موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 196 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 14  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 22, 2014 1:24 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

فكان به صلى الله عليه وسلم فاتحة الوجود وبقرة آل عمران شربت من ورده المورود وبررة النساء امتدت لهن بنوره مائدة الشهود * وطافت به أنعام الأعراف ذوو الأنفال ونجا بالتوبة يونس وهود ويوسف من رعد شدائدهم الثقال * وسعد به إبراهيم في بنيان الحجر وحصل به وحي النحل وإسراء الكمال ليلاً في كهف عزه بلا حجر * وحملت به مريم لأنه طه الأنبياء وحج المؤمنين والنور والفرقان بالشعراء الكاملين * والنمل آمن بالقصص لديه وعشعش العنكبوت في الغار عليه * وأذعنت له الروم بأنه لقمان الحكمة وسجدة الأحزاب وسبأ بمحبته القلوب فهو فاطر الألباب * ياسين الصافات من الملائكة وصاد الزمر من الطائفة المباركة * وسر غافر الذنب الغفور الذي فصلت به الأمور * وشورى بين الأشراف وزخرف دخان النفس الجاثية عنده بالأحقاف * محمد صاحب الفتح والحجرات من التجليات العرفانية وقاف الذاريات من طور النفوس الإنسانية * نجم الأفلاك وقمر الأملاك * المستمد من نور الرحمن الذي به واقعة الحديد في المجادلة وحشر الممتحنة في الصف للجمعة مع المنافقين في تغابن المقاتلة * ومنه طلاق التحريم في الملك ونون الحاقة الإحسانية ومعارج نوج والجن السالكين في المقامات الإيمانية * المزمل والمدثر زين القيامة وفخر الإنسان وذو الأخلاق المرسلات لأهل النبأ والعرفان * والنازعات من الأوصاف الكبار لمن عبس من التكوير والانفطار * القاطع للمطففين بانشقاق البروج والطارق حضرة الأعلى بغاشية الفجر في البلد المولوج * ضياء الشمس ونور الليل والضحى المنزل عليه ألم نشرح حيث شرح الله صدره للرسالة شرحا * افتخر التين والعلق بقدره بل كل البرية وزلزلت العاديات بقارعة التكاثر في عصر همزة النفس الأبية * وولد صلى الله عليه وسلم عام الفيل فابتهجت قريش بالماعون من كوثر السلسبيل * وارتفع على الكافرين بالنصر على أبي لهب وكمل له الإخلاص والفلق الواضح فهدى الناس حتى كل من ربه اقترب .

صلوا عليه وسلموا تسليماً

***
فهو صلى الله عليه وسلم صاحب الفتوحات المكية ومحل التزلات المدنية * الذي سارت بمدحته شجون المشجون وعظمت بمنحته نزهة الفنون * وهو مقر التنزل المثنوي لمولانا والسر الشاهدي والمشهودي في أخرانا وأولانا وهو صلى الله عليه وسلم أدرى بنا وأولانا * كيف لا وهو شمس المعارف وحقيقة عوارف المعارف * الذي انتهت به بداية الهداية ونقلت عنه العهود في ميزان طبقات أهل المنن والعناية * فهو صلى الله عليه وسلم أبو داود النبي بالإنسانية وأبو عيسى بالروحانية الجبرائيلية وابن ماجة البحور الجسمانية الآدمية * الجامع الكبير للجامع الصغير والمواهب اللدنية لأهل التهليل والتكبير * حبر شفاه عياض وبحر كرمه فياض * اللطيف الشمائل وجامع الأواخر والأوائل * دينه رياض الصالحين وشرعه روض الرياحين * مجمع البحرين الباطن والظاهر وملتقى النيرين باليواقيت والجواهر * كنز الدقائق والبحر الرائق * تنوير الأبصار وعقد درر البحار * قاموس البلاغة والتبيان وصحاح جواهر القرآن وبديع فنون المعاني والبيان * مطول كل مختصر في الأسرار وصدر الشريعة المطهرة ومشكاة الأنوار * مغني اللبيب عن قطر الندى وصاحب الهمم الكافية الشافية من الردى * فهو الذي فتحت حانات الاقتراب على يده ودارت به كؤوس الشراب على الأحباب من وفاء مدده * ورويت الأخبار من رحيقه الساقي وانتشقت أرواح أهل الفلاح عبير جوده الواقي * وعلقت قلوب المحبين على اجتلاء أقمار صفاته وتنزهت أعيان المقربين في حدائق حقائق آياته * فهو الذي أشهده الله السر المصون وأطلعه على الغيب المكنون * وهدى بمنهج نبوته السبيل وأقام بتحفة رسالته الدليل * وأطلع شمس صفاته في سماء الوجود وأمطر بوفاء مقدمه السعيد سحائب الرحمة والجود وأبدى بدائع الآيات من منازل أخبية الغيوب بهذا المولود فتتابعت المنن بطالع سعد السعود وذبح بسيف نصره هام المعاند والحسود وابتلعت أرض دعوته قوائم سوابق أهل البغي والجحود .

صلوا عليه وسلموا تسليماً

***


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 24, 2014 1:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ويتعين في هذا المجلس اللطيف التنبيه على نسبه الزكي الشريف * أخرجه الله من شجرة أصلها أصيل وفرعها طويل غارسها الرب الجليل وخادمها الأمين جبريل وملقح ثمارها إسماعيل * بمكة غرست وبطيبة بسقت وبتهامة تبعت * فنسبه صلى الله عليه وسلم من أبيه عبد الله إلى معد بن عدنان وما فوق ذلك فعلمه عند الملك الديان لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان * فهو صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو إلى قصي ينتسب * ابن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بجوده كل حي * ابن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان سيد العرب في الناس * وهذا هو النسب الصحيح الذي لا شك فيه وما فوق ذلك فعلمه عند منزل الكتاب الذي لا ريب فيه * ولما أراد الله إظهار من في حبه نتغالى أبرزه من سر مكنون غيبه تبارك وتعالى * فظهرت لانتقال نوره الآيات وتباشرت به جميع المخلوقات ونودي في أقطار الأرض والسموات * يا عرش تبرقع بالوقار ويا كرسي تدرع بالفخار * ويا سدرة المنتهى ابتهجي ويا حور الجنان تبلجي * ويا رضوان افتح أبواب الجنان ويا مالك أغلق أبواب النيران * فقد آن أن يظهر أبو القاسم صاحب الأعياد والمواسم * يهدم الكنائس والبيع والصوامع وينسخ بشريعته سائر الشرائع * ينتصب لواء فخره بين زمزم والمقام وترتفع بعاجل أمره عن الكعبة جميع الأصنام وتخفض بطلوع فجره نفوس الجبابرة اللئام ويجزم كل من تبع ملته أن دينه هو الحق والسلام * فعند ذلك هللت الملائكة وكبرت وأمطرت نعم الله على الخلائق وانهمرت * فبسقت حينئذ أغصان الإيمان ونطقت وقتئذ همم ذوي التأييد والعرفان * وتكلم لسان التوحيد على منبر الهدى مبرقعاً بجلباب التفريد من سندس الكرم والندى * قائلاً " واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا " * فكان الوقت وقت إجابة والأوان أوان تضرع وإنابة * والساعة ساعة بروز أشرف خلق الله من له حاجة فليسأل الله .. ( هنا موضع الدعاء ) .

صلوا عليه وسلموا تسليماً

***

ولما أخذ آمنة ما يأخذ النساء من المخاض وامتلأ بيتها بساطع النور الفياض * أحست بفؤادها مسح طائر بمثل الجناح فذهب عنها كل رعب ووجع وما تجده من جناح * ثم أتحفت بشربة بيضاء منيرة فتناولتها وغشيتها الأنوار البهيرة * ثم وجدت عندها جملة من النساء الصالحات فأشغلنها عن طلب الأهل والصويحبات * وقلن لها يا آمنة لا تحزني وكوني من الآمنين فنحن آسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران وهؤلاء من الحور العين * ولما اشتد الأمر وتزاحمت الأملاك العظما ومد الديباج بين الأرض والسما * والقائل يقول خذوه عن أعين الناس كي يطاف به السموات والأرض وتزوره الملائكة الأكياس * ثم رأت أباريق من فضة بأيدي رجال في الهوا وأقبل عسكر من الطير حتى فوق حجرتها استوى * مرسلة من حضرة ذي الملك والملكوت مناقيرها من الزمرد وأجنحتها من الياقوت * فكشف الله عن بصرها ونالت مآربها ورأت حينئذ مشارق الأرض ومغاربها * ورأت بعد ذلك ثلاثة من الأعلام علماً بالمشرق وعلماً بالمغرب وعلماً على ظهر البيت الحرام * ثم ظهرت الحور من حجبها وأشرقت الأرض بنور ربها * وولدته صلى الله عليه وسلم .

قال سيدنا حسان بن ثابت في مدح النبي الكريم الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :

وأحسن منك لم تر قط عيني

وأجمل منك لم تلد النساء


خلقت مبرأ من كل عيب

كأنك قد خلقت كما تشاء



***

تم مولد النابلسي ويليه بمشيئة الله سبحانه مولد الإمام المناوي رضي الله تعالى عنه


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 24, 2014 3:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وها هو مولد الإمام المناوي وهو غني عن التعريف :

بسم الله الرحمن الرحيم



قِفْ وَاستَمعْ ذِكْرَ مَن أنْوَارٌهٌ لَمَعتْ

فى الكائِناتِ كَشَمْس فى السَّما طَلَعَت


واصغى لمدح نبى جل خالِقٌهُ

لَولاَهُ ما كانت الأنوار قد سَطَعَتْ


لولاه ما كان مُلْكُ اللهِ مُنتَظِماً

دُنْيا وأُخرَى بِهِ كلُ قَدِ افْتُتِحَتْ


قد كان نوراً ولا لوحُ ولا قَلَمُ

ولا سَماءُ بهِ إلاَّ وَقَدْ رُفِعَتْ


ولا جِنانُ ولا ناَرُ الْجحيمِ ولا

عَرْشُ وَفَرْشُ ولاحُجُبُ قَدِ انتَصَبَتْ


ولانُجُومُ ولا شَمْسُ ولاقَمَرُ

ولاسَحاَبُ ولا أَرْضُ قَدِ انْبَسَطَتْ


ولا جِباَلُ ولا بَرُّ ولا شَجرُ

ولا رياَحُ جَرَتْ فىِ سَهْلِهاَ وَسَرَتْ


ولا دَوَابُ ولا إنْسُ ولا مَلَكُ

ولا وُحُوشُ سَعَتْ فى وَعْرِهاَ وَدَبَتْ


فاْلكلُ مِنْ نُورِهِ الرَّحْمنُ أَوْجَدَهُ

لَوْلاهُ ما كانَتِ الآفاقُ قَدْ نُظِمَتْ


مُذْ جاءَناَ الْمصطَفى بانَ الْأَمانُ لَناَ

والكائِناَتُ مِنَ الأَنْوَارِ قَدْ مُلِئَتْ


يا مَوْلدَ المصطَفى هَيَّجْتَ مُهْجَتَناَ

أسْقَيْتَناَ منْ عُيُونٍ مِنْكَ قَدْ نَبَعَتْ


يا مَوْلدَ المصطَفى شَرَّفْتَ مَسْمَعَناَ

بقاَلةٍ ذِكْرُهاَ يَحْلُو إذا تُلِيَتْ


يا مَوْلدَ المصطَفى فَرَّجْتَ كُرْبَتَناَ

كَسَوْتَناَ خِلْعَةً مِنْ نُورِكَ انْتَسَجَتْ


يا رَبَّ عَفْواً بجاهِ المصْطَفى كَرَماً

واستُرْ عُيُوبى إِذا الأَمْوَاتُ قَدْ بُعِثَتْ


فإِنَّ دَهْرِى انْقَضى فى الْخُسْرِ وا أَسَفى

وَلاحَ شَيْبِى وأيامُ الصِّباَ ذَهَبَتْ


وَلمْ يَكُنْ لىَ فى الخيراتِ مِنْ عَمَلٍ

إِلاَّ الخطايا عَلَى ظَهْرِى قَدِ احْتُمِلَتْ


يا ربَّ هَبْ للْمَناوِى مِنْكَ مغفِرَةً

واكْشِف كُرُوباً به يا ربَّ قَدْ نَزلَتْ



{ ثم يقول }

الحمد لله الذى أنارَ الوجودَ بطَلْعَةِ خير البرية , سيدنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام , قمر الهداية وكوكب العناية الربانية , مِصبَاحِ الرحمةِ المرسلة وشمس دين الإسلام , من تولاه بالحفظِ والحمايةِ والرعايةِ السَّرْمدِية , وأعلى مقامهُ فوقَ كلّ مقام , وفَضَّلَهُ على الأنبياء والمرسلين ذَوِى المرَاتِبِ العليَّة , فكان للأولين مَبْدَءًا وللآخِرينَ خِتام , وَشَرَّفَ أُمَّتَهُ على الأممِ السابقة القبلية , فنالت به درجة القرب والسعادة والاحترام , وأنزل تشْرِيفَهاَ فى مُحكَم الآيات القُرْآنية " كُنْتُمْ خيْرَ أُمَّةٍ أُخْرجَتْ للنَّاسِ تأْمُرُونَ بالمعْرُوفِِ وَتَنْهوْنَ عَنِ المنْكَر وتُؤْمِنُونَ باللهِ " فما أَعْذَبَ هذا الكلام , أحمَدَهُ أنْ جَعَلنا من هذه الأمة المخصوصة بهذه المزية , الفائزة بالوصول إلى دار السلام , وأشكره على هذه العطية , وأستعين به وأستهديه على الدوام , وأتوب إليه من الأوزار والزَّلَلِ والخطية , وأستغفره من الذنوبِ والآثام , وأطلب الفوز بقربهِ والرجاءَ والأمنية , وأسألهُ العَفْوَ والعافية وحسن الختام , وأشهدُ أنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ القديم ُ فى ذاتهِِ الأَحدِيَّة , المنفرد بالإيجاد والإعدام , شهادةً أَتَخَلَّصُ بها النزَّعاتِ الشيطانية , وأنتَظِمُ بها فى سِلْكِ قَوْمٍ مُخْلِصِينَ لهُم فى العبادة أقْدَام , وأشْهَدُ أََنَّ سَيدِّناَ محمداً الذِى فَتَحَ اللهُ بمَعْناَهُ أبْوَابَ النَّشْأَةِ الوجُودِية , وخَتَمَ بصُورتهِ نِظامَ الأنبياء والمرسلينَ الكرام , وَقَدِ اشْتَملَ اسمُهُ الشَّرِيفُ على أربعةِ أحْرُفٍ هجائية لِكُلِّ حَرْف منها مَزيَّةُ ومقاَم , فالميمُ الأولى ما مِنْ نَبّىٍ ولا رسولٍ إلا خُلِقَ مِنْ نُورِ طَلْعَتِهِ البهيَّة , فهوَ أصْلُ والكُلَّ مِنْهُ فرع بلا شكٍ ولا إيهام , والحاءُ حِمىً لمنْ آمَنَ بِهِ واتبَعَ ملَّتَهُ الحنيفية , وحاشى مَنْ صَدَّقَ برسالَتِهِ وتَمسَّكَ بِسُنَّتِهِ يُضام , والميمُ الأخْرى مِفْتاحُ الرَّحْمَةِ يومَ العَرْضِ عَلَى عالمِ الأسرَار الخفيَّة , وَالدَّالُ دَعْوَة شَفاعتِهِ لأمَّتهِ قَدْ خَبأَها لهُ فى عِلْمِهِ العليمُ العَلاَّم , صلى الله عليهِ وعَلَى آلهِ وأصحابهِ بكرةً وعَشيَّة , صلاَةً وسلاماً دَائمين مُتَلازمين لاَ يعتريهما انْصِرَام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 24, 2014 6:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
{ أما بعدُ }

فيقولُ العبدُ الفقيرُ الرَّاجى منَ اللهِ الألطافَ الخفيَّة , الطالِبُ منْهُ تَعالى مَحوَ المساوِي والآثام , عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ المناوِىُّ المنسوبُ إلى الحضْرةَ الأحمدية الشاذلية , أقام الله دولتها وأدام.

رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فى المنام رؤية حقيقية , وَمن رآه فى المنام فقد رآهُ حقاً كما رَوَتْ عَنْهُ الأفاضِلُ الأعلام , رأيْتُهُ مُزمَّلاً فى ثيابٍ سُنْدُسِيَّةٍ , مَرْبُوعَ الْقاَمَةِ أبيضَ اللونِ جَميِلَ الصُورَةِ وفَصِيحَ الكلام, كاملاً فى ذاتهِ مُكَمَّلاً فى أوصافهِ الخلْقِيَّة , ما خَلَقَ اللهُ قبلهُ ولا بَعْدَهُ مِثْلهُ فى الأنام , عَظِيمَ الرَّأس أسْوَدَ الشَّعْرِ تَتيهُ فى محاسنهِ العقولُ الذكية , وتَتَحَيَّرُ فى كمال جمالهِ الأفهام , قَمَرِىَّ الجبين حَوَاجِبُهُ نُونِيَّة , كحيلَ الطَّرْفَيْنِ أهْدَبَ الْعَينين ظَريفَ القَوام , أبيضَ الخدينِ مُشُرِباً بالْحمْرةِ وَجْناتُهُ ضَوْئيَّة , ووجْهُهُ كأنهُ البَدْرُ لَيْلَةَ التمام , يَجْرِى الحسنُ فى خَدَّيهِ كما تجرى الشمسُ فى مَسالِكهاَ الفَلَكِيَّة , كَوْكَبىَّ الأنفِ يَزُولُ مِنْ ضِيائهِ الظلام , ياقوتى الشَّفَتينِ مُفلَّجَ الأسنان إذا تكلمَ خَرَجَ النُورُ مِنْ بينَ ثَناَياهُ اللؤلؤيَّة , واسِعَ الفَمِ سَلْسَبِيلَ الرِّيق جميلَ الإبتسام , كَثَّ اللحْيَةِ شَدِيدَ الهيبَةِ مُعْتَدِلَ الْعُنُق فى صَفاءِ الفِضَّة النَّقِيَّة , ولهُ عَيْنانِ فى ظَهْرِهِ يَرَىَ بِهِماَ مَنْ خَلْفَه كما يَرَى مَنْ فى الأمام , بارِزَ العَضُدَيْنِ طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ كَرِيمَ الكَفَّيْنِ أجْوَدَ مِنَ السُّحُبِ الممْطِرَةِ الغَيْمِيَّةِ , سليمَ الصَّدْرِ مُمْتَلِئاً من الآياتِ والأحكام , بَطْنُهُ عَلَى تَقْوى اللهِ وَمَعارِفه مَطْوِيَّة وإذا ناَمَتْ عَيْناَهُ قَلْبُهُ لاَ يَناَم , مُنيرَ السَّاقَيْنِ ظَرِيفَ الْكَعْبَيْنِ أعْقاَبُهُ سِرَاجِيَّة , ولهُ فى الصَّخْر غاصَتِ الأقْدَام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


فاْنتَبَهْتُ فَرِحاً مَسْرُوراً مِنْ رُؤيةِ ذَاتهِ المحَمَّدِيَّة , مَشْرُوحَ الصَّدْرِ زائدِ الهُيام فشرعت فى بعض كليمات تتعلق بولادته السنية , ترتاح بها القلوب وتنفرج بها الخطوب وتَلَذُّ بها آذَانُ مَنْ وجد حلاوة الإيمان والإسلام , وقد أطلقت جواد فكرى فى رياض بساتين الأحاديث النبوية , فجنيت من ثمار أشجارها ما يوجبُ الاهتمام , وجعلته سهلاً فى ألفاظه قريباً من معانيه البَدِيعِيَّة , فجاء بتوفيق الله تعالى على حسب المرام , وذلك مع عجزى وتقصيرى وَقِلَّةِ وُصُولى إلى هذه المراتب العَليَّة لأنى لَسْتُ أهلاً لها ولا من فرسان ميدانها ولا من ذلك المقام , وما خُضْتُ هذا البحرَ إلا طالباً من الله تعالى نجاتى يوم المشاهد الحشرية , ودُخُولى فى شفاعة سيد الأنام , فلاح لى فجر مَطالع التأليف وبان ضوء مصباح العناية الربانية , وطَلَعَتْ شُمُوسُ سماء المقال على أرض الأفهام , فسطعت على أبراج مبانى القلوب أنواره البهية , فاستنار كل برج منها بعد أن كان ظلام , فأقول وأنا السائل المتوكل المستعين بحول ربى وقوته القوية فإن من سأله أعطاه ومن توكل عليه كفاه ومن قصده لا يضام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 24, 2014 8:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
صـلـُّوا يـا أَهْــلَ الكـمـالْ

على النـبى باهي الجـمال


مَـنْ حَـوى كـلَّ المـعـال

قَـــــدْرُهُ مــا زَال عــــال


قَـــــدْرُهُ عـالـي مُـفـَـخـَّـمْ

دائـــمـاً ســامـي مُــكـَـرَّم


جَـاهُــهُ جـَــاهٌ مُـعــظـَّم

وَجْــهُــهُ فـــاقَ الـهـِــلالْ


وَجْــهُــهُ بـَــــدْرٌ مُـــدَوَّر

جَـلَّ مَـنْ أَنـشـَأْ وصَـوَّر


رأســـهُ مِـسْــكُ وعَـنـبـرْ

شـَــعـرهُ دَاجـِي الـلـَّـيــالْ


والجـبـينُ البـرقُ يـلـْمَـعْ

خـَـدُّهُ بـالـنــُّـورِ يَـسْـطـَعْ


خـَـدُّهُ لـلـصُّـبْـحِ مَـطـْـلـَعْ

عَـيْـنـُهُ تـَسـبـِى الـغـََـزَال


عَـيْـنـُهُ سَـــوْدَا كـحــيـلـة

طـَلـْعَـة ُالهـادِي جـمـيـلـة


بَـهْـجَـة ُالسَّـامي جَـلـيـلـة

قــَــــدُّهُ فــــاقَ الـْـعَـــوَال


ثــَغـْـرُهُ مِـسْــكُ مُـعَـطـَّـرْ

رِيـــقــُـهُ سُــكـّـَرْ مُـكـَرَّر


نــُطـْـقــُهُ حَــقٌ مُــقــَـرَّرْ

قــَوْلـهُ أَحْــلـى الـمَـقــَـال


والـمَـبَـاسِــمْ سُــكـَّـرِيـَّـة

والـثــَّـنــايــا لــؤلــؤيـه


والـرَّوَايــح عَـنــْبـَرِيـَّـه

هَـيـَّجَـتْ فِـكـْـرِى وبـَـالِ


والـبَـهَـا لـلـــذاتِ كـَلــَّـلْ

فــي ثــنــاءٍ قَــدْ تــكـَـمَّـل


وازْدِهـــاَءٍ قــد تــَـزمَّـلْ

بـالـمـحـاسِـنْ والـجـمـال


صَـدْرُهُ كـَنـزُ الـمـعـارفْ

والمـعـاني والـلـَّطائِـفْ


جـَـاهُــهُ لِـلـْـهَـمِّ صَـارِف

دَأبـَـــهُ بـَــــدْءُ الـنــَّـــوَال


كـَـفــُـهُ بـَـحْــرُ الـمَـكـَارِمْ

والـعَـطـَايـَا والـغـَـنـَائِـم


جُــودُهُ لِـلـْخـَلـْـقِ عَــامِـمْ

فــَضْـلـهُ يـَـأبـَى الـمِـثــاَل


بَـطـْـنــُهُ عِـلـْمٌ وحِـكـْمَـة

فــَهْـمُـهُ سِـــرُّ ونِــعْــمَـة


قــَـلـْـبـُـهُ نــُورٌ ورَحْـمَـة

جَــــلَّ بــَـارٍ ذو جَــــلاَل


مَـشْـيـُهُ في الصَّخْر عَـلـَّم

والـحـجَـرْ صلى وسَــلـَّم


بــِـبـَـرَاهـــيــنٍ تــُـسَـــلـّم

وعـلـيـْـهِ الـظـِّــلُّ مـَــال


كـَمْ مُـحِـبٍّ قــَـدْ تــَـتــَيــمْ

ومَـشـُـوقٍ قــَـدْ تــَـرَنــَّـمْ


وعَــــذولٍ قــَـدْ تــَـأثــَّــمْ

واكـتـسـى ثـَوْبَ الـنـَّكال


حُـبـُّهُ في الـقـلـْبِ سـاكِـنْ

حُـسْـنـُهُ لِـلـْعَـقــْـل فــَاتِـن


مَـدْحَـــهُ لِـلـْـقــَوْلِ زَائِــنْ

كـُـنــْهـُـهُ غــَـالٍ وعـَـال


الـمَـعَـالِـي هَــيـَّجَـتــْـنــي

والـمَـعَـانِـي أدْهَـشـَتــْنِي


والـمَـبَـانِـي حَــيـَّـرَتــْنِي

مِـنـْهُ حَـالِـي غـيْـرُ حَــال


يــا إمـَـــامَ الأنــْـبـــيــَـاءِ

يــا مَــــلاذ الأتــْـقِــيــَــاءِ


يــا سِــــرَاجَ الأوْلِــيــَــاءِ

دَامَ لِــي فِــيــكَ اتــِّصَـال


يــا غِـيَـاثِـي مِـنْ عـدَاتِـي

يــا مَــلاذِي فـي حَـيَـاتِـي


يــا أنِـيـسِي فـي مَـمَـاتِـي

رَاعِ حَــالِــي بـالـجَــمَـال


يــا مُـحَـمَّـدْ يــا حَـبـيـبـي

يــا مُـحَـمَّـدْ كـُنْ طـََبـيـبي


وأجـِـرْنِـي مِـنْ لـَـهـيـب

إنَّ أوْزَاري ثــِــــقــــــاَل


كـُنْ غـداً يَـوْم القِـصاصِ

يَـوْم يُـؤْخـَذُ بالـنــَّوَاصـي


سـاعـيـاً لِي فِي خـلاَصي

مِـنْ حِـسَـابٍ مـع سُــؤَال


فـالـمَــنــاوي فِـي بَـلِـيــَّـه

وسَــــجـــايــاكَ عـلــيـَّـة


كـُـنْ لـهُ خــيْـر الـبــريـَّـة

مُـــدْرِكـاً يــا زَيـْـــنَ وَال


وصـَـــلاة ٌمَــعْ ســَـــلام

عَلَى النـَّبـي خـيـر الأنـام


وعَلَى صَــحْــبٍ كِـــرَام

مَـــــــعَ آلٍ خـــــيـــر آلْ


***

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2014 12:18 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

إعلم وَفَّقنى اللهُ وإياك للأعمال الصالحة المرْضيَّة , وابرأ قلوبَنا منَ اللآلام وَالأسقام , ومتعنى وإياك بزيارة روضته الشريفة النبوية , وجعلنا له من جملة الخدام , أن نبينا صلى الله عليه وسلم ما ذُكِرَ فى مجلسٍ إلا نَفَحَتْ منه رائحة زكية , فتبلغ عِنان السماء ويتجلى بالرحمة والرضوان ذو الجلال والإكرام , فتقول الملائكة إلهُنا وَسيَّدنا ما هذه الرائحةُ المِسكيَّة ؟ فيقولُ الله سبحانهُ وتعالى خِطاباً للملائكةِ الكرام , يا ملائكتى هذا مجلس صُلَّىَ فيه على حَبيبى مُحَمَّدٍ بن ِعبدِ اللهِ خيرِ الخلائَقِ البَشَرِيَّة , الذى خلقتُهُ بقُدْرَتى وَابْتَدَعْتهُ بحكمتى وَأَضَفْتهُ تَشْرِيفاً إلى عَظَمتى وأصْطَفَيتهُ من جميع الأنام , فَتَنزِلُ الملائِكةُ على أهل ذلك المجلس وتحفهم بأجنحتها النورانية , ويستأنسون بهم ويصلون عليهم والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار على الدوام , وَيُؤَمِّنُونَ على دعواتهم ويشهدون لهم عند الله بالسعادة الأبدية , ثم يرتفعون وهم يذكرونهم بأحسن مقال وأجل مقام , فيكْتُبُ اللهُ كتابهم فى عليين فى الدار الجنانية , ويمنحهم قُرْبهُ وَرِضاَهُ ويمتعهم فيها بالحور العين الحسان ونعم الإكرام , فَزَيَّنوا مجالسنا بالصلاة عليه والتسليمات الزكية , فإنه صلى الله عليه وسلم يَحْضُرُ فى كل مجلسٍ يُصلى عليه فيه فأكثروا من الصلاة عليه والسلام , وقد فَرَضَ الله ُسُبْحَانهُ وَتعالى الصلاة عليه والسلام فى الآيات القرآنية , حَيْثُ قالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقاَئِلين فى محكم كتابه المفضل على سائر الكلام , " إنَّ اللهَ وَملاَئكَتهُ يُصلّون عَلَى النَّبىِّ " بدأ بنفسهِ وَثَنى بملائِكَتِه القُدْسيَّة , " يا أيُّها الذِينَ آمَنُوا صلّوا عليْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً " أمرنا بذلك فى كلِّ مَحْفَلٍ وَمقام , وقد فضلَهاَ بَعضُ الفُضلاَءِ على الصلاةِ النَّفْليَّة , فيا سعادة من أشغلَ نفسَه ُبها ولازمَ وِرْدَهاَعلى الدَّوَام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ومن فضائل الصلاة عليهِ أنها دَلائِلُ الخيرات والبركات والفتوحات السَّنية , ومنبع الحسنات ومهبط الرحمات والإفضال والإنعام , وباب الرباح والفلاح والصلاح والعطية وكنز النجاح وبحر السماح لمن لها قد أدام , ووصلة بين العبد وربه وسبب لحصول الأرزاق والغنائم الدنيوية , وحجاب من الكروب والخطوب والآثام , وسعادة فى الدارين وتخفف سكرات الموت وتحفظ من الأهوال الدنيوية والأخروية , وأمان من الفتانات ومطلقة للسان عند سؤال الملكين وسراج فى القبور من الوحشة والظلام , وَيُظَلَّلُ المصلي تحت ظل العرش يوم القيامة ويؤتى كتابه بيده اليمينية ويحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً ويكرم غاية الإكرام , ويشرب من حوض النبى صلى الله عليه وسلم شربة سائغةً هنية , ويرى عند المرور على الصراط نوراً أعظم من البدر التمام , ويعطى فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على القلوب البشرية , ويسقى من الرحيق المختوم فى دار السلام فعليك بها أيها المحب ولازم وردها فى أوقات عمرك الدهرية , لعلك تفوز بدار الدوام مع الفائزين دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2014 2:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
يا رَبَّ صَلّ عَلَى النَّبى وآله

مَنْ نارَتْ الدُّنْيا بِنُورِ جَمَالهِ


وَعَلَى صَحَابَتِهِ الْكِرَامِ بِجَمْعِهِمْ

وَالتَّابِعينَ الْعامِلينَ بِقَوْلِهِ


ثمَّ السَّلاَمُ عَلَى الدَّوَامِ هَدِيَّةً

لِلْمُصْطَفى وَلزَوْجِهِ وَلِنَسْلِهِ


مِقْدَارَ عِلْمِكَ يا عَليمُ وَخَبْئِهِ

وَبِقَدْرِ حِلمٍ لا انْتهاَءَ لِفَضْلهِ


وَبِقَدْرِ سَمْعِكَ يا سَمِيعُ مَقالَتِى

وَبِقَدْرِ أَبْصَارِ وَرِفْعَةِ بالهِ


وَبِقَدْرِ رَحْمَتِكَ التى أَعْطَيْتَهاَ

لمنِ ارْتَجى فَرَحِمْتَهُ مِنْ ذُلهِ


وَبِقَدْرِ نِعْمَتِكَ التى أَنْعَمْتهاَ

وَالجودِ وَالْإِحْسانِ مَعَ إِفْضالهِ


وَبِقَدْرِ نُورِ جَمَالِ وَجْهِكَ رَبنا

وَبِقَدْرِ سرِّ السِّر فى إِجْلاَلهِ


وَبِقَدْرِ حُبِّكَ فيه وَالْكَرَمِ الذى

أَعْطَيْتَهُ للْعالمينَ لِأجْلِهِ


وَبِقَدْرِ عِزك يا عزيزُ وشأْنهِ

وَبِقَدْرِ قُرْبِكَ فى لَذِيذِ وِصالهِ


وَبِقَدْرِ مَعْلومَاتِ عِلْمِكَ دَائِماً

وَبِقَدْرِ ذِكْرِكَ فى كمال كمالهِ


وَبِقَدْرِ مَدْحِكَ فيهِ والشَّرَفِ الذِى

ما نَالهُ ذُو الْقَدْرِ مِنْ أَمْثالهِ


وَبِقَدْرِ رُتْبَتِه وَرَفْعِ مَقامِهِ

وَبِقَدْرِ سُنَّتِهِ وَصدْقِ مقالهِ


وَبِقَدْرِ بَهْجَتِهِ وَطَلْعَةِ بَدْرِهِ

وَبِقَدْرِ نَْشأَتِهِ وَصَفْوَةِ شَكلِهِ


وَبِقَدْرِ ما فى اللَّوْحِ معَ قلمٍ جَرَى

وَبِقَدْرِ بَدْءِ الدَّهْرِ مَعَ إِيصالهِ


وَبِقَدْرِ سُكانِ السَّمواتِ الْعُلى

وَالحجبِ وَالْكُرْسِى وَعَرش جلاَله


وَبِقَدْرِ خَلْق الْأَرْضِ من إنس ومن

جن كَذَا الحيَوَانُ فى أَشْكالهِ


وَبِقَدْرِ تَسْبيحِ الْعِبادِ وَذِكْرِهم

وَبِقَدْرِ أَسْرَار الكِتاب وفضْلهِ


وَبِقَدْرِ ما فى الْأَرْض من شَجَرٍ ومن

وَرَقٍ وَأَثماَرِ النَّباتِ وَأَصْلّهِ


وَبِقَدْرِ رَمْل وَالحصى معَ كلِّ طَوْدٍ

فى الجِهاتِ وَوَعْرِهِ أَوْ سَهْلهِ


وَبِقَدْرِ مَا جَرتِ الرَّياحُ وحَرَّكتْ

وَبِقَدْرِ ما يُؤْوِى الْبِنا مَعْ ظِلِّهِ


وَبِقَدْرِ ما طَلَعَتْ عليهِ الشَّمْسُ من

بَرٍ وَبَحْرٍ وَالْعُلُوِّ وَسُفْلهِ


وَبِقَدْرِ قَطَرَاتِ الْبِحار وَوَزْنِها

وَالْموُجِ وَالزَّبَدِ الرَّفيعِ وَثِقْلهِ


وَبِقَدْرِ ما فى الْغَيْثِ من مَطرٍ وَمن

بَردٍ وَثَلْجٍ ثمَّ قَدْرَ نُزُولهِ


وَبِقَدْرِ صَوْتِ الرَّعْدِ ثمَّ دَوِيِّه

وَبِقَدْرِ بَرْق السُّحُب معْ إِشْعالهِ


وَبِقَدْرِ أَنْفاَسِ الخلاَئقِ كلّهم

دُنْيا وَأُخْرَى وَالحساب وَعدْلهِ


وَبِقَدْرِ سكانِ الجِنانِ وَما حَوَتْ

مِمَّا أُعِدَّ منَ النَّعيم لِأَهْلهِ


وَبِقَدْرِ مَنْ سَكَن اَلْجحيمَ وَمُكْثِهِ

فيها وَقَدْر عذَابهِ وَنَكالهِ


وَبِقَدْرِ مَنْ صَلَّى عَلْيهِ وَمَنْ سَهاَ

منْ مَبدءِ الدُّنْياَ لِيَوْمِ مَآلهِ


وَبِقَدْرِ أيَّام الدُّهُوُرِ وَمَرِّها

وَبِقَدْرِ ساَعاتِ النَّهاَرِ وليْلهِ


ما لاحَ نَجْمُ فى السَّماعِ وماَ بدَا

قَمرُ الْعُلا وَضَاءَناَ بِهلالهِ


وَاجْعلْ ثَوَابَ صلاتِناَ لِمحمَّد

أَبداً دَوَاماً لاَئِقاً بِجَمالهِ


مقْدَار ما قَدْ مَرَّ مِنْ عَدَدٍ وزِدْ

مِنْ فَيْضِ فَضْلِكَ قَدْرَذلِك كلهِ


ما دَامَ وَجْهُكَ باقياً يا ذَا الْعُلاَ

ورَفيعُ مَجْدِك مَعْ كمالِ كمالهِ


يا رَبِّ وَفقْناَ لِنَقْفُوَ إِثْرَهُ

وَأمْنُنْ بَمنْهَج رُشْدِهِ وَدَليلهِ


وَلناَ أَنلْ لَثمَ الضَّرِيحِ بجَمْعنا

وارْوى الْفُؤَادَ بشُرْبِ رَاح زُلالهِ


وَاصْفَحْ عَنِ الزَّلاَّتِ وَأرْحَمْ ضَعْفَنا

وَأنْعِمْ بِتَنْحِيَّةِ الرَّدَى ووبالهِ


وَاجْعلْ لَنا مِنْ كلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً

وَالْطُفْ بنا عِنْدَ الْقضاَ وحُصولهِ


وَأخْتم بخير يا كرِيمُ لِجمْعِنا

وَأَظِلَّنا يَوْمَ الرَّدَى بِظِلاَلهِ


وَاسْمَحْ لِعَبْدِك بالرَّضا والْعَفْوْ

عمَّا قَدْ جناَهُ مِنَ ألْخطا وَفِعالهِ


فَهُوَ المناوىُّ الذَلِيلُ المرْتجى

مِنْ بحْر جُودِكَ غَسْلَ رَجْسِ ضلالهِ


وَلوالديْه أغْفِرْ جَميعَ ذُنوبهم

وَلآلهِ وَلزَوْجِهِ وَلِنَسْلِهِ


ما قالَ مُشْتاَقُ لِذِكرِ مُحَمَّدٍ

يا رَبِّ صَلّ عَلَى النَّبى وَآلهِ


***

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2014 3:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وَلمَّا تَعَلَّقَتْ إِرادةُ اللهِ سُبْحَانهُ وَتَعاَلى بِتكْوِينِ الكائنات عُلويَّةً وَسُفْليَّة , وَبَدْئِهاَ بِأَشْرَفِ الْعالمينَ أصولاً وأرْفَعهِمْ فى المقاَمِ , خَلَقَ نُورَ مُحَمّدٍ مِن صفاَءِ بياَضِ أَنْوَار ذَاتهِ الْقُدْسِيَّة , فَدَارَ بِالْقُدْرةِ وَتقَلَّبَ فى خزائِنِ الغَيْبِ حَيْثُ شاَءَ الملِكُ الْعلاَّمُ , ثمَّ خَلَقَ مِنْهُ العرش والكرسى واللوح والقلم والملائكة الروحانية , وأمر القلم أن يكتب فى اللوح مقادير العباد قبل خلق الكائنات بخمسين ألف عام , فكتب القلم ما كان وما هو كائن فى المدَّة الأزلية , وكتب الشقى شقياً والسعيد سعيداً كما شاء الله بأبدع إتقان وأعظم إحكام فأمَّا الذين شَقُوا فَفى النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض صَرَّحَتْ بذلك الآية القرآنية " وأما الذين سُعدُوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض " فسبحان من أنزل هذا الكلام , ثم خلق الجنة والنار والحجب والكواكب والسماوات والأراضين والعوالم الحيوانية , وخلق الجبال والمياه والهواء والأزمان وَأقَرَّ بِتَوْحِيدِهِ نُورُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ثم خلق أرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من دُرَْة بَهْجَة أنوار ذاته المصطفوية , فهو قَمَرُ والكل حَولهُ كواكب عظام , ثم جَمَعَ الله الأنبياء فى حضرةِ قُدْسِهِ وسطعت عليهم الأنوار المحَمَّدِية , فقالوا : رَبَّنا مَنْ غَشينا نُورُهُ ؟ فَقال : هذا نُورُ مُحَمَّدٍ الَّذى هُوَ لَكُمْ عقْدُ نِظَام , إنْ آمَنْتُمْ بِهِ جَعَلْتُكُم أنْبِياء فقالوا آمَنَّا بِهِ وَصَدَّقْنا بِرِسالَتهِ الحنيفيَّة , فلمَّا أَقَرُّوا بذلكَ قالَ فاشهْدُوا وَأَناَ مَعَكُمْ مِن الشَّاهِدِينَ فَشَهِدَ بِشَهادَتهمْ الملِكُّ الْقُدُّوسُ السَّلاَم.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ثُمَّ طافَ نُورُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَمَ حول العرش وهو يحمد ربه بالمحامد السَّنيَّة فَسَمَّاهُ اللهُ مِنْ أجْلِ ذَلِكَ مُحَمَّدَّا وَزَيَنه بِأشْرَفِ الشَّمائِل وَتَوَّجَهُ بتاجِ المهابَةِ وَالْقَبُول وَالْإحترام , وَخَصَّهُ بِعزةِ النَّصْرِ وَأَيَّدَهُ بالملائكَةِ وَنُزُولِ السَّكِينَةِ وَالْإطلاَعِ عَلَى الْغيْب وَالسَّبْع المثَانى وَالْفضائل الوَهْبيَّة , وَإِجَابةِ الدُّعاءِ وَقَلْب الأعيان لهُ وَالْإبْرَاءِ مِنَ الآلاَم , وأعطاه المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود والعز الممدود والدرجة العَلِيَّة , وأعلمه بنبوته وبشره برسالته وأطلعه على جميع الأحكام , وأفاض عليه من بحار كمالاته الإحسانية , وَالْهَمَهُ الحلم والعلم والرأفة والرحمة والرضوان والجمال الذى لا يُسَام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2014 5:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
صَلاَةُ اللهِ ذِى الْكَرَمِ

عَلَى المخْتاَرِ فى الْقِدَمِ


مُحَمَّدْ صاَحِبُ الحرَمِ

نَبِينا المصطفى الْعلم


***


إِمَامِ الْأَنْبِيا الْكُلِّ

شَرِيفِ الْفَرْع والْأَصْلِ


حَمِيدِ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ

جَمِيلِ الخَلْق وَالشيِّم


***


وَرَبُّ الحُسْن كَمَّلَهُ

وَبِالْأَنْوَارِ جَمَّلهُ


وَشَرَّفَهُ وَفَضَّلَهُ

عَلَى الْأَكْوَانِ كلِّهمْ


***


وَقَبْلَ الخلْقِ أوْجَدَهُ

وَبِالْإِحْسَانِ أفْرَدَهُ


وَبِالتَّعْزِيزِ أيَّدَهُ

وَفَضلهُ عَلَى الْأُمَمِ


***


وَأَعْلَمَهُ نُبُوَّتَهُ

وَأَنْبَأَهُ رسالَتهُ


حَوَى المخْتَارُ غايَتَهُ

مِنَ التَّكْرِيم وَالْعظم


***


وَقَبْلَ الخلْقِ دُرَّتُهُ

وَصُورَتُهُ وبَهْجَتُهُ


تَفُوقُ البَدْرَ طَلْعَتُهُ

كَبَدْرٍ ضَاءَ فى الظُّلم


***


هُوَ المخْتَارُ فى الْأَزَلِ

وَبَدْءُ نَتَائِجُ الْأُوَلِ


فمِنْهُ سائِرُ الرُّسُلِ

نُجُومُ وَهُوَ كَالْعَلم


***


وَمِنْه الْعَرشُ وَالكُرسى

وَخلْقُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ


وخلْقُ الْبَدْرِ وَالشمَّسِِ

وَخلْقُ اللَّوْح وَالْقلم


***


ومِنْهُ الْحُجْبُ قَدْ نُصِبَت

وَأمْلاَكُ السَّما خُلِقَتْ


وَجَنَّاتُ الْعُلاَ نَشَأَتْ

بمَا فيهَا مِنَ النِّعَم


***


وَمِنْهُ السَّبْعَةُ ارْتَفَعَتْ

طِبَاقاً فى العُلاَ وَقَفَتْ


وَمِنْهُ الْأَرضُ قَدْ سُطِحَتْ

بَهجَةِ نُورِهِ الْعَمَم


***


حَبيبى إِنَّنى هَائِم

وَلَكَ يَا مُصْطَفى خادِمُ


وَرَبِّى بالفُؤَادْ عالمْ

وَقَلْبى فيكَ ذُو هِمَم


***


جَمَالُ الوَجْهِ هَيَّمَنى

وَنُورُ الخَدِّ تَيَّمَنى


سَوَاد الْعَيْنِ أَحْرَمَنِى

لَذِيذُ النوْمِ فى الظُّلم


***


فَجدْ يَا سَيِّدِى وَارْحَمْ

مُتَيَّم فى هَوَاكَ مُغْرَمْ


فأَنْتَ السَّيِّدُ الْأَكْرَمْ

عَلىُّ الْقَدْرِ وَالهِمَم


***


وحُبُّكَ زَادَ فى وَجْدِى

فَصِلْ يَامُصْطَفى ودِّى


وَلاَ تَقْطَعْ وَفَا عَهْدِى

مُرَادِى رُؤْيَةَ الْحَرَمِ


***


مُرَادِى رُؤْيَةَ الْمَسْعى

وَفِيهَا قُرْبَةً أَسْعى


وَللْبَيْتِ الْعَتيق أُدْعى

أَضَعْ فى أَرْضهِ قَدَمِى


***


أَقُولُ لِفَرْحتى اتصلى

غَداً نَرْحَلْ إلى الجَبل


وَنَبْلغْ غَايَةَ الْأَمَل

بمَوْقِف مَهْبطِ الْكَرَم


***


وَبَعْدَ الْفَرْضَ مَطْلوبى

ومَقصُودِى ومَرْغُوبى


وُصُولى نَحْوَ مَحْبُوبى

إِمَامِ الْعُرْبِ والْعجم


***


فياذَا الْفَضْلِ قَرِّبْنَا

لِحَضْرَتِه وأَدْخِلْنَا


وَمِنْ كَرُباتِنَا أَنجِدْنَا

وَخَلِّصْنَا مِنَ التُّهَم


***


وجُدْ لِعُبَيْدِكَ الْفانى

مُناوِى المذْنِبِ الْجَانى


بِعَفْوٍ ثُمَّ غُفْرَانٍ

مَعَ الْإِخْوَانِ كلِّهِمْ


***


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2014 7:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وَلمَّا خَلَقَ اللهُ سُبحَانَهُ وتعَالى آدَمَ مِنْ طينٍ وتَكامَلَتْ أَوْصافُه البَشرية , أمر الروح أن تدخل فى جسده فمكثت فى رأسه مائة عام وفى صدره مائة عام وفى ساقه وقدمه مائة عام , ثم أسكن نور محمد في ظهره فكان يَتَلأْلأُ في جبينه كَتَلَأْلُؤ القمر في الليلة البدرية , فغلب نور محمد صلى الله عليه وسلم على أنوار آدم عليه السلام , ثم عَلمَهُ اللهُ تعالى أسماء جميع المخلوقات وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا سجود تعظيم وتحية , إلا إبليس أبى واستكبر فأدَّاهُ كِبرُهُ إلى الكفر فصار من القوم اللئام , وكان يعبد الله مع الملائكة ويعلمهم فى العبادة الكيفية , فسبق عليه القضاء فَنقل من ديوان أهل السعادة إلى ديوان أهل الشقاوة حتى كان لنفسه من الظَّلام , فأهبطه الله مذموماً مدحوراً وطرده من الدار الجنانية , أى أخرجه منها مذموماً مخذولاً ملعوناً إلى يوم الزِّحَام.



فيَا عَبْداً لربِّ الْعَرْشِ عَاصى

أَتَدْرِى مَا جَزَاءُ ذوِى المعَاصى


سَعيرُ للْعُصَاةِ بهَا ثُبُورُ

فَوَيْلُ يَوْمَ يُؤْخَذُ بالنَّوَاصى


فإنْ تَصْبِرْ عَلَى النِّيرَانِ فَاعْصى

وَإلاَّ كُنْ عَنِ العِصْيَانِ قاصى


وَفِيما قَدْ جَنَيْتَ مِنَ الخطايا

هتكْتَ السَِتْرَ فاجْهَدْ فى الْخَلاَصِ


وَخَالِفْ أَمْرَ نَفْسِكَ مَعْ هَوَاهَا

وَخَفْ رَبِّ السَّّما يَوْمَ القصاصِ


أَبى إبْلِيسُ لم يَسْجُدْ لآدَم

فَوْقَعَهُ التَّكَبُُّرُ فى معاصى



ثم خلق الله حواء من ضلع من أضلاع آدم الشمالية , أى خلقها الله تعالى منه في سِنةِ المنام , فلما استيقظ من نومه ورآها جالسةً على كرسي من المعادن الذهبية , رَامَ القرب منها فقالت الملائكة له : مَهْ يَا آدَمْ ، قال كيف وقد خلقها الله تعالى لى وذلك من الله بإلهَام , فلما انقضت من آدم مقالته اللفظية , قالت له الملائكة : حتى تُؤَدِّى صَدَاقَهَا بالكمال والتمام , فقال : وما هو ؟ قالوا أن تصلي على محمد بن عبد الله ثلاث مرات وفى رواية عشرين عددية , ففعل فجرى وجوب الصداق فى ذريته على ممر الدهور والأعوام ثم جمع الله رُؤَسَاءَ الملائكة وقال : أُشْهِدُكُمْ يَا مَلاَئِكَتى أَنَّى زَوَّجْتُ عَبْدِى آدَم مِنْ أَمَتى حَوَّاءَ فَيَالَهَا مِنْ زَوْجِيَّة , ثم أتى لآدم بدابةٍ من دواب الجنة فركبها واصطفت ملائكة الله عن يمينه وشماله والخلف والأمام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ولما تزوج آدم بحواء أباح الله لهما نعيم الجنة ونهاهما عن الأكل من الشجرة الخلدية , فَتَحَيَّلَ ابليس حتى دخل الجنة وجاء إليهما وقال : كُلاَ من هذه الشجرة فإنها لذيذة الطعام , والسبب فى دخوله أنه جلس عند باب الجنة فى صورة شيخ مجتهد فى عبادة عالم الأسرار الغيبية , ومراده انتظار أحد يخرج ليسأله عن آدم فَيُوّضَّحَ له الكلام , فلما خرج الطاووس قال له : من أين ؟ قال من حديقة آدم الفلانية . فقال له : ما الخبر عنه ؟ فقال : هو فى أرغد عيشٍ وأحسن حالٍ ونحن له من جملة الخدام . فقال له : هل تستطيع أن تدخلنى عليه لأجل نصيحة عندى له سرية ؟ فقال له : من أنت ؟ قال : من الكُرُوبِيِّينَ القائمين بالعبادة لربِّنا حقَّ القيام . فقال له : وما النصيحة ؟ فقال : نحن معاشر الكروبيين لا نُطْلِعُ أحداً على أسرارنا الخفية . فقال : النصيحة لا تكون سِراً ولكن اذهب إلى رضوان فإنه لا يمنعُ أحداً من دُخُل دار السلام . وقيل إنه قال له ليس لى قدرة على إدخالك وإنما أدلك على الحية فلما دله عليها ، قال : ادخلى بى إلى الشجرة الخلدية . فقالت : وكيف ذلك ؟ قال : أكون ريحاً فى جوفك , فتحول ريحاً ودخلت إلى الشجرة فغنى فى جوفها بأحسن أصوات وأطرب أنغام , فأقبل آدم مع زوجته يسمعان الأصوات المشجية , فلما رآهما بكى بكاءً شديداً وأظهر لهما الحزن والإغتمام . فقالا له : ما يبكيك وليست هذه الدار دار هم وحزن وكرب وبلية ؟ فقال : عَلَّكما تموتان وتفقدان النعيم المقيم ، ألا أدلكما على شجرة الخلود ومُلكٍ لا يبلى على الدوام . فكلا من هذه الشجرة فقالا : نُهينا عن الأكل منها وكيف نخالف من أحاط علمه بالأشياء كليةً وجزئية ؟ فقال : كلا منها فإنى لكما من الناصحين وحلف لهما بأرفع أيمان وأعظم أقسام . فلما غَرَّهما وأكلا منها وجرت المقادير بالأمور المقضية , طار التاج المكلل بالزمرد واليواقيت من على رأس آدم وتناثرت الحُلَل وزال السرير من تحت الأقدام , وعاتبه الله تعالى فى ذلك معاتبةً ظاهرية , لأنه كان مأموراً به فى الباطن وبه سبقت المقادير وتعلقت الأحكام .

عتاب



يا آدمَ الْفَضْلَ أَنْشَأْنَاكَ إِنْسَانا

خَلْقاً سَويّاً وَأَمْدَدناكَ إحْسانا


يا آدمَ الْفَضْلِ قُلْنَا لِلْملائِكَةِ

اسْجُدُوا لآدَمَ أَوْلَيْنَاكَ رضْوَانا


يا آدمَ الْفَضْلُ أَسكنَّاكَ دَارَ عُلاَ

كانَتْ بها الْحُورُ والْوِلْدانُ سُكَانا


يا آدمَ الْفَضْلِ أَعْطَيْنَاكَ منزلةً

رَفِيعَةً قَدْرُهَا يَسْمُو بِإعْطانا


يا آدمَ الْفَضْلِ أَلْبَسْنَاكَ مِنْ حُلَلٍ

خُضْراً ثِيَاباً وأَخْلَعْنَاكَ بُرْهانا


يا آدمَ الْفَضْلِ مَتَّعْنَاكَ فى نِعمٍ

لا تَنْقَضى أَبَداً مَعْنَى وأَعْيانا


يا آدمَ الْفَضْلِ أَهْدَيْنَاكَ مكْرَمَةً

فَبيْنهَا وفِعالِ منْكَ شتَّانا


يا آدمَ الْفَضْلْ سامحْنَاكَ مِنْ خطاءٍ

مِناً وفَضْلاً وَأَوْسَعْناك غُفْرَانا


يَا وَاسعَ اللُّطف يَا مَنْ شَأْنُهُ كرَمُ

اغْفِرْ فِعَالاً جَرَتْ قُبْحاً وعصيَّانا


مِنَ المناوي إذَا قَامَتْ قِيامَتُهُ

وَجَاءَ يَوْمَ اللّقَا في الْحَشْرِ حَيْرَانا


بِجَاه مَنْ أَشْرَقَتْ في الْكَونِ طَلْعَتُهُ

المصْطَفى المرْتضى مَنْ بالهُدَى جانا



ثم مشى آدم فى أرض الجنة ليستتروا بأوراقها الشجرية . فقال الله تعالى : أفراراً منى يا آدم ؟! قال : بل حياءً منك ياذا الطول والإنعام وما ظننت يا رب أن أحداً يحلف كاذباً بأسمائك الجلالية , فقال : اهبطا منها جميعاً إلى دار التَّأميل والحطام فلما خرج آدم من الجنة وَدَّعَ ما فيها بعد أن ذكر الله تعالى بأسمائه الرحمانية . فقال جبريل عليه السلام : مهلاً يا آدم حتى يأتى العفو من الملك العلام . فقال الله تعالى لجبريل مقالةً رحيميةً : دَعْهُ يَخْرُجُ يا جِبْرِيلُ وَسَيَعُودُ إليها بألوفٍ من ذريته ، فسبحان من يجود بالإنعام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2014 9:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما قضى الرحمن ما هو كائن , جرى حكمه المقدور والوعد سابق قضي بهبوطٍ من جنان لآدم , وذلك أمر الله والأمر صادق , ولما هبطا من الجنة نزل آدم بالأماكن الهندية , ونزلت حواء بغيرها فمكث آدم يبكى ثلثمائة عامٍ , فأنبت الله من دموعه الأشجار الطيبية , وبكت حواء فأنبت الله من دموعها أصول الأزهار العظام , ولما اجتمع آدم بحواء على عرفات فاضت عليهما بركاته الربانية , ووقع الصفاء والوفاء بينهما وطال السلام , ثم أرسل الله لهما نهراً فاغتسل آدم وغشى حواء فولدت له أربعين من الذرية , في عشرين بطنٍ في كل بطنٍ ذكر وأنثى ووضعت شيئاً وحده تعظيماً لنور النبى وإكرام , ولما ولد شيث انتقل النور المحمدى إلى ظهره وكان يتلألأ فى جبينه كالطوالع القمرية , فكان يفتخر على إخوته للإجلال والإعظام , ولما انقضى أجل آدم وأدركته المنية , أوصى شيثاً على أولاده وأوصاه أن لا يُودَعُ هذا النور إلا فى المطهرات من النساء فامتثل أمر أبيه وبالعمل بالوصية قام , ثم أوصى أولاده بوصية أبيه آدم المرضية , أن لا يودَعَ هذا النور إلا فى المطهرات من النساء السليمة من الشكوك والظنون والأوهام , ولم تزل هذه الوصية تنتقل من أشرف الأصلاب الطيبة الخيرية , إلى أعظم البطون وأطهر الأرحام , إلى أن جاء هذا النور صلى الله عليه وسلم إلى ظهر نوح الذى أنجاه الله ومن معه فى الفلك المشحون من الأمواج الجبالية , فحاز نوح ببركته مراتب الهنا ونال المنى والمرام , ولما وصل نور محمدٍ صلى الله عليه وسلم إلى ظهر إبراهيم صاحب الملة الحنيفية , أنجاه الله ببركته من نار عدوه حيث قال لها : كونى برداً وسلاماً على إبراهام , ولما انتقل من ظهر إبراهيم إلى ظهر إسماعيل جاءه الفداء من الدار الجنانية , نزل به جبريل عليه السلام لما أُمِرَ أبوه بذبحه فى المنام , ولم يزل نور محمدٍ صلى الله عليه وسلم ينتقل من الأصلاب الطاهرة الزكية إلى الأرحام الفاخرة الفخام , إلى أن جاء فى ظهر جده عبد المطلب المعدود من الأمة التوحيدية , فحمى ببركته من أصحاب الفيل البيت الحرام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )



بَدَتْ شمُوسُ الْهُدى مِنْ حُسْنِ قَامَتِهِ

وَأَشْرَقَ الْكَوْنُ مِنْ أَنْوَارِ غُرَّتِهِ


وَالْكَائِنَاتُ لِأَجْلِ المصْطَفى خُلِقَتْ

دُنْيَا وأُخْرَى جَمِيعاً مِنْ مَلاَحتِهِ


هُوَ أَوَّلُ الْخَلْقِ سِرُّ الْعَالمينَ بهِ

كَذَا جَمِيعُ البَرَايَا مِنْ بِدَايَتِهِ


لوْلاَهُ مَا أَوْجَدَ اللهُ الوُجُودَ وَلاَ

قَدْ كَانَ مَا كَانَ إِلاَّ مِنْ كَرَامَتِهِ


حَازَتْ بهِ الْأَنْبِيَا مَجْداً وَمَكْرُمَةً

وَنَالَتِ الرُّسُلُ عِزَّا مِنْ هِدَايَتِهِ


عَلاَ بهَ آدَمُ أَسْنَى الْعُلاَ رُتَبَاً

وللْقَبُّولِ جَنى فى ظِلِّ حُرْمتِهِ


لَهُ ملاَئِكَةُ الرَّحمنِ قَدْ سَجَدَتْ

سجُود عِزٍّ وَتَشْرِيفٍ لهيْبَتِهِ


مُذْ لاَحَ فى ظَهْرِهِ نُورُ النَّبي وَمَا

بَدَا السُّجُودُ له إِلاَّ لِلَمْعَتِهِ


إِدْرِيسُ لمَّا دَعى لَوْلاَهُ مَا أرْتَفَعَتْ

عِنْدَ المُّهَيْمِنِ أَقْدَارُ لِرُتْبَتِهِ


وَيُونُسُ الْفَضْلِ لمَّا بِالْحَبِيبِ دَعَا

أَنْجَاهُ مَوْلَى الوَرى مِنْ سِجْنِ غُمَّتِهِ


بِهِ تَوَسَّلَ نُوحُ فاسْتُجِيبَ لَهُ

وَقَدْ نَجَا مَعَهُ مَنْ فى سَفينَتِهِ


نَجَّى مِنَ النَّار إِبْرَاهيمَ ساعَةَ إذْ

أَلْقَاهُ نمْرُوذهُ أسْنى حِمَايَتِهِ


وللذَّبِيحِ فِداً مِنْ عنْدِ خَالِقِنَا

جاءَ الْأَمِينُ بهِ فَخْراً لِصَفْوَتِهِ


يَعْقُوبُ نَادى بهِ من كُرْبةٍ نَزَلَتْ

عَافَاهُ رَبُّ السَّما مِنهَا بِبَهْجتِهِ


وَرَدَّ يُوسُفَ مَولاَهُ عَلَيْهِ كَذَا

الْإِبْصَارُ عَادَ لَهُ مِنْ بَعْدِ ظُلمتِهِ


أَيُّوبُ مِنْ ضُرِّّهِ لَمَّا اسْتَجَارَ بهِ

أَبْرَاهُ رَبُّ الوَرى مِنْ دَاءِ بَلْوَتِهِ


داوُدُ مِنْ سرِّهِ لانَ الحَدِيدُ لَهُ

وأُوتي الْحُكْمُ تَشْرِيفاً لحكْمتِهِ


بهِ سلَيمانُ نَالَ الْمُلْكَ مُنْفَرِداً

إِنْساً وَجِنّاً وَرِيحاً طَوْعَ خِدْمَتِهِ


مُوسى عَلَى الطُّورِ نَاجَاهُ الْكَرِيمُ وما

كَانَ الخِطَابُ لَهُ إِلاَّ بحَضْرَتِهِ


وَقَدْ كَفى الله عيسى مَكْرَ مَا مَكَرتْ

بهِ اليَهُودُ لَهُ رَفْعُ برِِفعتِهِ


لوْلاَهُ لوْلاَهُ مَا قَدْر سَما وعَلا

وَمَا ارْتَقَى الرُّسْلُ إِلاَّ مِنْ مَزِيَّتِهِ


وَالْأَنْبِيَاءُ بِهِ جلَّتْ مَرَاتِبَهُمْ

وَمَا حَوَوْا مَجْدَهُمْ إِلاَّ بِقُدْرَتِهِ


بجاهه يَا إلهى وَجْهَهُ أَرِنَا

وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِتَعْزِيز بِطَلْعَتِهِ


وَاسْمَحْ لَنَا بالرِّضَا وَانْعِمْ بِمَرْحَمَةٍ

فُؤَادَنَا أَرْوِيهِ مِنْ صافى مَوَدَّتِهِ


وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى وَاُسْتُرْ فضَائِحنَا

وَتُبْ عَلَيْنَا وَوَفَّقْنَا لِسُنَّتِهِ


وَارْحَمْ بِفَضْلِكَ عَبْداً مَالَهُ عمَد

سِوَاكَ يَا عَالِماً أَسْرَارَ حَالَتِهِ


فَهُوَ الْمنَاوِىُّ أَوْزَارُ لَهُ كثرَتْ

يَرْجُو رِضَاكَ لِتَعْفُو عَنْ خَطِيئتِهِ


وَوَالِدَيْهِ وَأوْلاَدٍ وَإخْوَتِهِ

وَالآلِ وَالصَّحْب جَمْعاً مَعَ قَرَابَتِهِ


واخْتمْ بِخْيرٍ لِكلِّ الْمُسْلِمِيِنَ وَلا

تَحْرِمْهُمْ يَوْمَ حَشْرٍ مِنْ شَفَاعَتِهِ



وذلك أن أبرهة بنى كنيسة وزينها بأنواع الزمرد واليواقيت النفيسية , وزعم أنها كبيت مكة وأراد أن تحجها العرب في كل عام , فأغاظه نفر من القبائل الحجازية , فاشتد غضبه لذلك فلما أصبح أصبح وهو فى كربة وإغتمام , فجمع جنداً يزيد عن ستين ألفاً من الفئة الجاهلية , وبعث معهم فيلاً وأرسلهم إلى مكة طالبين البيت العتيق للإنهدام , فلما وَصلوا إلى مكة عجز الفيل فتخلفوا عن دخول البلدة المحمية , فإذا وجهوه إلى أي جهة توجه وإذا وجهوه إلى مكة برك فلم يستطيع القيام , فلما رأوا ما حل بهم من سوء نيتهم القبيحية , أخذوا ما لعبد المطلب من الأنعام , فجاءه الخبر فدار نور محمد صلى الله عليه وسلم فى جبينه كالدائرة الهلالية حتى أصبحت به أماكن مكة كالمصابيح يزول منها الظلام , فتوجه عبد المطلب إلى أمير القوم ومعه بعض من السادة القرشية , وسأل الأمير في رد ماله فردَّ عليه ما أخذه الأقوام , ثم قال له : لما لم لم تسأل عن البيت ، فقال : المال مالى وللبيت رب يحميه بحمايته القوية فلما قصدوا هدمه أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجيل حتى شربوا كؤوس الحمام , وبقى واحد منهم فتوجه إلى ملكهم وقص عليه قصتهم المحكية , فكان طائره على رأسه فأسقط الحجر عليه فمات وخص الله ملكهم بالبرص والجذام , وما زال فى عقوبةٍ إلى أن عجل الله بروحه إلى الطبقات السعيرية , وألقاه في نار ذات عذاب شديد وانتقام , ونصر الله عبد المطلب ببركة نور محمد سيد البرية , فعلا قدره واشتهر فضله بين الأنام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 31, 2014 2:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما كان نور محمد صلى الله عليه وسلم في ظهر جده عبد المطلب كانت تفوح منه الرائحة المسكية , وكانت قريش يستسقون ببركته ويستنصرون به إذا أصابهم انهزام , فرأى في منامه سلسلة من فضةٍ خرجت من ظهره حتى بلغت العنانة السماوية , ثم عادت شجرة خضراء فتعلق بأغصانها جميع الأنام , فلما أصبح قص ما رآه على أهل المعرفة فَعَبَّرُوها له بالمقالات الحسنية , وقالوا له : يخرج من ظهرك ولد تطيعه أهل السماوات والأرض ويكون للناس القدوة والإمام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ثُمَّ أُمِرَ بِحَفْرِ زَمْزَمَ في المنام , فلما أصبح قَصَدَهَا بِهِمَّةٍ عَزْمِيَّة , فمنعته قريش عنها وواصَلوا بينهم وبينه حبل الخصام , فتوجهوا جميعاً إلى مَنْ يفصل بينهم في هذه القضية , فأصابهم في طريقهم ظَمَأ شديد حتى أشرفوا على الهلاك في الجبال والآكام , فتفرقت القبائل في طلب الماء فَرَكِبَ عبد المطلب ناقته وانبعث فنبعت من تحت خفها عين ماءٍ زلالية , فدعا القبائل فشربوا جميعاً وشهدوا له بالصلاح القوى التام , ثم تسامحوا على المصالحة بإخلاص النية , ورَجَعُوا إلى مكة وأمروا عبد المطلب بحفر زمزم فقال : لو رزقنى الله عشرة أولاد لأُبادِرْنَ منهم بذبح غلام , ثم حفر زمزم حتى بَيَّنَ مِنها عَيْنها المائية , وانشرح صدره لذلك وأمست أعداؤهُ في ذُلٍ وإرغام , فلما كملت أولاده عشرة أُمِرَ بوفاء نَذْرِه في النوم فلما أصبح ذبح شاةً وأطعمها للفقراء الحرمية , فقيل له : ليس هذا المراد ، فلما أصبح ذبح بعيراً وأطعمه للفقراء والمساكين والأيتام ، فقيل له : ليس هذا المراد ، فقال وما المراد ؟ قيل : أن تذبح واحداً من الْمُهجِ القلبية فلما أصبح قص على أولاده ما وقع له في المنام , فقالوا له : نحن لك مطيعون ولأمرك سامعون افعل ما شئت يا ذا الشيبة الحمدية , فقال : اقترعوا ، فلما اقترعوا كتبوا أسماءهم على السهام , فجيء بقيمٍ وطرح السهام فخرج السهم على عبد الله فقبض عليه وأخذ بيده مُدْيَةً قوية , فحالت قريش بين عبد المطلب وبين ولده وقالوا : نحن نسأل من أهل المعرفة والأفهام , فتوجهوا إلى كاهنةٍ وسألوها فى هذه القضية , فقالت : قدموا صاحبكم وقدموا عشرة من الإبل فإن رضى ربكم فاذبحوها وإن لم يرضى فزيدواعشرة بعد عشرة حتى يفدى هذا الغلام , فلما رجعوا قدموا عبد الله وقدموا عشرةً من الإبل وطرحوا السهام فخرج السهم على عبد الله فزادوا عشرة بعد عشرة حتى تكاملت الإبل مائة عددية , فنحرها عبد المطلب بعد أن اقترع ثلاث مرات وجعلها للناس وليمة وطعاماً أىَّ طعام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 31, 2014 5:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
يا حَىُّ يا قَيُّومُ يا حَنَّان

يَا رَبُّّ يا رَحْمنُ يا سُلْطَانُ


مَا زِلْتُ أُعْرَفُ بالإسَاءَةِ دَائِماً

وَيكُونُ مِنْكَ الْعَفْوُ والغُفْرَانُ


لمْ تَنْتقِصْنى إِنْ أَسَأتَ وَزِدْتَنى

حَتَّى كَأَنَّ إِسَاءَتى إِحسانُ


تُولِي الْجَميِلَ عَلَى الْقبيحِ تَكَرُّماً

أَنْتَ الْإلهُ المنْعِمُ المنَّانُ


مَالىِ إِلَيْكَ وسِيلةُ يا سَيِّدِى

إلاَّ الَّذِى شَرَفَتْ بِهِ عَدْنَانُ


المصْطَفى المخْتَارُ أَكْرَم شَافِعٍ

في الْخَلْق إذْ كُلَ الوَرى حَيْرَانُ


لِمَ لاَ وَآدَمَ عَمَّهُ لَمَّا اسْتَجَارَ

بِحقِّه مِنْ رَبهِ الإحْسَانُ


وَكذَاكَ إِدْرِيسُُُ النَّبِيُ بجَاهِهِ

هُيِّىء لَهُ فَوْقَ السَّماءِ مكانُ


وَكَذَاكَ نُوحُ في السَّفِينةِ قَدْ دَعَا

فَنَجَا وَأَهْلَكَ قَوْمَهُ الطُّوفَانُ


لَمَّّا حَلَلْت بِصُلْبِ إِبْرَاهِيمَ قَدْ

عَادَتْ لَهُ رَوْضاً بِكَ النِّيرَانُ


وَإِلى الذَّبيحِ نُقِلَتَ يَا خَيْرَ الوَرَى

فَفَدَاهُ مِنْ كَأْسِ الرَّدَى الرَّحمنُ


وَأَبُوكَ عَبْدُ اللهِ مِنْ ذَبحٍ نجَا

فأُزِيلَ عَنْهُ بِجَاهِكَ الْأَحْزَانُ


يَا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ يا تَاجَ الورى

يا مَنْ بهِ تَتَشَرَّفُ الأكْوَانُ


كُنْ لِلْمُنَاوي في الْقِيَامَةِ شَافِعَاً

فَلَقَدْ رَمَاهُ في الرَّدَى الْعِصْيَانُ


وَعَلَيْكَ صَلَّى ذُو الْجَلالِ مُسَلِّماً

ما اهْتَزَّ فى رَوضِ الْحِمى الْأغصَانُ



ولما انتقل نور محمد صلى الله عليه وسلم من ظهر جده عبد المطلب إلى ظهر ولده عبد الله بن فاطمة المخزومية , علا قدره واشتهر فضله بين الأنام , وكان يتلألأ في جبينه كالكواكب الدرية , فمرت عليه قُتَيْلَةُ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَل فَدَعَتْهُ لِنَفْسِهَا فقال : لا أرضى بالحرام , فأخبر والده عبد المطلب بما دعته إليه المرأةُ المسماة الخثعمية , فأخذه وتوجه به إلى دار وهب بن عبد مناف طالباً له الحفظ والإعتصام , والحق أن الله سبحانه وتعالى طهر أصوله من سفاح الجاهلية وَشرفَ بُطُونهُ والأرحام فتزوج عبد الله بآمنة البتول المَرْضِيَّة , وبنى بها في شِعْبِ أبى طالب فحملت بأفصح الأنبياء لساناً وأحلاهم في الكلام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

وفي أول ليلة من ليالي حمله صلى الله عليه وسلم أُغلقت أبواب الجحيم وفتحت أبواب الجنان الرضوانية , واطلع الحي القيوم وتجلى برحمته ورضوانه التجلي العام , واهتز العرش طرباً ومال الكرسي عجباً وانتشرت الرايات الربانية , وتلألأت الكائنات بالأنوار وتنكست على رؤسها الأصنام , ونطقت دواب قريش بالمقالات العربية , وقالت : حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة فهو إمام الدنيا وسراج الأنام , وفرت وحوش المشارق إلى وحوش المغارب بالبشائر القولية , وبشرت حيتان البحر بعضها بعضاً بظهور مصباح الظلام , ونادى لسان حال الكائنات جاءنا اليسر بعد الشدائد العسرية , وظهر إمام العدل والرقيب من الحواسد نام , ولم تجد أمه في حمله وَحْماً ولا تعباً ولا كربية , ولا ثقلاً ولا هزالاً ولا مس آلام , وكان بدء حمله صلى الله عليه وسلم في ليلة جمعة من الليالي الرجبية , وانتهاؤه فى شهر ربيع الأول ليلة الإثنين الثانى عشر من الأيام , وكان صلى الله عليه وسلم وهو فى بطن أمه يسبح ويقدس ذات ربه الوحدانية , فكانت السيدة تسمع تسبيحه وتقديسه وهو فى بطنها فسبحوا من لا ينام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 01, 2014 12:17 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ يَا بَابَ الْحِمى

يَا مَنْ عَلَى الرُّسُلِ الْكِرَام تَقَدُّمَا


فَعَلَيْكَ صَلَّى ذُو الْجَلاَلِ وَسَلَّما

وَدَعَاكَ مأمُوناً عَلَى وَحْىٍ السَّما


يَا مَنْ بهِ كلُّ الْبقَاعِ تَشَرَّفَتْ

وَتَفَاخَرَتْ بِظُهُورِهِ وَتَزَخْرَفَتْ


وَبِحُبِّهِ مُهَجُ الْقُلوبِ تَأَلَّفَتْ

وَالْكَوْنُ تَمَّ بِنُورِهِ وَتَنَظَّمَا


لمَّا انْتَهى نُورُ النَّبِىِّ تكاملاَ

في ظَهْرِ عَبْدِ اللهِ كانَ لهُ الوَلا


حَازَ المفَاخِرَ وَالهنَا دُونَ الملاَ

وَمَقَامُهُ بَيْنَ الْقَبَائِلِ قَدْ سَما


والنَّاسُ حَلَّ بهَا الرِّضَا بِظُهُورِهِ

فيهِمْ وَقَدْ لمعَتْ بُرُوقُ بُدُورِهِ


وَتَبَاشَرَتْ أُمُّ الْحَبِيبِ بِنُورِهِ

وَلهَا الْمُهَيْمِنُ بالسَّعَادَةِ أَنْعَما


حَمَلَتْ بهِ الْأُمُّ الْكَرِيمةُ في رَجَبْ

وَلِحْملِهَا ظَهَرَتْ عَجَائِبُ مِنْ عَجبْ


نَالَتْ بِحَمْلِ المصْطَفَى أَعْلَى الرُّتَبْ

بيْنَ الورى وَلهَا السُّرُورُ قَدِ انْتَمى


شَعْبَانُ ثانى حَمْلِهَا يَا مَنْ حَضَرْ

في وَجْهها نُورُ المفَضَّلُ قَدْ ظَهَرْ


وَضِيَاؤُهُ تَغْلِبْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرْ

إِذْ كَانَ في بَدْرِ الْجَمَالِ مُتَمما


يَا عِزَّهَا رَمَضَانُ ثَالِثُ حَمْلِهَا

بالمصْطَفَى ظَهَرَتْ مَعَالمُ فَضْلها


فَاقَتْ بطَلْعَةِ بَدْرِهِ عَنْ مِثْلَها

وَالسَّعْدُ أَقْبَلَ نَحْوَهَا وَتَقَدَّما


شَوَّالُ رَابعُ حَمْلِهَا بِنَبِيِّنَا

يَا فَوْزَهَا نَالَتْ مِنَ اللهِ المنا


كَمَلَتْ مَحَاسِنهَا بِنورِ حَبيبنَا

وَبِوَجْهِهَا صُبْحُ الْجَمَالِ تَبَسَّما


وَالْقِعْدَةُ الْخَامِسْ لِسَيَّدَةِ النِّسَا

عَنْهَا بِحَمْلِ الْمُصْطَفَى زَالَ الْأَسا


وَصفَا الزَّمانُ بمَدْحِ طَهَ وَاكْتَسى

عِزَّاً وَإجْلاَلاً وَزَادَ تَكَرُّماً


وَالْحُجَّةُ السَّادِسُ لحَمْلِ المصْطَفَى

لِأُمِّ النَّبِىِّ الهَاشمى كَمُلَ الصَّفَا


وَجَرَى بِطَلْعَةِ بَدْرِهِ بَحْرُ الوَفَا

وَشَدَا الزَّمَانُ بمَدْحِهِ وَتَرَنَّمَا


وَمُحَرَّمُ السَّابعُ لِقُرْبِ وُجُودِهِ

فِينَا وَقَدْ لمعَتْ بُرُوقُ سٌعُودِهِ


وَالْكائِنَاتُ تَشَرَّفَتْ بَشِهُودِهِ

فَرَحاً وَرِيحُ الْمِسْكِ مِنْهُ تَنَسَّما


وَالثَّامِنُ المعْرُوفُ صَفَرٌ لِلْهُدى

نُورُ الْمُفَضَّلِ لِلْبَرايَا قَدْ بَدَا


نَزَلَتْ عَلَى الْأَكْوانِ قَطَرَاتُ النَّدى

إفْضَالُ مَوْلاَنَا لِأمَّتِهِ نمَا


وَأتى رَبيعُ بالسُرُورِ مُخَبِّرَّا

بِتمامِ حَمْلِ المصْطَفَى وَمُبَشِّرَّا


بقُدُومِ أَحْمَدُ فيهِ بَدْراً نَيِّرَّا

يَهْدِى الْأَنَامَ مِنَ الضَّلاَلةِ وَالْعَمَى


لمَّ اسْتَهَلَّ وَلاَحَ نُورُ جَمَالهِ

غَمَرَ الورى مِنْ فَيْضِ بَحْرِ نَوَالهِ


فُتِحَتْ لَنَا بِطِلوع شَمْسِ كمالهِ

بِالْعَفْوِ والرِّضْوَانِ أَبْوَابُ الْحِمى


يَا وَاسِعَ الْغُفْرَانِ يَا بَابَ الرَّجَا

يَا ذَا المرَاحِمِ يَا عَظِيمَ المرْتَجى


عَبْدُ ضَعيفُ يَرْتَجى مِنْكَ النَّجا

مِنْ هَوْلِ يَوْمٍ فيه يَشْتدُّ الظَّما


فَهُوَ المنَاوِىٌ الذَّلِيلُ المذْنِبُ

يَبْغِى رِضَاَكَ وَمَنْ بهِ يَتَقَرَّبُ


تَشْرُقْ بهِ شَمْسُ الذُّنُوب وَتَغْرُبُ

وَفُؤَادُهُ ممَّا جَنَاه تَضَرَّمَا



ولما استقر نور محمد صلى الله عليه وسلم في بطن أمه بشرتها الأنبياء في كل شهرٍ من شهور الحمل بالبشائر الجليلة البهية ، ففي الشهر الأول جاءها السيد آدم وبشرها في منامها بأنها حملت بشفيع المذنبين يوم الزحام , وفي الشهر الثاني جاءها شيث وبشرها في منامها بأنها حملت بدرة بهجة الأنوار المصطفوية , التى فرع الله منها جميع الأشياء وأتقنها ببدائع الأحكام , ولما تم لحمله صلى الله عليه وسلم شهران على أصح الأقاويل الشهرية , توفي أبوه عند أخواله وهو راجع من الشام , فقالت ملائكة السماوات السبع الطباقية : ربنا بقى نبيك يتيماً ، فقال تعالى : يا ملائكتى أنا خالقه وحافظه أينما سار أو قام , وفي الثالث جاءها نوح وبشرها فى منامها بأنها حملت بسفينة العلوم اللدنية , الذي أعلى عماد الإيمان ومناره أقام , وفي الشهر الرابع جاءها الخليل إبراهيم وبشرها في منامها بأنها حملت برسول الملة السمحاء الحنيفية , الذي جاهد الكفار والمنافقين وأبطل عبادة الأصنام , وفي الشهر الخامس جاءها الذبيح إسماعيل وبشرها فى منامها بأنها حملت بأفضل من نطق بالعربية , الذي شرف الله به زمزم والحطيم والركن والمقام , وفي الشهر السادس جاءها السيد داود وبشرها في منامها بأنها حملت بمن كانت الجوامد في يده لينة طرية , الذي أحيا الليل بالعبادة حتى تورمت منه الأقدام , وفي الشهر السابع جاءها السيد سليمان وبشرها في منامها بأنها حملت بعين الأعيان الإنسانية , الذي أعطاه الله بساط العناية وجرت بين يديه رياح الهداية وأصبحت ملائكة السماوات لحضرته من الخدام , وفي الشهر الثامن جاءها موسى وبشرها في منامها بأنها حملت بطور التجليات الإلهية الذي خاطبه الله من فوق سبع سماوات وخفض دون مقامه كل مقام , وفي الشهر التاسع جاءها عيسى بن مريم الطاهرة العمرانية , وبشرها في منامها بأنها حملت بأفضل من حج وصلى وصام , ولما كملت عدة أشهره أشرقت الأقطار بالأنوار المحمدية , ونشرت له فى جوانب الأرض الأعلام , ولما جاء شهر ربيع الأول الذى فتح الله فيه أبواب العطية , وطلعت فيه شموس الإيمان وفتحت كنوز الأنعام حضرت ليلة مولده المنيرة القمرية , واشتد بآمنة الطلق بلا وجع ولا إسقام , وكانت السيدة وحيدةً في منزلها فدخلت عليها النسوة الحورية , ومعهن آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران فبدأنها بالتحية والسلام , وأقبلت حواء في جماعة وجاءت سارة الخليلية , وهن يهنئنها بأحسن تهنئةً لِأجَلِّ اغتنام , وفتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة الروحانية , وأقبل الأمين جبريل في كبكبة من الملائكة وبيده ثلاثة أعلام , ودقت طبول الأفراح في السماوات والأرض وعبقت روائح الطيب بين العوالم الجبروتية , وتعطر الملأ الأعلى بعنبر لحظات أوقاته العظام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 01, 2014 1:35 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وتلألأت الكائنات بطوالعه السعودية , وافتخرت الخلائق بقدومه والعرب والأعجام , وعكفت على بيت آمنة طيور مناقيرها من الزمرد الأخضر وأجنحتها من اليواقيت الجوهرية , وتدلت الكواكب من السموات وأقبل إلى بيت آمنة الغمام , ورأت رجالاً وقفوا في الهواء بأيديهم أباريق من فضة بالسلاسل الذهبية , فيها ماء من السلسبيل فشربت فزال ما بها من الآلام , ولم تزل السيدة تشاهد من غرائب معجزاته أموراً نورانية , ومن عجيب آياته ما لا تحيط به العقول والأفهام , وذلك في ليلة الإثنين من بعد العشاء إلى طلوع اللمعة الفجرية , فأخذها المخاض ووضعته صلى الله عليه وسلم نوراً يتلألأ كالبدر ليلة التمام , ويجب علينا معشر الحاضرين والسامعين القيام عند ذكر مولده الشريف تعظيماً لقدوم ذاته البهية , فيا سعادة من وقف تعظيماً له على الأقدام.

وَهَذِهِ قَصِيدَةُ تُقَالُ وَقْتَ ذِكْرِ الْقِيَام



صَلاَةُ اللهِ رَبِّى ذِى الْجَلاَلِ

عَلَى نُورِ الهُدى بَاهِى الجمَالِ


وَتَسْلِيمٌ مِنَ الموْلَى الْقَدِيمِ

عَلَى طَهَ الْمُكَمَّلِ بِالْكمالِ


إِمَامِ الْمُرْسَلِينَ وَمُنْتَقَاهُمْ

سِرَاجِ الْعَالمِينَ بِلاَ مُحَالٍ


هُوَ الْبَدْرْ الْمُنِيرُ رَفيعُ جَاهٍ

شَرِيفٌ أصْلُهُ عَالٍ وَغَالي


لهُ وَجْهُ جَمِيلٌ لوْ تَرَاهُ

تَرى قَمَراً مُنِيراً في الْعلالي


لهُ شَعْرُ يُحَارُ الْعَقْلُ فيهِ

وَيَخْتَطِفُ الْفُؤَادَ بِلاَ اخْتِلاَلِ


يَلوّحُ النُّورُ مِنْ وَضْحِ الْجَبين

كحِيلُ الطَّرْفِ مِنْ غَيْرِ اكْتِحَالِ


مُنِيرُ الخَدِّ مَا أَبْهَى ضِيَاهُ

مُتَوَّجْ بِالمهَابَةِ والجلال


بَسِيمُ الثَّغْرِ تَفْلَتُهُ شِفَاءُ

فَصِيحُ النُّطْقِ عَذْبُ فِي المقَالِ


لهُ عُنُقُ مُنِيرُ كَوْكَبِىُّ

ظَرِيف آخِذُ فِى الإعْتِدَالِ


وَقَلْبُ لَيْسَ يَغْفَلُ فِي منامٍ

وفي التَّسْبيحِ دَوْماً فِي اشْتغالِ


سَليمُ الصَّدْرِ مَمْلُوءُ بِعلمٍ

وَحِكْمَتُهُ تَعَالَتْ عَنْ مِثالِ


كَرِيمُ الْكَفِّ أَجْوَدُ مِنْ سَحابٍ

سَرِيعُ في الْعَطَاءِ وفي النَّوَالِ


لهُ قَدَمُ إلى الطَّاعاتِ يَسْعى

بهِ وَيَقُومُ في دَاجى اللَّيالي


حَبيبى جَلَّ مَنْ سَوَّاكَ خَلْقاً

ولم يَخْلُقْ مَثيلَكَ فى الرِّجالِ


كَسَاكَ الْحُسْنُ أَكْمَلهُ وَخَصَّكَ

بِتَاجِ النُّورِ مَعْ حُسْنِ الْخِصَالِ


وَفَوْقَ المرْسَلِينَ رُفِعتَ قَدْراً

وَكَمَّلَكَ المهَيْمِنُ بِالْكمالِ


فَما في الملْكِ مِثْلَكَ مِنْ رَسُولٍ

حَوَيْتَ الْفَخْرَ وَالرُّتَبَ الْعَوَالي


وَحُزْتَ الْفَضْلَ مِنْ دُونِ الْبَرايَا

وَنِلْتَ الْعِزَّ مَعْ كلِّ الأَمالي


وَحُبُّكَ يا حَبيبى فَرْضُ عَيْنٍ

وَقَلْبى فِيكَ مَشْغُولُ وَبالي


أَنَا عَبْدُ ضَعيفُّ مِنْ ذُنُوبى

وَجِسّمى مِنْ عَظِيم الذَّنْبِ بالي


وَلاَ أَدْرِى أَعَفْوُ أَمْ جَزَاءُ

وَلاَ في الحشْرِ أَدْرِى كَيْفَ حالي


أَنَا ابْنُ مُحَّمدٍ أُدْعى المنَاوي

أَنَا مِنْ صالح الأعمالِ خالي


أَنَا الْعَبْدُ الذَّلِيلُ وَأَنْتَ جَاهُ

أَنا في الْعالمينَ سِوَاكَ مالي


أنا يا مُصْطَفى كَثُرَتْ ذُنُوبى

وَأَرْجُو الْعَفْوَ مِنْ مَوْلَى الموالِي


فَكُنْ لِى شافِعاً يا مُصْطَفانا

وَعَوناً فِي المهِمَّاتِ الثِّقالِ


فَمَنْ لِى أَرْتَجِيهِ لِكَشْفِ ضُرِّي

وغَوْثي فى الشَّدَائِدِ وَالنَّوَالِ


عَلَيْكَ صَلاَةُ رَبِّى كلَّ وَقْتٍ

معَ التسْليمِ في كلِّ المَجالِ



ولما بدا من بطن أمه كالشمس البهية , سقط على يد أم عبد الرحمن ابن عوف أحد البررة الكرام , فسجد لمولاه على الأرض وأومأ بطرفه إلى السماء العلية , وفي ذلك الرَّفْعِ إشارة إلى علو قدره والمقام , ثم عطس فقال : الحمد لله رَبِّ العالمين بفصيح العربية , فقالت له الملائكة : يرحمك رَبُّكَ يا خير الأنام , ثم غشيته سحابة من النور فأخذته الملائكة فغيبته عن أمه ساعة زمانية , وطافوا به جميع الكائنات فعرفه أهل السماوات والأرضيين وكل منهم في محبته هام , ثم ردته الملائكة إلى أمه وهو ملفوف في ثياب خضرٍ سندسية , وَمَلَكُ يقول : يا عز الدنيا ويا شرف الآخرة من قال بمقالتك وشهد بشهادتك حشر تحت لوائك يوم الزحام , وولد نبينا صلى الله عليه وسلم ظريفاً مختوناً مسروراً مكحول العينين بكحل العناية الربانية , كامل الجمال مستوراً بالهيبة والجلال التام متخلقاً بأخلاق الأنبياء من فصاحة وفطانة وسخاوة ندية , وقوة وشجاعة وعفة وسماحة وحسن قوام , وقيل ختنه جده عبد المطلب يوم سابع ميلاده وسماه مُحمَّدَّا وصنع وليمة وبذل فيها همته الجهدية , فسئل عن ذلك فقال : رجوت أن يُحْمدَ فى السماوات والأرض وقد حقق الله رجاءه وما رام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 196 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 14  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط