.




و كان عليه السلام أسمر مربوعاً و هو إلى القصر أقرب عظيم البطن دقيق الأصابع غليظ الذراعين، حمش الساقين(2)، فى عينيه لين، عظيم اللحية، اصلع ناتئ الجبهة

قال أبو الفرج: و صفته هذه وردت بها الروايات متفرقة فجمعتها، و اتم ما ورد فيها من الأخبار حديث حدثنى به أحمد بن الجعد عن داود بن عبد الجبار عن أبى إسحاق، قال:
أدخلنى أبى المسجد يوم الجمعة فرفعنى فرأيت علياً يخطب على المنبر شيخاً أصلع ناتئ الجبهة عريض ما بين المنكبين له لحية قد ملأت صدره فى عينه اطرغشاش، قال داود يعنى ليناً فى العين. قال فقلت لأبى: من هذا يا أبه؟ فقال هذا على بن أبى طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله و أخو رسول الله ووصى رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله و رضوانه و سلامه عليه.

قال أبو الفرج: و قد أتينا على صدر من أخباره فيه مقنع. و فضائله عليه السلام اكثر من أن تحصى، و القليل منها لا موقع له فى مثل هذا الكتاب، و الإكثار يخرجنا عما شرطناه من الاختصار،و إنما ننبه على من خمل عند بعض الناس ذكره أو لم يشع فيهم فضله. فأمير المؤمنين عليه السلام بإجماع المخالف و الممالى، و المضاد و الموالى، على ما لا يمكن غمطه ولا ينساغ ستره من فضائله المشهورة فى العامة لا المكتوبة عند الخاصة تغنى عن تفضيله بقول الاستشهاد عليه برواية.

[hr]

(1) السندره : مكيال كبير

(2) حمش الساقين : دقيقهما



تبع بإذن الله تعالى

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 24, 2005 9:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الملك الحق المبين
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه

والصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق وعلى آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

و صلوات الله و سلامه على الحبيب الهادى و على آله الطيبين الطاهرين

أما بعد ،

فبعون الله تعالى نستكمل ماعرض من مقاتل الطالبيين فى ذكر مقتل سيدنا على ابن أبى طالب(عليه السلام):

[align=center](تابع )[/align]


(3) على بن أبى طالب


ثم نعود إلى ذكر خبر مقتله و السبب فيه

اجتمع بمكة نفر من الخوارج فتذاكروا أمر المسلمين فعابوهم و عابوا أعمالهم عليهم و ذكروا أهل النهروان و ترحموا عليهم و قال بعضهم لبعض فلو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال و طلبنا غرتهم فأرحنا منهم العباد و البلاد و ثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان ، فتعاقدوا على ذلك عند إنقضاء الحج ، فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله أنا أكفيكم علياً، وقال أحد الآخرين: أنا أكفيكم معاوية، وقال الثالث: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاقدوا و تواثقوا على الوفاء ألا ينكل واحد منهم عن صاحبه الذى يتوجه إليه ولا عن قتله و اتعدوا لشهر رمضان فى الليلة التى قتل فيها ابن ملجم علياً عليه سلام.

قال أبو زهير العبسى :الرجلان الآخران، البرك بن عبد الله التميمى و هو صاحب معاوية، و الآخر عمرو بن بكر التميمى و هو صاحب عمرو بن العاص.

فأما صاحب معاوية فإنه قصده فلما وقعت عينه عليه ضربه فوقعت ضربته فى إليته، وأخذ، فجاء الطبيب إليه فنظر إلى الضربة، فقال : إن السيف مسموم فاختر إما أن أحمى لك حديدة فأجعلها فى الضربة فتبرأ و إما أن أسقيك دواء فتبرأ و ينقطع نسلك. قال أما النار فلا أطيقها، و أما النسل ففى يزيد و عبد الله ما يقر عينى و حسبى بهما، فسقاه الدواء، فعوفى و عالج جرحه حتى التأم و لم يولد له بعد ذلك.

قال أبو زهير العبسى: و قال له البرك بن عبد الله إن لك عندى بشارة، قال: وما هى؟ فأخبره بخبر صاحبيه، و قال له: إن علياً يقتل فى هذه اليلة فاحبسنى عندك فإن قتل فأنت ولى ما تراه فى أمرى، و إن لم يقتل أعطيتك العهود و المواثيق أن أمضى فأقتله ثم اعود إليك فأضع يدى فى يدك حتى تحكم بما تراه، فحبسه عنده ، فلما أتاه أن علياً قد قتل خلى سبيله.

و قال غيره من الرواة بل قتله من وقته.


قال أبو زهير العبسى: و أما صاحب عمرو بن العاص فإنه وافاه فى تلك الليلة و قد وجد علة فأخذ دواء، و استخلف رجلاً يصلى بالناس يقال له خارجة بن أبى حبيبة أحد بنى عامر بن لؤى، فخرج للصلاة و شد عليه عمرو بن بكر فضربه بسيفه فأثبته، و أخذ الرجل فأتى به عمرو بن العاص فقتله، و دخل من غد إلى خارجة و هو يجود بنفسه فقال له: أما والله أبا عبد الله ما أراد غيرك، قال عمرو: و لكن الله أراد خارجة.

رجع الحديث إلى خبر ابن ملجم لعنه الله. فعن أبى طفيل قال:

جمع أمير المؤمنين على الناس للبيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم فرده مرتين أو ثلاثاً ثم بايعه، فقال له على: ما يحبس أشقاها؟ فوالذى نفسى بيده لتخضبن هذه من هذه، ثم قال:

[align=center]أشدد حيازيمك للمو ***** ت فإن الموت لاقيك
ولا تجزع من المو ***** ت إذا حل بواديك[/align]

و روى غيره أن عليا أعطى الناس فلما بلغ إلى ابن ملجم قال:

[align=center]أريد حياته و يريد قتلى ***** عذيرك من خليلك من مراد[/align]


و عن زهير بن العبسى قال:
كان ابن ملجم من مراد و عداده فى كندة فأقبل حتى قدم الكوفة فلقى بها أصحابه و كتمهم أمره و طوى عنهم ما تعاقد هو و أصحابه عليه بمكة من قتل أمراء المسلمين مخافة أن ينشر منه شئ و أنه زار من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت الأخضر بن شجنة من تيم الرباب، و كان على قتل أباها و أخاها بالنهروان، و كانت من أجمل نساء أهل زمانها، فلما رآها بن ملجم لعنه الله شغف بها و اشتد إعجابه، فخبر خبرها فخطبها فقالت له: ما الذى تسمى لى من الصداق فقال لها؟ احتكمى ما بدا لك. فقالت : انا محتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفاً و خادماً و قتل على بن أبى طالب، فقال لها: لك جميع ما سألت، فأما قتل على فأنى لى بذلك؟ فقالت: تلتمس غرته فإن أنت قتلته شفيت نفسى و هنأك العيش معى، و إن قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا، قال لها: أما والله أقدمنى هذا المصر و قد كنت هارباً منه لا آمن مع اهله إلا ما سألتنى من قتل على، إلا ما سألتنى من قتل على، فلك ما سألت ، قالت له: فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك و يقويك، ثم بعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب فخبرته الخبر و سألته معونة ابن ملجم لعنه الله، فتحمل ذلك لها ، و خرج ابن ملجم فأتى رجلاً من أشجع يقال له شبيب بن بجرة فقال له: يا شبيب، هل فى شرف الدنيا و الآخرة؟ قال: وما هو، قال تساعدنى على قتل على بن أبى طالب، و كان شبيب على رأى الخوارج، فقال له: يا بن ملجم هبلتك الهبول. لقد جئت شيئاً إداً، و كيف تقدر على ذلك؟ قال له ابن ملجم: نكمن له فى المسجد الأعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به فقتلناه، فإذا نحن قتلناه شفينا انفسنا و أدركنا ثأرنا، فلم يزل به حتى أجابه، فأقبل معه حتى دخل على قطام و هى معتكفة فى المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبة، فقالا لها. قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل

قالت لهما: فإذا أردتما ذلك فألقيانى فى هذا الموضع. فانصرفا من عندها فلبثا أياماً. ثم أتياها ليلة الجمعة لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة اربعين.
(وقال عبد الرحمن السلمى انها كانت ليلة سبع عشرة خلت من شهر رمضان، و هو أصح )
فقال لها ابن ملجم: هذه الليلة التى واعدت فيها صاحبى وواعدانى أن يقتل كل واحد منا صاحبه الذى يتوجه إليه. فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم ، و تقلدوا سيفهم ، و مضوا فجلسوا مما يلى السدة التى كان يخرج منها أمير المؤمنين إلى الصلاة.

عن الأسود و الاجلج ان ابن ملجم أتى إلى الأشعث بن قيس- لعنهما الله- فى الليلة التى اراد فيها بعلى ما أراد، و الأشعث فى بعض نواحى المسجد. فسمع حجر بن عدى الأشعث يقول لابن ملجم – لعنه الله – النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فقال له حجر: قتلته يا أعور. و خرج مبادراً إلى على و أسرج دابته و سبقه ابن ملجم-لعنه الله- فضرب عليا.و أقبل حجر و الناس يقولون:


[twh]قتل أمير المؤمنين.[/twh]




حسبنا الله و نعم الوكيل

يتبع بإذن الله

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 31, 2005 12:45 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام

والصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق وعلى آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

و صلوات الله البر الرحيم و الملائكة المقربين و النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و ما سبح من شئ لله رب العالمين على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين و سيد المرسلين و إمام المتقين و رسول رب العالمين الشاهد البشير السراج المنير عليه السلام



أما بعد،

نستكمل بعون الله تعالى ذكر مقتل سيدنا على بن أبى طالب


و مما سبق رأينا ان عبد الرحمن بن ملجم تصدى لقتل سيدنا على بن أبى طالب عليه السلام

و انطلق إلى الكوفة حيث لقى بعض اصحابه و ولقي معهم امرأة من تيم الرباب اسمها قطام وقد قتل أبوها وأخوها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فلما رآها أخذت قلبه فخطبها
فاشترطت فقالت له لا أتزوجك حتى تشتفي لي فقال وما تريدين قالت ثلاثة آلاف وعبدا وقينة وقتل علي فقال أما قتل علي فما أراك ذكرتيه وأنت تريدينني قالت بلي التمس غرته فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير

و استطاع ابن ملجم أن يضم إليه رجلاً من أشجع يقال له شبيب بن بجرة ليعينه على قتل سيدنا على بن أبى طالب عليه السلام ،ثم لقى الأشعث بن قيس فى المسجد الأعظم وأخبره بما أراد ثم لبث حتى خرج سيدنا على بن ابى طالب وكان حجر بن عدى فى المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم –لعنهما الله- "النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح" و خرج مبادراً إلى على و أسرج دابته و سبقه ابن ملجم –لعنه الله- فضرب علياً
و عندما أقبل حجر بن عدى سمع الناس يقولون : " قتل أمير المؤمنين"


وصف مقتل سيدنا على عليه السلام

عن عبد الله بن محمد الأزدى قال:

"إنى لأصلى تلك الليلة فى المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون فى ذلك الشهر من أول الليل إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريباً من السدة قياماً و قعوداً، و ركوعاً و سجوداً، ما يسأمون، إذ خرج على لصلاة الفجر. فأقبل ينادى الصلاة الصلاة، فما أدرى أنادى أم رأيت بريق السيف؟ و سمعت قائلاً يقول الحكم لله يا على لا لك ولا لأصحابك، ثم رأيت بريق سيف آخر ثانياً و سمعت علياً يقول: لا يفوتنكم هذا الرجل.
و شد الناس على ابن ملجم من كل ناحية حتى أخذوه.
ثم ادخل بن ملجم لعنه الله على على،و دخلت عليه فيمن دخل ، فسمعت علياً يقول : " النفس بالنفس إن أنا مت فاقتلوه كما قتلنى،وإن سلمت رأيت فيه رأيى"

فقال ابن ملجم – لعنه الله –:"و الله لقد ابتعته بألف، و سممته بألف، فإن خاننى فأبعده الله عنى."

و نادته ام كلثوم:" يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين "

قال:" إنما قتلت أباك "

قالت: " يا عدو الله. إنى لأرجو أن لا يكون عليه بأس"

قال لها: "فأراك إنما تبكين علياً. إذاً والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم. "

و أخرج ابن ملجم – لعنه الله – و هو يقول:

و نحن ضربنا يابنة الخير إذا طغى...........أبا حسن مأمومة فتقطرا
و نحن خلعنا ملكه عن نظامه..........بضربة سيف إذ علا و تجبرا
و نحن كرام فى الصباح أعزة..........إذا المرء بالموت ارتدى و تأزرا

و قيل أن الناس حين انصرفوا من صلاة الصبح أتوا بابن ملجم لعنه الله ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع و هم يقولون: يا عدو الله ماذا فعلت ؟ أهلكت أمة محمد صلى الله عليه و آله، و قتلت خير الناس. و ابن ملجم صامت ما ينطق.

و جمع أطباء الكوفة ليداووا عليا فلم يكن منهم احد اعلم بجرحه من أثير بن عمرو السكونى.

و لما نظر إلى جرح أمير المؤمنين – عليه السلام- دعا برئة شاة حارة و استخرج عرقاً منها، فأدخله فى الجرح ثم استخرجه فإذا عليه بياض الدماغ فقال له: يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك .
فدعا علي عند ذلك بصحيفة و دواة و كتب وصيته.




يتبع بإذن الله تعالى

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 31, 2005 10:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام

والصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق وعلى آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

و بعد،
فبعون الله تعالى نقدم ذكر وصية سيدنا على ابن ابى طالب-عليه السلام- وبعض الأحداث المتعلقة بوفاته



وصية سيدنا على بن أبى طالب

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]

هذا ما أوصى به أمير المؤمنين على بن أبى طالب. أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أن محمداً عبده و رسوله، أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون، صلوات الله عليه.
( إن صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين)

[سورة الأنعام 162،163]

أوصيك يا حسن و جميع ولدى و اهل بيتى و من بلغه كتابى هذا بتقوى الله ربنا و لا تموتن إلا و انتم مسلمون، وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا فإنى سمعت رسول الله يقول : إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام، و إن المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
[الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر]

انظروا إلى ذوى أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب . الله الله فى الأيتام فلا تغيرن أفواههم بجفوتكم، و الله الله فى جيرانكم فإنها وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم.

و الله الله فى القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، و الله الله فى الصلاة فإنها عماد دينكم.

و الله الله فى بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا وإنه إن خلا منكم لم تنظروا.

و الله الله فى صيام شهر رمضان فإنه جنة من النار، و الله الله فى الجهاد فى سبيل الله بأموالكم و أنفسكم.

و الله الله فى زكاة أموالكم فإنها تطفىء غضب ربكم.

و الله الله فى أمة نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم. و الله الله فى أصحاب نبيكم فإن رسول الله صلى الله عليه و آله أوصى بهم.

و الله الله فى الفقراء و المساكين فأشركوهم فى معايشكم، و الله الله فيما ملكت أيمانكم فإنها كانت آخر وصية رسول الله صلى الله عليه و آله إذ قال: أوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم.

ثم قال: الصلاة الصلاة. لا تخافوا فى الله لومة لائم فإنه يكفيكم من بغى عليكم و أرادكم بسوء قولوا للناس حسناً كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، فيولى الأمر عنكم و تدعون فلا يستجاب لكم.

عليكم بالتواضع و التباذل و التبار، و إياكم و التقاطع و التفرق و التدابر {و تعاونوا على البر و التقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا الله إن الله شديد العقاب}

[سورة المائدة 2]

حفظكم الله من أهل بيت، و حفظ فيكم نبيه ، استودعكم الله خير مستودع و أقرأ عليكم سلام الله و رحمته.

و توفى أمير المؤمنين و هو ابن أربع و ستين سنة، سنة أربعين فى ليلة الأحد لإحدى و عشرين ليلة مضت من شهر رمضان، وولى غسله ابنه الحسن ابن على و عبد الله بن العباس، و كفن فى ثلاثة أثواب ليس فيها قميص. و صلى عليه ابنه الحسن و كبر خمس تكبيرات، و دفن فى الرحبة مما يلى أبواب كندة عند صلاة الصبح.

و دعا الحسن بعد دفنه بابن ملجم-لعنه الله- فأتى به فأمر بضرب عنقه،
فقال له إن رأيت أن تأخذ على العهود ان أرجع إلك حتى أضع يدى فى يدك بعد أن أمضى إلى الشام فأنظر ما صنع صاحبى بمعاوية فإن كان قتله و إلا قتلته ثم أعود إليك تحكم فى بحكمك.

فقال له الحسن: هيهات، و الله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار، ثم ضرب عنقه فاستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته منه فوهبها لها فأحرقتها بالنار.

و قالت أم الهيثم بنت الأسود ترثى أمير المؤمنين على بن أبى طالب – عليه السلام -:


[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ألا يا عين ويحك فأسعدينا=ألا نبكى أمير المؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا=و خيسها و من ركب السفينة
و من لبس النعال و من حذاها=ومن قرأ المثانى و المثينا
و كنا قبل مقتله بخير=نرى مولى رسول الله فينا

[/poet]

ومما قيل أيضاً فى رثاء سيدنا على بن أبى طالب – عليه السلام -:

[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا قبر سيدنا المجن له=صلى الإله عليك يا قبر
ما ضر قبراً أنت ساكنه=أن لا يحل بأرضه القطر
فليندين سماح كفك فى الثرى=و ليورقن بجانبك الصخر
والله لو بك لم أدع أحداً=إلا قتلت، لفاتنى الوتر

[/poet]

[hr]

سلام الله عليك يا سيدى
سلام الله عليك يا حبيب الله
سلام الله عليك يا حبيب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)

و حسبنا الله و نعم الوكيل فيمن قست قلوبهم و امتدت أيديهم بالأذى لسيدنا على بن أبى طالب

عميت بصائرهم فآذوا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم
فقد قال صلى الله عليه و آله و سلم :"من آذى علياً فقد آذانى"


عميت بصائرهم فأبغضوا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
قال صلى الله عليه و آله و سلم: " من أحب علياً فقد أحبنى، و من أبغضه فقد أبغضنى"


عميت بصائرهم و ظنوا- بل أنهم ادعوا- أنهم يبتغون وجه الله فى حين أنهم صاروا محل لسخط الله و لعنته
فلم ينتبهوا لقوله صلى الله عليه و آله و سلم:" من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله"
و قوله صلوات الله و سلامه عليه و على آله يوم خيبر: " لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله"



وحادثة مقتل سيدنا على بن أبى طالب من الحلقات الأولى لصراع الخوارج مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

وهذه الحادثة لها العديد من الدلالات التى امتدت منذ وقتها و حتى عصرنا هذا


فمن هم قتلة سيدنا على بن أبى طالب؟

هم الخوارج و الخوارج هم اثنا عشر ألفا من القراء اعتزلوا سيدنا على بن أبى طالب بعد عودته إلى الكوفة و ذلك عقب واقعة التحكيم

هم الذين اتهموا سيدنا على بن أبى طالب بالضلال

هم الذين أقاموا الأحكام على المسلمين و سفكوا الدماء و قتلوا النساء حتى أنهم قتلوا سيدنا عبد الله بن خباب وبقروا بطن إمرأته و عبد الله بن خباب هو من صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم

هم الذين حاربهم سيدنا على بن أبى طالب عند النهروان ثم قتلوه ثأراً لمن قتل منهم فى هذا اليوم

هم المتنطعون المتشددون

هم من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: {يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق}

و رغم أنهم من القراء، إلا أن قلوبهم احتوت على ضغينة لآل بيت رسول الله ضغينة أغشت قلوبهم و أنزلت بها القسوة حتى ظنوا أن لهم أن يتهموا سيدنا على بالضلال بل و قتله عليه السلام
و هو من قال فيه رسول الله صلوات الله و سلامه عليه و على آله:" أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى"


و السؤال هل هناك علاقة بين التيارات الإسلامية المتشددة ومتنطعوا هذا الزمن و بين الخوارج
و الإجابة تظهر واضحة جلية حين ننظر فى حال هذه التيارات و عقائدها

فهذه التيارات بنت مذاهبها على أفكار ابن تيمية و الذى أخطاء فى حق سيدنا على فى أكثر من موضع كما رأينا فى كتاب "أخطاء ابن تيمية فى حق سيدنا رسول الله و آل بيته"

هذه التيارات صارت تصدر أحكام التبديع و التكفير على الأمة

فالوهابية و المتمسلفة لم تدع على جهدها جهداً فى نشر أفكار ابن تيمية و تبديع زيارة آل البيت بل و التنقيص من زيارة سيدنا رسول الله صلى الله على آله و سلم و غير ذلك مما نسمعه و نقرأه من أخبار فتاويهم
و كذلك التيارات المتشددة التى نبعت من الوهابية سلكت نفس المسلك

الأمر واضح لمن كان له قلب و بصيرة
بلا شك فإن أعضاء هذه التيارات هم خوارج هذا الزمان
و ليس الأعضاء و حدهم
بل كل مبارك لأفعالهم
كل تابع لافكارهم
كل من لا يعارض مبادئهم

و للأسف لم يعوا الدرس رغم مرور الزمن
لم يدركوا قدر سيدنا على بن أبى طالب و بالتالى لم يدركوا معنى حادثة مقتله


فمقتل سيدنا على هو تحذير من المتنطعين و كشف لحقيقة نواياهم


هو عند المحبين لرسول الله و آل بيته ذكرى حزينة على ما أصاب ولى رسول الله من أذى

و عند الخوارج ذكرى خزى و كشف لستارهم


فانظر فى أى موضع تقف


[twh][align=center]قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) لعلى -عليه السلام:
"لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق"[/align]
[/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 12, 2005 3:53 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام
و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق و على آله و أصحابه النجباء البررة الكرام

وبعد،

أيها الأخوة الأحباب نعرض اليوم لذكر مقتل سيدنا الحسن بن على بن أبى طالب –عليهما السلام- من كتاب مقاتل الطالبيين
ونستهل بعون الله تعالى بذكر خبر سيدنا الحسن و توليه الخلافة





[align=center]الحسن بن على[/align]

[poet font="Traditional Arabic,5,chocolate,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وأبو محمد الذى بكماله = جمع القلوب بحلمه المدرار
و تراه بدراً فى الو جود له الرضا = يسمو بنسبته مدى الأعصار
نال الشهادة و الكرامة و الرضا = و لدى البقيع تراه فى إكبار
هو مصلح الجيشين بشر جده = بالصلح منه يزيل للإعسار

[/poet]
هو الحسن بن على بن أبى طالب – عليهما السلام – و يكنى أبا محمد
و أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ، و كانت فاطمة تكنى أم أبيها
و أمها خديجة ، تكنى أم هند بنت خويلد بن أسد

و كان مولد الحسن فى سنة ثلاث من الهجرة.
و كانت وفاته-عليه السلام- بعد عشر سنين خلت من إمارة معاوية، وذلك فى سنة خمسين من الهجرة

و كان فى لسان الحسن بن على رتة [عجمة في الكلام ] أتته من قبل عمه موسى بن عمران-عليه السلام-




ذكر الخبر فى بيعته بعد وفاة أمير المؤمنين على
((و تسلبمه الأمر إلى معاوية و السبب فى و فاته))



خطب الحسن بن على بعد وفاة أمير المؤمنين على عليه السلام ، فقال:

"لقد قبض فى هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون بعمل ، و لقد كان

يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه و آله فيقيه بنفسه ، و لقد كان يوجهه برايته فيكتنفه جبريل

عن يمينه ، و ميكائيل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه، و لقد توفى فى هذه الليلة

التى عرج فيها بعيسى بن مريم ، ولقد توفى فيها يوشع بن نون وصى موسى ، و ما خلف صفراء

و لا بيضاء إلا سبعمائة درهم بقيت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله."



ثم خنقته العبرة ، فبكى و بكى الناس معه



ثم قال : " أيها الناس ، من عرفنى فقد عرفنى، و من لم يعرفنى فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه و آله و سلم ،
أنا ابن البشير ،
أنا ابن النذير ،
أنا ابن الداعى إلى الله عز و جل بإذنه ،
و أنا ابن السراج المنير،
و أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً ، و الذين افترض الله مودتهم
فى كتابه إذ يقول : ( و من يقترف حسنة نزد له فيها حسناً ) . فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت."

ثم قام ابن العباس بين يديه ، فدعا الناس إلى بيعته ، فاستجابوا له ، و قالوا : ما أحبه إلينا و أحقه بالخلافة فبايعوه.

ثم نزل عن المنبر.



يتبع بإذن الله تعالى

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 02, 2005 4:02 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام

و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق و على آله الطيبين الطاهرين الأبرار

أما بعد ، بعون الله تعالى نستكمل ما جاء فى كتاب مقاتل الطالبيين فى ذكر مقتل مولانا الحسن عليه السلام




[align=center](4) الحسن بن على[/align]


يقول أبو الفرج الاصفهانى:

و دس معاوية رجلا من بنى حمير إلى الكوفة و رجلا من بنى القين إلى البصرة يكتبان إليه الأخبار ، و دل عليهما فأخذا و قتلا

و كتب الحسن إلى معاوية:
يعيب عليه فعلته من دس الرجال إليه و على شماتته فى مقتل على بن أبى طالب

و رد معاوية برسالة إلى الحسن نافيا الشماتة فى مقتل على بن أبى طالب


و كذلك كتب عبدالله بن العباس من البصرة إلى معاوية مؤنباً له على دسه الرجال و شماتته فى مقتل على بن أبى طالب

و رد معاوية أيضا على عبد الله بن العباس نافيا دس الرجال و الشماتة فى مقتل على بن أبى طالب

قال أبو الفرج:

وكان اول شىء فعله الحسن أنه زاد المقاتلة مائة مائة ، و قد كان على فعل ذلك يوم الجمل، و الحسن فعله على حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء من بعد ذلك.


و كتب الحسن إلى معاوية برسالة يذكره فيها بفضل سيدنا محمداً صلى الله عليه و آله و سلم ، و بأن العرب رأت ان قريشاً أولى بالأمر من بعده و سلمت لهم أمر الخلافة من بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
وجاء فيها:
" فلما توفى صلى الله عليه و آله تنازعت سلطانه العرب فقالت قريش: نحن قبيلته و أسرته و أولياؤه، و لا يحل لكم أن تنازعوا سلطان محمد فى الناس و حقه، فرأت العرب أن القول كما قالت قريش، و ان الحجة لهم فى ذلك على من نازعهم أمر محمد-صلى الله عليه و آله- فأنعمت [قالت لهم نعم] لهم العرب و سلمت ذلك، ثم حاججنا نحن قريشاً بمثل ما حاجت به العرب ، فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها،
إنهم اخذوا هذا الأمر دون العرب بالإنتصاف و الإحتجاج فلما صرنا أهل بيت محمد و أوليائه إلى محاجتهم ، و طلب النصف منهم باعدونا، و استولوا بالاجتماع على ظلمنا و مراغمتنا، و العنت منهم لنا، فالموعد الله، و هو الولى النصير

و قد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا فى حقنا، و سلطان نبينا صلى الله عليه و آله و إن كانوا ذوى فضيلة و سابقة فى الإسلام ، فامسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون و الأحزاب بذلك مغمزاً يثلمونه به، أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده، فاليوم فليعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على أمر لست من اهله، لا بفضل فى الدين معروف، ولا أثر فى الإسلام محمود، و انت ابن حزب من الأحزاب، و ابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه و آله، و لكن الله خيبك و سترد فتعلم لمن عقبى الدار، تااه لتلقين عن قليل ربك، ثم ليجزينك بما قدمت يداك، و ما الله بظلام للعبيد.

إن علياً -رضوان الله عليه – لما مضى إلى لسبيله- رحمه الله – يوم قبض، و يوم من الله عليه بالإسلام ، و يوم يبعث حياً – و لانى المسلمون الأمر من بعده، فأسأل الله أن لا يزيدنا فى الدنيا الزائلة شيئاً ينقصنا به فى الآخرة مما عنده من كرامته، و إنما حملنى على الكتاب إليك اللإعذار فيما بينى و بين الله سبحانه و تعالى فى أمرك، و لك فى ذلك إن فعلت الحظ الجسيم، و للمسلمين فيه صلاح، فدع التمادى فى الباطل و أدخل فيما دخل الناس فيه من بيعتى ، فإنك تعلم أنى احق بهذا الأمر منك عند الله و عند كل أواب حفيظ، و من له قلب منيب، و اتق الله، و دع البغى، و احقن دماء المسلمين، فوالله ما لك من خير فى أن تلقى الله من دمائهم بأكثر مما أنت لاقيه به، فادخل فى السلم و الطاعة، ولا تنازع الامر أهله، و من هو احق به منك، ليطفئ الله النائرة [العداوة و البغضاء] بذلك ، و تجمع الكلمة، و تصلح ذات البين، و إن انت أبيت إلا التمادى فى غيك نهدت [ارتفعت] إليك بالمسلمين ، فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين"
فكتب إليه معاوية برسالة ذكر فيها أنه يقر بما لرسول الله صلى الله عليه و آله من الفضل
و جاء فيها:
" و ذكرت يوم وفاة النبى صلى الله عليه و آله و سلم ، و تنازع المسلمين من بعده، فرأيتك صرحت بتهمة أبى بكر الصديق ، و عمر الفاروق ، و أبى عبيدة الأمين ، و حوارى الرسول صلى الله عليه و آله ، و صلحاء المهاجرين و الأنصار ، فكرهت ذلك لك، فإنك امرؤ عندنا و عند الناس غير ظنين ، ولا المسىء ولا اللئيم، و أنا أحب لك القول السديد و الذكر الجميل.

إن هذه الأمة لما اختلفت بعد نبيها لم تجهل فضلكم، ولا سابقتكم ولا قرابتكم من النبى، ولا مكانتكم فى الإسلام و أهله، فرأت الأمة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانها من نبيها، و رأى صلحاء الناس من قريش و الأنصار و غيرهم من سائر الناس و عامتهم أن يولوا هذا الأمر من قريش أقدمها إسلاما و أعلمها بالله و أحبها له و أقواها على أمر الله، و اختاروا أبا بكر، و كان ذلك رأى ذوى الحجى و الدين و الفضيلة و الناظرين للأمة، فأوقع ذلك فى صدوركم لهم التهمة، و لم يكونوا بمتهمين، ولا فيما أتوا بمخطئين، و لو رأى المسلمون فيكم من يغنى غناءه أو يقوم مقامه، أو يذب عن حريم المسلمين ذبه، ما عدلوا بذلك الأمر إلى غيره رغبة عنه، و لكنهم عملوا فى ذلك بما رأوه صلاحاً للإسلام و أهله، فالله يجزيهم عن الإسلام و أهله خيراً.

و قد فهمت الذى دعوتنى إليه من الصلح، و الحال فيما بينى و بينك اليوم مثل الحال التى كنتم عليها انتم و أبوبكر
بعد النبى صلى الله عليه و آله، و لو علمت أنك أضبط منى للرعية، و أحوط على هذه الأمة، و أحسن سياسة، و أقوى على جمع الأموال و أكيد للعدو، لأجبتك إلى ما دعوتنى إليه، و رأيتك لذلك أهلاً، و لكنى قد علمت أنى أطول منك ولاية، و أقدم منك لهذه الأمة تجربة، و أكثر منك سياسة، و أكبر منك سنا، فأنت أحق أن تجيبنى إلى هذه المنزلة التى سألتنى، فادخل فى طاعتى و لك الأمر من بعدى، و لك ما فى بيت مال العراق من مال بالغا ما بلغ تحمله إلى حيث أحببت و لك خراج أى كور العراق شئت، معونة لك على نفقتك، يجيبها لك أمينك، و يحملها إليك فى كل سنة، و لك ألا يستولى عليك بالإساءة ولا تقضى دونك الأمور، ولا تعصى فى أمر أردت به طاعة الله عز و جل، أعاننا الله و إياك على طاعته إنه سميع مجيب الدعاء، و السلام.

وكان الحسن قد بعث برسالته مع جندب بن عبدالله الأزدى و عاد جندب برسالة معاوية إلى الحسن بن على
و عندما أتاه بكتاب معاوية قال له:
"إن الرجل سائر إليك، فأبدأ أنت بالمسير إليه حتى تقاتله فى أرضه و بلاده و عمله، فإما أن تقدر أن يتناولك فلا والله حتى يرى يوماً أعظم من يوم صفين، فقال الحسن: أفعل، ثم قعد عن مشورة جندب و تناسى قوله.


ثم عاد معاوية و كتب إلى الحسن بن على:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد لإإن الله عز و جل يفعل فى عباده ما يشاء،(لا معقب لحكمه و هو سريع الحساب) فاحذر أن تكون منيتك على يد رعاع من الناس، و ايئس من أن تجد فينا غميزة، و إن أنت أعرضت عما أنت فيه و بايعتنى وفيت لك بما وعدت، و أجزت لك ما شرطت، و أكون فى ذلك كما قال أعشى بنى قيس بن ثعلبة:


[poet font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
و إن أحد أسدى إليك أمانة = فأوف بها تدعى إذا مت وافيا
ولا تحسد المولى إذا كان ذاغنى=ولا تجفه إن كان فى المال فانيا
[/poet]
ثم الخلافة لك من بعدى، فأنت أولى الناس بها، و السلام."



فأجابه الحسن بن على:

"بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد، وصل كتابك تذكر فيه ما ذكرت، فتركت جوابك خشية البغى عليك، و بالله أعوذ من ذلك، فاتبع الحق تعلم أنى من اهله، وعلى إثم أن أقول فأكذب، و السلام"

فلما وصل كتاب الحسن إلى معاوية قرأه، ثم كتب إلى عماله على النواحى نسخة واحدة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

من معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان و من قبله من المسلمين، سلام عليكم فإنى أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد، فالحمد لله الذى كفاكم مؤنة عدوكم و قتلة خليفتكم، إن الله بلطفه و حسن صنعه أتاح لعلى بن أبى طالب رجلاً من عباده فاغتاله فقتله، فترك أصحابه متفرقين مختلفين، و قد جاءتنا كتب أشرافهم و قادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم و عشائرهم، فاقبلوا إلى حين يأتيكم كتابى هذا بجندكم و جهدكم و حسن عدتكم، فقد أصبتم بحمد الله الثأر، و بلغتم الأمل، و أهلك الله أهل البغى و العدوان، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

فاجتمعت العساكر إلى معاوية بن أبى سفيان، و سار قاصداً إلى العراق و بلغ الحسن خبر مسيره، و أنه بلغ جسر منبج ، فتحرك لذلك، و بعث حجر بن عدى يأمر العمال و الناس بالتهيؤ للمسير، و نادى المنادى : الصلاة جامعة ، فأقبل الناس يثوبون و يجتمعون . و خرج الحسن – عليه السلام- فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال:

" أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه، و سماه كرهاً.
ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين (و اصبروا إن الله مع الصابرين)، فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون، إلا بالصبر على ما تكرهون، إنه بلغنى أن معاوية بلغه انا كنا أزمعنا على المسير إليه، فتحرك لذلك، فاخرجوا – رحمكم الله – إلى معسكركم بالنخيلة حتى ننظر و تنظروا و نرى و تروا"

وكان الحسن فى كلامه يتخوف خذلان الناس إياه ، فسكتوا فما تكلم منهم أحد و لا أجاب بحرف.

فلما رأى ذلك عدى بن حاتم قال:

أنا ابن حاتم، سبحان الله، ما أقبح هذا المقام؟ ألا تجيبون إمامكم، و ابن بنت نبيكم، أين خطباء مضر؟ أين المسلمون؟ أين الخواضون من أهل المصر الذين ألسنتهم كالمخاريق [جمع مخراق :و الخراق هو منديل أو نحوه يلوى فيضرب به] فى الدعة، فإذا جد الجد فرواغون كالثعالب ، أما تخافون مقت الله، و لا عيبها ولا عارها.

ثم استقبل الحسن بوجهه فقال له:

أصاب الله بك المرشد ، و جنبك المكاره، ووفقك لما يحمد ورده و صدره، فقد سمعنا مقالتك، و انتهينا إلى أمرك، و سمعنا منك، و أطعناك فيما قلت و ما رأيت ، و هذا وجهى إلى معسكرى ، فمن أحب أن يوافينى فليوافى.

ثم مضى عدى بن حاتم فخرج من المسجد و دالته بالباب، فركبه و مضى إلى النخيلة، و امر غلامه أن يلحقه بما يصلحه، و كان عدى أول الناس عسكراً.

ثم قام قيس بن سعد بن عبادة الأنصارى و معقل بن قيس الرياحى، و زياد ابن أصمعة التيمى فأنبوا الناس و لاموهم و حرضوهم، و كلموا الحسن بمثل كلام عدى بن حاتم فى الإجابة و القبول.

فقال لهم الحسن :" صدقتو- رحمكم الله – مازلت أعرفكم بصدق النية، و الوفاء بالقول و المودة الصحيحة، فجزاكم الله خيراً" ثم نزل

و خرج الناس فعسكروا و نشطوا للخروج، و خرج الحسن إلى معسكره، و استخلف على الكوفة المغيرة بن نوفل بن حارث بن عبد المطلب، و أمره باستحثاث الناس و إشخاصهم إليه، فجعل يستحثهم و يخرجهم ، حتى التأم العسكر.

ثم سار الحسن بن على فى عسكر عظيم حتى أتى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثاً حتى اجتمع الناس ، ثم دعا عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب و بعث معه اثنا عشر ألفاً من فرسان العرب و قراء المصر ووصاه بهم و قال فيهم ان الرجل منهم يزن كتيبة .
و أمر عبيد الله بن العباس بالسير بالعسكر و عبور شط الفرات حتى يلاقى معاوية فيحبسه حتى يأتى إليه ، و أخبره بأنه (الحسن بن على ) فى إثره وشيكاً. ثم أوصاه بأن يبعث إليه الأخبار كل يوم و أن يشاور قيس بن سعد بن عبادة و سعيد بن قيس الرياحى .
و أوصى الحسن عبيدالله بأنه إذا لقى معاوية فلا يقاتله حتى يبدأ معاوية القتال و إن أصيب يكن قيس بن سعد على الناس، فإن أصيب قيس فسعيد بن قيس على الناس.



يتبع بإذن الله تعالى

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 21, 2005 9:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
الحمد لله الذى هدانا للإيمان و الإسلام

و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق و على آله الطيبين الطاهرين الأبرار

أما بعد ، بعون الله تعالى نستكمل ما جاء فى كتاب مقاتل الطالبيين فى ذكر مقتل مولانا الحسن عليه السلام




[align=center](تابع)[/align]

[align=center](4)[/align] [align=center]الحسن بن على[/align]



يقول أبو الفرج الأصفهانى:

و سار عبيد الله حتى أتى مسكن

و سار الحسن حتى نزل ساباط ، فلما أصبح نادى فى الناس : الصلاة جامعة ، فاجتمعوا، و صعدوا المنبر، فخطبهم، فحمد الله فقال:

الحمد لله كلما حمده حامد ، و أشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد، و أشهد أن محمداً رسول الله أرسله بالحق، و ائتمنه على الوحى، صلى الله عليه و آله.

أما بعد، فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله و منه و أنا أنصح خلق الله لخلقه، و ما أصبحت محتملاً على مسلم ضغينة ولا مريداً له سؤاً ولا غائلة، ألا و إن ما تكرهون فى الجماعة خير لكم مما تحبون فى الفرقة، ألا و إنى ناظر لكم خيراً من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمرى، ولا تردوا على رأيى، غفر الله لى و لكم و أرشدنى و إياكم لما فيه المحبة و الرضا.

فنظر الناس بعضهم إلى بعض، و قالوا ما ترونه يريد بما قال؟
قالوا نظنه و الله يريد أن يصالح معاوية و يسلم الأمر إليه، فقالوا: كفر والله الرجل ثم شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدى ، فنزع مظرفه عن عاتقه، فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء، ثم دعا بفرسه فركبه ، و أحدق به طوائف من خاصته و شيعته ، و منعوا منه من أراده ، ولاموه و ضعفوه لما تكلم ، فقال : ادعوا لى ربيعة و همدان ، فدعوا له ، فأطافوا به ، و دفعوا الناس عنه، و معهم خليط من غيرهم، فقام إليه رجل من بنى أسد من بنى نصر بن قعين يقال له الجراح بن سنان، فلما مر الحسن فى مظلم ساباط قام إليه الجراح بن سنان ، فأخذ بلجام بغلته و بيده معول

فقال: الله أكبر يا حسن، أشركت كما أشرك أبوك من قبل

ثم طعنه فوقعت الطعنة فى فخذه فشقته حتى بلغت أبيته [ أربيته: أصل الفخذ] ، فسقط الحسن إلى الأرض بعد أن ضرب الذى طعنه بسيف كان بيده و أعتنقه ، و خرا جميعاً إلى الأرض، ووثب عبد الله بن الخطل فنزع المعول من يد جراح بن سنان فخضخضه به ، و اكب ظبيان بن عمارة عليه، و أخذوا فى ضربه حتى قتلوه.

و حمل الحسن على سرير إلى المدائن سعد بن مسعود الثقفى والياً عليها ، فأقام عنده يعالج نفسه.

و خرج معاوية حتى نزل بقرية يقال لها الحبوبية بمسكن ، فأقبل عبيد الله بن العباس حتى نزل بإزائه فلما كان من غد وجه معاوية بخيله إليه فخرج إليهم عبيد الله بن العباس فيمن معه، فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم، فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله بن العباس أن الحسن قد راسلنى فى الصلح و هو مسلم الأمر إلى ، فإن دخلت فى طاعتى الآن كنت متبوعاً، و إلا دخلت و أنت تابع ، ولك إن جئتنى الآن ان أعطيك ألف ألف درهم، يعجل لك فى هذا الوقت النصف ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر، فانسل عبيد الله ليلاً فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده فأصبح الناس فلو يجدوه فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم خطبة و دعا الناس إلى الإستمرار في مواجهة معاوية و عاب على عبيد الله بن العباس ما فعل .

و نهض بالناس ليلاقى جيش معاوية ، و خرج إليهم بسر بن أرطاة فى عشرين ألفاً، فصاحوا بهم: هذا أميركم قد بايع ، و هذا الحسن قد صالح، فعلام تقتلون أنفسكم

و قال لهم قيس بن سعد : اختاروا إحدى اثنتين/ إما القتال مع غير إمام ، أو تبايعون بيعة ضلال، فقالوا بل نقاتل بلا إمام ، فخرجوا فضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم.

و كتب معاوية إلى قيس يدعوه و يمنيه ، فكتب إليه قيس: " و الله لا تلقانى أبداً إلا بينى و بينك الرمح."

و بعث معاوية عبد الله بن عامر، و عبد الرحمن بن سمرة إلى الحسن للصلح، فدعواه إليه، و زهداه فى الأمر، و أعطياه ما شرط له معاوية و إلا يتبع أحد بما مضى، ولا ينال أحد من شيعة على بمكروه ولا يذكر على إلا بخير، و أشياء اشترطها الحسن.

فأجابه الحسن إلى ذلك، و انصرف قيس فيمن معه إلى الكوفة، و انصرف الحسن إليها أيضاً و أقبل معاوية قاصدا الكوفة ، و اجتمع إلى الحسن وجوه الشيعة ، و أكابر أصحاب أمير المؤمنين على بن أبى طالب يلومونه و يبكون إليه جزعاً مما فعله.

فعن سفيان بن ليل قال:

" أتيت الحسن بن على حين بايع معاوية، فوجدته بفناء داره، و عنده رهط، فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: عليك السلام يا سفيان إنزل، فنزلت، فعلقت راحلتى، ثم أتيته، فجلست إليه،
فقال: كيف قلت يا سفيان؟
فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين. فقال: ما جر ذلك منك إلينا؟
فقلت: أنت والله-بأبى انت و أمى- أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة، و سلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الأكباد، و معك مائة ألف كلهم يموت دونك. و قد جمع الله لك أمر الناس.

فقال: يا سفيان، إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به، و إنى سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: لا تذهب الليالى و الأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم، ضخم البلعوم ، يأكل ولا يشبع، لا ينظر الله إليه، و لا يموت حتى يكون له فى السماء عاذر، ولا فى الأرض ناصر، و إنه لمعاوية ، و إنى عرفت أن الله بالغ أمره.

ثم أذن المؤذن ، فقمنا على حالب يحلب ناقة فتناول الإناء فشرب قائماً ثم سقانى ، فخرجنا نمشى إلى المسجد ، فقال لى: ما جاءنا بك يا سفيان؟
قلت : حبكم، و الذى بعث محمدا بالهدى و دين الحق .
قال: فأبشر يا سفيان ، فإنى سمعت علياً يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: يرد على الحوض أهل بيتى و من أحبهم من امتى كهاتين، يعنى السبابتين. و لو شئت لقت هاتين يعنى السبابة و الوسطى، إحداهما تفضل على الأخرى، فأبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر و الفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد صلى الله عليه و آله."







[marq=down]يتبع بإذن الله تعالى[/marq]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 09, 2005 3:59 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
وسار معاوية حتى نزل النخيلة ، و جمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة لم ينقلها أحد من الرواة تامة، و جاءت مقطعة فى الحديث ، و سنذكر ما انتهى إلينا من ذلك.

عن الشعبى ،قال:
خطب معاوية حين بويع له فقال:
" ما اختلفت امة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ، ثم إنه انتبه فندم، فقال: إلا هذه الأمة فإنها و إنها."

وعن أبى إسحاق، قال:
سمعت معاوية بالنخيلة يقول: " ألا إن كل شيء أعطيته الحسن بن على تحت قدمى هاتين لا أفى به"
قال أبو إسحاق: و كان و الله غدارا.

و عن سعيد بن سويد قال:

صلى بنا معاوية بالنخيلة الجمعة فى الصحن ، ثم خطبنا فقال:
إنى والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك. و إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، و قد أعطانى الله ذلك و أنتم كارهون.

و عن حبيب بن أبى ثابت، قال:
لما بويع معاوية خطب فذكر عليا، فنال منه، و نال من الحسن، فقام الحسين ليرد عليه فأخذ الحسن بيده فأجلسه، ثم قام فقال:
" أيها الذاكر عليا، أنا الحسن، و أبى على، و أنت معاوية، و أبوك صخر، و أمى فاطمة، و أمك هند، و جدى رسول الله صلى الله عليه و آله، و جدك حرب، و جدتى خديجة، و جدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكرا، و ألأمنا حسبا، و شرنا قدما، و أقدمنا كفرا و نفاقاً.

فقال طوائف من أهل المسجد : آمين.
( قال أبو الفرج: و انا أقول : آمين)



و دخل معاوية الكوفة بعد فراغه من خطبته بالنخيلة، و بين يديه خالد بن عرفطه، و معه رجل يقال له حبيب بن عمار يحمل رايته حتى دخل الكوفة، فصار إلى المسجد، فدخل من باب الفيل، فاجتمع الناس إليه.
و لما تم الصلح بين الحسن و معاوية، أرسل إلى قيس بن سعد بن عبادة يدعوه إلى البيعة فأتى به، و كان رجلا طويلا يركب الفرس المسرف، و رجلاه تخطان فى الأرض، و ما فى وجهه طاقة شعر، فلما أرادوا أن يدخلوه إلى معاوية قال : إنى قد حلفت أن لا ألقاه إلا و بينى و بينه الرمح أو السيف ، فأمر معاوية برمح أو سيف فوضع بينه و بينه ليبر يمينه.

عن إسماعيل بن عبد الرحمن :
أن معاوية أمر السن ام يخطب لما سلم الأمر إليه، فقال فى خطبته:
" إنما الخليفة من سار بكتاب الله ، و سنة نبيه صلى الله عليه و آله، و ليس الخليفة من سار بالجور، ذلك ملك ملك ملكاً يمتع به قليلاً ثم تنقطع لذته و تبقى تبعته: ( وإن أدرى لعله فتنة لكم و متاع إلى حين)



[align=center]مقتل الحسن بن على[/align]

و انصرف الحسن رضى الله عنه إلى المدينة فأقام بها، و أراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شىء أثقل عليه من أمر الحسن بن على ، و سعد بن أبى وقاص، فدس إليهما سماً فماتا منه.

حدثنى أحمد بن عبيدالله بن عمار ، قال: حدثنا عيسى بن مهران ، قال: حدثنا عبيد بن الصباح الخراز، قال: حدثنى جرير، عن مغيرة ، قال:

أرسل معاوية إلى ابنة الأشعث إنى مزوجك بيزيد ابنى، على ان تسمى الحسن ابن على، وبعث إليها بمائة ألف درهم، فقبلت و سمت الحسن، فسوعها بالمال و لم يزوجها منه، فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها، فكان إذا وقع بينهم و بين بطون قريش كلام عيروهم، و قالوا: يا بنى مسمة الأزواج.


و عن ابى بكر بن حفص، قال:
تةفى الحسن بن على، و سعد بن أبى وقاص فى أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين، و كانوا يرون أنه سقاهما سماً.

عن عمير بن إسحاق-و اللفظ له-قال:
كنت مع الحسن و الحسين فى الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج فقال :
" لقد سقيت السم مراراً ما سقيته مثل هذه المرة، و لقد لفظت قطعة من كبدى فجعلت أقلبها بعود معى، فقال له الحسين: من سقاكه؟ فقال : و ما تريد منه؟ أتريد ان تقتله، إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك، و إن يكن هو فما أحب أن يؤخذ بى بريىء.
و دفن الحسن فى جنب قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله فى البقيع فى ظلة بنى نبيه، و كان قد اوصى ان يدفن مع رسول الله صلى الله عليه و آله فمنع مروان بن الحكم من ذلك.

عن أبى حازم:
أن الحسين بن على قدم سعيد بن العاص للصلاة على الحسن بن على ، وقال: "تقدم فلولا أنها سنة ما قدمتك."

و عن عمرو بن بشير الهمدانى، قال:
قلت لأبى إسحاق: متى ذل الناس؟
قال: حين مات الحسن، و ادعى زياد، و قتل حجر بن عدى.

و اختلف فى مبلغ سن الحسن وقت وفاته فقيل أنه توفى و هو ابن ثمانى و أربعين سنة.
وقيل أن الحسن توفى و هو ابن ست و أربعين


و فى الحسن بن على يقول سليمان بن قته:


[poet font="Traditional Arabic,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا كذب الله من نعى حسناً = ليس لتكذيب نعيه ثمن
كنت خليلى وكنت خالصتى =لكل حى من أهله سكن
أجول فى الدار لاأراك وفى = الدار أناسى جوارهم غبن
بلتهم منك ليت أنهم = أضحوا و بينى و بينهم عدن
[/poet]


[hr]

[twh]سلام الله عليك يا سيدى و مولاى الحسن

سلام الله عليك يا من خرجت للحق و بالحق و رجعت تحقيقاً لقول حق سمعته عن جدك المصطفى (صلى الله عليه و آله)

اللهم صلى على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين الأبرار

اللهم صلى على سيدنا محمد و آله الكرام و سلم تسليماً كثيرا

اللهم صلى على سيدنا محمد نبى الرحمة و على آله النجباء البررة الكرام
[/twh]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 16, 2005 5:13 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 11:21 pm
مشاركات: 2200
مكان: مصر
[align=center](5)

الحسين
[/align]
[align=center]ذكر خبر الحسين بن على بن أبى طالب
و مقتله ومن قتل معه من أهله[/align]


و يكنى أبا عبد الله، و أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله.و كان مولده لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، و قتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى و ستين من الهجرة.

و كانت سنه يوم قتل ستاً و خمسين سنة و شهوراً.



ذكر خبر الحسين بن على و مقتله


لما بلغ أهل الكوفة نزول الحسين بمكة، و أنه لم يبايع ليزيد وفد إليه وفد منهم عليهم أبو عبد الله الجدلى، و كتب إليه شبث بن ربعى، و سليمان بن صرد، و المسيب ابن نجية، ووجوه أهل الكوفة يدعونه إلى بيعته، و خلع يزيد، فقال لهم:
"أبعث معكم أخى و ابن عمى فإذا أخذ لى بيعتى، و أتانى عنهم بمثل ما كتبوا به إلى قدمت عليهم"

و دعى مسلم بن عقيل فقال: اشخص إلى الكوفة، فإن رأيت منهم اجتماعا على ما كتبوا، و رأيته أمراً ترى الخروج معه، فاكتب إلى برأيك.
فقدم مسلم الكوفة، و أتته الشيعة، فأخذ بيعتهم للحسين.

و أقبل عبيد الله بن زياد من البصرة و معه مسلم بن عمر الباهلى و المنذر بن عمرو بن جارود، و شريك بن الاعور، و حشمه و أهله، حتى دخلوا الكوفة، و عليه عمامة سوداء، و هو متلثم، و الناس ينتظرون قدوم الحسين عليهم، فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه، و قالوا:" مرحباً بك يا ابن رسول الله-صلى الله عليه و آله- قدمت خير مقدم"، و رأى من الناس من تباشرهم بالحسين ما ساءه، فأقبل حتى دخل القصر.


و لما نزل ابن زياد القصر نودى فى الناس: الصلاة جامعة، فاجتمع إليه الناس، فخرج إليهم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال:

" أما بعد: فإن أمير المؤمنين-أصلحه الله- ولانى مصركم و ثغركم و فيئكم، و أمرنى بإنصاف مظلومكم، و إعطاء محرومكم، وبالإحسان إلى سامعكم و مطعيكم، و بالشدة على مريبكم، فأنا لمطيعكم كالوالد البر الشفيق، و سيفى و سوطى على من ترك أمرى، و خالف عهدى، فليبق امرؤ على نفسه، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد."
ثم نزل عتن المنبر

و سمع مسلم بن عقيل بمجئ عبيد الله بن زياد و مقالته ، فأقبل حتى أتى دار هانئ بن عروة المرادى، فدخل فى بابه، فأرسل إليه أن أخرج إلى،
فقال:" إنى أنبتك لتجيرنى و تضيفنى "
قال له:"رحمك الله لقد كلفتنى شططا، لولا دخولك دارى و ثقتك بى لأحببت لشأنك أن تنصرف عنى، غير أنى أخذنى من ذلك ذمام. أدخل"
فدخل داره، فأقبلت الشيعة تختلف إليه فى دار هانئ بن عروة.

و جاء شريك بن الأعور حتى نزل علي دار هانئ بن عروة، و كان شيعياً، و دعا ابن زياد مولى له يقال له معقل، فقال له:" خذ هذه الثلاثة الآلاف الدرهم ثم التمس لنا مسلم بن عقيل، و أطلب شيعته، و أعطهن الثلاثة الآلاف الدرهم، و قل لهم: استعينوا بهذه على حرب عدوكم، و أعلمهم بأنك منهم"
ففعل ذلك، و جاء حتى لقى مسلم بن عوسجة الاسندى فى المسجد الأعظم، و سمع الناس يقولون: هذا يبايع الحسين بن علىو كان يصلى، فلما قضى صلاته جلس إليه فقال له: يا عبد الله إنى امرؤ من أهل الشام مولى لذى الكلاع، أنعم الله على بحب أهل البيت و حب من أحبهم، و هذه ثلاثة آلاف درهم معى أردت بها لقاء رجل منهم بلغنى أنه قدم الكوفة، يبايع لابن بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و كنت أحب لقاءه لأعرف مكانه، فسمعت نفراً من المسلمين يقولون : هذا رجل له علم بأمر أهل هذا البيت، و إنى أتيتك لتقبض منى هذا المال، و تدلنى على صاحبى فأبايعه "

فقال له: " أحمد الله على لقائك فقد سرنى حبك إياهم و بنصرة الله إياك حق أهل بيت نبيه صلى الله عليه و آله، و لقد ساءنى معرفة الناس إياى بهذا الأمر قبل أن يتم مخافة سطوة هذا الطاغية الجبار أن يأخذ البيعة قبل أن يبرح"

و أخذ عليه المواثيق الغليظة ليناصحن و ليكتمن، فأعطاه من ذلك ما رضى به، ثم قال له: اختلف إلى أياماً فى منزلى، فأنا أطلب لك الإذن على صاحبك و أخذ يختلف مع الناس يطلب ذلك إليه.


وأقبل ذلك الرجل الذى وجهه عبيد الله بالمال يختلف إليهم ، فهو أول داخل و أخر خارج يسمع أخبارهم، ويعلم أسرارهم، و ينقلها لابن زياد.



[saa]يتبع بإذن الله تعالى[/saa]

_________________

ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته
من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته


آخر تعديل بواسطة البتار في الأحد يونيو 19, 2005 7:10 pm، عدل 1 مرة

أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط